Translate

الأحد، 24 نوفمبر 2024

ج5و6و7و/. كتاب العباب الزاخر الصاغاني

 

ج5و6و7/كتاب العباب الزاخر الصاغاني 

 عنس مذكرة كأنّ عفاءها ... سقطانِ من كنفي ظليمٍ جافلِ وسقطاْ اللّيال: رواقاه. وسقط السّحاب: حيثُ يرى طرفه كأنه ساقطَ على الأرضْ في ناحيةِ الأفقِ. وكذلك سقطَ الخباءِ. والسقّط - بالتحريك - : الخطأ في الكتابةِ والحسابِ، يقال: تكلمَ بكلامٍ فما سقطَ بحرفٍ. والسقطَ ؟أيضاً - : رديءُ المتاعَ. والسقاط والسقطيّ: بائعه، ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه كان يغدو فلا يمر بسقاطِ ولا صاحبِ بيعةٍ إلاّ سَلّم عليه. البيعْة من البيعِ كالرّكبةِ والجلْسةِ من " الركوبو " الجلْوس: والسقاط - أيضاً - : السيفُ الذي يسْقطَ من وراءِ الضريبة يقطعها حتى يجوز إلى الأرضْ، قال المتنخلُ الهذلي يصف سيْفاً: كلْونِ الملْحِ ضرْبتهُ هبيرِ ... يبرّ العظمَ سقاط سراطي والسقطةُ: العثرة. والسقطة: الثلْج والجليدُ، قال: وليلةٍ يا ميّ ذاةِ طلّ ... ذاةِ سقطٍ وندىً مخضلّ طعمُ السرى فيها كطعمِ الخل والمرأةُ السقيْطة: الدنيئةُ. وقال ابن دريدٍ: سقاطة كل شيءٍ - بالضم - : رذالتهُ. وسقاطُ النخْلِ: ما سقطَ منه. وسقاطُ كلّ شيءٍ وسقاطتهُ: ما سقطَ منه. وقيل: السقاّط جمعُ سقاطةٍ، قال المتنخّلُ الهذليّ: إذا ما الحرْجفُ النكباءُ ترميْ ... بيوتَ الحيّ بالورقَ السقاطِ ويروْى: " السّقاطِ " بالكسرْ: جمع ساقطٍ. ويقال: سقطّ وسقاطّ كطويْلٍ وطوالٍ. وساقطةَ - ويقال: ساقطةَ النعل - : موْضعّ.وتقولُ العربَ: فلانّ ساقط ابنُ ماقطِ ابنِ لاقطٍ: تتسابّ بها، فالساَقطُ عبدْ الماقطِ والماقطَ عبدّ اللآقطِ واللآقطُ عبدّ معتقّ. وعن أنس - رضي الله عنه - أنّ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - مرّ بتمرةٍ مسقْوطةٍ مثل قولهِ تعالى: )كان وعده مأتيّاً(. أي آتياً، وقيل: مسقوطة بمعنى النسب؛ أي ذاة سقوطٍ كجاريةٍ مغنوجةٍ أي ذاةِ غنجٍ؛ ولا يقال: غنَجْتها، ويمكن أن يكون من الإسقاط مثل أحمهّ الله فهو محمومّ. ويقال: أسْقطت الشيْءَ من يدي، وجوز الأخفش: أسْقط في يديهْ مكان سقط في يديه. وقال أبو عمرو: لا يقال أسقطَ بالألفِ على ما لم يسْم فاعله، وأحمدُ بن يحيى مثله. وأسقطت النّاقة وغيرها: إذا ألْقت ولدها. وأسْقط؛ في كلامه: من السقط يقال: ما أسقط حرْفاً؛ عن يعقوب، كما يقال: ما سقط بحرفٍ، قال: وهو كما تقول: دخلتُ به وأدْخلته وخرجْتُ به وأخْرجته وعلوت به وأعليته. وساقطه: أي أسْقطه، قال ضابيءُ بن الحارثِ البرجميّ: يساقطَ عنه روقةُ ضارياتهاِ ... سقاط حديدِ القيْنِ أخوْلَ أخْولا والسقاط: العثرةُ والزلة كالسقطة، قال سويدُ ابن أبى كاهلٍ اليشكريّ كيف يرجون سقاطي بعدْما ... لاحَ في الأسِ بياضّ وصلَعْ والسقاط في الفرس: اسْترخاءُ العدوٍ. وسقاط الحديث: أنْ يتحدثّ الواحدُ وينّصتَ الآخر فإذا سكت تحدث السّاكتُ، قال الفرزدق؛ إذا هنّ ساقطنَ الحديث كأنه ... جنى النحلِ أو أبكْارُ كرمٍ تُقطفّ وقرأ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - : )يُساقطْ عليكِ رطباً جنيا " وكذلك قرأ ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - ، أي يساقط الله عليك، أي يسقطْ، وقرأ حفضّ: " تساقطْ " بالتاء، وقال ثعلبة بن صغير بن خزّاعي يصفُ ظليماً: يبري لرائحةٍ يساقطُ ريشها ... مرّ النجاءِ سقاط ليْف الآبرِ ويسقطه: أي طلب سقطه، قال جريرّ: ولقد تَسقّطني الوُشاةُ فصادفوا ... حصراً بسركِ يا أميمْ ضنيناْ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمةَ: سَمعتْ بنا فأزالها عن حالها ... نَفثاتِ مكرِ الكاشحِ المتسقطِ ويروْى: " لفتاتِ " . وقال أبو المقدامِ السلَميّ: تسقطتَ الخيرَ: إذا أخذَته قليلاً شيئاً بعد شيءٍ. والإساقط: السقوطُ، قال الله تعالى: )تُساقطَ عليك رطباً جنياً( وقرأ حمادّ ونصيرّْ ويعقوبُ وسهلّ: " يساقط " بالياء المنقوطةِ باثْنتين من تحْتها، وكذلك التساقطَ، وقرأ حمزةُ: )تَساقطً عليك( بفتحِ التاء وتخفيفِ السيْن. والترْكيب يدلّ على الوقوعْ. سقلطسقلاطون: من نواحي الروْم تنسبُ إليها الثيابُ. والسقلاطُ: السجلاط، وقد ذكرَ. سلط: السلْطان: الوالي، يذكر ويؤنث والتأنيثُ أغْلب، فمن أنثّ قال: قضتْ به عليك السلْطانُ وقد آمنتهْ السلْطانُ، من ذكر قال: سلْطانُ جائرّ. قال الفرّاء: من ذكره ذهبَ به إلى معنى الرجلّ ومن أنثه ذهبَ به إلى معنى الحجة. وقيل: من ذكره ذهب به إلى معنى الواحد ومن أنثه ذهب به إلى معنى الجمع. وقال محمد بن يزيد: ومعنى الجمعِ في ذلك أنه جمعُ سلَيطٍ مثال قفيزٍ وقفزانٍ وبعيرٍ وبعْرانٍ. قال الأزهري: ولم يقل هذا غيرهُ، وقد جمعَ على سلاطين مثال برهانٍ لأن مجراه مجرى المصدرَ، وقوله تعالى: " سلْطاناً مبيْنا " أي حجةّ، وقوله جلّ ذكره: )هلك عني سلْطانيه( أي حجتيه وقال اللْيث: من العربِ من ينصبُ ياء الإضافة كقولك: سلْطاني ظاهرّ؛ في الرفعٍ والنصبُ والجرّ على حالٍ واحدةٍ لأنه نصبّ بغير إعراب، ومن العرب من يقف على كل حرفٍ لزمه الفتحُ بغير إعرابٍ؛ إذا سكتوا عنه اعتمدوا على الهاءِ كقولك: جاء غلاميه وجلس ثمةْ؛ وأشباهُ ذلك كثيرةُ، لأنهم أرادوا بيانَ الصرفّ في الوقوفِ وكرهوا أن يمدوا فتَصْير ألفاً ولم يقدرِ اللسانُ أن يقف على الحركة وكانت الهاء ألين الحروف لأنها إنما هي من نفيس فوقفوا واعتمدوا عليها، فإذا وُصِلَت سقطت، ومنهم من يحذف الياء في الإضافة فيقول: " غلام " في الحالات كلها. ومنهم من يقول: " غُلاميْ " بسكون الياء. قال: والسلْطانُ قدرْة الملك من جعلَ ذلك له وإن لم يكن ملكاً؛ كقولك: قد جعلت لكُ سلْطاناً على أخذِ حقي من فلانٍ. وقال ابن دريدٍ: سلطانُ كلّ شيءٍ: حدتهُ وسطوْته، ومنه اشْتقاقُ السلْطان. وسلْطان الدمِ: تبيّغه. وسلْطان النّارِ: الْتهابها. قال: وللسلْطانِ في التنْزيلٍ موضع. وقال غيره: يقال للخلْيفة سلطانّ لأنه ذو السلْطان أي ذو الحجةِ، وقيل: لأنه به تقامُ الحججُ والحقوقُ، وكلّ سلْطانٍ في القرْانِ معناه الحجة النيرةُ. وقيل: اشتقاقهُ من السلْيطِ وهو دهنُ الزيتِ لإضاءته. وقوله تعالى: " لولا يأتون عليهم بسلْطانٍ بينٍ " أي هلاً يأتون على الآلهةِ التي اتخذوها بحجاجٍ واضحٍ. والسلْطانُ في قولِ أبى دهيلٍ الجمحيّ: حتىّ دفعْنا إلى ذي ميعْةٍ تئقٍ ... كالذئبِ فارقهُ السلْطان والروْحُ القوّةُ. ورجلّ سلْيط: أي فَصيْحّ حديدُ اللّسان. وامرْأةّ سلْيطة: أي صخابة. وقال ابن دريدٍ: السلْيط للذكرِ مدحّ وللأنْث ذَمّ، والمصدر: السلاطة والسلْوطة وقد سُلط - بالضمّ - وسلِط - بالكسرْ - . والسلْيط: الزيتُ عند عامة العرب، وعند أهلِ اليمن: دهن السمْسم، وقال ابن دريدٍ وابن فارسٍ في المقاييسْ: السلْيط بلغةِ أهلِ اليمن: الزيتُ؛ وبلغة من سواهم من العرب: دهن السمْمسم. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الأمرْ على خلافِ ما قاله ابن دريدٍ، فاني سمعتُ أهل مكةَ - حرسها الله تعالى - وأهلَ تهامة واليمن يسمون دهن السمْسمِ: السلْيطْ وقال ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - في صفةِ عليّ - رضي الله عنه - : وكأن عينيه سرَاجا سلْيَط. وقد كتبَ الحديث بتمامه في ترْكيب ح م ش. وقد يجيء في الشعرْ السلْيطَ والمرادُ به الزيتُ، قال امرؤ القيسْ: أصاحِ ترَى برْقاً أرِيكَ وميْضهُ ... كلَمْعِ اليدينْ في حبيّ مكللِ يضْيْءُ سناهُ أو مصابيحُ راهبٍ ... أمالَ السلْيطَ بالذبالِ المفتلِ وقال ابن حبيبَ: " أو مصابيحِ " . وروى الأصمعيّ: " كأنّ سناهُ في مصابيحْ راهبٍ " يريدُ: كأنّ مصابيحَ راهبٍ في سناهُ؛ فقلبَ. ومن أبياْتِ الكتابِ: قولُ الفرزدقِ يهجوُ عمرو بن عفرى الضبيّ؛ لأنّ عبد الله بن مسْلمٍ الباهلي خلعَ على الفرزدقَ وحملهَ على دابةٍ وأمرَ له بألف درهمٍ، فقال له عمروّ: ما تصنْع الفرزدق بهذا الذي أعْطيته؛ إنما يكفْيه ثلاثون درهماً يزنيْ بعشرةٍ ويأكل بعشرةٍ ويشربُ بعشرةٍ، فقال: ولكن ديافي أبوه وأمة ... بحورْان يعصرْنَ السلْيطَ أقاربه ديافُ: من قرى الشام؛ وقيل: من قرى الجزيرة، وقوله: يعصرْنَ السلْيط كقوْلهم أكلوْني البراغيثُ.وقال النابغةُ الجعْديّ رضي الله عنه: أضاءتْ لنا النّارُ وجهاً أغَرّ ... ملتبساً بالفؤاد التبِاسا يِضُيْءُ كضْوءِ سراجَ السَلْيطِ ... لم يجعْلِ الله فيه نحاسا وقال تميمُ بن أبي بن مقبلٍ: بِتناْ بديرةٍ يضْيءُ وجوْهنا ... دسمُ السلْيط على فَتيلِ ذبالِ ويرْوى: " دفوفها " يعْني دفوف الرمْلةٍ. وقال ابن عبادٍ: السلائطُ: الفرانيّ والجرادقُ الكبار، الواحدُ سلْيطة. وقال ابن دريدٍ: وقد سمتِ العربُ سلْيطاً وهو أبو بطنٍ منهم، وأنشدَ: لا تَحْسبني عن سلْيطٍ غافلاِ وأنشدَ غيره للأعورِ النبهانيّ - واسمه عتابّ - يهْجو جريراً: فقلتُ لها: أميّ سلْيطاً بأرْضها ... فَبئسَ مناخُ النّازلينَ جريرُ ولو عندْ غسان السليطّي عرست ... رَغا قَرَنٌ منها وكاسَ عقيرُ أراد: غَسان بن ذُهيلْ السلْيطيَ أخا سلْيطِ ومعْنٍ. وقال جرير: انّ سلْيطاً مثله سليطُ ... لولا بنو عمروْ وعمروّ عيِطُ قلتَ ديافيونَ أو نبيطُ أرّادَ: عمرو بن يربوْع وهم حلفاءُ بني سلْيط. وقال جريرّ أيضاً يهجوهمُ: جاءتْ سليطُ كالحميرِ تردِمُ ... فقلتُ: مهلاً ويحكمُ لا تقدمُ إني بأكْل الحائنين الذْمُ ... إن عُدّ لومّ فَسلْيط ألأمُ ما لكم أسْتّ في العلى ولا فم وقال ابن دريدٍ: امرأةُ سلطانة: إذا كانت طويلةَ اللّسانِ كثيرةَ الصخَبِ. وقال الجمحيّ: السلاطُ: النصالُ التي ليستْ لها عيورْة - والعَيرُ: النّاتئ في وسطها - ، الواحد: سلّط - مثال كتفٍ - قال المتنخلُ الهذلي يصفُ المعابلَ: مأوْبِ الدّبرِ غامضةٍ وليستْ ... بمرهفةٍ النصالِ ولا سلاطِ وقال المتنخّل أيضاً في رواية الجمحيّ: غَدوْتُ على زَازئةٍ وخوفٍ ... وأخْش أن ألاقي ذا سلاطِ أي: على عجلةٍ، وقال ابن حَبيبَ: أي على غلطٍ من الأرْض، ويرْوى: " زيازيةٍ " بلا همْز. وحافرّ سلطّ: وقاحّ، قال الأعْش يمدحُ قيسَ بن معْديْ كرَب: هو الواهبُ المائةَ المصْطفاةَ ... كالنّخلِ طافَ بها المجتْرمْ يضمّ الغلامُ حشاهُ لها ... كما رعدَ الرّئحُ المهْتزمَ وكلّ كميْتٍ كجذْعِ الطريقِ ... يرْدي على سلطاَتٍ لثمْ الطريق من النخلِ فوق الجبارِ. وقيل: السلّطات: الحداد، وكل حديدٍ فهو سليطْ.ويقال للرّجلِ إذا كانَ حديداً: إنه لسلْيط، ومنه قولُ النّابغةِ الجعْديّ - رضي الله عنه - يصفُ فرَساً: مُدلاً على سَلطاتِ النسوْرِ ... شُمّ السّنابكِ لم تقلبِ ويرْوى: " مدلّ " . والسلْط: موضعّ بالشامِ، ويقال له السّنط بالنونْ. وقال ابن عبادٍ: السلْطة - بالكسرْ - : السهْمُ الدّقيق الطويلُ، وجمعها سلط وسلاطّ. قال: والسلطة: ثوب يجعل فيه الحشيشْ والتبنُ وهو مستطيلّ. ورجلُ مسلُوط اللّحية: أي خفيفُ العارضينَ. والساليط: أسْنانُ المفاتيح. وقال غيره: السلطليطْ: المسلطُ، وقيل: العظيمّ البطنِ. وسلطته على فلانٍ تسلْيطاً: أي جعَلتُ له عليه قوة وقهراً، قال رؤبةَ: أعْرِض عن الناس ولا تسخيطِ ... والناسُ يعتون على المسلّط أي على ذي السلْطانِ فأعْرض عنهم ولا تسخطْ عليهم، ويقال: سلطته فتسلْطَ. والترْكيبُ يدلُ على القوة والقهرِ والغلبةَ، وقدِ شّ عنه السليْط للدّهْن. سمرطابن عبادٍ: رجلّ مسمرْطُ الرأس: طويلةُ. سمطسميساطُ: بلدة على شاطئ الفراتِ غربيةُ في طرفَ بلاد الرّوم سمطالسّمط: الخيط مادام فيه الخرزَ؛ والأ فهو سلّكّ، والجمعُ سموطّ، قال طرفةُ بن العبدْ: وفي الحيّ أحْوى ينفضُ المردْشادنّ ... مظاهرُ سمْطي لؤلؤٍ وزبرجدِ وقال ابن دريدٍ: السمطُ: واحدُ السموطُ وهي السيْور التي تعلق من السرْج. والسموْطُ: المعاليقُ من القلائدِ، قال: وصادْيتُ من ذي بهجةٍ ورقيتهُ ... عليه السموطُ عابسٍ متغضبِ وسموْطُ العمامةِ: ما أفضلَ منها على الصدْرِ والكتفْينِ. وقصيدةُ سمْطيةُ: وهي كما قال: وشيبةٍ كالقسمِ غير سوْدَ اللّممَ ... دَاويتها بالكتمِ زوْراً ويهناْنا وسمطت الجديْ اسمطهُ وأسمطه سْمطاً: إذا نظفته من الشعرَ بالماءِ الحارّ لتشويهُ؛ فهو سمْيط ومسمْوطُ. وعن أنسٍ - رضي الله عنه - أنه قال: ما أعْلمُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أكلّ شاةً سميطاً ولا خُبزَ له مرققَ حتىّ لحق بالله. والسمّيط من النعالِ: الطاق الفردُ بلا رقعةٍ. ونعلّ سمط وأسماط: وهي التي ليستْ بمخصوفةٍ، عن ابي زَيدٍ، وأنشدَ: بيضُ السوَاعد أسماطّ نعالهمُ ... بكلّ ساحةِ قومٍ منهم أثر وسراويلُ أسماطّ: غير محشوةٍ، قال جساسُ بن قطيبٍ يصفُ حادياً: معتجراً بخلقٍ شمْطاطِ ... على سراويلَ له أسماطِ وقال ابن شميلْ: السمطُ: الثوبُ الذي ليستْ له بطانة؛ طيلسانّ أو ما كان من قطنٍ، ولا يقالُ: كساءّ سمط ولا ملحفة سمطّ؛ لأنها لا تبطنُ. وأبو يزيد شرُحبيلُ بن السمط بن الأسودِ الكندي ؟رضي الله عنه - : له صحبةُ، وأهلُ المغرب من أصحاب الحديث يقولون: ابن السمطِ ؟مثال كنفس - منهم أبو عليّ الغساني، والصوابُ فيه السمطُ بكسر السين. ومنه روبةُ يصف صائداً خَفيف اللّحْمِ نحيلَ الحسْم وردَتْ عليه الحمرُ: جاءت فلاقتْ عنده الضآبلا ... والخيس يطوي مستسراً باسلا سمطاً يربي ولدةَ زعَابلا والسميط: الآجرُ القائمُ بعضهُ فوق بعضٍ، قال أبو عبيدٍ: هو الذي يسمىّ بالفارسّةِ: البراسْتقَ. وقال الأصمعي: السّامطُ: اللبنُ إذا ذهبَ عنه حلاوةُ الحليبِ ولم يتغير طعْمه، والسينْ مبدلة من الخاء. وقد سمطَ اللبنَ يسمطُ سمموْطاً قال: وناقة سمط - بضمينِ، مثالث علطٍ - وأسماطّ أيضاً: لا وسمَ عليها. وقال الليثُ: السماط: معروفّ. وقال غيرهُ: السماطانِ من الناس والنخلَ: الجانبانِ، يقال: مش بين السماطينِ، ويقال: همَ على سماطٍ واحدٍ: أي على نظمٍ واحدٍ، قال روبة: في مصمعداتّ على السماطِ وسمطَ: حلفَ، يقال: سمطتَ على أمرٍ أنت فيه فاجرّ، وذلك إذا أوكد اليمن وأحْلطها. وقال ابن الأعرابيّ: السمطُ: الصمْتُ عن الفضول، يقال: سمط سمطاً وأسْمطَ وسمطّ تسمْيطاً: إذا سكتَ. وسمطت الرجل يميناً على حقي: أي استحلفته. وقال أبو عمرو: المسمط: المرسل، وأنشد لرؤبة: ينْضُو المطايا عنق المسمَّط ويقال: سرت يوماً مسمطاً: أي لا يعُوجني شيء. وقال الليُث: الشعر المسمط: الذي في شطر البيت أبيات مشطورة أو منهوكة، مقفاة ثم تجمعها قافية مخالفة لازمة في القصيدة حتى تنقضي، كقول امرئ القيس قصيدتين على ذلك البناء تسميان المسمطين وصدر قصيدة مصراعان في بيت ثم سائره ذو سموطٍ، قال: ومُستَلْئمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْح ذيْلهُ ... أقمتُ بعضبٍ ذي سفاسق ميلهُ فجَعْتُ به في مُلْتقى الحي خَيْلهُ ... تركْتُ عتاقَ الطَّيرِ تحجُل حوْلهُ كأنَّ على سرْباله نضخَ جرْيال ولم يذكر المسمطة الأخرى. هذا أخر كلام الليث، وقد روى الأزهري في كتابه على الوجه الذي ذكره الليث تقليداً. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ليس هذا المسمط في شعر امرئ القيس بن حجر ولا في شعر من يقال له امرؤ القيس سواه. وقال المُبرَّدُ: من أمثال العرب السائرة: حكمك مسمطاً للرجل يجوز حكمه وهو على مذهب لك حكمك مسمطاً أي متمماً الا أنهم يحذفون منه لك. وقال ابن شميل: يقال للرجل: حكمك مسمطاً، قال: معناه مرسلاً يعني به جائزاً، قال: ويقال: سمط غريمه: أي أرسله. وسمطت الشيء: علقته على السموط. وتسمط تعلق. والتركيب يدل على ضم شيء إلى شيء وشدة به. سمعطاسْمَعَطَّ العجاج: إذا سطع. واسمعط الرجل واشمعط: إذا امتلاً غضباً واْسَمعَّط واشْمَعَطَّ الذكر: إذا اْتمهل ونعط. سمهطسُمْهُوْطُ: قرية كبيرة غربي نيل مصر على الشط. سنطالسَّنُوْطُ والسَّنٌوطُّي والسُّنَاطُ والسَّنَاطُ: الكوسج الذي لا لحية له أصلاَ، وجمع السنوط: سنط وأسناط. وقال ابن الأعرابي: السنط - بضمتين - : الخفيفو العوارض ولم يبلغوا حال الكواسج، وفعله سنط - بالضم - . وقال الأصمعي: رجل مسنوط: إذا كانت لحيته قليلة في الذقن ولم يكن في العارضين شيء. والسُّنَاطُ - بالضم - : لقب شاعر من شعراء قرطبة، وأسمه الحسن بن حسان. وقال ابن عبادٍ: السنوط: دواء معروف. وسنُوْطى - مثال هيولى - : لقب عبيد من المحدثين، ويقال فيه: عبيد بن سنوطى. وقال غيره: السنط - وقيل: السلط - : موضع بالشام. وقال الدينوري: أهل مصْر يسّمونَ القَرظَ: السنْطَ: يقال: الصنطُ أيضاً، وهو أجودُ حطيهم، ويدْيغوَنَ به أيضاً، وهو اسْمّ أعْجميّ. قال الصغاَني مؤلفَ هذا الكتاب: هو معربُ " جندْ " بالهنديةٍ. والسنْطةُ: قريتانِ من قرى مصرْ. والسَنط - بالكسرْ - المفضلُ بين الكف والساّعدِ. وقال ابن فارسٍ: السّين والنونُ والطاءُ ليس بشيءٍ إلاّ السناطّ وهو الذي لا لحيةْ له. سوطالسوْطُ: الذي يضربُ به، والجمعُ أسوْطّ وسياطّ. وقولهُ تعالى: )فَصبّ عليهم ربكَ سوطْ عذَابٍ( أي نَصيبْ عذَابٍ، ويقال: شدّته، لأنَّ العذابَ قد يكونُ بالسوْط. وقال الفراءُ هذه كلمة تقولها العربُ لكل نوعٍ من العذاب تدخلُ فيه السوطَ جرى به المثلُ والكلامُ، ونرى أنَّ أن السوط من عذابهم الذي يعذبونْبه، فجرى لكلّ عذابٍ؛ إذ كان فيه عندَْهم غايةّ العذاب، فالسوْطَ: اسْمّ للعذابَ وإنْ لم يكن هناك ضربّ بسوطٍ، وقال المتنخلُ الهذليّ يصفُ موراً: كأنّ مزاحِفَ الحياَتٍ فيه ... قُبيلَ الصبْحِ أثارُ السّياطِ وقال رويةُ: إذا اسْتزَدْناهنّ بالسّياطِ ... في رهجٍ كشَققِ الرّياطِ وسُطته أسوْطهُ سوْطاً: إذا ضربتهَْ بالسوْط، قال يصفُ فَرساً: فَصوبتهُ كأنهّ صوبُْ غَبْيةٍ ... على الأمْعَزِ الضّاحي إذا سيطْ أحْضرا صوّبتهُ: أي دفعتهُ في العَدْوِ في صَببٍ من الأرض. وقال ابن دريدٍ: السوّطْ مصدرُ سطتَ الشيْءَ أسوْطه سوْطاً: إذا خَلطتَ شَيْئينِ في إناءٍ ثم ضَربتهماّ بيدكَ حتىّ يختلطا، وبه سميَ السوْطُ الذي يضرَبُ به لأنه يسوطُ اللّحْم بالدمّ، وأنشدّ غيرهُ لكعبِ بن زهيرٍ - رضي الله عنه - : لكنهاّ خَلةّ قد سيِطَ من دَمهاِ ... فَجْعّ ووَلْعّ وإخْلافّ وتَبْديلُ والمسْوطُ والمسِوْاطُ: الذي يخلطُ به. وروِي عن مجاهدٍ في تَفسير قولهْ تعالى: )أفَتتخِذونهَ وذريتهَ أولياءَ من دُوْني( قال: أولادُ إبليس خمسةّ: داسّمِ والأعْوَرُ ومسْوَطّ وبترّ وزَلْنبورُ،قال سُفْيانُ: داسْمّ والأعْورُ لا أدْري ما عملهما، وأما مسوْط فَصاحبُ الصخَبِ، وبترّ صاحبُ المصائبِ، وزَلنبورُ يفلاق بين الرّجلُ وأهلهِ ويبصرّ الرّجلُ عْيوبَ أهلهِ. وقال ابن عبادٍ: المسْوطُ من الخيلْ: الذي يدّخرُ فلا يعْطه إلاّ بالسوِطْ. وقال ابن السكّيت: يقال أموالهمْ سويْطةُ بينهم: أي مخْتلطةُ. وقال اللّيثُ: السويْطاءُ - قال ابن دريدٍ: السريطاءُ بالراء مثالُ المريطاء - : مرقةّ كثيرّ ماؤها وثمرتهاّ وهي ما يجعلُ فيها من بصلٍ وحمصِ وسائرٍ الحبوبِ. ودارِةُ الأسْواطِ: بظهرِ الأبرقِ بالمضْجع تناوحهاُ حمةُ، وهي برقةّ بيضاءُ ابني قيسْ بن كعبْ بن أبي بكرْ. والأسْواطُ: مناقعُ المياهِ. وقال ابن عبادٍ: ساطتْ نفسي تسوطُ سوطاناً إذا تقلصتْ. وما يتعاطيانِ سوْطاً واحداً: أي أمراً واحدً. وسوطْ الغدْيرِ: فَضلتهُ. وسوْطَ من ماءٍ: قد خبطَ وطرقَ، والجمعُ سياطّ. وإذا خلطَ إنسان في أمرْ قيل: سوطَ أمرهِ تسوْيْطاً، قال: فَسُطها ذَميمَ الرّأي غيرَ موُفقٍ ... فَلسْتَ على تسْويطها بمعانِ والتركيبْ يدلّ على مخالطةَ الشيْءِ الشيْءَ. سيط: سيوطُ - ويقال: أسْيوطُ - : قريةّ جليْلةُ من صعيدِ مصْرَ. وسياطّ المغنيّ: مغنِ مشهّورّ. فانْ جعْلته جمعَ سوطٍ فموضعُ ذكرهٍ الترْكيبُ الذي قَبْله. شبطالشبوطُ والشبوطُ: - كالقدّوْس - : والقُدّوسِ والسّبْوحِ والسّبُوح والذّروْحِ والذّرّوْحٍ ضرْبُ من السّمك، وزادَ اللّيثُ: دقيقُ الذنبِ عريْضُ الوسِط لينُ المسْ صغيرُ الرّأس كأنهّ البرْبطُ، وإنما يشبهُ البرْبطُ إذا كان ذا طوْلٍ ليس بِعَريْض بالشبوْطِ، الواحدةُ: شبوْطةّ. وقال أبو عمرَ في ياقوُتةِ الجلْعَمِ: شباطُ وسباطُ: اسمُ شَهْرٍ من الشهورْ بالرّوْميةُ، وقال: يصرفُ ولا يصرفُ. وشبيوْطُ - مثالُ كدْيونٍ - : حْصنّ من أعمالِ أبدَةَ بالأنْدلس. شحطالشَّحطُ والشُّحوُطُ: البعدُ، يقال: شحطَ شَحْطاً وشَحطاً وشُحوْطاً: إذا بعدَ، قال العجاّج: والشَّحْط قطاعّ رجاءَ منَ رَجاَ ... إلاّ احْتضارَ الحاجِ منْ تحوجا وقال حفصّ الأمويّ: أشحْطة ما يزالُ مفجوها ... يبدْي تباريحْ كنتَ تخْبوها وقال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارثِ العكلي على قودٍ تتقتقُ شطرَ طنءٍ شأى الاخْلامَ ماطِ ذي شُحُوْط وقال أبو زَبيدٍ حرملةُ بن المنذلرِ الطائي: منْ مبلغَ قومناْ النّائين إذ شحطْوا ... أنّ الفؤادَ إليهم شيقّ ولعُ وقال النابغةُ الذَبيانيّ: فكلّ قَرِينةٍ ومقرّ إلفٍ ... مفارِقهُ إلى الشحْطِ القرينُ وقال رؤبةُ: من صَوْنكَ العرْض بعيْدُ المشْحطِ وقال العجاجُ يصفُ كلاناً هربيْ من ثورٍ كرّ عليها: فَشٍمْنَ في الغبارُ كالأخْطاطِ ... يطلْبنْ شأوَ هاربٍ شحاّطِ وقال اللّيثْ: الشّحْطةُ: داءُ يأخذُ الإبلَ في صدُوْرِها لا تكاد تنْجو منه. ويقال لأثَرِ سحج يصيبُ جنْباً أو فخذاً أو نحو ذلك: أصابتهْ شحطةَ. وقال غيره: شحَطتُ البعيرَ في السوم حتى بلغْتُ به أقص نهاهُ في الثمنِ؛ أشحْطاً، ومنه حديثُ ربيعةَ أنهّ قال في الرّجلُ يعتقُ الشقصْ من العبدِ: إنه يكون على المعتقِ قيمةُ أنصباءِ شركائهُ يشحطُ الثمنُ ثم يعتقُ كله يريدُ: يبلغُ بقيمةِ العبدَ أقصْ الغايةِ. وقيل: معنىَ: " يشحطُ " يجمعُ، من شَحَطتُ الإناءَ وشمطته: إذا ملأته،عن الفرّاء. وقال ابن الأعرابيّ: شحطتهْ العقربُ: أي لدَغتهْ. وشحطَ الطائرُ: أي سقسقَ، وأنشدَ لرّجُلٍ جاهلّي من بني تميمٍ: وميلْدٍ بين مؤْماةٍ بمهلكةٍ ... جاوزتهُ بعلاةِ الخلقِ عليانِ كأنما الشحْط في أعلى حمائرهِ ... سبائبُ الريطِ من قزّ وكتانِ والشّاحطُ: بلدّ باليمن. وشوّاحط: حصْنّ بها مطلّ على السحوْلُ. وشوّاحط - أيضاً - : جبلّ قربَ السّوارِقيةِ كثيرُ النمورِ والأراوى وفيه أوْشالّ. ويومُ شواحطٍ: من أيام العرَبِ وشواحطّ في قولِ ساعدةَ بن العجلاْنِ يخاطبُ حصيبْاً: غَداة شوُاحطٍ فَنجوْت شدّاً ... وثوبكَ في عباِقيةٍ هريدُ بلَدّ. وعباقيةُ: شجرةّ، ويرْوى: " عماقيةَ " . وشواحَطة: قريةّ من أعمال صنْعاءَ وقال أبو عمرو وابن دريدٍ: الشحْطُ والشّحْطُ: الذّبْحُ ويقال: المشْحوطُ: اللبنُ الذي يصبُ عليه الماءُ، وأنشدَ أبو عمرو: متى يأتهِ ضيْفّ فليس بذائقٍ ... لّماجاً سوى المشْحُوطِ واللبنِّ الادْلِ والمشُحط - بالكسرْ - : عودّ يوضعُ عند القضْيبِ من قُضبانِ الكروِ يقيهِ من الأرض، عن الليثْ وقال الطاّئفي: الشحْطُ: عودّ يرفَع به الحبلة حتىّ تَستقلّ إلى العرَيشْ: وقال أبو الخطاب: شحَطتها: أي وضعْتُ إلى جنْبها خَشبة حتّى ترتفعَ إليها. وقال الليثُ: الشحْطَ: الاضْطرابُ في الدمِ. وقال غيرهُ: يقال جاءَ فلان سابقاً قد شحطَ الخيلَ: أي فاتهاَ. ويقال: شّحَطتْ نبو هاشمٍ العربَ: أي فأتوهم فضلاً وسبقوْهم. وشحطُ: أرضُ لطيءٍ، قال امرؤ القيس: فهلَ أنا ماشِ بين شحطَ وحيةٍ ... وهل أنا لاقٍ حيّ قيسِ بن شمّرا ويرْوى: " بين شوطٍ " ، وقيسُ بن شمرّ: هو ابن عمّ جذيمةَ بن زهيرٍ وشْيحاطُ - وقيل: سيْحاط - : موْضعّ، والصوَابُ بالإعْجام والشّوْحطُ: ضرْبّ من شجرٍ الجبالِ. وقال اللّيث: الشوْحطُ: ضرْبّ من النبِع. وقال المبردُ: يقال إنّ النبعَ والشّوْحطَ والشريانَ شجرةَ واحدةّ ولكنهاّ تختلفُ أسماؤها بكرمِ منابتهاِ، فما كانَ في قلةِ الجبلِ فهو النبعُ؛ وما كان في سفْحهِ فهو الشريْانُ؛ وما كان في الحضيْض فهو الشّوْحطُ. وقال الأصمعيّ: من أشْجار الجبالِ الجبالِ النبْعُ والشّوْحط والتألبُ، قال أوْس بن حجرَ: وبانّ وظيّانّ ورنْفّ وشوْحطّ ... ألفّ أثيث ناعمّ متغَيلُ ويرْوى: " متعبلُ " أي قد سقطَ ورقه. وقال روبة: عوجاً كما اعْوَجتْ قياسُ الشوْحَطِ وقال الأعشى: وجيادًا كأنهاّ قُضبُ الشّوء ... حَطِ يحْملنَ شكةّ الأبطالِ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامرِ بن هرْمةَ: ومكان محْتطبِ الإماءِ غيْمةً ... شدّتْ سماوَتها عصيّ الشوْحطَ وقال تميم بن أبي بن مقيلٍ يصفُ قوساً: وعاتقٍ شوْحطَ صمّ مقاطعهاُ ... مكسوةٍ من جيادٍ الوشيِ تلْوينا عارَضتهاُ بِعنودٍ غيرِ معتلثٍ ... يزينُ منه متوْناً حين يجرْينا والشّوحَطةُ من الخيلْ: الطوّيلةُ والشّمْحطُ والشمْحاطُ والشمْحوُطُ: الطويلُ، والميمُ زائدةُ عند بعضهم. وسنعيدُ ذكرهَ - إنْ شاء الله تعالى - فيما بعدُ. وأشْحَطته: أبْعَدْتهُ وشحطهُ تشحْيطاً: ضرّجهَ بالدمّ، فَتشَحطّ هو: أي تضرجّ به واضْطرَبَ فيه. ويقال للوَلدِ إذا اضْطربَ في السلى: هو يتشحطَ فيه، قال النابغةُ الذبياني يصف الخيلَ: ويقذّفْنَ بالأفْلاءِ في كلّ منزلٍ ... تشّحطُ في أسْلائها كالوصائلِ الوصائل: البروْدُ الحمرُ فيها خطوطَ خُضرً؛ وهي أشبهُ في النّاس خاصةً. والتركيبُ يدلُ على البعدَ وعلى اختلاطٍ في شيءٍ واضْطرَابٍ. شرطالشرْطُ: معْروفّ، والجمعُ شروْطَ وفي المثلِ: الشرطُ أملكَ عليكَ أمْ لكَ، يضَربُ في حفظْض الشرطْ يجرى بين الإخوانِ. وشرُوطّ: جبلّ. وذو الشرطِ: عديّ بن جبلةَ بن سلامةَ بن عبد الله بن عُليمْ بن جناب بن هبلَ بن عبد الله بن كنانةَ ابن بكرْ بن عَوفْ بن عذرةَ بن زَيدِ اللأت بن رفيدةَ بن ثَورْ بن كلبْ بن وبرةَ بن تغلبَ الغلباءِ بن حلْوانَ ابن عمرانِ بن الحافِ بن قضاعَةَ، وقد رأسِ، وكانَ له شرَطّ في قومهُ ألاّ يُدفنَ ميتّ حتى يكون هو الذي يخطّ له موْضعَ قبرهِ، فقال طعْمةُ بن مدفعَ بن كنانة بن بحرْ بن حساّن بن عديَ بن جبلةَ في ذلك: عَشيةَ لا يرْجوُ امرؤ دَفْن أمهِ ... إذا هي ماتتَ أو يخطَ لها قبرَا وكان معاوية - رضي الله عنه - بعث رسولاً إلى بهدْلِ بن حسّان بن عديّ بن جبلةَ يخطبُ إليه ابْنته؛ فأخْطأَ الرّسولُ فذهبَ إلى بحدلَ بن أنيقٍ من بني حارِثة بن جنابٍ، فزَوّجه ابنته ميسْون فولدَتْ له يزيدْ، فقال الزهيرِيّ ألاّ بهْدلاّ كانوا أرادوا فضُللتْ ... إلى بحْدل نفسُ الرسولِ المضللِ فَشتاّنَ إن قايسْتَ بين ابن بحدلٍ ... وبين ابن ذي الشرْط الأغرّ المحجلِ وقد شرطَ عليه كذا يشرطَ ويشرطُ. وشرطا النهرِ: شطاّه. وشرطَ الحاجمُ يشرطُ ويشرطُ: إذا بزَغَ. والشرطَ ؟بالتحريك - : العلامةُ. وأشراطُ السّاعَةِ: عَلاماتها، قال الله تعالى: )فقد جاءَ أشراطها( أي علاماتها. والشرطُ - أيضاً - : رذالُ المالِ كالدبرِ والهزيلِ وقال أبو عبيْدٍ: أشراطُ المالِ: صغارُ الغنمِ وشرارهاُ، وفي حديث النبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: ثلاث من فعلهنّ فقد طعم الأيمانَ: من عبد الله وحدهَ؛ وأعْطى زكاةَ مالهَ طيبةَ نفسه رافدةَ عليه كلّ عامٍ ولم يعطِ الهرمةَ ولا الدرنةَ ولا المريضةَ ولا الشرطَ اللّئيمةَ. اسْتعارَ الطعمْ لاشتماله عليه واسْتشعارِه له؛ أي الرّذيلةَ كالصغيرةِ والمسنةِ، قال جريرّ: ترَى شرطّ المعزى مهورَ نسائهمْ ... ومنْ شرطَ المعزىْ لهنّ مهورُ ويروى: " ومن قَزمِ المعزْى " وقال الكميتُ: وجدتَُ النّاس غيرَ ابنيْ نزارٍ ... ولم أذممهمُ شرطَاً ودوْنا والأشراطُ: الأرْذالُ، ويقال: الغنمّ أشراطُ المالِ. والأشراطُ - أيضاً - : الأشرافَ، قال يعقوب: وهذا الحرفُ من الأضدَادَ والشرطانِ: نجمانِ من الحمل؛ وهماقرْناه، والى جابنِ الشماليّ منهما كوكبّ صغيرّ، قالت الخنساءُ: ما رَوْضة خَضراءُ غَض نباُتها ... تَضمّنَ رياّ هالها الشرطانِ ومن العربَ من يعدهُ معهما فيقول: هذا المنزلُ ثلاثةُ كواكبَ ويسيهاَ الأشراطَ، قال العجاجُ: أذَاكَ أو موَلعّ موْشيّ ... جادله بالدبلِ الوسميَّ من باكرِ الأشراطِ أشراطيّ ... من الثرياّ أنقضّ أودَلويّ " و " قال رؤبةُ: لنا سرِاجا كلّ ليلٍ غاطِ ... وراجساتُ النّجمِْ والأشرَاطِ وقال الكمَيتُ: هاجتْ عليه من الأشرّاطِ نافجةُ ... بفلْتةٍ بين إظلاَمٍ وإسْفاَرِ وقال ذو الرمةّ: حواءُ قرْحاءُ أشراطيةّ وكفتْ ... فيها الذّهابُ وحفّتها البرَاعيمُ يعنى روضةً مطرتْ بنوءْالشرطينَ، وانما قال " قرْحاء " لأن في وسطها نورْاً أبيضَ وزهراً أبيضَ مأخوذّ من قرْحة الفرسَ، و " حوّاء " لخضرةِ نباتهاِ. وأما قولُ حسان بن ثابت - رضي الله عنه - : مع ندامى بيضَ الوُجوهِ كرّامٍ ... نبهوا بعدَ خَفقةِ الأشراطَ فيقال: إنما أرادَ بها الحرسَ وسفلةَ النّاس، الواحدُ: شرطَ ؟بالتحريك - ، وأنشدَ الأصمعيّ: من قزمِ العالمَ أو من شرطهْ والصّحيحُ: أنه أرادَ ما أرادَ الكميتُ وذو الرمةِ، وخفقتها: سقوْطها، وأنشدَ ابن الأعرابيّ: أشاريطُ ملْ أشاراطِ طيءٍ ... وكانَ أبوهمْ أشرطاً وابْنَ أشرطا وشرِط - بكسرْ الرّاء - : إذا وقعَ في أمرٍ عظيمٍ. والشروطُ: مسيلّ صغيرّ يجيءُ من قدْرِ عشرِ أذْرُعٍ وقال ابن دريدٍ: بنوُ شريْطٍ: بطنّ من العربَ. والشريطَ: ما يشرجُ به السريرُ؛ وهو خوْص مفتول، فأن كانَ من ليْفٍ فهو دسار، وقال مالك ؟رحمه الله - : لقد هممتُ أن أوْصي إذا متُ أنْ يشدّ كتافي بشريْطَ ثم ينطلقَ بي إلى ربيّ كما ينطلقُ بالعبدِ إلى سيّدهِ. وقال ابن الأعرابي: الشريطَ: العتيدةُ للنساءَ تضعُ المرأةُ فيها طيبهاَ وأدَاتها. وشريطَ: قرية من أعمالِ الجزيرة الخضراء بالأندلسُ. والشريطْ: العيبةُ أيضاً، قال عمرو بن معْدِيَ كرب - رضي الله عنه - : فَزينكِ في شريْطكِ أمّ بكْرٍ ... وسابغةَ وذو النونينِْ زَينيَ وقال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العكليُ: ومن ثهتتُ به الأرْطالُ حرْساً ... ألاّ ياعَسْب فاقعةِ الشرْيطَ ونهى رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - عن شريْطةِ الشْيطانِ وقال: لا تأكلوا الشريْطةَ فأنها ذَبيْحةَ الشيطانِ. وهي الشاةُ التي أثر في حلقها أثر يسْيرّ كشرْطَ المحاَجمِ من غير إفرءِ أوْداجٍ ولا إنهارِ دَمٍ، وكانَ هذا من فعلْ أهلِ الجاهليةِ يقطعونَ شيئاً يسْيراً من حلقها فتكونُ بذلك الشرْط ذكيةّ عندهم، وهي كالذّبيحْة والذكيةِ والنطْيحة وقيل: بيْحت الشرْيطة هي أنهم كانوا يشرطونهاْ من العلةِ فإذا ماتتَ قالوا قد ذَبحْناها. والشريْطة: الشرْطُ. ورجلّ شرْواطّ: أي طويلّ، قال جسّاسُ بن قطيبْ يصفُ القلصُ: يلحْنَ من ذي ذّنبٍ شرواطِ ... صاتِ الحدَاءِ شظفِ مخلاطِ وقال ابن عبادٍ: الشرواطُ: السرْيعُ من الإبل. " ذّنبُ " : صوْتهُ وجلَبته عليهنّ. والمشرطُ والمشراطُ: المبْضعُ. وقال ابن عبادٍ: المشاريطُ: أوائلُ كلّ شيْءٍ، الواحدُ: مشرَاطّ. وأخذْتُ للأمْرِ مشارِيْطهُ: أي أهبتهَ. والشُرطة - بالضمّ - : ما اشْترطتّ، يقال: خذْ شرْطتكَ. والشرطيّ والشرطةُ: واحدُ الشرطُ. وقال الأصمعيّ: سموا بذلك لأنهم جعلوا لأنفسهم علامةً يعرفونَ بها. وقال أبو عبيدْةَ: سمواُ شرطاً لأنهمّ أعدّوا. وفي حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: الشرّطُ كلابُ النّارِ ومن أمثال الموَلدينْ: لا تعلمِ الشرْطي التفَحص ولا الزطيّ التلّصص والشرْطةُ: أوّلُ طائفةٍ من الجيشْ تحْضرُ الوقعةَ. وفي حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وذكرَ قتال المسلمين الروْمَ وفتحَ قُسطنْطينيةَ فقال: يستمدِ المؤمنون بعضهم بعضاً فَيلتقونَ وتشرطُ شرطةّ للموتِ لا يرجعونَ إلاَّ غالبينْ، قال أبو العيالِ الهذليّ يرثي ابن عمهّ عبدَ بن زهرُةَ: ألاّ للهِ دركَ منْ ... فتىَ قومٍ إذا رهبوا وقالوا من فَتىً للثغْرِ ... يرقبناُ ويرتقبُ ولم يوْجدْ لشرْطتهمْ ... فتىً فيهم وقد ندبوُا فّكنتَ فَتاهُم فيها ... إذا تدْعى لها تَثبِ وأشرطَ من إبله وغَنمه: إذا أعدّ منها شيئاً للبيعْ. وأشرطَ فلانّ نفسه لأمْرِ كذا: أي أعْلمها له وأعَدّها. وأشرطَ الشجاعُ نفسهُ: أعْلمها للموتِ، قال أوسْ بن حجرَ: وأشترطَ فيها نفسهَ وهو معصمّ ... وألْقى بأسْبابٍ له وتوكلاّ قال الأصمعيّ: ومنه سميَ الشرطَ وأشتْرطَ عليه: أي شرَطَ. وتشرّطَ في عملهَ: تأنقَ. واسْتشرطَ المالُ: فَسد بعْدَ صلاحٍ. وشاَرطه: شرطَ كلّ واحدٍ منهما على صاحبهِ. والترْكيبُ يدلّ على علمٍ وعلامةٍ وما قاربَ من ذلك. شططشطّتِ الدّارُ تشطُ وتشطّ شطاً وشّطوْطاً: بعدْتْ، قال: تَشطُ غداً دارُ جيرْاننا ... وللَدّارُ بعْدَ غَدٍ أبْعدُ وقال آخرُ: شطّ المزارُ بجدْوى وانتْهى الأمَلُِ ... فلا خيالّ ولا عَهْد ولا طللُ ويقال: شطَطت عليّ في السوم: أي أبعْدتَ. وقال أبو عمرو: الشّطط: مجاوزةُ الحدَ والقدْرِ في كل شيءٍ. ومنه حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وسئلَ عن رجلٍ ماتَ عن امرأته ولم يدخلْ بها ولم يفرضْ لها الصدّاق قال: إنّ لها صدَاقاً كصداقِ نسائها لا وكسْ ولا شططَ وإنّ لها الميراثَ وعليها العدةَ. وقرأ الحسنُ البصْريّ وأبو رجاءٍ وقتادةُ وأبو حيوةَ واليماني وأبو البرهسْمِ وابن أبي عبلةَ: " ولا تشططْ " بفتح التاءِ وضمّ الطاء الأوْلى. ومنه حَديث تميمِ بن أوْسٍ الدّارِي - رضي الله عنه - حين كلمهُ رجلّ في كثرة العبادةَ؛ فقال تميمّ: أرَأيت إن كنت أنا مؤمناً قوياً وأنت مؤمنّ ضعيفّ أفَتحْماُ قوّتي على ضَعْفكَ فلا تَسْتطْيعَ فَتنبتّ؟ أو أرأيتْ إنْ كنتُ أنا مؤمنا ضّعْيفاً وأنت مؤمنّ قويّ أإنكَ لشاطيّ حتىّ أحْمل قوتكَ على ضعْفى فلا أسْتطيعَ فأنْبتّ، ولكنْ خذْ من نفسكَ لدْينكَ ومن دْينكَ لنفسكَ حتىّ يستْقيم بك الأمْرُ على عبادةٍ تُطْيقها، أي إنكَ لجائرّ عليّ حين تحملُ قوتك على ضعْفي. أتريْدُ أنْ تحملَ قوتكَ على ضَعْفي حتى أتكلف مثلَ عملكَ فهذا جوْرّ منك. يعْني للضعفٍ أنْ يتكلف مباراتهَ؛ فانّ ذلك يترُكه كالمنبتّ، ولكنْ عليه بالهوْينى ومبلغِ الطاّقةِ. وقال أبو زَيدٍ: شَطّني فلانّ يشطيّ شطاً وشطّوْطاً: إذا شقّ عليك وظلمكّ والشطَ: جانبٍ الوادي والنهرِ والبحرِ والسنامِ، وكلّ جانبٍ من السنامِ شطّ، وأنشدَ الليْثُ: ركوبْ البحْرِ شطاً بعْدَ شطّ وقال أبو النجْم: كأنّ تحتَ ثوبها المنعطَ ... إذا بدا منه الذي تغطي شطاً رميتَ فوقهَ بشطّ ... والجمعّ شطوطّ والشطوطَ - بالفتح - والشطوْطى - مثالُ خَجوْجى - : النّاقةُ الضخّمةُ السنامِ، والجمعُ: شطائطَ، قال: قد طلحته جلةَ شطائطُ وقال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العُكلي: فلا تومرْ ممارَتي وبوّلي ... فليس يبوْءُ بخّسّ بالسوُطْ والشطّاطُ - بالفتحْ - والشّطةَ - بالكسرَ - البعْدُ. وفي الحدَيث: أنّ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - كان يتعوّذُ من وعْثاءِ السفرَ وكآبةِ الشطةِّ وسُوْءِ المنقّلبِ. وقال ابن دريدٍ: الشّطشاطُ - زَعَموا - طائرّ؛ وليس بِثَبتٍ والشّطاطُ والشّطاطُ: اعْتدالُ القامةِ، يقال: جاريةً شاطّةَ بينةُ الشطّاطِ والشطّاطِ، قال المتُنخلُ الهذَليّ: لهوْتُ بِهنّ إذ ملّقي ملْيحّ ... وإذْ أنا في المخْيلةِ والشطاّطِ وشَطّ: قرْيةّ باليمامةِ وشَطّ عثمانَ: موْضعّ بالبصرةَ، وهو عثمانُ بن أبى العاص الثّقفيّ - رضي الله عنه - . وأشطَ في القضيةَ: أي جاَرَ، قال الله تعالى: )ولا تشْططَ(. وأشطَ في السوْم: أي أبْعدَ، وهو أكثرُ منَ شطَ فيه، قال: ألا يا لقومٍ قد أشطّتْ عواذْلي ... ويزْعُمنَ أنْ أوْدى بحقيَ باطلي وأشطوّا في طلبي: أي أمْعَنوا. وشططّ تشَطْيطاً: بالغَ في الشّططِ، وقرأ قتادَةُ: )ولا تشططْ( بضمّ التاء وفتحْ الشّيْن وشاطهُ: غالبهَ في الاشتطاطِ، وقرأّ، وقرأَ زرّ بن حُبيشْ: " ولا تشاطِطْ " واشْتط: أي أبعدَ والتركيبُ يدلُ على البعَدِ وعلى الميلْ شلطاللّيْث: أهلُ الجوْف يسموْنَ السّكينْ: الشلْطَ، وقال في ترْكيب ش ل ح: الشّلْحاَءُ السيفُ بلُغة أهلِ الشّحرِ والشلْطاءُ هي السّينُ، وتبِعه ابن عبادٍ، وأنكرَ ذلك الأزْهري قال: والشلْطةُ: السْهم الدقيقُ وجمعهاُ شلّطَ شمحطابن دريدٍ: الشمْحطُ والشمْحاطُ والشمْحوطُ: الطويلُ. وذكرَ بعضهم أنّ الميمَ زائدةّ. شمشطشمشاطُ: بلدّ من بلادِ ربيعةَ قريبّ من ديارِ بكرٍ. شمط: الشمطَ: بياضُ الرأسِ يخالطُ سواده، والرجلُ أشمطُ، وقد شمطِ - بالكسرْ، وقومّ شمطّ وشْمطانّ؛ مثلُ أسودَ وسودٍ وسوْدانٍ وأبيضَ وبيضٍ وبيضانٍ وأعْمى وعميٍ وعمْيانٍ وأعْورَ وعوْرٍ وعوْران وأكْسحَ وكسْحٍ وكسْحانٍ وأصمّ وصُمّ وصماٍ. وقال اللّيثُ: الشمطُ في الرجلِ: شَيبْ اللّحْيةِ وفي المرأةِ شيبُ الرّأسِ، لا يقال للمرأةِ شيباءُ، ولكنُ شمْطاءُ، وأنشدَ غيرهُ لعمروَ بن كلُثومٍ: ولا شمْطاءُ،لم يترُكْ شقاها ... لها من تسَعةٍ إلاّ جنيناْ والشمْطاءُ: فَرس دريدٍ بن الصمةِ، وهو القائلُ فيها: تَعللت بالشمْطاء إذْ بانَ صاحبيِ ... وكلّ امرئ قد بانَ أوبانَ صاحبهُ وشمطتُ الشيءَ أشمطه شمْطاً: خَلطتهُ، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول لأصحابه: أشمطوا، أي خُوْضوا مرةّ في غَريبٍ ومرةً في شعْرس. وكلَ خلْيطْينِ خلطتهما فقد شمطتهماَ فهماَ شميطَ. والشميطُ - أيضاً - : الصبْحُ، قال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارثِ العكليّ: ألم تزادْ لاء نعاثِ الخليْطِ ... ليثعلَ بالغطاطِ أو الشّمْيطَ وسمي شميطْاً لاختلاطَ بياضهِ بباقي ظلامةَ الليلْ، قال الكميتُ: وأطلعَ منه اللياحُ الشمِيطُ ... خُدُوْداً كما سُلّتِ الأنْصلُ والشَميط من الألْبانِ: الذي لا يدْرى أحامضِّ هو أمْ حقيْنّ من طْيبهْ. وقال اللّيثُ: الشميْطَ من النبات: ما رأيتَ بعضهَ هائجاً وبعضهَ أخْضرَ. قال: وقد يقالُ لبعضْ الطيرِ إذا كان في ذَنبهِ سوادّ وبياضّ: إنه لشميطَ الذّنابي، قال طُفيلُ بن عوَفٍ الغنويّ يصفُ فرساً: كما انكشْفَتْ بلْقاءُ تحْمي فلَوّها ... شَمْيطُ الذنابي ذَاةُ لوْنٍ موْلعَ شَمْيطُ الذّنابي جوْفتْ وهي جوْنةّ ... بُنقبةِ دْيباج وريطٍ مقُطعِ قال ابن دريدٍ: قولهْ: " شمْيطُ الذّنابي " أي شعْلاءُ، والتجْويفَ: ابيضاضُ البطنِ حتىْ ينحْدرَ البياضُ في القوائم. وشُميطّ - مصغرّاً - : حصْنّ من أعمالِ سرقَسطةَ بالأندُلسُ. والشُّمَيطَ - أيضاً - ويقالُ: - الشَّمِيطَ - : نقاُ ببلادِ أبي عبد الله بن كلابٍ، قال أوْسُ بن حجرِ يصفُ القتلى: كأنهمُ بين الشمْطَ وصارةٍ ... وجرثمُ والصوْبانِ خُشبّ مصرّعُ وشميْط بن بشيرْ وشميطْ بن العجلان البصري: من أصحابِ الحديثِ. وأجرْيتُ طلقاً وشمْطوطاً: بمعنىّ. والشمْطوطُ: الطويلُ. والشماطيطْ: القطعِ المتفرقةُ، الواحدُ: شمْطيّط. يقال: ذَهبَ القوْمُ شماطيطَ وجاءتِ الخيلُ شماطيطْ: أي متفرقةَ إرْسالاً. الواحدُ شمطْوط. قال الأعْش: تباُري الزّجاجَ مغاَويرُها ... شمّاطيطْ في رهجٍ " كالدّخنَ " وصارَ الثوبُ شماطيْطَ: إذا تشققَ، الواحدُ: شمطاطّ، قال جساَسُ بن قطيبٍ يصفُ حادياً: معْتجراً بخلقٍ شمْطاطِ ... على سرَاويلَ له أسماَطِ وقال ابن دريدٍ: يقال:هذه قدرّ تسعُ شاةً بِشمْطها - بالفتحْ - : أي بتوايلها، وقال العكليّ: بِشمْطها - بالكسرْ - ، قال ابن دريدٍ: ولم اسمعْ ذلك إلا منه، وهو ابن عبادٍ: شمطّ وشمطَ، وعند غيرهما: شماَطّ. وقال ابن الأعرابيّ: الشمْطانةُ - بالضمّ - : الرطبةُ التي يرطبْ جانبّ منها وسائرها يابسّ. وقال أبو عمرو: الشمطانُ: الرّطبّ المنصفُ. وشمطتُ الإناءَ: ملأتهُ. قال: وشمطت النخلةُ: إذا انْتثر بسرهاُ، تشمطُ. ويقالُ للشجرِ إذا انتثر ورقهُ أيضاً. وشامطّ: لقبُ احمد بن حيانّ القطيعيّ من أصحاب الحديث. واشمطّ الرّجلُ أشمطاطاً: إذا صارَ أشمطَ، قال الأغْلبُ: قد عرفتنيْ سرْحتي وأطّتِ ... وقد شمَطتُ بعدها واشمْطتِ وقال المتنخلُ الهذّلي: وما أنت الغداةَ وذكرُ سلّمى ... وأمْس الرأس منك إلى أشمْطاطِ وكذلك: اشمأطّ - مثالُ اطمأنّ - . والترْكيبُ يدلُ على الخلْطَ. شمعطأبو تُراب: اشمعَط القومُ في الطلبِ واشمعلوا: إذا بادّروا فيه وتفرقوا. واشمعطتِ الإبل واشمعَلتِ: انتشرتْ واشَمعطّ الرّجلُ واسمعطّ: إذا امتلأ غَضباً، ويقال ذلك في ذَكرِ الرجلُ أيضاً إذا أنعظَ. وقال ابن عبادٍ: اشمعطتِ الخيلُ: إذا ركضت تتبادرُ إلى شيءٍ تطلبهُ شنطابن عبادٍ: الشناطَ: المرأةُ الحسنةُ اللّحْمٍ واللوْنِ، والجمع: الشناَطاتُ والشنائطُ. وقال ابن الأعرابيّ: الشُّنُطَ - بضمّتينِ - : اللحْمانُ المنضجةُ. والمشنَّطُ - بفتحْ النونٍ المشددةِ - : الشواءُ شوط يقال: عداَ شوْطاً: أي طلقاً، ومنه حديثُ سليمانَ بن صردٍ - رضي الله عنه - أنه قال: أتيتُ علّياً - رضي الله عنه - حين فَرغَ من مرحىَ الجملِ، فلماّ رَآني قال: تزّحزحْتَ وتربصتَ وتنأنأتَ فكيف رأيتَ الله صنعَ؟ يا أميرَ المؤمنين إنّ الشوْطَ بطيْنّ وقد بقي من الأمور ما تعرفُ به صديْقكَ من عدُوّك، فلما قامَ قلتُ للحسنَ رضي الله عنه - : ما أغَنيتَ عني شيئاً. قال: هو يقول لكَ الآنَ هذا وقد قال لي يومَ التقى النّاسُ ومشَ بعضهم إلى بعضٍ: ما ظنكَ بامرئ جمعَ بين هذين الغارَينْ ما أرى بعدْ هذا خيراً والجمعُ أشواطّ، قال العجاّجُ: والضغّنِ من تتابعِ الأشواطِ وطافَ بالبيتِ سبعْةَ أشوَاطٍ. وقال ابن فارسٍ: كانَ بعضُ الفقهاءِ يكرْهُ أنْ يقالَ طافَ بالبيتِ أشواطاً وكان يقولُ: الشوْطُ باطل والطوافُ بالبيتِ من الباقيات الصاّلحات وقال اللّيث: الشوطْ جريُ مرةٍ إلى الغايةَ، والجمعُ أشوَاطّ، ويستعملُ أيضاً في غير ذلك، وأنشدَ: ونازح معتكرِ الأشواطِ يعني الريحْ. ومن الحجرِ إلى شوطْ واحدّ وقال ابن دريدٍ: يسمى ابن آوّى شوْط براحٍ. فأماّ قولهمُ: " آوِيْ " فَخَطأ. قال: ويقال أهذا الضوءْ الذي يدخلُ من الكواءَ إلى البيوتِ في الشّمْس: شوطُ باطلٍ، وليس بثبتٍ، وقد قالوا: خيطَ باطلٍ، وهو أصحّ الوجهينِ إنْ شاء الله. وقال ابن شمْيلٍ: الشوطُ: مكانّ بين شرفَينَ من الأرض يأخذُ فيه الماءُ والناس كأنهُ طريق طولهُ مقدارُ الدعوةِ ثم ينقطعُ، وجمعهُ الشياطُ، وأصْلهُ شواط قلبتُ الواوُ ياء لانكسارِ ما قبلها؛ كسوطٍ وسياطٍ. قال: ودُخوْله في الأرضِ أنه يواري البعيرَ وراكبهِ ولا يكونُ إلا في سهولِ الأرضُ ينبتُ نَبتاً حسناً. والشوْطُ - أيضاً - : حائطّ معروفّ عند أحُدٍ، ومن ثمّ انْخزلَ عبد الله بن أبي بن سلوْلَ يوم أحدٍ راجعاً، قال قيسُ بن الخطيمِ الأنصاريّ: وبالشوطْ من يثربِ أعيد ... سَتهلكُ في الخمرِ أثمانها وشوْطى: هضبةّ، قال تميمُ بن أبى بن مقيلٍ: ولو تألفُ موْشياً أكارعهُ ... من فدرِ شوْطى بأدْنى دلهاّ ألفاِ وشوْطانُ: موْضعّ، قال كثيرّ: وفي رَسمِ دارٍ بين شوطانَ قد خلتْ ... ومرّ لها عامانِ عينكّ تدْمعُ وشوْطُ - بالضمّ - : موْضعّ ببلاد طيٍْ، قال امرؤ القيسْ: فهلْ أنا ماشٍ بين شوْطَ وحيةٍ ... وهل أنا لاقٍ حيّ قيس بن شمرا ويرْوى: بين شحطَ وحيةَ. وشاّط: حصْنّ بالأندلس. وقال ابن الأعرابيّ: شوطّ الرّجلُ تشْويطاً: إذا طالَ سفرهُ. وقال الكلابيّ: شوْط القدْرَ وشيَطها: إذا أغلاها. وقال ابن عبادٍ: شوطتُ اللّحْمَ وشيطتهُ: أي أنضجتهُ وتشويْطُ الصقيعِ النبتَ: هو أن يحرْقهَ، وكذلك الدّواءُ تذره على الجرحْ. وتشوطتُ الفرسَ: إذا أدمتَ طرْدّه إلى أنْ يعييَ ويلْغبَ. والتركيبُ يدلُ على مضيّ في غير تثبتٍ ولا في حقٍ. شيطشاطَ يشيطْ: أي هلكَ، وأصْلهُ من شاطَ الزيتُ أو السّمْنُ: إذا نضجَ حتّى يحترَقَ؛ لأنهّ يْلكّ حينئذ، قال: أصْفرَ مثلَ الزّيتِ لمّا شاَطا وفي قصةِ يومِ موتهُ: أنّ زيدَ بنَ حارثةَ - رضي الله عنه - قاتلَ برايةِ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - حتّى شاطَ في رِماَح القومْ، قال الأعْشى: قد نخضبَ العيرَ من مكنونِ فائلهِ ... وقد يشيْطَ على أرْماحناِ البطلُ وروى أبو عمرو: " قد نطعنُ العيرَ في " وقولهم: شاطتِ الجزوْرُ: أي لم يبقَ منها نصيبْ إلاّ قٌسمَ، وشاطتِ الجزوْرُ: أي تنفقتْ. وشاطَ فلانّ الدّماءَ: أي خلَطها؛ كأنهّ سفكَ دمَ القاتلِ على دَمِ المقتول، قال المتلمسُ يخاطبُ الحارث بن قتادةَ بن التوْءمِ اليشكريّ: أحارِثُ إنا لو تشاطُ دماؤنا ... تزايلنَ حتّى ما يمسّ دَمّ دماَ وشاطتِ: بمعنى عجلَ. وشاطتِ القدرُ: إذا لصقَ بأسْفلهاِ الشيُْ المحْترقُ. والشياطُ: ريحُ قطنةٍ محترقةٍ. وشيْطى - مثالُ ضيزى - : من الأعْلام. وناقةَ مشياط، وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، وإبل مشاييط. والشيّط - مثال سيدٍ، على فَيعلٍ - : فَرسُ خزَزِ بن لوْذانَ السدُوْسيّ الشاعرِ. والشيّطُ - أيضاً - : فَرسُ أنْيقِ بن جيلةَ الضبيّ. والشيْطانُ: واحدُ الشياطينْ. واختلفواّ في اشتقاقهِ، فقال قومّ: إنه من شاطّ يشيطَ أي هلكَ؛ ووزنه فعلان؛ ويدلُّ على ذلكَ قراءةُ الحسنِ البصريّ والأعْمش وسعيدَ بن جبيرْ وأبي البرهسمِ وطاووسٍ: )وما نزلتَ به الشياطينَ " . قال قومّ: إنه من شطنَ أي بعدَ؛ ووزنهُ فيعالّ وسيذْكرُ ؟إنْ شاء الله تعالى - في حرفْ النونْ. وقال الأزهري: الشيطانِ ؟بتشديدَ الياء المكسورةَ - : قاعانِ بالصمانِ فيهما مساكات لماء السماءَ، قال النابغةُ الجعديّ - رضي الله عنه - يصفُ ناقةً: كأنها بعدما طال النجاءُ بها ... بالشيَطْاينِ مهاةَ سرْولتْ رملا ويروى: " سرُْبلتْ " ، ويروى: " بعدما أفضى النّجاد بها " : أرادَ خطُوْطاً سوْداً تكونُ على قوائمِ بقرِ الوحشْ. ويقال للغبارِ السّاطعِ في السماّء: شَيطْيّ - مثالُ صيفيّ - ، قال يصفُ الخيلَ: تعادي المرّاخي ضمرّاً في جنويهاْ ... وهنّ من الشيْطي عارٍ ولابسُ والإشاطةُ: الإهلاكُ. وأشاط الجزورْ فلان؛ وذلك أنهم إذا اقتسموْها وبقي بينهم سهمْ فيقالُ: من يشيطْ الجزورْ؟ أي من ينفقُ هذا السهْم؟، قال الكميتْ: نطعمِ الجبال اللهيدَ من الكومِ ... ولم ندْعُ من يشيطُ الجزوْرا وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه خَطب فقال: إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرّجلُ المسلم البريءُ، يقال: عاصٍ وليس بعاصٍ، فقال علي - رضي الله عنه - : وكيف ذاك ولما تشتدّ البلية وتظهرِ الحمية وتسبَ الذرية وتدقهمُ الفتن دقّ الرّحى بثفالها؟، فقال عمر ؟رضي الله عنه - : متى يكون ذلك يا عليّ؟، قال: إذا تفقهوا لغيرِ الدينْ وتعلمواُ لغير العملَ وطلبوا الدنيا بعملِ الآخرةَ. من أشاطَ الجزّارُ الجزُوْرَ إذا قطعها وقسمَ لحمها. ورويَ أن سفينةَ مولىْ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - ، ورضي عنه أشاطَ دمَ جزُوْرٍ بجدلٍ فأكله، أي سفكه، وأرادَ بالجدلٍ عوْداً للذّبحِ، والوجهْ في تسْميته جذلاً أنه أخذَ من جدلِ شجرةِ، وهو أصلهاُ بعد ذهابِ رأسها. وأشاطَ القدرَ: أحرقهاَ. وأشاطَ بدمهِ: أي عرضه للقيلْ. وقال الكلابيّ: شوطَ القدرُ وشيطهاَ: إذا أغلاها. وقال آخرُ: شَيطتَ رأسَ الغنمِ وشوطتهُ: إذا أحرقتّ صوْفه لتنظفهُ ويقال: شيطَ فلانّ اللّحْمَ: إذا دخّنه ولم ينضجهْ، قال روَبةَ يصفُ ماءً وردَه: أجنّ كنيئ اللّحْمِ لم يشَيِط وقال الكمَيتُ يهجوُ بنيَ كرْزٍ: أرجوُ لكم أنْ تكونوا في إخائكُمُ ... كلْباً كوَرْهاءَ تقلي كلّ صفارِ لمّا أجابتْ صفيراً كانَ أتيها ... من قابسٍ شيطَ الوجعاءَ بالنّارِ وشيطَ فلان من الهبةَ وتشيطَ: أي نحلَ من كثرةِ الجماعَ وتشيطّ: احترقَ ايضلً، وأنشّدَ الأصمعيّ: بَعدْ انشواءِ الجلدِْ أو تَشيطهْ وغضبِ فلاّنَ واستشاطَ: أي احتدمَ كأنه التهبَ في غَضبهَ وقال الأصمعيّ: هو من قَوْلهمَ: ناقةَ مشياط وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - : إذا اسْتشاطَ السلْطانَ تسلط الشيْطانُ. وقيل في قوَلْ المتنخلّ الهذّليّ: كوَشْمِ المعْصمِ المغتالِ علتْ ... نواشرهُ بوِشمٍِ مسْتشاطِ أي: طَلبَ منه أن يسْتشْيطَ فاسْتشاطَ هذا الوشمُ أي ذهب فيه وتفشى وطارَ كلّ مطير وانتشرَ. ويقالُ: اسْتشاطَ العبيرُ: أي سمنَ واسْتشاطَ الحمامُ: إذا طارَ وهو نَشيطْ وقال ابن شُميلٍ: اسْتشاطَ فلان: إذا اسْتقتلَ، وأنشدَ: أشاطَ دماءَ المسْتَشيطينَ كلهمَ ... وغلّ رَؤوسُ ليقومْ منهم وسلْسلُوا وأما ما روىّ أنَ النبي صلّى الله عليه وسلّم مارُني ضاحكاً مسْتشَيْطاً، فَمعناه: ضاحكاً ضحكاً شديداً. والتركبيُ يدلُ على ذَهابِ الشيْءِ إماّ احتراقاً وإماّ غيرَ ذلك. صبطالخارْزَنجيّ: الصبطُ: الطّويلةُ من أدَاةِ الفدّانِ. صرطالصّراطُ والسراطُ والزّراطُ: الطريقُ، قال الله تعالى: )اهدْنا الصرَاطَ المستقيم(، وقال القعْقاعُ بن عطيةَ الباهليّ: أكرّ على الحروْرِيينَ مهريَ ... لأحْملهمَ على وضحِ الصرَاطِ وأما صرِاطُ الآخرةَ فهو عند أهلِ السنةِ جسْرً ممدودَ على متنِ جهنمَ أحدّ من السيف وأدقّ من الشعر يمر عليه الخلائق فيجوزوه أهلُ الجنةِ على قدْرِ أعمالهم؛ يمرّ بعضهم كالبرقِ الخاطفِ وبعضهم كالريحِ المرسلةَ وبعضهم كجيادِ الخيلِ وبعضهمُ يشتدّ وبعضهم يمشي وبعضهم يزحفُ، وينادي منادٍ من بطنانِ العرشِ: غضوا أبصْاركمُ حتىّ تجوزْ فاطمةُ بنتُ محمدٍ ؟صلى الله عليه وسلّم - ، وتقولُ النّارُ للمؤمن: جزْ يا مؤمنُ فقد أطفأَ نوْرك لهبي، وتزِل وتدْحض عند ذلك أقْدامُ أهل النّار. أجازتا الله تعالى على الصراطِ إجازته من أهلْ النّار. أجازنا الله تعالى على الصراطِ إجازتهَ من اصطفاه من أوْليائه، ورزقناَ شفاعةَ رسلهِ وأنْبيائه. وقال ابن عبادٍ: الصُرَاطُ - بالضمّ - : السْيفُ الطويلُ، وهو بالسْينِ أيضاً صعطاللّحْيانيّ: الصعْوطُ والسعوطُ بمعنىّ واحدٍ. وقال غيرهُ: صعطته وسعْطته وأصْعطتهَ وأسْعَطتهَ بمعنىً واحدِ. صفنطابن عبّاد: الإصْفنطَ والإسفَنطُ: الخمرَ؛ لغةّ روميةّ اسْتعملتهاَ العَربُ، وقد ذَكرَ الشاهدُ في فصل السينَ. صلطابن عباد: صلّطة الله عليه: بمعنى السينَ. صمرطابن عباد: رجلّ مصمْرطُ الرأسِ ومسمْرطُ الرأسِ: وهو إلى الطولِ. صوطالخارْزَنجيَ: الصوّطُ: صوتّ من ماءٍ؛ وهو ماضاقَ منقعهُ وقد انمدّ كالسّوْط. صيط: ابن عبادّ: الصياطُ: اللّغَطُ العالي المرتَفعُ. ضبطضَبطُْ الشيء: حفْظهُ بالحزْم. ورجلّ ضابطَ: أي حازمّ. والضبْطُ: لزوْمُكَ الشيَءَ لا تفَارِقهُ، يقالُ ذلك في كلّ شيْءٍ. وقال ابن دريدٍ: ضبطَ الرّجلُ الشيْءَ يضْبطهُ ضَبْطاً: إذا أخذَه أخذَاَ شديداً. والرّجلُ الضاّبطَ: الشديدُ الأيدُ. وقال غيرهُ: جملّ ضابّطِ: كذلك، وقال أسامةُ الهذّليَ: وما أنا والسيّيرُ في متْلفٍ ... يبُرجُ بالذكرِ الضّابِط ويرْوى: " يعبرُ " أي يرْيه عبرَ عينهْ. وفي المثلِ: أضبطُ من أعمى وأضبط من ذَرةٍ، وذلك أنها تجرماّ هوُ على أضعاَفهاِ، وربماّ سقطاَ من مكان مرتفع فلا ترسلهُ. ويقال: أضْبطَ من عائشةَ بن عثمْ من بنيَ عبد شمْسَ بن سعدٍْ، وكانّ من حدَيثهُ إنهَ سقى إبلهَ يوماً وقد أنزلَ أخاه في الركيةّ للميحِ فازدحمت الإبل فهوتْ بكرةَ منها في البئرِ فأخذَ بذَنبها؛ وصاحَ به أخوه: يا أخي الموتَ، قال: ذاك إلى ذَنبَ البكرةَ؛ يريْدَ: أنه انقطعَ ذَنبهاُ وقعتْ، ثم اجتْذبها فأخرجها. هذه رواية حمزَةَ وأبي الندى. وقال المنذري: هو عابسةُ، من العبوسْ. ولم يذكرُ عائشةَ بن عثمٍ ابن الكلْبي في جمهرةَ نسبٍ عَبد شمسَ بن سعدِ ابن زيدِ مناةَ بن تميمٍ. وأرْضّ مضبوْطةَ: عمها المطرُ. والضّابطُ والأضْبطُ: الأسدُ، وإنما وصفَ بذلك لأنهُ يأخذَُ الفريسْةَ أخذَاً شديداً ويضْبطها فلا تكادُ تفلتُ منه. وقال الأصمعيّ: أخْبرنيَ من حضرَ جنازةَ رَوحِ بن حاتمٍ؛ وباكيتهَ تقولُ: أسدّ أضْبطَ يمشي ... بينَ طرْفاءَ وغيلِ لبسهُ من نَسجِ داود ... كضحْضاحِ المسْيلِ وقال الكمَيتُْ: هو الأضْبطُ الهواسُ فينا شجاَعةً ... وفيمنْ يعادْيهِ الهجفَ المثقلُ واللبؤةَ: ضبْطاءُ، قال الجميحُ - واسمهُ منقدّ - يصفَُ امرأتهَ: أما اذا حردَتْ حرْدي فمجرية ... ضبْطاءُ تمنعُ غيلاً غيرَ مقروْبِ ويروْى: " جرْداء " . وكذلك ناقةّ ضبْطاء، قال: عذُافرةَ ضَبْطاء تخْدي كأنها ... فَنيْقّ غدا السوّامَ السوّارحا وسُلَ النبّي - صلّى الله عليه وسلّم - عن الأضَبطَ فقال: الذي يعملُ بيسارهِ كما يعْملُ بيمينهِ. وقال ابن دريد: رَجلُ أضبطَ؛ ولا أعلمُ له فعْلاً يتصرفُ منه؛ وهو الذي يعْملُ بيدِيهَ جميعاً . وكان عمرُ - رضي الله عنه - أضبطَ وربيعةُ بن الأضبطَ الأشجعيّ: من الأشدّاء على الأسراء، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرْمةَ: هزمَ الولائدُ رأسهَ فكأنمّا ... يشْكو إسارَ ربيعةَ بن الأضَبطِ قال: والأضْبطُ بن كلاب. والأضْبطُ بن قريعْ بن عَوفْ بن كعب بن سعْد ابن زّيدِ مناة بن تميم، شاعرّ مشهورّ، ونبو تميمٍَ يزعمونُ أنهَ اولُ من رأسِ فيهم. والضّبنْطى: القويَ، وبعضهم يجعلُ النونَ والألف زائدتينِ، وسنْعيدّ ذكرهُ إن شاء الله تعالى. والضبْطة والمسةُ والطريدْةُ: من لعبُ العرَب. وتضبّطتُ فلاناً: أي أخذتهُ على حبسٍ مني له وقهرٍ، ومنه حديث أنيسٍ رضي الله عنه: سافر ناس من الأنصار فأرْملوا؛ فمروا بحي من العربَ فسألوهم القرى فلم يقروْهمُ وسألوهم الشرى فلم يبيعُوهم؛ فأصابوا منهم وتضبطوُا. ويقال: تَضّبطتِ الضّانُ: أي أسْرعتْ في المرْاعى وقويتْ. وقال ابن الأعرابيّ: إذا تضَبطتِ المعْزى شبعتِ الإبلُ، وذلك أنّ الضاَنَ يقال لها الإبل الصغرى لأنها أكثر أكلاً من المعزى والمعزلى ألطفُ أحْناكاً وأحْسنُ إراغةً وأزْهد زهداً منها، فإذا شَبعتِ الضانُ فقد أحيّا النّاسُ لكثيرةِ العُشب. ضبعطابن دريدٍ الضّبغطى والضّبغطى - بالعَيْن والغَيْن مقّصوْرتينِ - : كلمةُ يفرعُ بها الصبيانُ. ضبغط: ابن دريدٍ: الضّبعطى والضّبغطى مقصوريتنْ: كلمةّ يفرعُ بها الصبيانُ؛ يقولونَ: جاءكَ ضَبغطى ويا ضَبغطى خذُه، وأنشدَ: وزجهاُ زوَنزكّ زوّنزى ... يجزَعُ إنْ فزّعَ بالضّبغْطى وزادَ غيرهُ: والألفُ للإلْحاق. وقال ابو عمرو: ليس هو بشْيءٍ يعرفَ وكأنها كلمةّ تسْتعملُ في التخويفَ، قال: أشبهَ شيْءٍ هو بالحبرْكى ... يخْضفُ إنْ خوفَ بالضّبغطى والجمعُ ضباَغطُ. وقال ابن بزرْجَ: يقال: ما أعْطيتنيّ إلاّ الضّبغطى مرسلةً؛ فأنث؛ وقال: أي الباطلَ. ضبنطقال ابن دريدٍ في الرّباعيّ: الضّبنطى: القويّ الغليطّ. ؟ ضرطابن دريدٍ: الضّرطُ معروفّ، يقال: ضرطَ يضرطُ ضرْطاً وضريْطا وضرّاطاً. ومن أمثالهمِ: أجْبنَ من المنزَوْفِ ضرطاً، قال: وله حديثّ. قال الصغاّني مؤلفّ هذا الكتاب: قالوا: كان من حديثهّ أنْ نسْوةَ من العربَ لم يكنّ لهنّ رجلُ فزّوجن إحداهنُ رجلاً كان ينامُ الصبْحة فإذا أتينه بصبوحٍ قلنَ: قمْ فاصْطبحْ، فيقول: لو نَبهتننيَ لعاديةٍ، فلّما رَأينْ ذلك قال بعضهنّ لبعضٍ: إنّ صاحبناَ لشجاعّ فتالْين حتى نجربهَ، فأتينهَ كما كنّ يأتينهْ فأيقظنهَ فقال: لولا لعاديةٍ نَبهتننيّ، فقلنَ: هذه نوَاصي الخيلْ، فَجعلَ يقول: الخيلُ الخيلُ ويضرطُ، حتّى ماتَ. وفيه قولّ آخر: قال أبو عبيدةَ: كانت دخَتنوْسُ بنتُ لقيطِ بن زُرارة تحت عمرو بن عمرو وكان شيْخا أبرْص، فوضعَ رأسه يوماً في حجرها وهي تهممّ في رأسه، إذ جحفَ عمروّ وسالَ لعلبهُ وهو بينّ انّائمِ والقظانِ فَسمعهاَ توففّ، فقال: ما قلتِ؟، فَحادتْ عن ذلك، فقال لها: أيسركِ أنْ أفارِقكِ؟، قالت، نعمَْ، فَطلقها، فنكحهاَ رجلُّ جميلّ جسْيذم من بني زُرارة - قال ابن حبيبَ: نكحهاَ عميرُ بن عمارةَ بن معبْدِ بن زُرارة - ، ثمَ إنّ بكر بن وائلٍ أغَاروا على بني دارمٍ وكان زَوْجها نائماً ينخرُ، فَنبهتهُ وهي تظنّ أنَّ فيه خَيراً، فقالتَ: الغارةَ، فلم يزلِ الرّجلُ يحبقُ حتّى ماتَ، فَسميَ: المنزوفْ ضرطاً. وأخذتْ دختنوْس فأدْركهم الحيّ، فطلبَ عمرو بن عَمرً قتلَ منهم ثلاثةَ رَهطٍ وكان في السرعَانِ، فردوهاَ اليه، فَجعلها أمامهَ فقال: أي حليْليْكِ وجَدْتِ خَيرا ... الْعَظيمَ فَيشةً وأبْرا أم الذي يأتي العدُوَّ سيرْا ... فَردّها إلى أهلْها ويقال: إن رجَلُيْنِ من أعرب خرجا في فلاَةٍ فلاحتَ لهم شجرةّ فقال واحدّ منهما للرفَيقة: أي قوماً قد رصدُوْنا، فقال رفيَقهُ: إنما هي عشرةّ، فَظنه يقول: عشرةَ؛ فجعلَ يقول: وما غناءُ اثنيَنِ عن عشرةٍ وضرطَ حتّى نزفَ روحهُ. ويقال: زعمواُ أنه كانتْ تحتَ لجيمْ بن صعْبِ بن عليِ بن بكر بن وائلٍ امرأةَ من عنزةَ بن أسدَ بن ربيعةَ يقال لها: حذامِ بنتُ العتيكَ بن أسلم بن يذكرّ بن عنزةَ بن أسدَ بن ربيعةَ؛ فوَلدتْ له عجلَ ابن لجيمٍ والأوْقص بن لجيم. ثم تزوجّ بعد حذامِ صفيةَ بنت كاهل بن أسدَ بن خزيمةُ، فولدتْ له حنيفةَ بن لجيمْ، ثمّ انه وقعَ بين امرْأتيه تنازُعّ فقالَ لجيمّ: إذا قالتْ حذَامِ فصَدّقوها ... فإنّ القولَ ما قالتْ حذَامِ ويرْوى: " فأنَصتوها " أي: فأنَصتوا لها، فذَهبتْ مثلاً ثمَ إنّ عجلَ بن بلجيمٍ تزوجَ الماشريةَ بنت نهس بن بدْر بن بكرْ بن وائل وكانت قبله عند الأحْزنَ بن عوفٍ العبديّ فطلقها وهي نسءً لأشهرٍ، فقالت لعجلٍ: احفظ علي ولدي، قال: نعمَ، فلما ولدَتْ سّماه عجلّ سعْداً.وشبّ الغلامُ فخرجَ به عجلّ ليدفعه إلى الأحزنِ بن عَوف وينصرف، وأقبلَ حنيفةُ ابن لجيمٍ من سفر فتلقاه بنو أخته عجل فلم يرفيهم سعْداً، فسألهم عنه فقالوا: انطلق به عجلّ إلى أبيه ليدْفعه إليه، فسارَ في طلبه فوجودهَ راجعاً قد دفعه إلى أبيه، فقال: ما صنعتْ يا غشمةُ وهل للغلام أبّ غيرك؟ وجمع إليه بني أخيه وسار الأحزنِ ليأخذَ سعْداً فوجده مع أبيه ومولى له، فأقبلوا فخذله موْلاه بالتنحي عنه، فقال له الأحْزن: يا بنيّ الأحْزنُ: ابنك ابن بوحك الذب يشرب من صبوحك، فذهبت مثلاً، فضرب حنيفة الأحْزن فجذمه بالسيف؛ فحينئذٍ قيل له جذيمة، وضربَ الأحْزنُ حنيفهُ على رجله فحنفها فقيل له حنيفةُ؛ وكان اسمه أثالاً، فلما رأى مولى الأحْزنِ ما أصابِ الأحْزنَ وقع عليه الضراط فماتَ، فقال حنيفة: هذا هو المنزوْفَ ضرطاً، فذهبتْ مثلاً، وأخذ حنيفةُ سعْداً فرده إلى عجْلٍ. ويقال: إنّ المنزُوْف ضرطاً دابةً بين الكلبِ والذئب إذا صيحَ بها وقع عليها الضراط من الجبن وفي مثلٍ آخر: أوْدى العير إلاّ ضرطاً، يضربُ للدليلِ، ويضربُ للشيخ أيضاً؛ وهو منصوبْ على الاْستثناءِ من غير جنسٍ، ويضربُ لفسادِ الشيءِ حتى لا يبقى منه إلا مالا ينفعُ به؛ أي لم يبق من جلدهِ وقوته إلا هذا. وضرْطة الأصمّ: مثل في الندْرةِ، يقال: كانت كضرطةٍ الأصمّ اذا فعلَ فعْله لم يكن فعلها قبلها ولا بعدها مثلها. وقال ابن دريدٍ: رجلَ أضرطُ: خَفيفُ اللّحْيةِ قليلها. وأمرأة ضرْطاءُ: قليلة شعر الحاجبينَ، قال: وقال الأصمعي: هذا غلط، إنما هو رجلَ أطرط إذا كان قليلَ شعرِ الحاجبينْ والاسمُ: الطرطُ، وربما قيل ذلك للذي يقل هدْبُ أشفاره؛ الاّ أنْ الأغلبَ على الغطف. وقال أبو حاتم: هو أضرطُ لا غير. وروي عن ابن دريدٍ أيضاً أنه قال: لسْتُ أعرفُ: قولهم: رجلُ أضرطَ. قال: ونعجة ضريطةُ: أي ضخمةَ سمينةّ. وقولهم في المثل: الأخذَ سريطي والقضاءُ ضريطى؛ فسرَ وذكرتِ الوجوهُ التي يروْى بها في تركيبِ س ر ط. وقال ابن عبادٍ: إنه لضروْطّ ضرُوطّ: أي ضخمْ. وقال ابن دريدٍ: يقال تكلم فلان فأضرطَ به فلانّ: أي أنكرَ عليه قوله، ومنه قولُ عليّ - رضي الله عنه - : أنه دخلَ بيتْ المالِ فأضرَط به وقال: يا صفراءُ اصْفري ويا بيضاءُ ابيضّ غري غيري. أي اسْتخّفْ به وهو أنّ يحْكيّ بفْيهِ فعلْ الضّارطِ هزّءً وسخرِيةّ. ويقال: أضرَطه وضرّطه تضريْطاً: أي فعلَ به فعْلاً حصلَ منه ذلك وكانَ يقالً لعمرو بن هندٍ الملكِ: مضرّطَ الحجارةِ لشدّتهِ وصرامتهِ. وضرّطَ به: أي هزئ به، مثلُ أضرطَ به. ضرعمطابن عبادٍ: الضرّعْمطُ من الألبانِ: الخائرُِ، وهو من الرّجالِ: الشهوْانُ إلى كلّ شيء. والذّرَعْمطُ مثلهَ. ضرغمطفي نوادرِ الأعْرابَ: ضرْغاطةَ من طيْنٍ ووليْخةَ، وهل الوحَلُ. واضْرغطَ الرجلُ: إذا انْتفخَ غَضباً. وقال ابن عبادٍ: اضْرغطّ الرجلُ: إذا انثنى جلدْهُ على لحْهِ. وقال ابن دريدٍ: رجلُ مضرغطّ: ضخمّ لا غناءَ عنده، وأنشدَ: قد بعثوْني راعي الإوزّ ... لكل عبْدٍ مضرغّط كزّ ليس إذا جئتُ بمرْمهزِ مرْمهزّ: مسْتبشرّ. وقال غيرهُ: المضرغّطَ: الكثيرُ اللّحْم. ضرفطابن عباَد: الضرْفاطةُ والضرَافطُِ: البطيْنَ من الرجالّ، وقوْمّ ضرافطةُ. والضرْفطيّ: الضخّمُ الكبيرُ. ولعبةّ لهم تسمىُ الضرّيفْطيةَ. وضرْفط: أوثْقتهَ وشدَدتهَ. والتضرّفطَ: أن تركبَ صاحبكَ وتخرج رجليك من تحت إبطيه ثم تجعلهما على عنقه. ضططالأزهريُّ: الضَّطط - بالتحريك - : الوحل الشديد من الطين ويقال: وقعنا في ضطيطةٍ منكرةٍ أي في وحل وردغة. وقال ابن الأعرابي: الضطط - بضمتين - : الدّواهي ضعطابن عباد: ذعطه وضعطه: إذا ذبحه. ضغط ضغطه يضغطه ضغطاً: إذا زحمه وغمزه إلى حائط أو إلى الأرض، ومنه ضغطة القبر، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : لو نجا أحد من ضغطة القبر - ويروى: من ضمة القبر - لنجا منها سعدُ. وقال القتبي في حديث شريحٍ: أنه كان لا يجيز الاضطهاد ولا الضغطة: الاضطهاد: الظلم والضغطة والعصرة من الغريم؛ وهما أن يمطل بما عليه ويلوي به ثم يقول لصاحب المال: أتدعُ لي كذا وتأخذ الباقي معجلاً، فيرضى بذلك ويصالحه على شيء يدعه له، فكان شريح لا يجيز ذلك ويلزمه جميع الشيء إذا رجع به صاحب الحق عليه ويقول له: بينتك أنه تركه لك وهو يقدر على أخذه. والضاغط: كالرقيب والأمين، يقال: أرسله ضاغطاً على فلان، سمي بذلك لتضييقه عليه وقبضه يده عن الأخذ، ومنه حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : أن عمر - رضي الله عنه - بعث به ساعياً على بني كلاب أو على سعد بن ذبيان: فقسم فيهم ولم يدع شيئاً، حتى جاء بجلسة الذي خرج به على رقبته، فقالت له امرأته: أين ما جئت به مما يأتي به العمال من عراضه أهلهم، فقال: كان معي ضاغط: أي أمين. ولم يكن معه أمين ولا شريك، وإنما أراد - والله أعلم - إرضاء المرأة بهذا القول، وجاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يحل الكذب إلا في ثلاثةٍ: الحرب والإصلاح بين الناس وإرضاء أهله. وقيل: أراد بالضاغط الله تعالى المطلع على سرائر العباد وكفى به أميناً، وأوهم المرأة أنه كان مزموماً بأمينٍ، وهذا من معاريض الكلام. والضاغط في البعير: انفتاق من الإبط وكثرة من اللحم. وهو الضب أيضاً. وقال ابن دريد: بعير به ضاغط: إذا كان إبطه يصيب جنبه حتى يؤثر فيه أو يتدلى جلده. والمضاغط: واحدها مضغط؛ وهو أرض ذات أمسلة منخفضةٍ زعموا. قال: وضغاط ؟بالضم - : موضع. قال: والضغيط: بئر تحفر إلى جنبها بئر أخرى فيقل ماؤها، وقال قوم: بل الضغيط بئر تحفر بين بئرين مدفونتين، وقال الأصمعي: الضغيط بئر إلى جنبها بئر أخرى فتحما فيصير ماؤها منتناً فيسيل في ماء العذبة فيسده فلا يشربه أحد، وأنشد: يَشْربْنَ ماء الأجْنِ والَّضغِيِط ... ولا يَعَفْنَ كّدَرَ المَسِيْطِ وقال ابن عبادٍ: الضغيطة: مثل الضغيغة من النبت والبقل وهي من الطعام: مثل اللبيكة. والضغطة - بالضم - : الشدة والمشقة، يقال: اللهم ارفع عنا هذه الضغطة. وأخذت فلاناً ضغطةِ: إذا ضيقت عليه لتكرهه على الشيء. وقال ابن دريدٍ: تضاغط القوم: إذا ازدحموا. والمضاغطة: المزاحمة، وأنشد: إنَّ النَّدى حيُث ترى الضَّغَاطا ... والتَّرْكيبُ يَدُلُّ على مُزَاحمةٍ بشدةٍ. ضفرطالليث: ضفاريط الوجه: كسور بين الخد والأنف وعند اللحاظين، كل واحد منها ضفروط. وجمل ضفرط - بالكسر - : ضخم البطن رخو، وهي الضفْرطةُ ضفطرجل ضَفيطّ بينُّ الضفاطةِ: أي ضعيفُ الرّأي والعقلِ، قال أبو حزَامٍ غالبُ بن الحارثِ العُكليّ تعادَتْ بالجنانِ على المزُجى ... ويخّفي الخبْءَ بالبدْءِ الضفيطِ يخْفي: يظهرُ، والبدءُ: الدّاهيةَ، وقد ضفطَ - بالضمّ - ، وبلغَ عُمر - رضي الله عنه - أنّ رجلاً اسْتأذَنّ فقال: إني لأراهَ ضَفيْطاً، لأنه كان ينكر قولَ من قال: إذا قعدَ إليك رجلّ فلا تقُمْ حتىّ تستأذنهِ. وقال اللّيثُ: الضفِيطُ، العذْيوْطُ الذي يبدْي إذا جامعَ أهله. وعن ابن سيرين: أنه شهدَ نكاحاً فقال: أينَ ضَفَاطتكمُ، أرادَ الدفّ لأنه لعبّ ولهو فهو راجعّ إلى ما يحمقُ فيه صاحبهُ. وفي حديثّ عمر - رضي الله عنه - : أنهّ سمعَ رجلاً يتعوذّ من الفتنِ فقال: اللهم إني أعُوْذ يك من الضّفاطةِ، أتسألُ ربكّ ألاّ يرزقكّ أهْلاً ومالاً. ذَهبَ إلى قوله تعالى: )إنما أموالكم وأولادكمُ فتنة( وكرهَ التعوذَ منها وفي حديث ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - : لو لم يطالبِ النّاسُ بدمٍ عثمانَ لرمواُ بالحجارة من السماء، فقيلَ له: اتقواُ هذا وأنتَ عاملَ لفلان، فقال: إنّ في ضفطات وهذه إحدْى ضفَطاني. الضّفطةُ للمرةِ كالمْقةِ، وجمعُ الضفْطِ ضَفْطى؛ كصريْع وصرْعى. وفي حديثِ عمرُ ؟رضي الله عنه - : أنّ أصحاب محمدٍ ؟صلّى الله عليه وساّم - تذَاكروا الوترْ، فقال أبو بكرٍ ؟رضي الله عنه - : أماّ أنا فأبْدا بالوتْرِ - وقال عمرُ - رضي الله عنه - : لكنيِ أوترُ حين ينامُ الضفْطى: همُ الحمْقى والنوْكى. والضّفْيطُ - أيضاً - من فحولٍ الإبلِ: السرِيسُ. والضّفْيط: السخيّ، وهو من الأضدَادِ. والضفّاطةُ - بالتشديد - : شبيهةّ بالدجاّلةِ؛ وهي الرفقةُ العظيمةُ. والضّفاطُ: الذي يكريُ الإبل من قريةِ إلى قريةٍ أخرى. وقال ابن الأعْرابيّ: الضفّاطُ: الجمالُ وروي: أنّ ضفاطة - ويرْوى: ضفّاطيْن - قدمواُ المدينةَْ. وقيل: الصّافطةُ: رُذالُ الناس، وكذلك الضّفاطُ، قال جسّاس بن قطيبْ: ليستْ به شماءلُ الضفاطِ وقال ابن شْميلٍ: الصّافطةُ: الأنباطُ كانوا يقدمون المدينةْ بالدرْمكِ والزيتِ وقال ابن المباركِ: الضفاطَ: الجالبُ من الأصلِ والمقاطُ: الحاملُ من قريةٍ إلى قريةٍ. وقيل: الضفّاطُ: الذي يكرْي من منزلٍ إلى منزلٍ أو من ماءٍ إلى ماء، قال: وما كنتُ ضَفّاطاً ولكنّ راكبا ... أناَخَ فأغْفى فوق ظَهْرِ سبيلِ ويرْوى: " ولكنّ طالباً " وقال ابن دريدٍ: يقال للعابّ الدّفَ والصنْجِ: الضفّاطةُ وقال اللّيثْ: الضفّاطُ: الذيقد ضفَط بسلْحِه. وقال غيرهُ: ضفط: أي شدّ. والضفّاطةُ: الإبل الحموْلةُ. وضفَط عليه فلم يزايلهَ: أي ركبهَ وقال ابن شميلٍ: الضفّطُ - مثالُ فلزٍ - : التّارُّ من الرّجالِ. وقال ابن عبادٍ: الصّافط: المسافرُ الذي لا يبعْدُ السفرَ. وتضافطَ عليه اللّحْمُ: أي اكتنزَ. والترْكيبُ يدلُ على الحقِ والجفاء، وقال ابن فارسٍ: وأحْسب أن البابَ كلهّ ممّا يعولُ عليه ضمرطابن الأعرابي: يقال لخطوطْ الجبيْنِ: الضمار يطْث، واحدها ضمروطّ، قال: والضمْروطُ في غيرِ هذا: موْضعّ يختبأ فيه. وقال ابن عبادٍ: الضمْروطَ: المضْيق. والمضمْرطُ الوجهِ: المتشنجه. وكضمْرِطُ العينْين ضنطاللّيثُ: الضناطُ: الزّحامُ الكثير يزدحمونْ على بئرٍ أو نحْوِ ذلك، قال روبةُ: إنيّ لوَرّادّ على الضّناَطِ ... ما كان يرجوُ مائحُ السقاطِ جذْبي دلاءَ المجدِ وانتْشاطي ... مثلَيْنِ في كرينِ من مقاطَ وروى ابن عمرو: السقاَط: أي السفِلة من النّاس؛ الواحدُ: ساقطِ، وقال غيرهُ: الذي يرْجو سقاطي. والضنْطَ والضمْدُ: أنّ تتخذَ المرأةُ صديْقينِ، فهي ضنوّطَ وضمْودّ، قال ابو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكليّ: فَيا قزَ لستْ أحْفلُ أنّ تفحّي ... نَديْدَ فَحْيحِ صهّصلقٍ ضنْوطَ القزةُ: حيةّ تثبُ على الرجال، والصهَصلقُ: الصخابةُ. وقال أبو عبيدةَ: الضنطْ: الضيْقُ، وضنطَ فلانّ من الشحْم ضنطاً، وأنشدَ أبو زيدٍ: أبو بناتٍ قد ضنطْنَ ضنَطا وقال ابن عبادٍ: الضنطَ: النشاطُ. والضنطُ: الشحْمُ. والضّنطَ: الصلفُ. ضوطيقال: في فمهَ ضَوَطّ - بالتحريك - : أي عَوجّ. والأضوطُ والأذْوَطُ: الصغيرُ الفكّ والدقنِ، وقيل: الذي يطولُ حنكه الأعلى ويقصرُ الأسفلُ. والأضْوطُ والأذْوّطُ - أيضاً - : الأحْمقُ. والضوِيطْةُ: العجينَ المسترْخي من كثرةِ الماءِ. وقال ابن السكيتِ: قال الكلابيّ: الضوِيْطةُ: الحماْةُ والطيْن يكون في أصلِ الحوْض. وقال أبو عمرو: الضرِيْطةُ: الأحْمقُ، وأنشدَ الأزْهري: أيردني ذاك الضوِيْطةُ عن هوى ... نفسي ويفعلُ غير فعلِ العاقلِ وأنشدَ ابن السكيت في الألفاظ لرياحٍ: عن هوى نفسي ويمنعني ويفعلُ ما يريدُ ثم قال أبو عمرو: عن هوى نفسي ويفعلُ ما يريدُ شبيْبُ وقال ابن الأنباري: إذا أتيت ب " بمنعني " أسْقطتَ " شبيب " ؛ واذا أتَيتْ ب " شبيب " أسْقَطتَ " يمنعني " ، قال: ورواية أبي عمرو أثْبتُ في العرُوْض. وقال أبو حمزةَ: يقال: أضوِطِ الزيارَ على الفرس: أي زَيرهْ به. وقال ابن عبادٍ: ضوطوا ماشيتهمَ: أي جمعوْها، وتضوّطوا هم. ضيطأبو زَيدٍ: ضاطَ الرجلُ في مشيتهِ، فهو يضيطْ ضيطاناً: إذا حرك منكبيهْ وجسده حين يمشي. وقال ابن عبادٍ: رجلّ ضياطّ: شديدّ. والضياط: الرجلُ الغلْيط، قال نقادةُ الأسدي: قاله ابن السْيرافي. وقال غيرهُ: قال رجلُ من بني شيبانَ، وقال أبو محمدٍ الأسودُ: هو لأبي سعرٍ منظوْر بن مرثدٍ الأسديّ، قال الصغانيّ مؤلف هذا الكتاب: ليس لأبي سعرٍ: حتّى تَرى البَجْباجةَ الضيّاط ... يمْسحُ لماَ حالفَ الاغْباطا بالحرْف من ساعدهِ المخاطا طرطرَجلّ أطرطُ الحاجبينَ وأمرطّ الحاجبينَْ: إذا لم يكنْ له حاجبانِ، قاله أبو زيدٍ، قال: ولا يستغْنَ عن ذكْرِ الحاجبينِ. وقال ابن الأعرابيّ: الطّارطُ: الخفيفُ الشعرِ. وقال بعضهمُ في الأطرطِ: الأضرطُ، ولم يعرفهُ ابو الغوْث. وقال ابن عبادٍ: الأطرطُ الرّقيقُ الحاجبينْ، يقال: طرطَ طرطاً، وأمْرأةَ طرْطاءُ العينْ: قليلةَ شفرِ العين. كذا قال: " شفرْ العينْ " :والصوابُ هدْب العينْ. طلطابن الأعرابيّ: فلانّ أطلطُ: أي أدْهى والطلطئينُ والبرحينُ: الدّاهيةُ. طوطاللّيثُ: الحيةُ، قال يصفُ الزّمامَ: ما إنْ يزالُ لها شأوّ يقومهاُ ... مقوَمّ مثلُ طوْطِ الماءِ مجدوْلُ والطوطُ: القطنُ، قال المتلمسّ: محبوْكةّ حبِكتْ منها نمانمها ... من الدّمقسيّ أو من فاخرِ الطوط وقال رجلُ من جرمْ: صَفْراءَ رجلُ حْيكتْ نمانمهاُ ... من المدَمْقسِ أو من فاخرِ الطوطِ وقال أميةُ بن أبي الصلتْ: والطوط نزْرعهُ أغنّ نباتهُ ... فيه اللّباسُ لكلّ حوْكٍ يعْضدُ والأرْضَ معقلنا وكانت أمناّ ... فيها مفابرناُ وفيها نولدُ ويروىْ: " جراؤه فيه اللبُاس " أي: جوْزتهُ. وقال الدينوريّ: زعمَ بعضُ الرواةَ أنّ الطوطَ أيضاً: قطنُ البرْديّ. ورجلُ طوطْ وطاطُ وقوقُ وقاقً: أي طويلّ. وطاطّ: ذو وجْهينْ. وكذلك الطاطّ: للشديدِ الخصوْمةَ، وللجماِ الهائجِ الرّافع رأسه، قال ذوالرمةّ: فَربّ امرءٍ طاطٍ عن الحق طامحٍ ... بعْينيهِ ممّا عودتهُ أقارِبهُ ركبْتُ به عوْصاءَ ذاةَ كريهةٍ ... وزوْراءَ حتّى يعرفَ الضيمْ جانبهُ وللخفاشِ، وللرجلِ المسْتطيلِ على أصحابهِ، وللرجلِ القليلِ المرُوْءة. والطوطّ: طائر. وقال ابن الأعرابي: طوّط الرجلَ تطويْطاً: إذا أتي بالطاّطةِ من الغلْمان وهم الطوالُ. طيططاط الفحلُ يطيطْ ويطاطُ طيوْطاً: أي هاجَ، فهو جمل طاطّ وطائط، وأنشدَ، الأصمعيّ: لوَ أنها لاقتْ غلاماً طائطا قال: هو الذي يطيطُ: أي يهدرُ في الإبل؛ فإذا سمعتِ الناقةُ صوتهْ ضبعتْ. وليس هذا عندهم بمحمود. والطيْطوى - على وزنِ نينوى لقريةَ يونسَ بن متى صلوات الله عليه - : ضربّ من الطيرُ معْروف، وقيل: هو ضرْبّ من القطا، وهو دخيْلّ في العربيةّ، قال بعض المحدْثين: أما والذي ارْس ثبيراً مكانهُ ... وأنْبتَ زَيتوناً على نَهرِْ نينوى لئنْ عابَ أقوامّ فعالي بقولهمَ ... لما زغْتُ عن قوليْ مدى فتْرِ طْيطوى قال الصغانيّ مؤلف هذا الكتاب: هكذا وجدتُ قولهَ: " مدى فترِ " ، والصوابُ عندي: " قدى فترِ " أي مقدارَ فترِ، يقال: قيدُّ رمحٍ وقالُ رُمْحٍ وقدى رمْحٍ: أي مقدارُ رمْح. والطيْطان: الكرُاث، وقال الدينوريُّ: الواحدةُ طْيطانةُ؛ وهي الكرّاثةُ البرّية ومنابتهاِ الرملُ، قال بعضُ بنيَ فقَعيس: وإنّ بني معنٍ صباةَ إذا صبوا ... فُسَاة إذا الطيْانُ بالرملِ نوّرا. ظرطيقال: أرضّ ظرْياطةُ واحدةّ وذرْياطةُ واحدةّ وثرْياطةُ واحدةُ: أي طْينة واحدة. ظرمطالخارْزَنحبيّ: صارتِ الأرضُ متظرَمطةً: أي ردَغةَ. وتظرَمطَ الرّجلُ في الطينّ: وقعَ فيه. عبطعبطتُ النّاقة أعْبطها - بالكسر - عْبطاً: اذا ذَبحتْها وليستْ بها علةّ. وفي حديثِ عبد الملكِ بن عمرٍ: معْبوطةٍ نفسها، وقد كتبِ الحديثُ بتمامهِ في ترْكيب ع ش ر. وقال ابن الأعرابيّ: العبطّ: الغيبةُ. والعَبطْ: حفرْ أرٍضْ لم تحفرَْ قبلُ، يقال: عبطَ الحمارُ الترابَ بحوَافرهِ: إذا أثارهَ، قال المرارُ بن منقذٍ العدويّ يصفُ حماراً: ظلّ في أعْلى يفاَعٍ جاذلاً ... يعْبِطُ الأرْضَ اعْتباطَ المحتفرْ ويروى: يقسمُ الأمرَ كقسمِ المؤتمرِ وعبط الثوبَ يعبطهَ عْبطاً ومعبْطاً: أي شقهّ، وأنَ الأصمعيّ: وعبْطهِ عرْضي أوَانَ معْبطهِ فهو معبوطَ وعبيطّ، وجمعُ العبيطِ: عبطّ، قال ابو ذُؤيب الهذَلي: فَتخاَلساَ نفسْيهما بنوَافذٍ ... كنوافذِ العبطِ التي لا ترُقعُ يعْني: كشقُ الجبوْبِ وأطرافِ الأكْمام والّّيول، لأنها لا ترُقعُ بعْدَ العْبط، وروى الأصمعي: " كنوافذِ العطبُ " . وعبطتِ الريحُ وجه الأرض: اذا قشرتهْ. وعبطنا عرقَ الفرسَ: أي أجرْيتاه حتّى عرقَ قال النّابغةُ الجعْدي - رضي الله عنه - يخاطبُ سوارَ بن أوْفى القشيرْيّ: مزَحْت وأطرافُ الكلاليبِ تلتقي ... وقد عبطَ الماءَ الحميمَ فأسْهلاَ والعبطُ: الكذبُ الصراحُ من غير عذرٍ. وما تَفلانّ عبطةَ: أي صحيحاً شاباّ، قال أميةُ بن أبى الصلْت: من لا يمتْ عبطةّ يمتْ هرماً ... للموتِ كأسّ فالمرءُ ذائقها يوْشكُ من فرّ من منتهِ ... في بعض غرّاتهِ يوافقهاُ والعبيطُ: الذي نحرُ من غير علةٍ، والجمعُ: عباطّ، قال المتنخلُ الهذّلي: أبيتْ على معاريَ فاخراتٍ ... بهنّ ملّوبّ كدمِ العباطِ ويرْوى: " معاصمَ " . وعبطتهُ الدّاهيةُ: أي نالتهْ، وزادَ الليثُ: من غيرِ اسْتحقاقٍ لذلك، قال حميدّ الأرْقطُ: بمنزْلٍ عفٍ ولم يخالطِ ... مدَ نساتِ الرّيبِ العوابطِ والعَوْبطُ - مثال جوهرٍ - : الدّاهيةِ. والرجلٌ يعْبط بنفسهِ في الحربَ عبْطاً: إذا ألقاها فيها غيرُ مكرهٍ.والعبيْطُ من الدّماء: الخالصُ الطرّيّ، وكذلكَ اللحْمُ العَبيْطُ: أي الطريُّ.وعبطتْ الضّرْعَ: أي أدْميتهَ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - : أنّ سوادةَ بن الربيع التميميّ - رضي الله عنه - قال: أتيتهُ بأميّ فأمر لها بشياهِ غنَمٍ وقال: مرُيْ بنْيكِ أنْ يقلموا أظفارهم أنْ يعْبطوا ضرُوْعَ الغنم ومري بنيكِ أنء يحسنوا غذاء رباعهم. قوله: أن يوْجعوا: أي مخافةَ أنْيوجعوا، والرباعُ: جمعُ ريعٍ، وأرادَ بإحسانِ غذائها: أنْ لا يستقصَ حلبَ أماتها إبقاءً عليها لئلاّ يخرجُ الدمُ من ضروعهاِ. وهو كحديثهِ الآخر: دعْ داعي اللبنَ. واعْتبطتُ النّاقةَ: ذبحتهاْ من غيرْ علةٍ؛ مثلُ عبطتها، وأصلهُ الشقّ، قال رؤبة: عليّ أنمارّ من اعْتباطي ... كالحيةِ المْجتاب بالأرْقاطِ واعْتبط: جرح، قال رؤبة أيضاً: أني امْروّ بمضرَ اعْتباطي ... عَراعرَ الأقوامِ واخْتباطي وكتبَ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بين قريشْ والأنّصار كتاباً، وفي الكتاب: إنهم أمةّ واحدةَ دون النّاسِ، المهاَجرونَ من قريشٍ على رباعتهمِ يتعاقلونَ بينهم معاَقلهم الأوْلى ويفكونَ عانيهم بالمعروفِ والقسْطِ بين المؤمنين، وإنَ المؤمنين لا يتركون مفرجاً منهم أنّ يعينوهُ بالمعروفِ في فداءٍ أو عقلْ، وانَّ المؤمنين المتقينَ أيديهم على من بغى عليهم أو ابتغى دسيعةَ ظلمٍ، وإن سلم المؤمنين واحدّ؛ لا يسالمُ مؤمنّ دون مؤمنٍ في قتالٍ في سبيلِ الله إلاّ على سواءٍ وعدلٍ بينهم، وإنه لا يجيرُ مشركّ مالاً لقريشٍ ولا يعينها على مؤمن، وإنه من اعتبطَ مؤمناً قتلاً فإنهّ قودّ إلاّ أن يرض ولي المقتول بالفعل، وإنّ اليهودَ يتفقونْ مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإنّ يهودَ بني عوفٍْ أنفسهم وأموالهم أمةّ من المؤمنين؛ لليهود دينهم وللمؤمنين دينهم إلاّ من ظلم أو أثمَ فإنه لا يوتغُ إلاّ نفسه وأهلْ بيته، وإن يهود الأوْسِ وموالهم وأنفسهم مع البرّ المحسنْ من أهل هذه الصحيفة، فإن البرّ دون الثم، فلا يكسبُ كاسبّ إلاّ على نفسهِ، وإنّ الله على أصدقِ ما في هذه الصيفة وأبرهُ،لا يحولُ التائب دونَ ظلم ظالمٍ ولا إثم أثمٍ، وإنه من خرجَ آمن ومن قعد آمن إلاّ من ظلم وأثمِ، وإن أولاهم بهذه الصحيفة البرّ المحسنُ. اسْتعارَ الاعْتباط وهو الذبوحُ بغير علة للقيلِ بغير جنايةٍ. والاعتباط - أيضاً - : حفر الأرض التي لم تحفر قبل؛ كالعبط، وقد مر الشاهد عليه من شعر المرار في أول هذا التركيب. واعتبط علي الكذب: أي اختلقه. والتركيب يدل على شدة تصيب من غير استحقاقٍ. عثلطالأصمعي: لبن عثلط وعجلط وعكلط: ثخين خاثر، وأبو مثله، وأنشد الأصمعي: فاْستَوْبل الأكْلَةَ من ثُرُعْطُطه ... والشَّرْبة الخْرساء من عُثَلطه وأنشد أبو عمرو: أخرس في مجزمه عثالط يقال للبن إذا كان خاثراً لا يسمع له صوت: أخرس. وهُنَّ قَصْر عَثُالطٍ وعُجالطٍ وعُكالطٍ. عجلطالأصمعي: لبن عجلط وعثلط وعكلط: أي ثخين خاثر، وأبو عمرو مثله، وأنشد: كَيْف رأيتَ كَثْأتي عُجلطٍ ... وكَثْأة الخامطِ من عُكلطه والأصل: عجالط وعثالط وعكالط. وأنشد أيضاً: ولو بغى أعطاه تيساً قافطا ... ولسقاه لبناً عُجالطا وقال الليث: العجالط: اللبن الخاثر الطيب وأنشد: إذا اصطبحتُ لبناً عجالطا ... من لَبنِ الضَّاْن فلستُ ساخطا عذطالعذْيوْطُ: الذي يحدث عند الجماع، وقال ابن عباد: العذيوط والعذوط كلاهما: الذي إذا أتى أهله أبدى، قالت امرأةُ: إنَّي يُليْتُ بِعذْيوْطِ به بَخَرُ ... يكادُ يقْتُلُ من ناحاهُ إن كشرا والمرأةُ عذيوطة. وقال الليث: وأما العذط فمنه العذيوط، والجمع العذاييط والعذاويط؛ وإن شئت عذيوطون وقد عذيط الرجل. وقال المفضل بن سلمة في كتاب إخراج ما في كتاب العين من الغلط: لا يقال عذيط؛ ولا يشتق من العذيوط فعل ؟مثل الزملق - لأنه خلقة. عذفطالعُذْفُوْطُ والعُضْفُوْطُ والعضْرفوطُ: بمعنى؛ الدُويبةٍ تسمى العسودة بيضاء ناعمة تشبه بها أصابع الجواري. عذلطابن عباد: لبن عذلط وعذالط: بمعنى الثاء والجيم؛ أي ثخين. عرطالفراء: ناعقةُ عروط من نوق عرطٍ: تعرطُ الشجر حتى تذهب أسنانها. وقال ابن الأعرابي: عرط فلان عرض فلان: إذا اقترضه بالغيبة. وأصل العرط: الشق حتى يدمى. وقال اللَّحياني: العقرب يقال لها: أم العريط - مثال حذيم - . وقال ابن دريد: اعترط الرجل: إذا أبعد في الأرض. وقال ابن الأعرابي؛ اعتَرَط عرض فلان: إذا اقترضه بالغيبة؛ كعرط. عرفطالعُرْفُطُ: شجر من العضاه، الواحدةُ: عرفطةُ. وعُرْفُطة بن الحبان بن جبيرة القرشي - رضي الله عنه - : له صحبة. وفي الحديث: جرست نحلهُ العرفط، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج ر س. وفي حديث أبي وجزة السعدي: يأكلها صغار الإبل من وراء حقاق العرفط، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ق ل د. وقال شعبة: مالك بن عرفطة يروي عن عبد خير، وقال البخاري: هذا وهم والصواب: خالد بن علقمة الهمداني. وقال الدينوري: قال أبو زياد: من العضاه العرفط؛ وهو فرش على الأرض لا يذهب في السماء؛ وله ورقة عريضة وشوكة حديدة حجناءُ؛ وهو يلتحى لحاؤه وتصنع منه الأرشية التي يستقى بها؛ وللعوفط برمة بيضاء وقال غيره: يقال لبرمته: الفتلة؛ ولا يقال لغير برمته فتلة، وذلك أنها بيضاء كأن هيادبها القطن قال: وهي مثل زر القميص أو أشف، ويخرج في تلك البرمة علف طوال كأنها الباقلى تأكله الإبل والغنم، وهو خرج العيدان وليس له خشب ينتفع به فيما ينتفع من الخشب، وصمغه كثير وربما ألْثى من الصمغ، وإلثاؤه: أن يقطر الصمغ من عيدانه على الأرض حتى يصير تحت العرفط مثل الإرخاء العظام، قال الشماخ يصف إبلاً: إن تُّمس في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جماجُهُ ... من الأسالق عاري الشَّوْك مجْرودِ تُصْبح وقد ضمنَتْ ضرّاتُها غُرقاً ... من طيَّبِ الطَّعْم حُلْوٍ غير مجهود وأنشد الأصمعي: كأنَّ غُصْن سلمٍ أو عُرْفُطه ... مُعْترضاً بشوْكِهِ في مسْرطه وقال شمر: العُرْفُطُ: شجرة قصيرة متدانية الأغصان؛ ذاة شوك كثير، طولها في السماء كطول البعير باركاً؛ لها وريقة صغيرة؛ تنبت في الجبال، تعلقها الإبل - أي: تأكل بفيها أعراض غصنتها - ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: أغضي ولو أنَّي أشاءُ كسوْتُهُ ... جرباً وكُنْتُ له كشوْك العُرْفُط وقال مسافر العبسي: عبْسيَّة لم ترْع طلْحاً مجُعما ... ولم تُواضع عُرْفُطاً وسلما لكن رعّيْنَ الحزْنَ حتى ادْلهما ... بقلاً تعَاشيْب ونوْراً توءما وقال ابن الأعرابي: أعْرنْفط الرجل: إذا انقبض. عرقطالعُريقطان. وقال الليثُ: العُريقطةُ: دُويبة عريضة؛ ضرب من الجعل. عسطعيسطانُ - مثال طيلسان - : موضع بنجدٍ، قال ابن دريد: وقد جاء في الشعر الفصيح، وأنشد: وقد وَرَدَتَ من عيْسطان جُميمةً ... كماءِ السَّلى يزوي الوُجُوْه شرابها عسمطابن دريد: عسمطت الشيء: إذا خلطته. عسلطابن دريد: العسطلة والعسلطة: الكلام غير ذي نظام، يقال كلام معسلط، وهي لغة بعيدة. عشطابن دريد: العشط: اجتذابك الشيء منتزعاً له؛ يقال: عشطته أعشطه عشطاً، قال: ومنه اشتقاق العشنّط ؟والنون زائدة - وهو الرجل الطويل، وكذلك العشنق. عشنطاللَّيْثُ في أول رباعي العين والشين: العشنَّطُ: الطويل من الرجال وعشنَّطُون وعشانط؛ ويقال: هو الشاب الظريف مع حسن جسم، وأنشد: إذا شئت أن تلْقى مُد لاً عَشَنَّطاً ... جسُوْراً إذا ما هاجهُ القومُ ينْشب وصفه بخلاف وسوء خلق، وقال الأصمعي: كذلك هو من الجمال، وأنشد: بُويْزلاً ذا كدْنةٍ مُعلَّطا ... من الجمال بازلاً عشَنَّطا وذكر ابن دريد العشنط في باب فعلل أيضاً. وقال ابن عباد: تعشنطت المرأة زوجها: إذا تعلقته لخصومة. عضرطالليثُ العْضرطُ: اللّئيمُ من الرجالّ. والعُضرُوْطُ: الذي يخْدُمكَ بطعامِ بطنهِ، وهمُ العضَاريطُ والعَضارطةِ، قال الأعشى: وكفىَ العضَاريْطُ الرّكابَ فبُددتّْ ... لأمرِ مؤملٍ فأجالهاَ أي: لّما صاروا إلى الغارة أمسْكَ الخدمُ الرّكابَ وركبَ الفرُسانُ فبَدتِ الخيلُ للغارةِ بأمرِ الممدْوح وهو قيسُ بن معدِيْ كربٍ. ويقال للأتباع: العضارِيطُ والعضارٍطةُ، الواحدُ عضرُطّ وعضرّوطّ. وقال الأصمعيّ: العضاريطّ: الأجراءُ؛ وكذلك العضارِطُ، وواحدُ العضارط: عضارِطّ؛ كجوالقٍ وجوالقٍ، قال: أذاكَ خَيْرّ أيهاّ العضاُرِط ... وأيهاّ اللعْمَظةُ العمارٍطُ وقال طفيلْض بن عوفْ الغنويّ في العضاريطِْ: وشدَّ العضارٍيطُْ الرحالَ وأسْلمتَ ... إلى كلّ مغوْارِ الضّحى متلببِ وقال طفيلّ أيضاً وراحلةٍ أوْصيتُ عُضْروطُ العْضرفوطِ ... ريها بها والذي تحْتي ليدفعَ وقال ابن عبادٍ: العضاريطُ: العرُوْقُ التي في الإبْطِ بين اللّحْمَتينْ. والعضروْطُ: مريءُ الحلقِ وهو رأس المعدةِ اللّزِق بالحلقوم أحمرُ مسْتطيلّ وجوفهُ أبيض. قال: والعضرطُ - بلغةِ هذيلٍ - : العجانُ، وهو العضارٍطيّ أيضاً. ورجلّ أهْلبُ عضرطّ: وهو الكثيرُ شعرٍ الجسدِ. ويقالُ: فلانّ أهلبُ العضرطّ أيضاً. وقيل: العضرُط: الإست، وقال ابن الأعرابيّ: هو العصْعصُ. عضرفطاللُيثُ: العضرفوطُ - والجمعُ العضارفُ وعضرفوُطاتّ - : وهو دويبةَ تسمىّ العسودّ بيضاءُ ناعمةّ تشبهُ بها أصابعُ الجوراي تكونُ في الرملَ، وبعض يقول: هو العضفوطْ، والجمعُ العضافيطُ في القوْلينِ جميعاً. قال: وقال بعضهمُ: العضرفوطُ: ذكرَ العظاءِ، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي: فأصلَ قد تدخْدخَ لي ... وداختْ فَرَاضخةُ دؤوَخَ ويقال: هو من دوابّ الجنّ وركائبهم، وأنشدَ بعضهم: بعضهم: وكلّ المطايا قد رِكبناْ فلم نجدْ ... ألذّ وأشهى من وخّيدْ الثعالبِ ومن فأرةٍ مزْموْمةٍ شمرِيةٍّ ... وخود بردْفيهاَ أمامَ الرّكائبِ ومن عَضرَْفوطٍ حطّ بي من ثنَيةٍ ... يباُدرُ سرْباً من عظاءٍ قواربِ عضطابن دريدٍ: العضْطُ: منه اشتقاقُ العْضيوْطِ - وقالوا: العذْيوْطُ بالذال - : وهو الذي يحدثُ إذا جامعَ، قال وصرّفه الخليلُ وقال: يقال عضطَ يعْضطُ عضْطاً - بالضّاد والذال جميعاً - ، قال: ولم يصرّفه أحدّ من أصْحابنا غيرُه. عضفطالليْثُ: العضُفوطُ والعذّفوطُ: العضْرفوطَ. وقال ابن عبادٍ: العبضفوْط: العُضرْفوطُ. عطط عطّ الثوبَ يعطه عطاً: أي شقه طوْلاً. وقال اللّيثُ: العطّ: شقّ الثوْبِ عرْضاً أو طولاً من غيرْ بينونةٍ، وأنشدَ: وإنْ لجوا حلفْتُ لهم بحلْفٍ ... كعطُ البرْدِ ليس بذي فتوْقِ وقال أبو زَبيدٍ حرملةُ بن المنذرٍ الطائيّ: من بني عامر لها شطرُ قلبي ... قسْمةَ مثلَ ما يعطّ الرّداءُ ويرْوى: " شقّ نفسي " ، ويرْوى: " مثلَ ما يشقُ " . وقال الليثُ: روي عن المفضلَ انه قال: قرَأتُ في مصْحفٍ: فلما رأى قميصْه عطّ من دبرٍ. قال الصغانيّ مؤلف هذا الكتاب: لم أعْلم أحداً من أهلِ الشوا قرأ بها. وقال الشيبانيّ: المَعْطوطُ: المغلوبُ. والعطاطُ ؟بالفتح - : الشجاعَ والعطاطُ - أيضاً - : الأسدُ. وقال ابن السكيتّ: العطاطُ: الشجاعُ الجسيمُ الشدّيدُ والأسدَ الجسيْمُ الشديدُ، قال المتنخلُ الهذليّ: وذلكَ يقيلُ الفتيانَ شفعاً ... ويسْلبُ حلةَّ الليثِ العطاطِ ويرْوى: " الغطاطِ " بالغيْنِ المعْجمةِ؛ أي الذي ينعطّ في الشيءُ: أي يدْخلُ فيه. وقال أبي الأعرابي: الأعطُ: الطويل. والعُططّ - بضّمتينِ - : الملاَحفُ المقطعةُ. وقال ابن دريدٍ: العطعطُ - بضمّ العينْين جميعاُ - : العتودُ من الغنمَ. وقال ابن السكيتّ: العُطعطّ - بالضمّ - : الجدْيُ، وقيل: هو ولدُ الحمارِ الأهليّ، وقال ابنُ الأعرابيّ: هو العتعتُ. وقال أبو عمرو: عطّ فلانّ فلاناً إلى الأرض يعطهُ عطاُ: إذا صرعه. ورجل معْطوط ومعتوت: إذا غلبُ قولاً وفعلاً. وقيل: ألعتَ في القولْ والعط في الفعلْ. وعططه: أي شققهَ، شددَ للمبالغةَ، قال المتنخلُ الهذّلي: بضرْبٍ في الجماَجمِ ذي فرُوغٍ ... وطعْنٍ مثلِ تعطيْطِ الرّهاطِ والانْعطاطُ: الانْشقاق، قال أبو النجمْ: كأمّ تحتَ ثوْبهاِ المنعْطّ ... إذا بدا منه الذي تغطي شطاً رميتَ فوقه بشطّ وقال المتنخلُ الهذّليُ: وعاديةٍ وزعْتُ لها حفْيفّ ... حفَيفْ وزبدِ الأعْرافِ غاطِ تمدّ له حوالبُ مشعلاَت ... تَجللهُنّ أقمرُ ذو انْعطاطِ ويرْوى: " تمرّ بمزْبدٍ " . وقال أبو زيدٍ انْعطّ العوْدُ: إذا تثنىَ من غيرِ كسرٍ بينٍ. والتعَّططُ: التشققُ، قال لإبراهيمُ بن عليّ بن محمد بن سلمةَ بن عامرِ بن هرْمةَ: لبستَ معارِفهاُ البلى فَجدَيدهاُ ... خلقّ كثوْبِ الماتحِ المتعططِ وقال الليثُ: العطعطةُ: حكايةُ صوتِ المجانِ إذا قالوا: عيْطِ عْيطْ؛ وذلك إذا غلبواَ قوماً فقالوا هذا؛ فَيحكى قولهمُ فيقال يعُطعطونَ. وقال ابن دريدٍ: العطعطةُ: تتابعُ الأصْواتِ واختلاطهاُ في الحْربِ وغيرها. والتراكيبُ يدلُ على صوبٍ من الأصْوات. عظطالخارزْنجيّ: العظيوط: بمعنى العذّيوطْ. والعظيوْطةُ: اليربوْعُ الأنثى، قال الشرقيّ: إلى عظيوْطةٍ تهوي سريعاً ... بها ذَوطَ تريْعُ لفرْنباتِ عفطعّفطتِ العنزُ تعْفطُ عفطاً وعفْيطاً: حبقتْ. وعفطَ بها: أي ضرّطَ. والعفطّ والعفيطّ: نثيرُ الضأنِ؛ تَنثر بانوفها كمايَنْثرُ الحمارُ، وهي العَفطةُ. وقولهمْ: مالهُ عافطة ولا نافطة. قال أبو الدّقيش: العافطةُ النعْجةُ والنّافطةُ العنزُ لأنها تنفطُ بأنفهاِ، قال: وهذا كقوْلهم: ماله ثاغيةَ ولا راغيةّ؛ أي لا شاةً تثغو ولا ناقةّ ترْغو. وقيل: العافطةُ ألأمةُ والنّافطةُ الشاةُ، لأن الأمةُ تعْفطُ في كلامها كما يعْفطُ الرّجلُ العفاطيُّ. والعفاطيّ والعفطيّ - بالكسرْ فيهما - والعفاطُ - بالفتح والتشديد - : الألكنُ الذي لا يفصحُ، يقال: عفطّ في كلامهِ وعفتَ، وهو عفاطّ وعفاتُ. وقال أبو. الهيثم: العفْطُ: الضرِطُ بالشفتيْنِ؛ والنقطُ بالأنوف. والعافطةُ الكسائيًّ: الشاةُ تسْعلُ فَتسْمعُ صوتْاً من انفها فذلك النّفيطُ. وقال ابن فارسٍ: عفطَ بغنمهِ: إذا دعاهاَ. والترْكيبُ يدلُ على صويتٍ ثم يحملُ عليه. عفلطابن دريدٍ: العفْطُ - مثالُ زبرْجٍ - والعفلطُ - مثالُ عملسٍ - : الأحمقُ، ذكرهماُ في بابينِْ. والعفْلطةُ: خلْطك الشيءْ، يقال: عفلْطتهُ بالترابَ. عفنطالليثُ: العفنط - مثالُ عملسٍ - : اللْئيمُ السيئ الخلقِ، قال: والعفنط - أيضاً - : هو الذي يسمى دابّةَ الأرض. عقطالخارْزَنجيّ: العقطُ في العمةِ مثلُ القعْطِ. عكلطابن دريدٍ: يقال للبنِ الخاثرِ الغليظَ: هديدّ وعثلّطِ وعلبط وعجلّطِ وعكلّطِ وعكلّدِ. وقال الأصمعيّ: إذا خَثرَ اللبنَ جدّاً وتكبدَ فهو عكلطّ، وأنشدَ: كيفَ رأيْتَ كثاَتيْ عجلطهِ ... وكثاَةَ الخامطِ من عكلطهِ عبلطالعلبطُ والعلابِطُ: الضخّمُ، وأنشدَ الأصمعيّ: بناعجٍ عبلٍ المطا عنطْنطهْ ... أحْزمَ جوشوْش القراَ علَبطهْ والعلبطُ والعلبطةُ والعلابِطُ: القطْيعُ من الغنمَ. وقال ابن عبادٍ: العُلبطةُ والعلابطةُ: نحوُ المائةِ والمائتين من الغنمَ، وأنشدَ أبو زَيْدٍ في نوَادِهِ: ما راعنيَ الاجناح هابطاِ ... على البيوتِ قوطهُ العلاُبطاِ ذاةَ فضوْلٍ تلْعطَ الملاعطاِ ... فيها ترَى العقر والعوَائطا جناحّ: اسْمُ راعٍ. وغلامّ علابط: عريضُ المنْكبينَ، قال الأغلبُ العجْليّ يصف شاباً جامعَ امرأةً: ألقى عليها كلْكلاً علابطا ويقال أيضاً: ألقى عليه علابطه وعلبطه: أي ثقلْ ونفسهَ. وقال ابن دريدٍ: لبن عُلبط: إذا خَثرِ. علسطابن دريدٍ كلام معلسط: لا نظامَ له. علشطالعزيزي: العلشطُ السيئ الخلقُ، قال الصغاني مؤلفّ هذا الكتاب: أنا واقف في صحته؛ بل بريءّ من عهدتهِ. علطالعلاطانِ: صفقا العنقِ من الجانبيْنِ من كلّ شيْء: وقال حميدُ بن ثوءرٍ - رضي الله عنه - : وما هاجَ منيّ الشوقَ إلا حمامةَ ... دعتْ ساقَ حرّ في حمامٍ تزَنماْ من الورْقِ حماءُ العلاطْين باكرتْ ... عَسيبْ أشاءٍ مطلعَ الشْمسِ أسْحَما وعلاطاَ الحمامةِ: طوقهاُ " في صَفْحتيْ " " عنقهاِ " بسوادٍ. والعلاطُ - أيضاً - حبلُ في عنق البعيرَ. فلا والله نادى الحيّ ضيْفي ... هدُوءاً بالمساءةَ والعلاطِ أي: لا يوْصَمُ بشرّ. وأصْلُ العلاطَ: وسْمّ في عنقِ البعير. وقال ابن دريدٍ: العلطُ: ميسمُ في عرضُ خدُ البعير، والعبيرُ معلوط، والأسْمُ: العلاطُ، قال رؤية: فيهنّ وسْم لازمُ الألباطِ ... سفْعّ وتخْطيمْ معَ العلاطِ ويقول الرّجلُ للرجلُ: لأعْلطنكَ علطَ سوْءٍ ولأعْلطنكَ: أي لأسمنكَ وسمْاً يبقى عليك، قال أبو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكْليّ: ولستْ بواذيء الأحْباءِ حوْباً ... ولا تنْداهمُ جسراُ علُوْطي وقال الليثُ: علاطَ الإبرة: خَيطهاُ، وعلاطُ الشْمسِ: الذي كأنه خيطُ إذا نظرتَ إليها. والحجاجُ بن علاطِ بن خالدِ بن نوَيرةَ بن حنثرِ بن هلال بن عَبدْ بن ظفرِ بن سْعد بن عمرْو بن بهْز بن امرئ القيس بن بهْثةَ بن سليمْ بن منصور بن عكرمةَ بن خَصفةَ بن قيسْ عيلانَ - رضي الله عنه - : له صُحْبةّ، هكذا نسبهَ ابن الكلبيّ. وفي الإكمال لابن ماكوْلا: ثوْيرةَ - بالثاء المثلثة - ، ذكرَ ذلك في باب ثويرءةَ. وكنيتهُ أبو كلاب؛ وقيل: أبو محمد؛ وقيل: أبو عبد الله. قال تعالى: )فلما جنّ عليه الليلُ( وهو في وادٍ وحشٍ مخوفٍ قعدَ، فقال له أصحابه: يا أبا كلاب قمْ فاتخذْ لنفسكَ ولأصْحابكَ أماناً، فَجعل يطوفس حوءلهمَ ويكلؤهمَ ويقول: أعيذُ نفسي وأعيْذ صَحْبيٍ ... من كلّ جنيٍ بهذا النقبِ حتّى اؤوْبَ سالماً وركْبيْ فَسمعَ قائلاً يقول: )يا معشرَ الجنّ والإنس إن استَطعتمُ أن تنقذوا من أقطار السماواتِ والأرض فانْفذوا، لا تنفذَونَ إلاّ بسلطان(، فلماّ قدموا مكةّ - حرسها الله تعالى - أخبرّ بذلك في نادي قريشٍ، فقالوا: صبأتَ واللهِ يا أبا كلابٍ؛ أن هذا فيما يزعمُ محمدّ أنه أنزلَ إليه، فقال: والله لقد سمعتُ وسمعَ هؤلاءِ معي. ثمّ أسلمَ. وعلطَ بعيره يعلُطه ويعْلطه علْطاً: وسمهَ. وعلَط بشرّ: إذا ذكرهَ بسوءٍ. وبعير علطَ وناقةَ عُلُط - بضمّتينَ - : أي بغيرْ خطامِ، وقال الأحمرُ: بلا سمةٍ، قال أبو دوادٍ يزيدُ بن معاويةَ بن عمرو بن قيسْ بن عبيدْ بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة الرّؤاسيّ: وأعْرؤرتِ العلطُ العرْضيّ ترْكضهُ ... أمّ الفوارِس بالدّيدْاءِ والربعةَ وقال عمرو بن أحمرَ الباهليٍ: ومنحتها قوليْ على عرْضيةٍ ... عُلطٍ أداري ضغْنها بتوددِ والجمعَ: أعلاط، قال رجلُ من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي: قال نقادهُ الأسدي، وقال ابو محمدٍ الأعرابي: قال منظور بن حبةّ، وليس لمنظورٍ: أوْرَتهَ قلائصاُ أعلاطا ... وقيل في قوْل أمية بن أبي الصْلت: وأعْلاطُ الكواكبِ مرسلاتّ ... كخيلّ القرءق غايتها النصابُ إنّ أعلاطَ الكواكبِ من النجومُ: المسماةُ المعرْوفةُ كأنها معلْوطةّ أي موسومةّ بالسمات، وقيل: أعلاْطُ الكواكب: هي الدّراريّ التي لا أسماءَ لها؛ من قولهمْ: ناقةّ علطَ. وصحّف الليثُ البيتْ وغيرهُ، وتبعهَ الأزهريّ، وأنشداه: " كجبلِ القرقْ " وقالا: القرقُ: الكتان، وإنما القلرقُ لعبه لهم يقال لها: السدّرُ، وهي بالفارسية: سه درهْ؛ ومعناءها؛ ثلاثُ شعاب. وقال ابن الأعرابي العلط: الطوالُ من النوقِ، والعلطَ ؟أيضاً - : القصارُ من الحميرِ. وقال ابن دريدٍ: العلطةُ - بالضمّ - والعلط - بالفتح - : سواد تخطه المرأةُ في وجههاِ تتزينُ به. وقال غيره: العُلْطَةُ: القِلادَة، قال حُبينةُ بن طريف الُكلي: جارِيةُ من شَعْبِ ذي رُعَيْنِ ... حَيّاكَةٌ تمشي بعُلطَتَينِ والجمع: عُلطَ، قال: لا تَنكِحي شَيْخاَ إذا بَال ضَرطْ ... آدَرَ أرْثى تَحتَ خُصْييه شَمَطْ أرْثى: كَثيرُ شَعَر الأذُنَيْنِ وقال أبو عمرو تقول هذا شاعر عالِطٌ وما أعلَطَه: أي ما أنكره. والاعْلِيْطُ: وِعاءُ ثَمر المرخ شبيه بقشر الباقلّى يشبه به أذن الفرس، وذكر بعض من صنف في اللغة أن الاعْلِيطَ ورق المرخ؛ وهو غير سديدٍ؛ لأن المرخ لا ورق له وعيدانه سلبة وهي قُبطان دقاق. قال الصغانمي مؤلف هذا الكتاب: أول ما رأيت المرخ سنة خمس وستمائة بقديد عند موضع خيمتي أم معبد - رضي الله عنها، واتخذت منه الزناد لما كان بلغني من قولهم: في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار، قال ربيعة بن جشم النمري، ويروى لامرئ القيس، وهو لربيعة يصف فرساً: لها أُذُن حَشْرَةٌ مَشْرَةُ ... كَإعْليِط مَرخٍ إذا ما صَفِر والمَعْلَطُ: موضع العِلاطِ أي الميسم، وأنشد الأصمعي: مُنْتَحَض صَفْحا ضَلِيفَي مَعْلَطِه ... يُحْسَبُ في كَأدائِهِ ومَهْبِطِهْ بمُسِتَوى البَسَاطِ من مُنْبِسطِه ... كأنَّ هرّاً في خَوَاءِ إبِطِهْ وأنشد أيضاً في هذه الأرجوزة: عَلَطْتُهُ على سَوَاءِ مَعْلَطِه ... وَخْطَةَ كَيَّ نَشْنَشَت في مَوْخِطِه والمَعْلُوْطُ - مثال معروف - : شاعر من بني سعد. وعَلَطَه بسهمٍ: أصابه به. وعَلَطَه بعيره تَعْلِيطاً نَزع عنقه العِلاَط. واعْلوط بعيره: إذا تعلق بعنقه وعلاه، وإنما لم تنقلب الواو ياءً في المصدر كما انقلبت في اعشيشابٍ لأنها مشددة. وذلك الموضع من عنقه: مُعْلَوَّط، وأنشد الأصمعي يصف بعيراً: بادي حُجُومٍ الدَّأيِ من مُعْلَوَّطِه واعْلَوَّطَني فلان: أي لزمني، قال الليث: الاعْلِوَّطُ: الأخْذُ والحبس، وأنشد: اعْلَوَّطا عَمْراً لِيُشْبيِاهُ ... عن كُلَّ خَيْرٍ ويُدَربِياهُ في كلَّ سُوْءٍ ويُكَر كِسَاهُ وقال الأزهري: الاعْلِوّاطُ: ركوب الرأس والتقحم على الأمور بغير روية، يقال: اعْلَوَّط رأسه. واعْلَوَّط الجمل الناقة: إذا تسداها ليضربها. وقال ابن عبادٍ: اعْلَوَّطتُ البعير: ركبته عُلُطاً بلا خطام. قال: واعْلَوَّطْتُه وتَعَلوَطْتُه: تعلقت به وضممته إليَّ وقال غيره: اعْتَتَلطَه واعْتَلَطَه به: إذا خاصمه وشاغبه. والتركيب يدل معظمه على إلصاق شيءٍ بشيءٍ أو تعليقه عليه. علفطابن دريد: العَفْطَلَةُ: خلط الشيءِ بالشيءِ، يقال: عَفْطَلتُه بالتراب، وكذلك العَفْلَطَةُ. عمرطالعُمْرُوْطُ: اللص، والجمع: العَمَارِيطُ والعَمَارِطَةُ. وقال ابن دريد: العُمْرُوْطُ: اللص الذي لا يلوح له شيءُ إلا أخذه. وقال الأصمعي: العُمْرُوْطُ: الذي لا شيء له. وقيل: العُمْروُط: الخبيث. والعَمَرَّطُ - مثال عَمَلَّس - : الخفيف من الفتيان. وقال الليث: العَمَرَّطُ: الجسور الشديد. وقال غيره: ذئب عَمَرَّطٌ: جسور شديد. وقال ابن فارس: أصل العَمَرَّطِ عَمَرَّدُ؛ والطاء مبدلة من الدال. والعَمَرَّطُ: الدّاهية. وقال ابن عباد: العِمْرِطُ والعُمْرُطُ - كَزِبرِجٍ وبرقُع - : الطويل من الرجال. والعُمَارِطِي: فَرج المرأة العظيم. ولص مُعَمرِطٌ ومُتَعَمرِط: يأخذ كل ما وجد. عمطابن دريد: عَمَطَ فلان عرض فلان: إذا عابه. قال: وقد قالوا: عَمِطَ نعمة الله مثل غمصها وغَمِطَها - بالعين والغين - وليس بثبت. واعْتَمَطَ فلان عرض فلان واعْتَبَطَه: إذا وقع فيه وثلبه وقصبه بما ليس فيه. علمطالعَمَلَّط - مثال عَمَلَّسٍ - : الشديد القوي على السفر، وأنشد أبو عمرو في صفه بعير: قَرَّبَ مَنها كلَّ قَرمٍ مُشْرِط ... عَجَمْجَم ذي كِدْنَةٍ عملطالمُشْرَطُ: المُيسر للعمل. وأنشد غيره: أمَا رَأيتَ الرَّجُلَ العَمَلَّطا عنبطابن دريد: العُنْبُطُ والعُنْبُطَةُ - بالضم فيهما - : القصير الكثير اللحم. عنشطالعَنْشَطُ: السيئ الخُلق، قال: أتاكَ من الفِتْيانِ أروَعُ ماجِدُ ... صَبُوْرُ على ما نالَه غيرُ عَنْشَطِ والعَنْشَطُ - أيضاً - : كالعَشَنَّط، وأنشد الأصمعي يصف جملاً: يُوْفي بِمُمتَد الجَدِيلِ عَنْشَطِهْ ... يَنْفُخُ في جَعْدِ اللُّغَامِ قَطَطِهْ وقال الفراءُ: امرأة عَنْشَطُ وعَنْشَطَةٌ: طَويلة. عنطالليث: العَنَطْنَطُ: اشتقاقه من عَنِطَ ولكنه أردف بحرفين في عجزه؛ ومعناه: الطويل، قال رؤبة: بِسَلِبٍ ذي سَلِباتٍ وُخَّطِ ... يّمْطو السُّرى بِعُنُقٍ عَنَطْنَطِ وأنشد الأصمعي: بناعِجٍ عَبْلِ المَطا عَنَطّنَطِه ... أحْزَمِ جُوُّشُوِشْ القَرا عُلَبِطِه وامرأة عَنَطْنَطَه: أي طويلة العنق مع حسن قوامها. ويقال: عَنَطُها طول قوامها وقوامها؛ لا يجعل مصدر ذلك الاّ العَنَطَ، ولو قيل: عَنَطْنَطَتُها طول عنقها لكان صوابها جائزا في الشعر، ولكنه يقبح في الكلام لطول الكلمة. وكذلك يوم عَصَبصَب بين العصابة؛ وفرس غَشَمشم بين الغشم؛ ويقال؛ بين الغَشَمْشَمَة. وقال أبو ليلى: يقال رجل عَنَطْنَطُ وامرأة عَنَطْنَطَةٌ. وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن في المتعة عام الفتح، قال سبرة بن معبد الجهني - رضي الله عنه - : فانطلقت أنا وابن عم لي ومعي برد بُس منه؛ فلقينا فتاة مثل البكرة العَنَطْنَطَةِ؛ فجعل ابن عمي يقول لها: بردي أجود من برده، قالت: بُرد هذا غير مفنوخ؛ ثم قالت: برد كبردٍ. بس منه: أي نيل منه ونهك بالبلى. والمفنوخ: المَنُهوك؛ من فنخه وفنخه: إذا الله. وفرس عَنَطْنَطَةُ، قال: عَنَطْنَهْ تَعْدُو به عَنَطْنَطَه ... للماءِ تَحتَ البَطْنِ منها غَطْمَطَهْ وقال أبو بكر ابن السراج: العِنْطِيَانُ: أول الشباب، وهو فعليان - بكسر الفا - ء. وقال ابن الأعرابي: أعْنَطَ الرجل: إذا جاء بولدٍ عَنَطْنَطٍ، أي طويل. والتركيب يدل على طول جسمٍ. عنفطالليث: العَنْفَطُ: الدني اللئيم السيئ الخلق. والعَنْفَطَة: النثرة وهي بين الشاربين إلى الأنف، وقيل: النون زائدة. عوطالكسائي: اذا لم تحمل الناقة أول سنة يحمل عليها: فهي عائطٌ وحائلُ، قال أسامة الهذلي: وبالأدْمِ قد دمها نيّها ... وذاةِ المدارأةِ العائطِ ويروْى: " وذاةِ المداراةِ بالعائطِ " و " بالغائطِ " . وجمههاُ: عوُطّ وعيطُ وعوْططَ، كحوُلٍ وحوْللٍ، قال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرْمةَ: ولقد رَأيتْ بها أوانِسَ كالدّمى ... ينْظُرنَ من حدَقِ الظّباءِ العيطِ وقال أبو حزامِ غالبُ بن الحارثِ العُكلّي: وِندكَ مفْشءٍ ريحْتُ منهُ ... نوّوْرٍ آض رِئدَ نووْرِ عُوْطِ فإنْ لم تحملِ السّنةَ المقبِلةَ أيضاً: فهي عائطُ عيطُ وعائطُ عوُطٍ وعوْططٍ وحائلُ حُولٍ وحوْللٍ، يقالُ منه: عاطتش النّاقةُ تعوطُ، قال: يرَعنْ إلى صوْتي إذا ما سَمعتهُ ... كما يرَْعوي عيْطَ إلى صوتِ أعْيسا وقال أبو عبيدٍ: بعضهم يجعلُ عوْططاً مصدراً ولا يجعلهُ جمْعاً وكذلك حُوْللّ. وقال الأصمعيّ: العُوْاطط - بضمتينّ - : لغةَ في العوْططِ فيمن جعلهُ مصداراً. وقال ابن دريدٍ: الأعْوطُ: اسْمّ. وتعوّطتِ النّاقةُ واعتاْطتْ: إذا لم تحملْ سنواتٍ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - : أنه بعث مصدقاً فأتى بشاةٍ شافعٍ فلم يأخذْها وقال: أتتني بمعتاطٍ. الشافعُ: التي معها ولدها. وربما قالوا: اعتاط الأمرُ: إذا اعتاصّ. عيطالعيطُ: طولُ العنق، يقال: جمل أعيط وناقةٍَعيْطاءُ، ويروى في حديث سبرةَ بن معبدٍ الجهني - رضي الله عنه - كأنها بكرةّ عيطاءُ. وقد كتبَ الحديث بتمامهِ في تركيب ع ن ط. وربما قالوا: قارةّ عيطاءُ: إذا اسْتطالتْ في السماء، قال أبو كبيرٍ الهذّليّ: وعلوتُ مرتبئاً على مرْهوبةٍ ... حصاءَ ليس رقيبهاْ في مثملِ عيطاءَ معنقةٍ يكونُ أنيسهاَ ... ورْقُ الحمامِ جميمهاُ لم يوُكلِ المثملّ: الخفضّ والدّعة. والقصْر الأعيطْ: المنيفُ، قال سوْيدُ بن أبي كاهلٍ اليشكريّ: مقعياً يرْدي صفاةً لم ترْمّ ... في ذرى أعيْطَ وعرِ المطلعَ ويرْوى: " يرميْ " وقال آخرُ: نحنُ ثقيف عزناَ منيعَ ... أعيطْ صعبُ المرْتقى رفيعُ والأعْيطُ: الجبلُ الطوياُ، قال رؤبة: إذا شمارِيخْ النيافِ الأعْيطِ ... عُممنَ بالاّلِ اعتماْمَ الأشمطِ والعْيطُ: خيارُ الإبل وأفْتاؤها ما بينَ الحلقةِ إلى الرباعيةِ. وعيْطِ - مبنيّاً على الكسرْ - : صوتُ الفتيانِ إذا تصايحواُ في اللعبِ. وقال الليث: عِيْطِ: كلمة ينادي بها الإنسان عند السكر؛ ويلهج بها عند الغلبة؛ ولا يفعله إلاّ النزق يقول: عِيْطِ عِيْطِ ورجل عَيّاطُ: أي صَيّاح. ويوم مَعْيَطٍ: مضاف إلى وادٍ لهم، قال ساعدة بن جوية الهذلي: هل اقْتَنى حّدَثانُ الدَّهرِ من أنَسٍ ... كانوا بِمَعْيَطَ لا وَخْشٍ ولا قَزَمِ وروى الجمحي: " هَلاّ اقتَنى " . ويقال: هو في مَعْيَطَةٍ: أي في مَنْعَةٍ. ويقال للإنسان إذا قال " عِيْط " عند السكر ولم يزد على واحدةٍ. عَيَّطَ تَعْيِيْطاً، وأن رجع قالوا: عَطْعَطَ. وعَيَّطَ فلان بفلان: إذا قال له عِيْطِ عِيْطِ. والتَّعَيَّطُ: الجلبة وصياح الأشرِ، قال رؤبة: فقد كَفى تَخَمُّطُ الخَمّاطِ ... والببَغْيَ من تَعَيِط العَيّاط حِلْمي وذَبَّ النّاسَ عن إسخاطي ... مَضْغي رُؤوسَ البُزْلِ واسْتِراطي وقيل: التَّعَيُّطُ في الرَّجز: الاختيال؛ وقيل: الغضب. وقال رؤبة أيضاً: بِكُلَّ غَضْبان من التَّعَيِط ... مُنْتَفجِ الشَّجْرِ أبيّ المَسْخَطِ وقال الليث: التَّعَعطُ: تنبع الشيء من حجر أو عود يخرج منه شبه ماء فيصمغ أو يسيل، وذفرى الجمل تَتَعَيطُ بالعرق، وأنشد الليث: تَعَيَّطُ ذِفْراها بِجَونٍ كأنهُ ... كُحَيلٌ جَرى من قُنْفُذِ الليثِ نابع والرواية: " تَفَيَّضُ " و " تُفَيَّضُ " ، والبيت لجريرٍ. والقُنْفُذُ: الذَّفْرى؛ سميت به لاجتماعها. والتركيب يدل على ارتفاع؛ وعلى تنبع شيءٍ. غبطاللَّيث: الغَبْطُ: الجَّس باليد ليعرف هزالهُ من سمنه. وقال غيره: غبطتُ الكبش أغبطُه غبْطاً: إذا جسسْت أليته لتنظُر أبه طرق أم لا، قال الأخطل: إنَّي وأتيي ابن غَلاقٍ ليقريني ... كغابِطِ الكُلبِ يرجُو الطَّرق في الذَّنبِ وناقةُ غبوط: وهي التي لا يعرف طرقها حتى تُغبط. والغبط - أيضاً - : واحد الغبوط وهي القبضات التي إذا حصد البُر وضع قبضة، وفي الدعاء: اللهم غبطاً لا هبطاً: أي نسألك الغبطة ونعود بك أن نهبط عن حالنا. ذكره أبو عبيدٍ في أحاديث لا يعرف أصحابها. والغبطُ والغبطةُ: أن تتمنى مثل حال المغْبُوُط من غير أن تريد زوالها عنه؛ وليس بجسدٍ، تقول: غبطته بما أغبطُه ؟بالكسر - والحسد: أن تتمنى زوال ما هو فيه. وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : هل يضُرُّ الغبط؟، قال: لا إلا كما يضُر العضاه الخبُطُ. وروى إبراهيم الحربي ؟رحمه الله - : نعم كما يضُر. أراد ؟صلى الله عليه وسلم - : أن الغبط لا يضُر ضرر الحسد وأن مضرتَّه لصاحبه قدر مضرةُ خبط الورق على الشجر؛ لأن الورق إذا خبط استخلف، والغبط وإن كان فيه طرف من الحسد فهو دونه في الإثم، قال لبيد - رضى الله عنه - يرثى أخاه: كُلُّ بني حُرَّةٍ مصيْرُهُمُ ... قُلَّ وإن أكْثروا من العَدَد إن يُغْبطُوا يهبِطُوا وإن اِمرُؤا ... يوْماً يِصيْروا للهُلْك والنَّكدِ ويروى: " للنَّفَد " وهبط: لازم ومتعد. وقال ابن بزرج: غبط يغبطُ - مثال سمع يسمع - : لغة فيه. وقال ابن عباد: الغبطة - بالضم - : من سُيُور المزادة؛ سير مثل الشراك يجعل على أطراف الأديُميين ثم يخرزُ شديداً. وقال ابن دريد: سماء غبطى - مثال جمزى - : إذا أغبطت في السحاب يومين أو ثلاثة. والغبيُط: الرجل، وهو للنساء يشدُّ عليه الهودج، قال امرؤ القيس: تقولُ وقد مال الغبْيُط بنا معاً ... عقرْت بعيري يا امرأ القيس فانزل والجمعُ: غُبُط، وأنشد ابن فارس للحارث ابن وعلة: أم هل تركْتُ نساءَ الحيَّ ضاحيةً ... في باحةِ الدّار يستوْقدْن بالغُبُط وقول أبى الصلت الثقفي: يرْمُوْن عن عتَلَ كأنها غُبُطَّ ... بزَمْخرٍ يُعجلُ المرْميَّ إعجالا يعني بالغُبُط: خُشُب الرحال، وشبه القيسي الفارسية بها. وربما سَّموا الأرض المُطمئنَّة: غبيطاً، وأنشد ابن دريد: وكل غبيْطٍ بالُمغيْرة مُفْعم المغيرة: الخيل التي تغيرُ. والغبيطُ: أرض لبني يربوعٍ، وسميت بالغبيط لأن وسطها منخفض وطرفاها مرتفعان كهيئة الغبيط وهو الرحل اللطيف، قال امرؤ القيس: وألْقى بصحراء الغبيط بعاعهُ نزول اليماني ذي العياب المحمل ويوم الغبيط - ويقال يوم الغبيطين، وجعلهما أبو أحمد العسكري يومين وموضعين - : من أشهر أيام العرب، ويقال له: يوم غبيط المدرة، قال العوام بن شوذبٍ الشيباني: فإن يك في يوم الغَبيِط ملامةُ ... فيوْمُ العُظالى كان أخرى وألْوما وفي هذا اليوم أسر عتيبةّ بن الحارث بن شهاب بسطام بن قيس ففدى نفسه بأربعمائة ناقةِ، وقال جرير: فما شهدتْ يوْم الغبِيِط مُجاشعُ ... ولا نَقَلان الخيْل من قُلتيْ يُسْرِ وقال لبيد - رضي الله عنه - : فإن امرءاً يرجو الفلاحَ وقد رأى ... سواماً وحباً بالأفاقة جاهلُ غداةَ غدوا منها وآزر سريهمْ ... مواكبُ تحدى بالغبيط وجاهلُ وأغبطتُ الرحل على ظهر البعير: إذا أدمته ولم تحطه، قال حميد الأرقط يصف جملاً شدنياً: وانتسفَ الجالبَ من أندابه ... إغباطنا ألميس على أصلابه وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغبطتْ عليه الحمى في مرضه الذي ماتَ فيه، ويروى: أغمطتْ - بالميم - ؛ كقولهم: سبد رأسه وسمده، وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمة يصفُ نفسه: ثبت إذا كان الخطيبُ كأنه ... شاكٍ يخافُ بكور وردٍ مغبط ويروى: " مغبط " . وقال النضرُ: سير مغبط ومغبط: أي دائم، وأنشد الاصمعي: في ظل أجاج المقبظ مغبطه وأغبطت السماءُ: دام مطرها. وقال الليث: فرس مغبطُ الكاثبة: إذا كانَ مرتفعَ المنسج؛ شبه بصنعة الغبيط، قال لبيد - رضى الله عنه - : ساهم الوجهِ شديد أسرة ... مغبطُ الحارك محبوكُ الكفل والاغتباط: افتعال من الغبطة، قال عش بن لبيدٍ العذري، ويروى لحريث بن جبلةَ العذري، ورواه المرزباني لجبلة العذري: وبينما في الأحياء مغتبطاً ... إذا هو الرمس تعفوهَ الأعاصير ويروى: " مغتبط " أي: هو مغتبط. وقال الأزهري: يجوز: هو مغتبط - بفتح الباء - ، وقد اغتبطه، واغتبط فهو مغتبط. والاغتباط: التبجح بالحالة الحسنة. والتركيبُ يدل على دوام الشيء ولزومه؛ وعلى نوعٍ من جس الشيء؛ وعلى نوعٍ من الحسد. غرنطغرناطةُ: بلدة كبيرة من أعمال الأندلس، معنى غرناطة: الرمانة بلغةَ عجم الأندلس، وقال بعضهم: الصحيحَ أغرناطة والعامة تقول: غرناطة. غططغطةُ في الماء يغطه: أي مقله وغوصه فيه. وقال أبو زيدٍ: غط البعيرُ يغِط - بالكسر - غطيطاً: أي هدرَ في الشقشقة، فإذا لم يكن في الشقشقة فهو هدير، والناقة تهدرُ ولا تهدر ولا تغط لأنه لا شقشقة لها. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اللهم أعني على مضر؛ اللهم أجعل سنيهم كسني يوسف. فرموا بالسنة فجاءهُ مضري فقال: يا نبي الله والله ما يغط لنا بعير - ويروى: ما يخطر لنا جمل - وما يتزود لنا راعٍ. فدعا الله لهم، فما مضى ذلك اليوم حتى مطروا، ما مضتْ سابعة حتى أعطن الناس في العشب، قال امرؤ القيسي. يغط غطيط البكرْ شد خناقه ... ليقتلني والمرء ليس بقتال وغطيط النائم والمخنوق: نخيرهما. وروى ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام حتى سمع غطيطة ثم صلى ولم توضأ. وقال يعلى ابن أمية - رضى الله عنه - لعمرَ - رضى الله عنه - : ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ينزلُ عليه، قال: فلما جاءه الوحي دعاه عمرو فجاء فأدخل رأسه؛ فإذا هو محمر وجهه يغط. والغطاط - بالفتح - : ضرب من القطا، وهي غبر الظهور والبطون والأبدان سود بطون الأجنحة طوال الأرجل والأعناق لطاف لا تجتمع أسراباً أكثرُ ما تكون ثلاثاً أو اثنتين، الواحدة: غطاطة. وقال أبو حاتم: بأخدعي الغطاطة مثل الرقمتين خطان أسود وأبيض وهي لطيفة فوق المكاء، وقال المنتخل الهذلي: وماءً قد وردتُ أميم طامٍ ... عليه موهناً زجل الغطاط ويروى: " على أرجائه زجلُ " . وقال أبو كبير الهذلي: لا يجفلون عن المضاف ولو رأوا ... أولى الوعاوع كالغطاط المقبل وقال نقاده الأسدي، ويروى لرجلٍ من بني مازنٍ: إلا الحمام الورق والغطاطا وقال حميد بن ثور - رضى الله عنه - : ومحوض صوتُ الغطاط بهِ ... راد الضحى كتراطن الفرس وقال رؤبة: أذل أعناقاً من الغطاط وقال أيضاً: باكرته قبل الغطاط اللغط والغطا - بالضم - : أول الصبح، قال رؤبة: فأيها الشاحجُ بالغطاط والطاغط والعطاعط: السخال الاناث؛ عن الليث، وأنكر الأزهري الغطاغط ؟بالغين المعجمة - الواحد: غطغط وعطعط - بالضم - . وقال ابن الأعرابي: الاغط: الغني. والغطغطة: حكاية صوتٍ يقاربُ صوتَ القطا. والمغطغطةُ: القدرُ الشديدة الغليان. واغتط الفحلُ الناقة: تنوخها. وإذا حاضرتَ الرجل فسبقته بعدما سبقك: فقد اغتططته. وتغطغط الماءُ: إذا اضطربَ موجه. وتغطغط الشيء: تبدد. والتركيبُ يدل على صوتٍ وعلى وقتٍ من الأوقات. غطمطالغطامط - بالضم - : صوت غليان القدر وموج البحر، وجعلَ بعضهم الميم زائدة، قال الكميتُ يذكرُ قثدور أبان بن الوليد البجليّ ويمدحه: كأنَّ الغُطامِطَ من غَلْيِها ... أراجِيْزُ أسْلَمَ يَهْجُو غفارا وقيل: وفدت غفار وأسلم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما صاروا في الطريق قالت غفارُ لأسلم: انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار ولم تنزل فسبوهم، فلما رأت ذلك أسلم ارتحلوا وجعلوا يرجزون بهجائهم. وقال أبن دريد في باب فعلليل وما جاء من المصادر على هذا البناء: غَطْمَطِيْطُ، يقال: سمعت غَطْمَطِيطَ الماء، أرادوا صوته، وأنشد: بَطِيءُ ضِفَنَّ إذا ما مَشَى ... سَمِعْتَ لآعْفَاجِهِ غَطْمَطيْطا وربما قالوا: بحر غَطْمَطِيطُ، قال: وبحر غَطَوْمَطُ وغُطامِطُ: سواء؛ وهو الكثير الماء. والمصدر: الغَطْمَطَةُ والغِطْمَاطُ، قال رؤبة: إذا تَلاقى الوَهطُ بالأوْهاطِ ... أرْوى بِثَرثارَينِ في الغِطْماطِ وقال رؤبة أيضا: سَالتَ نَواحِينا الى الأوْساطِ ... سَيْلاً كَسَيْل الزَّبِد الغِطْماطِ وقيل: الغِطْماطُ: الموج المتلاطم. والتَّغَطْمُطُ: صوت معه بحجُ وتَغَطْمَطَ عليه الموج. إذا اضطرب عليه حتى غَطّاه. والتَّغَطْمُطُ: غرغرة القدر؛ وهي صوت غَليانها. والتركيب يدل على صوت وعلى وقت من الأوقات. غلطغَلِطَ في الأمر يَغْلَطُ غَلَطاً. وقال الليث: الغَلَطُ: كل شيء يعابه الإنسان عن وجهه وأصابه صوابه من غير تعمد. وقال غيره: العرب تقول: غَلِطَ في منطقهِ وغلب في الحسابِ، وبعضهم يجعلهما لُغتينِ. والغَلُوْطَةُ والأغْلُوطَةُ: ما يستزلُ به العالمِ ويُغالطُ به ويُستسقطُ به، ونهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغَلُوطات، ويروى: الأغْلُوطات. قال القُتبي: هي مِثلُ حديثِ عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : أنذرتكمُ صِعابَ المنطقِ، يريدُ المسائلَ الدقاقَ الغوامضَ، وإنما نهى عنها لأنها غيرُ نافعةٍ في الدين ولا تَكادُ تكونُ إلا فيما لا يقعُ أبداً، ألا ترى قولَ عبدِ الله - رضي الله عنه - أيضاً: بحسبِ المؤمنِ من العلم أن يخشى الله. وقال أبو عُبيدٍ أحمدُ بن محمد الهرويُ: الأصلُ فيها الأغْلُوطات، ثم تُركتِ الهمزةُ، كما نقول: جاءَ الأحمرُ؛ ثم تقول: جاء لَمرُ، قال: وقد غَلِطَ من قال هي جمعُ غَلُوطةٍ. وقال غيرهُ: يقال مسألةٌ غَلَوطةٌ كشاةٍ حلُوبٍ وناقةٍ ركوبٍ. وقيل: الصوابُ لُغْلُوْطات. والأغْلُوطَةُ: أفْعُوْلَةٌ؛ من الغَلَطِ؛ كالأحدوثةِ والأحموقَةِ. ورجلٌ مِغْلاطٌ: كثيرُ الغَلَطِ، قال رؤبة: فَبِئسَ عِض الخرِفِ المِغْلاطِ ... والوغلِ ذي النميمةِ المحلاطِ والتغلِيْطُ: أن تقولَ للرجلِ: غَلِطتَ. وغالَطَهُ: فاعلهُ؛ من الغَلَطِ. غمطالغَمْطُ: كالغَمْجِ؛ وهو جرعُ الماءِ بشدةٍ قاله الليث. وغَمَطَ النعمةَ يغمِطها ؟بالكسر - وغَمِطَها - بالكسر - يغمطها غمطاً فيهما: أي بطرها وحقرها. وغَمْطُ الناسِ: الاحتقارُ لهم والإزراءُ بهم، وفي الحديث: وغَمِطَ الناس، ويروى: وغَمَصَ، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب غ م ص. وقال ابنُ دريدٍ: سماءٌ غَمَطَى وغَبَطى - مثالُ جَمَزى - : إذا أغمَطتْ في السحاب يومينِ أو ثلاثةً. والأغْمَاطُ والاغْباطُ: الملازمةُ، وفي الحديثِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغْمَطَتْ عليه الحُمى في مرضه الذي مات فيه؛ ويروى: أغْبَطَتْ، وقال ابراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ نفسهَ: ثَبْتٌ إذا كانَ الخَطِيْبُ كأنهُ ... شاكٍ يَخافُ بكوزَ وردٍ مُغْمِطِ ويروى: " مُغْبِط " . وقال ابنُ عبادٍ: اغتمطتُ الرجُلَ: إذا حاضرتهَ فسبقته، بعدما سبقكَ، وكذلك في الكلام إذا قَهَرتهَ. وقال غيرهُ: اغْتَمَطْتُه بالكلامٍ واغْتَطَطَتهُ: إذا علوتهَ وقهرتهَ، ويكونُ بمعنى احتقرتهُ أيضاً. وقال أبو عمرو: الاغتماطُ: أن يخرجَ الشيءُ فلا يرى له عينٌ ولا أثرٌ، يقال: خرجتْ شاتُنا فاغتمِطتْ فما رأينا لها أثراً. غملطالليثُ: الغَمَلطُ: الطويلُ العُنُقِ، وهو الغمَلجُ، وأنشدَ: غُمْط غَماليِطْ غَمَلطات وإنشادُ ابن الأعرابي: غُمْج غَماليج غَمَلجات غوطغاطَ في الشيءِ يَغُوطُ ويِغيطُ غَوطاً وغَيطاً: دخلَ فيه، يقال: هذا رملٌ تغوطُ فيه الأقدامُ وتغيطُ. والغَوْطُ والغائطُ: المُطمأنُ من الأرض الواسعُ، وقال ابنُ دريدٍ: الغوطُ: أشدُ انخفاضاً من الغائطِ وأبعدُ، وفي قصة نوحٍ - صلواتُ الله عليه - : انسدت ينابيعُ الغَوطِ الأكبر وأبوابُ السماء. والجمع: غوط وأغواط وغيطان وغياط؛ صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، قال المتنخل الهذلي: وخرقٍ تحسرُ الركبانُ فيهِ ... بعيدِ الجوف أغبر ذي غياط ويروى: " ذي غواط " و " ذي نياط " . وقال رؤبة: إفراغ نجاخينِ في الاغواط وقوله تعالى: )أو جاءَ أحَد منكم من الغائطِ( كان الرجلُ منهم إذا أراد أن يقضيَ الحاجة آتى الغائط فقضى حاجته؛ فقيل لكل من قضى حاجته: آتى الغائط، يكنى به عن العذرة. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - أن آتاه حصينُ بنُ أوسٍ النهشلي - رضى الله عنه - فقال: يا رسول الله قلاْ لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي، فسمت عليه ودعا له، يريد أهل الوادي الذي كان ينزلهِ. وفي حديثه الآخر: تنزلُ أمتي بغائطٍ يسمونه البصرة يكثر أهلها وتكون مصراً من أمصار المسلمين. وقال ابن الأعرابي: يقال غط غط: إذا أمرته أن يكون مع الجماعةِ إذا جاءتِ الفتنُ، وهم الغاطُ يقال: ما في الغاطِ مثلهُ: أي في الجماعة. والغاطُ - أيضاً - الغوط من الأرض. وقال أبو محمد الأعرابي: الغوطةُ: برث أبيضِ يسير فيه الراكبُ يومين لا يقطعه، به مياه كثيرة وغيطان وجبال: لبني أبي بكر بن كلاب. وقال غيره: الغوطةُ: بلد من بلاد طيئ لبني لآم قريب من جبال صبحُ لبني فزارة. وقال ابن شميلٍ: الغوطةُ: الوهدة في الأرض المطمئنة. والغوطةُ: غوطةُ دمشق، وهي إحدى جنان الدنيا الأربع، والثانية أبلة البصرة، والثالثة: شعبُ بوانَ، والرابعة: سغدُ سمرقند. قال عبد الله بن قيس الرقيات يمدحُ عبد العزيز بن مروان: أحللكَ الله والخليفةُ بال ... غوطةَ داراً بها بنو الحكم الحكمُ: هو ابن أبي العاص بن أمية. وقال عبيدُ الله - أيضاً - يذكرُ الملوكَ: أقفرتْ منهمُ الفراديسُ فالغو ... طة ذاة الرى وذاةُ الظلال وغاط غوطاً: أي حفرَ، وبئر غويطة: بعيدةُ القعر، قال ذلك أبو عمرو. والغوطُ: الثريدُ. وغاطتِ الأنساعُ في دف الناقة: إذا تبينتْ آثارها فيه. وغاطَ الجبلُ في مخزمها: إذا غاب فيه. وقال الفراءُ: أغوط بئرك: أي أبعدْ قعرها. وقال ابن عبادٍ: غوط تغوطاً: أي لقم. وتغوط: أي أبدى. وانغطاط العودُ: إذا تثنى. وهما يتغاوطان في الماءِ: أي يتغامسانَ. والتركيبُ يدل على اطمئنان وغورٍ. غيطغاط في الشيء يغيط ويغوطُ: دخلَ فيه. وقال ابنُ الأعرابي: بينهما مهابطة وممايطة ومغايطة ومشايطة: أي كلام مختلف. فرثطابن عباد: فرثط: استرخى في الأرض. فرشطفرشوط: قرية كبيرة غربي النيل من الصعيد. والفرشاطُ: الذي يفرشط، وكذلك الفرشطُ - بالكسر - ، وأنشد الأصمعي يصفُ بعيراً: ليس بمنهك البروكِ فرشطه والفرطة: أن تفرجَ بين رجليك قاعدتاً أو قائماً وهي مثلُ الفرشحةِ، قال: تالله لو لا شيخناُ عبادُ ... لكمرونا اليومْ أو لكادوا فرشطَ لما كرهَ الفرشاطُ ... بفيشةٍ كأنها ملطاط فجاءَ بالطاء معَ الدال، وهذا هو الإطفاءُ عند أبي زيدٍ، وهو المشهورُ عن العرب. وقال الفراءُ: الفرشطةُ: أن يلصقَ إليتيهِ بالأرض ويتوسد ساقيهِ. وقيل: هي بسطُ الرجلينِ والركوبُ من جانبٍ واحدٍ، وقال ابن دريدٍ: فرشطُ البعيرُ: إذا برك بروكاً مسترخياً فألصق أعضادهُ بالأرض. وفرشطتِ الناقةُ: إذا تفحجتْ للحلب؛ والجملُ: إذا تفحجَ للبلول. فرطفرطَ في الأمر يفرُط - بالضم - : أي قصر به وضيعهُ، فرطاً. وفرط عليه: أي عجلَ وعدا، ومنه قوله تعالى: )إننا نخافُ أن يفرطَ علينا( أي يبادرَ بعقوبتنا. وقال ابن عرفةَ: أي يعجل فيتقدم منه مكروه، وقال مجاهد: يبسط، وقال الضحاكُ يشط. وفرط مني إليه قول: أي سبق. وفرطتُ القوم أفراطهمُ: أي سبقتهمُ إلى الماء وتقدمتهمُ إليه لأهيئ الدلاء والأرشية: فأنا فارط وفرط، والمصدرُ: فرط وفروط. ومنه حديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنا فرطكمُ على الحوض، ويروى: أن فارط لكم. وفي حديثه الآخر حين سئلَ عم مدفن بن مظعون. وفي حديث آخر: يا عائشةُ من كان له فرطانِ من أمتي دخلَ آخر، قلت: ومن كانَ له فرط؟، قال: ومن كان له فرط. وفي حديث آخر: أنا النبيون فراط لقاصفين، أي: متقدمونَ في الشفاعة، وقيل: فراط إلى الحوض. والمرادُ بالقاصفينَ: منَ يتزاحمُ على أثارهم من الأمم الذين يدخلونَ الجنة. وقال القطامي: فاستعجلوناَ وكانوا من صحابتنا ... كما تعجل فراط لوارد وقال أبو ذؤيب الهذلي: وقد أرسلوا فراطهمْ فتاثلوا ... قليباً سفاها كالإماء القواعد مطأطأة لم ينبطوها وإنها ... ليرضى بها فراطها أم واحد وقد يذكرُ الفراطُ ويرادُ به الفراطُ. وقال بريدةُ بن الحصيب - رضى الله عنه - : كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهمُ: السلامُ عليكم أهل لاحقونَ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية. وفراطُ القطا: متقدماتها، قال رجل من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي: هو لنقاده الأسدي: ومنهل وردته التقاطا ... لم ألق إذا وردتهُ فراطاً إلا الحمام الورق والغطاطا وكان الحسنُ البصري إذا صلى على الصبي قال: اللهم أجعله لنا سلفاً وفرطاً وأجراً. وقد يجمعُ الفارطُ على فوارط، وهو نادر، كفارس وفوارس، قال ارفوه الاودي: كنا فوارطها الذين دعاَ ... داعي الصباحِ اليهمُ لا يفزعُ والفارطان: كوكبان متباينان أمام سرسر بنات نعش، ثقاله الليث، قال: وإنما شبها بالفراط الذي يسبق القوم لحفر القبر. وفرطَ - بالكسر الراءء - : إذا سبق؛ مثلُ فرطَ - بفتحها. والفراطُ والفراطةُ: الماء يكون شرعاً بين عدة أحياءٍ أيهم سبق اليه فهو له. وفرطتُ في الحوض: أي ملأته. وعن سراقة - رضى الله عنه - قال: دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: الرجلُ يفرطُ في حوضه فيردُ عليه الهملُ من الإبل، قال: لك في كل كبد حري أجر. وقال ابن عمرو فغي حوضه لغنمه فجاءَ رجلَ فأوردهاَ فنزتْ نازية فأخذ فأساً فقتله. والفرط - بسكون الراء - : الاسمُ من الإفراط، يقال: إياك والفراط في الأمر. وقواهم: لقيته في الفرط بعدَ الفرط: أي الحينَ بعد الحينْ. وأتيته فرط يومٍ أو يومينِ، قال لبيد - رضى الله عنه - : هَلَ النفسُ إلا متعةٌ مُستعارةٌ ... تُعارُ فتأتي ربها فَرْطَ أشْهُرِ وقال أبو عُبيدةٍ: لا يكونُ الفَرْطُ في أكثر من خَمسَ عشرةَ ليلةً. والفَرْطُ: موضِعٌ بتهامةَ قُربَ الحجاز، قال فاسِلُ بن غُزيةَ الجُربيُ: سَرَتْ من الفَرْطَ أو من نخلتينِ فلم ... يَنْشَبْ بها جانبا نَعمانَ فالنجدُ وقال عبدُ مَناف بن ربعٍ الهذليُ: فما لكُمُ والفرْطَ لا تقربُونهُ ... وقد خلْتُهُ أدنى مأبٍ لقافِلِ ويروى: " مَرَدّ " . وقال أبو عمرو: الفَرْطُ: طريقٌ. والفَرْطَةُ: المرةُ الواحدةُ من الخُروج والتقَدمُ. والفُرْطَةُ ؟بالضم - الاسمُ، ومنها حديثُ أم سلمةَ لِعائشةَ - رضي الله عنهما - : قد نَهاكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الفُرْطَةِ في البلاد، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب تمدح. وأمرٌ فُرُطٌ: أي مُجاوَزٌ فيه الحدُ، قال الله تعالى: )وكانَ أمرُهُ فُرُطا(، وقيل: نَدَماً، وقيل: سَرَفاً، وقيل: ضائعاً؛ يُقال: أمْرٌ فُرُطٌ. أي مُضيعٌ مُتهاونٌ به. والفُرُطُ والفُرْطُ ايضاَ: واحِدُ الأفْراطِ وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالحبال، قال حسانُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه - : ضاقَ عَنا الشعْبُ إذ نجْزَعُهُ ... ومِلأنا الفُرْطُ منهم والرجَلْ والجمعُ: أفْرُطٌ وأفرَاطٌ، وأنشد الأصمعيُ: والبُومُ يبكي شَجوةُ في أفرُطِهْ يُقال: البُوْمُ تَنُوحُ على الإفراط: عن أبي نصرٍ، وأنشدَ ابنُ دريدٍ: وصَاحَ من الأفْراطِ: بُوْمٌ جَوَاثِمُ وقد أنشدَ عَجُزَه ابن دريدٍ غير منسُوبٍ. وأنشدَ ابنُ الأعرابي في نوادرهِ لِوعلةَ الجرمي: سائلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتُ لهم ... حرباً تُزيلُ بين الجيرةِ الخُلُطِ أم هلْ سَموتُ بجرارٍ له لَجَبٌ ... يَغشى مخارِمَ بين السهلِ والفُرُطِ وأفراطُ الصبحِ - أيضاً - : أوائلُ تباشيرهِ قال الليثُ، قال: والواحدُ منها فَرَطٌ، وأنشدَ لرؤبة: باكرتُهُ قبلَ الغَطَاطِ اللُغطِ ... وقبلَ جُوني القطا المخَططِ وقبلَ أفراطِ الصباحِ الفُرطِ قال: وأما قولُ ابنِ براقةَ الهمداني: إذا الليلُ أرخى واستقلتْ نُجُومهُ ... وصاحَ من الأفراطِ هامٌ جَوَاثِمُ فاختلفوا في هذا، فقال بعضهم: أرادَ به أفراطَ الصبح لأن الهامَ إذا أحس بالصباح صَرَخَ، وقال آخرونَ: الفَرَطُ: العَلَمُ المستقيمُ من أعلام الأرض التي يُهتدى بها. والفُرُطُ: الفَرَسُ السريعةُ التي تَتَفَرطُ الخيلَ: أي تتقدمها، قال لبيدٌ - رضي الله عنه - : ولَقَدْ حَمَيْتُ الحي تَحملُ شكتي ... فُرُطٌ وشاحي إذ غَدوتُ لِجامها وقال أبو زيادٍ: الفُرُطُ: طَرَفُ العارضِ: عارضِ اليمامةِ، وأنشدَ بيتَ وعلةَ الجرمي الذي ذَكرتهُ آنفاً. وقال ابنُ عبادٍ: رجلٌ فُرطيٌ: إذا كان صعباً لم يذل، وبعيرٌ فُرْطيٌ وفَرَطِيٌ: كذلك. والماءُ الفِراطُ: الذي يكونُ لمن سبقَ اليه من الأحياء. وقال أبو عمرو: فَرَطَتِ النخلةُ: إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ حتى يعسُو طلعها، وأفرطتها أنا. وأفْرَطَتِ السحَابُ بالوسمي: عَجِلَتْ به. وأفْرَطَه: أي أعجله. وقولهُ تعالى: " وأنهم مُفْرَطون " قال مُجاهدِ: أي منسبون، وقيل: مترُوكون في النار، وقال الأزهريُ: الأصلُ فيه أنهم مُقدمون إلى النار مُعجلون اليها؛ يُقال: أفرطتهُ: أي قدمتهُ؛ وأفرطَتِ المرأةُ أولاداً: قدمتهم. وقرأ قُتيبةُ وأبو جعفرَ ونافعٌ: مُفْرِطون - بكسر الراء - : أي مُتجاوزون لما حُد لهم، يُقال: أفرطَ في الأمر: أي جاوزَ فيه الحدَ. وروى زاذانُ عن علي - رضي الله عنه - أنهُ قال: مثلي فيكم كمثل عيسى - صلواتُ الله عليه - أحبته طائفةٌ فأفْرَطُوا في حبه فهلكوا وأبغَضته طائفةٌ فأفْرَطُوا في بُغْضِه فهلكوا. وقال الكسائيُ: يُقال: ما أفرَطْتُ من القوم أحداً: أي ما تركتُ. وقال الأعرابيُ: الإفراط: أن تبعثَ رسولاً خاصاً في حوائجك. وقال ابنُ دريدٍ: أفْراطَ الرجُلُ بيدِهِ إلى سيفهِ ليستَله. وأفرَطَ القِربةَ: ملأها حتى أسالَ الماءَ، قال كعبُ بن زهيرٍ - رضي الله عنه - : تنفي الرياحُ القذى عنه وأفرَطَهُ ... من صوبِ ساريةٍ بيضٌ يعالِيلُ ويروى: " تجلُو الرياحُ " ، وروى الأصمعيُ: " من نَوءِ ساريةٍ " . وقال ساعدةُ بن جُويةَ الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل: فأزَالَ ناصِحَها بأبيضَ مُفْرَطٍ ... من ماءِ الهابٍ بهن التألبُ ويروى: " عليه التألبُ " . وقال آخرُ: بَج المَزادِ مُفرطاً توكيرا وأنشدَ إبراهيم بن إسحاق الحربيُ - رحمه الله تعالى - : على جانبي حائرٍ مُفْرَطٍ ... بِبَرْثٍ تبَوأتُهُ معشِبِ وانشد ابنُ دريدٍ: يُرَجعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ ... صَوَافٍ لم تُكدرها الدلاءُ قال: الخُزْمُ: غُدُرٌ يتخرمُ بعضها إلى بعض. والتفريطُ: التقصيرُ، قال الله تعالى: )يا حسرتا على ما فَرطتُ في جنْبِ الله( أي: في أمرِ الله. وفي حديثِ النبي - صلى الله عليه وسلم - : ليسَ في النومِ تفريطٌ؛ إنما التفريطُ أن لا يُصلي حتى يدخلَ وقْتُ الأخرى. وفَرطتهُ: تركتهُ وتقدمتُه، قال ساعِدَةُ بن جُوية الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل: مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفرطُ حملهُ ... صُفْنٌ وأخراصٌ يَلُحنَ ومِسأبُ أي: لا يتركُ حملهَ ولا يُفارقُه. وقال أبو عمرو: فَرطْتُكَ في كذا وكذا: تركتكَ وقال غيرهُ: تقولُ: فَرطْتُ إليه رسولاً: إذا أرسلته إليه في خاصتكَ أو جعلته جرياً لك في خُصومةٍ؛ مِثلُ أفرطتُ. وفَرطْتُ الرجُلَ: أي مدحتهُ حتى أفرطتُ في مدحهِ؛ مثلُ قرظتهُ - بالقافِ والظاء المعجمة - . وقال الخليلُ: يُقال: فرطَ الله عنه ما يكرهُ: أي نحاه؛ وقل ما يستعملُ إلا في الشعر، قال المُرقشُ الأكبرُ واسمهُ عمرو بن سعدٍ: يا صاحبي تلبثا لا تعْجَلا ... إن الرحيلَ رهينُ ألا تعذلا فلعل بُطأ كما يُفرطُ سيئاً ... أو يسبقُ الإسراع سيباً مُقبلا ويروى: " ريثكما " " أو يسبقُ الإفراط " . وتَفَارَطَ: أي سبقَ وتسرعَ، قال النابغةُ الذبياني: وقفتُ بها القَلُوص على اكتئابٍ ... وذاكَ تَفَارُطُ الشوق المعني ويُروى: " لِفارطِ " . وتَفَرطَ الغزوُ وتَفَارطَ: أي تأخرَ وقتهُ فلم يلحقه من أراده، ومنه حديثُ كعب بن مالكٍ الأنصاري - رضي الله عنه - في تخلفهِ عن غزوةِ تبوك: فأصبحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه ولم أقضِ من جهازي شيئاً؛ فقلتُ أتجهزُ بعده بيومٍ أو يومينِ ثم ألحقهم، فغدوتُ بعد أن فصلوا لأتجهزَ فرجعتُ ولم أقضِ شيئاً، فلم يزل بي حتى أسرعُوا وتَفَارطَ الغزوُ. وتَفارَطته الأمورُ والهمُومُ: أي لا تصيبهُ الهمومُ إلا في الفَرْط. والتفارطُ: التسابقُ، وقال بشرُ بن أبي خازم: يُنازعنَ الأعنةَ مُصغياتِ ... كما يتفارطُ الثمدَ الحمامُ وفارطهَ: أي ألفاهُ وصادفهَ. وفارطَهَ: سابقهَ. وتكلمَ فِراطاَ: أي سبقتْ منه كلمةٌ. وفلانٌ لا يُفترطُ إحسانهُ وبره: أي لا يفترصُ ولا يُخافُ فوتهُ. ويُقال: افترطَ فلانٌ فَرَطاً: إذا ماتَ له ولدٌ صغيرٌ قبل أن يبلغَ الحُلُمَ. والتركيب يدلُ على إزالةِ الشيءِ عن مكانهِ وتنحيته عنه. فسطالليثُ: الفَسِيْطُ: علاقةُ ما بين القمعِ إلى النواة، وهو الثفروقُ، الواحدةَ: فَشِيْطةٌ. والفَسِيْطُ - أيضاً - : قُلامةُ الظفر، قال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العُكليُ: ووذح ضنء من رُطتْ شِغاراً ... وما شُكِدتْ عليه من فَسيطِ وقال خيرُ بنُ رِباطٍ الأسديُ يصفُ الهلالَ: كأن ابن مُزنتها جانحاً ... فسيطٌ لدى الأفقِ من خنصِرِ وروى ابنُ دريدٍ: " كأن ابنَ ليلتها " وقال: يعني بذلك هِلالاً بدا في الجدبِ والسماءُ مُغبرةٌ فكأنه من وراء الغُبار قُلامَةُ ظُفُرِ خِنصِرٍ. قال: والفَسْطُ: فِعْلٌ مماتٌ، ومنه اشتقاقُ الفَسِيْطِ. والفُسطاطُ: من الأبنيةِ؛ وهو السرادقُ، وفيه سِتُ لُغاتٍ: فُسْطَاطٌ وفُسْطتَاطٌ وفُساطٌ وكسرُ الفاءِ فيهن، قال العجاجُ يصفُ ثوراً: حتى جلا أعجازَ ليلٍ غاطِ ... عنه لَياحُ اللونِ كالفُسطاطِ من البياض مُد بالمِقاطِ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه أتى على رجلٍ قد قُطعتْ يدهُ في سرقةٍ وهو في فُسْطاطٍ فقال: من آوى هذا المُصابَ؟ فقالوا: فاتكٌ أو خُريمُ بن فاتكٍ: فقال: اللهم بارك على آلِ فاتكٍ كما آوى هذا المُصابَ. وقال الليثُ: الفُسطاطُ: مُجتمعُ أهلِ الكورةِ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بالجماعةِ فإن يد الله على الفُسطاطِ. يريدُ المدينةَ التي فيها مجتمعُ الناس، وكل مدينةٍ فُسطاطٌ، والمعنى: أن الجماعةَ من أهلِ الإسلام في كنفِ الله، وواقيتهُ فوقهم، فأقيموا بين ظهرانيهم ولا تُفارقوهم. وهذا كحديثه الآخرِ: إن الله لم يرض بالوحدانية وما كان الله ليجمعَ أمتي على ضلالةٍ؛ بل يدُ الله عليهم، فمن تخلفّ عن صلاتناِ وطعنَ على أئمتناِ فقد خلعَ ربْقةَ الإسلام من عنقهِ، شرارُ أمتيَ بحجتّهِ. وسمى عمرو بن العاص - رضي الله عنه - المدينةَ التي بّناها: الفسطاط. وعن بعض ِ بني تميمِ: قال: قرأتُ في كتابِ رجلِ من قريشِ: هذا ما اشترَى فلانُ بن فلانِ من عجلانَ موْلى زيادِ: اشترىَ منه خمسمائةِ جريبٍْ حيالَ الفسْطاطِ، يريدُ البصرةَ. ومنه حديثُ الشعْبي: في العبدْ الآبقِ إذا أخذَ في الفسطُاط ففيه عشرةُ دارهمَ وإذا أخذَ خارجاً من الفسطاط ففيه أربعون. وقال رؤبة: لو أحْلبتْ حلائبُ الفسْطاطِ ... عليه ألْقاهنّ بالبلاطِ أي: حلائبُ المصْر. فشطابن عبادٍ: انْفشطَ العودُ: أي انْفَضَخَ؛ ولا يكون إلاّ رَطباً. فططابن الأعْرابيّ: الأفطّ: الأفْطَس. وقال ابن عبادٍ: الفَطوْطي - مثالُ خَجوَجي - : الرّجلُ الأفزرُ الظهرِ. والفطافطِ: الأصوَاتُ عند الرّهْزِ والجماع. والفَطْفطةُ: السّلْحُ. وقال ابن الأعرابيّ: فَطفطَ: إذا لم يفهمْ كلامهُ. فلسطفلسْطين - ويقال: فلْسْطوْن - : بلْدةّ من كورِ الشامِ. والعربُ في إعرابها على مذَهبينَ: منهم من يقول فلَسْطين ويجْعلها بمنزلةِ ما لا ينصرفُ ويلزمها الياءَ في كل حالِ فيقول: هذه فلسْطين ورأيتُ فلسْطينَ ومررتُ بفلسطين، ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعلُ إعرابها في الحرف الذي قبل النونْ فيقول: هذه فلسطون ورأيتُ فلسطينِ ومررتُ بفلسطين، والنون في كل ذلك مفتوحة. وهي كلمة روْميةّ، قال عديّ بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع: فكأنَّي من ذِكْرِهمْ خالَطتْني ... من فلَسْطين جلْسُى خمْرٍ عقاَرُ عنّقتْ في القلالِ من بيتِ رأسٍ ... سَنواتٍ وما سبَتهاْ التجَارُ والنّسْبةُ إليها: فلسْطي، قال الأعْش: متى تُسقَ من أنْيابها بعد هجعةٍ ... من اللْيلِ شرْباً حين ماَلتْ طلاتهاُ تخَلْه فلسْطياً إذا ذَقتَ طعْمه ... على ربذَاتِ النيّ حُمْشٍ لثاتهاُ وروى أبو عبيدة: " تقلهُ فلسْطياً " ، ويرْوى: " على نيراتِ الظلْمِ " . وقال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةّ بن عامرِ بن هرْمةَ: كأس فلسْطيةّ معتقةُ ... شجّتْ بماءٍ من مزنةِ البلِ فلطفَلَطَ الرجل عن سيفه: دهش عنه. والفَلَطُ - بالتحريك - : الفُجاءَةُ، قال: ومنهل على غِشَاشٍ وفَلَطْ. شَربت منه بين كُرهٍ وثَغَطْ والأفْلَطُ: الأحرى. وأفْلَطَني الرجل: مثل أفلتني، وقال الخليل: أفْلَطَني: لغة تميمية قبيحة في أفلتني. وأفلَطَه أمر: أي فاجأهُ، قال المنتخل الهذلي يصف امرأة حمقاء: أفْلَطَها اللَّيلُ بِعِيْرٍ فَتَسْ ... عى ثَوْبهُا مُجْتَنِبُ المَعْدَلِ ويروى: " بعيراً " ، ويروى: " مُخْتَلِفُ المَعْدَلِ " : أي فاجأها الليل بعير تحمل بعض ما تحب، أي بشرت بمجيء العِيْرِ فخرجت تسعى من الفرح فتعلق ثوبها بشجرة في ناحية الطريق فانشق. وقال الجمحي: أفْلَطَها: أفْلَتَها، أي أضل لها الليل بعيراً فهي تسعى في طلبه. والفِلاَطُ: المفاجاة - بِلُغَةِ هّذَيْلٍ - ، يقال: لقيته فِلاطاً: أي مفاجأة، قال المنتخل الهذلي أيضاً: به أحْمي المُضَافَ إذا دَعاني ... ونَفْسي ساعَةَ الفَزَعِ الفِلاطِ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان: أبوك غضدَاةَ المَرْجِ أوْرَثَكَ العُلى ... وخاضَ الوَغى إذْ سالَ بالمَوتِ راهِطُهْ وكانَ امْرَأً خَوّاضَ كلَّ كَرِيهَةٍ ... ومرِدى حُرُوْبٍ يَوْمَ شَرّ يُفَالِطُه ويقال: تكلم فلان فلاناً فأحسن: إذا فاجأ بالكلام الحسن. وفي حديث عمرو بن عبد العزيز - رحمه الله - : أنه رفع إليه رجل قال لرجلٍ: إنك تبوكها - يعني امرأةً ذكرها - فأمر بضربه، فجعل الرجل يقول: أأُضرَب فِلاطاً؟. وروي من وجه آخر: أن ابن أبي خنيس الزبيري ساب قريشاً فقال له: علامَ تبوك يتيمتك في حجرك، فكتب سليمان بن عبد الملك إلى ابن حزم: أن البوك سفاد الحمار؛ فاضربه الحد، فلما قُدم ليضرب قال: إنا لله أأضرب فلاطاً؟ فقال ابن حزم - وكان لا يعرف الغريب - : لا تعجلوا عسى أن يكون في هذا حد آخر. وإنما قال ذلك لأنه لم يعلم أن الكلمة كانت قذفاً. وقال ابن دريد: افْتُلِطَ الرجل: إذا فوجئ بالأمر، لغة هذلية. وقال ابن فارس: الفاء واللام والطاء ليس بأصل؛ لأنه من باب الابدال، والأصل الراء. فلقطالفَلْقَطَةُ في الكلام والمشي: الاسراع. فوطالليث: الفُوَطُ: ثياب تجلب من السند، الواحدة فُوْطَةُ، وهي غلاظ قصار تكون مآزر. قال الأزهري: لم أسمع الفُوَطَ في شيء من كلام العرب ولا أدري أعربية هي أم هي من كلام العجم، غير أني رأيت بالكوفة أزراً مخططة تباع ويشتريها الجمالون والأعراب والخدم وسفل الناس فيأتزرون بها ويسمونها الفُوَطَ، والواحدة: فُوْطَةُ. انتهى كلام الأزهري. وقال ابن دريد: فأما الفُوَطُ التي تلبس الواحدة فُوْطَةُ - فليست بعربية. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الفُوْطَةُ: لغة سندية معربة، وهي تعريب بُوتَهْ - بضمة غير مشبعةٍ - . قبطابن فارس: القبط: جمعكَ الشئ بيدكَ، يقال: قبطته أقبطه قبطاً. والقِبط - بالكسر - : أهل مصرَ، وهم بنكها، ورجل قبطي، وامرأة قبطية. ومارية القبطية: أم إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهما - . والقبطيةُ: ثياب بيض رقاق من كتانٍ تتخذُ بمصر، وقد تضم، لأنهم يغيرون كثيراً في النسبة، كما قالوا: سهلي ودهري. وقال الليث فلما ألزمتْ هذا الاسم غيروا اللفظ ليعرف، فالإنسان قبطي والثوب قبطي. ومنه حديث أسامةُ بن زيدٍ - رضى الله عنه - أنه قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوباً قبطياً أو ثياباً قبطية. وقال عبد الله بن عتيك - رضي الله عنه - وذكرَ قتلَ عبد الله بن عتيكٍ - رضى الله عنه - وذكر قتل عبد الله وقيل سلام بن أبي الحقيق: فوالله ما دلنا على الابياضه على الفراش في سوادَ الليلِ كأنه قبيطة، قال زهير بن أبي سلمى يذكرُ الحارث بن ورقاءَ الصيداوي: لتأتينك مني منطق قذعُ ... باقٍ كما دنس القبطية الودك والجمعُ: قباطي. والقبطي: فرشُ عبد المطلب بن عميرُ بن سويد بن حارثة. وقبطُ: ناحية كانتْ بسر من رأى تجمعُ أهل الفساد. والقباطُ والقبيط والقبيطى والقبيطاء، إذا خففتَ مددتْ وإذا شددتْ فصرتَ. وقبط وجهه تقبيطاً: مثلُ قطبه تقطيباً. والقنيط: يذكرُ فيما بعدُ إن شاء الله تعالى. قحطالقحط: لجدبُ. يقال: قحطَ المطرُ بقحطُ قحوطاً: إذا احتبس. وقال أعرابي لعمرُ - رضى الله عنه - : قحدط السحابُ، وقال ابن دريدٍ: قحدطتِ الأرض وقحطتْ وقحطاً. وحكى الفراءُ: قحط - مثالُ سمعَ - وقحط - على ما لم يسم فاعله - . وسنة قحط وقحيط. وزمن قاحط، وأزمن قواحط. والفراء: قحط - مثالُ سمعَ - وقحطَ - على ما لم يسم فاعله - . وسنة قحط وقحيط. وزمن قاحط، وأزمن قواحط. ورجل قحطي: وهو الآكولُ الذي يبقي شيئاً من الطعام، وهذا من كلام الحاضرة، نسبوه إلى القحط لكثرةُ الأكلِ. وقحطانُ: أبو اليمن، وهو قحطان بن عابر بن شالحَ بن أرفخشد بن سام بن نوح - صلواتُ الله على نوح - . وقال ابن دريد: وقد نسبوا إليه قحطاني، وأقحاطي على غير القياس. وقولُ رؤبة: دانتْ له والسخط للسخاط ... نزارهاُ ويامنُ الاقحاط أراد: بني قحطان. وقال ابن دريدٍ: القحطةُ: ضرب من النبتٍ؛ قال؛ وليس يثبت. وضرب قحيط: أي شديد. والقحط: الضربُ الشديد. وقال ابن عبادٍ: المقحطُ من الخيلِ: الذي لا يكادُ يعيي من الجري، وأنشد: يعاودُ الشد معناً مقحطاً وعام مقحط: ذو قحطٍ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: ودوادياً وأوارياً لم يعفها ... ما مر من مطرٍ وعامٍ مقحط وأقحط القومُ: أي أصابهم القحطُ. وأقحط الله الأرض: أصابها بالقحط. وأقحط الرجلُ: إذا خالط أهله ولم ينزلْ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : من جامع فأقحط فلا غسل عليه. ومر النبي ؟صلى الله عليه وسلم - من جامع فأقحط فلا غُسْل عليه. ومرّ النبي ؟صلى الله عليه وسلم - على دار عتبان بن مالكٍ الأنصاري - رضى الله عنه - بقباء فناداه وهو مخالط أهله فأكسلَ واغتسل وآتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاخبره الخبر فقال: إذا أعجلتَ أو أقحطتَ فلا غسل عليك وعليك الوضوء. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا كان في أول الإسلام ثم نسخَ بقوله - صلى الله عليه وسلم - : إذا قعد بين شُعبها الأربع وألزق الختان بالختان فقد وجبَ الغسلُ. والتركيبُ يدلُ على احتباس الخير ثم يستعارُ. قرطالقرطُ: الذي يعلقُ في شحمة الاذن، والجمعُ: أقراط وقروط وقروطة وقراط - مثال بردٍ وإبرادٍ وبرودٍ؛ وقلب وقلبةٍ ورمحٍ ورماحٍ - : قال رؤبة: كأن بين العقد والأقراط ... سالفة من جيدَ رئم عاط وقال المتنخلُ الهذلي يذكرُ قوساً: شنقتُ بها معابلَ مرهفاتٍ ... مسالات الأغرة كالقراط ويروى: " قرنتُ بها " . وعن عنبسة بن عبد الرحمن قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على أم سلمة: - رضى الله عنها - فرأت في أذنيها قرطين وفي عنقها قلادةً. وفي المثل: خذه ولو بقرطي مارية: هي بنتُ ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي أم الحارث بن أبي أشمر الغساني، وهي أول عربية تقرطتُ وسارَ ذكرُ قرطيها في العرب، وكانا نفيسي القيمة؛ قيل: إنهما بأربعين ألف دينارٍ، وقيل: كانتْ فيهما درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما. وقيل: هي امرأة من اليمن أهدتْ قرطيها إلى البيت. يضربُ في الترغيب في الشيء وإيجاب الحرض عليه، أي: لا يفوتنك على حالٍ وإن كنت تحتاج في أحرازه إلى بذلِ النفائس، قال ذو الرمة: والقرطُ في حرة الذفرى معلقةُ ... تباعدَ الحبلُ منه فهو يضطربُ وذو القرط: السكنُ بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الاوس بن حارثة الاوسي الأنصاري، من الجعادرة. وذو القرطْ: - واسمه الوشاحُ - سيف خالد بن الوليد - رضى الله عنه - ، وهو القائل فيه: وبذي القرطْ قد قتلتُ رجالاً ... من كهولُ طماطمٍ وعرابٍ والقرطُ: سيفُ عبد الله بن الحجاج الثعلبي، وهو القائل فيه: تقول والسيفُ في أضراسها نشب ... هذا لعمركُ موت غير طاعون فما ذمتُ أخي قرطاُ فابعطهُ ... وما نبا نبوة يوماً فيخزيني وقال الليث: القرطةُ: شية حسنة في ابلمغرى؛ وهي أن يكون للعنز أو للتبس زنمتان معلقتان من أذنيها، فهي قرطاءُ، والذكر أقراط، ويستحب في التيس لأنه يكون مناثاً، والفعلُ: قرط قرطاً. وقال ابن عبادٍ: قرطُ الصبي: زبيبه. وقال الدينوري: القرطُ: شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقاً، وهي الذي يسمى بالفارسية: الشذر. والقريط - مصغراً - وساهم: فرسانٍ لكندة، قال سبيعُ بن الخطيمُ التيمي: أرباب نحلة والقريط وساهم ... إني هنالك إلف مألوف نحلة: فرس سبيع بن الخطيم. والقريط - أيضا - والحمالة: فرسان لبني سليم، قال العباس بن مرداس السلمي - رضي الله عنه - وأنشده له أبو محمد الأعرابي: بين الحمالة والقريط فقد ... أنجبت من أم ومن فحل وقال ابن دريد: القروط: بطون من العرب من بني كلابٍ لأنهم أخوة أسموهم: قرط: وقريط؛ ولم يزد. وقال ابن حبيب في جمهرة نسب قيس عيلانَ: القرطاءُ وهم قرط وقريط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب. وقال ابن دريد: القُرْطانُ لغة في القُرْطاطِ. والقِرْطاطِ: وهو للسرج بمنزلة الولية للرحل، وربما استعمل للرحل أيضاً، قال حميد الأرْقَطُ: بأرْحَيَّ مائرِ المِلاَطِ ... ذي زُفْرَةٍ تَنْشُزُ بالقُرْطاطِ وقال الزَّفَيان: كأنَّما أقْتَادِيَ الأسامِطا ... والقِطْعَ والقَراطِطا ضَمَّنْتُهُنَّ أخْدَريّاً ناشِطا الأسمامِطُ: المعاليق وهي ما علقه من متاعهِ برحله. وفي حديث سليمان الفارسي - رضي الله عنه - : أنه دخل عليه في مَرَضه الذي مات فيه فنظروا فإذا إكافٌ وقُرْطاطٌ. وقال ابن دريد: القَرْطيَّةُ - بالفتح - : إبِلٌ تنسب إلى حَيّ من مهرة، وأنشد: أما تَرى القَرْطيَّ يَفْري نَتْقا النَّتْقُ: النَّفْضُ، وامرأة مِنْتاق: كثيرة الولدِ؛ من نَتْق الرحم. وقال يونس: القِرطيُّ - بالكسر - : الصرع على القَفا. والقِرَاطُ - بالكسر - : شعلةُ السّراج ما احترق من طرف الفتيلة. وقيل في قول المنتخل الهذلي يصف قوساً: شَنَفْتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... مُسَالاتِ الأغِرَّةِ والقِرَاطِ إن القِرَاطَ جمع قُرْطٍ، أي في الصفاء والحسن، أي تبرق نصالها كأنها قِرَطَةٌ في بريقها. وقال أبو عمرو: القِرَاطُ: المصابيح؛ وقيل: السُّرُجُ، الواحد قُرْطٌ. ويروى: ؟قَرَنْتُ بها؟. وقال ابن عباد: قِرَاطا النصل: طَرَفا غراريه. والقِيْراطُ: معروف، ووزنه يختلف باختلاف البلاد، فهو عند أهل مكة - حرسها الله تعالى - ربع سدس الدينار، وعند أهل العراق نصف عشر الدينار. وأصله قِرّاطٌ بالتشديد؛ لأن جمعه قضرارِيْطُ، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء؛ على ما ذكرناه في دينار. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قِيراطٌ ومن شهدها حتى تدفن فله قِيراطانِ، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين. رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - : فبلغ ذلك ابن عمر - رضي الله عنهما - فقال: لقد أكثر أبو هريرة، فبلغ ذلك عائشة - رضي الله عنها - فصدقت أبا هريرة، فقال: لقد فرطنا في قَرارِيطَ كثيرة. وقِيْرَاطٌ: أبو العلية من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري ومجاهد. وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما بعث الله نبياً ألا رَعى الغنم - ويروى: إلا راعي غنم - ، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا كنت أرعاها على قَرَارِيْطَ لأهل مكة. فالمراد بها قَرارِيطُ الحساب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قدمت بغداد سنة خمس عشرة وستمائة وهي أولى قدمةٍ قدمتها؛ فسألني بعض المحدثين عن معنى القَرارِيطِ في هذا الحديث، فأجبته بما ذكرت، فقال: سمعنا الحافظ الفلاني: أن القَرارِيْطَ اسم جيل أو موضع، فأنكرت ذلك كل الإنكار، وهو مصر على ما قال كل الإصرار. أعاذنا الله من الخطأ والخطل والتصحيف والزلل. والقِرْطِيْطُ: الداهية، وأنشد أبو عمرو: سَألناهُمُ أنْ يَرِفدونا فأجْبَلوا ... وجاءت بِقِرطِيطِ من الأمرِ زيْنَبُ وقال ابن دريد: يقال ما جاد لنا فلان بِقِرْطِيطٍ: أي ما جاد لنا بشيْ يشير، وصنعوا في هذا بيتاً وهو: فَما جادَتْ لنا سَلمى ... بِقِرْطِيطٍ ولا فُوْفَه الفُوْفَةُ: القشرة الرقيقة التي على النواة. هكذا قال ابن دريد في هذا التركيب، وقيل البيت بيت وهو: فأرْسَلتُ إلى سَلمى ... بأنَّ النَّفْسَ مَشْفُفَهْ ويروى: " بِرِنْجِيرٍ ولا فُوْفَهْ " . وقال الليث: القِرْطِيْطُ: لغة في القُرْطاطِ. والقاْرِيطُ - ويقال: القَرَارِيطُ - : حب الحمر وهو الثمر الهندي. وقَرَّطْت الجارية تَقْرِيطاً: ألبستها القُرْطَ، قال رجل لامرأته وقد سألته أن يحليها قُرْطَينِ: تَسْلاُ كلّ حرةٍ نحينِ ... وإنما سَلاتِ عكتينْ ثم تقولينَ أشرِ لي قرطينِ ... قرطكِ الله على العينينِ عقارباً سُواداً وأرقمين ... نسبتِ من دينِ بني قنينِ ومن حسابٍ بينهم وبيني وقرطَ فرسهَ: إذا طرح اللجامَ في رأسه. وقيل: التقريطُ: أن يجعلوا الأعنة وراءَ أذان الخيلِ عند طرح اللجم في رؤوسها، أخذ من تقريط المرأة. وفي حديث النعمان بن عمرو بن مقرنٍ - رضي الله عنه - : فلشب الرجالُ إلى أكمةِ جيولها فيقرطها أعنتها. وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب رث ث. وقَرَط السراجَ: إذا نَزَعَ منه ما احترقَ ليضئَ. وقال ابنُ عبادٍ: قرطتُ إليه رسولاً: أعجلتهُ إليه. وقال غيرهُ: قرطه عليه: إذا أعطاهُ قليلاً قليلا. وقال ابنُ دريدٍ: قرط فلان فرسهَ العنانَ: فلهذه موضعانِ: ربما استعملوها في طرْح اللجام في رأس الفرسَ، وربما استعملوها للفارسِ إذا مد يدهَ بعنانه حتى يجعلها على قذالِ فرسهَ في الحضرِ. وقيل: تقريطُ الخيلِ جملهاُ على أشد الحضرْ، وذلك أنها إذا أشتدّ حضرهاُ امتد العنانُ على أذنها. قرفطابنُ عبادٍ: القرفطةُ في المشي كالقرمطةِ. قال: والقرفطة - أيضاً - : ضربُ من البضعِ. وقال غيرهُ: اقرنفطتِ العنزُ: إذا جمعتْ بين قطريها عند السفادِ؛ لأن ذلك الموضعَ يوجعهاُ، قال قمام الأسدي لامرأته غمامة وكانتْ عنده ثمانين سنة: يا حبذاّ مُقْرَ نْفطكَ ... إذ أنا لا أفرطكْ فأحابته المرأةُ: يأحبذا ذباذبكْ ... إذ الشبابُ غالبكْ وقال ابنُ الأعرابي: اقْرَنْفَطَ: إذا انقيضَ واجتمعَ. وقال ابن عبادٍ: المقْرنفطُ: المستكبر من الغضبِ المنتفخُ. قرمطابن دريدٍ: القرموطُ: والقرمودُ: ضربان م ثمر العضاه، كذا قال: العضاه، والصوابُ: الغضا. وقال الازهري: قرموطُ الغضا ثمرهُ الأحمرُ يحكي لونه نورُ الرمان أولَ ما يخرجُ. وقال أبو عمرو: القُرموطُ من ثمر الغضا كالرمانِ يشبه به الثديُ، وأنشد في صفةَ جاريةٍ نهدَ ثدياها: وينشزُ جيبَ الدرعِ عنها إذا مشتْ ... خميل كقرموطُ الغضاِ الخضلِ الندى قال: يعني ثدييها. وقال ابن الأعرابي: يقالُ لدحروجةِ الجعل: القرموطُ. وقال ابنُ عبادٍ: القرمطتان من ذي الجناحينِ: كالنخرتينِ من الدابة، قال: ورواه الجاحظُ: القرطمتانِ؛ على القلب. قال: والقرمطيط: المتقاربُ الخطوِ. وقال غيرهُ: القرمطي: واحدُ القرامطةِ. القرمطة في الخط: دقةّ الكتابةِ وتداني الحروف والسطور. والقرمطةُ في اللمشي: مقاربةُ الخطو. وقرمط البعيرُ: إذا قاربَ خطاه. ويقال: أقرمط الرجلُ: إذا غضبَ وتقيض، وأنشد الأزهري لزيدُ الخيلَ - رضى الله عنه - : أنشد أقرمطتْ يوماً من الفزع المطي كذا هو في التهذيب للأزهري في نسخةٍ قرنتْ عليه وتولى إصلاحها وضبطها وشكلها؛ المطي؛ بالميم والطاء المحققين، وأنشده بعض من صنف في اللغة أيضاً لزيد الخيل - رضى الله عنه - : تكتسبها في كل أطرافِ شدةٍ ... إذا أقرمطتْ يوماُ من الفزعَ الخصى والذي في شعره هو: وذاكَ عطاءُ في كل غارةٍ ... مشمرةٍ يوماً إذا قلص الخصى قسطالقسطُ - بالكسر - : العدلُ، قال الله تعالى: )قلْ أمَر يأمرُ بالعدلِ والإحسان(، يقال: قسطِ يقسطَ - بالضم - : لغة، والضم قليل، وقرأ يحيى بن وثابٍ وإبراهيم النخعي: )وإنُ خفتمْ ألا تقسطوا( بضم السين. وقوله تعالى )ذلُكم أقسطُ عند الله( أي أقومُ واعدلُ. وقوله تعالى )ونَضعُ الموازينَ القسطَ( أي ذوات القسط: أي العدلَ. والقسطُ - أيضا - مكيال، وهو نصف صارع، ومنه الحديث: إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج. كأنه أرادِ التي تخدمُ بعلها وتوضه وتقومُ على رأسه بالسراج، والقسطُ: الإناء الذي توضه فيه؛ وهو نصف صاعٍ. وقولُ النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : إن شاء لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسطُ ويرفعهُ، حجابه النورُ، لو كشفَ طبقهُ أحرق سبحاتُ وجهه كل شئٍ أدركهُ بصرهُ، واضع يدهَ لمسيء الليل ليتوبَ بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها. لا ينبغي له أن ينام: أي يستحيلُ عليه ذلك. القسطُ: القسمُ من الرزق والحصةُ والنصيبُ أي يبسطه لمن يشاء ويقدره. والطبقُ: كل غطاءٍ لازمٍ. السبحاتُ: جمعُ سبحةٍ فتح العينِ وتسكنها العجائز لأنهن يسبحنِ بهمَ، والمرادُ: صفاتُ الله: - جل ثناؤه - التي يسبحهُ بها المسبحونَ من جلاله وعظمته وقدرته وكبريائه. وجهه: ذاته ونفسه. النورُ: الآيات البيناتُ التي نضبها أعلاماً لتشهدَ عليه وتطرقَ إلى معرفتهِ والاعتراف به، شبهتْ بالنور في آثارها وهدايتها، ولماَ كانَ الملوك أن تضربَ بينَ أيديهم حجبُ إذا رآها الراءون علموا أنها هي التي يحتجبون وراءها فاستدلوا على مكانهم بها قيل: حجابهُ النور؛ الذي يستدل به عليه كما يستدل بالحجاب على الملك المحتجب. ولو كشف طبقه: أي طبقُ هذا الحجاب وما يغطي منه وعُلم جلاله وعظمتهُ علماً جلياً غير استدلاليّ لما أطاقت النفوس ذلك ولهلك كل منْ أدركه بصرهُ: أي لما أطاقتُ النفوسُ ذلك ولهلكَ كل من إدراكه بصرهُ: أي علمه الجلي، فشبه بإدراك البصر لجلاله، واضع يده: من قولهم وضعَ يده عن فلانٍ، إذا كف عنه؛ يعني لا يعاجلُ المسيء بالعقوبةِ بل يمهله ليتوبَ. وقولُ امرئ القيس: نطعنهمُ سُلكىُ ومخلوجةً ... كركَ كرجلِ لامتينِ على نابلِ إذ هنّ أقساط كرجلِ الدبى ... أو كقطاً كاظمةَ الناهلِ ويروى: " كر كلامين " ، ويروى: " فهن أرسال " . أقساطُ: أي قطع. وأرسال: أي أقطاع؛ واحدها رسل. وقاسط: أبو حي من العربَ، وهو قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة. والقسطُ - بالتحريك - : يبس في العنق، يقالُ: عنق قسطاءُ وأعناق قساط، قال رؤبة: حتى رضوا بالذل والايهاطِ ... وضربِ أعناقهم القساط ويروى: " القساط " جمع قاسطٍ وهو الجائرُ. والقسطُ - أيضا - : انتصاب في رجليَ الدابة وذلك عيب لأنه يستحب فيهما الانحناءُ والتوتير. يقال: فرس أقسط بينُ القسطَ. والأقسطُ من الإبل: هو الذي ف عصبَ قوائمه يبس خلقه. وقال أبو عمرو: قسطتْ عظامه قسوطاً: إذا يبستْ من الهزال، وأنشد: أعطاه عودا قاسطاً ... عظامهُ وهو ينحي أسفاً وينتخب والقسوطُ: الجورُ والعدولُ عن الحق، وقد قسط يقسطُ وقسوطاُ، قال الله تعالى: )وأما القاسطونَ فكانوا لجهنم حطبا(، ونمه قولُ عزةَ للحجاج، يا قسطُ يا عادلُ، ويروى: أنت قاسط عادل. نظرتْ إلى هذه الآية وإلى قوله تعالى: )وهُمْ بربهمَ يعدلون(، وقال القطامي: أليسوا بالأُلى قسطوا ... قديماُ على النعمان وابتدروا السطاعا والقسطُ: من عقاقيرِ البحرْ، وهو دوار خشي، في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن خيرَ ما تداويتمُ به الحجامةُ والقسطُ البحري. وأما قولُ غادية الدبيرية: أبدتْ نفياً زانهُ خمارها ... وقسطةً ما شانها غفارها فقيل: هي الساقُ، ورواه أبو محمدٍ الأعرابي: " وقضصةً " . وإسماعيل بن عبد الله قسطنطينين المعروفُ بالقسطُ، المكيُ، مولىَ بني مسيرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي. وقال ابن عمرو: القسطانُ: قوس قزح، وقد نهي أن يقال قوسُ قزحَ، ويقالُ لها: قوس الله والندءةُ والندءةُ. وقال أبو سعيدٍ: يقال لقوس الله: القسطاني: قال الطرماح: وأديرتْ خففّ دونها ... مثلُ قسطاني دجنِ الغمامْ وقسطانة: حصن بالأندلس. وقسطانةُ: قرية على مرحلة من الري على طريق ساوة. وقسطونُ: حصن من أعمال حلب. وقسنطينية: قلعةَ كبيرة حصينة من حدود إفريقية. وقسطنطينية: ويقالُ قسطنطينية - : دار ملك الروم، وفتحها من أشراط قيام الساعة، وهو ما روى أبو هريرة - رضى الله عنه - عن النبي ؟صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تنزلُ الرومُ بالأعماق أو بدايقٍ فيخرجُ إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ؛ فإذا تصافوا قالتِ الرومُ، خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهمُ، فيقول المسلمون: لا الله ولا نخلي بينكم وبين اخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ويقتلُ ثلث هم أفضلُ الشهداء عند الله ويفتتحُ الثلث لا يفتنون أبداً. فيفتتحونَ قسطنطينية؛ فينما هم يقتسمونَ الغنائم قد علقوا سيوفهم بتالزيتون إذا صاحَ فيهم الشيطانُ إن المسيح قد خلفكم في أهاليكمُ، فيخرجونَ، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرجَ فبينما هم يعدون يسوون الصفوفَ إذا أقيمتِ الصلاةُ فينزلُ عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماء، فلو تركه لانذابَ حتى يهلك، ولكنْ يقتلهُ الله بيده فيريهمْ دمهَ في حربته. وفي حديث معاوية - رضي الله عنه - : أنه لما بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين كَتَبَ إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكُونن مقدمته إليك فلا جعلن القسطنطينية البخراء حممةً سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الإصطفلينة ولأرُدنَّك إريسا من الأرارسة ترى الدوابل. وقال أبو عمر: القَسطَان والكسطان: الغُبار، وأنشد: أثَاب راعِيها فَثَارَتْ بِهَرَج ... تُثِيْرُ قَسطانَ غُبَارٍ ذي رَهَجْ وأقْسَطَ الرجل: أي عدل، قال الله تعالى: )وأقْسِطُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِين(. والتَّقْسِيْطُ: التقتير، قال الطَّرِمّاحُ يرثي عدبس بن محمد بن نفر: كَفّاهُ كَفُّ لا يُرى سَيْبُها ... مُقَسَّطاً رَهْبةَ إعْدَامِها أي لا يُقَسَّطُه؛ أي لا يقدره؛ ولكن يعطي بغير تقدير. والاقتِسَاطُ: الاقِتَسام، وقال الليث: يقال تَقَسطُوا الشيء بينهم: أي اقْتَسَمُوا على القِسْطِ والعدل بينهم بالسوية. والتركيب يدل على معنيين متضادين، وقد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواء. قشطالقَشْطُ والكَشْطُ: واحد؛ كالقَحْطِ والكَحْطِ والقافور والكافور، وقرأ ابن مسعود ؟رضي الله عنه - وعامر بن شراحيل الشيعي وإبراهيم بن زيد النخعي: )وإذا السَّمَاءُ قُشِطَتْ(. وقال ابن السكيت: قَشَطَ فلان عن فرسه الجل وكشطَه: أي كَشَفه. وقَيْشَاطَةُ: مدينة بالأندلس من أعمال جيان ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن الوليد القيشاطي الأديب. وقال ابن عباد: القَشْطُ: الضرب بالعصا. وانْقَشَطَتِ السماء وتَقَشَّطَت: أي أجهت وأصحت. قططقَطَطْتُ الشيء أقُطُّه - بالضم - : إذا قطعته عرضاً، ومنه قَطُّ القلم، وفي الحديث: كانت ضربات عليٍ - رضي الله عنه - أبكاراً؛ إذا اعتلى قد؛ وإذا اعترض قَطَّ. وقال الليث: القَطُّ الشيء الصلب كالحقةِ تُقَطُّ على حذو مستو كما يقط الإنسان قصبة على عظمٍ. قال: والمقطَّةُ: عظيم يكون مع الوراقين يقطون عليه أطراف الأقلام. وقال غيره: القطاطُ: الحقاق الذي يعمل الحقق؛ وهو الخراطُ. وقَّط السَّعْر يقطُّ ؟بالكسر - قطاً: إذا غلا، يقال: وردنا أرضاً قاطاً سعرها، قال أبو وجزة السَّعْديُّ: أشْكُو إلى الله العزيز الجبَارْ ... ثُمَّ إليك اليوْم بُعد المُسْتارْ وحاجة الحي وقَّط الأسعار وقال شمُر: قَّط السعر بمعنى غلا خطأ عندي وإنما هو بمعنى فتر. وقال الأزهري؛ وهم شمر فيها. وقال الفراء: سعْر مقطُوط، وقد قُط؛ على ما لم يُسمَّ فاعله، وقد قطه الله. وقال ابن الأعرابي: القاطُط: السْعر الغالي. وقط: معناها الزًّمان الماضي، يقال: ما رايتهُ قط: أي فيما مضى من الزمان، ولا يقال لا أراهُ قطُّ، وإنما يستعمل في المستقبل: عوض وعوضُ. وقال ابن فارس: أي أقطع الكلام فيه؛ هذا يقوله على جهة الإمكان. الكسائُّي: كان أصلها قططُ، فلما سكن الحرف الأول للإدغام جعل الآخر متحركاً إلى إعرابه. ومنهم من يقول قطُّ يتبع الضمة الضمة مثل مدُّ يا هذا. ومنهم من يقول قُط مُخففَّة يجعلها أداةً ثم يبنيها على أصلها ويضم آخرها بالضمة التي في المشددة. ومنهم من يتبع الضمة الضمة في المخففة أيضاً فيقول قط كقولهم: لم أره مُذُ يومان، وهي قليلة. هذا إذا كانت بمعنى الدًّهر. فأما إذا كانت بمعنى حسب وهو الاكتفاء فهي مفتوحة ساكنة الطاء، تقول: رأيتهُ مرةً واحدةً فقط، فإذا أضفت قلت: قطك هذا الشيء: أي حسبك، وقطني وقطني وقط، قال: امْتلأ الحوُض وقال قطْني ... مهلاً رُويْداً قد ملأتَ بطْني وربما دَخَلتِ النونُ لِيسلمَ السكون الذي بني السكون عليه، وهذه النون لا تدخل الأسماء، وإنما تدخل الفعل الماضي إذا دخلته ياء المتكلم؛ كقولك: ضربني وكلمني، لتسلم الفتحة التي بني الفعل عليها ولتكون وقاية للفعل من الجر، وإنما أدخلوها في أسماء مخصوصة نحو: قطني وقدني وعني ولدني، لا يقاس عليها، فلو كانت النون من أصل الكلمة لقالوا: قَطْنُكَ، وهذا غير معلوم. وقال الليث: ومنهم من يقول: قَطْ: قَطْ عبد الله درهم؛ فينصبون بها، ومنهم من يدخل النون فيها وينصب فيقول: قَطْنَ عبد الله درهم فمن خفض قال إذا أضاف: قَطِيْ وقَدِي درهم. ومن نصب قال إذا أضاف: قَطْني وقَْني. زمنهم من يدخل النون إذا أضاف إلى المتكلم خفض بها أو نصب. والقِطُّ - بالكسر - : السَّنَّوْرُ. والجمع قِطَاطُ. قال: أكلت القطاط فأفنيتها ... فهلْ في الخنانيْص من مغْمرِ والقطُّ - أيضاً - : الكتاب والصك بالجائزة. وقوله تعالى: )عجل لنا قطنا( أي نصيبنا، وأصله الكتاب يكتب للإنسان فيه شيء يصل إليه. واشتقاقه من القط وهو القطع. وكذلك النصيب هو القطعة من الشيء كأنهم قالوا: عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي تنذر نابه. وقال أبو عبيدة: القُط: الحساب. وفي حديث ابن عمر وزيد بن ثابت - رضي الله عنهم - أنهما كانا لا يريان ببيع القطوط إذا خرجت بأساً. هي الخطوط التي فيها الأرزاق يكتب بها إلى النواحي التي فيها حق السلطان. قال الأعشى يمدح المحلق وهو عبد العزى بن خثيم بن شداد: ولا الملكُ النُّعمان يوْم لقيُهُ ... بنعمته يُعْطي القُطوْط ويأفق ويروى " بأمَّته " . وقال أبو زيدٍ: القطقُط - بالكسر - : أصغرُ المطر. ثم الرذاذ فوق ذلك. ثم الطَّشُ فوق الرذاذ. ثم البغشُ فوق الطش. ثم الغبية فوق البغش. وكذلك الحلبة والشجذة والحفشة والحشكة مثل الغبية. وقال اللَّيْثُ: القطْقطُ: المطر المتحاتن المتتابع العظيم القطر، قال هلال بن رزينٍ: فَوَلَّتْ تَحْت قطقطها سراعاً ... تكْبُّهُمُ المُهنَّدةُ الذُّكُوْرُ وقال أبو سعيد: القطقط: الصغير القطر مثل الدمق، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: ومُصوَّتٍ واللَّيْلُ يرْمي رحلهُ ... وسواد عمته بسارِي القطقطِ وقال بعضهم: القطقط: صغار البرد الذي يتوهم برداً أو مطراً. وقال ابن الأعرابي: الأقُّط: الذي سقطتْ أسنانُه. وقال الفراء: هو الذي انسحقت أسنانه حتى ظهرت درادرها. وقال النَّضْرُ: في بطنِ الفرس مقاطهُ: وهي طرفه في القص وطرفه في العانة. وقطاط - مثال حداد وبداد - : أي حسبي. قال عمرو بن معدي كرب - رضي الله عنه - : غدرْتُم غدْرَةً وغدرْتُ أخرى ... فلا إن بينْنا أبداً تعاط أطلْتُ فراقكُمْ عاماً فعاماً ... وديْنُ المذحجيَّ إلى فراط أطلتُ فراقكُمْ حتى إذا ما ... قتلْتُ سراتكُمْ كانتْ قَطاطِ وقال ابن دريد: القطقُوطُ: الصغير الجسم. وليس بثبتٍ. والقطقطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف: به كان سجن النعمان بن المنذر. قال الكميتُ يمدح مسلمة بن هشام بن عبد الملك: تأبَّد من سلْمى حصُيْدُ إلى تُبل ... فذُوْ حُسُمٍ فالقُطقطانة فالرجل والقُطقُطُ: موضع. ورجل قط الشعر وقطط الشعر: بمعنى. وجعد قطط: أي شديد الجعودة. وقد قطط شعره - بالكسر - . وهو أحد ما جاء على الأصل بإظهار التضعيف. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعاصم بن عدي - رضي الله عنه - في قصة الملاعنة: إن ولدته أحيمر مثل الينعة فهو لأبيه الذي انتفى منه. وإن تلده قطط الشعر أسود اللسان فهو لشريك بن السحماء. قال عاصم - رضي الله عنه - : فلما وقع أخذت بفقويه فاستقبلني لسانه أسود مثل الثمرة. وقيل: بفقويه غلط. والصواب بفقميه أي بحنكيه. الينع: ضرب من العقيق: الواحدة: ينعةُ. وفي حديثه الآخر: أنه قال: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على أنا نبخلهُ فقال: وأي داءٍ أدوا من البخل!: بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح. فقال بعض الأنصار: وسُوَّد عمرو بن الجمُوح لجُوده ... وحُق لعمرٍو ذي النَّدى أن يُسوَّدا إذا جاءهُ السُّوُّالُ أنْهب مالهُ ... وقال: خُذُوْهُ إنه عائدُ غدا وليس بِخَاطٍ خطوةً لدنيةٍ ... ولا باسطٍ يوماً إلى سوءةٍ يدا فلوْ كُنت يا جدُّ بن قيس على التي ... على مثْلها عمروُ لكُنْت المُسوُّدا الجعدُ: الكرمُ الجواد. وقد جاء القطط تأكيداً له. وهذه كنايةُ عن خُلوَّه من الهجنة وخلوصه عربياً. ومتى أثبت له أنه عربي تناوله المدح وردفه أن يكون كريماً جواداً. والقطائطُ: من قرى زنار ذمار باليمن. ويقال: جاءت الخيل قطاط: أي قطيعاً قطيْعاً، قال هميان بن قحافة: بالخيْل تْترى زيماً قطائطا ... ضرباً على الهام وطعناً واخطا وقال علقمة بن عبدة: نحْنُ جلبْنا من ضريَّة خيْلنا ... نكلَّفُها حدَّ الآكام قطائطا الرواية على الخرم. وهذا البيت أول القطعة. وواحد القَطائِط: قَطُوْطٌ: مثال جدود وجدائد. وقيل: قَطاَئِطَ: أي رعلاً وجماعات في تفرقة. وقال أبو زيد: القَطِيْطَةُ والقِطَاطُ - بالكسر - : أعلى حافة الكهف. وجمع القِطًاطِ: أقِطْةُ. وقال الليث: القِطَاطُ: حرف الجبل أو حرف من صخر كأنما قُطَّ قَطّا. والجمع: الأقِطّةُ. والقِطَاطُ - أيضاً - : المثال الذي يحذي عليه. والقِطَاطُ - : أيضاً - : الشديد جعودة الشعر. وقال المنتخل الهذلي: يُمّشي بَيْننا حانُوْتُ خَمْرٍ ... من الخُرسْ الصَّرَاصِرة القِطَاطِ الخُرسْ: العَجم، والصَّرَاصِرة: نَبط الشام. ومن نصب " حانوت " جعله اسماً للخمر. والقِطَاطُ: مدار حوافر الدابة، وقال رؤبة: فأيُها الحاذي على القِطَاطِ والقَطَاقِطُ: موضع، قال: ثَوَينا بالقَطاقِط ما ثَوَيْنَا ... وبالعِبْرَيْن حَولاً ما نَرِيْمُ وقال ابن عباد: رجل قَطَوْطُ - مثال حَزَؤرِ - : أي خفيف كميش. وقرب قَطْقَاطُ: أي سريع، قال جساس بن قطيب يصف فحلاً: يُصْبِحُ بَعْدَ الدْلَج القَطقَاطِ ... وهو مُدِلٌ حَسَنُ الآلْيَاطِ والقَطَوْطي: الذي يقارب خطوه. وقُطَيِقطُ: موضع، قال القطامي: أبَتِ الخُروجَ من العِراقِ ولَيْتَهَا ... رَفَعَتْ لنا بِقْطَيِقطٍ أظعانا وتَقْطِيْطُ الحقة: مبالغة في قَطّها. قال رؤبة: سَوّى مَسَاحِيِهنُ تَقْطِيْطَ الحُقَقْ ... تَفْلِيلُ ما قارَعْنَ من سُمْرِ الطُرَقْ أراد أن يقول: حوافرهن كأمثال المساحي. وقَطْقَطَتِ السماء: من القِطْقِطِ. وقال ابن عباد: المُقَطْقَطُ الرأس: المصنعه هكذا هو في كتابه محققاً بكسر النون المشددة، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: والصواب عندي مصعنبه؛ بفتح النون وبعدها باء. وقال أبو زيد: تَقَطْقَطَتِ الدلو إلى البئر: أي انحدرت، قال ذو الرمة: وبَيْتٍ بِمَهْوَاة هَتَكْتُ سَمَاءَهُ ... إلى كَوْكَبٍ يَزْوِي له الوَجْهَ شارِبُهْ بِمَعْقُوَدةٍ في نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ ... إلى الماءِ حتّى انْقَدَّ عنها طحالِبُهْ أي بيت العنكبوت، والكوكب: معظم الماء، وأراد بالمعقودة: سفرةً، تَقَطْقَطَتْ: مرت إلى الماء. والتَّقَطْقُطُ - أيضاً - : تقارب الخطو. وقال ابن عباد: يقال: جاء يَتَقَطْقَطُ: إذا جاء مُسرعاً. وتَقَطْقَطَ في البلاد: ذهب فيها. والتركيب يدل على قطع الشيء بسرعة عرضا. قعرط أبو عمرو: القَعْرَطَةُ والقَعْوَطَةُ: تقويض البناء. قعطالقَعْطُ: الشد والتضييق، يقال: قَعَطَ على غريمه يَقْعَطُ قَعْطاً، والقَعْطَةُ: المرة الواحدة، قال الأغلب العجلي. كَم ْبَعدَها من وَرْطَةٍ ووَرْطَتِ ... دافَعَهَا ذو العَرشِ بَعْدَ وَبْطتي مِنّي فَأَعْلى بَدَني وخُطَّتي ... ودافَعَ المَكْرُوْه بَعْدَ قَعْطَتِي والقَعْطُ - أيضا - : الجبن والضرع والغضب وشدة الصياح. والقَعْطُ - أيضاً - : الشّاءُ الكثيرة. وقال أبو عمرو: القاعِطُ: اليابس. وقعَطَ شعره من الحفوف: إذا يبسَ. وقال ابن السكيت: القَعْطُ: الطَّرْدُ، ورجل قَعّاطُ: شديد السوق. وكل مشدد: قَعّاطُ، قال رؤبة: والمُلْكُ في عادِينا القَعّاطِ قال: والقَعْطُ: الكشف. وقال أبو حاتم: يقال للأنثى من الحجلان: قُعَيْطَةٌ. وقال ابو العميثل: قَعِطَ - بالكسر - : إذا هان وذل. والقَهْطُ: شد العصابة والعمامة، والمِقْعِطَةُ: العمامة، وأنشد الليث: طُهَيَّةُ مَقْعُوْطٌ عليها العمائم وقال ابن عباد: القِعَاط: الخيار من كل شيءٍ. وأقْعَطَ: أي صاح؛ مثل قَعَطَ. وقال ابن السكيت: أقْعَطَ القوم عنه: أي انكشفوا. وقال ابو العميثل: أقْعَطْتُه: أي أهنته وأذللته. وهو يُقَعَّطُ الدواب تَقْعِيْطّا: إذا كان عجولا يسوقها سوقاً شديداً. وقال ابن عباد: قَعْطَ: صاح: مثل قَعَطَ وأقْعَطَ في القول: أفْحَشَ. وقعَّط على غريمه: إذا شدد عليه: مثل قعط بالتخفيف قال: بل قابٍض بنانُه مقُعَّطه ... أعطْيتُ من ذي يده بسُخُطه بل: بمعنى رُبْ. وقال أبو عمرو: المُقعطُ: الحمل إذا كان مرتفعَّا على الدابة. قال: والمتقعط الرأس: الشديد الجعُودة. والمتقعط في الدين: المتشدد فيه. والاقتعاطُ: العمامة على الرأس من غير إدارةٍ تحت الحنك. وروى أبو عبيدٍ القاسم بن سلام بلا إسنادٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالتلحي ونهى عن الاقتعاط. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أظفر لهذا الحديث بإسناد ولا باسم من رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة - رضي الله عنهم - ولا باسم تابعي أرسله. وقال أبو عمرو: القعوطة: تقويُض البناء. وقال ابن عباد: قعوطت الريحُ البناء قوضته ودهورته. والتركيب يدل على شدُ شيء وعلى شدةٍ في شيء. قعمطالقُعْمُوْطةُ والقُمْعُوْطة: دُحروْجةُ الجعل. وقال ابن عباد: القعموط: خرقة طويلة يُلف فيها الصبي. قفطالقَفْطُ: جمع ما بين القطرين. ويقال: قفط الطائرُ أثناء يقفطها ويقفطُها قفطاً: أي سفدها. وقال أبو زيد: يقال: ذُقط الطائر: فأما القفط فإنما يكون لذوات الظلف. وقال ابن شميل: القفط: شدة لحاق الرجل المرأة: أي شدة احتفازه. قال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي: أأثْلُبني وأنت عسيْفُ وغْدي ... لحاك الله من قحْرٍ قفُوطِ قال: والذَّقْطُ: غمْسُه فيها. قال: والمقط نحو الذْقْط. وقال ابن دريد: القيفط - مثال فيلق - : الكثير النكاح. قال: ورجُل قفطى - مثال جمزى: كثير النكاح. وقال اللَّيْثُ: رُقْيةُ للعقرب إذا لسعت قيل: شجه قرنيه ملحه بحرى قفطى. يقرأ عليها سبع مراتٍ وقُل هو الله أحد سبع مرات. قال: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن هذه الرقية بعينها فلم ينه عنها وقال - صلى الله عليه وسلم - : الرقى عزائمُ أخذت على الهوام. وقفِط - بالكسر - : بلدةُ من الصعيد الأعلى من ديار مصر موقوفة على العلويين من أيام أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - . وقال اللَّيْثُ: العنز إذا حرصت على الفحل فمدت موخرها إليه يقال: إقفاطت. قال: والتيس يقتفط اليها ويقتفطها: إذا ضم مؤخره إليها. وقد تقافطا: إذا تعاونا على ذلك. وقال ابن عبادٍ: المتُقفْطُ: المُتقاربُ المُستوْفزُ فوق الدابة. قفلطابن عبادٍ: قفْلطُه من يدي: إذا اختطفه. قلطأبو عمرو: القيْليْطُ: الادر. وقال ابن عباد: القليط. الآدرةُ. قال: والقُلاطُ - بالضم - والقلط - بالتحريك - والقلوط - مثال جلوز وعجول - : من أولاد الجن. وقال الليث: القلوط - والله أعلم - : إنه من أولاد الجن والشياطين. قال: والقلطي - مثال عربي للمنسوب إلى العرب - : القصيرُ جداً. قال: والقلطُّي. وهو الغرغر. يقال في السنانير والكلاب. وأنشد: تقلَّبُ عيْني قطةٍ قلطيةٍ ... تكنَّفها ذُعْر وليس بها حُضْرُ وقال غيره: القلطي: الخبيث المارد من الرجال. وقال ابن الأعرابي: القلْطُ: الدُمامة. وقال غيره: هذا أقلط منه: أي أأيُس . وقال ابن دريد: رجل قلاط ونغاشُ: أي قصير. وقلاط - بالكسر - : قلعةُ في جبال تارم من نواحي الديلم بين قزوين وخلخال على قلعة جبلٍ. قلعطابن دريد: القلعطة: منها اشتقاق رأس مقلعط: وهو أشد الجعودة. وقال الليث: اقلعط الشعر واقلعد: وهو الجعد الذي ر يكاد يطول: ولا يكون إلا مع صلابة الرأس. وأنشد: بأتْلَعَ مُقْلعط الرَّأس طاطا الطاطُ والطوطُ: الطويلُ. وقال ابن عباد: المُقْلعط: الهارب الحاذر الخائف النافرُ. قمطقمط الطائر أنْثاهُ يقْمُطها - بالضم - أي سفدها. وقمط الصَّبيَّ والشاة: شدهما. وقال اليَّيثُ: القمْطُ: شدُ كشدَّ الصَّبيَّ في المهد وفي غير مهد إذا ضُمَّت يداه إلى جسده وجنبيه ثم لُفَّ عليه القماطُ، وقد قمطتُ الصبي والشاة بالقماط. وقماط الصبي: الخرقة العريضة التي تلفُّ عليه إذا قمط. وقماطُ الشاة: حبلُ تُشدُّ به قوائمها عند الذبح. وقمط الأسير: إذا جمع بين يديه ورجليه بالقماط، والجمع: قمط، وجمع القمط: أقماط، قال رؤبة: قد مات قبل الغُسْل والاحْناط ... غيْظاً وألْقيْناه في الأقماط وفي حديث شريح: أنه قضى بالخص للذي يليه القُمُطُ: وهي الخص الذي يقمط بها: أي يوثق من ليف أو خوص، وكان قد احتكم إليه رجلان في خص ادعياه؛ فقضى به للذي تليه معاقد الخص دون من لا تليه. وقال الليَّثُ: يقال: وقعت على قماط فلان: إذا فطنْت بنوده. قال: والقماط - في بعض اللغات - : اللص. والقمط - بالكسر - : قماط الشاة والخص. وقال ابن عباد: قمطتُ الشيء: أي ذُقْتُه. وقمطت الإبل: أي قطرتها بعضها على بعٍض. وقمطها: أي جامعها. وقال ابن دريد: يقال: مر بنا حول قميط: مثل كريتٍ؛ سواء، أي تام، وأنشد: أقامت غزالة سُوق الجلاد ... لأهل العراقينْ حولاً قميطا ويروى: " عاماً " ، وقال: غزالة امرأة من الحرورية دخلت الكوفة في ثلاثين نفساً وبالكوفة ثلاثون ألف مقاتل؛ فصلت الغداة وقرأت البقرة وآل عمران، وأنشد أيضاً لرجل من الخوارج: أسد علَّي وفي الحُرُوْب نعامةُ ... فتْخَاءُ تفْرقُ من صفير الصافرِ هلاّ بَرَزْتَ إلى غَزَالَةَ في الوَغى ... بل كان قلْبُك في جنَاحَي طائر غَشِيَتْ غَزَاَلَة خَيْلةُ بفَوارٍس ... تركتْ فوَارِسهُ كأمْس الدّابِرِ وقال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي: ولا هُم حادجُون حّراَكَ إلاّ ... خلاَفَ مُحردمٍ واصٍ قميْط وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - : فما زال يسألُه شهراَ قميطاً. والتركيب يدل على جمع وتجميع. قمعطالقُمْعُوْطةُ والقُعْمُوطةُ والبُعْقُوطة: دُحْرُوْجة الجعل، عن الليث. قال: واقمعطَّ الرجل: إذا عظم أعلى بطنه وخمص أسفله. وقال ابن دريد: اقمعَّط: إذا تداخل بعضه في بعض. قنبطالقُنَّبيْطُ: هذه الأرُوْة المعروفة. قنسطابن الأعرابي: القُنْسطيطُ: شجرةُ معروفة. قنطالقُنُوْطُ: اليأسُ. وقد قنط يقنط قنوطاً - مثال جلس يجلس جلوساً - ، وكذلك قنط يقنط - مثال قعد يقعدُ - ، وقرأ الأعمشُ وأبو عمرو والأشهبُ العُقيليُّ وعيس بن عمر وعبيدُ بن عميرٍ وزيد بن عليَّ وطاوُسُ: )قال ومن يقنُطُ( بضم النون، فهو قانُط، وفيه لغةُ ثالثة وهي: قنط يقنُط قنطاً - مثال فرح يفرح فرحاً - وقناطةً، فهو قنط، وقرأ ابن وثابٍ والأعمشُ ومبشَّر بن عبيٍد وطلحةُ والحسين عن أبي عمرو: )فلا تكن من القانطين(. وأما قنط يقنطُ - بالفتح فيهما - وقنط يقنط ؟بالكسر - فيهما فإنما هما على الجمع بين اللغتين، قاله الأخفشُ، واللغة الفصحى: قنط يقنط - مثال جلس يجلس - ، وقرأ أبو رجاء العطاردي والأعْمشُ والدوري عن أبي عمرو: )من بعدما قنطوا( بكسر النون، وقرأ الخليل: )من بعدما قنطوا( بضم النون. وقال ابن عبادٍ: بنو فلان يقنطون ماءهم عنا قنطاً: أي يمنعونه. قال: والقنْطُ: زبيبُ الصَّبي.َّ وقنَّطه تقْنيطاً: إذا أبأسهُ. والتركيب يدلُ على الياس. قوطالقوْطُ: القطيع من الغنم، والجمع: الأقواط. وقال الليَّثُ: القوطُ: قطيع يسير من الغنم. وقال أبو زيد: القوط من الغنم: المائة، قال: ما راعني إلاّ جنَاحُ هابطا ... على البُيُوت قوطهُ العُلابطا وقال ابن عبادٍ: القواط: الذي يرعى قوطاً من الضان، قال رؤبة: من حارِث أوناعقٍ قوّاطِ قال: والقوْطةُ الجُلَّةُ الكبيرةُ وقال الليث: قوطةُ - بالضم - : موضع. وقال غيرهُ: قوطُ: قريةُ من قرى بلخ. وعبد الله بن محمد بن قُوطٍ: من أصحاب الحديث. كحطالأزهري: الكحْطُ لُغةُ في القحْط. وقال ابن عباد: كحط القطْرُ، وقحط، وعام كاحُط وقاحطُ. وقال غيره: كان ذلك في إكحاط الزمان وإقحاطه: أي في شدَّته وجدبه. كسطالأزهري: الكُسطُ لغةُ في القُسط. وقال أبو عمرو: الكسطان والقسطان: الغبارُ، وأنشد: أثاب راعيْها فثارَتْ بهرجْ ... تُثيْرُ كسطان غبارٍ ذي رهجْ ويروى: " قسطان " . كشطالليَّثُ: الكشْطُ: رفعك شيئاً عن شيء قد غطاه وغشاه من فوقه كما يكشط الجلد عن الجزور، وسمي الجلد كشاطاً بعدما يكشط، ثم ربما غطي عليها " به " فيقول القائل: ارفع عنها كشاطها لأنظر إلى لحمها، يقال هذا في الجزور خاصة، قال رؤبة يصف امرأةً: براقةُ البرْق ذي الكشاطِ أي: ذي الانكشاف. والكشطة - بالتحريك - : هم أرباب الجزور المكشوطة، وقال: انتهى أعرابي إلى قوم قد كشطوا جزوراً وقد غطوةُ بكشاطها، فقال: من الكشطة؟ وهو يريد أن يستوهبهم، فقال بعضهم: وعاء المرامي ومنابت القرن وأدنى الجزء من الصدقة؛ يعني: فيما يجزى من الصدقة،فقال الأعرابي: يا كنانة ويا أسد ويا بكرُ: أطعمُوا من لحم الجزور. وقوله تعالى: )وإذا السماء كشطتْ( أي قلعت كما يقلع السقف، يقال: كشطت الجلَّ عن ظهر الفرس وقشطتهُ: إذا كشفتْه. وقال ابن عرفة: تكْشطُ السَّماء كما يكشطُ الغطاء عن الشيء. ويقال: انْكشط روْعُهُ: أي ذهب، وانْكشط البرقُ: انْكشف. والتركيب يدلُ على تنحية الشيء وكشفه. كلطأبو عمروٍ: الكلطةُ: عدوُ الأقزل. وقال ابن الأعرابي: الكُلُطُ - بضمتين - : الرجالُ المُتَقلَّبُوْن فرحاً ومرحاً. وكَلَطَةُ: أحد أبناء الفرزدقِ. لأطأبو زيدٍ: لأطتُ فلاناً لأطا: إذا أمرته بأمر فالح عليه وتقاضاه فالح عليه.ويقال: لأطتُ الرجل لأطاً: إذا أتبعته بصرك فلم تصرفه عنه حتى يتوارى. وقال اللَّيثُ: اللأط: الإلحاح، تقول: قد لأط فلان في هذا الأمر لأطاً شديداً. وقال ابن عباد: مر فلان يلاطُ لأطاً: إذا مرَّ فارَّاً مستعجلاً لا يلتفت إلى شيء. ولأطت عليه: اشْتددتُ. ولأطني بالعَصَا: ضربني بها. لبطلبطْتُ به الأرض ولبجْتُ به: إذا ضربتَ به الأرض. ولُبط به - على ما لم يُسمَّ فاعلُه - ولُبج به: إذا سقط من قيام، وكذلك إذا صرع. وفي حديث النبي: - صلى الله عليه وسلم - أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف - رضي الله عنهما - يغتسل فعانهُ، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبَّاةٍ فلبط به حتى ما يعقل من شدة الوجع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتتهمون أحداً، قالوا: نعم، وأخبروه بقوله، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغسل له، ففعل فراح مع الركب. وصفةُ الغسل ما قاله الزهري قال: يؤتى الرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيمضمض ثم يمجه في القدح ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على كفه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن ثم يدخل يده فيصب على مرفقه الأيسر ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى ثم يدخل يده فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخلة إزاره ولا يوضع القدح بالأرض ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبةً واحدةً. وقال أبو عبيد: أما قوله: يغسل داخلة إزارة: فقد اختلف الناس في معناه، فكان بعضهم يذهب وهمه إلى المذاكير، وبعضهم إلى الأفخاذ والورك. قال: وليس هو عندي من هذا في شيء، إنما أراد بداخلة إزاره طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده وهو يلي الجانب الأيمن من الرجل؛ لأن المؤتزر إنما يبدأ إذا ائتزر بجانبه الأيمن فذلك الطرف يباشر جسده فهو الذي يغسل. قال: ولا أعلمه إلاَ وقد جاء مفسراً في بعض الحديث. واللَّبطةُ: - بالتحريك - الاسم من الالتباط. وعدْو الأقزال: لبطة - أيضاً - . ولبطة بن الفرزدق: أخو كلطة وخبطة، وكنيتهُ أبو غالب المجاشعي، يروي عن أبيه، روى عنه سفيان بن عيينة. ومن اللَّبط: الصَّرع والثمريغ في التراب: حديث عائشة - رضي الله عنها - : أنها كانت تضرب اليتيم وتلبطه. ولَبَطيُطُ: بلد من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس. والملْبْطَ - بكسرالميم - : موضع. ويوم الملبط: من أيامهم. وقال ابن عباد: اللَّبطة: الزكام، ورجل ملبُوط لُبط لبطاً: أي زكم. وقال غيره: تلبَّط: إذا اضطجع وتمرغ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ماعز بم مالك الأسلمي - رضي الله عنه - بعدما رجم: إنه ليّتَلَبط في رياض الجنة. وسُئل - صلى الله عليه وسلم - عن الشهداء فوصفهم ثم قال: أولئك الذين يتلبطون في الغرف العلى من الجنة. وقال ابن عباد: التلُبْطُ: التوجهُ، يقال: تلبطت موضع كذا: أي توجهت، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: ومتى تدعْ دار الهَواَن وأهلها ... تجِدِ البلادَ عريْضةَ المُتلبَّط أي: المذهب. وجاء يتّلَبُّط: أي يعْدُو، قال: ما زِلتُ أسعْى معُهم وألتبِطْ ... حتى إذا جنّ الظلامُ النختلطِ جاءُوا بِضيْحٍ هلْ رأيتَ الذّئب قطْ قال: والتبطَ الرّجلُ: احتالَ واجتهدَ. والتبطَ القومُ بفلانٍ: أطافوا به ولزموْهُ. وقال غيرهُ: التبطَ: إذا سعىَ، وفي حديثِ بعضهم: فألتبِطوا بجنْبيْ ناقتي. والتَبط: أي تحيرَ، قال عبد اللّه بن الزّبعرْى: كلّ بوْسٍ ونعْيمٍ زائلّ ... وبناتُ الدهرِ يلْعَبنْ بكلْ والعَطياتُ خساسّ بينهمْ ... وسواءّ قبرُ مثرٍ ومقلْ ذو مناَدْيْحَ وذو ملْتبطٍ ... ورِكابي حيثُ وجّهْتُ ذلُلْ هكذاَ أنشده الفرّاء: " خَساس " بالسّين وقال: خساسّ: قليلةّ،وقال الأصمعيّ: الرّواية: " خصاصّ " بالصاد؛ أرادَ: الاختصاصَ في العطاياَ؛ يحرْمُ هذا ويعْطى هذا ويستوْوْنَ في القبور. اسْتشهدَ ابن فارسٍ بالبيتِ الأخير على أنَ الالتباطَ التحيرُ. وليس منه في شيءٍ، وإنما الالتباطُ - ها هنا - بمعنى الاضطراب: أي الضرْبِ في الأرض. وقال ابن فارسٍ: التْبط: إذا جمعَ قوائمه، قال رؤبة: معْجي أمامَ الخيلِ والتباطي هو من قولهمِ للبعيرِ إذا مر يجهدُ العدْوَ: عدا اللبطة، وهذا مثلّ يريدُ انه لا يجاري أحداً إلا سبقهَ. والتركيبُ يدل على سقوطٍ وصروعٍ. لثطابن الأعرابيّ: اللثط: ضربُ للطهرِ قليلاً. قال: والثطُ رميُ العاذر سهلاً. قال الأزهري: اللطث واللثط كلاهما: الضربُ الخفيفُ. لحطابن الأعرابي: اللحطْ: الرشّ، يقال: لحط بابَ دارِه: إذا رشهُ بالماءِ، ومنه حديث عليّ - رضي اللّه عنه - أنه مر بقومٍ لحطوا باب دارهم. قال: واللحاط - أيضاً - : الزّبنُ. والتحطَ واحتلطَ: بمعنى؛ أي غَضبَ. لخطابن بزرْجَ: الالتخاطَ: الاختلاطَ. لططلطْ بالأمرِ يلط لطاً: لزمهَ. ولططتُ الشيْءَ: ألصقته. ولططتُ حقه: إذا جحدْتهَ، ومنه حديث يحي بن يعمرَ: أنّ امرأة خاصمتَ زوجها إليه فقال: أأن سألتكَ نمن شكرْها وشبرْكَ أنشأتَ تلطها وتضهلها، ويروى: تطلها: أي ثمطلها، وهذه رواية أبي حاتمٍ، والأوْلي عن غيرِ أبي حاتمِ. قال القتيي: فإن كان هذا هو المحْفوظ فهو من لططتُ في الخصوْمةِ. وقال ابن دريدٍ: لط عن حقَ فلانٍ: إذا جحده. قال: وكلّ شيءٍ سترْته: فقد لططتهَ، وأنشدَ: ولا تلطَ وراءَ النّارِ بالسترِ أي: لا تسترها. ووراء - هاهنا - : بمعنى قدُامَ. وأنشد غيرهُ للأعْش: ولقدْ ساءَها البياضُ فلطتْ ... بحجابٍ من دونناِ مصدوْفِ ويرْوى: " مصروْفِ " . وأنشد الليثُ: كما لطّ بالأستارِ دونَ العرَائسِ وأنشدَ الأهرزي: وإذا أتاني سائلّ لم اعْتللْ ... لألطّ من دونِ السَوامِ حجابيَ ولطاط - مثالُ قطاط، على فعالِ - : من التطتِ المرأةّ: أي أسْترتْ. ولطتِ الناقة بذنبها لطاً: إذا ألصقته بحيائها وخلْفها عند العدوِ، ومنه قولُ أعْش بني الحرْمازِ واسمه عبد اللّه بن الأعوْار: أخلفتِ الوعْدَ ولطتْ بالذنبُ وقد كتبتِ القصة بتمامها في تركيبِ أ ش ب. وقال ابن دريدٍ: اللطّ: قلادة من حنظلٍ، والجمعُ: لطاطّ، وأنشدَ: جوارٍ يحتلْينَ اللطاطَ يزينهاُ ... شرائحُ أحْوافٍ من الأدَمِ الصرّف الأحواف: جمع حوف؛ وهو شبيهّ بالمئزرِ يتخذُ للصبيانِ من أدمٍ ويشق من أسافلهِ ليمكنَ المشيُ فيه، وهو الذي يسمى الرهْطَ تلبسهُ الحيضُ. قال فأما قولهم: لاطّ ملط: فهو مثلُ قولهم: خَبيث مخبث: أي له أصحاب خبثاءُ. والألط: الذي سقطت أسنانه وتآكلتْ وبقيتْ أصوْلها، يقال: رجل الط بين اللططِ. وقال أبو زيدٍ: يقال هذا لطاطُُ الجبلش، وثلاثةُ ألطةٍ - مثالُ زمامٍ وأزمةٍ - وهو طريق في عرْض الجبلِ. وترس ملطوط: المنكبّ على وجههْ، قال ساعدة بن جوية الهذلي: صبّ اللهيفُ لها السبوبَ بطغيةٍ ... تنبي العقابَ كما يلطَ الجنبُ واللططُ: - بالكسر - : العجوزُ؛ من اللططِ، وقد فسر، وقال ابن فارسٍ: لأنه ملازمةِ لمكانها لا تبرحُ. وقال الأصمعي: اللططُ: العجوز الكبيرةُ. وقال أبو عمرو: هي من النوقِ المسنة التي قد أكلتْ أسنانها. وقال الليثُ: اللطلطُ: الغليطُ من الأسنان. وانشد لجرير يهجوُ الأخْطلَ: تفترّ عن قردِ المنابتِ لطلطٍ ... مثْلِ العجانِ وضرْسهاُ كالحافرٍ قال: واللّطُلُط: النابُ الهرمةُ، وأنشدَ: والُحْكحُ اللط ذاةُ المختَبرْ وقول أبي النّجْمِ: جاريةِ إحدْى بناَتِ الزّطَ ... ذاةُ جهازٍ مضْغطٍ ملطِ أي: يضْيقُ ويلّط بالفَعْلِ فلا يخرْجُ. والملْطاطُ: رحى البْزرِ، وقيل: يدُ الرّحىَ، قال: فَرشْطَ الماكرُهَ الفرَشْاطُ ... بِفَيْشةٍ كأنهاّ ملطاطُ وملْطاطُ البعَيرِ: حرْفّ في وسطِ رأسهِ. والملْطاطُ: حافةُ الوادي وشفيرُهُ، وساحلُ البَحْرِ، قال رؤبة: نَحْنُ جمَعْنا النّاسَ بالملْطاطِ ... فأصْبحواُ في ورَطةِ الأوْرَاطِ وفي حديث ابن مسعْودٍ - رضي اللّه عنه - : هذا الملطاطُ طريقُ بقيةِ المؤمنين هرّاباً من الدّجاّلِ. أرادَ: شاطئ الفراتِ، وقيل: ساحلَ البحْرِ. وقال الأصمعي: يقال لكلّ شفْير نَهرٍ أوْ وادٍ: ملطاط ولطاط. وقال غيره: طريق ملْطاط: أي منهجّ موْطوءّ، وهو من قولهم: لططته بالعصاَ وملطته: أي ضربتهُ بها، وكعناهُ: طريق لطّ كثيراً: أي ضَربتهْ السيارةَ ووطاتْه، كقولهمْ: طريق مئتاء: للذي أتي كثيراً. والملْطاطُ: حرفُ الجبلَ. والملْطاطُ والملْطاةُ والملْطى والملْطاءُ في الشجاجَ: التي تبلغُ الدماغَ، وقيل: هي السمحاقُ: أي التي بينهماْ وبين العظمِ القشرْةُ الرقيقةُ. والملْطاةُ: حرف الجبل. وقاتل الفراءُ: يقال لصوب جش الخبازِ: الملطاطُ، وهو المحورُ الذي يبسْط به الخبزُ. والملْطاط: المالجُ. ولطاطِ - مثال قطامِ - : السنةَ الساترةُ عن العطاءِ الحاجبةُ، قال المتنخلُ الهذليّ: وأعْطي غير منزوْرٍ تلادي ... إذا التطتْ لدى بخلٍ لطاطِ أي: حسرتَ ساترةَ عند بخلِ ذوي الجودْ. وقال ابن الأعرابيّ: ألط الغريمُ: إذا منعَ الحقّ؛ مثلُ: لطْ، قال: وفلان ملطّ؛ ولا يقال: لاطّ، وفي حديث النبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - : لاتلْططْ في الزكاةِ، وقد كتب الحديث بتمامهِ في تركيبْ و ط ا. وقال أبو سعيدٍ: إذا اختصمَ رجلانِ فكانَ لأحدهما رفيد يرفدهُ ويشدّ على يده فذلك المعين هو الملط، والخصمُ هو اللأط، وألطهُ: أي أعانه على أنْ يلْطُ بالحق أو حمله على ذلك. وقال ابن عبادٍ: ألط قبرهَ: إذا ألْرقه بالأرضِ. قال: وألتطتِ المرأةُ: اسْتتراتْ. وألتط بالمسْكِ: تلَطخَ به. وقال غيرهُ: التط الشيءَ: أي ستره؛ مثلُ الطهُ والتركيبُ يدلُ على مقارب وملازمةٍ وإلحاحٍ. لعط أبو زيدٍ: إنْ كان بعرض عنقِ الشاةِ سوادُ فهي لعْطاءُ، والاسم: اللعْطة - بالضم - . وهي أيضاً: سفعةُ الصقرِ في وجههِ. وقال ابن دريد: اللعطةُ: خُّط بسوادٍ أو صفرةٍ تخطه المرأة في خدها. وقال ابن عباد: اللَّعْط: سمة الشاة يخططون على صفح رقبتها، وهي ملعوطة. قال: ومرَّ فلان يلعط: أي يسرع. وقال ابن شميل: مر فلان لاعطاً: إذا مر معارضاً إلى حائطٍ أو جبلٍ، وذلك الموضع من الحائط أو الجبل يقال له: اللُّعط. وأسامة بن لعط: رجل من هذيل، قال أبو جندب الهذلي لبني نفاثة: أين الفتى أسامةُ بنُ لُعط ... هلاً تقُومُ أنْت أو ذو الأبْطِ ولَعَطهُ بحقَّه: اتَّقاهُ به. وقال ابن عباد: لعطه بسهم: حشاه به. قال: والملْعطُ: كل مكان يُلْعط أي يلْحسُ من المراعي. وقال الأزهري: الملاَعطُ: المراعي حول البيُوت، يقال: إبلُ فُلان تلعطُ الملاعط: أي ترعى قريباً من البيوت، وأنشد شمرُ: ما راعني إلا جناحُ هابطا ... على البُيُوتِ قوْطُه العُلابطا ذاةً فُضُوْلٍ تلْعطُ الملاعطا ... تخالُ سرحان العضاه الناشطا جعل " هابطاً " هاهنا واقعاً متعدياً. والخطوط التي الحبشُ في وجوهها تسمى الألْعاط، واحدها لعط - بالفتح - . واللَّعْطُ - أيضاً - : الكي في عرض العنُق ومنه الحديث: أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عاد البراء بن معرورٍ - رضي الله عنه - وأخذته الذبحة فأمر من لعطه بالنار. وقال ابن دريدٍ: لعوطُ - مثال جرول - : اسم. والتركيب يدلُ على لون من الألوان. لعمطابن عبادٍ: اللَّعمِطُ - بالكسر - من النساء: البذيَّةُ. لغطاللَّغطُ: - بالتحريك - : الصَّوت والجلبة، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ينشأ قوم يشهدُون قبل أن يستشهدوا؛ ولهم لغط في أسواقهم. وقال الكسائيُّ: اللغْط - بسكون الغين - : لُغةُ فيه، والجمعُ: الألْغاطُ، قال رؤبة: وعَرَبٍ عاتيْن أو أنبْاط ... زُرْناهُمُ بالجْش ذي الألغاط حتى رضُوا بالذُّلَّ والايْهاط وقال اللَّيثُ: اللَّغطُ: أصوات مُبْهمةُ لا تفُهم، تقول: سمعتُ لغَط القوم. والغطاطُ يلغطُ بصوته لغْطاً ولغيْطاً، قال رؤبة يصف ماءً: باكرتُهُ قبل الغَطاَط اللُّغَّط وقبل جونَّي القطا المخطَّط وقال الرَّاعي: مُلْسَ الحَصى باتَتْ تَوَجُّسُ فَوْقَهُ ... لَغَطَ القَطأ بالجَلْهَتَينِ نُزُولا ولُغَاطٌ - بالضم - : اسم جبل، وأنشد الليث: كأنَّ تَحْتَ الرَّحلِ والقُرْطَاطِ ... خِنْذِيْذَةً من كَنَفْي لُغَاطِ وأنشد للراعي: جَعَلْنَ أُرَيكاً باليَمينِ ورَمْلَهُ ... وزالَ لُغَاط بالشَّمالِ وحالِقُه قال: ولُغَاطٌ: اسم ماءٍ، وأنشد: لّما رَأتْ ماءَ لُغَاطٍ قد سَجِس ... تَذَكَّرَتْ شِرباً لها بالمُنْبَجِس وألغَطَ القوم: مثل لَغَطُوا، وأنشد السيرافي لنقادة الأسدي، وأنشده غيره لرجل من بني مازن، وقال أبو محمد الأعرابي: وهو لمنظور بن حبة وليس له: ومَنْهَلٍ وَرَدْتُهُ التِقَاطا ... لم ألقَ إذ وَرَدْتُهُ فُرّاطا إلاّ الحَمَامَ الوُرقْ والغَطاطا ... فَهُنَّ يُلْغِطنَ به إلغَاطا لقطلَقَطَ الشيء يَلْقُطُه لَقْطاً: أخذه من الأرض، قال أسامة الهذلي: ولا تَسْقُطَنَّ سُقُوْطَ النَّوَاةِ ... من كَفَّ مرتَضح لاقِطِ ومنه المثل: لكل ساقطة لاقِطَةٌ: أي لكل كلمة ندرت وسقطت من فم الناطق نفس تسمعها فتلقها فتذيعها، يضرب في حفظ اللسان، أي ربنا قيض لها من ينميها فيورط قائلها ولاقِطَةُ الحصى: قانصة الطير يجتمع فيها الحصى. وقال ابن الأعرابي: اللاّقِطُ: الرَّفّاء. وقولهم: هو ساقط ابن ماقط ابن لاقط، يتسابون بذلك، فالساقط عبد الماقط، والماقط عبد اللاّقط، واللاقط عبد معتق. واللُّقَاطَةُ: ما كان سَاقطاً مطروحا من الشيء التافه الذي لا قيمة له ومن شاء أخذه. وقال الليث: اللّقَاطُ: السنبل الذي تخطئه المناجل بلقطه الناس ويلتقطونه، واللَّقَاطُ: اسم ذلك الفعل كالحَصَادِ والحِصَاد. قال: ويقال: يا مَلْقًطان؛ يعني به الفسل الأحمق، والأنثى مَلْقَطَانَةٌ. قال: إذا التقط الكلام لنميمة قلت إنه: لُقَّيْطى خليطى، حكاية لفعله. ولَقَطُ السنبل - بالتحريك - الذي يلتقطهالاناس، يقال: لَقَطْنا اليوم لَقَطاً كثيراً. واللَّقَطُ: ما التقط من الشيء، ومنه لَقَطُ المعدن: وهي قطع ذهب توجد فيه. وفي هذا المكان لَقَطٌ من المرتع: أي شيء منه قليل. والألْقَاطُ من الناس: الأخْلاط منهم، ويقال: القليل المتفرقون. وقال أبو مالكٍ: اللقَطَةُ - واللقَطُ للجمع - : وهي بقلةٌ تتبعها الدوابُ لطيبها فتأكلها، وربما انتتَفَها الرجلُ فناولها بعيره، وهي بُقُولٌ كثيرةٌ يجمعها اللقَطُ. وقال ابنُ عباد: اللقَطُ من النبت: بقلةٌ تنبتُ في الصيف، وقال: واللقطةُ كذلك. قال: واللقَطُ: ما انتثر من ورقِ الشجرَ في الأرض. وقال الليثُ: اللقْطَةُ - بالتسكين - : اسمُ إلسي تجدهُ مُلقىً فتأخذهُ، وكذلك المنبوذُ من الصبيان: لُقطةٌ. وأما اللقَطَةُ: فهو الرجُلُ اللقاطَةُ تباعُ اللقاطات يِلتقطها. وقال ابنُ دريدٍ: اللقطَةُ - يعني مِثالَ التودةِ التي تُسميها العامةُ اللقطةَ - : معروفةٌ؛ وهي ما التقطه الإنسان فاحتاجَ إلى تعريفهِ. وقال الأزهريُ: كلامُ العَرَبِ الفُصحاءِ على غير ما قالهُ الليثُ، روى أبو عبيد عن الأصمعي والأحمرَ: هي اللقطةُ والقُصعةُ والنفَقَةُ، مثَقلاتٌ كُلها وروي عن الفراء: اللقْطَة - بالتسكين - ، وقولُ الأحمرِ والأصمعي أصوبُ. وقال ابن دريد: اللقِيطُ والملقُوطُ: المولودُ الذي ينبذُ فَيُلْقَطُ. وبنو لَقِيْطٍ: حيٌ من العرب. ولَقِيْطُ بن أرطاةَ السكوني، ولَقيْيطُ بن صبرةَ أبو رزين العُقيلي ويُقالُ له لَقيطُ بن عامرٍ أيضاً، ولَقيطُ بن عدي اللخمي - رضي اللّه عنهم - : لهم صُحبةٌ. وقال الفراءُ: ثوب لِقيطٌ: أي مرفوءٌ، تقول منه: القُطْ ثوبكَ. وبِئرٌ لَقيطٌ: إذا التقطتْ التقاطاً؛ أي وقعَ عليها بغتةً. وقال الليثُ: اللقيطةُ: الرجُلُ المهينُ الرذلُ، والمرأة كذلك. وبنو اللقيطةِ: سموا بذلك لأن أمهم - زعموا - التقطها حُذيفةُ بنُ بدر في جوارٍ قد أضرت بهن السنةُ؛ فضمها إليه، ثم أعجبتهُ فخطبها إلى أبيها وتزوجها وهي بنتُ عُصم بن مروان بن وهب. وأولُ أبياتِ الحماسةِ - وهو لقريط بن أنيفٍ العنبري - : لو كُنت من مازِنٍ لم تستبِح إبلي ... بنو اللقيطةِ من ذهلِ بن شيبانا وقعَ مُحرفا والروايةُ: " بنو الشقيقةِ " وهي بنتُ عباد بن زيد بن عمرو بن ذُهل بن شيبان. وكلُ شيءٍ لُقطَ حتى النوى فهو لقيطٌ، قال الأعشى يمدحُ قيس بن معدي كرب: مقَادُكَ بالخيلِ نحو العدُو ... وجذعانها كلقيطِ العجم الباء مُقحمةٌ، ويروى: " للخيلِ " . والمِلْقَاطُ: المنقاشُ. والمِلْقاطُ - أيضاً - : القلمُ، وقال شمرٌ: سمعتُ حِميريةً تقولُ لِكلمةٍ أعدتها عليها: قد لَقَطتها بالملقاطِ: أي كتبتها بالقلمَ. والمِلقَطُ: ما يُلقطُ به. وبنو مِلقطٍ: حيٌ من العربَ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سَلَمَةَ بن عامر بن هرمةَ: كالدهمِ والنعمِ الهجانِ يحوزُها ... رَجُلانِ من نبهانَ أو من مِلقطِ وأنشد ابنُ دريد وهو لعلْقمةَ بن عبدةَ: أصبنَ الطريفَ والطريفَ بن مالكٍ ... وكان شِفاءً لو أصبنَ الملاقطا يريدُ: عمرو بن مِلْقَطٍ الطائي. وقال الأصمعيُ: يقال: أصبحتْ مراعينا مَلاقطَ من الجدب: إذا كانت يابسة لاكلأ فيها، أنشدَ: نُمسي وجلُ المُرتعى مَلاَقِطُ ... والدندتُ البالي وحَمْضٌ حانِطُ هكذا أنشده الأزهري. وفي كتابِ النبات للدينوري " وخَمْطٌ حانِطُ " . وقال ابن دريد المِلقطُ: ما يُلقَطُ فيه وانشد: قد تخذتْ سَلمى بقوِّ حائطا ... واستأجرتْ مُكرنِفاً ولاقطا وطارِداً يُطاردُ الوَطاوِطا وقال بعضهم: المَلاَقِيْطُ: العناكبُ جمعُ مِلقاطٍ. والتقطَ الشيء: مثل لَقَطَه. ووردتُ الماءَ التقاطاً: إذا هجمتَ عليه بغتةً. والالتقاطُ: العثورُ على الشيءِ ومصادفتهُ من غير طلبٍ ولا احتساب ومنه حديث عُمر - رضي اللّه عنه - أن رجُلاً من بني تميم التقط شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فأتاهُ فقال: يا أمير المؤمنين اسقني شبكةً على ظهرِ جلالٍ بقلةِ الحزنِ فقال عُمرُ - رضي اللّه عنه - : ما تركتَ عليها من الشاربةِ؟ قال: كذا وكذا، قال الزبيرُ بن العوام ؟رضي اللّه عنه - : يا أخا تميمٍ تسألُ خير قليلاً فقال عُمرُ - رضي اللّه عنه - : مَهْ ما خيرٌ قليلٌ قربتانِ: قربةٌ من ماءٍ وقربةٌ من لبنٍ تُغاديانِ أهل البيتِ من مضر لا بل خيرٌ كثيرٌ قد أسقاكهُ اللّه. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتاب: الرجلُ التميمي هو أبو حبيبٍ - رضي اللّه عنه - ، ولا يُعرفُ اسمهُ، وروى الحديث النضرُ بن شميلٍ عن الهرماسِ بن حبيب بن أبي مازنٍ، وقال ابنُ السيرافي: قال نُقادةُ الأسدي، وقال أبو محمد الأسودُ: قال منظورُ بن حبةَ؛ وليس لِمنظورٍ: ومنهلٍ وردتهُ التقاطا ... لم ألقَ إذ وردتهُ فُراطا الشبكةُ: ركابا تحفرُ في المكانِ الغليظِ؛ القامةَ والقامتين والثلاث؛ يحتبسُ فيها ماءُ السماء، سميت شبكةً لتجاورها وتشابكها، ولا يقال للواحدةِ منها شبكةٌ، وإنما هي اسم للجماع، وتُجمعُ الجملُ منها في مواضعَ شتى شباكاً. ويقال: تَلَقط فُلانٌ الثمر: أي التقطهُ من هاهنا وهاهنا. وقال أبو عبيدةَ: الملاقَطَةُ في سيرِ الفرسَ: أن يأخذ التقريبَ بقوائمه جميعاً. ويُقال: داري بلقاطِ دارِ فُلانٍ: أي بحذائها، والمُلاقطةُ، المحاذاةُ. والتركيبُ يدلُ على أخذِ شيءٍ من الأرض قد رأيته بغتةً ولم تردهُ؛ وقد يكونُ عن إرادةٍ وقصدٍ أيضاً. لمطابنُ الأعرابي: اللمْطُ: الاضطرابُ. وقال غيرهُ: لمطةُ: أرضٌ لقبيلةٍ من البربرِ بأقصى المغربِ من البر الأعظم، يُقال للأرض وللقبيلةِ - جميعاً - : لمطَةُ، واليها تُنسبُ الدرقُ اللميطةُ، وقيل: أنهم يصطادون الوحش وينقعونَ جلودهَ في اللبنِ الحليبِ سنةً كاملةً ثم يتخذون منها الدرق فإذا ضُربت بالسيوف القاطعةِ نبت عنها. وقال الخارزنجيُ: يُقال لأمةٍ من الأممَ: لْمطٌ، من قول الراجز: لو كُنتُ من نوبةَ أو من لْمطِ وقال غيرهُ: اللمْطُ: الطعنُ. وقال أبو زيدٍ: التمط فُلانٌ بحقي: إذا ذهب به. لوطلُوطٌ النبي - صلوات اللّه عليه - : ينصرفُ مع العجمةِ والتعريف، وكذلك نُوح، وإنما ألزموهما الصرفَ لأن الاسم على ثلاثةِ أحرفِ أوسطه ساكنٌ وهو على غاية الخفةِ فقاومت خفتهُ أحد السببينِ وكذلك القياسُ في هندٍ، ودعدٍ، الا أنهم لم يلزموا الصرف في المؤنث؛ وخيروك فيه بين الصرفِ وتركه. ولاطَ الرجلُ يلوطُ: عملَ عَمَلَ قومَِ لُوطِ. وقال الكسائي: لاطَ الشيء بقلبي يلوطُ ويُليطُ لوطاً وليطاً، يقال: هو ألوطُ بقلبي وأليطُ، وأني لأجدُ له في قلبي لَوطاً ولَيطاً: أي الحب اللازِقَ بالقلب، ومنه حديثُ أبي بكر - رضي اللّه عنه - أنه قال: واللّه إن عمر لأحبُ الناسِ إلي؛ ثم قال كيف قُلتُ؟؛ قالت عائشةُ - رضي اللّه عنها - : قلت واللّه إن عمرَ لأحب الناس إلي، فقال: اللهم أعز؛ والوالدُ ألوطُ: أي ألصقُ بالقلبِ. ولُطْتُ الحوض بالطينِ لوطاً: أي ملطتهُ به وطينتهُ. وعن سُراقةَ بن مالكٍ - رضي اللّه عنه - أنه قال: سألتُ رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - عن الضالةِ تغشى حياضي قد لُطتها لإبلي فهل لي من أجرٍ أن أسقيها؟ قال: في كل ذاةِ كبدٍ حرى، أجرٌ. وفي حديثِ ابن عباسٍ ؟رضي اللّه عنهما - أن رجُلاٌ قال له: إن في حجري يتيماً وإن له إبلاً في إبلي، فأنا أمنح من إبلي وأفقُر فما يحل لي من إبله؟ فقال: إن كنت نرُدُ نادتها وتهناُ جرباها وتلُوط حوضها فاشرب غير مضُر بنسل ولا ناهكٍ حلباً؛ أو في حلبٍ. وقال اللَّيث في هذا التركيب: اللاُط: الإلحاحُ؛ تقول: قد لاط فلان في هذا الأمر لاطاً شديداً، فإن صح ما قال اللَّيثُ فهو كالقال بمعنى القول والحاب بمعنى الحوب في المصدر. واللَّوطُ: الَّرداء، يقال: ليس لوطه. ويقال: اللَّوطُ: الَّربى. وقال أبو عمرو: اللَّوطُ من الرجال: الخفيفُ المتصرفُ. وقال ابن عباد: يقال: لاطهُ الله: أي لعنه الله، ذكر ذلك في هذا التركيب، وسنعيدُ ذكره - إن شاء الله تعالى - في تركيب ل ي ط. ويقال: هذا الأمر لا يلتاُط بصفري: أي لا يلصق بقلبي، وقال ابن دريد: أي وهمي وخاطري، قال: وأصل هذه الألف واو كأنه كان يلتْوطُ. وقال اللَّيثُ: التاط فلان حوضاً: إذا لاطه لنفسه، قال: والالتياطُ أن يلتاط الإنسان ولداً ليس له فيدعيه، تقول: التاطهُ واستلاطُه، وأنشد: فهَل كُنتَ إلاَّ نُهبْةً استلاَطَهَا ... شقُّي من الأقْوام وغدُ ملحَّقُ وقال الأقراع بن حابٍس لعيينة بن حصن - رضي الله عنهما - في قتل محلم بن جثامة اللَّيثي - رضي الله عنه - رجلاً من أشجع في أول الإسلام قال: لا إله إلا الله؛ فلم يتناه عنه حتى قتله، فدعا عليه النبي ؟صلى الله عليه وسلم - ، فلما مات دفنوه فلفظته الأرض؛ ثم دفنوه فلفظته، ثم دفنوه فلفظته، فألقوه بين صوحين، فأكلته السباعُ: لم استلطتم دم هذا الرجل؟ فقال: أقسم منا خمسون رجلاً أن صاحبنا قتل وهو مؤمن، فقال الأقرعُ: فسألكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تقبلوا الدية وتعفوا فلم تقبلوا؛ أقسم بالله لتقبلن ما دعاكم إليه أو لآتين بمائةٍ من بني تميم فيقسمون بالله لقد قتل صاحبكم وهو كافر، فقبلوا عند ذلك الدية. قوله: استلطتمُ: من لاط الشيء بالشيء: إذا لصق به؛ كأنهم لما استحقوا الدم وصار لهم ألصقوه بأنفسهم، وفي حديث علي بن الحسين - رضي الله عن الحسين - : المستلاط لا يرثُ ويدعى له ويدعى به. يعني الملصق بالرجل في النسب، يدعى له: أي يُطنى ويُنْسبُ فيقال ابن فلان. ولاوط: عَمِل عَمَل قوم لُوط؛ مثل لاط، وكذلك تلوط. والتركيب يدلُ على اللصوق. لهطابن الأعرابي: لهط الشَّيْى بالماء: ضربه به. ولهطهُ بسهم: رماهُ به. قال: واللاًهطُ: الذي يرشُ باب داره وينظفُه. وقال أبو زيدٍ: اللَّهطُ: الضَّرب بالكف منشُورة، وزاد ابن عبادٍ: أينما كان من الجسد، يقال: لهطهُ يلهطه لهطاً. ويقال: لهط به الأرض: أي رمى به، ولعن الله أماَ لهطت به: أي رمت به. وفي النوادر: هلطةُ من خبر ولهطة من خبرٍ: الخبرُ تسمعه ولم يستحق ولم يكذب. ولهطتُ الثَّوب: خطتهُ. وقال الفراء: ألهُطت المرأة فرجها بالماء: أي ضربته به. ليطالكسائُّي: لاط الشَّيَّى بقلبي يليطُ ويلوطُ ليطاً ولوطاَ: أي لصق به. واللَّيطةُ: قشرةُ القصبة اللاَّزقة به، والجمع: لبطُ ولياطُ وألياطُ، وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال له رجل: بأي شيء أذكي إن لم أجد حديدي؟ قال: بليطةٍ فاليةٍ. الفالية: القاطعة الشاقَّةَّ. وكلُ شيءٍ كانت له صلابةٌ ومتانةٌ فالقطعةُ منه: لِيطةٌ، قال أوسُ بن حجرٍ: فملكَ بالليِطِ الذي دونَ قشرها ... كغرقيء بيضٍ كَنهُ القيضُ من علُ وقال المُتنخلُ الهُذلي يصفُ قوساً: وصفراءُ البُراريةِ غيرُ خِلْطٍ ... كوقفِ العاج عاتكةُ اللياطِ وقال رؤبة: فيهن وَسْمٌ لازمُ الألياطِ ... سفعٌ وتخطيمٌ مع العِلاطِ والليطُ - أيضاً - : اللونُ. واللياطُ: الربى، لأنه شيءٌ لِيط برأس المال. وكتبَ رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - كتاباً لِثقيفٍ حين أسلموا، فيه: إن لهم ذمة اللّه؛ وإن واديهم حرامٌ عضاهُهُ وصيدهُ وظلمٌ فيه؛ وإن ما كان لهم من دينٍ إلى أجلٍ فبلغَ اجله فأنه لِياطٌ مُبرأ من اللّه؛ وإن ما كان لهم من دينٍ في رهنٍ وراء عُكاظ فأنه يقضى على رأسه ويُلاطُ بِعُكاظَ ولا يؤخرُ. اللياطُ حقه أن يكون من الياء، ولو كان من الواوِ لقيل لِواطٌ كما قيل قِوامٌ وجوارٌ، يعني ما كانوا يُربون في الجاهليةِ؛ فأبطلهُ - صلى اللّه عليه وسلم - ؛ ورد الأمر إلى رأس المال، كقوله تعالى: )فَلَكُم رؤوسُ أموالكمُ(. والليطُ - أيضاً - : الجلدُ، والجمعُ: الألياطُ، ومنه حديث النبي - صلى اللّه عليه وسلم - : في التيعةِ شاةٌ ولا مُقورةٌ الألياطِ ولا صِناعكٌ، وكتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب ش ب ب. وقال جَساسُ بن قُطيبٍ: وقلصٍ مُقورةِ الألياطِ وقال رؤبة: فيهن وسمٌ لازمُ الألياطِ وقال أبو زيدٍ: ما يليطُ به النعيمُ: أي ما يليقُ. والولدُ أليطُ بالقلبِ وألوطُ: أي ألصقُ. واللياطُ: الكلسُ والجصُ. واللياطُ: السلحُ. وشيطانٌ ليطانٌ: إتباعٌ. ويُقال للأنسانِ اللينِ السيحةِ: إنه للينُ الليطِ. وقال الليثُ " : لاطهُ اللّه: أي لعنه، ومنه قولُ عدي بن زيدٍ العبادي يصفُ الحيةَ ودخولَ إبليس جوفها: فلاطها اللّه إذ أغوت خليفتهُ ... طُولَ الليالي ولم يجعلْ لها أجلا أراد: أن الحيةَ لا تموتُ حتى تُقتلَ. والتلبيطُ: الالصاقُ، ومنه حديثُ عُمر - رضي اللّه عنه - أنه كان يُليطُ أولادَ الجاهليةِ بآبائهم؛ ويروى: بمن ادعاهُم في الأسلام، أي يلحقهم بهم، وأنشدَ الكسائي: رأيتُ رِجالاً ليطوا ولدةً بهم ... وما بينهم قُربى ولاهم له ولدَ والالتياطُ: مذكورٌ في تركيب ل و ط؛ لِكونهِ ذا وجهين. مأطيقال: امْتَلأ حتى ما يجد مَئطاً - وقيل: مَيطاً - : أي مزيداً. مثطابن دريد: المَثْطُ؛ مثل النَّثْطِ، وهو غَمزُك الشيء بيدك على الأرض، وليس إلا في لُغات مرغوب عنها. مجطابن عباد: فلان مُمَّجِطُ الخَلقِ: أي مُسترخيه في طولِ؛ كالمُمَّغطِ. محطابن دريد: المحْطُ شبيه بالمخْطِ. وقال الليث: المحْطُ: كما يَمْحَطُ البازي ريشه: أي يذهبه. وقال في هذا التركيب: المحَطُّ: خشبة يسطر بها الخرازون، قال النمر بن تولبٍ - رضي الله عنه - : كأنَّ مِحَطّاً في يَدَيْ حارِثيَّةٍ ... صَنَاعٍ عَلَتْ منَّي به الجِلْدَ من عَلُ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ليس هذا التركيب موضع ذكر هذه اللغة فيه، وإنما موضع ذكرها فيه تركيب ح ط ط، لأنه مضاعف وأصله مِحْطَطُ والميم زائدة. وعامٌ ما حِطٌ: قليل الغيث. ومَحَّطْتُ الوتر تْمحِيْطاً: أن تُمِرَّ عليه الأصابع لتصلحه، وكذلك تْمحِيْطُ العقب: تخليصه وإصلاحهُ. وقال ابن دريد: أمْتَحَطَ سيفه وامْتَخَطَه: إذا انتزعه من جفنه، وكذلك يقال: أقبل فلان إلى الرمح مركوزا فامتضحَطَه وامْتَخَطَه. وقال ابن عباد: الامتِحاطُ من عدوِ الإبلِ كالربعةِ. وقال ابن شُميلٍ: المُمَاحَطَةُ: شدةُ سنانِ الجملِ الناقةَ إذا استناخها ليضربها، يقال: سانها وما حطها مِحاطاً شديداً حتى ضربَ بها الأرض. وقال بعضهم: مِحَاطُ الماءِ: فناؤه. مخطمَخَطَ يمخَطُه مَخْطاً: أي نزعهَ ومده. ومَخَطَ السهمُ: أي مَرَقَ. ومخط سيفهَ: أي سَله. وبردٌ مَخطٌ ووخطٌ: أي قصيرٌ. والمخْطُ: الرمادُ وما ألقي من جِعالِ القدر. ومَخَطَ به الجملُ: أسرعَ به. وسيرٌ مخطٌ ووخطٌ: أي شديدٌ سريعٌ. ومخطَ الفحلُ الناقةَ: ألح عليها في الضراب. ويقال: هذه الناقةُ إنما مخطها بنوُ فلانٍ: أي نتجت عندهم، وأصلُ ذلك أن الحوارَ إذا فارق الناقةَ مسحَ الناتجُ غرسه وما على أنفه من السابياء؛ فذلك المخطُ؛ ثم قيل للناتجِ: ماخِطٌ، وقال ذو الرمةِ: إذا الهمومُ حماكَ النومَ طارقها ... وحان من ضيفها همٌ وتسهيدُ فآنمِ القتودَ على عَيرانةٍ أجدٍ ... مَهريةٍ مخَطتها غرسها العيد ويروى: " عَيرانةٍ حرجٍ " . وقال ابن الأعرابي: المخْطُ: شبهُ الولدِ بأبيه. والمخَاطُ: ما سيلُ من الأنفِ، وقد مَخَطَه من أنفهِ: أي رمى به. ومُخَاطُ الشيطانِ: الذي يتراءى في عين الشمس للناظرِ في الهواءِ عند الهاجرة. وقال أبو عبيدةَ: المخاطةُ: تثمرُ ثمراَ حلواً لِزجاً يؤكلُ تسمية الفرسُ: السبستانَ. والسبِستَانُ: هو أطباء الكلبةِ، شبهتِ المخاطةُ بأطباءِ الكلبةِ، وهي بالفارسية: سَك بستان، وسك - بالفارسية - : الكلبُ، وبستان: الطبيُ. وبعضُ أهلِ اليمنِ يسميه: المخيَطَ - مثالُ سكيتٍ وزُميلٍ وجميزٍ وقُبيطٍ - . وقال الليثُ: رجلٌ مَخِطٌ: سيدٌ كريمٌ، وانشد لرؤبة: وإن أدواءَ الرجال المخطِ ... مكَانها من شامِتٍ وغُبطِ هكذا أنشده: " المخطِ " بالميم والخاء المعجمة، وأنما الرواية: " النحطِ " بالنون والحاء المهملةِ لا غيرُ، وهم الذين ينحِطون أي يزفرون من الحسد. وأمخطتُ السهمَ: أنفذتهُ. وقال ابن عبادٍ: التمخيطُ: أن يمسحَ من أنفِ السخلةِ والفصيلِ ما عليه. وامتخَطَ: أي استنثرَ. وامتخطَ سيفهَ: أي اخترطهَ. وربما قالوا: امتخط ما في يدهِ: أي نَزَعهَ واختلسهَ. وتَمخطَ: أي أستنثرَ؛ مثلُ امتخطَ. وأما قولهُ: قد رابنا من شيخنا تَمخطُه ... أصبح قد زايلهُ تخبطه فإن تمخطه: اضطربهُ في مشيهِ يسقطُ مرةً ويتحاملُ أخرى. والتركيبُ يدلُ على بروزِ الشيءِ من كنه. مرجطمَرْجِيْطَةُ: بلدةٌ من بلادِ المغرب. مرطالمِرْطُ - بالكسر - : واحدُ المُرُوطِ؛ وهي أكسيةٌ من صوفٍ أو خز كان يؤتزر بها. وقال ابن عباد: هو لبوسٌ من أي جنسٍ كان، قال: ولا يسمى مِرطاً حتى يقطعَ. وفي حديثِ النبي ؟صلى اللّه عليه وسلم - أن نِساءَ المؤمنين كن يشهدن مع النبي صلى اللّه عليه وسلم الصبح ثم يرجعن متلفعاتٍ بمروطهن ما يعرفنَ من الغَلَسِ. وفي حديثٍ آخر: أن أبا بكرٍ ؟رضي اللّه عنه - استأذن على النبي " صلى اللّه عليه وسلم " وهو مُضطجعٌ على فراشهِ لابساً مِرطَ عائشةَ - رضي اللّه عنه - فأذن له. وقال الحكمُ الخضري: تَسَلهَمَ ثَوْباها ففي الدرعِ رأدَةٌ ... وفي المِرْطَ لفاوانِ رِدفُها عبلُ وقال امرؤ القيس: فقمتُ بها أمشي تجرُ وراءنا ... على إثرنا أذيالَ مِرطٍ مُرجلِ ويروى: " خرجتُ بها " ، ويروى: " على أثرينا ذيلَ " و " نير " . وقال ذو الرمة: وفي المِرطِ مي توالي صريمةٍ ... وفي الطوقِ ظبيٌ واضحُ الجيدِ أحورُ وبين ملاثِ المِرِط والطوقِ نفنفٌ ... هضيمُ الحشى رادُ الوُشاحينِ أصفرُ ومَرَطَ الشعرَ يمرطهُ - بالضم - : أي نتفهَ. والمُرَاطةُ - بالضم - : ما سقط منه إذا سُرحَ قال رؤبة: وقد غَدَتْ شامِطَةُ الأشماطِ ... عشواءُ تنسي سرقَ المراطِ وقال أبو تراب: يقال مَرَطَ فُلانٌ فلاناً وهردةُ: إذا آذاه. وقال الليثُ: المروطُ: سرعةُ المشيِ والعدوِ، ويقال: الخيلُ يمرطنَ. وقال ابن عباد: فلانٌ يُمرطُ: أي يجمع ما يجدهُ. ومَرَطَ بسلحهِ: رمى به. ومَرَطَت الناقةُ: مثلُ مَلَطت بالولدَ. ورجلٌ أمرطُ بين المَرَطِ: وهو الذي قد خف عارضاه من الشعرِ. وقال ابن دريدٍ: رجلٌ أمرطُ: إذا لم يكن على جسدهِ شعرٌ، وامرأةٌ مَرطاءُ: لا شعرَ على ركبها وما يليه. وقال الأصمعيُ: الأمرطُ: الذي قد سقطَ شعرُ رأسه ولحيتهِ. والأمرطُ من السهام: الذي قد سقطتَ قُذَذُه، ويقال سهمٌ مُرُطٌ - بضمتينِ - : إذا لم يكن له قُذَذٌ، قال نافعٌ؛ ويقالُ نُويفعُ بن لِقيطٍ الأسدي: فَلَئن بليتُ فقد عَمرتُ كأنني ... غصنٌ تُفيئهُ الرياحُ رطيبُ وكذاك حَقّاَ مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليهِ والتَّقْلِيبُ حتى يَعُودَ من البلى وكأنَّه ... بالكَفَّ أفْوَقُ ناصِل مَعْصُوبُ مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ ... لا الرَّيْشُ يَنْفَعهُ ولا التَّعْقيبُ ويجوز تسكين الراء فيكون جمع أمْرَطَ، وإنما صح أن يوصف به الواحد لما بعده من الجمع؛ كما قال: وإنَّ التي هامَ الفُؤادُ بِذِكرها ... رَقُود عن الفَحْشَاءِ خُرْسُ الجَبَائرِ وأسهم مِرَاط - مثال سٌلب وسِلاَبٍ - : قال المُنَتَخل الهذلي: وماءٍ قد وَرَدْتُ أُمَيمَ طامٍ ... على أرْجائه زَجَلُ الغَطَاطِ قَليلٍ وِرْدُهُ إلاّ سِباعاً ... يَخِطنَ المشْيَ كالنَّبل المِراطِ وقال غيره: صُبَّ على آلِ أبي رِبَاطِ ... ذُؤالَةٌ كالأَقْدُح المِرَاطِ يَهْفُو إذا قِيلَ له يَعَاطِ وإنشاد إبراهيم الحربي - رحمه الله - : حتّى رأى من خَمَرِ المحَاطِ ... ذا أكْلُبٍ كالأقْدُحِ الأمْرَاطِ وقال أبو المقدام جساس بن قُطيبٍ: وهُنَّ أمْثَالُ السَّرى الأمْرَاطِ ... يَخْرُجنَ من بُعْكُكَةِ الخِلاطِ السَّرى: جمع سِروةٍ وهي السَّهم؛ وكذلك السَّريةُ. وقال أبو عمرو: الأمْرَطُ: اللصّ؛ حكاه عنه ابو عبيدٍ. والمُرَيْطُ: موضع، قال حاتم: كأنَّ بِصَحْراءِ المُرَيط نَعامَةً ... تَبَادَرها جُنح الظَّلامِ نَعَائمُ وهاشم بن حَرملة بن الأشعر بن اياس بن مُرَيط: مشهور. وقال ابن دريد: سهم مَرِيْطُ ومّمْرُوط: إذا مُرِطت قُذَذُه. قال والمَرِيطان - بفتح الميم - : عرقان في الجسد. وقال ابو عبيد: المَرِيطُ: ما بين الثُّنَّةِ وأُمّ القِردان من باطن الرُّسغ. والمَرَطى - مِثالُ جمزى - : ضربٌ من العدو، قال الأصمعي: هو فوق التقريبِ ودونَ الأهذابِ، قال طُفيلُ بن عوفٍ الغَنَويُ يصفُ فَرَساً سَلْهَبَةً: تَقْرِيبها المَرطى والجوزُ معتدلٌ ... كأنها سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ وقال الفوهُ الأودي: علموا الطعنَ مًعداً في الكُلى ... وادراعَ اللامِ والطرفُ يحارُ وركوبَ الخيلِ تعدو المَرطى ... قد عَلاها نجدٌ فيه احمِرارُ وقال الليثُ: فرسٌ مَرَطى، وهو يعْدو به المَرَطى. والمُرَيْطَاءُ: ما بين السرةِ الى العانةِ، وقال الليثُ: ما بين الصدرِ إلى العانةِ من البطن، وقال ابن دريدٍ: هي جِلدةٌ رقيقةٌ بين العانةِ والسرة من باطنٍ. وقال عُمَرُ لأبي محذُورةَ - رضي اللّه عنهما، واسمُ أبي محذُورةَ: أوسٌ، وقيل: سمرةُ بن مِعيرٍ - ورفع صوتهَ: أما خشيِتَ أن تنشق مُرَيطاؤكَ؟. وسأل الفضلُ بن الربيع أبا عُبيدةَ والأحمرَ عن مد المريطاءِ وقصرها فقال أبو عبيدةَ: هي ممدودةٌ، وقال الأحمرُ: هي مقصورةٌ، فدخلَ الأصمعي فوافقَ أبا عبيدةَ واحتج على الأحمرِ حتى قَهرهَ. وقال ابن دريدٍ: أمرَطَتِ النخلةُ: إذا سَقَطَ بسرها غضباً؛ فهي ممُرِطٌ، فإن كان ذلك من عادتها فهي ممرَاطٌ. قال: وناقةٌ ممُرِطٌ وممِراطٌ: إذا كانت متقدمةً سريعةً في السير، وليس بثبتٍ. وقال غيرهُ: أمرطَ الشعرُ: أي حانَ له أن يُمرطَ. وأمرطتِ الناقةُ: أسرعتْ. ومَرَطَ الثوبَ تمريطاً: جعلهَ مِرطاً وهو تقصير كُميه. ومَرَط شَعَره: نتفه؛ مِثلُ مَرَطَه مَرَطاً. ومارَطه: مَرط شَعرهَ وخَدَشهَ. وامترطَ: أي اختلسَ. وامْتَرَطَ: جمعَ. وامرطَ شَعَرُه وتمرطَ: أي تساقطَ وتحاتّ. والتركيبُ يدلُ على تحاتً شيءٍ أوحته. مسطابن السكيت: يقال للرجلِ إذا سطا على الفَرسَ وغيرها أي أدخل يده في ظبيتها فأنقى رحمها وأخرج ما فيها: قد مَسَطَها يمسَطها مسطاً. وإنما يفعلُ ذلك إذا نزا على الفرس الكريمة فحلٌ لثيمٌ. ويقال - أيضاً - : مسطتُ المعى: إذا خرطتَ ما فيه بأصابعكَ لتُخرجَ ما فيه. والماسط: ضرب من نبات الصنفِ إذا رعتهْ الإبلُ مسطَ بطونهاَ فخرطهاَ. وماسط - أيضا - : اسمُ مويةٍ ملحٍ لبني طهية، وكذلك كل ماءٍ ملحٍ يمسطُ البطونَ فهو ماسطَ، قال جرير يهجوُ البعيثَ: ياثلطَ حامضيةٍ تروحَ أهلهاَ ... عم ماسطٍ وتندتِ القلاما الحامضةُ: التي رعتٍ الحمضَ. وقال ابن دريدٍ: المسطُ: مصدرُ مسطتُ الثوبَ: إذا بللتهَ ثم خرطته بيدك لتخرجَ ماءه. وقال ابن فارس: المسطُ: أن تخرط ما في السقاء من لبنَ خائرَ بإصبعكَ ليخرجَ. والمسبطة: ما يخرجُ من رحم الناقة من القذى إذا مسطتْ. والمسيطة - أيضاً - والمسيط: الماء الكدرُ الذي يبقى في الحوض، قال: يشربنَ ماءَ الأجنِ والضغطِ ... ولا يعفنَ كدر المسطِ وقال أبو الغمرِ: يقال إذا سأل الوادي بسيلَ قليل فهو مسيطةٍ. وقال أبو عمرو: المسيطة الماء الذي يجري بين الحوض والبئر فينتنِ، وأنشدّ: ولا طختهُ حماةٍ مطائطُ ... يمدها من رجرجٍ مسائط وقال ابن شميل: كنتُ أمشي مع أعرابيٍ فقال: هذا المسيطُ؛ يعني الطين. وقال ابن الاعرابي: فحل مسيط: إذا لم يلقحُ. وقال ابن عباد: يقال: مسطوه مسيط: إذا لم يلقحْ. وقال ابن عباد: يقال مسطوه مسطاً: أي ضربوه بالسياط. والتركيب يدل على خرطْ شئ رطب على امتداده من تلقاء نفسه. والمشط: معروف، وفيه لغات: مشط ومشط - مثال خلقٍ وخلق - ومشط - مثال عتل؛ وهذا عن أبي الهيثم وأنشد: قد كنتُ أحسبني غنياً عنكمُ ... إن الغني عن المشط الاقرع والمِشط - بالكسر - ؛ وأنكره ابن دريد، وجمع المشط: أمشاط ومشاط - مثال رمح وأرماحٍ ورماحٍ - ، قال المنتخل الهذلي: وما أنت الغداة وذكرُ سلمى ... وأمسىَ الرأس منكَ إلى أشماط كأن على مفارقه نسيلاً ... من الكتانِ ينزع بالمشاط وقال جساسُ بن قطيب يصف الإبل: تنجو ولو من خلل الأمشاط وقابل ابن عباد: المشط من المناسج: ما ينسج به منصوباً. والمشطُ - أيضاً - : نبتَ صغير يقال له: مشطُ الذئب. والمشطُ: سلامياتُ ظهر القدم؛ على التشبيهْ. ومشط الكتف: العظمُ العريضُ. ومشطتِ الماشطة المرأة تمشطها مشطاً: قال رؤبة: شبكَ من الآل كشيك المشط ... ولمة مشيطَ: أي ممشوطة. والمشطةُ: نوع من المشطِ كالجلسة والركبة. والمشاطة: ما سقط منه. وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حين سحر: جاءني ملكان فجلس ما وجع الرجل؟ وقال: مطبوب، قال: من طبة؟ قال: لبيدُ ومشاطةٍ وجف طلعة ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان. ويقال: بعير ممشوط وأمشط: به سمةٍ المشطُ. والممشوط: الطويلُ الدقيقْ. وقال الفراءُ: المشطُ: الخلط، يقال: مشطَ بين الماء الدقيق. وقال الاصمعي: مشطتْ يده ومشظتْ - بالكسر فيهما - مشطاً ومشظاً - بالتحريك: وذلك أن يمس الشوك أو الجذع فيدخلَ منه في يدهُ شظية ونحوها؛ عن ابن دريد. والأمشط: موضع، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع: وظل بصحراء الأمشطِ يومهُ ... خميصاً يضاهي ضغنَ هادية الصهبِ مصطالخارزنجي: مصط الرجلُ ما في الرحم ومسطه: أي أخرجهُ لئلاً تعلق. مضطالكسائي: المُضْطُ: المُشْطُ، قال: يجعلون الشين ضاداً بين السين والضاد؛ ليست بضادٍ صحيحةٍ ولا شينٍ صحيحةٍ، وهي لُغةٌ في ربيعةَ واليمنِ؛ يقولون: اضتر لي: في معنى اشترِ لي لفظاً ومعنىً. مططابن دريدٍ: مط الشيء يمطهُ مَطَاً: إذا مده، ومنه قولهم: مَط الرجلُ حاجبيهِ وخده: إذا تكبر، وكذلك مَط أصابعه: إذا مدها وخاطبَ بها. والمَطِيْطَةُ: الماءُ الخاثرُ في أسفلِ الحوضِ، قال حُميدٌ الأرقطُ: في مُجْلِباتِ الفِتَنِ الخَوَابِط ... خَبْطَ النهالِ سَمَلَ المَطَائطِ وقال الليثُ: المَطَائطُ: مواضعُ حُفرِ قوائمِ الدواب في الأرض والرداغِ، وأنشد: فلم يبقَ إلا نُطْفَةٌ في مَطِيْطَةٍ ... من الأرضِ فاستقصينها بالجحافلِ وقال ابن الأعرابي: المُطُطُ - بضمتين - : الطوالُ من جميع الحيوانِ. ومُطَيْطةُ - مصغرةً - موضعٌ، قال عدي بن زيد بن مالكِ بن عدي بن الرقاع: وكان نخلاً في مُطَيْطَةَ نابتاً ... بالكِمْعِ بينَ قرارها وحجاها وقال ابنُ عباد: المطاطُ من ألبانِ الإبلِ الشديدُ الخثورةِ الحامضُ. والمُطَيْطَاءُ - مثالُ المريراءِ - : التبخترُ ومدٌ اليدينِ في المشي، وقال ابن دريدٍ: المطيطاءُ ممدودٌ غير مهموزٍ؛ هكذا يقولُ الأصمعي: وهي مشيةٌ باسترخاءٍ، قال ابن السيرافي؛ أراد أن الهمزةَ بعد الألفِ وهي غير أصليةٍ، وقال أبو سعيدٍ: كأنه يريدُ أن هذه الهمزة للتأنيثِ وليست بهمزةِ أصليةٍ. ومنه حديثُ النبي - صلى اللّه عليه وسلم - : إذا مشت أمتي المُطيطاءَ وخدمتهم فارسُ والرومُ كان بأسهم بينهم. وهذه روايةُ أبي عبيدٍ، وروايةُ الليثِ في كتاب العين: سَلطَ اللّه شرارها على خيارها. والتمْطِيْطُ: الشتمُ. وتمَطّطَ: تمدد. وقال ابن دريدٍ: ثم قال أبو عبيدة في قولهِ عز وجل: )ثم ذهب إلى أهلهِ يتمطى(: إنه من هذا؛ أراد: أن أصله يتمططُ. وأنشد الأصمعي يصفُ منهلا: أخضرَ مثلَ... سلِ من تمططِه وتمطط في الكلام: لونَ فيه. وقال ابن دريدٍ: مَطمطَ في كلامهِ: إذا مده وطولهَ. وقال ابن الأعرابي: مَطَمَطَ الرجلُ: إذا توتنى في خطه وكلامهِ. وتمطمَطَ الماءُ: إذا خثرُ. والتركيبُ يدلُ على مد الشيءِ. معطالليثُ: المعْطُ: مد الشيء. ومَعَطتُ الشعرَ من راس الشاةِ ونحوها: إذا مددته فنتفتهُ أجمعَ. وقال إبراهيم الحربيُ - رحمه اللّه - : حدثنا يوسف بن بهلولٍ قال: حدثنا ابن إدريس عن أبي إسحاق: أن وهرزَ أوتر قوسه ثم مَعَطَ فيها حتى إذا ملأها أرسلَ نشابتهَ فأصابت مسروق بن أبرهةَ. ومَعَطَتُ السيفَ: سَللتهُ من غمده. والمعَطُ: ضربُ من النكاح، يقال معطها: إذا نكحها. ومعطتَ الناقةُ بولدها: رمت به. ومَعَطَ بها: حبقَ. وأبو مُعيط: أبو عُقبةَ بن أبي مُعيط، اسمه أبانٌ. وقال ابنُ دريدٍ: مُعيطٌ: موضعٌ، هكذا هو بخط الأرزني في الجمهرةَ: بضم الميم مصغراً، وبخط ابي سهلِ الهروي في الجمهرة: معيط بفتح الميم وكسرِ العين، وأخشى أن يكونا تصحيفي: مَعْيطَ بفتح الميم وسكون العين. وأبو مُعطةَ: من كُنى الذئب. ورجلٌ أمعطُ بين المعطِ: وهو الذي لا شعر على جسده. والذئبُ الأمعطُ: الذي قد تساقط شعرهُ. وقال الليثُ: يقال: معطَ الذئبُ؛ ولا يقال مَعِطَ شعرهُ. قال: ويقال ذئبٌ أمعطُ؛ تصفه بالخبثِ، وإنما أصلهُ على ما فسرناه، ولكنهم وصفوه بأنه أخبثُ من غيرهِ؛ لأن شعره يتمرط فيتأذى بالبعوض والذباب فيخرجُ على أذىً شديدٍ وجوعٍ فلا يكاد يسلمُ منه ما اعترض له. وتقولُ: لِصَ أمعطُ ولُصوصٌ مُعُطٌ: يشبهون بالذئابِ لخبثهم. ويستعملُ في غير الذئبِ واللص، وأنشد الأصمعي يصفُ القطا: وقبلَ مُشْتالِ الذُنابى أمْرَطِهْ ... أحص ما فوق.... أمْعَطِهْ وفي الحديث: أن عائشة - رضي اللّه عنها - قالت لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - : لو أخذت ذاة الذئبِ منا بذنبها، قال: إذن أدعها كأنها شاةٌ مَعَطاءُ. ويقال: أرضٌ مَعْطَاءُ: لا نباتَ فيها، وكذلك: رملٌ أمْعَطُ ورِمالٌ مُعْطٌ، قال الرماحُ بن أبرد وهو ابن ميادةَ: إلى الوَليدِ أبي العباسِ ما عَمِلتْ ... من دونهاِ المُعْطُ من بَيانَ والكُثُبُ أعمل " إذن " لكونها مبتدأة وكون الفعلِ مُستقبلاً. ومعنى " أدعها " أجعلها، كما استعمل التركُ بهذا المعنى، والكافُ مفعولٌ ثانٍ. وأمْعَطُ: اسمُ موضعِ، قال الراعي: يخرجنَ بالليلِ من نقْعِ له عُرُفٌ ... بقاعِ أمعطَ بين الحزنِ والصيرِ وقال ابن الأعرابي: المعَطاءُ: السوءةُ وماعِطٌ: من الأعلامَ. وامتعطَ سيفهَ: أي استله؛ مِثلُ مَعَطَه. وقال ابن دريدِ: مر فلانٌ برمحه مركوزاً فامتعطهَ. وقال غيرهُ: امتعطَ النهارُ وامتغطَ: أي أرتفعَ وامتعطَ شعرهُ وتمعطَ وامعطَ - على انفعلَ - : أي تمرطَ وتساقطَ، وفي الحديث: أن فتاةً اشتكت فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوه فلعن رسولُ اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - الواصلة والمستوصلةَ. وقال الليثُ في صفةِ النبي - صلى اللّه عليه وسلم - : لم يكن بالطويلِ المعطِ، قال: وبعضهم يرويه بالغين، وكذلك ذكره إبراهيم الحربي - رحمه اللّه - بالعين المهملةِ، وقد ذُكر الحديث بتمامه في تركيبِ ص ب ب، ومعنى المُمعِطِ والمُمغِطِ: البائنُ الطولِ. ويقالُ - أيضاً - : أمعط الحبلُ وغيرهُ: أي انجرد. وأمعط وأمغط: إذا طال وامتد. والتركيبُ يدلُ على تجردِ الشيءِ وتجريدهِ. معلطابن عباد: العَمَلّطُ: الشديدُ من الرجالِ والإبل، ويقال: مَعَلطٌ مقلوبٌ منه. وهو من الرجالِ: الخبيثُ الداهيةُ أيضاً. مغطالليثُ: المَغْطُ: مدكَ الشيءَ اللينَ نحو المصرانِ. وقال ابن دريدٍ: المغطُ: من قولهم مغطَ الرامي في قوسه يمغطُ مغطاً: إذا أغرق النزع فيها، وانشد: مَغْطاً يمدُ غَصَنَ اللآباطِ وأمغطَ الشيءُ وأمعطَ - على انفعل - : أي امتد وطال. وفي صفةِ النبي - صلى اللّه عليه وسلم - : لم يكن بالطويل المُمغطِ؛ ويروى: الممُعطِ ؟بالعينِ المهملةُ - ، والإعجامُ أكثرُ، وقد كتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ م ش ش. وأمغطَ الحبلُ وأمعطَ: أي امتد، وكل ممتدٍ: ممغطٌ وممعطٌ وممتغطٌ. وامتغَطَ سيفه وامتعطهَ: أي استله. وامتغطَ النهارُ وامتعطَ: أي ارتفع. والتمغطُ في عدوِ الفرس: أن يمد ضبعيةِ. وقال ابن دريدٍ: تمغطَ البعيرُ في سيره: إذا مد يديه مداً شديداً. وقال أبو عبيدةَ: فرسٌ مُتمغطٌ: وهو أن يمد ضبعيه حتى لا يجد مزيداً في جريه ويحتشي رجليه في بطنه حتى لا يجد مزيداً للإلحاقِ؛ ثم يكونُ ذلك منه في غير احتلاطٍ؛ يسبحُ بيديه ويضرحُ برجليهَ في اجتماعٍ. وقال مرةً: أن يمد قوائمه ويتمطى في جريه. والتركيبُ يدلُ على امتدادٍ وطولٍ. مقطالفراءُ: الماقطُ من البعيرِ: مثلُ الرازمِ، وقد مَقَطَ يَمُطُ مُقُوطاً: أي هُزل هُزالاً شديداً. والماقِطُ: الحازي الذي يتكهن ويطرقُ بالحصى. وتقول العرب: فلانٌ ساقطٌ ابن ماقطِ ابن لاقطِ. فالساقطُ عبد الماقِط: والماقِطُ عبدُ اللاقِطِ؛ والاقِطُ عبدٌ مشتريٍ. والماقِطُ - أيضاً - : الشديدُ. والمَقْطُ: الشدةُ. وقيل في قولِ أبي جُندبٍ الهذلي: أين الفتى أسامةُ بن لُعْطِ ... هلا تقومُ أنت أو ذو الإبطِ لو أنه ذو عِزةٍ ومقطِ ... لمنعَ الجيرانَ بعض الهمطِ إن المقطَ: الضربُ، يقالِ: مقطه بالسوط، وقيل: الشدة. وقال ابن دريدٍ: رجلٌ ماقِطٌ ومَقاطٌ: وهو الذي يكري من منزلٍ إلى منزلٍ. ومَقَطَتُ الحبلَ أمقطه مقطاً: إذا شددت فتله، وبه سمي المِقاطُ وهو الحبلُ الشديدُ الفتلِ، وقيل: هو حبلٌ صغيرٌ يكادُ يقومُ من شدةِ إغارته. وفي حديثِ عُم ر - رضي اللّه عنه - : أنه قدمَ مكةَ فسأل من يعلمُ موضوعَ المقامَ؛ وكان السيلُ احتملهَ من مكانهِ، فقال المطلبُ بن أبي وداعةَ السهمي - رضي اللّه عنه - : أنا يا أمير المؤمنين قد كنتُ قدرتهُ وذرعتهُ بِمِقاطٍ عندي. وقال رؤبة: جذبي دِلاءَ المجدِ وانتشاطي ... مثلينِ في كرينِ من مِقَاطِ وقال أبو داودٍ جاريةُ بن الحجاج الايادي: مُدْمَجٍ كالمِقَاطِ يَختالُ نِسعاً ... زَهِماتِ الأكفالِ قُب البُطونِ وجمعُ المِقاطِ: مُقُطٌ - مثالُ كِتابٍ وكُتُبٍ - ، قال الراعي: كأنها مُقُطٌ ظلتْ على قيمٍ ... من ثُكْدَ واغتَمَستْ في مائهِ الكدرِ وقال ابن دريدٍ: مِقَاطُ الفرس: مقودُه، ومِقاطُ الدلوِ: رشاؤها. قال؛ ويقال: رب ماقطٍ قد شَهِدهُ فلانٌ: أي معركةَ، والجمعُ: المَقاطُ. وقال الليثُ - أيضاً - في هذا التركيب: الماقِطُ: أضيقُ المواضع. في الحربِ وأشدها. قال الصغاني مؤلفُ هذا الكتاب؛ إيرادهما إياه في هذا التركيب سَهْو؛ " إذ هذا التركيبُ مختصٌ بما كانت ميمه أصليةً، وما ذكراه هو الماقِطُ بالهمز - كمجلس - ، وقد مر في أ ق ط، والميمُ ليست بأصليةٍ " . ومَقَطَه بالأيمانِ: إذا حفله بها. وقال ابنُ عبادٍ: مقَطَه الشيء: أي جرمه. وقال الليث: المقطُ: ضربك بالكرةِ على الأرض ثم تأخذها، وقال الشماخُ: كأن أوبَ يديها حين ... أدركها أوبُ المراحِ وقد نادوا بترحالِ مقطُ الكُرينَ على مكنوسةٍ زَلَفٍ ... في ظهر حنانةِ النيرينِ مِعزالِ وقال المُسيبُ بن علي يصفُ ناقته: مرحت يداها بالنجاءٍ كأنما ... تكروُ بكفي ماقِطٍ في صاعِ ويروى: " لاعبٍ في قاعِ " و " في صاعِ " . ومَقَقْتُ صاحبي أمقُطُه مَقْطاً: إذا غِظْتَه وبلغتَ إليه في الغيظ؛ عن أبي زيدٍ. ومَقَطَتُ عُنُقه بالعصا: إذا ضربته بها حتى ينكسرَ عظمُ العُنُقِ والجلدُ صحيحٌ. وقال الليثُ: المقطُ: الضربُ بالحبيلِ الصغيرِ المُغارِ. وقال ابن عبادٍ: المَقِطُ - مثالُ كتفٍ - : الذي يُولدُ لستةِ أشهرٍ أو لسبعةِ أشهرٍ. قال: والمقطُ - بالضم - : خيطٌ يصطادُ به الطيورُ، وجمعهُ: الأمقاطُ. ومقطْتَه تمقيطاً: صرعتهُ. وقال غيره: امتقطَ فلانٌ عينينِ مثل جمرتينِ: أي استخرجهما. ملطرجلٌ أملطُ بين المَلَطِ، وهو مثلُ الأمرطِ، وكان الأحنفُ بن قيسٍ أملطَ، قال: طبيخُ نُحَازٍ أو طبِيخُ أميهةٍ ... دقيقُ العظامِ سيئ القشمِ أملطُ وقال ابو عبيدةَ: سهمٌ أملطُ: مثلُ أمرطَ. والمِلْطُ - بالكسر - الذي لا يعرفُ له نسبٌ، يقال: غلامٌ خلطٌ ملطٌ: وهو المختلطُ النسبِ. وقال الليثُ الملط: الذي لا يرفعُ له شيء إلا ألمأ عليه فذهب به سرقةً واستحلالاً، " والجميع؟: المُلُوْطُ والأمْلاَطُ، يقالُ: هذا مِلْطٌ، والفعلُ: مَلَطَ مُلُوطاً. والمِلاَطانِ: جانبا السنامِ مما يلي مقدمهَ. وقيل: المِلاَطُ: الجنبُ، قال العُجيرُ السلولي، ويروى للمخلبِ الهِلالي، وهو موجودٌ في أشعارهما: فبيناهُ يشري رَحلهُ قال قائلٌ ... لمن جَمَلٌ رخوُ المِلاطِ ذَلُولُ والقطعةُ لاميةٌ، ووقع في كتاب سيبويهِ: " نجيبُ " ، وتبعهُ النحَاةُ على التحريف. وهي قطعةٌ غراءُ. وابنا مِلاَطٍ: عضداَ البعيرِ، قال رؤبة: أرمي إذا انشقتْ عَصَا الوَطوَاطِ ... برجمِ أجاي مقذفِ المِلاطِ وقال أبو عمرو: ابنا مِلاطيِ البعيرِ: كتفاهُ، قال القطرَان السعديُ: وجون أعانته الضُلُوعُ بزُفرِةٍ ... إلى مُلُطٍ بانت وبان خَصيلهُا يقول: بان مرفقاها " عن جنبها فليس بها حاز ولا ناكتٌ " . وقال آخرُ: كلا مِلاَطيهِ إذا تعطفا ... بانا فما راعى بزاع أجوفا والمِلاَطُ: الطينُ الذي يجعلُ بين سافيِ البناءِ يملطُ به الحائطُ، قال: والقلعَ والمِلاَطَ في أيدينا والمِلاطُ: الذي يملطُ الطينَ. والمليطُ: السخلُ. والمليطُ والمليصُ: الجنينُ قبل أن يشعرَ. والملطى - مثالُ ذفرى - والمِطاءُ - مثالُ علباءٍ - : القشرُ الرقيقُ الذي بين عظمِ الرأس ولحمه. وقال الليثُ: الملطاءُ: الشجةُ التي يُقالُ لها السمحاقُ، يقالُ: شُج فلانٌ شجةً مِلطاءً. قال: وأرى أن أصلَ الملطاءِ: الملطاةُ. وروى شمرٌ عن ابن الأعرابي: أنه ذكر الشجاجَ، فلما ذكر الباضعةَ قال: ثم المُليطةُ: وهي التي تخرقُ اللحمَ حتى تدنو من العظمِ. وقولُ ابن الأعرابي يدلُ على أن الميمَ من الملطاء ليست بأصليةٍ. وقال أبو عبيدٍ: وهي التي جاء فيها الحديثُ: يقضى في الملطى بِدمها. وقال الأصمعيُ: بعتهُ الملسى والملطى: وهما البيعُ بلا عُهدةٍ والملطى - أيضاً، مثلُ المرطى - : من العدوِ. ويقالُ: مضى فلانٌ إلى موضع كذا، فيقال: جَعَله اللّه ملَطى: أي لا عهدةَ، أي لا رجعةَ. وما لَطَةُ: بلدٌ بالأندلسُ. ومَلَطْيَةُ - " بسكونِ " الطاءِ وتخفيفِ الياء - : بلدٌ من بلادِ الرومِ تُتاخمُ الشامَ، والعامةُ تقولُ: ملَطِيةُ - بفتح اللامِ وتشديدِ الياء - ، وليس بشيءٍ. وقال أبو عمرو إبلٌ مَمَالِيطُ: قد سمنتْ وذهبتْ أوبارها، وناقةٌ مُمِلِطةٌ. وقال ابن فارس: ملطتُ الحائطَ بالملاطِ: إذا طينتهَ وسويته. ومَلَطةُ تمليطاً ومالطةُ: إذا قال هذا نصفَ بيتٍ وأتمهُ الآخر بيتاً، كما جرى بين امريء القيس وبين التوءمِ. قال ابو عمرو بن العلاء: كان امرؤ القيس معناً ضليلاً ينازعُ من قيل له أنه يقولُ الشعر، فنازع التوءمَ جد قتادة بن الحارثِ بن التوءم اليشكري، فقال: إن كنتُ شاعراً فملط أنصافَ ما أقولُ فأجزها، فقال: نعم، فقال امرؤ القيس مبتدئاً: معناً ضليلاً ينازعُ من قيل له إنه يقولُ الشعرَ، فنازعَ التوءمَ جد قتادةَ بن الحارثِ بن التوءمِ اليشكري، فقال: إن كُنتَ شاعراً فَملطْ أنصافَ ما أقولُ فأجزها، فقال: نعم، فقال امرؤ القيس مبتدئاً: أصاحَ ترى بُريقاً هب وهنا فقال التوءمُ: كَنارِ مجوس تستعرُ استعارا وقد كُتِبَتِ القطعةُ بتمامها في تركيبِ أ ض خ. وامتَلَطَ: اخْتَلَسَ. وتملطَ: أي تملسَ. والتركيبُ يدلُ على تسويةِ شيءٍ وتسطيحهِ. ميطماَط في حكمه يميْطُ ميطاً: أي جَاَرَ، ومنه حديثُ أبى عُثمانَ النهدي أنه كان يكثرُ أن يقولَ: لو كان عُمَرُ - رضي اللّه عنه - ميزاناً ما كان فيه مَيْطُ شَعَرَةٍ. يُقال: ماطَ ومادَ ومالَ: بمعنى واحدٍ. وقال الكسائيُ: ماطَ علي في حكمهِ يميطُ. وفي حُكمهِ علي ميطٌ: أي جوزٌ. وقال أبو زيد مثل ذلك، قال حُميدٌ الأرقطُ يمدحُ الحجاجَ بن يوسفَ: مد عَجَاري عِنَانٍ شاحِطِ ... حتى شفى السيفُ قُسُوطَ القاسِطِ وضِعنَ ذي الضعنِ وميطَ المائطِ ... وعُرِكَ الرغمُ بأنفِ الساخِطِ وقال أيمنُ بن خُريمٍ: إن للفتنةِ ميطاً بيناً ... فَرُوَيْدَ المَيْطَ منها يعتدلْ وماطَ - أيضاً - : بعد وذهبَ. وقال جابرُ بن عبد اللّه الأنصاري - رضي اللّه عنه - لما تكلمَ أسعدُ بن زُرارةَ - رضي اللّه عنه - ليلةَ العقبةِ بكلامهِ المذكورِ عنه قال له أصحابهُ: مِطْ عنا يا أسعدُ فواللّهِ لا نذرُ هذه البيعةَ ولا نستقيلها. مِطْ عنا: أي ابعد عنا. والمَيْطُ والمِيَاطُ: الدفعُ والزجرُ. وحكى ابو عبيدٍ: مِطْتُ عنه ومِطْتُ غيري، وأنكر الأصمعي: مِطْتُهُ، قال الأعشى: فَمِيْطي تُمِيْطي بِصُلْبِ الفُؤادِ ... وَصُوْلِ حِبَالٍ وكنادِها ويروى: " أميطي تُميطي " . وقولُ رؤبة: شُبتْ لِعيني غَزِلٍ مياطِ ... سَعديةٌ حلتْ بذي أراطِ أي ذاهبٍ يأخذها هنا وهاهُنا، وقال أيضاً: ووردَ مياطِ الذئابِ المُيطِ. وقال ابن فارسِ: الميطُ: الاختلاطُ؛ تفردَ به والميطُ: الشدةُ والقوةُ، قال رؤبة: ومَيْطُ عِزي أنكرُ الأمياطِ ويُروى: " وميطُ غربي " . ومَيْطُ: قريةٌ على ساحلِ بحرِ اليمنِ مما يلي أرض البرابرِ المتصلةَ بأرض الحبشةَ. ومِيْطَانُ: من جِبالِ المدينةِ - على ساكنيها السلامُ - وهو لُمزينةَ وسُليمٍ، قال معنُ بن أوس بن نصرٍ المزنيُ وكان طلقَ امرأته فندمَ: كأن لم يكنْ يا أم حقةَ قبلَ ذي ... يميطانَ مُصَطافٌ لنا ومرابعُ إذ الناسُ ناسٌ والبلادُ بغرةٍ ... وإذ نحنُ لم تدببْ إلينا الشبادعُ وأمطتُ الشيءَ: نحيتهُ، ومنه حديثُ النبي - صلى اللّه عليه وسلم - : أمطِ الأذى عن طريقِ المسلمين تكثرُ حَسناتكَ. وحكى أبو عُبيدٍ: أمَطْتُ: إذا نحيتَ؛ مثلُ مِطْتُ. ويقالُ: القومُ في هِياطٍ ومِياطٍ، وقد فُسر ذلك بالجبلةِ والصياح، وقيل: هُما قولهم: لا واللّه وبلى واللّه، وقيل: الهِياطُ: أشدُ السوقِ في الوردِ؛ والمِياطُ: أشدُ السوقِ في الصدرَ، وقال اللحيانيُ: الهِياطُ: الأقبالُ؛ والمِياطُ: الادبارُ، وقال الليثُ: الهِياطُ: المزاولةُ؛ والمِياطُ: الميلُ. وقال ابن عبادٍ: ميطَ بينهما تمييطاً: أي ميلَ. واستماطَ: ساعد، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارثِ العكليُ: سَأثماً إن زناتَ إلي فارقي ... بِبِرطيلٍ قَتالك واستميطي وقال الفراءُ: تَمايطَ القومُ: أي تباعدوا وفسد ما بينهم. والتركيبُ يدلُ على دفعٍ ومدافعةٍ. نأطابنُ عباد: يقال نَأطَ يْنِئطُ: بمعنى نَحَطَ. والنئِيْطُ: النْحِيْطُ. والتنَوطُ مَثلهُ. نبطنَبَطَ الماءُ ويَنْبِطُ نَبْطاً ونُبُوْطاً: نَبَعَ. وقال ابن دريدٍ: نبطتُ البئرَ: إذا استخرجتَ ماءها. ونَبْطٌ: وادٍ، قال ساعدهُ بن جويةَ الهذلي: أضر به ضاحِ فَنَبْطاً أسألهُ ... فَمرُ فأعلى جوزها فخصورها أضر بهِ: لِزق به ودنا منه، وضاحٍ: وادٍ، ونصبَ " نبطاً " ب " أسالهُ " . ونَبْطٌ: موضعٌ قريبٌ من حوراءَ التي بها معدنُ البِرامِ بناحيةِ المدينةِ - على ساكنيها السلامُ - . وإنْبِطُ - مثالُ إثْمدٍ: موضعٌ، قال ابن فسْوةَ - واسمهُ أديهمُ بن مِرداسٍ أخو عُتيبةَ بن مِرادس: فإن تمنعواُ منها حمِاكمْ فإنهُ ... مباحٌ لها ما بين إنبطَ فالكدرِ وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامرِ بن هرمةَ: لَمِنِ الديار بِحائلٍ فالاْنبطِ ... آياتها كوثاقِ المُستشرطِ وإنْبِطُ - أيضاً - : من قرى همذان. وإنْبِطَهُ - بزيادة الهاءِ - : موضعٌ. وفرسٌ أنبطُ بين النبطِ والنُبطةِ - بالضم - : وهي بياضٌ يكونُ تحت إبطِ الفرس وبطنهِ، قال ذو الرمة: كَلَوْنِ الحِصانِ الانبَطِ البطنِ قائماً ... تَمايلَ عنه الجُلُ واللونُ أشقرُ وشاةٌ نَبْطاءُ: بيضاءُ الشاكلةِ وقال ابن دريدٍ: النبطُ: جِيْلٌ معروفٌ، وهُمُ النبِيْطُ والأنْبَاطُ، قال رؤبة: وعربٍ عاتينَ أو أنبْاطِ ... زرناهمُ بالجيشِ ذي الألغاطِ وقال غيرهُ: النبَطُ والنبِيْطُ: قومٌ ينزلونَ بالبطائح بين العراقيينِ، والجمعُ: أنْبَاطٌ، يقال: رجُلٌ نبطيٌ ونَبَاطيٌ ونَبَاطٍ - مثالُ يمني ويماني ويمانٍ - ، وحكى يعقوبُ: نُبَاطيٌ - أيضاً - بضم النونِ. وفي حديثِ ابن عباسٍ - رضي اللّه عنهما - : نحنُ معاشر قُريشٍ حيٌ من النبطِ من أهلِ كوثى. أراد كُوثى العراقِ؛ وهي سُرةُ السوادِ، وبها ولدَ إبراهيم ؟صلواتُ اللّه عليه - ، وقال الشعبي لِرجلٍ قال لآخرَ: يا نَبَطيُ: لأحد عليه؛ كُلُنا نَبَطٌ، ذهب إلى قول ابن عباس ؟رضي اللّه عنهما - ، وسموا نبطَاً لأنهم يستنبطونَ المياهَ. وفي حديثِ عمرو بن معدي كرب " رضي اللّه عنه " : نَبَطيٌ في جِبْوَته، أي: كالنبطي في علمه بأمرِ الخراج وجبايته وعمارةِ الأرضين " حذقاً بها ومهارةٌ فيها " ، وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب... وقال ابنُ دريدٍ: النبطُ: أولُ ما يظهرُ من ماءِ البئرِ إذا حفرتها. ورَجُلٌ لا ينَالُ له نَبَطٌ: إذا كان داهياً لا يدركُ غَورةُ، وأنشد؛ وهو لِكعبِ بن سعدٍ الغنوي: قريبٌ تراهُ لا ينالُ عدوهُ ... له نَبَطاً عند الهَوانِ قَطوبُ ويقال للركيةِ: هي نَبَطٌ؛ إذا أميهتْ. وفي حديثِ بعضهم: انه سُئلَ عن رجلٍ فقال: ذاك قريبُ الثرى بعيدُ النبطِ. أرادَ: انه داني الموعِدِ بَعيدُ النجْزِ. ويقول الساجعُ: إذا... الأشراطُ....ووَعْسَاءُ النبيطِ مُصغراً - ويقالُ: التميطِ؛ بالميم - : رَمْلَةٌ معروفةٌ بالدهناء، وبالميم أكثر. والنبيطاءُ: جبلٌ بطريقِ مكةَ - حرسها اللّه تعالى - على ثلاثةِ أميالٍ من تُوزَ. والنبطاءُ: قريةٌ بالبحرينِ لبني مُحاربٍ من عبدِ القيس. وقال أبو زيادٍ: النبْطاءُ: هضبةٌ طويلةٌ عريضةٌ لبني نُميرٍ بالشريفِ من أرضِ نجدٍ. وقال ابن عباد: الأنباطُ: التأثيرُ. وقال غيرهُ: أنبطَ الرجلُ: إذا أمهى إلى النبِطِ أي الماء. وأنبط - أيضاً - : استخرجَ النبطَ. وكلُ شيءٍ أظهرتهَ بعد خَفائه: فقد أنبطته واستعبطتهَ. وقوله تعالى: )لَعَلمهَ الذين يستنبطونهَ منهم( أي يستخرجونهَ. ويُقال: استنبطَ الفقيهُ: إذا استخرجَ الفقهَ الباطنَ بفهمهِ واجتهادهِ. وفي حديثِ النبي " صلى اللّه عليه وسلم " : الخيلُ ثلاثةٌ: رجلٌ ارتبطَ فَرَسَاً عُدةً في سبيلِ اللّه فإن علَفَه وروثه وأثره ومسحاً عنه وعاريته في ميزانه يوم القيامة. ورجلٌ ارتبط فرساً ليُغالق عليها أو يراهن عليها فإن علفه وروثه ومسحاً عنه وزرٌ في ميزانه يوم القيامة. ورجلٌ ارتبط فرساً لِيستنبطها - ويروى: لِيستنبطها - فهي له سترٌ من الفقر. ليستنبطها: استُعير لاستخراج النسلِ. وليستنبطها: أي يطلبُ ما في بطنها من النتاج. وفي كلامِ أيوبَ ابنِ القريةِ: أهل عمانَ عربٌ استنبطوا، وأهلُ البحرينِ نبيطٌ استعربوا. وأولو النباط في قولِ المتنخلِ الهُذلي: فإما تُعرضن أميمَ عني ... وينزغكِ الوشاةُ أولو النباطِ " هم " الذين يستنبطونَ الأخبار. والتنبيطُ: التشبهُ بالنبطِ، ومنه حديثُ عُمر - رضي اللّه عنه - أنه كتب إلى أهلِ حِمص: لا تنبطوا - ويروى: لا تَسْتنبِطوا - في المدائنِ؛ ولا تُعلموا أبكارَ أولادكم كتابَ النصارى؛ وتمعززوا؛ وكونوا عَرَباً خُشْناً. أي: لا تشبهوا بالأنباطِ في سُكنى المُدنِ والنزولِ بالأرياف أو في اتخاذِ العِقارِ واعتقادِ المزارعِ وكونوا مستعدين للغزوِ مستوفزين للجهادِ. ويقالُ - أيضاً - : تَنَبطَ: أي تنسب إلى النبِطِ. وقال ابن عباد: هو يَنْتَبِطُ الكلامَ: أي يستخرجهُ، قال رؤبة: يَكْفيكَ أثري القولَ وانتباطي ... عَوَارماً لم تُرمَ بالأسقاطِ والتركيبُ يدلُ على استخراجِ شيءٍ نثطابن دريدٍ: النثطُ: غَمزكَ الشيءَ بيدك على الأرض حتى يطمئن، وهو الصحيحُ. قال: وفي الحديث: كانت الأرضُ هفاً على الماءِ فنثطها اللّه بالجبالِ. أي أثبتها. وقال ابن الأعرابي: النثطُ: الأثقالُ، ومنه حديثُ كعبِ الأحبار: إن اللّه لما مد الأرض مادت فَثَنَطها بالجبالِ فصارت كالأوتادِ لها ونثطها بالكامِ فَصَارت كالمثقلاتِ لها. الكلمةُ الأولى بتقديمِ الثاءِ على النونِ؛ ومعناها: شقها، والثانيةُ بتقديم النونِ على الثاء: أي أثقلها. ونَثَطَ الشيءُ نُثُوْطاً: أي سَكَنَ. وقال الليثُ: النثْطُ: خروجُ الكمأةِ من الأرض؛ والنباتِ إذا صَدَعَ الأرضَ فَظَهَرَ. وقال غيرهُ: نَثطَهُ تَنْثِيَطاً: أي سَكنه. نحطالنحِيْطُ: الزفيرُ، وقد نَحَطَ يَنْحِطُ - مثالُ ضَرَبَ يَضْرِبُ - ، قال ابو حِزامٍ غالبُ بن الحارثِ العُكلي: فلا تَنْحِطْ على لُغَفَاءَ دَجْوا ... فليس مُفٍيئهم أمرُ النحِيْطِ وقال أسامةُ بن الحارثِ الهُذلي: من المُربعينِ ومن آزِلٍ ... اذا جنهُ الليلُ كالناحطِ وقال عويجٌ النهابيُ: نٍ تزلقُ الحِدثانُ عنهُ ... إذا أجراوهُ نحطوا أجابا أرادج بجونٍ جبلاٍ، والحدثانُ: الفُؤوسُ؛ الواحدةُ كانٌ؛ وهو جمعٌ على غير قياسٍ، وكذلك كِروانٌ في كروانٍ وورشانٌ في جمع ورشانٍ. وقال رؤبة: أدواءَ الرجالِ النحطِ ... مكانهاَ من شامتٍ وغُبطِ وقال أيضاً: وقد أداوي نحطةَ النحاطِ ... قصداً وأسقي السم ذا الحِماطِ ويروى: " ذا الحِماطِ " . وقال أيضاً في هذه أرجوزةِ وسارَ بغيُ الأنِفِ النحاطِ. والناحطُ - أيضاً - : الذي يسعلُ سُعالاً شديداً، وبه فُسرَ - أيضاً - قولُ أسامةَ الذي كرتهُ. وقال الليثُ: القصارُ ينحطُ إذا ضَرَبَ بثوبهِ على الحجر ليكونَ أروحَ له، قال النابغةُ الذبياني: وإن يِهِلك النعمانُ تُعْرَ مطيةٌ ... ويخبأُ في جوفِ العِيابِ قُطوعها وتنحط حصانٌ آخرَ الليلِ نحطةً ... تقضبُ منها أو تكادُ ضُلُوعها وقال الليثُ: النحطةُ: داءٌ يصيبُ الخيلَ والإبل في صدورها فلا تكادُ تسلمُ. والنحاطُ: الرجلُ المتكبرُ الذي يِنحطُ من الغيِظِ، انشدَ: مالكَ لا تنحطُ يا فلاحُ ... إن النحيطَ للسقاةِ راحُ ويروى: " فَلاَحَهْ " " راحَهْ " . وقال ابن دريدٍ: يُسبُ الرجلُ إذا تكلم فيقالُ له: نَحَطَه اللّه، وهو النحاطُ والنحيطُ. قال: والنحطُ والنحاطُ: ترددُ البكاءِ في الصدر من غيرِ أن يظهرَ نحوُ بكاءِ الصبي إذا شرقَ. وقال النضرُ: ناقةٌ منخوطةٌ ومنحطةٌ؛ من النحطةِ. والتركيبُ يدلُ على حكايةِ صوتٍ. نخطنَخَطَه من أنفهِ نخطاً ومَخَطه مَخْطاً: رمى به، قال ذو الرمة: وأجمالُ مي إذ يقربنَ بعدما ... نخطنَ بذبانِ المصيفِ الأزارقِ ويروى: " وُخِطْنَ " : أي لُدِغنَ فيقطرُ الدمُ، وهذه هي الروايةُ الصحيحةُ المعُولُ عليها. وقال ابنُ عبادٍ: يقال: نَخَطَ بي ينخطُ نِخيطاً: إذا سمع بي وشتمني. ونَخَطَ علي ينخطُ: بذخَ علي. وقال ابن دريدٍ: يقالُ: ما أدري أي النخطِ هي: أي أي الناسِ هو. وزاد ابن عباد: أيُ النخطِ هو - بفتح النونِ - . ويُقالُ للسخدِ وهو الماءُ الذي في المشيمةِ: النخطُ. فإذا اصفر فهو الصفقُ والصفرُ والصفارُ. والنخطُ - أيضاً - : النخاعُ وهو الخيطُ الذي في القفا. وقال ابنُ الأعرابي: النخُطُ - بضمتينِ - : اللاعبون بالرماح شجاعةً وبطالةً. وقال الزهري في تركيبِ م خ ط رداً على الليث في إنشادهِ رجزَ رؤبة: وأن أدواءَ الرجالِ المخطِ ... مكانهاَ من شامِتٍ وغُبطِ رأيتُ في شعرِ رؤبة: وأن أدواءَ الرجالِ النخطِ بالنونِ، ولا أعرفُ " المخطَ " بالميم على تفسيرهِ، ثم قال: قال ابن الأعرابي: النخطُ: اللاعبونَ بالرماحِ شجاعةً؛ كأنه أراد الطعانين في الرجال. انتهى قولُ الأزهري. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتابِ: أما أرسلَ الكَلاَم على عَوانهِ وقال على ما خليتْ وعدل عن سواءِ الثغرةِ، والروايةُ: وأن أدواء الرجالِ النحطِ بالحاءِ المهملةِ لا غيرُ؛ من النحيطِ وهو الزفيرُ والزحيرُ من الحسدِ، وقوله حكايةً عن ابن الأعرابي: النخطُ: اللاعبونَ، الصوابُ: النخُطُ - بضمتينِ - كما ذكرتُ وكما ذكر هو أيضاً في هذا التركيب. وانتخَطَه من أنفهِ: رمى؛ مثلُ نَخَطَه، قال ابن فارسٍ: وكأن هذا من الأبدالِ؛ والأصلُ الميمُ. وقال ابن عباد: انتخَطَهُ: أشَبَههُ. نسطابن دريدٍ: النسطُ - بالفتح - : شبيهٌ بالمسْطِ أو هو بعينهِ. وقال ابنُ الأعرابي: النُسُطُ - بضمتين - : الذين يستخرجونَ أولادَ النوقِ إذا تعسر وِلادها. وقال الزهري: النونُ فيه مبدلةٌ من الميم. وقال ابن عباد: النسطُ والمَسْطُ واحدٌ: وهو إذا بللتَ الثوبَ ثم حركتهَ بيدكَ لتخرجَ ماءه. نشطنَشِطَ الرجُلُ - بالكسر - ينْشَطُ نَشَاطاً - بالفتح - فهو ناشطٌ ونشيطٌ: أي طيبُ النفسِ للعملِ وغيرهِ. والمنشطُ: الكثيرُ النشاطِ، وانشد الأصمعي يصفُ بعيراً: مُنْسَرحٍ سَدْوَ اليدينِ منشطِهْ وقال رؤبة: يَنْضُو المطايا عَنقَ المُسَمِطِ ... برجِلٍ طالت وبوعٍ منشطِ والناشطُ: الثورُ الوحشي يخرجُ من أرضٍ إلى أرضٍ، قال ذو الرمة: أذاك أم نمشٌ بالوشيِ أكرُعُهُ ... مُسفعُ الخد غادٍ ناشِطٌ شببُ وقال الطرماحُ: أذاك أم ناشِطَ توسنه ... جاري رذاذٍ يستنُ منجرِدًه وقال الطِرماحُ أيضاً: واستطربت ظُعُنُهُمُ لما احزأل بهم ... آل الضحى ناشِطاً من داعباتِ دَدِ وقال أسامةُ الهُذلي: وإلا النعامَ وحَفانهُ ... وطغيا من اللهقِ الناشِطِ ويروى: " وطَغْياً " أي صوتاً. وقولهُ تعالى: " والناشِطاتِ نشْطاً " أي النجومِ تنشُطُ من برجٍ إلى برج كالثورِ الناشِطِ من أرضٍ إلى أرضٍ، وقال الفراءُ: هي الملائكةُ تنشُطُ نفس المؤمنِ بقبضها، وقال ابنُ دريدٍ: قال ابو عُبيدةَ: تنشِطُ من بلدٍ إلى بلدٍ، وقال ابنُ عرفةَ: هي الملائكةُ تنشُطُ أرواحَ المسلمين أي تحلها حلاً رفيقاً. ويقالُ: الهمومُ تنشطُ بصاحبها، قال هميانُ بن قُحافةَ السعديُ: أمستْ هُمومي تنشطُ المناشِطا ... الشأمَ بي طوراً وطوراً واسطا ونشَطَتْهُ الحيةُ تنشُطَهُ وتنشِطهْ نشطاً: أي عضتهْ بنابها. ونَشَطْتُ الدلوَ من البئر: نزعتها بغير بكرةٍ. وقال الأصمعي: يقال للناقةِ حسُن ما نشطتِ السيرَ: يعنى سدوُ يديها. وقال أبو زيدٍ: نَِطْتُ الحبلَ أنشطهُ نشطاً: عَقَدته أنشوطةً، والأنشوطةُ: عقدةٌ يسهلُ انحلالها مثلُ عقدةُ التكةِ، يقالُ: ما عقالكَ بأنشوطةٍ: أي ما مودتك بواهيةٍ. وقال الليثُ: طريقُ ناشِطٌ: ينشِطُ من الطريق العظم يمنةً ويسرةً؛ كقولِ حُميدٍ الأرقطِ يصفُ الفُراتَ: قد الفلاةَ كالحصانِ الخارطِ ... معتسفاً للطرقِ النواشِطِ وكذلك النواشِطُ من المسائل. وقال الأصمعي: بئرٌ أنشاطٌ: أي قريبةُ القعرِ تخرجُ الدلوُ منها بجذبةٍ واحدةٍ. قال: وبئرٌ نُشوطٌ: وهي التي لا تخرجُ منها الدلوُ حتى تنشطَ كثيراً. والنشوطُ - أيضاً - : ضَربٌ من السمك، وليس بالشبوط. وقال الليث: النشُوطةُ: كلامٌ عراقيٌ وهو سَمَكٌ يمقرُ في ماءٍ وملحٍ. وقولهم: لا حتى يرجعَ نشيطٌ من مروَ؛ وهو اسمُ رجلٍ بنى لزيادٍ داراً بالبصرةَ فَهربَ إلى مروَ قبل إتمامها، فكان زيادٌ كلما قيل له تمم داركَ يقولُ: لا حتى يرجعَ نشيطٌ من مروَ، فلم يرجعْ وصار مثلاً. ونشِيْطٌ - أيضاً - : من التابعينَ، قال البُخاري: يروى عن ابن عباسٍ - رضي اللّه عنهما - . وقال الليث: النشيطةُ: ما يغنمهُ الغُزاةُ في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قصدوه. وقال الليثُ: النشيِطةُ من الإبل: أن تؤخذَ فتستاقَ من غيرِ أن يعمدَ لها، قال عبد اللّه بن غنمةَ الضبي: لك المِرباعُ فيها والصفايا ... وحُكمكَ والنشِيْطةُ والفضولُ. " و " قال ابن الأعرابي: النُشُطُ - بضمتين - : ناقِضُو الحبالِ في وقتِ نكثها لتضفرَ ثانيةً. وقال الليث: أنشطتهُ بأنشوطةٍ وأنشوطتينِ ونُشُطٍ كثيرةٍ أي أو ثقتهُ بذلك الوثاقِ. وأنشطتهُ ونَشطتهُ " حللتهُ، وأنشد الأصمعي " يصفُ بعيراً: مُحتملٍ يَزْفِرُ....... وأنشطتُ البعيرَ. وأنشطتُ العِقالَ: إذا مددتَ أنشوطتهَ فانحاتْ ومنه الحديثُ أنه حين أخرجَ سِحْرُ النبي " صلى اللّه عليه وسلم " جعل علي - رضي اللّه عنه - يحله؛ فكلما حل عُُقدهً وجد خِفةً؛ فقام كأنما أنشطَ من عِقالٍ. وأنشطَ القومِ: إذا كانت دوابهمُ نشيطةً. وأنشطه الكلأ: أي سمنَ. ونشطهَ تنشيطاً: من النشاط. والتنشِيِطُ - أيضاً - : العقدُ. ونشطتُ الإبلَ: إذا كانت ممنوعةً من الرعيِ فأرسلتها ترعى. وقال أبو زيدٍ: رجلٌ منَشطٌ: إذا نَزَلَ عن دابتهِ من طولِ الركوب، ولا يقال ذلك للراجِلِ، قال فيها النجم: نَشطَها ذو لِمةٍ لم تُغْسَلِ ... صُلْبُ العصا جافٍ عن التغزلِ وكذلك رجلٌ منتشِطٌ. وانتشطتُ السمكةَ: قشرتها. وقال شمرٌ: انتَشَطَ المالُ الرعيَ: أي انتزعهَ بالاسنانِ كالاختلاسِ. وانتَشَطْتُ الحبلَ: أي مددتهُ حتى ينحل، قال رؤبةُ.: جذْبي دِلاءَ المجدِ وانتشاطي وتنشَطَ لأمرِ كذا: من النشاط. وتنشَط المفارةَ: جازها، من قولهم: ثورٌ ناشِطٌ، قال رؤبةُ: تَنَشطتْهُ كل مِغلاةِ الوهقْ وتنشطتِ الناقةُ في سيرها: وذلك إذا سدتْ. وقال ابنُ عباد: استَنْشْطَ الجِلْدُ: إذا انزوى واجتمعَ. والتركيبُ يدلُ على اهتزازٍ وحركةٍ. نططابنُ الأعرابي: النطُ: الشدُ. وقال ابنُ دريدٍ: نَطَطْتُ الشيءَ أنطهُ نَطاً: إذا مددتهَ، وكلُ مدَ نط - مِثلُ مَطٍ سواء. قال: وأرضٌ نَطِيطةٌ: أي بعيدةٌ. وقال الأصمعي: النطِيْطُ: الفرارُ. وقال: وقيل لِرجلٍ من العرب:...تَ امرأتكَ؟ قال كنتُ منها على نَطِيْطٍ: أي على فِرارٍ ونَط وند: سواء. وقال أبو زيد: نَط في البلادِ يِنَط: إذا ذهبَ فيها. والأنَط: السفرُ البعيدُ. وعُقبةٌ نَطاءُ: أي بعيدةٌ. وقال الأصمعي: رجلٌ نَطاطٌ: أي مِهذارٌ كثيرُ الكلامِ، قال عمرو بن أحمر الباهلي: ولا تحسبني مستعداً لِنفرةٍ ... وإن كنتَ نَطَاطاً كثيرَ المجاهلِ وقال ابنُ الأعرابي: النطُطُ - بضمتينِ - : الأسفارُ البعيدةُ. والنطْنَاطُ: الطويلُ المديدُ القامةِ، ومنه حديثُ النبي - صلى اللّه عليه وسلم - : ما فعل النفَرُ الحُمرُ الطوالُ النطَانِطُ. وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ ث ط ط. قال: ونَطْنَطَ الرجلُ: إذا باعَدَ سفرهَ. وقال ابنُ دريدٍ: نَطنَطتُ الشيءَ: مددتهُ؛ مِثلُ نَطَطتهُ. وتَنَطْنَطَ الشيءُ: إذا تباعدَ. نعط الليثُ: ناعِطٌ: اسمُ جبلٍ، قال امرؤ القيس: هو المنزلُ الآلافَ من جو ناعطٍ ... بني أسدٍ حزناً من الأرض أوعَرَا قال: وناعطٌ: بَطن من همدانَ. قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتابِ: ناعطٌ: لَقَبٌ، واسمهُ ربيعةُ بن مرثدِ بن جشمَ بن حاشِدِ بن جُشمَ بن خيرانَ بن نوفِ بن همدانَ - واسمُ همدانَ: أوسلةُ - بن مالك بن زيد بن كهلانَ. وقد سموا ربيعةَ باسمِ الجبلَ ناعطاً. وفي هذا الجبلَ حِصنٌ يُقال له ناعطٌ أيضاً؛ من حصونِ صنعاءَ؛ كان لِبعض الأذواءِ، قال لَبيدٌ - رضي اللّه عنه: وأفنى بَنَاتُ الدهرِ أربابَ ناعِطٍ ... بمُستمَعٍ دُون السماءِ ومنظرِ وقال أبو نواس يهجوُ نزاراً ويفتخرُ بقحطانَ: لستُ لدارِ عفتْ وغيرها ... ضربانِ من قطرها وحاصبها بل ونحنُ أربابُ ناعطٍ ولنا ... صنعاءُ والمسكُ في محاربهاِ وقال المبرد: ناعطُ: مخلاف من مخاليف اليمن. وقال ابنُ الأعرابي: النعطُ - بضمتين - : المسافرون سفراً بعيداً. والنعط: القاطع واللقمِ بنصفينِ فيأكلون نصفاً ويلقونَ النصف الآخر في الغضارةَ، واحدهم: ناعط، وهو السيئ الأدب في أكلهِ ومروءته وعطائه. وقد أنعط وانطع: إذا قطع لقمه. نغطابن الأعرابي: النُغُطَ - بضمتين - : الطوال من الناس. نفطالنفطُ والنفط: الدهنُ المعروف، والكسرُ أفصحُ. وقال ابن دريد النفط: عربي معروف - بكسر النون - : وفتحها خطأ عند الاصمعي، وأنشد الاصمعي: كأن بينْ إبطها والإبط ... ثوباً من الثوم ثوى في نِفْط وكف نفيطة ومنفوطة ونافطة: أصابتهاْ النَّفطة - بالفتح - والنِفطة - بالكسر - والنفطة - مثال كلمة - : أي الجدري أو البثرة أورق جلدها من العمل فصار فيها كالماء، فإذا كان الفعل لها فهي نافطة، واذا فعلَ بها فهي نفيطة ومنفوطة. ونفطتْ يده نفطاً - مثال فرحتْ فرحاً - ونفيطاً أيضاً: محلت، ومنه الحديث: فنفط فتراه منتبراً. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج ذ ر. ونفطت العنز - بالفتح - تنفط نفيطاً: إذا نثرت بأنفها؛ عن أبي الدقيش، يقال: ماله عافطة ولا نافطة: أي شئ. وقال ابن عباد: النافطةُ: هي التي تنفطُ ببولها أي تدفعهُ دفعاً دفعاً. قال ابن فارس: هي التي تنفط بأنفها. والقدر تنفطُ غضباً: أي ينفتُ نفتاً: إذا غلتْ وتبجستْ. وإن فلاناً لينفط غضباً: أي ينفتُ، قال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي: ولا ناتي لماتي محدجيهم ... على... " رتي من النفط نأتي: حسدي. ونفط الظبي نفيطاً: إذا صوتَ. وقال أبو عمرو: رغوة نافطة: ذاة نفاخاتٍ، وأنشد: وحلب فيه رغى نوافطُ والنفاطة - بالفتح والتشديد - : والموضع الذي يستخرجُ منه النفط. والنفاطة - أيضاً - : أداة تعمل من النحاس يرمي فيها بالنفط والنار. والنفاطةُ ؟أيضاً - : ضرب من السرجُ يستصبحُ بها. ونفطةُ مدينة بإفريقية، وأهلها شراة إباضية. وقال ابن عباد: نفطت استه: فقعت. قال: ورجل نفطة - مثال تودة - : أي يغضبُ سريعاً. وقال يونسُ: التنافيظ: أن تنتزع شعرَ الجلد ثم تلقيهُ في النار ثم يؤكل، وذلك في الجدب والسنة. وأنفط العملُ اليدَ: أظهر فيها النفطة. وقال الفراءُ في نوادره: أنفطتْ العنزُ ببولها، والناس يقولونَ: أنفطتْ. وقال ابن عباد: يقالُ إنه ليتنفط عليه غضباً: أي اشتد غضبه. والقدر تنافط: أي ترمي بالزبد. نقطالنقطة: واحدةُ النقط والنقاط - كبرمة وبرامٍ - ؛ عن أبي زيد. قال: وأرض بها نقاط من الكلأ: أي قطع متفرقة. وقال ابن الأعرابي: يقال ما بقي من أموالهم إلا النقطة: وهي قطعة من النخل وقطعة من زرع هاهنا وهاهنا. ونقطةُ: من الإعلام. ونقط الكتاب ينقطة نقطاً ونقطه تنقيطاً. ونقط ثوبه بالزعفران أو المداد. وقال ابن عباد: تنقطت الخبر: أخذته شيئاً بعد الشيء. والتركيبُ يدل على نكتة لطيفة. نمطالنمط: ضرب من البسط، والجمعُ: أنماط - مثالُ سببٍ وأسبابٍ - . وهي الضفرطة. ضغطرجل ضفيط بين الضفاطة: أي ضعيف الرأي والعقل، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي. تعادت بالجنان على المزجى ... ويخفي بالبدء الضفيط يخفي: يظهرُ، والبدء: الداهية، وقد ضفط - بالضم - ، وبلغ عمر - رضى الله عنه - أن رجلا استأذن فقال: إني لا أراه ضفيطاً، لأنه كان ينكر قول من قال: إذا قعد إليك رجل فلا تقم حتى تستأذنه. وقال الليثُ: الضفيط: العذيوط الذي يبدي إذا جامع أهله. وعن ابن سيرين: أنه شهد نكاحاً فقال: أين ضفاطتكم، أراد الدف لأنه لعب ولهو فهو راجع إلى ملا يحققُ فيه صاحبه. وفي حديث عمر - رضى الله عنه - : أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال: اللهم إني أعوذ بك من الضفاطة، أتسأل ربك إلا يرزقك أهلا ومالا. ذهبَ إلى قوله تعالى: )إنما أموالُكم وأولادُكم فتنة( وكره التعوذ منها. وفي حديث ابن عباس - رضى الله عنهما - : لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء، فقيل له: أتقولُ هذا وأنت عامل لفلان، فقال: إن في ضفطات وهذه إحدى ضفطاتي الضفطة للمرة كالحمقة، والجمع الضفط ضفطى؛ كصريعه وصرعى. وفي الحديث عمر ؟رضى الله عنه - : أن صاحب محمد ؟صلى الله عليه وسلم - : تذاكروا الوتر، فقال أبو بكر ؟برضى الله عنه - : أما أنا فأبدوا الوتر، وقال عمر - رضى الله عنه - : لكني أوتر حين ينام الضفى: همُ الحمقى والنوكى. والضفيط - أيضا - من فحول الإبل: السريس. والضفيط: السخي:وهو من الاضداد. والضَّفَّاطة - بالتشديد - : شبيهة بالدجاجة؛ وهي الرفقة العظيمة. والضفاط: الذي يكري الإبل من قرية إلى قرية أخرى. وقال ابن الأعرابي: الضفاط: الجمال وروي: أن ضفاطة - ويروي: ضفاطتين - قدموا المدينة. وقيل: الضفاطةُ: رذال الناس، وكذلك الضفاط، قال بن القطيب: ليست به شمائل الضفاط وقال ابن شميل: الضفاطة: الأنباط كانوا يقدمون المدينة بالدرمك والزيت وقال ابن المبارك: الضفاط: الجالب من الأصل والمقاط: الحاملُ من قريةُ إلى قرية. وقيل: الضفاط: الذي يكري من منزل إلى منزل أو من ماء إلى ماء، قال: وما كنت ضفاطاً ولكن راكباً. وذاةُ أنواطٍ: اسم شجرة كلان يُنَاطُ بها السلاح وتعبد من دون الله، ومنه الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابْصَرَ في بعض أسفاره شجرة دَفْوَاءَ ذاةَ أنوَاطٍ. الدَّفْوَاءُ: العظيمة الطويلة الفروع والأغصان الجَثَلةُ الظليلةُ. سُمي المَنُوطُ بالنَّوِط وهو مصدر؛ ثم جمع - ومنه قولهم لِمزد الراكب الذي يَنُوطه: نَوطٌ والنَّوُطُ والنَّوْطَةُ: جُلة صغيرة فيها ثمر تعلق من البعير، وفي الحديث أنه أهْدي إلى النبي - صلى الله عليه ويلم - نَوْطُ من تَعْضوض هجر أهداه " له " وفد عبد القيس. " والنَّوْطُ " : العلاوة بين " العدْلَيِنِ " ..... وأصله الجُلَّةُ....... إذا تلكأ في السير بصر..... والإلحاح على البعير، وأنشد ابن دريد: فَعَلَّق النَّوْطَ أبا مَحْبُوبِ ... إنَّ الغّضّا ليس بذي تَذنُوبِ وقال أبو عمر: النّوْطَةُ: البئر بين الجبلين. والنَّوْطَةُ: الحَوصَلةُ، قال النابغة الذبياني يصف القَطَاةَ: حَذّاءُ مُدْبِرَةً سَكّاءُ مُقْبلَةً ... للماءِ في النَّحْرِ منها نَوْطَةُ عَجَبُ والنَّوْطَةُ - أيضاً - : وَرَمٌ في نَحْرِ البعير وأرفاغه، وقال ابن دريد: النَّوْطَةُ: غُدَّةٌ تصيب البعير في بطنه فلا أن تقتله، يقال: نِيْطَ البعير: إذا أصابه ذلك. والنَّوْطَةُ - أيضاً - الحِقْدُ، قال عمرو بن أحمر الباهلي: وما عِلْمُنا ما نَوْطَةٌ مُسْتَكِنَّة ... ولا أيُّ ما قارَفتُ أسقى سِقائيا يقول: وما ادري أي ذنوبي فعل بي هذا. ويروى: " ولا أي من قارَفْتُ " . وقوله: أسقى سِقائيا: أي أوعى جوفي هذا الدّاء الذي أجده. والنَّوءطُ: ما بين العجز والمتن. والأنْوَاطُ: ما عُلق على البعير إذا أوقِرَ. وكل عُلق من شيءٍ فهو نَوْطُ. ويقال: نَوْطَةٌ من صلح، كما يقال: عِيصٌ من سِدرٍ وايكةٌ من أثلٍ وفرشٌ من عُرفُطٍ ووهط من عُشر وغال من سلم وسليل من سَمرٍ وقصيمة من غَضَاً ومن رمث وصريمة من غضا ومن سلم وحرجة من شجر. وقال ابن الأعرابي: النَّوْطُ: المكان فيه شجر في وسطه وطرفاه لا شجر فيهما؛ وهو مرتفع في السيل، يقال: أصابنا مطر وإنا لَبِنَوطةٍ. وقال ابن شُميل: النَّوْطَةُ ليست بواد ضخم ولا بتلعة؛ هي بين ذلك. والتَّنْوَاطُ: ما يتلعق من الهودج يزين به. ويقال: فلان منَّي مَنَاطَ الثُريا: أي في البعد. وهذا الشيء مَنُوْطٌ بفلان. وقال الخليل: المَدّاتُ الثلاث مَنُوْطاتُ بالهمز، قال: ولذلك قابل بعضهم في افْعَلي وافْعَلا وافْعَلوا في الوقوف: افْعَلِىء وافْعَلا وافْعَلُوا، ولذلك يهمزون " لا " إذا وقفوا فيقولون: لا. ويقال: رجل مَنُطُ بالقوم: أي ليس منهم، وقيل: دَعِيُّ، قال حسان بن ثابت يهجو أبا سفيان - رضي الله عنهما - : وكْنت دَعِيّاً نشيْطَ في آلِ هاشمٍ ... كما نِيْطَ خَلْفَ الرّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ والنَّيَاطُ: ما يعلق به الشيء، يقال: نُطْتُ القربة بِنياطها: أي علقتها من محمل ونحوه. ونِيَاطُ المفازة: بعد طريقها فكأنها نِيْطَتْ بمفازةٍ أخرى لا تكاد تنقطع، قال العجاج: وبَلْدَةٍ بَعِيْدِة النَّيَاطِ ... مجْهولةٍ تَغتال خَطْوَ الخاطي والنَّيَاطُ: كوكبان بينهما قلب العقرب. والنَّيَاط: عرق عُلق به القلب من الوترين فإذا قُطع مات صاحبه. ويقال للأرنب: المُقطعة النَّيِاط والمقطعة الأسحار والمقطعة السحور على التفاؤل؛ أي نِيَاطُها يقطع على هذا الاسم. في ال....... من يكسر الطاء؛ أي سرعتها وشدة عَدوها كأنها تُقطع نِياطَها، وقيل: تُقطع نِيَاطَ الكلاب من شدة عدوها. وكذلك النَّيْطُ، قال أبو سعيد: القياس: النَّوْطُ، لأنه من ناطَ يَنُوطُ، غير أن الياء تعاقب الواو في حروف كثيرة، ويجوز أن يقال أصله نَيطُّ؛ فخفف؛ كميت وهين ولين في ميتٍ وهين ولينٍ. ويقال: رُمي في نَيْطِه وطعن في جنازته: إذا مات، ومنه حديث عليّ - رضي الله عنه - أنه قال: لودَّ معاوية أنه ما بقى من بني هاشم نافخ ضرمةٍ الا طُعن في نَيْطِه. ويقال: رماه الله بالنَّيِط: أي بالموت. ونِيَاطُ القوس: مُعلقها. والنّاءطُ: عرق في الصلب ممتد بعالج المصفور بقطعه، قال العجاج يصف ثوراً طعن الكلاب: وبَجَّ كلَّ عِاندٍ نَعُورِ ... أجْوَفَ ذي فَوّارَةٍ ثَوورِ قَضْبَ الطبيب نائطَ المَصْفُوِر ؤالنّائطَةُ: الحَوصَلةُ. وقال ابن عباد النَّيَّطَةُ: " البعير يرسله مع ناسٍ يمتارون " ليحمل له عليه. وقال ابن الأعرابي: بئر نَيُطٌ - على فعيل - : إذا حفرت فأتي الماء من جانب منها فسال الى قعرها ولم تعن من قعرها بشيءٍ، وأنشد: لا تَسْتَقي دِلاؤها من نَيّطِ ... ولا بَعِيدٍ قَعرُها مُخْرَوط وقال أبو الهيثم: النَّيَّطُ: العين في البئر قبل أن تصل إلى القعر، ومنه حديث الحجاج: أنه أمر رجلاً له عضيدة أن يحفر بالشجي بئراً فحفرها؛ فقال: يا عُضيدة أأخسفت أم أوشلت ؟ويروى: أمْ أعلمت - فقال: لا واحد منهما ولكن نَيَّطاً بين المائين، قال: وما يبلغ ماؤها؟ قال: وردت عَلَيَّ رفقة فيها خمسة وعشرون بعيراً؛ فرويت الإبل ومن عليها، فقال الحجاج: الإبل حفرتها إن الإبل ضُمزٌ خُنُس ما جشمت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وسبب ذلك أن رفقةً ماتت من العطش بالشجي. فقال الحجاج: أني أظنهم قد دعوا الله حين بلغهم الجهد؛ فاحفروا في مكانهم الذي ماتوا فيه لعل الله يسقي الناس، فقال رجل من جلسائه: قد قال الشاعر: تَرَاءَتْ له بَيْنَ الَّلوى وعُنَيْزَةٍ ... وبَيْنَ الشَّجِي مّماِ أحالَ على الوادي ما تَراءت له إلا وهو على ماءٍ، فأمر الحجاج رجلاً له عُضيدة أن يحفر في الشَّجي بئراً؛ فحفرها؛ فلما أنْيَطَ حمل معه قربتين من مائها إلى الحجاج بواسطٍ، فلما طلع قال له: يا عضيدة لقد تخطيت بها ماء عذاباً أأخسفت. الحديث. وقال بعضهم: إن كان الحرف على ما روي " فهو من " ناطَه يَنُوْطُه: إذا " عَلَّقَه؛ أراد " : أن الماء وَ " سَط بين المائين " : كأنه معلق بينهما. وإن كانت الرواية لكن نَبَطاً ؟ بالباء الموحدة - " فإنَّه " يقال " للرَّكِيَّة " إذا استخرج ماؤها. والتَّنضوُّطُ والتُّنَويطُ: طائر، قال الأصمعي، سمي بذلك لأنه يُدلي خيوطها من شجرةٍ ثم يفرخ فيها، الواحدة: تَنَوُّطَةٌ وتُنَوَّطَةٌ. وقال " حَمْزَةُ " في قولهم: أصنع من تَنَوطٍ: هو طائر يركب عشه تركيباً بين عودين من أعواد الشجر فينسجه كقارورة الدهن ضيق الفم واسع الداخل فيودعه بيضه فلا يوصل إليه حتى تدخل اليد فيه إلى المعصم. وقال أبو عمرو: أناطَتِ الإبل: أصابها وَرَمٌ في نحورها؛ مثل نِيْطَتْ. وقال ابن عباد: نَوَّطْت القربة تَنْوِيْطاً: إذا أثقلتها لتدهنها. وانْتَاطَ المكان: بَعُدَ. وقال أبو عمرو: انْتَاطَ من قولهم: أني أريد أن أسْتَنِطَكَ ناقتي: إذا دفعها إليه ليمتار له " عليها، فيقول " الرجل: أنا أنْتَاطُها لك. والتركيب يدل على تعليق شيءٍ بشيء إذا علقته به، وقد شَذَّ عن هذا التركيب قولهم: بئر نَيُّطٌ. نهطابن دريد: النَّهْطُ: الطَّعْنُ، يقال: نَهَطَه بالرمح: إذا طَعَنَهُ به. وأطابن عباد: الوَأطَةُ: من لُجج الماء. وزُرت القوم ووأطْتُهم: بمعنى واحد. والوَأطُ: الهيج. والوَأطَةُ من الأرض: الموضع المرتفع منها. وبطالفرَّاء: ووَبَطَ ووَبِط ووَبُطَ - بالحركات الثلاث - وَبْطاً ووُبُطاً؛ والمستقبل يَبِطُ ويَوْبَطُ ويَوْبُطُ: أي ضعف. والوابِطُ: الجبان الضعيف، قال الكُميت يمدح أبان بن الوليد بن مالك: لِيَهنئكَ أن قد كَسَاك الوَليد ... سُراَدق مَجْدٍ عليك احِتجَارا تُرَاث فَوَارِسَ لا طالبِيْنَ ... وَغْماُ ولا وابِطِينَ انْتِصارا نصب " انتِصاراً " على المصدر؛ وإن شئت على التفسير. قال الكُميت أيضاً يمدح الحكم بن الصَّلت بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي؛ وكان على شرطة يوسف بن عمر بن محمد: ومن خِنْدِفَ استَثْقَبتَ ناراً تحُشُّها ... بِسَعْدِ بن زَيْدٍ غَيْرَ وابِطَةِ الأهْلِ يُريدُ: سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانت أم الحكم من بني سعد. وقال آخر: أفَمنا لهم ثَمَّ سُوْقَ الضَّرَابِ ... فما غَمَزَ القَوْمُ القَومُ مِنّا وُبُوْطا ويقال: أردت حاجة فَوَبَطني عنها فلان: أي حسبني. ووَبَطْتُهُ: أي وَضَعتهُ، وفي دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم لا تَبِطني بعد إذ رَفعتَني، يقال: وَبَطتُ الرجل: إذا وضعت من قدره. والوِبَاطُ: الضَّعَفاء. وقال ابن دريد: وَبَطْتُ حَظَّ الرجل أبِطُهُ وَبْطاً: إذا أخسسْته أو وضعت من قدره. ورجل وابِط: إذا كان خسيساً. وقال غيره: وَبَطَ بالأرض: إذا لصق بها. وقال ابن عباد: أوبَطْتهُ: أثْخَنْتُه. والتركيب يدل على ضعفٍ. وخطوَخَطَه الشَّيْبُ: أي خالَطَه. وقال الليث: وُخِطَ فلان: أي شاب رأسه وهو مَوْخُوطٌ. وتقول: وَخَطَ في السير بِخَطُ: أي أسرع وكذلك وَخَطَ الظليم ونحوه ووخدَ: يراد بذلك سمعة الخَطو. ووَخْطُ النعال: خَفْقُها. ومنه حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه خرج فأخذ ناحية البقيع فاتبعناه؛ فلما سمع صوت نعالنا خلفه وقف ثم قال: امضوا؛ وهو يشير بيده حتى مضينا كلنا؛ ثم أقبل يمشي خلفنا فالتفتنا بمَ يا رسول الله صنعت ما صنعت، قال: أني سمعت وَخْطَ نعالكم خلفي فتخوفت أن يتداخلني شيء؛ فقدمتكم بين يدي ومشيت خلفكم، فلما بلغ البقيع وقف على قبرين فقال: هذا قبر فلان لقد ضرب ضربةً تقطعت منها أوصاله؛ ثم وقف على الآخر فقال مثل ذلك؛ ثم قال: أما " هذا فكان يمشي " بالنميمة وأما هذا فكان لا يتنزه عن شيءٍ من البول يصيبه. وفي حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه كان في جنازة فلما دفن الميت قال: ما أنتم ببارحين، حتى يسمع وَخْطَ نعالكم وذكر سؤال القبر وأن الميت إن كان من أهل الشك ضربه بمرصافةٍ كامطرقة لارتصافها واجتماعها والمرضافةُ من الرضف وهو الحجارة المحماة كأنه أراد مقمعة من نار. وقال الليث: وَخَطْتُه بالسيف: أي تناولته من بعيد، تقول منه: وُخِطَ يوخَطُ وَخْطاً. قال الأزثغهري: أسمع لغيج الليث الوَخْطِ أنه الضرب بالسيف؛ وأراه أنه أراد أنه يتناوله بذباب السيف طعناً لا ضرباً. ووَخَطَ: دَخَلَ، والمِيْخَطُ: الدّاخِلُ، وأنشد الأصمعي: مثسْتَلحِقٍ رَجْعَ التَّوالي مِيخَطِه والمَوْخِطُ " مِثْلُه " . وأنشد - أيضاً - في هذه الأرجوزة: وَخْطَةَ كَيّ نَشْنَشَت في مَوخِطِه والوَخْطُ: طعن يجوف ولا ينفذ، قال رؤبة: حتى رَضُوا بالذُّل والايْهَاطِ ... وضرْبِ أعناقِهم القُسَّاطِ بالبِيْض تَحْتَ الأَسَلِ الوَخّاطِ وقال أيضاً: بِسَلبٍ ذي سَلِباتٍ وُخَّطِ وقال العجاج يصف ثوراً: ثُمتَ كَرَّ ساخِطَ الأسخَاطِ ... يَحُوْذُهنَّ رَهْبَةَ الخِلاَطِ بِوَلقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطي ... وَخْطاً بِماضٍ في الكُلى وَخّاطِ وقال بعضهم: هو الطعن النافذ. وقال ابن دريد: فَرُّوج واخِطٌ: إذا جاوز حد الفراريج وصار في حد الديوك. ورطالوَرْطَةُ: الهلاك. ويقال للرجال إذا وقع في أمرٍ لا يقدر أن ينجو منه: قد وقع في وَرْطَةٍ، قال رؤبة: نَحنُ جَمَعنا النّاسَ بالمِلْطاطِ ... فأصبَحوا في وَرْطَةِ الأوْراطِ وقال أبو عبيد: أصل الوَرْطَةِ: أرض مُطمئنة لا طريق فيها. وقال الأصمعي: الوَرْطَةُ: أُهوية متصوبة تكون في الجبل يشق على من وقع بها الخروج منها، قال طُفيل بن عوف الغنوي يصف الإبل: تَهَاب الطَّريق السَّهْلَ تَحسبُ أنه ... وُعُوْر وِراطٌ وهو بَيداءُ بَلقعُ ؤالوَرْطَةُ: الوَحَل والردَغَةُ تقع فيها الغنم فلا تقدر على التخلص منها. وقال ابن عباد: الوَرْطةُ: البئر. وقال أبو عمرو: هي الهلكة كما سبق ذكرها، وأنشد: إن تَأت يَوماً مثلَ هذي الخُطّهْ ... تُلاقِ من ضضرْبِ نُميرٍ وَرْطه وجمع الوَرْطَةِ: وِرَاطٌ، قال المتنحل الهذلي: وأكْسُو الحُلَّةَ الشَّوكاءَ خِدْني ... وبعضُ الخَيرِ في حُزَنٍ وِرَاطِ ويروى: " وبعض القوم في حزنٍ " أي بعض الخير يخرج بعد " حُزُونَةٍ " . وأوْرَطَ الرجل: ألقَاه في الوَرْطَة. وأوْرَطَ إبِله في إبلٍ أخرى أو مكان لا ترى: غضيَّبها. وأوْرَطَ الجرير في عنق البعير: إذا جعل طرفه في حلقته ثم جذبه حتى يخنق البعير، قال: حتى تَرَاها في الجَرِيرِ المُوْرَطِ ... سُرْحَ القِيَاد سَمْحَةَ التْهَبِط وقال ابن الأعرابي: وَرَّطَ الإبل توررِيْطاً: أي سترها وغيبها، مثل أوْوَطَها. ووضرذَطَهُ: أوقَعضه في الوَرْطَة، مثل أورَطَه. وقال شمر: استورط فلان في الأمر: إذا ارتبك فيه فلم يسهل المخرج منه. وقال ابن عباد: استَوْرَطَ فلان في حبالتي: نشب فيها. قال: واسْتُورِطَ على فلان: إذا تحير في الكلام. وتَورَّطَ في الأمر: وقَعَ فيه، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: عَجِِبَتْ غَداةَ لقيتُها فَتَبسمت ... من شاحِبٍ فَقَدَ المواليَ أشْمَطِ أسْوانَ قد نَقَضْت شَعُوْبُ جَدِيْلَهُ ... ورَمى الزَّمان به على مُتَوَّرط وقال شمر: تَوَرَّط فلان في الأمر: إذا ارتبك فيه فلم يسهل له المخرج منه؛ مثل اسْتَوْرَطَ فيه. وَتَرَّطَتِ الغنم: وقعت في الوَرطةِ؛ أي الوَثي. والمُوَارَطَةُ: أن يُوْرطَ إبله في إبلٍ أخرى أو في والشام والعراق وواسطاً ودبقاً وهجراً وقباءً؛ مكان لا تُرى يغيبها فيه. وفي كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا خِلاَطَ ولا وِرَاطَ، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب س ي ب. وقال أبو عبيدٍ: الوِرَاطُ: الخديعة والغش وهو أن يجمع بين متفرق أو يفرق بين مجتمع. قال ابن الأعرابي: هو أن يخبأها ويفرقها. والتركيب يدل على البلية والوقوع فيما لا مخلص منه. وسطالوَسَط من كل شيءٍ: أعدَلُه. وقوله تعالى: )وكذلك جَعَلْناكم أمَّةً وَسَطاً( أي عدلا خياراً. وواسِطَةُ الكُور: مقدمه، وكذلك واسطه. وعن يعلى بن مرة بن وهب أبى المرازم الثقفي - رضي الله عنه - وهو يعلى بن سيابة - وسيابة أمه - قال: أتت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي فقالت: أصابه بلاء، قال: ناولينيه؛ فرفعتهايه؛ فجعله بينه وبين واسطة الرحل، ثم دعا له فَبَرَأ. وقال طرفه بن العبد يصف ناقته: وإن شِئتُ سامي واسِطَ الكُوْرِ رَأسُها ... وعامَت بِضَبْعَيها نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ وقال أسامة الهذلي يصف متلفاً: تَصِيحُ جَنَادِبهُ رُكَّداً ... صِيَاح المَسَامِيرِ في الوَاسِطِ وواسطة القلادة: الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها. وواسِطُ: بلد سُمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة، وهو مذكر مصروف، لأن أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث وترك الصرف؛ ألا مِنىً والشام والعراق وواسطاً ودابقاً وفلجاً وهجراً ===================================== ج6. كتاب : العباب الزاخر المؤلف : الصاغاني وقُبَاءً؛ فإنها تذكر وتصرف، ويجوز أن تريد بها البقعة أو البلدة فلا تصرفه، قال الفرزدق يرثي عمر بن عبد الله بن معمر: مِنْهنَّ أيام صِدقٍ قد بُليْتَ بها ... أيامُ واسِط والأيَام مِنْ هَجَرا هكذا أنشد بعض من صنف في اللغة شاهداً على ترك الصرف في هجر، والرواية: " أيام فارس " لا غير، والبيت من أبيات الكتاب، وأراد بلاء عمر وصبره، ويوم هجر يوم أبي فديكٍ الخارجي. وفي المثَل: تَغَافَل كأنك واسطي. قال المبرد: أصله أن الحجاج كان يتسخرهم في البناء فيربون وينامون وسط الغرباء في المسجد فيجيء الشرطي فيقول يا واسطي؛ فمن رفع رأسه أخذه وحمله؛ فلذلك كانوا يتغافلون. وقال أبو حاتم: فأما واسط هذا البلد المعروف فمذكر لأنهم أرادوا بلداً واسطاً؛ فهو مصروف على كل حال. قال ابن دريدٍ: وواسِطٌ: موضعٌ بنجدٍ. قال: وبالجزيرةِ - أيضاً - واسطٌ، وإياه عنى الأخطلُ بقولهِ: عَفَا واسِطٌ من آلِ رضوى فَنَبْتَلُ ... فَمجتَمَعُ الحُرينِ فالصبرُ أجملُ وواسطُ: قريةٌ من قرى اليمن قُربَ زبِيْدَ. وواسطٌ: الجبلُ الذي يقعدُ عندهَ المساكينُ إذا ذهبتَ إلى منىً: قال الحارِثُ بن مُضاضٍ الجُرهميُ يتشوقُ إلى مكةَ - حرسها اللّه تعالى - لما أجلاهُم عنها خُزاعةُ: كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفاَ ... أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكةَ سامرُ ولم يتربعْ واسِطاً وجنوبهُ ... إلى السر من وادي الأراكةِ حاضرُ وقال أبو عبيدةَ: مِجدلٌ: حِصنٌ لبني حنيفةَ يقال له واسِطٌ، وأنشدَ قولَ الأعشى: في مِجْدَلٍ شيدَ بُنيانهُ ... يزلُ عنه ظُفُرُ الطائرِ وواسِطٌ: جبلٌ لبني عامر، قال: أماً نسلمْ أو نَزُر أهلَ واسِطٍ ... وكيفَ بتسليمٍ وأنت حَرَامُ وواسطٌ - أيضاً - : من منازلِ بني قُشيرٍ. وواسطٌ: بين العُذيبةِ والصفراء، قال كُثير: أجدوا فأما آل عَزةَ غُدوةً ... فبانوا وأما واسِطٌ فَمقيمُ هكذا هو في شرحِ شعرِ كُثيرٍ. وروي أن عبد المجيد بن أبي روادٍ وقفَ بأحمدَ بن ميسرةَ على واسِطٍ في طريق منىً فقال: هذا واسطٌ الذي يقولُ فيه كُثيرُ عَزةَ: وأما واسِطٌ فمقيمُ. وقال ابنُ السكيتِ - أيضاً - في قولِ كُثيرٍ: فإذا غَشِيْتُ لها بِبُرقَةِ واسِطٍ ... فَلوى لُبينةَ منزلاً أبكاني واسِطٌ هذا: بينَ العُذيبةِ وبين الصفراءِ كما تقدمَ. وواسطُ الرقةِ: قريةٌ غربي الفُراتِ مقابلَةَ الرقةِ. وواسِطٌ: موضعٌ في بلادِ بني تميمٍ، قال ذو الرمة: بحيثُ استفاضَ القنعُ غربي واسِطٍ ... نِهاءً ومجتْ في الكَثيبِ الأباطحُ ويروى: " بحيثُ اسَتَراضَ " . وواسطُ: قريةٌ متوسطةٌ بين بَطْنِ مَرّ ووادي نخلةَ؛ ذاةُ نَخيلٍ. وواسِط: قريةٌ من قرى بَلْخَ، ينسبُ اليها بشيرُ بن ميمونٍ الواسطيُ من شُيُوخِ أبي رجاءٍ قُتيبةَ بن سعيد بن جميل بن طريفٍ البغلاني. وواسط: من قرى حلب قُربَ بِزاغةَ. وواسطِ: قريةٌ بالخابورِ قُربَ قِرْقيساءَ. وواسِطُ: بُليدةٌ بالأندلس من أعمالِ قبرةَ. وقال ابنُ الكلبي: كان بالقربِ من واسطِ الحجاجِ موضعٌ يسمى واسطَ القصبِ، وهو الذي بناه الحجاجُ أولاً قبل أن يبنيَ واسِطاً. وواسِطُ - أيضاً - : قريةٌ قُربَ مُطير اباذ. وواسِط: قرْيةٌ بنهرِ الملكِ. وواسطُ: قريةٌ شرقي دجلة الموصلِ. وواسِطُ - أيضاً - : من قرى دجيل. والواسِطُ: النابُ بلغةِ هذيلٍ. ووسطت القومَ آسِطهمُ وسطاً وسِطةً: أي توسطهمُ، قال: وقد وسَطْتُ مالكاً وحنظلا ... صُيابها والعددَ المجَلْجَلا أراد: وحنظلةَ، فلما وقفَ جعلَ الهاءَ ألفاً؛ لانه ليس بينهما إلا الهةُ وقد ذهبت عند الوقفِ؛ فأشبهتِ الألف، كما امرؤ القيسِ. وعمرو بن درماءَ الهمامَ إذا غدا ... بذي شُطبٍ عضبٍ كمشيةِ قسورا أراد: قَسورةَ، ولو جعلهَ اسماً محذوفاً منه الهاءُ لأجراه. وفُلانٌ وسيطٌ في قومهِ: إذا كان أوسطهمُ نسباً وأرفعهمُ محلاً، قال العرجيُ - واسمهُ عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمانَ بن عفانَ؛ رضي اللّه عن عثمان - : أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ... ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغرِ وصبرٍ عِندَ معترك المنايا ... وقد شرعتْ أسِنتها بنحري أجررُ في الجوامع كل يومٍ ... فيا للِه مظلمتي وصبري كأني لم أكنْ فيهم وسِيطاً ... ولم تَكُ نُسبتي في آلِ عمرو والوسيطُ: المتوسطُ بين القوم. والوسُوطُ: بيتٌ من بيوتِ الشعرِ أكبرُ من المظلةِ وأصغرُ من الخباءِ. ويقال: الوسوطُ من النوقِ: مثلُ الطفُوفِ تملأ الإناءَ. ويُقال: ناقةٌ وسُوطٌ وإبلٌ وسُوطٌ: هي التي تحملُ على رؤوسها وظهورها؛ صعابٌ لا تعقلُ ولا تُقيدُ. ووسطانُ - مثالُ حمدان - : موضعٌ، قال الأعلمُ الهُذليُ: بَذلتُ لهم بذي وسطانَ شدي ... غداتَئذٍ ولم أبذل قتالي أي: خرجتُ أعدوُ ولم أقاتلْ، ويروى: " بذي شوطانَ " . ودارةُ وسَطٍ: من داراتِ العَرَب. ووسَطٌ: جبلٌ على أربعةِ اميال من ضَريةَ، قال: دَعوتُ اللّه إذ شَقيتْ عِيالي ... لِيرزقني لدى وسَطٍ طعاما فأعطاني ضرِيةَ خيرَ أرضٍ ... ثمجُ الماءَ والحب التؤاما وقد تُسكنُ منه السينُ. ويقال: جلستُ وسْطَ القومِ - بالتسكين - ؛ لأنه ظرفٌ. وجلستُ وسَطَ الدارِ ؟بالتحريك - ؛ لأنه اسمٌ. وكلُ موضعٍ صلحَ فيه بين فهو وسْطٌ - بالتسكين - ، وإن لم يصلحْ فيه بين فهو وسَطٌ - بالتحريك - . وقال ثعلبٌ: الفرقُ بين الوسطِ والوَسَطِ: أن ما كان يبينُ بين جزءٍ - مثلَ الحلقةِ من الناس والسبحة والعقدِ - فهو وسْطٌ بالتسكين، وما كان مُصمتاً لا يبينُ جزءٌ فهو وسَطٌ بالتحريك - مثل وَسَطِ الدارِ والراحةِ والبُقعةِ - ، قال عنترةُ بن شدادٍ العبسيُ: ما راعني إلا حمولةُ أهلها ... وِسطَ الديارِ تَسَفُ حَب الخِمخمِ ويروى: " وسطَ الركاب " . وقد تُسكنُ السينُ من الوَسَطِ، وليس بجبيدٍ، وأنشد الكسائيُ في نوادره: فِدىً لِبني خلاوَةَ عَمر أمي ... لائنةٍ وقلتُ لهم فدايا عَشيةَ أقبلتْ من كل أوبٍ ... كِنانةُ عاقدينَ لهم لِوايا فقالوا: يا آلَ أشجعَ يومُ هيج ... فتوسطَ الدارِ ضَرباً واحتمايا والوسطى من الأصابع: معروفةٌ. والصلاةُ الوسطى في قوله تعالى: )حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوُسطى( قيل: هي الفجرُ، وقيل: الظهرُ، وقيل: العصرُ، وقيل: المغربُ، وقيل: العِشاءُ. والصحيحُ أنه صلاة العصر، لقولِ النبي - صلى اللّه عليه وسلم - يومَ الأحزابِ لعُمرَ - رضي اللّه عنه - : شغلونا عن الصلاةِ الوُسطى صلاةِ العصرِ؛ مَلأ اللّهُ بيوتهم وقبورهم ناراً. وقال ابنُ عباد: مُوسِطُ البيتِ: ما كان في وسَطهِ خاصةً. والتوسِيطُ: أن تجعل الشيء في الوسط وقرأ علي - رضي اللّه عنه - وعمرو بن ميمونٍ وقتادةُ وزيدُ بن علي وابن ابي ليلى وابنُ أبي عبلةَ وأبو حيوةَ وأبو إبراهيمِ: )فَوَسَّطنَ به جمعا( بالتشديد. والتوسيطُ - أيضاً - : قطعُ الشيءِ نصفينِ. والتوسطُ بين الناس: من الوَسَاطةِ. وتوسطَ: أخذَ الوَسَطَ بين الجيدِ والرديءِ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ سخاءة: واقذفْ بحبلكَ حيثُ نالَ بأخذِهِ ... من عُوذها وأعتم ولا تتوسطِ والتركيبُ يدلُ على العدلِ والنصفِ. وططفي حديثِ عطاءِ بن أبي رباحِ أنه قال: في الوطواطِ يصيبهُ المحرمُ ثُلثا درهمٍ. قال أبو عُبيدةٍ: الوَطواطُ - هاهُنا - : الخفاشُ، ويقالُ: إنه الخُطافُ، قال: وهذا أشبهُ القولينِ عندي بالصواب؛ لحديثِ عائشةَ - رضي اللّه عنها - أنها قالت: لما أحرقَ بيتُ المقدسِ كانت الأوزاغُ تنفخه بأفواهها وكانتِ الوطاوِطُ تُطفئهُ بأجنحتها. قال: فهذه هي الخطاطِيفُ. وقد يقال للرجلِ الضعيفِ الوَطواطُ، ولا أراهُ سُمي بذلك إلا تشبيهاً بالطائرِ، انشدَ غيرهُ في أن الوَطواطَ الرجلُ الضعيفُ قولَ رؤبةَ: أرمي إذا انشقت عَصَا الوَطواطِ ... بِرجمِ أجأى مِقْذفِ المِلاطِ وقول العجاج: وبلدةٍ بعيدةِ النياطِ ... مجهُولةٍ تغتالُ خطو الخاطي وبسطهُ بسعَةِ البَسَاطِ ... كأن صيرانَ المها الأخلاطِ بِرملها من عاطفٍ وعاطِ ... أخلاطُ أحبوشٍ من الأنباطِ عَلَوتُ حينَ هيبةِ الوَطواطِ وقولَ حُميدٍ الأرقَطِ يمدحُ الحجاجَ أشجعُ عِندَ الفزعِ الفِلاطِ ... حينَ تزلُ قدما الوَطواطِ وأما قولهم: أبصرُ في الليل من الوَطواط، فهو الخُفاشُ. وقال اللحياني: يقال للرجلِ الصياحِ: وطواطٌ، قال: وزعموا أنه الذي يُقاربُ كلامه كأن صوتهَ صَوتُ الخَطاطيفِ. والمرأةُ: وطواطةٌ. والوَطُ: صريرُ المحملِ، وصوتُ الوَطواطِ. والوَطواطيُ: الضعيفُ، ويقال: الكثيرُ الكلام، قاله شَمرٌ. وقال ابنُ الأعرابي: الوُطُطُ - بضمتينِ - جمعُ الوَطاوِط. والوُطُطُ: الضعفى العُقُولِ والأبدان. والوَطْوَطَةُ: الضعفُ، وقد وَطْوَطُوا: أي ضعفوا؛ ويقال: كَثُرَ كلامهم، وأنشد شُمرٌ للفرزدق. إذا كرهَ الشعبُ الشقاقَ ووطواطَ ال ... ضعافُ وكانَ العِزُ أمرَ بزازِ وقال ابنُ عباد: تَوَطوُطُ الصبي: ضُغاؤه. وعطالخارزنجي: الوِعَاطُ - بالكسرِ - : الوردُ الأحمرُ؛ وقيل: الأصفرُ، وأنشد: في مجلسٍ زُينَ بالوعاطِ وقطوقطه: إذا ضربه حتى أثقلهَ، قال رؤبةُ: فيه الكذى وحقوة الأوقاطِ فهو وقيطٌ وموقوطٌ، وفي حديث النبي - صلى اللّه عليه وسلم - : أنه كان إذا نزلَ عليه الوحي وُقِطَ في رأسهِ واربد وجههُ ووجد برداً في أسنانهِ. ويروى: وُقِظَ - بالظاءِ المُعجمة - ، وهو كقولك: ضرب فلانٌ في رأسه وصدعَ في رأسه: تُسندُ الفعلَ إليه ثم تذكرُ مكانَ مباشرةِ الفعلِ وملاقاتهِ مُدخلاً عليه الحرف الذي هو للوعاءِ. وقيل: الوقيطُ: الذي طار نومهُ فأسى متكسراً ثقلاً، قال الأسودُ بن يعفرُ النهشليُ: حيانَ وكلنا بذكرة وائلٍ ... يبيتُ إذا نام الخلي وقيطا فدىً لك أمي يومَ تُضربٌ وائلاً ... وقد بل ثوبيه النجيعُ عبيطا حيانُ: أخو وائلٍ. وقيل: معنى الحديثِ: وضع رأسه. والوقِيْطُ والوَقْطُ: حفرةٌ في غلظٍ من الأرضِ أو جبلٍ يجتمعُ فيها ماءُ المطر، والجمعُ: وقاطٌ. وقال الليثُ ألوقْطُ: موضعٌ يستنقعُ فيه الماء تتخذُ منه حِياضٌ تمسكُ الماءَ إذا مر بها، فاسمُ ذلك الموضع أجمعَ: وَقْطٌ، وهو كالوجْذِ، الأ أن الوَقْطَ أوسعُ، والجميعُ: الوِقْطانُ والوجذانُ، قال رؤبةُ: وأخلفَ الوِقطانَ والمآجلا ... وكان لداغُ السفاَ مَعَابِلا وحرقَ الصيفُ إجاجاً شاعلا وقال الشماخُ يصفُ حمارَ وحشٍ: و...زهُ الإضاءُ وكلُ وَقْطٍ وقفرٍ كان يدخرُ ادخارا ويجمعَ - أيضاً - على الوِقاطِ. قال: ولُغةٌ تميم في جمعهِ: الإقاطُ، يصيرونَ كل واوٍ تجيء في مثلِ هذا ألفاً. قال: والوقيطُ - على حذوِ فَعيلٍ - يرادُ به المفعولُ، ويقالُ الوَقيْط: المثقلُ ضرباً أو حُزناً. ويومُ الوَقيطِ - على فعيل بفتح الفاء عن أبي أحمد العسكري - : يوم قتل فيه الحكمُ بن خيثمةَ بن الحرثِ بن نهيكٍ النهشلي وأسر فيه عثجلُ بن المأمومِ - والمأمومُ بن شيبانَ - ، قال: وعَثْجَلَ بالوَقيطِ قد اقتسرنا ... ومأمومَ العُلى أي اقتسارِ وقال السكري: الوقيطُ - تصغيرُ وقطٍ - : ماءٌ لبني مجاشِعٍ بأعلى بلادِ تميمٍ إلى بلادِ بني عامرٍ، قال: وليس لبني مجاشع بالباديةِ إلا زرودُ والوقيطُ، قال جريرٌ: فَلَيس بصابرٍ لَكُمُ وقيطٌ ... كما صبرتْ لسوءتكمْ زرودُ والوَقْطُ: سفادُ الديكِ أثناه. ووقَطَني اللبنُ. أثقلني ويقال: أصابتنا السماءُ فوقَطَ الصخرُ توقيطاً: أي صار فيه وقْطً كأنها وقعتَ به. وقال أبو عمروٍ: قد استوقَطَ مكانُ كذا مما دعسه الناسُ والدوابُ: أي صارَ فيه مُستنقعٌ. والتركيبُ يدلُ على وقعِ شيءٍ بشيءٍ. ومطابنُ الأعرابي: الومْطةُ: الصرعةُ من التعب. وهطالوَهْطُ: الكسرُ، يقال: وهَطَه يهطهُ وهطاً. والوهَهْطُ - أيضاً - : الوِطْءُ. وقال ابنُ دريدٍ: وهطه بالرمحِ: إذا طعنه به. وقال الأصمعيُ: يُقال لما اطمأن من الأرض: وهطةٌ، وهي لُغةٌ في وهدةٍ، والجمعُ: وهطٌ ووهاطٌ، يُقال: وهطٌ من عشرٍ،كما يقال عِيصٌ من سدرٍ. وفي الحديث: على أن لهم فِراعها ووهاطها وعزازها، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامه في تركيبِ دف أن قال الراعي: تبصرْ خليلي هل ترى من ظعائنٍ ... تجاوزنَ ملْحوباً فقلنَ متالعا جواعلَ أرماماً شِمالاً وتارةً ... يميناً فقطعنَ الوِهاطَ الدوافعا والوَهْطُ: مالٌ كان لعمرو بن العاص - رضي اللّه عنه - بالطائفِ على ثلاثةِ أميالٍ من وج؛ وكان كرماً يعرشُ على ألفِ ألفِ خشبةٍ، شرى كل خشبةٍ درهمٌ. وقال ابنُ عبادٍ: الوهطُ: الهُزالُ. والوهطُ: الجماعةُ. والأوهاطُ: الخصوماتُ والصياحُ، قال رؤبةُ: إذا تلاقى الوَهْطُ بالأوْهاطِ ويروى: " ذُو الأوهاطِ " . أي: إذا اجتمعتْ جماعاتٌ للقتالِ فاختلطَ أهلُ هذه بهذه. ووهَطَ يهطُ: أي ضعفَ ووهنَ. وقال الليثُ: يقال: رمى طائراً فأوهطهَ وأوهَطَ جناحه؛ قال رؤبةُ: من نائلِ اللّه ومن لم يخلطِ ... بالحلمِ جهلاً يستكنْ أو يوهطِ وقال أيضاً في هذه الأرجوزةِ: وأنا في العز الذي لم يُوهَطِ ... يبأى على بغيِ العدو المُشططِ قيل: أراد المُشتط فخَفَفَ الطاءَ، فان صح هذا فالروايةُ: " المُشْتطِ " ولم يُروَ. وأنشدَ أبو عمرو: يمر أخفافاً يهطنَ الجندلا وقال أبو عُبيدٍ الايهاطُ: أن تصرعهَ صَرعةً لا يقومُ منها. وقال ابنُ فارسٍ: أوهطهَ: إذا ضَرَبهَ ولم يأتِ عليه. وقال عرامٌ السلميُ: أورطتُ الرجلُ وأوهطتهُ: إذا أوقعتهَ فيما يكرهُ. وقال غيرهُ: أوهطهَ: أثخَنهَ. وقال ابنُ عباد: توهطَ الفرسُ في الطينِ: غابَ فيه. وتَوَهطَ الفِراشَ: امتهدهَ. هبطهَبَطَ يَهبط هُبوطاً: نزلَ، ويهبطُ - بالضم - لُغةٌ. وقرأ الأعمشُ: )وإن منها لما يهبُطُ من خشيةِ اللّه( بضم الباء. قال لبيد - رضي اللّه عنه: - كلُ بني حُرةٍ مَِصيرُهُمُ ... قل وإن أكثروا من العددِ إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوماً يصيروا للهلكِ والكندِ وقال أسامةُ الهُذلي: من أينها بعد إبدانها ... ومن شحمِ أثباجها الهابِطِ الهابط: المنحطُ. وهَبَطَه يهبطه هبطاً: أي أنزلهَ، قال: ما راعني إلا جَناحٌ هابِطا ... على البيُوتِ قوطهُ العُلابطا فَهَبَطَ: لازِمٌ ومتعد: إلا أن مصدر اللازم: الهُبُوطُ، ومصدرَ المتعدي: الهبْطُ. وفي الحديث في الدعاء: اللهم غبطاً لا هبطاً. أي نسألك الغبطةَ ونعوذُ بك من أن نهبط من حالنا إلى حالِ سَفالٍ. وهَبَطَ ثمنُ السلعةِ: أي نقصَ، هبوطاً، وهبطهَ اللّه هبطاً. وقولهم: هبطَ المرضُ لحمهَ: أي هزلهَ، فهو هَبِيْطُ ومهبُوطٌ، قال عبيدُ بن الأبرصِ: وكأن أقتادي تضمنَ نسعها ... من وحشِ أورالٍ هبيطٌ مُفردُ قال الفراءُ: أرادَ بالهبيطِ ثوراً ضامراً. وقال ابن عباد: هبطهَ هبطاَ: ضربه. والهبْطةُ: ما اطمأن من الأرض. والهَبوطُ - بفتح الهاء - : الحدورُ. وهَبَطَ الرجلُ بلدَ كذا ومن بلد كذا، وهبطتهُ أنا، قال اللّه تعالى: )اهبطوا مصراً(، قال أبو النجم: فَهَبَطتْ والشمسُ لم تَرجلِ أي لم ترتفعْ. والهيباطُ: ملكٌ من ملوكِ الروم. وقولُ العباسِ بن عبدِ المطلبِ - رضي اللّه عنه - للنبي - صلى اللّه عليه وسلم - : ثم هَبَطتَ البلادَ لا بَشَرٌ ... أنت ولا مُضغةٌ ولا عَلَقُ أراد: لما اهبطَ اللّه آدمَ - صلواتُ اللّه عليه - إلى الدنيا كُنتَ في صلبه غير بالغٍ هذه الأحوالَ. وقرأ أيوبُ السختياني: " هو خيرٌ اهبُطوا مِصراً " - بضم الباء - . وقال الفراءُ: الهبطُ: الذلُ، وأنشد قول لبيدٍ - رضي اللّه عنه - الذي أنشدته في أولِ هذا التركيب وهو: إن يغبطوا. وتهبطُ - بثلاثِ كسرات - : أرضٌ. وهو من أبنيةِ كتابِ سيبويه. وقال أبو حاتمٍ في كتابِ الطيرِ التهبطُ - التاءُ مكسورةٌ والباءُ مكسورةٌ مشددةٌ - :طائرٌ أغبرُ بعظمِ فروجِ يعلقُ رجليهِ ويصوبُ رأسه ثم يصوتُ بصوتٍ كأنه يقولُ: أنا أموتُ أنا أموتُ، شبهوا صوته بذا الكلام. وانهبط: انحط. والتركيبُ يدلُ على الانحدارِ. هرطهَرَطَ في عرضه يهرطُ هرطاً: أي طَعَنَ فيه وتنقصه. وقال الليثُ: الهَرطُ لُغةٌ في الهردِ، وكلاهُما: المَزْقُ. ويقالُ: بل الهرتُ في الشدقينِ، والهرطُ في الأشياء: المَزْقُ العنيفُ. قال: والإنسانُ يَهْرِتُ في كلامهِ: إذا سفسفَ وخلطَ. وقال ابنُ عبادٍ: الهرطُ: أكلك الطعامَ ولا تشبعُ. وقال ابن دريدٍ: ناقَةٌ هِرطٌ - بالكسر - : مُسنةٌ ماجةٌ، وهي التي يخرجُ الماءُ من فيها لكبرها إذا شربتْ، والجمعُ: أهرطُ وهُرُوطٌ. وقال غيرهُ: الهرطةُ: النجعةُ الكبيرةُ، والجمعُ: هِرْطٌ - مثالُ قريةٍ وقربٍ - . وقال الليثُ: نعجةٌ هِرطةٌ: وهي المهزولةُ التي لا ينتفعُ بلحمها غثوثةً. ويُقال لذلك اللحمِ: هَرْطٌ - بالفتح عن الفراء - وهِرْطٌ - بالكسر عن ابن الأعرابي - قال: وهو الذي يتفتتُ إذا طُبخَ. وقال ابنُ شُميلٍ: الهرطةُ من الرجال: الأحمقُ الجبانُ الضعيفُ. وقال ابنُ دريدٍ: الهَيْرَطُ - مثالُ صقيلِ - : الرخوُ. قال: وهَرْمَطَ فلانٌ عرض فلانِ: إذا وقعَ فيه، وسنعيدُ ذكره - إن شاء اللّه تعالى - في تركيب ه ر م ط على ما ذكروه في الرباعي، والميمُ عندي زائدةٌ، لأنه يُقال: هَرَطَ عِرضه وهَرَدَهُ. وقال ابنُ الأعرابي: هَرِطَ الرجلُ - بالكسر - : إذا استرخى لحمه. وقال ابنُ عباد: الهرطُ: الكثيرُ من المالِ والناسِ، والجمعُ: هِرَطٌ. وتَهَارطَ الرجُلا " نِ: تَشَاتَما. والتركيبُ يدلُ على اختصامٍ وتشاتمِ. هرمطابن دريدٍ والأزهري في الرباعي: هَرْمَطَ فلانٌ عِرْضَ فلانٍ: إذا وقعَ فيه. وقد ذكرتهُ في التركيبِ الذي قبلَ هذا التركيب. هططابنُ الأعرابي: الهُطُطُ - بضمتينِ - : الهلكي من الناسِ. والأهَط: الجملُ الكثيرُ المشيِ الصبورُ عليه، والناقةُ: هَطاءُ. وقال ابنُ عباد: الهُطَاهِطُ: الفَرَسُ، والهَطْهَطَةُ: صوتُها. وقال ابنُ دريدٍ: الهَطْهَطَةُ: هي السرعةُ في المشي أو ما أخذ فيه من عملٍ، زعموا. هقطالخارزنجي: يقال في زَجرِ الفرس: هِقِطْ. قال: والهَقَطُ - بالتحريك - : لُغةٌ يمانيةٌ. وقال ابنُ دريدٍ: الطهْقُ - لُغةٌ يمانيةٌ - : وهو سرعةُ المشيِ زعموا، والهقطُ أيضاً. قال: وأحسبُ أن قولهم للفرس إذا استعجلوه هِقَط من هذا، وانشد: لما سَمِعْتُ قولهمْ هِقَطُ ... أيقنتُ أن فارساً منحطُ هلطابنُ الأعرابي: الهالِطُ: المسترخي البطنِ. والهالِطُ: الزرعُ الملتفُ. وفي النوادرِ: هَلْطةٌ من خبرٍ ولهطةٌ: أي الخبرُ الذي تسمعهُ ولم تُصدقه ولم تكذبهُ. هلمطابن دريدٍ: هَلْمَطَ الشيء: إذا أخذه أو جمعهَ، وفي بعض نسخِ الجمهرةِ: هَلْمَطَ، والصوابُ عندي تقديمُ اللام على الميم. همطالهَمْطُ: الظلمُ والخبطُ، يقال: هَمَطَ الناس يهمطهم - بالكسر - : إذا ظلمهم حقهم. وفي حديث إبراهيم النخعي: انه قال: كان العمالُ يهمطون ثم يدعونَ فيجابون: أي كانوا مع ظلمهم وأخذهم الأموالَ من غير جهتها وحقها إذا دعوا إلى الطعام أجيبوا. وعنه - أيضاً - أنه سُئلَ عن العُمالِ ينهضونَ إلى القرى فيهمطونَ أهلها، فإذا رجِعوا إلى أهاليهم أهذوا لجيِرانهم ودعوهمُ إلى طعامِهم، فقال النخعي: لك المهنأ وعليهم الوزرُ. ومثلُه ترخيصُ ابنِ مسعودٍ - رضي اللّه عنه - في إجابةِ دعوةَ صاحبِ الربى إذا هو دَعَا وأكلِ طعامهِ، وقولهُ: لك المهنأُ وعليه الوزرُ. والهَمْطُ - أيضاً - الأخذُ بغيرِ تقديرٍ. ويقُال - أيضاً - : هَمَطَ: إذا لم يُبالِ ما قالَ وما أكلَ. وهَمَطَ المالَ واهْتَمَطَهُ: إذا أخذه من صاحبهِ على سبيلِ الغلبةِ والجور. واهتَمَطَ عِرضَ فلانٍ: إذا تنقَصَهُ وشَتَمَه. والتهَمُطُ: الغَشْمَرَةُ في الظلم والأخذُ بغير تثبتٍ. هملطابنُ دريدٍ: هَمْلَطَ الشيءَ: إذا أخذخ أو جمعهَ. وفي بعض نسخِ الجمهرةِ: هَلْمَطَ، وقد تقدم. هنزطهِنْزِيْطُ - مثالُ قِنْديْل - : من الثغورِ الروميةِ. هوطابنُ الأعرابي: يُقالُ للرجلِ: هُطْ هُطْ: إذا أمرته بالذهابِ والمجيءِ. والهائطُ: الذاهبُ. هيطالفراءُ: تَهايطَ القومُ: إذا اجتمعوا وأصلحوا أمرهم بينهم، وهو خِلافُ التمايُطِ. وقد ذكرتُ اختلافهم في معنى الهياطِ والمِياطِ في تركيبِ م ي ط. قال المُتنخلُ الهُذلي يصفُ ماءً: كأن وغى الخَموشِ بجانبيهِ ... وغى ركبٍ أميمَ ذوي هِياطِ ويروى: " زِيَاطِ " ، ويُروى: " لَغى الخَمُوشِ " . يعطيَعَاطِ - مثالُ قَطَامِ - : زجرٌ للذئبِ، قال: صُب على آلِ أبي رِياطِ ... ذُؤالةٌ كالأقداحِ المِراطِ يهفو إذا قيل له: يَعَاطِ. وقد يُقالُ في زجرِ الإبل، قال ابو المِقدام جساسُ بن قُطيبٍ: وقُلُصٍ مُقورةِ الألياطِ ... باتتْ على مُلحبٍ أطاطِ تنجوُ إذا قُلتَ لها: يَعَاطِ وقال رؤبة: ناجٍ يُعنيهن بالابْعَاطِ ... والماءُ نَضاخٌ من الآباطِ إذا استزادوُهُن بالسياطِ ... في رَهَجٍ كشُقَقِ الرياطِ أربى وقد صاحُوا بها يَعَاطِ ... مَعْجي أمامَ الخيلِ والتباطي وقال السكريُ في قولِ المُتنخلُ في قولِ المتنخلُ الهُذلي: فهذا ثُم قد عَلمُوا مَكاني ... إذا قالَ الرقيبُ: ألا يَعَاطِ كان الرجُلُ إذا رأى جيشاً قال: يَعَاطِ، يُنذرُ أهلهُ. وقال ابنُ حبيبَ: هو كقولكَ عند القِتالِ: عاطِ عاطِ. وقال الجُمحي: يَعَاطِ: استغاثَةٌ وزجرٌ. وقال غيرهمُ: يَعَاطِ أي احملوا، ويعاطِ: إعراءٌ. وبعضُ العَرَبَ يقولُ: يِعَاط - بكسر الياء - ؛ وهو قبيحٌ، لاستثقالِ الكسرةِ على أختِ الكسرة، فأنهُ ليس في كلام العَرَبَ اسم أولها ياءٌ مكسورةٌ، الا يسارٌ لليدِ وهلالُ بن يسافٍ. وقال ابنُ عباد: يُقالُ في زجرِ الابلِ: يا عَاطِ، وفي زَجْرِ الخيلِ إذا أُرسلتْ عند السباقِ: يَعَاطِ. وقال غيرهُ: يُعَاطِ - بضم الياء - لُغةٌ ثالثةٌ. وأيعَطْتُ بالذئبِ ويَعطْتُ به تيعيُطاً وياعَطتُ به: إذا قُلتَ له: يَعَاطِ. واللبابِ الفاخرِ. ولله الحمدُ والمنةُ. نجزَ على يدِ مؤلفه الملتجئ إلى حَرَمِ اللّه تعالى الحسنِ بن محمد " بن " الحسن الصغاني. كتبه وهو مُحصرٌ عن الإلمام ببيتِ اللّه الحرامِ وتعظيمِ المشاعرِ العظام، وهو يسألُ اللّه تعالى فكه وإطلاقهَ، وتيسيره..... وانطلاقه،..... الفراغُ منه لليلتين خَلَتا من جمادى الآخرةِ من شهور سنة....، والصلاةُ على سيدنا محمدٍ وآلهِ وأصحابه. أبغعين أباغَ وإباغَ وأُبَاغَ - بالحركات الثلاثة - : عين أُضيفت إلى أُبَاغَ، والضم أشهر. ومنه يوم عين أُبَاغَ: يوم من أيام العرب قُتل فيه المنذر بن المنذر بن ماء الماء، وهي بين الكوفة والرقة، قالت امرأة من بني شيبان: بِعَيْنِ أبَاغَ قاسَمْنا المَنايا ... فَكانَ قَسِيْمُها خَيْرَ القَسِيْمِ وقال الأخطل يصف ناقة: أجَدَّتْ لِوِرْدٍ من أُبَاغَ وشَفَّها ... هَواجِرُ أيّام وَقَدْنَ لها شُهْبِ أرغأرْغَيَانُ: ناحية من نواحي نيْسابور. ببغالبَبَّغَاءُ: هذا الطائر الأخضر المعروف. ولقب شاعر أيضاً، وهو أبو الفَرَج عبد الواحد بن نصر المخزومي، ولُقب بالببغاء لِلُثْغَةٍ في لسانه. بثغالليث: البَثَغُ - بالتحريك - : ظهور الدم في الجد، لغة في البَثَغِ بالعين المهملة. بدغبَدِغ بالعَذِرة يَبْدغ بَدَغاً - مثال تَعب يتعب تَعَباً - : إذا تلطَّخ بها. وقال الليث: البَدَغُ: التَّزَحُّف بالأسْتِ على الأرض، قال رؤبة: لَوْلا دَبُوْقاءُ اْتسْتِهِ لم يَبدغ ويورى: " لم يَبْطَغِ " . قال: دَبُوقاؤه: ما قذف به من جوفه، والدَّبُوقاء: الدَّبقُ. قال: ويقال: بَدِغ الرجل في خُرئه: إذا تلطخ به، ويدل قوله: " دَبُوْقاء اسْتِهِ " على هذا. يقول: لولا أنه سَلَح لم يَتَلطَّخ به. وقال غيره: ويقال أيضاً: بَدِغ بالشر: إذا تَلَطخ به. ويقال: بنو فلان بَدِغون: إذا كانوا سِمانا حسنة ألوانه. وقيس بن عاصم المِنْقَري - رضي الله عنه - كان يسمى بَدِغا في الجاهلية، لأنه غَدَر غدْرَة. وفي النسخ المقروءة المُصححة المضبوطة من الجمهرة: البِدْغ - بكر الباء وسكون الذال - . وقال أبو أسامة جُنادة بن محمد الأزدي البَدْغُ - بالفتح - : كَسْر الجوز واللوز. والبَدِغ - بِوَزن كَتِف - : المُتلَطِّخ بالعَذرة. والبِدْغ - بوزن ذِمر - : الذي يسْلح في ثيابه، وقد بَدَغ بَدَاغة فهو بِدْغ - مثال ذَمُر ذَمَارة فهو ذِمْر - . قال: وكذلك كل ما جاء على فِعْل - بكسر الفاء وإسكان العين - من النعوت. وقال ابن دريد: الأبْدَغ أحسِبُه موضِعاً. وقال ابن الأعرابي: أبْدَغ زيد عمراً وأبْطَغه: إذا أعانه على حمله لينهض به. وقال ابن فارس: الباء والدال والغين ليست فيه كلمة أصلية، لأن الدال في أحد أصولها مُبدلة من طاء وهو قولهم: بَدِغ الرجل: إذا تلطخ بالشر: وهو بِدْغ من الرجال، وهذا إنما هو في الأصل طاء. قال: وبقيَت كلمتان مشكوك فيهما: إحداهما قولهم: البَدَغُ: التزحف على الأرض، والأخرى قولهم: إن بني فلان لَبَدِغُون: إذا كانوا سِماناً حَسنة أحوالهم. والله أعلم بصحة ذلك. برزغالليث: البُرْزُغُ: نشاط الشباب، قال رؤبة: هَيْهَاتَ رَيْعَانُ الشَّبابِ البُرْزُغِ قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: الرواية: بَعْدَ أفانِيْنِ الشَّبابِ البُرْزُغِ وقال غيره: شاب بُرْزُغٌ وبٌرْزُوْغٌ وبِرْزاغٌ: أي ممتلئ تام، وأنشد أبو عبيدة لرجل من بني سعد جاهلي: حَسْبُكِ بَعْضُ القَوْلِ لا تَمدَّهي ... غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبابِ المُزْدَهي قوله: لا تمدَّهي: يريد لا تمدحي. برغابن الأعرابي: يقال: بَرِغ الرجل - بالكسر - : إذا تَنَعّم؛ كأنه مَقلوب رَبِغَ. وقال ابن دريد: البَرْغُ - بالفتح - : لُغة في المَرْغ وهو اللعاب. بزغبَزَغَتِ الشم تَبْزُغُ بَزْغاً وبُزُوْغاً: إذا شرقت، قال الله تعالى: )فَلَمّا رَأى القَمَرَ بازِغاً(. وقيل: البُزُوغُ: ابتداء الطلوع. وبَزَغَ ناب البعير: طلع. والمِبْزَغُ: المِشرَط. وبَزَغَ الحاجم والبيطار: أي شرط، قال الأخطل: يُسَاقِطُها تَتْرى بِكُلَّ خَمِيْلةٍ ... كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقِف رَهْصَ الكَوادِنِ وقال ابن دريد: بَزِيْغ: اسم فَرس معروف. وبيزغُ: قرية بين دَيْرِ عاقول وجبل. وابْتَزَغَ الربيع: جاء أوله. والتركيب يدل على طلوع الشيء وظهوره. بستغبَسْتِيْغُ: قرية من قرى نيسابور يُنسب إليها من أصحاب الحديث أبو سعد شبيب بن أحمد بن محمد بن خشْنام البَسْتيغي. بشغابن دريد: البَشْغُ والبَغْشُ: المطر الضعيف، يقال: بُشغَتِ الأرض وبُغشَتْ، وأصابَتنا بَشْغَة وبَغْشةٌ، وأبْشَغَ الله الأرض وأبْغَشَها. بطغابن السكيت وأبو عُبيد: بَطِغ بالعَذِرة وبَدِغ يَبْطَغُ ويَبْدَغُ: تَلَطَّخ بها، قال رؤبة: لَوْلا دَبُوْقاءُ اسْتِهِ لم يَبْطَغِ ويروى " لم يَبْدَغ " . وبَطِغ بالأرض: أي تَمَسّح بها وتَزَحّف. وقال ابن الأعرابي: أبْطَغَ زيد عمراً وأبدغَه: أي أعانه على حمله لينهض به. بغغالبُغْبُغُ - بالضم - عن ابن الأعرابي: البئر القريبة الرَّشاء، ويُصغَّر فيقال: البُغَيْبغ، قال: يا رُبَّ ماء لك بالأجْبالِ ... أجْبالِ سَلْمى الشَّمَّخِ الطَّوَالِ بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقالِ ... طامٍ عليه وَرَقُ الهَدَالِ وأنشد ابن دريد: قد وَرَدَتْ بُغَيْبِغاً لا تُنْزَفُ ... كأنَّ من إثْبَاجِ بَحْرٍ تُغْرَفُ وقال الليث: البُغَيْبِغةُ: ضَيْعَةٌ بالمدينة ؟على ساكنيها السلام - كانت لآل جعفر ذي الجناحين ؟رضي الله عنه - وقال غيره: هي عين كثيرة النخل غزيرة الماء. وقال ابن الأعرابي: البُغَيْبغُ: تَيْس الظَّبَاء السمين. وإذا طَلَقاً بُغَيْبِغاً: إذا كان لا يُبعد فيه. وقال أبو عمرو: بغَّ الدم: إذا هاج. وقال أبو عمر الزاهد: البُغُّ ؟بالضم - : الجمل اصغير، والبُغّة: الناقة. وقال الليث: البَغْبَغَة: حكاية ضرب من الهدير، قال رؤبة: بِرَجسْ بَغْبَاغِ الهَدِيْر البَهْبَهِ قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: الرواية: بَخْباج الهدير، بالخاء لا غير. والمُبَغْبغُ: السريع العجِل. وقال ابن عبّاد: المُبَغْبغ: المخلّط. وبَغْبَغَهم الحيش: أي داسهم ووطئهم. والبَغْبَغة: الغَطيط في النوم. وقال غيره: قَرَب مُبَغْبغ. وقال أبو حاتم: مُبَغْبَغ: أي قريب، قال رُؤبة يَصف حماراً: يَشْتَقُّ بَعْدَ القَرَب المبَغْبغِ أي: يُبَغْبغُ ساعة ثم يشتق أخرى. بلغبلغْتُ المكان بلوغاً: وصلْت إليه، وكذلك إذا شارفْت عليه، قال الله تعالى: )فإذا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ( أي قاربنه. وقوله تعالى: )إنَّ الله بالِغٌ أمْرَهْ( أي يبْلغ ما يريد. وقوله تعالى: )أيمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ( أي مُؤكَّدة. وبلغ الغلام: أدرك. وبلغ في الجودة مَبلغاً. وثناء أبلغ: أي مُبالغ فيه، قال رؤبة يمدح المُسبِّح بن الحَوَارِي بن وزياد بن عمرو العَتَكي: بَلْ قُلْ لِعَبْدِ الله بَلِّغْ وابْلُغِ ... مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّنَاءِ الأبْلَغِ وشيء بالغ، أي جيد. وقال الشافعي ؟رحمه الله - في كتاب النَّكاح: جارية بالغ؛ بغير هاء وهو فصيح حُجة في اللغة. وقال الأزهري: سمعت فُصحاء العرب يقولون: جارية بالغ وامرأة عاشق ولحية ناصل، ولو قيل بالغة لم يكن خطأ، لأنه الأصل. ويقال: بُلِغَ فلان ؟على ما لم يُسمَّ فاعله - أي جُهِد، وأنشد أبو عُبيد: إنَّ الضَّبَابَ خَضَعَتْ رِقابُها ... للسَّيْفِ لمّا بُلِغَتْ أحِسَابُها أي: مجهودها، وأحسابها: شُجَاعتها وقوتها ومناقِبها. وقال ابن عبّاد: التَّبْلغة: الحبل الذي يوصل به الرِّشاء إلى الكَرَب، والجمْع: التَّبالغ. وقال الفَرّاء: أحمق بَلْغ وبَلْغَة وبِلْغٌ ؟بالفتح والكسر - : أي هو مع حماقته يبلغ ما يريد، ويقال: بِلْغٌ مِلْغٌ. قال: ويقال: اللهم سِمْع لا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغٌ وسِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً، ومعناه: نسمع به ولا يتم. وقال الكسائي: هذا إذا سمع الرجل خبراً لا يُعجبه. ويقال: أمر الله يلْغٌ: أي بالغ، قال الحارث بن حِلّزَةَ اليشكري: فَهَداهُمْ بالأسْوَدَيْنِ وأمْرُ ... اللهِ بَلْغٌ يَشْقى به الأشقياءُ والبَلاغة: الفَصَاحة، وقد بلُغ الرجل ؟بالضم - : أي صار بَلِيْغاً أي فصيحاً يُبَلّغ بِفصاحته ما في قلبه نهاية مُراده وضميره. والبَلاغُ: الكِفاية، قال: تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ ... وباكِر المعدَةَ بالدِّباغِ بِكِسْرَةٍ جَيَّدَةِ المضاغِ ... بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ والبَلاَغُ: الاسم من الإبْلاغ والتَّبْلِيْغ. وقوله تعالى: )هذا بَلاَغٌ للناس(: أي هذا القرآن ذو بَلاغٍ للناس: أي ذو بيان كاف. وقوله تعالى: )فَهَلْ على الرُّسُلِ إلا البَلاغُ المُبيْن( أي الإبلاغ. وقوله تعالى: )لم يَلْبَثُوا إلا ساعةً من نَهارٍ بَلاغٌ( أي ذلك بَلاغٌ. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : كل رافِعة رَفَعت علينا من البَلاغ فقد حَرَّمْتها أن تُعْضَد أو تُخَبَط إلا لعصفور قَتَب أو مَسَد مخالة أو عصا حديدة. يعني المدينة ؟على ساكِنيها السلام - ، أراد: من المُبالغين في التبليغ، يروى بفتح الباء وكسرها فإن كان بالفتح فله وَجهان: أحدهما: أن البلاغ ما بلغ من الكتاب والسنة، والوجه الآخر: من ذوي البلاغ، أي الذين بلَّغُونا، أي من ذوي التبليغ، فأقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي، كما تقول: أعطيتُ عطاءً. والبلاغات: كالوشايات. والبُلْغَة: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش. والبالِغَاء: الأكارع في لُغة أهل المدينة ؟على ساكِنيها السلام - ، قال أبو عُبيد: أصلها بالفارسية: بايْها. وخطيب بِلَغ ؟مثال عِنبٍ - : أي بَلِيْغ، كقولهم: أمر بِرَح أي مُبَرِّح، ولحم زيم ومكان سِوىً ودينفِيم. والبِلَغِيْن في قول عائشة لعلي ؟رضي الله عنهما - حين ظَفِر بها: بلغت منا البِلَغِيْن: أي الدّاهية. أرادت أن الحرب قد جَهَدتْها وبَلَغَتْ منها كل مبلغ. وفي إعرابها طريقان: أحدهما أن يُجرى الأعراب على النون ويُقَرَّ ما قبلها ياء، والثاني أن تُفتح النون أبداً ويُعْرب ما قبلها فيُقال: هذه البِلَغون ولقيت البِلَغِيْنَ وأعوْذ بالله من البِلَغِيْنَ. والإبْلاَغُ والتَّبْلِيْغُ: افيصال، قال أبو زُبيد حَرْملة بن المنذر الطائي: مَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنا النّائينَ إذْ شَحَطُوا ... أنَّ الفُؤادَ إليهمْ شَيِّقٌ وَلِعُ وقوله تعالى: )يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليكَ من رَبِّكَ( وقوله ؟صلى الله عليه وسلم - بلَّغوا عنِّي ولو آية وحدَّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج. وبَلَّغَ بكذا: أي اكتفى به، قال: تَبَلَّغْ بأخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيْدَها ... وبالقَضمِ حتّى يُدْرِكَ الخضْمَ بالقَضْمِ وقال عُبيد الله بن عُتبة بن مسعود، ويورى لقيس بن ذريح، والقطعة التي منها هذانِ البيتان موجودة في أسعارهما: شَقَقْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَأْتِ فيه ... هَوَالِ فَلِيْمَ فالتَأَمَ الفُطُوْرُ تَبَلَّغَ حيثُ لم يَبْلُغْ شَرَابٌ ... ولا حُزْنٌ ولم يَبْلُغْ سُرورُ ويروى: " صَدَعْتِ القَلْبَ ثمَّ ذَرَرْتِ " . أي تكلّف البلوغ حتى بلغ. وتبلّغت به العلة: أي اشتدت. وبالَغ فلان في أمري: أي لم يُقصر. والتركيب يدل على الوصول إلى الشيء. بوغأبو عُبيد: البَوغاء: التربة الرخوة التي كأنها ذرِيرة. وفي حديث المولد: تَلَفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغَاءُ الدِّمَنْ وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب و ب ذ. وقال آخر: لَعَمْرُكَ لولا هاشمٌ ما تَعَفَّرَتْ ... بِبَغْدَانَ في بَوْغائها القَدَمانِ وقال الليث: البَوْغاء: التراب الهابي في الهواء. وطاشَة الناس وحَمْقاهم: هم البَوغاء، قال: والبَوْغاءُ: سَفِلَة الناس. وقال ابن عبّاد يقال بين القوم بَوْغَاء: أي اختلاط. وبَوْغاء الطّيْب: رائحته. وبُوْغ ؟بالضم - من قرى تِرْمِذ. وقال الفَرّاء: يقال إنك لَعَالِم ولا تُباغ ؟بالرفع - ولا تُبَاغانِ ولا تُباغونَ: أي لا يُقْرَن بك ما يَغْلِبُك. وتَبَوّغ الدم بصاحبه وتَبَيَّغَ فقتهل: أي غلبه، وتَبَوَّغَ الرجل بصاحبه: كذلك. والتركيب يدل على ثوران الشيء. بهغابن دريد: البُهُوْغُ: الهُبُوْغُ؛ وهما النوم، يقال: هابغٌ باهِغٌ. بيغابن عبّاد: البَيْغ ثوران الدم. وبَاغَ: هلك. وقال غيره: البَيّاغُ بن قيس: أحدُ فرسان العرب. وقال ابن عبّاد: بيَّغْت به: أي انقطَعت به، وبُيِّغَ به. وتَبَيَّغ عليه الأمر: اختلط. والتَّبَيُّغُ: كثرة اللبن. وتَبَيَّغ الدم وتَبَوَّغَ: إذا هاج وغَلَب. ومنه حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : عليكم بالحِجامة لا يَتَبيَّغْ بأحَدكم الدم فيقتله: أي لا يَتَهَيَّج، ويقال: أصله تَبَغى: من البَغي؛ فقَلَب، مثل جَذب وجَبَذ. وقول رُوَّبة: فاعْلَمْ ولَيْسَ الرَّأيُ بالتَّبَيُّغِ ... بأنَّ أقْوالَ العَنِيْفِ المِفْشَغِ خَلْطٌ كَخَلْطِ الكَذِبِ المُمَغْمَغِ ويُروى: " المُمَضَّغ " . تغغابن الأعرابي: أقبَلوا تِغٌ تِغٌ؛ وتِغاً تِغاً؛ وتِغٍ تِغٍ؛ وقِهٍ قِهٍ: إذا قَرْقَروا بالضحك. وقال الفرّاء: يقولون: سمعْت تغٍ تغٍ؛ يريدون: صوت الضحك. وقال الليث: وفي بعض روايات العُقيلي: فأقبلوا تِغٍ تِغٍ: يحكي الصوت المسموع من الضّاحِكِ، قال: والتَّغْتَغَةُ: حكاية صوت الحلي، وفي صوت الضحك: تَغْتَغَ يُتَغْتِغُ. وقال الزهري: قول الليث: التَّغْتَغَةُ حكاية صوت الضحك. وقال غيره: المُتَغْتِغُ: الذي إذا تكلم لم يكد يُسمع كلامه، قال رؤبة: للأرْضِ من جِنِّيَّةِ المُتَغْتِغِ ... وجْسٌ كتَحْدِيْثِ الهَلُوْكِ الهَيْنَغِ وقال ابن دريد: التَّغْتَغَةُ: رتَّة في اللسان وثِقَلٌ؛ يقال: تَغْتَغَ كلامه: إذا ردَّده ولم يُبينه. ثدغشَمِرٌ هَمَغ رأسه وثَدَغَه وثَمَّغَه: إذا شَدَخه. وانهَمَغَت الرُّطبة وانْثَدَغَتْ وانْثَمَغَتْ: إذا انفَضَخَت. ثرغابن السكِّيت: ثُرُوْغُ الدَّلاء: ما بين العراقي؛ مثل فُرُوْغِها، الواحد: ثَرْغٌ وفَرْعٌ ؟بالفتح. وثَرِغُ الرجل: إذا اتسع مصب دَلوِه. ثغغابن عبّاد: رجل ثَغْثَغ وثَغْثاغُ الكلام: أي مُخلِّطُه. وقال الليث: الثَّغْثَغَة: عَضُّ الصبي قبل أن يشقَأ نابه ويَّغِر، قال رؤبة: وعَضَّ عَضَّ الأدْرَدِ المُثَغْثِغِ قال: والمُثَغْثِغُ: الذي يبُل رِيقه بِفيه ولا يؤثِّر فيما يَعَض لأنه لا أسنان له. وقال ابد دريد: الثَّغْثَغَة: الكلام الذي لا نظام له، يقال: ثَغْثَغَ كلامه: إذا خلَّط فيه، قال: ولا بِقِيْلِ الكَلِمِ المُثَغْثَغِ ويورى: " ولا بِقِيْلِ الكَذِبِ " . وقال غيره: الثَّغْثَغَةُ: فِعْل الرجل الذي إذا تكلم حرّك أسنانه في فيه واضطرب اضطراباً شديداً فلم يُبين كلامه. وقال ابن عبّاد: الثَّغْثَغَةُ: التفتيش. ثلغ الليث: الثَّلْغُ: هَشْم الرأس، يقال: ثَلَغْتُ رأسه: إذا شدَخْته، ومنه حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - في حديث أمر قريش: إن ربي أمرني أن آتيهم وأُبين لهم الذي جَبَلهم عليه، فقلت: يا رب إني إن آتيهم يُثْلَغْ رأسي كما تُثْلَغٌ العِتْرَة، ويروى: يُفْلَغ رأسي كما تُفْلَغُ العِتْرة. وقال رؤبة: والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ ... كالفَقْعِ إنْ يُهْمَزْ بِوَطْءٍ يُثْلَغِ وقال ابن عبّاد: الأثْلَغيُّ: الذَّكَر. والمُثَلَّغُ من الرُّطب: ما سقط من النخلة فانشَدَخ. والمُثَلَّغ من الرطب أو التمر: الذي أصابه المطر فأسقطه ودقَّه، يقال: تَنَاثَرَت الثمار فَثُلِّغَت. والانْثِلاَغُ: الانْشدَاخُ. وقال ابن عبّاد: الانْثِلاغُ: إرْطابُ النخل. ثمغالليث: الثَمغُ خَلْط البَياض بالشواد، يقال: ثَمَغَ رأضسه بالحِنّاء وبالخلوق يَثْمَغُه: إذا غَمَسه وأكثر. وقال أبو عمرو: ثَمُغْتُ الثوب: أي صَبَغته صَبغاً مُشبعاً، قال ضَمرة بن ضَمرة النَّهْشلي: ترَكْتُ بَني الغُزَيِّلِ غَيرَ فَخْرٍ ... كأنَّ لِحاهُمُ ثُمْغَتْ بِوَرْسِ ولا يكون الثمْغُ إلاّ من حُمرة أو صُفرة، وأنشد الأصمعي للعُلَيْكِم يذكر امرأته وقد رأت شيب رأسه ولحيته: ولِحْيَةً تُثْمَغُ في خَلُوْقِها ... كأنَّما غَذّى على فُرُوْقِها " ضَارٍ " يَمجُّ الدَّمَ من عُرُوْقِها ضار: أي عِرْق ضار. وثَمْغ: مال كان لِعُمر ؟رضي الله عنه - فجعله صدقة حَبيساً ووقفه. وقال الفَرّاء عن الكسائي: ثَمَغة الجبل ؟بالتحريك - : أعلاه قال الفَرّاء: والذي سمعته: نَمْغَةُ ؟بالنون - . وقال ابن عبّاد: الثمْغُ: البَلُّ، يقال: ثَمَغَ رأسه بالدُّهن. قال: والثِميْغغَةُ من الطعام: مارَق واختلط بالوَدَك. والثِميْغَة: أرض رطْبة. قال: والثِميْغَة: الشَّجة في لحم الرأس. وتركته مَثْمُوغاً: أي مُسْترخياً. وقال غيره: ثَمَغَ رأسه تَثْميغاً: إذا غَلّفة، قال رؤبة: قد عَجبت لبّاسة المُصَبَّغ. أن لاح شَيب الشَّمَطِ المُثَمَّغِ وانْثَمَغَت الرطبة: إذا انْفَضخَتْ حين تسقُط. وقال ابن عبّاد: المُنْثَمِغُ من القروح: المُبْتل. جلغالخارْزَنْجيُّ: جَلَغَ بعضهم بعضاً بالسيف جَلْغاً: مثل هَبَروا. وناب جَلْغَاء: أي ذاهِبة الفم. والمجَالَغةُ: الضحك بالإنسان. وجالَغْتُه بالسيف: أي كافحْتُه به مُواجهة. دبغالكِسائي: دَبَغَ فلان الاهابَ يَدْبُغُه ويَدْبَغُه ويَدْبِغُه دَبْغاً ودِبَاغاً ودِباغَةً. وسُئل النبي ؟صلى الله عليه وسلم - عن جلود المَيْتة فقال: دِباغُها طَهُورها، قال: تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ ... وباكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ بِكِسْرَةٍ طَيِّبَةِ المَضاغِ ... بالمِلْحِ أو ما خَفَ من صِبَاغِ وقال رؤبة: أوْهى أدِيْماً حَلِماً لم يُدْبَغِ والدِّباغ ؟أيضاً - : ما يُدْبَغُ به، يقال: الجلد في الدِّباغ، وكذلك الدِّبْغُ والدِّبْغَةُ ؟بالكسر فيهما. والدِّباغَة: حِرفة الدِّبَاغِ. وقال ابن دريد المَسْكُ دَبِيْغٌ ومَدْبُوْغٌ، والدَّبّاغُ ؟فَعّال - من ذلك. وقال الزهري: المَدْبَغَة: الجلود التي جُعلت في الدّباغ، كأنه جعلها جَمْعاً، كالمَسْيَفَة والمَشيخة. والمَدْبَغَة: موضِع الدَّبْغ، قال: وقالوا مَدْبُغَةٌ أيضاً. قال: وقد سمت العرب دابِغاً، قال: وإنَّ امْرءً يَهْجُوْ الكِرامَ ولم يَنَلْ ... من النّاسِ إلاّ دابِغاً لَلَئيْمُ قال: وهو رجل معروف، وله حديث. والدَّبُوْغُ: المطر الذي يَدْبُغُ الأرض بمائه. وانْدَبَغَ الجلد: مُطاوِع دَبَغْتُه. دغغالليث: الدَّغْدَغَةُ: في البُضْعِ وغيره. ولم يَزِد. وقال ابن دريد: الدَّغْدَغَةُ مستعملة، وأحسِبها عربية. وقال الأصمعي: يقال للمَغْمُوز في حسَبه أو في نسبه: مُدَغْدَغٌ. ويقال: دَغْدَغَه بكلمة: إذا طعن عليه، قال رؤبة: واحْذَرْ أقاوِيْلَ العُدَاةِ النُّزَّغِ ... عَلَيَّ إنيِّ لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ ويروى: " بالمُزَغْزَغِ " والزَّغْزَغَة والدَّغْدَغَة سواء وقال أيضاً: والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُدَغْدَغِ ... كالفَقْع إنْ يُهْمَزْ بِوَطْءٍ يُثْلَغِ ويروى: " المُزَغْزَغِ " . دفغابن دريد الدَّفْغُ: تِبْنُ الذَّرَةِ ونُسَافَتها، وأنشد: دُوْنَكِ بَوْغاءَ رِياغِ الرَّفْعِ ... فاصْفِغِيْه فاكِ أيَّ صَفْغِ ذلكَ خَيْرٌ حُطَامِ الدَّفْغِ ... وأنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاةَ نَفْغِ تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أوْ بالمَرْغِ الرَّفْغُ: أسفل الوادي، وصَفَغْتُ الشيء: إذا قَمِحْته، والنَّفع: التَّنَفُّط والمَرْغُ: اللعاب. دمرغابن دريد: الدُّمَرِغُ ؟مثال عُلِبطٍ - : الرجل الشديد الحُمرة. وقال ابن عبّاد: أبيضص دُمَّرغيّ: إذا كان يَقَقاً. دمغالدِّمَاُ: واحد الأدْمِغَة، وقد دَمَغَه دَمْغاً: شَجَّه حتى بلغت الشَّجة الدِّماغَ، واسمها: الدّامِغَة، لأن الشَّجَاجَ عشر أولها القاشِرَة وهي الحَرْصة والحارِصَة أيضاً؛ ثم الباضِعَة؛ ثم الدّامِيَة ثم المتلاحِمة ثم الامِّة؛ ثم الدّامِغَة. وزاد أبو عُبيد: الدّامعة ؟بعين غير معجمة - قبل الدّامية. والدّامِغَة: طلعة من شَظيات القُلْب طويلة صُلْبة إن تركت أفسدت النَّخلة. وقال الأصمعي: يُقال للحديدة التي فوق مؤخرة الرَّحْلِ: الغاشية، وقيل: هي الدّامِغة، قال ذو الرَّمة: فَقُمْنا فَرُحْنا والدَّوامِغُ تَلْتَظي ... على العِيْس من شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوالها ويقال فيها: الدّامِعَةُ ؟بالعين المُهملة - أيضاً، والاعْجَام أكثر. وقال ابن شُميل: الدَّوامِغ: على حاقِّ رُؤوس الأحناء من فوقها، الواحدة: دامِغَة، وربما كانت من خشب، وتُوّسَر بالقدِّ أسْراً شديداً، وهي الخَذَاريف، واحدها خُذرُوف، وقد دَمَغت المرأة حَوِيَّتَها تَدْمَغ دَمْغاً. وقال الأزهري: إذا كانت الدّامِغة من حديد كانت عَريضة تجْمع بين الحِنوَيْن وتُسمَر بِمسمارين، وأمّا الخَذاريف فإنها تُشد على رؤوس العَوارِض لئلا تتفكك. وقال ابن عبّاد: الدّامِغة خشبة معروضة بين عمودين يُعلّق عليه السِّقاء. وقال ابن دريد: الدَّمْغ: مصدر دَمَغْتُه أدْمَغُه وأدْمُغُهُ دَمْغاً: إذا ضربت دِماغَه. ودَمَغَتْه الشمس: إذا آلَمت دِماغه. ورجل دَمِيْغ ومَدْمُوْغ: إذا ضُرب على دِماغه. ودَمِيْغ الشيطان: نَبَزُ رجل من العرب معروف. وأم الدِّماغ: الجلْدة الرقيقة التي تشتمل على الدِّماغ. وقال ابن عبّاد: دَمَغهم بمُطْفيَّة الرَّضْف: أي ذَبح لهم شاة مَهزولة، ويقال: سمينة. والدّامُوغُ: الذي يَدْمَغُ ويهْشِم، وحجر دامُوْغَة؛ والهاء للمُبالغة، وأنشد الأصمعي لأبي حماس: تُقْذفُ بالأُثْفِيَّةِ اللَّطّاسِ ... والحَجَرِ الدّامُوْغَةِ الرَّدّسِ وقال أبو عمرو: يقال أحْوَجْتُه إلى كذا واحرجته وأدْغَمْتُه وأدْمَغْتُه واجْلَدْته وأزْأمْتُه: بمعنى واحد. وقال ابن عبّاد: دمَّغْتُ الثَّرِيدة بالدسم: إذا لبَّقْتها به. وأمّا المدَمَّغُ فكلام مُسترذَل مُستهجَن أُوْلِع به أهل العراق. دنغابن دريد: رجل دَنِغٌ من قوم دَنَغَةٍ: وهم سَفِلَةُ الناس ورُذَالُهم، قال: ويقال دَنِع ؟بالعين المهملة أيضاً - ، وهو الوجه. دوغابن الفَرَج: سَمِعت سُليمان الكلابي يقول: دَاغَ القوم ودَاكوا: إذا عمَّهم المَرَض. والقوم في دَوْغَةٍ من المرض ودَوْكة: إذا عَمَّهم وآذاهم. وقال غيره: أصابتنا دَوغَة: أي بَرْد. وقال أبو سعيد: في فلان دَوْغَة ودَوْكة: أي حُمْق. وقال ابن عبّاد: دَاغَه الحَرُّ يَدُوْغُه دَوْغاً: أفسده، وهو صاحب دَوْغات: أي فَساد. قال: ودَاغَ الطعام: رَخُص. وداغَ القَوم بعضهم إلى بعض في القتال: أي استراحوا. وذكر الأطباء في كُتب الطب: الدُّوْغَ ؟بالضم - ، وهو فارسي، وهو المخِيْضُ. وقولهم: احمق من دُغَةَ؛ يُذكَر ؟إن شاء الله تعالى - في تركيب د غ و. غغأبو عمرو الشيباني: ذَغَّ جاريته: إذا جامعها. لغابن بُزُرْجَ: ذَلِغَت شَفَته ؟بالكسر - لذْلَغُ ذَلَغاً ؟بالتحريك - إذا انقَلَبَت، وهو الأذْلَغُ. ويقال للذَكر: أذْلَغُ واذْلَغِيّ ومِذْلَعٌ، وأنشد أبو عمرو: واكْتَشَفَتْ لِناشِئ دَمَكْمَكِ ... هن وارِمٍ أكْظَارُهُ عَضَنَّكِ تَقولُ دَلَّصْ ساعَةً لا بَلْ نِكِ ... فَدَاسَها بأذْلَغيٍّ بُكْبُكِ فَصَرَخَتْ قد جُزْتَ أقْصى المَسْلَكِ قال ابن السكيت في كتاب الفَرْق: البُكْبُكُ ؟بالضم - : النِّكاح، والأذْلَغيُّ: منسوب إلى بني أذْلَغَ ؟قوم من بني عامر - يُوصَفون بالنِّكاح. وقال ابن الكلبي: الأذْلَغُ: وهو عَوف بن ربيعة بن عُبادة، وأمُّه من ثُمالَة منهم كُرْز بن عامر بن الأذلَغْ قاتل حِصن بن حُذيفة يوم الحاجر. وقال الزهري: الذّكر يسمى أذْلَغَ: إذا اتمُهَلَّ فصارت ثُومته مثل الشَّفَة المُنقلِبة. ويقال: رجل أذْلَغُ: إذا كان غليظ الشفتين. قال: وقال رجل من العرب: كان كُثَيِّرٌ أذْيلِغَ لا ينال خِلْفَ الناقة لِقصره. وذَلَغَ جارِيته: إذا جامعها. وذَلَغتُ الطعام: أكلتُه. وقال ابن عبّاد: الذّالِغ: لقب الإنسان في سوء ضَحِكه. والذَّلْغُ: الكل لما لان. قال: وأمر ذالِع: أي ليس دونه شيء. وذلَغْتُ الطعام: سَغْسَغْتُه. والانْذِلاغُ والانْثِلاغُ: إرطَاب النخل. وقال غيره: الانْذِلاغُ: انْسِلاخُ ظهر البعير من الحِمْل. وأمر مُتَذَلِّع: مثل ذالِغٍ. ربغأبو عمرو: رَبَغَ القوم في النعيم: إذا أقاموا فيه. وعيش رابِغ: أي ناعم. وربيع رابغ: أي مُخْصبٌ. وقال أبو سعيد: الرّابِغ الذي يُقيم على أمر ممكن له. ورابغ: واد بين الحرمين الشريفين ؟زادَهما الله شرفاً - . وقال ابن الأعرابي: الرَّبْغ: الرّيّ. وقال ابن دريد: الرَّبْغُ ؟بالفتح - : التُّراب المُدقَّق، مثل الرَّفغِ، سواء. والأرْبَغُ: موضع معروف. قال: والأرْبَغُ ؟أيضاً - : الكثير من كل شيء، والاسم: الرَّبَاغَة. واليَرْبَغ ؟مثال يَرْمَع - : موضِع معروف، قال رؤبة: فاعْسِفُ بِنَاجٍ كالرَّباعي المُشْتَغي ... بِصُلْبِ رَهْبي أوْ جِمَادِ اليَرْبَغِ المُشْتَغي: الذي قد همّ أن يُلقي رباعيته ذا شخَصَت ونَغَضت، وأراد البُزُول. وقال الصمعي: اليَرْبَغُ لا يُعرف. وقال ابن عبّاد: الرَّبَغ: سعة العيش. قال: وأخذْت الشيء بِرَبَغِه: أي بِجِد ثانه؛ أي قبل أن يَفوت. والرَّبغ من الرجال: الفاجر الماجن. وأرْبَغَ فلان إبِله: إذا تركها ترد الماء كيف شاءت من غير وقت، يقال: تُرِكت إبلُهم هَمَلاً مُرْبغاً. رثغالليث: الرَّثَغُ ؟بالتحريك - : لغة في اللَّثَغ. ردغالرَّدَغَة والرَّدْغَةُ - بالتحريك والتسكين - : الماء والطين والوحل الشديد، والجمع رَدْغُ ورَدَغٌ ورِدَاغ. وفي حديث حسّان بن عطية: من قفا مُؤمناً بما ليس فيه وقفَه الله في رَدْغَة الخبال حتى يَجيء بالمخرج منه. ردْغَة الخَبال: عُصارة أهل النار. وقال أبو زيد: هي الرَّدَغة، وقد جاء رَدْغَة، قال: وجاءَ في مثل من المُعاياة قالوا: ضَأن بذي تُنَاتِضَةٍ تَقطع ردْغَة في هذه وَحْدها ولا يُسكِّنونها في غيرها. ومكان رَدِغ: كثير الرَّدَغَةِ. وقال ابن الأعرابي: الرَّدِيعُ والرَّدِيغُ: الصَّرِيْع. وقال غيره: الرَّدِيْغُ: الأحمق. وقال أبو عمرو: المَرَادِغ: ما بين العُنق إلى الترقوة، واحدتها: مَرْدَغَةٌ. وفي حديث الشعبي: دَخلت على مُصْعَب لن الزُّبير فدَنوت منه حتى وقعت يدي على مَرَادِغِه. وقال النَّضْر: إذا سَمن البعير كانت له مَرَادِغ في بَطنه وعلى فروع كَتِفيه، وذلك أن الشحم يتراكب عليها كالأرانب الجُثوم، وإذا لم تكن سمينة فلا مَرْدَغَةَ هناك، يقال: إن ناقتك ذاة مَرَادِغ وإن جَمَلك ذو مَرَادِغ. وقال ابن الأعرابي: المَرْدَغَةُ: اللحمة التي بين وابِلَة الكَتيف وجناجن الصدر. قال: والمَرْدَغة: الروضة البَهِيّة. وقال ابن عبّاد: مَرَادِغ السَّنام: ما لَحِق بالمانَة من شحم. واْتَدَغ الرجل: إذا وقع في الرَّداغِ. والتركيب يدل على استرخاء واضطراب، وقد شذّ عن هذا التركيب المَرادِغ بوجُوهها. رزغالرَّزَغَة ؟بالتحريك - : الوَحَل، والجَمْع رَزَغ، وفي حديث عبد الرحمن بن سَمُرَة ؟رضي الله عنه - أنه قال في يوم جمعة: ما خطب أميركم؟ فقال له عمار بن أبي عمار: أما جَمَّعْت؟ فقال: مَنَعناها هذا الرَّزَغ. والرَّزِغُ: المُرتَطِم. وأرْزَغَ المطر الأرض: إذا بلّها وبالغ ولم يُسِلْ، قال طَرَفة بن العبد يهجو عبد عمرو بن بِشر بن عمرو بن مَرْثَد: وأنْتَ على الأدْنى شَمَالٌ عَرِيَّةٌ ... شَآمِيَةٌ تَزْوي الوُجُوْهَ بَلِيْلُ وأنْتَ على الأقْصى صَبَاً غَيْرُ قَرَّةٍ ... تَذاءَبُ منها مُرْزِغٌ ومُسِيْلُ يقول: أنت للبُعَدَاء كالصَّبا تَسوق السحاب من كل وجه فيكون منها مطر مُرْزِغ ومطر مُسيْل؛ وهو الذي يُسيْل الودية والتَّلاَع، فمن رواه: تَذاءَب ؟بالفتح - جعله للمُرْزِغِ، ومنّ رَفَع جعله للصِّبا، ثمقال: منها مُرْزِغ ومنها مُسيل. وقال أبو زيد: أرْزَغَ فيَّ فلان: إذا أكثر من أذاك وأنت ساكِت. وأرْزَغَ في الرج: إذا احتقره واستضعفه، قال رؤبة: إذا البَلايا انْتَبْنَه لم يَصْدَغِ ... شَيْئاً وأعْطى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ ويقال: احتَفر القوم حتى أرْزَغوا: أي حتى بَلَغوا الطين الرطب. وقال ابن عبّاد: أرْزَغَ الرجل: إذا جاءت بِنَدىً. وقال ابن عبّاد: أرْزَغَ في فلان: طَمِعَ فيه. وأرْزَغَ الماء: أي قلّ. واستَرْزَغه: استضعفَه. ورازَغْتُه: أي راوغْته وحاولته، يقال ذلك للذِّئب وغيره. والتركيب يدل على لَثَق وطين. رسغ: الرُّسْغُ والرُّسُغُ ؟كيُسر ويُسْر - واحد أرْساغِ الدواب وأرْسُغه: أي الموضع المُستدق بين الحافِر وموصِلِ الوظيف من اليد والرجل، قال العجَاج: في رُسُغٍ لا يَتَشَكّى الحَوْشَبا وقال أبو زُبيد حَرْملة بن المُنذر الطائي يَصف الأسد: كأنَّما يَتَفادى أهْلُ وُدِّهِمِ ... من ذي زَوائدَ في أرْساغِهِ فَدَعُ ويورى: " أمْرِهِم " . وقال رؤبة: مُسْتَفْرِغِ النَّعلِ شَدِيْدِ الأرْسُغِ وقال الليث: الرُّسْغُ: مَفْصِل ما بين الساعد والكف والساق والقدم؛ ومثل ذلك من كل دابة. وقال ابن دريد: الرُّسْغُ: موصِل الكفِّ في الذراع وموصِل القدم في الساق؛ ومن ذوات الحافِر: مَوْصِل وظيفي اليدين والرِّجلين في الحافِر؛ ومن الإبل: مَوْصِل الأوْظِفة في الأخْفَاف. ولرَّسَاغُ: حبل يُشد في رِسْغ البعير أو الحمار ثم يُشد إلى شجرة أو وتد فيمنعه الانبعاث في المشي. والرَّسَغُ ؟بالتحريك - : استِرْخاء في قوائم البعير؛ عن الأصمعي. وقال أبو مالك: عيْش رَسِيْغ: واسع. وطعام رَسِيْغ: كثير. وقال ابن دريد: رُسَاغ ؟بالضم - : موضِع. والتَّرْسِيْغُ: التَّوسِيع، يقال: إنه مُرَسَّغٌ عليه في العيش: أي مُوَسَّع عليه. وأصابنا مطر مُرَسَّغ: إذا ثرَّى الأرض حتى تَبْلُغ يد الحاجز عنه إلى رُسْغه. وقال ابن عبّاد: رأي مُرَسَّغ: أي غير مُحكم. ورَسَّغْت كلاماً: لَفَّقْت بينه. وراسَغَه: أخذ رُسْغة. وقال الليث: الرَّساغ: مُرَاسَغة الصَّرِّيعين في الصِّراع إذا أخذا أرْساغَهما. وقال ابن بُرُزْج: يقال: ارْتَسَغَ فلان على عِيَاله: إذا وسَّع عليهم النَّفقة، يقال: ارْتَسِغ على عِيالك ولا تُقَتِّر. رصغالليث وابن دريد: الرُّصْغ: لغة في الرُّسْغ، وروى إبراهيم الحربي ؟رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه: حدَّثنا محمد بن ثعلبة بن سواء عن عمه عن همّام عن قتادة عن أنس ؟رضي الله عنه - قال: كان كُمُّ النبي ؟صلى الله عليه وسلم - إلى الرُّصْغ. ذكره في رصغ. وقال ابن دريد: الرَّصَاغ: لغة في الرَّسَاغِ للحبل. قال: ورُصَاغٌ: لغة في رُسَاغ في اسم موضِعٍ. رغغابن عبّاد: الرَّغِيْغَة: العيش الصالح. والرَّغِيْغَة ؟أيضاً - : حَسْو من الزبد. وقال غيره: الرَّغِيْغَة: لبن يُغْلى ويُذرُّ عليه دقيق؛ يُتَّخَذ للنُّفَسَاء، قال أوْس بن حجر: لقد عَلِمَتْ أسَدٌ أنَّنا ... لَهُمْ يَوْمَ نَصْرٍ لَنِعْمَ النُّصُرْ فكيف وَجَدْتُمْ وقد ذُقْتُمُ ... رَغِيْغَتَكُمْ بَيْنَ حُلْوٍ ومَرْ وإذا رَقَّقْتَ عَجِيْنَكَ فقد رَغَغْتَه رَغّاً. وقال الليث: الرَّغْرَغَةُ: من رَفَاغَةِ العيش والانْغِماس في الخير. والرَّغْرَغَةُ: أن تَرد الإبل كل يوم متى شاءت؛ وهي مِثل الرِّفْه، قال مُدْرِك بن لأْيٍ: رَغْرَغَةً رِفْهاً إذا وِرْدٌ حَضَرْ ... أذاكَ خَيْرٌ أمْ عَنَاءٌ وعَسَرْ هكذا أنشده الليث، والرِّواية: " إذا وِرد صَدَر " ، ويُروى: " زَعْزَعَةً " . والرَّغْرَغَة والزَّعْزَعَة: أن تُسقة في اليوم مِراراً. قال ابن دريد: الرَّغْرَغَة أصحُّ من الزَعْزَعَة، قال: الرَّغْرَغَة " : ظِمءٌ من أظَماءِ الإبل وهي أن يسقيها يوماً بالغَداة ويوماً بالعَشي؛ فإذا سقاها في كل يوم إذا انتصف النهار فذلك الظَّمْءُ الظاّهرة. وقال ابن الأعرابي: المَغْمَغَة: أن تَرد الإبل الماء كُلّما شاءت، والرَّغْرَغَة: أن تَسقيها سقياً ليس بِتام ولا كافٍ. وقال ابن عبّاد: الرَّغْرَغَة: هي أن تَخْبا الشيء وتُخفيه. قال: والرَّغْرَغَة: أن تلزم الإبل الحَمْضَ وهي لا تُريده. وقيل: إذا أصابت حَول الماء من الحَمْضِ ثم شَرِبت فَتِلك الرَّغْرَغَة. والتركيب يدل على رفاهة ورفاغة ونَعْمَة. رفغأبو مالك: الرَّفْغُ: الأم الوادي وشرّه تراباً. وجاء فلان بمال كَرَفغ التراب: أي في كثرته، قال أبو ذُؤيب الهُذلي يصف جملاً بُختياً: أتى قَرْيَةً كانتْ كَثِيراً طَعَامُها ... كَرَفْغِ التُّرَابِ كُلُّ شَيءٍ يَمْيُرها وقال الأخفش: الرَّفْغُ: الناحية. ويقال: تُراب رَفْغ وطعام رَفْغٌ وكِلْس رَفَغٌ: أي لين. وأصل الرَّفْغِ: اللين والسهولة. وقال ابن الأعرابي: هو في رَفْغٍ من قومه وفي رَفْغٍ من القرية: أي من ناحية منهم ومنها؛ وليس في وسط القوم ووسط القرية، والجمْع: أرْفُع ؟مثال فَلْسٍ وأفْلُسٍ - ، قال رؤبة: لاجْتَبْتُ مَسْحُولاً جَدِيْبَ الأرْفُغِ أراد بالمسحول الطريق، شُبِّه بالسَّحْل وهو ثوب أبيض. وقال أبو زيد: الرَّفْغ: الأرض السهلة، وجَمْعه: رِفاغ ؟مثال حبْل وحبال - . والرَّفْغُ: السعة والخِصْب، يقال: رَفُغَ عَيْشُه ؟بالضم - رَفاغَة ورَفاغِيَةً - مثال رَفاهة وزرَفاهِيَة - : أي اتسع، فهو عيش رافِغ ورَفِيْغٌ: أي واسع طيب، وهو في رُفَغْنِيَة من العيش ورُفَهْنِيَة. والأرْفاغُ: المغابن من الآباط وأصول الفَخِذين، الواحد رَفْغٌ ورُفْغ، قال أبو خيرة: الضم لأحل الحجاز. وقال ابن دريد: الرَّفْغُ والرُّفْغُ أصل الفَخِذ، والجمْع: ارْفاغُ ورُفُوغ. قال: وكل موضع من الجسد يجتمع فيه الوسخ؛ فهو رُفْغ وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : أنه صلّى فأوهم في صلاته؛ فقيل: يا رسول الله كأنَّك أوهْمت في صلاتك؛ فقال: وكيف لا أوهم ورُفْغ أحدكم بين ظُفُره وأنْمَلِته. كأنه أراد: ووسَخ ظُفُره، فاختصر الكلام. ومما يُبين ذلك حديثه الآخر: واستبطأ الناس الوحي فقال: وكيف لا يحتبس الوحي وأنتم لا تُقَلِّمون أظفاركم ولا تُنَقَّون بَرَاجِمَكم. أراد أنكم لا تُقلِّمون أظفاركم ثم تحكُّون بها أرفاغَكُم فيعلق بها ما في الأرْفاغ. وفي حديث " عُمر " ؟رضي الله عنه - : إذا التقى الرُّفْغَانِ فقد وجب الغُسْل. يريد: إذا التقى ذلك من الرجل والمرأة؛ ولا يكون ذلك إلا بعد التقاء الخِتانَيْن. وإنما أنكر في الحديث الأول طول الأظفار وترك قصَّها حتى تطول. وقال الفرّاء في قوله ؟صلى الله عليه وسلم - : عَشر من السُّنة وذكر منها تقليم الأظفار ونَتْفَ الرُّفغين: أي نتف الإبط. وقال النَّضر: الرُّفْغ من المَرأة: ما حول فَرْجِها، قال: قد زَوَّجُوْني جَيْئلاً فيها خَدَبْ ... دَقِيْقَةَ الأرْفاغِ ضَخْماءَ الرَّكَبْ وقال ابن عبّاد: المَرْفُوْغَة من النساء: الصغيرة الهَنَةِ لا يصل إليها الرجل. والرَّفْغَاء: الدقيقة الفَخِذَيْن المَعِيْقَةُ الرُّفْغَيْنِ الصغير المتاع. والأرْقاغُ من الناس: سَفِلَتُهم. وقال ابن دريد: الأرْفَغُ: مَوْضِع. وقال غيره: تَرَفَّغَ الرجل المرأة: إذا قعد بين فَخِذَيْها ليَطأها. ويقال: تَرَفَّغ فلان فوق البعير: إذا خَشي أن يرمي به خلف رجليه عند ثِيْل البعير. والتركيب يدل على ضَعة ودناءة. رمغابن دريد: رُمَاغٌ ؟بالضم - : مَوضع. وقال ابن عبادٍ: رَمَغْتُ الشيء أرْمَغه: إذا عَرَكْتَه بيدك كالأديم ونحوه. ورمَّغْت كلاماً تَرْمِغاً: أي لَفَّقْتُه. ورمَّغْت رأسه بالدُّهن والطعام بالأُدم: روَّيتُهما. روغراغ الرجل والثعلي وغيرهما يَروغ رَوْغاً وَوَغاناً: إذا مال وحاد عن الشيء. والرَّوّاغ: الثعلب، يقال: هو أرْوَغ من تَعْلب، قال طَرَفَة بن العبد لعمرو بن هند يَلوم أصحابه في خِذْلانهم: كُلُّ خَلِيْلٍ كُنْتُ خالَلْتُهُ ... لا تَرَكَ اللهُ له واضِحَهْ كُلُّهُمُ أرْوَغُ من ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارِحَهْ وقوله تعالى: )فَرَاغَ إلى أهْلِه(: أي مال إليهم من حيث لا يعلمون، وقال الفرّاء: أي رَجَع في حال إخفاء، قال: ولا يُقال ذلك إلاّ لمن يُخْفيه. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : أنه رأى حُذيفة ؟رضي الله عنه - فَراغ عنه؛ فقال " ألم أرك؟ فقال: إني كُنت جُنْباً. وقال مُعاوية لعَبد الله بن الزُبير ؟رضي الله عنهم - : إنّما أنت ثعلب رَوّاغ كُلّما خَرَجْت من جُحْر انجَحَرْتَ في جُحْرٍ. والرَّوّاغ بن عبد الملك بن قَيس من سُمَي التُّجِيْبي، ذكره ابن يونس في تاريخ مِصر ولم يَزِد. وسُليمان بن الرُّوّاغ الخُشَني وأحمد بن الرَّوَّاغ بن بُرد بن نَجِيح أبو الحسن المصري الأيْدَعاني: كِلاهما من أصحاب الحديث. وفي المثل: رُوْغي جَعَار وانظري أين المَفَرُّ. والاسم منه: الرَّوَاغ. وهذه رِوَاغةُ بني فلان ورِيَاغَة بني فلان: للموضع الذي يصطرِعون فيه، صارت الواو ياء لانكِسار ما قَبلها، وهذا القلب ليس بِضربة لازِب، فإنهم قالوا: الرَّواق والرَّواء وما أشبههما من غير قلب. وقال ابن عبّاد: يقال: فلان في الرَّياغ: أي في الخِصْب. ويقال: أخَذْتني بالرُّوَيْغة، من الرَّوْغ. قال: وأنا مُنذ اليوم أرُوْغ حاجة إلى فلان: أي أبْغِيها بُغاء وَشيكاً. وخير له رَوَاغاء: أي كثير. وقال غيره: أرَاغَ الرجل: أي طلب وأراد، يقال أرَغْت الصيد، وماذا تُرِيغ: أي ماذا تُريد، قال دارة أبو سالم: يُديْرونني عن سالم وأُرِيْغُهُ ... وجِلْدَةُ بين العَيْنِ والأنْفِ سالِمُ وتمثَّل به عبد الله بن عمر ؟رضي الله عنهما - في ابنه سالم. وقال عَبيد بن الأبرص يرُدّ على امرئ القيس قوله: وأفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيْضاً ... ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ فقالأتُوْعِدُ أُسْرَتي وتَرَكْتَ حُجْراً ... يُرِيْغُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ الغُرَابُ ولَوْ لاقَيْتَ عِلْبَاءَ بن جَحْشٍ ... رَضِيْتَ بأنْ يَبيْنَ لكَ الإيابُ ويقال: أريغوني إرَاغَتكم: أي اطْلُبوني طَلِبتكم، قال خالد بن جعفر بن كلاب في فَرسه حَذْفَه: أرِيْغُوْني إرَاغَتَكُمْ فإنِّي ... وحَذْفَةَ كالشَّجي تَحْتَ الوَرِيْدِ وقال ابن الأعرابي؛ رَوَّغَ فلان ثَرِدة بالدسم ومرَّغها وسغبلها ورولها: إذا روّاها دسماً، ومنه حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : إذا كفى أحدكم خادمه حرَّ طعامه فليُقعِده معه وإلاّ فَلْيُرَوِّغْ له لُقْمة. ويروى: إذا صنع لأحدكم خادِمه طعاماً فليُقْعِده معه فإن كان مَشْفُوهاً فليضع في يده منه أُكلة أو أُكلَتين. يوروى: فليأخذ لُقمة فليُرَوِّغها ثم ليُعطِها إيّاه. وارتاغ: أي طلب؛ بمعنى أرَاغ. والمُراوَغة: المُصارعة. وفلان يُرَاوِغ في الأمر. ورَوَاغَ القوم: إذا طلب بعضهم بعضاً، قال عَدي بن زيد العِبادي: وأنا النّاصِرُ الحَقِيْقَةَ إنْ أظْ ... لَمَ يَوْمٌ تَضِيْقُ فيه الصُّدُوْرُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الرَّوَاغُ ولا يَنْ ... فَعُ إلاّ المُشَيَّعُ النَّحْرِيرُ ويروى: " إذْ أظْلَم " يعني: انه نصر النعمان حتى ملكه العرب. وتَرَاوَغ القوم: أي رَاوغ بعضهم بعضاً. وقال ابن دريد: تَرَوَّغَتِ الدّابة: إذا تَمَرَّغَت. والتركيب يدل على ميل وقِلّة استقرار. ريغشَمِر: الرِّياغ ؟بالكسر - الرَّهَج والغُبار، قال: رؤبة: وإنْ أثارَتْ من رِيَاغٍ سَمْلَقا ... تُهوي حَوَامِيها مُدَقَّقا وإنْ أثارَتْ من رِيَاغٍ سَمْلَقا ... تُهوي حُوَامِيها به مُدَقَّقا وقيل: الرَّيَاغ: التراب، واراد: وإن أثارت رِياغاً من سَمْلَق فَقَلب. والرَّيَاغ ؟أيضاً - : النَّفَار. وثلاثَتُها تَدخُل لفي التركيبين يعني هذا التركيب والذي قبله. وقال النَّضْرُ: رَيَّغ فلان لُقْمة بالسّمن وروَّغها به: أي روّاها. وقال العُزَيزي: المُريَّغ: الشيء المُترَّب. وقال النَّضر: تريّغت رَيَّغ فلان لُقمة بالسمن وروَّغها به: أي روّاها. وقال العُزَيْزي: المُرَيَّغ: الشيء المتُرَّب. وقال النَّضْر: تَرَيَّغَت اللقمة بالسمن: أي تروَّت. زبغابن عبّاد: يقال خُذْه بِزَبِغَهِ ؟بالتحريك - : أي بجملته وحدثانه. زدغابن عبّاد: المِزْدَغَة: لغة في المِصْدَغَة وهي المَخَدَّة، يقال: تَزَدَّغْتُ بها. زَغغ ابن الأعرابي: الزَّغُّ ؟بالضم - : صُنَانُ الحَبَش. وقال غيره: يقال: كلَّمتُه بالزَّغْزُغِيَّة ؟بالضم - : وهي لغة لِبعض العجم. وقال ابن دريد: الزُّغْزُغ: ضَرب من الطير زَعموا، ولا أعرف ما صِحتُه. وقال ابن عبّاد: الزُّغْزُغ: القصير الصغير، قال: والزَّغازْغ: الأولاد الصغار؛ الواحد: زُغْزُغ. وقال ابن دريد: رجل زَغْزَغ ؟بالفتح - : أي خَفيف نَزِق. وقال ابن دريد: رجل زَغْزَغ ؟بالفتح - : أي خفيف نَزِق. وقال ابن عبّاد زَغْزَغ: مَوْضِع بالشام. والزَّغْزَغَة:ضَعْف الكلام. وزَغْزَغْتُ رأس السِّقاء: إذا رُمْت حلَّه. وزَغْزَغْتُ بالرجل: سَخِرْت منه. وقال غيره: المُزَغْزَغ: المَغموز في الحسب، قال رؤبة: واحْذَرْ أقاوِيْلَ العُدَاةِ النُّزَّغِ ... عَلَيَّ إنِّي لَسْتُ بالمُزْغْزَغِ ويروى: " المُدَغْدَغِ " وهما بمعنى، وقال أيضاً: فلا تَقِسْني بامَرئٍ مُسْتَوْلِغِ ... أحْمَقَ أو ساقِطَةٍ مُزَغْزَغِ وقال أيضاً: والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ ويورى: " المُدَغْدَغِ " . وقال المُفَضَّلُ: الزَّغْزَغَة: ان تخبأ الشيء وتُخْفيه، وكذلك الزَّعْزَعة. وقال غيره: الزَّغْزَغِيَّةُ: الكَبُوْلاءُ. وقال ابن فارس: الزّاي والغين ليس بشيء. زلغابن عبّاد: زَلَغَتِ الشمس زُلُوْغاً: أي طَلعت؛ والنار ارتفعت. وقال الليث: تَزَلَّغَتْ رجلُه وتَزَلّعت: أي تَشقّقت، رواه الزهري عنه وقال: هذا تَصحيف والصواب بالعين المُهملة. قال الصَّغاني مؤلِف هذا الكتاب: لم أجد هذا التركيب في كتاب الليث وقال العُزَيْزي: ازدلَغ الجلد: إذا أصابته النار فاحترق. زوغابن دريدٍ: الزَّوْغُ مثل الزَّيْغِ، يقال: زَاغَ يَزُوْغُ زَوْغاً: وهو الميل عن القصْدِ، وزاغَ عن الطريق يَزُوْغُ ويَزيْغُ؛ والياء أفصَحُ. وزاغَ قلبه يَزُوغُه: أماله، جاء مُتعدياً ؟أيضاً - ، وقرأ نافع في الشّواذ: ربنا لا تَزُغ قلوبنا بفتح التاء وضم الزاي. وقال اليَزيدي: يقال: زَاغَ في كل ما جرى في المنطق يَزُوْغ زَوَغاناً: أي جارَ، وزُغْتُ به. وقال ابن عبّاد: زاغَ النّاقة يَزُوْغُها زَوْغاً: جذبها بالزِّمام؛ من قول ذي الرُّمَّة: " ولا مَنْ زَاغَها بالخَزَائِم " ، قال: والعين أعرف. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: أما اللغة فبالعين المهملة لا غير، وأما ما ذكر لذي الرُّمة فلم أجده في ميميَّته التي أوّلها: خَلِيْلِيَّ عُوْجا النَّاعِجاتِ. فَسَلِّما ... على طَلَلٍ بَيْنَ النَّقي والأخَارِمِ زيغالزَّيْغ: الميل، وقد زَاغَ يَزِيْغُ زَيْغاً وزَيَغَاناً وزَيْغُوْغَة. وزاغَ البصر: أي كل، قال الله تعالى: )ما زاغَ البَصَرُ وما طغى(. وقوله تعالى: )في قُلُوبهم زَيْغٌ( أي شك وجَوْز عن الحق، وقوم زاغَةٌ عن الشيء: أي زائغون، كالبَاعة للبائعين. وزاغَتِ الشمس: إذا مالت؛ وذلك إذا فاء الفَيءُ. والزّاغُ: غُراب صغير إلى البياض لا يأكل الحجِيَفَ، والجمع: زِيْغَان؛ مثال طاق وطِيقان. وقال الأزهري الزَّاغُ: هذا الطائر، وجَمْعه زِيْغان، لا أدري أعَربي هو أم مُعَرَّب. وازَاغَه عن الطريق: أي أماله عنه، ومنه قوله تعالى: )رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوْبَنا( وقوله عز وجل: )فَلَّما زَاغُوا أزَاغَ الله قُلُوْبَهم(. وقال أبو سعيد: زَيَّغْتُ فلاناً تَزْيِيْغاً: إذا أقمت زَيْغَه، قال: وهو مثل قولهم: تظلّم فلان من فلان إلى فلان فَظَلّمه تظليماً. والتَّزَايُغُ: التمايل. وقال أبو زيد: تَزَيَّغَتِ المرأة: إذا تَبَرّجت وتزينت. وقال ابن فارس: فأما قولهم: تَزيّغت المرأة فإنما هي من باب الإبدال؛ وهي نون أُبدلت غَيناً. والتركيب يدل على ميل الشيء. سبغ سَبَغَت النعمة تَسْبُغُ سُبُوْغاً: أي اتسعت. وقال الليث: كل شيء طال إلى الأرض فهو سابِغ، وناقة سابِغَة الضُّلوع، وعجيزة سابغة. ولِثَة سابِغَة: قبيحة، وألْيَة سابِغة أيضاً. ومطر سابِغٌ ونعمة سابِغَة، قال الله تعالى: )أنِ اعْمَلْ سابِغَاتٍ(، وقال عمرو بن معْدِي كَرِب ؟رضي الله عنه - لامرأة أبيه وكان تزوَّجها بعد أبيه قبل إسلامه في الجاهلية: فَزَيْنُكِ في شَرِيْطِكِ أُمَّ بَكْرٍ ... وسابِغَةٌ وذو النُّونَيْنِ زَيْني وقال أبو ذُؤيب الهُذلي: وعليهما مَسْرُوْدَتانِ قَضاهُما ... داودُ أوْ صَنَعُ السَّوَابِغِ تُبَّعُ وسَبَغَتْ قُصيرى الفَرس، قال عمرو بن أحمر الباهلي يصف فَرَساً: سَبَغَتْ قُصيْرَاهُ وأُسْنِدَ ظَهْرُهُ ... وإذا تَدَافَعَ خِلْتَهُ لم يُسْنَدِ وقال أبو عمرو: سَبَغْتُ لبغداد وسَبَغْتُ للكوفة: أي مِلْت إليهما سُبُوغاً، وبَلَغتُهما أيضاً. وهذا أسْبَغُ مه: أي أتَمُّ، وفي حديث عائشة ؟رضي الله عنها - دِرْعاً مُقلّصة فقالت: وِدَدْت أنَّ الدِّرع كانت أسْبَغَ مما هي. وقال الأصمعي: يقال بيضة لها سابغ: أي لها تَسَابِغُ. وفَحْل سابِغ: أي طويل الجُؤْدان، وضِده الكَمْش. والسَّبْغَة: السَّعَة والرَّفاهية. وقال ابن الأعرابي: رجل سُبُغٌ ؟بضمتين - : أي عليه دِرع سابِغَةٌ. وتَسْبِغَةُ البيضة: ما توصل به البيضة من حَلَق الدّرع فتسْتُرُ العُنق، لأن البيضة به تَسْبُغُ، ولولاه لكان بينها وبين جَيْب الدرع خلل وعَوْرة، وفيها لُغات: تَسْبِغَةٌ وتَسْبَغَةٌ ؟بكسر الباء وفتحها - وتَسْبِغٌ وتَسْيَغٌ ؟بغير هاء - ، وأولادها فُصحاها، سُميت بمصدر سَبَّغَ، وهي رَفْرَف البيضة. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - أنه أخذ الحربة لأُبَي بن خلَف فَزَجَله بها؛ فاتقع في ترقُوِته تحت تَسْبِغَةِ البيضة فوق الدِّرْع فلم يخرج كثير دم واحتقن في جَوْفه. وقال مُزرَّد: وتَسْبِغَةٌ في تَرْكَةٍ حِمْيَريَّةٍ ... دُلامِصَةٍ تَرْفَضُّ عنها الجَنَادِلُ وقال أبو وَجْزَة السعدي: وتَسْبِغَةٍ يَغْشى المَنَاكِبَ رَيْعُها ... لداودَ كانَتْ نَسْجُها لم يُهلْهَلِ وأسْبَغَ الله عليه النعمة: أي أتمها، قال الله تعالى: )وأسْبَغَ عليكُمْ نِعمه ظاهِرَةً وباطِنَةً(. وأسْبَاغُ الَضوء: إبْلاغُه مواضِعه وإيْفاء كل عُضو حقّه. ومنه قول النبي ؟صلى الله عليه وسلم - لأنس ؟رضي الله عنه - : أسْبِغْ وضوءك يُزَد في عُمرك. وسَبَّغَتِ الناقة تَسْبِيغاً ؟فهي مُسَبِّغ بغير هاء - : إذا كانت كلّما نَبَت على ولدها في بطنها الوَبر أجْهَضَتْه، وكذلك من الحوامل كلها. وقال أبو عُبيد عن الأصمعي: إذا ألقَت الناقة ولَدها وقد أشعر قيل: سَبَّغَت فهي مُسَبِّغ. وقال أبو عمرو: سَبَّطَتِ الإبل بأولادها وسَبَّغَت: إذا ألقتها. والتركيب يدل على تمام الشيء وكماله. سدغالسُّدْغُ: لغة في الصُّدْغِ، والصاد أكثر. سرغابن الأعرابي: سُرُوغُ الكَرْمِ: قُضْبانُه الرّطبة، الواحد: سَرْغٌ. قال: وسَرِغَ الرجل ؟بالكسر - إذا أكل القُطُوْفَ من العنب بأُصولها. وسَرْغٌ: موضِع في آخر الشام وأوّلِ الحِجاز بين المُغِيْثَة وتبوك من منازل حاجِّ الشام، وهناك لَقي عُمر ؟رضي الله عنه - أمَرَاء الأجناد على ثلاث عشرة مرحلة من المدينة ؟على ساكِنيها السلام - . وسَرْغى مَرْطى: قَرية بالجزيرة من ديار مُضر. سغغسَغْسَغْتُ الشيء في التراب: دَسَسْتُه فيه، وقيل: وقيل: دَحْرَجْتُه فيه. وقال أبو عُبيد: عن أبي زيد: سَغْسَغْتُ الطعام: إذا أوسَعْته دَسماً، وفي الحديث: ثم سَغْسَغها، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ص ع ن ب. وقال ابن الأعرابي: سَغْسَغَ رأسه وأمْرَغَه: إذا روّاه دُهْناً. وقال غيره: سَغْسَغْت رأسي: إذا وَضعت عليه الدّهن بكفِّك وعصَرْته لِيتشرَّب. وأصلُه: سَغَّغْتُه ؟بثلاث غَيْنات - ، لاّ أنهم أبدلوا من الغَين الوسطى سيناً فَرْقاً بين فَعْلل وفعَّل، وإنما زادوا السين دون سائر الحروف لأن في الكلمة سيناً، وكذلك القول في جميع ما أشبهه من المُضعَّف مثل: لقلَق وقَلْقَل وعثعث وكعْكع. وقال ابن دريد: السَّغْسَغَة: الاضطراب، يقال منه: سَغْسَغْت الشيء: إذا حرّكته من موضعه كالوتد وما أشبهه، قال: وتَسَغْسَت ثَنيّته: إذا تحركت. وقال ابن فارس: ممكن أن يكون من باب الإبدال ومن الباب الذي قبله؛ يعني تركيب س ع ع. وقال غيره: التَّسَغْسُغُ: الدخول في الأرض، قال رؤبة: إليك أرْجُو من جَدَاكَ الأسْوَغِ ... إنْ لم يَعُقْني عائقُ التَّسَغْسُغِ في الأرضِ فارْقُبني وعَجْمَ المُضَّغِ أي: فارْقُب عجْم من يمضغونني عندك؛ أي يعيبني، أي انظُر لإليّ ولى الذين يمضغُونني عندك كيف حالي وحالهم. وقال ابن عبّاد: تَسَغْسغ إليه في الشجر حتى دخل إليه: أي تخلَّل. والتركيب يدل على دجِّ الشيء في الشيء باضطراب وحركة. سلغالليث: سَلَغَت البقرة والشاة: إذا خرج ناباهما، يُقال: بَقرَة الشاة تَسْلَغ سُلُوغاً: إذا أسقطت السّن التي خَلْفَ السَّدِيس وصَلَغَت؛ فهي سالِغ وصالغ، وكذلك الثنى بغير هاء، وذلك في السنة السادسة. والسُّلُوْغُ في ذوات الأظلاف بمنزلة البُزُول في ذوات الخفاف، لأنهما أقصى أسنانهما، لأن ولد البقرة أول سنة عِجْل؛ ثم تَبيع؛ ثم جَذَع؛ ثم ثَنِي؛ ثم رَباع؛ ثم سَدِيس؛ ثم سالِغ سَنة والسالِغ سنتين إلى ما زاد. وولد الشاة أول سنة حَمَل أو جَدْي؛ ثم جَذَع؛ ثم ثني؛ ثم رباع؛ ثم سَديس؛ ثم سالِغ. وقال أبو عمرو: الأسْلَغ من اللحم: النِّيْءُ. وقال الفَرّاء: لحم أسْلَغ بيِّن السَّلَغ: وهو الذي يُطبخ فلا بنضج. وقال ابن الأعرابي: يقال رأيته كاذِباً ماتِعاً سلَغ مُنسلِخاً: كلّه الشديد الحُمرة. ويقال للأبرص: أسْلَغ وأسْلَع ؟بالغين والعين - . وأما قول رؤبة: فلا تَقِسْني بامْرِئٍ مُسْتَوْلِغِ ... أحْمَقَ أو ساقِطَةٍ مُزَغْزَغِ أسْلَغَ يُدْعى لِلَّئيمِ الأسْلَغِ فهو الأمر الشديد الحمرة حتى يتثشر، وهو عيب. وسَلَغ رأسه: لغة في ثَلَغَه. والأسْلغ: اللئيم أيضاً. وقال ابن فارس: السين واللام والغين ليس بأصل؛وإنما هو من باب الإبدال. سمغابن دريد: السّامِغَان والصّامِغَانِ: جانبا الفم تحت طرفي الشارب من عن يمين وشمال. سوغساغَ الشراب يَسُوْغ سَوْغاً وسَوَاغاً: أي سهُل مَدخلُه في الحَلْق، قال الله تعالى )سائغاً للشّاربينَ(، قال: فَسَاغَ ليَ الشَّرَابُ وكُنْتُ قِدْماً ... أكادُ أَغَصُّ بالماءِ الحَمِيمِ قال تعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى الحميم في هذا البيت فقال: الحميم الماء البارد، قال ثعلب: فالحميم عند ابن الأعرابي من الأضداد. ويقال أيضاً: سُغْتُه أنا أسُوْغُه وسِغْتُه أسِيْغُه، يتعدى ولا يتعدى. والسِّوَاغُ ؟بالكسر - ما أسغْتَ به غُصَّتَك، يقال: الماء سِوَاغُ الغَصص، قال الكُمَيْت: وكانت سِواغاً أنْ جَئزْتُ بِغُصَّةٍ ... يَضِيْقُ بها ذَرْعاً سِواهُمْ طَبِيبُها يقول: كنت إن غَصِصْت بشيء أو هَمَّني شيء كانوا هم الذين يدفعونه؛ فقد أُتيت من قِبلهم. وقال ابن دريد: شراب أسْوَغ: أي سائغ. وقال أبو عمرو: ساغَتْ به الأرض: أي ساخَتْ. وساغَ له ما فعل: أي جاز له ذلك. ويقال: هذا سَوْغُ هذا وسَيْغُ هذا: للذي ولد بعده ولم يولد بينهما، يقال: هي أخته سَوْغُه وسَوْغَتُه أيضاً. وقال الفرّاء: هذا سَوْغَتُه وسَوْغُه للذّكر أيضاً. وقال ابن فارس: يقال هذا سَوْغ هذا: أي على صيغته، قال يجوز أن يكون من أنه يجري مجراه ويستمر استمراره؛ ويجوز أن تكون السين؛ ويجوز أن تكون السين مُبَدلة من صاد؛ كأنه صِيْغ صِيَاغَتَه. ويقال: هم أسْوَاغُه؛ للجميع. وقال ابن عبّاد: ساغَتِ الناقة: أي شَذّت. وأسَاغَ غُصَّتَه، يقال: أسِغْ لي غُصَّتي: أي أمهلني ولا تُعْجِلْني، قال الله تعالى: )يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يُسِيْغُه(. وقال اللحياني: أسْوَغَ الرجل أخاه: إذا وُلِد معه، وقال ابن عبّاد: إذا وُلِد بعده. وقال ابن بُزُرْجَ: أساغَ فلان بفلان: إذا تم به أمره وبه كان قضاء حاجته، وذلك أنه يريد به عدة رجال وعدة دراهم؛ فيبقى واحد به يتم الأمر، فإذا أصابه قيل: أسَاغَ به، وإن كان أكثر من ذلك قيل: أسَاغُوا. وسَوَّغْتُه له تَسْوِيْغاً: أي جَوّته، وتَسْوِيْغاتُ السلاطين من هذا، وهي مُوَلَّدة. وقال ابن دريد: سَوَّغْتُ له كذا: أي أعطيته إياه. والتركيب يدل على سهولة الشيء في استمراره في الحلْق خاصة ثم يُحمل على ذلك. سيغيقال: هذا سَيْغ هذا وسَوْغ هذا: للذي وُلد بعده ولم يُولد بينهما. وسِغْتُ الشراب سِيْغُه: لُغة في سُغْتُه أسُوْغُه. شتغابن دريد: شَتَغْت الشيء أشْتِغُه شَتْغاً: إذا وَطِئْتَه وذَلّلْته. والمشاتِغ: المهالك. وأشْتَغَه: أي أتْلَفه. شجغالعُزَيْزي: الشَّجْغُ: نقْل القوائم بُسرعة، وجَمل أشْجَغ: مُقدم. قال الصَغاني مُؤلف هذا الكتاب: هذا تَصحيف، والصواب بالعين المهملة، وقد ذكرته في موضعه. شرغالشَّرْغ والشرغُ ؟بفتح الشين وكسرِها؛ والكسر أجود - : الضِّفْدِع الصغيرة، وهو في كتاب الليث بالزاي، قال في باب الغين والشين والزاي: الشِّزْغ ؟يُخفَّف ويُثقّل - : وهو الضِّفدِع الصغيرة، وقال فيه القائل: يا معشر الصِّبيان من يشتري الشّزْغانْ بنات الغِزلان. وقال: تَرى الشُّزَيْزِيغَ يَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ ... مُسْحَنْطِراً ناظِراً تَحْت الشَّنَاغِيْبِ وشَرْغ: من قُرى بُخاراء؛ يُنسب إليها جماعة من الفقهاء والمحدثين وهو تَعْرِيْب جَرخ. شرنغابن دريد: الشُّرْنُوغُ: الضفدع الصغيرة بِلُغَة أهل اليمن. شغغابن عبّاد: شغَّ البعير ببولِه شَغّاً: إذا فَرْقه. وقد شَغَّ القوم: تفرَّقوا. والشَّغْشَغَة: تحريك السنان في المَطْعُون. وقال ابن عبّاد: الشَّغْشَغَة بالرمح: الغَمْزُ به والطعن. وقال أبو عُبيدة: هي أن تُدخله وتُخرجه، وأنشد لِعَبد مَناف بن رِبْع الهُذلي: فالطَّعْنُ شَغْشَغة والضربُ هَيْقَعَة ... ضَرْبَ المُعَوَّل تحت الدِّيمة العَضَدا المُعوِّل: الذي يبني العالة وهي شِبه الظُّلَّة ليَستَتِر بها من المطر. والشَّغْشَغَةُ ؟أيضاً - : ضَرْب من الهدير. وقال الليث: الشَّغْشَغَة في الشُّرْب: التَّصرِيْد وهو التقليل، قال رؤبَة: لو كُنْتُ أسْطِيْعُكَ لم يُشَغْشَغِ ... شِرْبي وما المَشْغوْلُ مِثْلَ الأفْرَغِ أي: مِثل الفارِغ وقيل: لم يُكّدَّرْ؛ من شَغْشَغْت البِئر: إذا كَدَّرْتها. وقال ابن دريد: شَغْشَغْت أفناء: إذا ضَببْت فيه ماء أو غيره ولم تَملأه. وشَغْشَغَ المُلجِمُ اللِّجتمَ في فم الدابة فامْتنعت عليه فَرَدّده في فيها تأديباً، قال أبو كبير الهُذليَّ يصف فرساً: ذو غَيِّث بَثْرٍ يُبْذُّ قَذالُهُ ... غذْ كانَ شَغْشَغَةً سِوارَ المُلْجِم غيث: عدو بعد عدو، والسِّوار: المُساورة، والمعنى: يَغْلِب قَذاله سِوار المُلجم، ويروى: شَعْشَة، ويقال: شَغْشَغَة تَقَعْقُع وصوت في الحرْب، ومن روى: " إنْ كان " فَرفْعُ السوار أجود والنصب جائز. وقال ابن عبّاد: الشَّغْشَغة: العجلة. والتركيب يدل على القِلّة. شفدغابن دريد: الشُّفْدُغ ؟بالضم - : الضُّفْدِع الصعيرة. شلغابن دريد: شَلَغَ راسه وثلَغَه: إذا شَدَخَه وكسره. صبغالصِّبْغُ والصِّبَغ ؟مثال شِبْغٍ وشِبَعٍ - والصِّبة: ما يُصْبَغ به. والصِّبْغ ؟أيضاً - : ما يُصْطَبغ به، ومنه قوله تعالى: )وصِبْغٍ للآكلين(، والجَمْعُ: صِبَاغُ، قال: تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ ... وباكِرِ المِعْدَةَ بالدَّبَاغِ بكسْرَةٍ لَيَّنَةِ المَضاغِ ... بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ ويقال: الصِّبْغ والصِّباغُ واحد؛ كدِبْغٍ ودِبَاغٍ ولِبْس ولِباس. وقال أبو زيد: يقال ما تركته بصبْغ الثمن: أي لم أتركه بثمنه الذي هو ثّمنْه ويقال: ما أخَذتُه بِصبْغِ الثمن: أي لم آخُذه بثمنه الذي هو ثمنه ولكن أخذْتُه بغلاء. ويقال للجارية أول ما يُتسرّى بها أو يُعْرَس بها: إنها لَحِديثة الصِّبْغِ. وصَبَغْت الثوب أصْبُغُه وأصْبَغه وأصْبِغه ؟والكسر عن الفرّاء - صَبْغاً وصِبْغاً - مثال عِنب؛ وهذا عن الأصمعي - ، قال عُذَافِر الكِنديّ: وأصْبُغْ ثِيابي صِبَغاً تَحقِيقا ... من جَيِّد العُصْفُرِ لا تَشْرِيْقا التَّشْرِيْقُ: الصِّبْغُ الخفيف. وقوله تعالى: )صِبْغَةَ الله( أي فِطْرَة الله، أي: قُلْ يا محمد بل نتَّبِع صِبْغَةَ الله؛ ردّاً على قوله: بل نتَّبع مِلّة إبراهيم ونتَّبع صِبغة الله، وقيل: اتَّبِعوا صِِبْغة الله. وإنما سُميت المِلّة صِبْغَة لأن النصارى امتنعوا من تطهير أولادهم بالماء الأصفر، من قولِهم: صَبَغَتِ الناقة مَشافِرها في الماء: إذا غَمَسَتْها فيه صَبْغاً وصَبَغَ يده في الماء كذلك، قال ذلك الأصمعي وأنشد: فَصَبَتْ مَشَافِراً كالأشْبَارْ ... تُرْبي على ما قُدَّ يَفْرِيْه الفَارْ مَسْكَ شَبُوبين لها بأصْبَارْ وقال أبو عمرو: الصِّبْغة: الدِّين، وقيل: صِبْغَة الله هي التي أمَرَ الله بها مُحمداً ؟صلى الله عليه وسلم - وهي الخِتانَة؛ اخْتَتَن إبراهيم ؟صلوات الله عليه - فهي الصِّبْغة، فجَرت الصِّبْغة على الخِتَانَة. وناقةٌ صابِغٌ ؟بلا هاء - : إذا امتلأ ضَرْعُها وحَسُن لونه، وقد صَبَغ ضَرْعُها صُبُوْغاً، وهي أجوَدها محْلَبة وأحَبُّها إلى الناس. وصَبَغَتْ عَضَلَة فلان: أي طالَت؛ تَصْبُغُ، وبالسين أيضاً. وصَبَغَتِ الإبل في الرّعي فهي صابِغَة ؟بالهاء - ، قال جَنْدَل بن المثنى الطُّهَوي: داوَيْتُهُ بِرُجُعٍ أبْلاَءِ ... سَوَاهِماً ولَسْنَ بالأشْفَاءِ ذا اغْتَمَسْنَ مَلَث الظَّلْماءِ ... بالقَوْمِ لم يَصْبُغْنَ في عَشَاءِ ويروى: " لم يَصْبُون " ، يقال: صَبَأ في الطعام وصَبَغ: إذا وَضَع فيه رأسه. ويقال: صَبَغُوني في عينك وصَبَغون عنك: أي أشاروا إليك بأني مَوْضِع لما قَصَدْتني به، من قَوْل العرب: صَبَغْت الرجل بعيني ويدي: أي أشَرْت إليه. قال الأزهري: هذا غَلَط؛ إذا أرادت العرب بإشارة أو غيرها قالوا: صَبَعْتُ ؟بالعين المُهْملة - قاله أبو زيد. وأصْبَغ: في الأعْلام واسِع. والأصْبَغ من الخيل: الذي ابْيَضَّتْ ناصِيَتُه أو أبيَيَّت أطراف ذنبه. والأصْبَغ من الخيل: الذي ابيَضّت ناصِيَتُه أو ابيَضّت أطراف ذنبه. والأصْبَغ من الطير: الذي ابيّض ذنَبُه. وقال ابن عبّاد: الأصبَغ أعظم السُّيول. والإنسان إذا ضُرِب فأحدث: فهو أصْبَغ. وأما قول رؤبَة: يُعْطِيْنَ من فَضْلِ الإله السْبَغِ ... سَيْباً ودُفّاعاً كَسَيْلِ الأصْبَغِ قال أبو إسْحاق: لا أدري ما سَيْل الأصْبغ. قال الصَّغَاني مُؤلف هذا الكتاب: الأصْبغ واد من أودية البحرين. والصَّبْغَاء من الشّاء: التي ابْيَض طَرَف ذنبها. والصَّبْغَاء: نبْت. وقال أبو زياد: من الشَّجر الصَّبغاء؛ وهي تَنْبت في الرمل؛ وهي شَبيهة بالضَّعَه؛ وهي من مساكن الظِّباء في القَيْظ يحتفرن في أصولها الكُنُس. وقال غيره من الأعراب: الصَّبْغَاء مثل التُمام؛ والضَّعَة أعظم ورقاً وأنْضر خُضرة. وقال أبو نصر: الصّبْغَاء: شجرة بيضاء الثمرة. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : أنه ذكر قوماً يُخرجون من النار ضبائرَ ضَبائر فيُطرحون على نهر من أنهار الجنة فينبتون كما تنْبت الحِبّة في حَمِيل السَّيْل، قال رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - : هل رأيتم الصَّبْغاء. وقيل: الصَّبْغاء الطاقة من النَّبْت إذا طلعت كان ما يلي الشمس من أعاليها اخضر وما يلي الظل أبيض والصَّبّاغ: الذي يصْبُغ الثِّياب. والصِّباغة ؟بالكسر - : حِرفته. وفي حديث ابي هريرة ؟رضي الله عنه - : أنه رأى قوماً يتعادون فقال: ما لهم؟ قالوا: خرج الدَّجال؛ فقال: كذْبة كَذبها الصّبّاغون، ويروى: الصَّيّاغون، ويروى: الصَّوّاغون. وهم الذين يصبغون الحديث: أي يُلوِّنونه ويُغيِّرونه. وعن أبي هريرة ؟رضي الله عنه - أيضاً عن النبي ؟صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اكْذب الناس أو من أكذَب الناس الصَّبّاغُون والصَّوّاغون. قال الخطابي: معنى هذا الكلام أن أهل هاتين الصِّناعتين تَكثُر منهم المواعيد في رد المتاع وصَرْب المواقيت فيه ورُبما وقع فيه الخُلْف فقيل على هذا إنهم من أكذب الناس، قال: وليس المعنى أن كل صائِغ وصَبّاغ كاذِب: ولكنه لمّا فَشا هذا الصَّنِيع من بعضهم أطلق على عامّتهم ذلك؛ إذ كان كل واحد منهم بِرصَد أن يُوجَد ذلك منه، قال: وقد قيل إن المراد به صِياغة الكلام وصِبْغَتُه وتلوينه بالباطل؛ كما يقال: فلان يَصُوغ الكلام ويُزَخرفه، ونحو ذلك من القول.والصُّبْغَة ؟بالضم - : البُسْرة التي قد نَضِج بعضُها، تقول: نَزَعْت من النخْلة صُبْغَة أو صُبغتين. وصَبِيغ بن عُسَيْل الذي كان يُعنِّت سؤالاته عن القرآن وغامِضات الكلام الناس، فأمر عمر ؟رضي الله عنه - بضربه ونفيه إلى البصرة وكتب إلى واليها ألاّ يُؤويه تأديباً. وصُبَيْغ ؟مُصغّراً - : ماء لبني مُنقذ بن أعيا من بني أسد بن خُزيمة. وصُبيْغاء: موضع قُرب طَلَح من الرمل. وأصْبَغ الله عليه النّعم: أي أتّمها، لغة في أسْبَغها. وأصْبَغَت النخلة فهي مُصْبغٌ: إذا ظهر في بُسْرها النُّضج. وأصْبَغت الناقة وصَبَّغَت تَصبِيغاً وسَبَغَتْ تَسْبِيغاً، والسين أكثر. وصَبَّغَت البُسْرَة: مثل ذَنَّبَت. وصَبَّغَت المرأة ثيابها ؟والتشديد للمُبالغة - ، قال رؤبة: قد عَجِبَتْ لَبّاسَةُ المُصَبَّغِ ... أنْ لاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ وهو أن تُلْقي ولدها من بطنها وقد أشعر. واصطبَغَ بالصبْغ: أي ائتَدم. وقال اللِّحياني: تَصَبَّغ فلان في الدين تَصَبُّغاً: من الصِّبْغة. والتركيب يدل على تلوين الشيء بلون ما. صدغالصُّدْغُ: ما بين العين والأذن، ويسمى ؟أيضاً - الشعر الذي تدَلى على هذا الموضع: صُدْغاً، ويقال: صُدْغ مُعَقْرَب، والجمع: أصْدَاغٌ، قال: عاضَها الله غُلاَماً بَعْدَما ... شابَتِ الأصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقِدْ وربما قالوا: السُّدْغُ ؟بالسين - قال قُطرب: أن قوماً من بني تميم يقال لهم بَلْعَنبر يقلبون السين صاداً عند أربعة أحرف: الطاء والقاف والغين والخاء؛ إذا كُنّ بعد السين؛ ولا تُبالي أثانية كانت أم ثالثة أو رابعة بعد أن يكنّ بعدها، يقولون: سِراط وصراط؛ وبَسْطة وبَصْطة؛ وسيقل وصيْقل؛ وسَرَقت وصَرَقْت؛ ومَسْغَبة ومَصْغَبَ؛ ومِسْدَغة ومِصْدَغَة، وسخّر لكم وصخّر لكم؛ والسَّخَب والصَّخَب. ويقال للمِخَدّة: المِصْدَغَة؛ لأنها تُوضَع تحت الصُّدّغ، وربما قالوا مِزْدَغة ؟بالزاي - ، كما قالوا للصِّراط: زِرَاط. وحكى أبو عُبيد: صَدَغْت الرجل: إذا حاذيت بِصُدْغِك صُدْغَه في المشي. والصِّدَاغُ: سِمة في الصُّدغ. وقولهم: فلان ما يَصْدَغ نملة من ضَعْفِه: أي ما يقتُل. وقال الأصمعي: يقال ما صَدَغَك عن هذا الأمر: أي ما صَرَفك وردّك. وانَّبع فلان بعيره فما صَدَغَه: أي فما ثناه؛ وذلك إذا ندّ. وعن سَلَمة: اشتريت سِنَّواراً فلم يصْدَغْهُن، يعني الفأر؛ لأنه لَضعْفِه لا يقدر على شيء فكأنه مصروف عنه. والأصدَغان: عِرقان تحت الصُّدْغَين. وقال الأصمعي: هما يضربان من كل أحد في الدنيا أبداً ولا واحد لهما يُعرف؛ كما قالوا المِذْرَوَان. وقال ابن شُمَيْل: بعير مَصْدُوغٌ: إذا وُسِمَت بالصِّدَاغ. والصَّدِيْغ: هو الذي أتى له من وقت الولادة سبعة أيام؛ لأنه إنما يشتد صُدْغُه إلى هذه المُدة، ويجوز أن يكون فَعِيلا بمعنى مفعول؛ من صَدَغه عن الشيء: إذا صرفه؛ يقال: ما صَدَغَكَ عنه. ومنه حديث قتادة: كان أهل الجاهلية لا يورثون الصبي يجعلون الميراث لذوي الأسنان يقولون: ما شأن هذا الصَّدِيْغِ الذي لا يحترف ولا ينفع نجعل له نصيباً من الميراث، يقال منه: صَدُغ الرجل صَدَاغَة: أي ضَعُف: فهو صَدِيْغ. وقال ابن شُمَيل: إبل مُصَدَّغَة ؟بفتح الدال المًشددة - : إذا وُسِمت بالصِّدَاغِ. وقال ابن عبّاد: صادغْتُ الرجل: إذا داريته: قال: وهي المُعَارضة في المشي. والتركيب يدل على عضو من الأعضاء وعلى ضَعيف، وقد شذّ عن هذا التركيب صَدَغْتُه عن الشيء إذا صرفته عنه. صغغابن الأعرابي: صَغّ: إذا أكل أكلاً كثيراً. وصَغْصَغ الرجل شعره: إذا رجَّلَه. وصَغْصَغْت الثَّرِيدة: مثل سَغْسَغْتُها. صفغأبو مالك: الصَّفْغُ ؟بالفتح - : القَمْح باليد: وأصْفَغَ غيره الشيء: أي أقمحه إياه، وأنشد لرجل من أهل اليمن يُخاطب أمة: دُوْنَكِ بَوْغاءَ رِيَاغِ الرَّفْغِ ... فأصْفِغِيْهِ فالكِ أيَّ صَفْغِ ذلك خَيْرٌ من حُطَامِ الدَّفْعِ ... وأنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاةَ نَفْغِ تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ الرَّفْغُ: أسفل الوادي وألأم موضِع فيه. والدَّفْغُ: تِبْن الذُّرة ونُسافَتُها. والنَّفْغُ: التّنفُط. والمَرْغُ: اللعاب. صقغابن عبّاد: الصُّقْغُ لُغة في الصُّقْع، قال وروي: كأنَّها كُشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُغْ قال: وأُنكِر أن يكون إكفاءً. صلغالصُّلوغ في ذوات الأظلاف: مثل السُّلُوغ، يقال:صَلَغَتِ البقرة والشاة تَصْلَغُ صُلُوغاً؛ فهي صالِغ، وكِباش صُلُّغْ، قال رؤبة: والحَرْبُ شُهْبَاءُ الكِباش الصُّلَّغِ ويروى: " السُّلَّغِ " . وقال ابن فارس: الصَّالِغ من الضَّأن هي التي تم لها أربع سنين وهي في الخامسة. وقال أبو زيد: الشاة تَصْلَغُ في السنة السادسة. وقال الأصمعي: بل في السنة الخامسة: وليس بعد الصُّلُوغ سن. وقال ابن الأعرابي: سُلَّغ وصُلَّغ وسَوَالِغ وصَوَالِغ: وذلك لتمام خمس سنين. وقال ابن دريد: شاة صَالِغ وسَالِغ: وهي المُسنّ مثل المُشِبِّ من البقر. وقال ابن عبّاد: الصَّالِغ في الشَّاء كالقارح في الخيل. وقال الليث: الصَّلْغَة: السفينة الكبيرة. وقال أبو عمرو: الصَّلَغ ؟بالتحريك - : الهضبة الحمراء. والصَّلَغَة: الرباعية من الإبل السمينة أو السَّديس، وأنشد: فِدى ابنِ داود أبي وأُمِّي ... جَهَّزَ في رِسْلٍ أُلُوْفَ الطَّمّ كَتائباً كالصَّلْغِ الأحَمّ صمغالصَّمْغُ: واحد صُمُوغ الأشجار، وأنواعه كثيرة، فأما الذي يقال له الصَّمغ العربي فصمغ الطَّلْح، والقطعة منه: صَمْغَةً. وفي المَثَل: تَرَكْتُه على مِثْل مَقْرِف الصَّمْغَة، وذلك إذا لم يترك له شيئاً؛ لأنها تُقتَلَع من شجرتها حتى لا تبقى عليها عُلْقَة، ويروى: على مِثْل مَقْلَع الصّضمغَة. والصَّامِغَان والصَّمَاغان والصِّمْغَان: جانبا الفم وهما ملتقى الشفتين مما يلي الشّدقين. وقال ابن الأعرابي: هما مجتمعا الرّيق في جانبي الشّفَّة وتُسمّيها العامة الصّوّارَين. وقال ابن دريد: الصّامِغان مثل السّامِغَين سواء. وفي الحديث: نَظَّفوا الصّماغَين فإنها مقعدا المَلَكَين، قال: قد شَانَ أبْنَاءَ بَني عَتَابِ ... نَتْفُ الصَّمَاغَين على الأبوابِ وقال تميم بن حَذْلَم: دعوهم وصَمْغَة الأرض وكلوا من كِسْرِكُم. صَمْغَة الأرض: هي ما ذاب من ذهبها وفضَّتها فكأنه صمغ سال من شجر. وقال ابن عبّاد: لقيت صَمْغَان وهو الذي يُصْمِغُ فوه وأذناه وعيناه وأنفه كما تُصْمِغُ الشجرة. والقَرْحَةُ: صَمْغَةٌ. وقال أبو زيد: إذا حُلبَت الناقة عند ولادها يوجد في أحاليل ضرعها شيء يابس يسمى الصِّمَغَ والصِّمَخَ، الواحدة: صِمَغَةٌ وصِمَخَةٌ، فإذا فُطر ذلك أفصح لبنها وأحلولى. وقال ابن عباد: يقولون لقيت اليوم أبا صِمْغَةَ، مثل صَمْغَانَ. وأصْمَغَتِ الشاة: إذا كان لبؤها طريا أول ما تُحلب، وشاة مُصْمِغَةٌ يلبئها. وأصْمَغَ شدقه: أي كثر بُصَاقُه. وأصْمَغَتِ الشجرة: إذا خرج منها الصَّمْغُ. وصَمَّغْتُ الحبر تَصْمِيْغاً: جعلت فيه الصَّمْغُ. واسْتَصْمَغْتُ الصاب: وهو ان تشرط شجرة ليخرج منه شيء مر فينعقد كالصبر. وقال ابن عباد: اسْتَصْمَغَ: صارت به الصَّمْغَةُ أي القرحة. صنغهذا التركيب مهمل في كتب اللغة التي سميتها في صدر هذا الكتاب التي استخرجته منها، وإنما حملني على ذكره أني رأيت بخط ابن العصار السلمي الرقي؛ وهو أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسن، وخطه في الصحة والإتقان حجة؛ وفي مَزَال المعضلات ومعاميها ومَضَال المشكلات ومواميها محجة، في رجز رؤبة: فلا تسمع للعيي الصُّنَّغِ ... يمارس الأعضالَ بالتَملُّغِ ولم يتعرض في الشرح لمعناه، وكذا في سائر نسخ موجدة ببغداد من أراجيز رؤبة. ورأيت في نسخة مقروءة على ابن دريد من أراجيزه برواية أبي حاتم وتأريخ الفراغ من نسخها ذو الحجة سنة سبع وستين ومائتين: فلا تسمع للعَنِيِّ الصُّبَّغِ بالنون في " للعَنيِّ " وبالباء الموحدة في " الصُّبَّغِ " ولم يتعرض لشرحه أيضا، وبإزائه في الحاشية: لم يعرفه أبو بكر أيضاً. ولاشك بأن اللفظ مصحف، فإنه لو خلا من التصحيف لفُسِّرَ، ولم يخطر ببالي الفحص عن هذا اللفظ إبان البابي ببلاد الهند وأوان ترددي إليها؛ فإن بها نُسخاً متقنة بهذا الديوان وبسائر دواوين العرب، فأما الآن فقد حيل بين العير والنَّزَوان ولاتَ حين أوان، والله تعالى المُستعان. حنت نوار ولات هنا حَنَّتِ ... وبد الذي كانت نوار أجنت وأما الذي عندي فإنه " الصَّيِّغُ " فَيْعِلٌ من صاغ يصوغ: وهو الكذاب الذي يَصُوغُ الكذب ويزخرفه ويُقَرِّطُ الزور ويُشَنِّفُه. ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه رأى قوماً يتعادون فقال: مالهم؟ قالوا: خرج الدجال؛ فقال: كذبة كذبها الصَّوّاغُوْنَ. وأصل صَيِّغ: صَيْوغٌ؛ كَسَيِّدٍ وأصله سَيْوِدٌ من سَادَ يَسُودُ. وقد جاء على فيعل من الأجوف الواوي كلمات منها: الصَّيِّبُ من صابَ يَصُوْبُ؛ والصَّيِّتُ من صاتَ يَصُوْتُ - وكان العباس رضي الله عنه صَيِّتاً - ؛ والسَّيِّدُ؛ والمَيِّتُ؛ والشَّيِّرُ والصَّيِّرُ من الشُّوْرَة - وهي الشّارَةُ والهَيْئة - ومن الصورة؛ والثَّيِّبُ؛ وقيل: إن القيل أصله قيل من القول لأن قوله نافذ على الناس؛ والنَّيِّرُ؛ والطَّيِّعُ؛ والسَّيِّغُ؛ والرَّيِّقُ؛ والشَّيِّقُ؛ والهَّيِّنُ، وأمثالها. صوغصاغَ الماء يَصُوْغُ صَوْغاً: أي رسب في الأرض. وصَاغَ الأُدْمُ في الطعام: كذلك. وصَاغَ الشيء يَصُوْغُه صَوْغاً، ورجل صَوْاغُ وصائغُ وصَيّاغُ - بلغة أهل الحجاز - ، وأصله صَيْوَاغُ؛ كَدَيّارٍ وأصله دَيْوَارُ، وعمله: الصِّيَاغَةُ؛ وأصلها: صِوَاغَةُ. وصاغَةُ الله صِيْغَةً حَسَنَةً: أي خلقه خِلْقَةً حسنة. وسِهام صِيْغَةٌ: أي من عمل رجل واحد، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، قال العجاج: وصِيْغَةً قد راشها وركبا ... وفارجاً من قَضْبِ ما تَقضَّبا وقال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي: ومعي صَيْغَةٌ وجَشّاءُ فيها ... شِرعةٌ حَشْرُها حرى أن يكيسا وقال ابن عباد: فلان من صَيْغَةٍ كريمة: أي من أصل كريم. وهذا صَوْغُ هذا: إذا كان على قدره، وهما صَوْغانِ: أي سِيّانِ. وقال أبو عمرو: يقال: هذا صَوْغُ أخيه: إذا ولد في أثره، وصَوْغُه من فوقه وصَوْغُه من تحته؛ كل يقال. وهذا الماء صَوْغُ الإناء: أي قدره. وكل شيء كان قدر شيء فهو صَوْغُه. وقال ابن دريد: هما صَوْغانِ وسَوْغانِ: إذا كانا لِدَةً. وقال غيره: هو صَوْغُ أخيه طريده: ولد في أثره؛ مثل سَوْغِه. وقال ابن عباد: هي أختك صَوْغُكَ وصَوْغَتُكَ. قال: وصَاغَ له الشراب: لغة في ساغِ. وفلان يَصُوغُ الكذب: أي يختلقه، ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه رأى قوما يتعادون فقال: ما لهم؟ قالوا: خرج الدجال، فقال: كذبة كذبها الصَّوّاغُونْ. وقال الفراء: الصَّيِّغَةُ - بكسر الياء المشددة - : الثَّرِيْدَةُ، وأصلها صَيْوِغَةٌ. والصَّيِّغُ: الكذاب المزخرف حديثه. وقرأ يحيى بن يعمر والعُطَاردي وابن عمير: )قالوا نَفْقِدُ صَوْغَ الملك( سموه بالمصدر؛ كما يقال: هذا درهم ضرب الأمير: أي مضروبه. وقرأ سعيد بن جبير وقتادة والحسن البصري: )صُوَاغَ الملك( كأنه مصدر صاغَ؛ نحو قولهم: به بوال؛ من بال، وبالدابة قوام؛ من قام. وانْصَاغَ الشيء: مطاوعُ صاغَه. والتركيب يدل على تهيئة شيء على مثال مستقيم. صيغابن شميل: صَيَّغَ فلان طعامه: أي أنقعه في الأُدم حق تَرَيَّغَ. وقد رَوَّغَه بالسمن ورَيَّغَه وصَيَّغَه بمعنى واحد. ضغغأبو صاعد الكلابي: ضَغِيْغَةَ من بقل ومن عُشْبٍ: إذا كانت الروض ناضرة. وقال أبو عمرو: يقال: هي الرَّوْضَةُ والمَرْغَدَةُ والضَّغِيْغَةُ والمَرْعَةُ والمَغْمَغَةُ والحديقة. وقال ابن الأعرابي: تركنا بني فلان في ضَغِيغَةٍ من الضَّغَائغِ: وهي العشب الكثير. وقال الفرّاء: إذا كان العجين رقيقاً: فهو الضَّغِيغَةُ والرَّغِيْغَةُ. والضَّغِيْغُ: الخصب. وقال ابن الأعرابي: أقمت عنده في ضَغِيْغِ دهره: أي قدر تمامه. وقال ابن عباد: الضَّغِيْغَةُ من الناس: جماعة يختلطون. وقال بعضهم: الضَّغِيْغَةُ: خبز الأرز المرقق. والضَّغَاغَةُ - مثال الغَضَاضَةِ - : الأحمق. وقال ابن عباد: أضَغَّتِ الأرض: ارتوى نباتها. وأضَغَّ القوم: أي صاروا في ضَغِيْغَةٍ؛ وهي من العيش: الناعم الغَضُّ. واضْطِغَاغُ الروضة: ارتواء نباتها. والضَّغْضَغَةُ: لوك الدرداء، يقال: ضَغْضَغَتِ العجوز: إذا لاكت شيئاً بين الحنكين ولاسنَّ لها. وقال ابن دريد: الضَّغْضَغَةُ: أن يتكلم الرجل فلا يبين كلامه. وقال غيره: الضَّغْضَغَةُ حكاية أكل الذئب اللحم. والضَّغْضَغةُ: زيادة في الكلام وكثرة. وقال ابن دريد: ضَغْضَغَ اللحم في فيه: إذا لم يحكم مضغه. وقال ابن فارس: الضاد والغين ليس بشيء ولا هو أصلا يُفرَّعُ منه أو يقاس عليه، وذكر أكل الذئب اللحم ولوك الرداء والأحمق والعجين الرقيق والخصب ثم قال: وليس هذا كله بشيء وإن ذكر. ضمغضَمَغْتُ الجلد: بللته إذا كان يابساً. وقال الخارزنجي: ضَمَغَ شدق البعير: إذا انشق، وأضْمَغَه السلم. وقال الليث: أضْمَغَ شدقه، قال: الأضْمَاغُ: أن يكثر بصاق شِدِقْه، وأنشد: وأضْمَغَ شدقه يبكي عليها ... يسيل على عوارضه البُصاقا وقال أبو عمرو: انْضَمَغَ: أي ابتل. طغغابن الأعرابي: الطَّغُّ والطُّغْيَا: الثور. طلغالكلابي: الطَّلَغَانُ: أن يُعْيي فيعمل على الكلال. وإذا عجز الرجل، يقال: هو يَطْلَغُ المهنة. طمغابن عبّاد: الطَّمَغُ: الغَمَصُ في العين، يقال: طَمِغَتْ عينه تَطمَغ. ظربغأبو عمرو: الظَّرْبَغَانَةُ: الحية. غوغابن دريد: الغَاغُ: الذي يسمى الحَبَقَ. وقال الليث: الغاغَةُ: نبات شبه الهِرْنَوَى. وقال أبو عبيدة: الجراد أول ما يكون سرة، فإذا تحرك فهو دَبَيً قبل أن ينبت جناحاه، ثم يكون غَوْغاءً. قال: وبه سمي الغَوْغاءُ من الناس. قال والغَوْغاءُ - أيضا - : شبه البعوض إلا أنه لا يعض ولا يؤذي لأنه ضعيف. وقال الأصمعي: إذا أحمر الجراد فانسلخ من الألوان كلها صار إلى الحمرة فهو الغَوْغاءُ. وقال أبو عباس: إذا سميت رجلا بِغَوْغاءَ فهو على وجهين: إن نويت به ميزان حمراء لم تصرفه، وإن نويت به ميزان قعقاع صَرَفْتَه. وسنعيد ذكره - إن شاء الله تعالى - لهذا التقسيم في باب الحروف اللينة. فتغابن دريد: الفَتْغُ - زعموا - : الوطء، يقال: فَتَغْتُ الشيء افْتَغُه فَتْغاً: إذا وطئته حتى ينشدخ، مثل الفَدْغِ أو نحوه. وقال غيره: تَفَتَّغَ الشيء تحت الضرس سريعاً، وهو كالبطيخ ونحوه. فثغابن عباد: فَثَغْتُ رأسه: مثل شدخته. فدغالفَدْغُ: شَدْخُ الشيء المجوف، يقال: فَدَغْتُ رأسه أفْدَغُه فَدْغاً، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله أمرني أن آتيهم فأبين لهم الذي جبلهم عليه، فقلت: يا رب إني إن آتِهم يُفْدَغْ رأسي كما تُفْدَغُ العترة. ويروى: " يُفْلَغْ " و " يُثْلَغْ " . وفي حديث ابن سيرين: أنه سُئل عن الذبيحة بالعود فقال: كل ما لم يُفْدَغْ. وفي حديث آخر في الذبح بالحجر: إن لم يَفْدَغِ الحلقوم فكل. أي: إن لم يُثَرِّده. والمِفْدَغُ: المِشْدَخُ، قال رؤبة: وذاق حنيات الدواهي اللدغ ... مني مَقَاذِيْفَ مدق مِفْدَغِ يقال: فَدَغَ الكماة في السمن. وقيل لأعرابي: كيف أكلك الثريد؟ فقال: أصْدَغُ بهاتين السبابة والوسطى وافْدَغُ بهذه يعني الإبهام. وفَدَغْتُ حب العنب ونحوه. وقال ابن عباد؛ الفَدَغُ ؟بالتحريك - : التواء في القدم. وقال غيره: هو كالفَدَعِ - بالعين المهملة - ، والإهمال أكثر. والأفداغ: ماء عليه نخل في جبل قطن. وفَدَغْتُ الطعام: أي سَغْسَغْتُه. وكل شيء لان عن يبس فقد انْفَدَغَ. فرغ فَرَغْتُ من الشغل أفْرُغُ فُرُوْغاً وفَرَاغاً، وفَرعَ يَفْرَغُ - مثال سَمعَ يَسْمَعُ - لغة فيه، وكذلك فَرغَ - بالكسر - يَفْرُغُ - بالضم - مركب من لغتين. وقال يونس في كتاب اللغات: فَرَغَ يَفْرَغُ - بالفتح فيهما - لغة أيضاً. وقرأ قتادة وسعيد بن جبير والأعرج وعُمارة الدّارعُ: )سَنَفْرَغُ لكم( بفتح الراء، على فَرِغَ يَفْرَغُ وفَرَغَ يَفْرَغُ، وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر وأبو السمال: " سَنِفْرِغُ " بكسر النون وفتح الراء على لغة من يكسر أول المستقبل، وقرأ أبو عمرو أيضاً: " سَنِفْرغُ " بكسر الراء مع كسر النون، وزعم أن تميما تقول: نعلم. ورجل فَرِغٌ: أي فارغٌ، كَفَرِهٍ وفارِهٍ وفَكِهٍ وفاكِهٍ، ومنه قراءة أبي الهذيل: )وأصبح فؤاد أُمِّ موسى فَرِغاً(، وقرأ الخليل: فُرُغاً - بضمتين - بمعنى مُفَرَّغٍ، كذُلُلٍ بمعنى مُذَللٍ. وقوله تعالى: )وأصبح فؤاد أُمِّ موسى فارغاً( أي خاليا من الصبر، ومنه يقال: إناء فارغ، وقيل: خالياً من كل شيء إلا من ذكر موسى - صلوات الله عليه - ، وقيل: فارغاً من الاهتمام به لأن الله تعالى وعدها أن يرده إليها بقوله عز وجل: )إنا رادوه إليك(. والفراغ في اللغة على وجهين: الفَرَاغُ من الشغل معروف، والآخر: القصد للشيء، والله تعالى لا يشغله شيء عن شيء، ومنه قيل في قوله تعالى: )سَنَفْرُغُ لكم( أي سنقصد. ويقال - أيضاً - : فَرَغَ إليه، قال جرير: ألاَنَ وقد فَرَغْتُ إلى نُمير ... فهذا حين كنت لهم عِقابا وقال جرير - أيضاً - يرد على البعيث ويهجو الفرزدق: ولما اتقى القين العراقي باستهِ ... فَرَغْتُ إلى القين المقيد في الحجل ويقال: فَرَغَ فُرُوْغاً: أي مات. والفَرْغُ: مخرج الماء من الدلو من بين العَرَاقي، ومنه سمي الفَرْغانِ؛ فَرْغُ الدلو المقدم وفَرْغُ الدلو المؤخر، وهما من منازل القمر، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي يصف الحَمير: وذكرها فيح نجم الفُرُوْغِ ... من صيهد الحر برد الشمال ويروى: " فأوْرَدَها " ، ويروى: " من صَيْهَدِ الصيف " . وقال ابن قتيبة في كتاب الأنواء: غَلِطَ هذا الشاعر، لأن الفَرْغَ لا يكون في طلوعه ولا في سقوطه صيهد وهو شدة الحر. وقال أبو خراش الهذلي: وظل لنا يوم كأن أواره ... ذكا النار من فيح الفُرُوْغ طويل ويروى: " الفُرُوْغ " بالعين المهملة: أي من أعاليه، وإنما جمع الفُروغَ بما حول الفَرْغَيْنِ من الكواكب. وقال الجمحي: الجوزاء تسمى الفُرُوْغَ، وقال الكُميت: يا أرضنا هذا أوان تحيين ... كيف بغير العَتَكِيِّ تَرْوَيْنْ أم كيف إلا بنداه تَنْدَيْنْ ... قد طالما حُرِمْتِ نوء الفَرْغَيْنْ العتكي: هو مخلد بن يزيد بن المهلب. وكل واحد منهما كوكبان بين كل كوكبين قدر خمس أذرع في رأي العين. والفَرغُ - أيضا - : الإناء الذي فيه الصقر؛ وهو الدبس، وقال أعرابي: تبصروا الشَّيفان فإنه يصوك على شَعَفِةِ المصاد كانه قرشام على فَرْغِ صقر. الشَّيِّفانُ: الطليعة؛ وأصله شَيْوفانٌ، والمصاد: الجبل، والقِرشامُ: القُرادُ. وفَرْغُ القبة وفَرْغُ الحفر: بلدان لتميم. وفَرْغانَةُ: ناحية بالمشرق تشتمل على أربع مدن وقصبات كثيرة، فالمدن: أوشُ وأوزْجَنْدُ وكاسَانُ ومَرْغِبْنان، وليست فَرْغانَةُ بلدة بعينها. وفَرْغانَة - ويقال: فَرْغانُ - : من قرى فارس. وفَرْغانُ: بلد باليمن من مخلاف بني زبيد. وأبو الحسن احمد بن الفتح بن عبد الله بن فَرْغَانَ الموصلي: من أصحاب الحديث. والأفْرَاغُ: مواضع حول مكة - حرسها الله تعالى - . وأفْرَاغَةُ: مدينة بالأندلس. وفَرُغَتِ الضربة تَفْرُغُ - مثال كَرُمَتْ تَكْرُمُ - . أي اتسعت، فهي فَرِيْغَةٌ - بالهاء - ، قال لبيد - رضي الله عنه - : وكل فَرِيْغَةٍ عجلى رموحٍ ... كان رشاشها لهب الضِّرَامِ والفَرِيغَةُ - أيضا - : المَزَادَةُ الكثيرة الأخذ للماء. والفَرِبْغُ: مستوى من الأرض كأنه طريق، وقيل له: فَرِيْغٌ كأنه قد أثر فيه لطول ما وطئ، قال أبو كبير الهذلي: فأجَزْتُهُ بأفل تحسب أثره ... نهجا أبان بذي فَرِيْغٍ مخرف شبه بياض الفرند بوضوح هذا الطريق، ويروى: " فأجَزْتَه " أي أجزت هذا المرثي ومعك سيف، وروى ابن حبيب: " مِجْرَفِ " أي يجرف كل شيء. وفرس فَرِيْغٌ وفِرَاغٌ: واسع المشي هملاج. والفِرَاغُ - بالكسر - : ناحية الدلو التي تصب الماء منه، قال: يسقي به ذاة فِرَاغٍ عثجلا وقال أبو عمرو: الفِرَاغُ: العِدُلُ من الأحمال بلغة طيئ. وقال ابن الأعرابي: كل إناء عند العرب فِرَاغٌ. وقال الأصمعي: الفِرَاغُ: حوض من أدم واسع ضخم، قال أبو النجم: تهدي بها كل نِيَافٍ عندل ... طاويةٍ جنبي فِرَاغ عَثْجَل ويقال: عنى بالفِرَاغُ ضرعها أنه قد جف ما فيه من اللبن فتغضن. وقال أبو زيد: الفِرَاغُ من النوق: الغزيرة الواسعة جراب الضرع. والفِرَاغُ: في قول امرئ القيس: ونحت له عن أزر تألبةٍ ... فلق فِرَاغِ معابل طُحْلِ القوس الواسعة جرح النصل نحتْ: تحرفتْ؛ أي: رمته عن قوس، وله: لامرئ القيس، وأزر: قوة وزيادة، وقيل: الفِرَاغُ النصال العريضة، وقيل: الفِرَاغُ: القوس البعيدة السهم، ويروى: " فِرَاغَ - بالنصب - ؛ أي: نحت فِرَاغَ؛ والمعنى: كأن هذه المرأة رمته بسهم في قلبه. وقال ابن عباد: الفِرَاغُ: القدح الضخم الذي لا يطاق حمله، وجمعه: أفْرِغَةٌ. وفَرِغَ الماء - بالكسر - : أي انصب. والفَرَاغَةُ: الجزع، قال: يكاد من الفَراغَةِ يُسْتَطارُ والفِرْغُ - بالكسر - الفُرّاغُ، قال طليحة بن خويلد الأسدي في قتل ابن أخيه حبال بن سلمة بن خويلد: فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم ... أليسوا وإن لم يُسلموا برجالِ فإن تكُ أذواد أُصِبْنَ ونسوة ... فلن تذهبوا فِرْغاً بقتل حبال ويقال: ذهب دمه فِرْغاً وفَرْغاً: أي هدرا لم يطلب به. والافْرَغُ: الفارغ، قال رؤبة: لو كنت أسطيعك لم يُشَغْشَغِ ... شربي وما المشغول مثل الأفْرَغِ والطعنة الفَرْغاءُ: ذاة الفَرْغِ وهو السعة. والأفْرَاغُ: الصب، وقوله تعالى: )ربنا أفْرِغْ علينا صبراً( أي اصبب؛ كما تفرغ الدلو: أي تصب. وحلقة مُفْرَغَةٌ: أي مصمتة الجوانب. ويروى قول رؤبة: بمدفق الغرب رحيب المَفْرَغِ بضم الميم وفتحها، فالضم بمعنى الإفْرَاغِ، والفتح بمعنى الموضع، وقال أبو وجزة السعدي: أفْرِغْ لجوف وردها أفراد ... عباهل عبهلها الذُّوّادُ وأفْرَغْتُ الدماء: أرقتها. وفَرَّغْتُه تَفْرِيْغاً: أي صببته. وتَفْرِيغُ الظروف: إخلاؤها. ويزيد بن ربيعة بن مُفَرِّغٍ الحميري الشاعر، وقيل له مُفَرِّغ لأنه راهن على أن يشرب عساً من لبن ففَرَّغَه شربا. وقال ابن الكلبي في نسب حمير: هو يزيد بن زياد بن ربيعة مُفَرِّغ، وكان حليفاً لآل خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، قال: وله اليوم عَقِبٌ بالبصرة. وقرأ الحسن البصري وأبو رجاءٍ والنخعي وعمران بن جرير: )حتى إذا فُرِّغَ عن قلوبهم(. والمُسْتفرِغَةُ من الإبل: الغزيرة. والإسْتِفْرَاغُ في اصطلاح الأطباء: تكلف القيىء. واسْتَفْرَغَ فلان مجهوده: إذا لم يبق من جهده وطاقته شيئاً. وفرس مُسْتَفْرغٌ: لا يدخر من حُضْرِه شيئاً. وافْتَرَغْتُ: أي صببت على نفسي. وافْتَرَغْتُ من المزادة لنفسي ماء: إذا اصطَبَبْتَه. وتَفَرَّغَ: تخلى من الشغل، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : تَفَرَّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم. والتركيب يدل على خُلُو ذرعٍ. فشغفَشَغَه: أي علاه حتى غَطّاه، قال عدي بن زيد العبادي يصف فرسا: له قُصِّةٌ فَشَغَتْ حاجبيه ... والعين تبصر ما في الظلم والناصية الفَشْغَاءُ والفاشِغَةُ: المنتشرة. وفَشَغَه بالسوط: أي علاه به. والفُشَاغُ: الرقعة من أدم يُرْقَعُ بها السقاء. والفُشَاغُ - مثال صُرَاخٍ - والفُشّاغُ - مثال مُكّاءٍ - : نبات يعلو الأشجار فيلتوي عليها فيفسدها. وقال الليث: الفَشْغَةُ: قطنة في جوف القصبة. والفَشْغَةُ - أيضاً - : ما تطاير من جوف الصَّوْصَلاة، والصَّوْصَلاةُ حشيش، وهو الصّاصُلى. قال: ورجل أفْشَغُ الثنية ناتئها. وأفْشَغُ الأسنان: متفرقها لسعة ما بينها. والأفْشَغُ: الذي ذهب قرناه كذا وكذا. ورجب مِفُشَغٌ - بكسر الميم - : الذي يواجه صاحبه بما يكره، وقيل: هو الذي يقدع الفرس ويقهره، قال رؤبة: بأن أقوال العنيف المِفْشَغِ ... خلطٌ كخلطِ الكذب المُمَغْمَغِ ويروى: " المُمَضَّغِ " . والمُمَغْمَغُ: المخلط. ويقال للرجل الميون القليل الخير: مُفْشِغٌ - بضم الميم - ، وقد أفْشَغَ الرجل. وأفْشَغْتُ الرجل السوط: ضربته به. وفَشَّغَه النوم تَفْشِيْغاً: إذا علاه وغلبه؛ عن الأصمعي، قال أبو داود جارية بن الحجاج الايادي: فإذا غزال عاقد ... كالظبي فَشَّغَهُ المنام أي: كسله. وأنْفَشَغَ: ظهر وكثر. وتَفَشَّغَ فيه الشيب: أي كثر وأنتشر. وتَفَشَّغَ فيه الدم: أي غلبه ومشى في بدنه. والتَّفَشُّغُ: التَّفْخِيْذُ، وتَفَشَّغَ الرجل البيوت: دخل بينها. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أن وفد البصرة أتوه وقد تَفَشَّغوا؛ فقال: ما هذه الهيئة؟ فقالوا: تركنا الثياب في العياب وجئناك، قال: البسوا أميطوا الخيلاء. معنى تَفَشَّغُوا: لبسوا أخس ثيابهم ولم يتهيأوا، وقال جار الله العلامة الزمخشري - رحمه الله - : أنا لا آمن أن يكون مصحفا من تَقَشَّفُوا، والتَّقَشُّفُ: ألا يتعاهد الرجل نفسه؛ ومنه عام أقْشَفُ: وهو اليابس، قال: فإن صح ما رووه فلعل معناه: انهم لم يحتفلوا في الملابس وتثاقلوا عن ذلك لما عرفوا من خشونة عمر - رضي الله عنه - أطلق لهم أن يتجملوا باللباس على ألا يختالوا فيه. وفي حديث علي - رضي الله عنه - أنه قال له الأشتر: إن هذا الأمر قد تَفَشَّغَ: أي كثر وعلا وظهر. وفي حديث النجاشي - رضي الله عنه - أنه قال لقريش: هل تَفَشَّغَ فيكم الولد فإن ذلك من علامات الخير، قالوا: وما تَفَشُّغُ الولد؟ قال: هل يكون للرجل منكم عشرة من الولد ذكور؟ قالوا: نعم وأكثر من ذلك، قال: فهل ينطق فيكم الكرع؟ قالوا: وما الكرع؟ قال: الرجل الدنيء النفس والمكان، قالوا: لا ينطق في أمرنا إلا أهل بيوتنا وأهل رأينا، قال: إن أمركم - إذن - لمقبل، فإذا نطق فيكم الكرع وقل ولدكم أدبر جدكم. أي: هل كثر فيكم الولد؟ وقال أبو حسان مسلم الأحرد الأعرج: قلت لابن عباس ؟رضي الله عنهما - : ما هذه الفتيا التي قد تَفَشَّغَتْ: من طاف فقد حل؟ قال: سُنَّةُ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وإن رغمتم. أي انتشرت، قال طفيل بن عوف الغنوي: وقد سمنت حتى كأن مخاضها ... تَفَشَّغَها ظلع وليست بظلعِ وتَفَشَّغَه الدَّيْنُ: أي ركبه وعلاه. وتَفَشَّغَ الجمل الناقة: كذلك. والمُفَاشَغَةُ: أن يُجَر ولد الناقة ويُنحَرَ وتُعْطَفَ على ولد آخر يجر إليها فيُلقى تحتها فترأمه، يقال: فاشَغَ بينهما، وقد فُوْشِغَ بها، قال الحارث بن حلزة: بطلا يجروه ولا يرثي له ... جر المُفَاشِغِ هم بالارامِ والفِشَاغُ: الشِّغَارُ. والتركيب يدل على الانتشار. فضغابن دريد: فَضَغْتُ العود أفْضَغُه فَضْغاً: إذا هشمته. ورجل مِفْضَغٌ: إذا كان يتشدق ويلحن؛ كأنه يَفْضَغُ الكلام. فغغابن عباد: فَغَّتْني الرائحة تَفُغُّني. والغَفَّةُ:تَضَوُّعُ الرائحة. فلغابن دريد: الفَلْغُ والثَّلْغُ واحد، يقال: فَلَغْتُ رأسه وثَلَغْتُه؛ سواء: إذا شدخته، وقد مر الشاهد من الحديث في تركيب ث ل غ. وتَفَلَّغَ: تهشم. فوغشَمِرٌ: فَوْغَةُ الطيب وفَوْعَتُهُ: رائحته. قال: والفَوْغَةُ من الفاغِيَةِ، قال الأزهري: كأنها مقلوبة منها. وقال ابن عباد: فاغَتِ الرائحة تَفْوْغُ فَوْغاً. وقال ابن الأعرابي: الفائغَةُ: الرائحة المخشمة من الطيب وغيره. وقال غيره: الفَوَغُ - بالتحريك - الضخم في الفم، يقال: رجل أفْوغُ. وفاغُ: من قرى سمرقند. كرغكَرَاغ - مثال سَحَابٍ - : نهر بهراة. لتغابن دريد: اللَّتْغُ: الضرب باليد - زعموا - . يقال: لَتَغَه بيده يَلْتَغُه لَتْغاً، قال: وليس بثبت. وقال غيره: اللَّتْغُ: مثل اللَّدْغْ. لثغالليث: الَّلثَغُ والُّثْغَةُ: مصدرا الألْثَغِ؛ وهو الذي يتحول لسانه من السين إلى الثاء. وقال غيره: اللُّثْغَةُ في اللسان: أن يجعل الراء غينا أو لاما والسين ثاء، وافق الليث في المعنى الأخير. يقال: لَثِغَ يَلْثَغُ لَثَغاً. وقال ابن دريد: اللَّثَغُ: اختلال في اللسان وأكثر ما يقال في الراء إذا جُعلت ياء أوغينا. وقال أبو زيد: الألْثَغُ: الذي لا يتم رفع لسانه في الكلام وفيه ثقل. وفي نوادر الأعراب: ما أشد لُثْغَتَه وما أقبح لَثَغَتَه. فبالضم: ثقل اللسان؛ وبالتحريك: الفم. وقال محمد بن يزيد: اللُّثْغَةُ: أن يعدل بحرف إلى حرف. وقال غيره: لَثَغَ فلان لسان فلان: إذا صيره ألْثَغَ. لدغلَدَغَتْه العقرب تَلْدَغُه وتَلْدَاغاً؛ فهو مَلْدُوْغٌ ولَدِيْغٌ، ومنه قول النبي - صلى الله عله وسلم - : لا يُلْدَغُ المؤمن من حجر مرتين. وقوم لَدْغى ولُدَغَاءُ. ويقال - أيضاً - : قوم لَدْغى ولُدَغَاءُ: وقاع في الناس. وقال ابن دريد: لَدَغَتْه الحية لَدْغاً. ولَدَغْتُ فلانا بكلمة: إذا نزغته بها، قال رؤبة: وذاق حيات الدواهي اللُّدَّغِ ... مني مقاذيف مدق مِفْدَغِ ورجل مِلْدَغٌ: إذا كان يفعل ذلك بالناس. وقال ابن عباد: اللُّدَّاغُ - بالضم والتشديد - : الشوك وطرفه المحدد. واللُّدّاغَةُ: القارصة من الرجال. لصغابن عباد: لَصغَ الجلد لُصُوْغاً: إذا يبس على العظم عجفاً. لغغابن دريد: اللَّغْلَغُ: طائر، قال: ويقال اللقلق: لطائر آخر. أراد: أن اللِّغْلَغَ غير اللقلق. وقال ابن الأعرابي: لَغْلَغَ ثريده: إذا رواه من الأدم ونحو ذلك. قال: ويقال: في كلامه لَغْلَغَةٌ ولَخْلَخَةٌ: أي عُجْمَة. لوغابن دريد: اللَّوْغُ: أن تدير الشيء في فمك م تلفظه، والفعل: لاغَهُ يَلُوْغُه. وقال ابن الأعرابي: لاغَ بَلُوْغُ لَوْغاً: إذا لزم الشيء. وقال ابن عباد: يقال: هو سائغ لائغٌ وسَيَّغٌ لَيَّغٌ. ليغأبو عمرو: الألْيَغُ: الذي لا يبين الكلام. وقال الليث: الألْيَغُ: الذي يرجع لسانه إلى الياء. وقال ابن عباد: في المثل: دري بما هندك باليْغَاءُ. وقال ابن الأعرابي: رجل لِيَاغَةٌ - بالكسر - وألْيَغُ: أي أحمق. والَّليَغُ - بالتحريك - : الحُمق الجيد. وقال ابن عباد: لِغْتُ الشيء ألِيْغُه لَيْغاً: إذا راودته عنه. قال: وتَلَيَّغَ: أي تحمق. مرغابن دريد: الأمْرَغُ: موضع. والمَرْغُ: اللعاب، قال رجل من أهل اليمن يخاطب أمه: دونك بَوْغاءَ رِيَاغِ الرفغِ ... فأصفِغِيْهِ فاك أي صَفْغِ ذلك خير من حطام الدَّفْغِ ... وأن تري كفك ذاة نَفْغِ تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ وتقول العرب: أحمق لا يجأى مَرْغَه: أي لا يحبس لعابه. وقال ابن عباد: مَرَغَ البعير يَمْرَغُ مَرْغاً: كأنه يرمي باللغام، وبكار مُرَّغٌ: يسيل لغامها، قال رؤبة: أعلو وعرضي ليس بالمُمَشَّغِ ... بالهدر تَكْشَاشَ البكار المُرَّغِ ويقال: المُرَّغُ: التي يسيل مَرْغُها، وليس له واحد. وقال أبو عمرو: المُرَّغُ: مُرَّغ في التراب. وقال ابن الأعرابي: المُرَّغُ: التي تَمرَّغُها الفحول. ومَرَغَتِ السائمة العشب تَمَرَغُه مَرْغاً. وقال ابن عباد: المَرْغُ: أكل العشب. وقال أبو عمرو: مَرَغَ العير في العشب: أقام فيه، وأنشد: إني رأيت العير في العشب مَرَغْ ... فجئت أمشي مستطارا في الرَّزَغْ وقال أبو عمرو: المَرْغَةُ: الروضة. وقال ابن الأعرابي: المَرْغُ الروضة الكثيرة النبات. والمَرَاغُ والمَرَاغَةُ: موضع تمرغ الدابة، قال أبو النجم يصف ناقة: يجفلها كل سنام مجْفَلِ ... لأُياً بلأي في المَرَاغِ المسهل والمَرْغُ: المصير الذي يجتمع فيه بعر الشاة. ومَرَاغَةُ: أشهر باد أذربيجان. والمَرَاغَةُ - أيضاً - : من بلاد بني يربوع، قال أبو البلاد الطهوي وكان خطب امرأة فَزُوِّجتْ من رجل من بني عمرو بن تميم فقتلها فهرب: ألا أيها الظبي الذي لي بارحاً ... جبوب الملابين المَرَاغَةِ والكدر سُقيت بعذب الماء هل أنت ذاكر ... لنا من سُلَيمى إذ نشدناك بالذكر والمَرَائغُ: كورة بصعيد مصر غربي النيل. وقال ابن دريد: بنو المَرَاغَةِ: بُطين من العرب. فأما قول الفرزدق لجرير: يا ابن المَرَاغَةِ؛ فإنما يُعَيَّرُه بني كليب لأنهم أصحاب حمير، وقال الغوري: لأن أُمه ولدت في مَرَاغَةِ الإبل. وقال ابن عباد: المَرَاغَةُ: الأتَان لا تمنع الفحولة وبذلك هجا الفرزدق جريرا، قال: وقيل هي مشربُ الناقة التي أرسلها جرير فجعل لها قسما من الماء ولأهل الماء قسما، قال الفرزدق يهجو جريراً: يا ابن المَرَاغَةِ أين خالك أنني ... خالي حُبَيْشٌ ذو الفعال الأفضل وقال بعضهم: المَرَاغَةُ: أم جرير لقبها به الأخطل حيث يقول: وابن المَرَاغَةِ حابس أعياره ... قذف الغريبة ما تذوق بلالا أراد أمة كانت مَرَاغَةً للرجال، ويروى: رمي الغريبة. وقال ابن عباد: فلانٌ مَرَاغَةُ مال: كما يقال إزاء مال. ورجل مَرّاغَةُ - بالفتح والتشديد - : أي يَتَمرَّغُ. وقال الليث: المَرْغُ: الإشباع بالدهن. وقال غيره: المِمْرَغةُ: المعى الأعور لأنه يُرمى به، وسُميَ أعور لأنه كالكيس لا منفذ له. والمارغ: الأحمق. وأما قول رؤبة: خالط أخلاق المجون الأمرغ فمعناه: خالط الأخلاق السيئة المنتنة فصار كالمُتَمَرَّغِ في السوءات. وقد مرغ عِرضُه - الكسر - . وشَعَرٌ مَرِغٌ - مثال كَتِفٍ - : ذو قبول للدهن، ورجل أمْرَغُ. وأمْرَغَ: أي سال لعابه. وأمْرَغَ العجين - لغة في أمْرَخَه - : أي أكثر ماءه حتى رق. وأمْرَغَ: إذا أكثر الكلام في غير صواب. ومَرَّغَ الدابة في التراب تَمرِيْغاً؛ فَتَمَرَّغَتْ. وتَمرَّغَ الإنسان: إذا تقلب وتلوى من وجع يجده؛ تشبيها بالدابة. وتَمَرَّغَ: إذا رش اللعاب من فيه، قال الكميت يعاتب قريشا: فلم أرْغُ مما كان بيني وبينها ... ولم أتَمَرَّغْ أن تجنى عصوبها قوله: " فلم أرْغُ " من رُغَاءِ البعير. وتَمَرَّغَ المال: إذا أطال الرعي كفي المَرْغ: أي الروضة. وتَمَرَّغْنا: أي تنزهنا. والمُتَمَرَّغُ: الذي يصنع نفسه بالأدهان والتزلق. وقال أبو عمرو: تَمَرَّغْتُ على فلان: أي تَلَبَّثْتُ وتمكنت. وقال ابن عباد: تَمَرَّغْتُ في الأمر: أي ترددت فيه. والتركيب يدل على سيلان شيء في شيء. مسغابن الأعرابي: أمْسَغَ الرجل: تنحى. مشغالمَشْغَ: ضرب من الأكل ليس بالتشديد كأكلك القثاء ونحوه. وقال أبو تراب: مَشَغَه مائة سوط ومَشَقَه: إذا ضربه. والمِشْغُ - بالكسر - والمِشْقُ: المَغْرَةُ. ومَسشَغْتُ عرض الرجل مَشْغاً: إذا عِبْتَه، عن ابن دريد. وقال ابن عباد: المَشْغَةُ: قطعة من ثوب أو كساءٍ خلق. وقال غيره: المَشْغَةُ: طين يجمع ويُغرَزُ فيه شوك ويترك حتى يجف ثم يضرب عليه الكتان حتى يتسرح. ومَشَّغَ الثوب تَمِشيْغاً: صبغه بالمغرة. ومَشَّغَه: عابه. ومَشَّغَ الشيء: كدره، قال رؤبة: أعلو وعرضي ليس بالمُمَشَّغِ ... بالهدر تكشاش البكار المُرَّغِ أي: ليس بالمكَدَّرِ الملطخ. مضغمَضَغَ الطعام يَمْضَغُه مَضْغاً. والمَضَاغُ - بالفتح - ما يُمْضَغُ، يقال: ما عندنا مَضَاغٌ؛ وما ذُقْتُ مَضَاغاً. وهذه كسرة لينة المَضَاغِ، قال: تَزَجَّ من دنياك بالبلاغ ... وباكر المعدة بالدَّبَاغِ بكسرة طيبة المَضاغِ ... بالملح أو ماشئت من صَباغِ ويروى: " لَيَّنَة " . والمُضاغَةُ - بالضم - : ما مَضَغْتَ. والمُضَّاغَةُ - بالتشديد - : الأحمق. والمُضْغَةُ: قطعة لحم، قال الله تعالى: )فَخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً(، وقال زهير بن أبي سلمى: تُلَجلج مُضْغَة فيها أنيض ... أصلت فهي تحت الكشح داء وقلب الإنسان: مُضْغَةٌ من جسده، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن في الجسد لَمُضْغَةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب. وقد تكون المُضْغَةُ من غير اللحم، يقال: أطيب مُضْغَةِ يأكلها الناس صيحانية مُصَلَّبَةٌ. وأما حديث عمر - رضي الله عنه - : وأتاه رجل فقال: إن ابن عمي شُجَّ مُوْضِحةً؛ فقال: أمن أهل القرى أم من أهل البادية؟ فقال: من أهل البادية، فقال عمر - رضي الله عنه - : إنا لا نتعاقل المُضَغَ بيننا. فالتَّعَاقُلُ - تفاعل - من العقل وهو الدية، ومي مالا يعتد به في أصحاب الدية: مُضَغاً؛ تقليلا وتصغيراً، ومُضَغُ الأمور: صغارها. وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: أهل القرى لا يعقل المُوْضِحَةَ ويعقلها أهل البادية. وعن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - : ما دون المُوْضِحَةِ خدوش فيها صلح. وقال الشعبي: ما دون المُوْضِحَةِ فيه أجرة الطبيب. وقال الأصمعي: المَضائغُ: العقبات اللواتي على طرف السيتين، الواحدة: مَضِيْغَةٌ. وقال ابن دريد: المَضِيْغَةُ: لحمة تحت ناهض الفرس، قال: والناهض: لحم العضد. وقال ابن شميل: كل لحم على عظم: مَضِيْغَةٌ، والجمع مَضِيْغٌ، وقال غيره: مَضَائغُ. وقال الليث: كل لحمة يفصل بينها وبين غيرها عرقٌ: فهي مَضِيْغَةٌ. واللِّهْزِمَةُ: مَضِيْغَةٌ والعضلة: مَضِيْغَةٌ. وعقبة القواس المَمْضُوغَةُ مَضِيْغَةٌ. والماضِغَانِ: أصول اللحيين عند مَنْبِتِ الأضراس، ويقال: عِرقان في اللحيين. وقول رؤبة: إن لم يعقني عائق التَّسَغْسُغِ ... في الأرض فارقبني ومعجم المُضَّغِ معناه: أنظر إلي وإلى الذين يَمْضَغُوْنَ عندك كيف فعلى وفِعْلُهم. وقال ابن عباد: أمْضَغَ النخل: أي صار في وقت طيبه حتى يُمْضَغَ. وقال غيره: ما ضَغَه في القتال: أي جاده فيه. مغغالليث: المَغْمَغَةُ: الاختلاط، وقال غيره: التخليط، قال رؤبة: ما منك خلط الخلق المُمَغْمَغ وقال - أيضا - في هذه الأرجوزة: خلطٌ كَخَلْطِ الكذب المُمَغْمَغِ ويروى: " الكاذب المُمَغْمِغِ " . وقال أبو عمرو: إذا روى الثريد دسما قيل: مَغْمَغَةَ. وقال ابن دريد: يقال: مَغْمَغَ الرجل اللحم: إذا مَضَغَه ولم يحكم مَضْغَه، وكذلك مَغْمَغَ كلامه: إذا لم يبينه؛ وقال غيره: هو مقلوب غَمْغَمَ. وقال غيره: مَغْمَغَ الكلب في الإناء: وَلَغَ. وقال ابن عباد: المَغْمَغةُ: العمل الضعيف. ومَغْمَغْتُ الثوب في الماء: مثل غَثْغَثْتُه. وتَمَغْمَغَ: نال شيئا من العشب. وتَمَغْمَغَ المال: إذا جرى فيه السمن. والتركيب يدل على الاختلاط. ملغالمِلْغُ - بالكسر - : النذل الأحمق الذي يتكلم بالفحش، يقال: بِلْغٌ مِلْغٌ، وقد يفرد المِلْغُ، قال رؤبة: والمِلْغُ يلكى بالكلام الأمْلَغِ فدل على أنه ليس بإتباع. وقال ابن دريد: رجل مِلْغٌ من قوم أمْلاغٍ: وهم الضعافُ الحمقى. وقال غيره: رجل مِلْغٌ بين المُلُوْغَةِ. وقال ابن عباد: رجل مالِغٌ: أي داعر، وقوم مُلاّغٌ. قال: وتَمَالَغْتُ بالإنسان: ضحكت به. ومالَغْتُه بالكلام: مازحته بالرفث. والتَملُّغُ: التحمق، قال رؤبة: يمارس الإعضال بالتَملُّغِ منغمَنَغُ - بالتحريك - : من نواحي حلب، وكانت قديما: مَنَعَ - بالعين غير معجمة - فغير اسمها. ومَنُوغانُ: من مدن كرمان، وإذا عربوها قالوا: مَنُوجَان. موغابن دريد: ماغَتِ الهرة تَموْغ مُوَاغا - مثل ماءت تَموْءُ مُوَاءً - : إذا صَوَّتَتْ. نبغنَبَغَ الشيء يَنْبَغُ ويَنْبِغُ ويَنْبُغُ: إذا ظهر. ونَبَغَ الرجل: إذا لم يكن في إرث الشعر ثم قال وأجاد، ومنه سمي النَّوابغُ من الشعراء؛ وهم: النّابِغَةُ الذبياني: واسمه زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذْبيان بن بغيظ بن ريث بن غظفان بن سعد بن قيس عيلان، وكنيته أبو تمامة وأبو أمامة، وقيل له النّابِغَة بقوله: وحلت في بني القين بن جسر ... فقد نَبَغَتْ لنا منها شؤون والنّابِغَةُ الجعدي - رضي الله عنه - : وهو أبو ليلى قيس بن عبد الله بن عُدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصَفَةَ بن سعد بن قيس عيلان. وهو أشعر من النابغة الذبياني. وهجته ليلى الأخيلية فقالت: أنابغَ لم تَنْبُغْ ولم تكُ أولا ... وكنت صُنَيّاً بين صُدَّيْنِ مجهلا ويروى: " شُعَيْبا " . والنّابِغَةُ الحارثي: وهو نابِغَةُ بني الديان واسمه يزيد بن أبان بن عمرو بن حزن بن زياد بن الحارث بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب، وأجتمع النابغة هذا مع نبي الديان في زايد بن الحارث فهو يعرف بهم. والنّابِغَةُ الشيباني: واسمه عبد الله بن المخارق بن سُليم بن حَصِيرة بن قيس بن شيبان بن حمار بن حارثة بن عمرو بن أبي ربيعة بن شيبان بن ثعلبة. والنّابِغَةُ الغنوي: وهو ابن لأي بن مُطَمِّع بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب. والنّابِغَةُ: الرجل العظيم الشأن، والهاء في النابغة للمبالغة. وقال الفرّاء: النُّبَاغُ - بالضم - والنَّبْغُ: غبار الرحى؛ وهو ما تطاير من الدقيق إذا طُحن. ونَبَغَ الوعاء بالدقيق: إذا كان رقيقا فتطاير من خصاص ما رق منه. ونَبَغَ الماء ونَبَعَ: واحد. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : وغاض نَبْغَ الردة. إي أذهبه ونَقَصَه. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب م. ي. ح. ومَحَجَّةٌ نَبّاغَةٌ: يثور ترابها. والنَّبّاغَةُ: الإست. ونَبَغَ من فلان أمر كرهناه: أي بدا وظهر. ونَبَغَ من المُزْنِ قطرات من مطر. ونَبَغَ فلان في الدنيا: إذا اتسع. والنُّبَاغُ والنُّبّاغُ - بالضم فيهما وبالتخفيف والتشديد - والنُّبَاغَةُ والنُّبّاغَةُ: الهِبْرِيَةُ. والنُّبَاغَةُ: الطحين الذي يذر على العجين. وقال ابن دريد: تَنْبُغُ: موضع. ونَبَغَ رأسه نَبْغاً: إذا ثار ذلك منه. ونَبَغَتْ علينا منهم نَبّاغَةٌ: أي خرجت خوارج. ونَبَغَةُ الناس - بالتحريك - : وسطهم. والنَّبِيْغُ: أن تُنْفَضَ النخلة فيطير غرابها في وليع الإناث؛ وذلك تلقيح. وأنْبَغْتُ البلد: أكثرت الترداد إليه. وأنْبَغَ النّاخِلُ: أخرج الدقيق من خصاص المنخل. والتركيب يدل على بروز وظهور. نتغابن دريد: نَتَغْتُ الرجل أنْتِغُه وأنْتُغُه - مثال أضربه وأكتُبُه - : إذا عبته وذكرته بما ليس فيه. ورجل مِنْتَغٌ - بكسر الميم - : إذا كان فعالا لذلك. وقال الليث: أنْتَغَ: إذا ضحك ضحك المستهزئ خفيا، وأنشد: لما رأيت المُنْتِغِينَ أنْتَغُوا وقال ابن الأعرابي: الانْتَاغُ: أن يُخفي ضحكه ويُظهر بعضه، وأنشد: غَمَزَتْ بشيبي تربها فتعجبت ... وسمعت خلف قرامها إنْتاغَها وكذاك ما هي إن تراخى عمرها ... شبهت جعد غموقها أصْدَاغَها قال: الغَمْقُ: الشعر الطيب الرائحة، وقال الأزهري: كأنه نُدِّيَ بالدهن ورطل به حتى طاب. وقال ابن فارس: النون والتاء والغين ليس بشيء غير حكاية؛ وذكر الانْتَاغَ والنَّتْغَ. ندغنَدَغَه يَنْدَغُه نَدْغاً: أي نَخَسَه بإصبعه. والنَّدْعُ: الطعن بالرمح؛ وبالكلام أيضا. والمِنْدَغُ - بكسر الميم - : الذي من عادته النَّدْغُ، قال رؤبة: وجس كتحديث الهلوك الهَيْنَغِ ... لذت أحاديث الغوي المِنْدَغِ والمِنْدَغَةُ والمِنْسَغَةُ: إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْسَغُ بها الخباز الخبز. والنَّدْغُ - أيضا - : مثل اللدغ. والنَّدْغُ ؟بالفتح عن أبي عبيدة، وبالكسر عن أبي زيد - : السَّعْتَرُ البري، ومنه حديث الحجاج: أنه كتب إلى عامله بالطائف: أرسل إلي بعسلٍ أخضر في السقاء أبيض في الإناء من عسل النَّدْغِ والسحاء من حدب بني شبابة. وقال أبو عمرو: النَّدْغُ: شجرة خضراء لها ثمرة بيضاء، الواحدة: نَدْغَةٌ. وزعم الأطباء عسل السعتر أمتن العسل وأشد حرارة، قال أبو نؤاس يرثي خلفاً الأحمر: هاتيك أو عصماءُ في أعلى الشرف ... تظل في الطُّبّاقِ والنَّدْغِ الألف ويروى: " تَرُوْدُ " . وبنو شبابة قوم بالطائف. والنُّدْغَةُ - بالضم - : البياض في آخر الظفر. ونُدِغَ الصبي: دُغْدِغَ. وقال ابن عباد: نَدَغَه وأنْدَغَ به: أي ساءه. وقال أبو عمرو: يقال نَبِّغي عجينك: أي ذُري عليه الطحين. والانْتِداغُ: الضحك الخفي. والمُنَادَغَةُ: شبه المُغَازَلَةِ. والتركيب يدل على شبه الطعن والنخس. نزغقوله تعالى: )وإما يَنْزَغَنَّكَ من الشيطان نَزْغٌ( النَّزْغُ والهمز: الوسوسة، يقول: إن نالك من الشيطان أدنى وسوسة، وقال اليزيدي: يَنْزَغَنَّكَ: يَسْتَخِفَّنَكَ. ويقال: نَزَغَ بيننا: أي أفسد. وقيل: النَّزْغُ: الإغراء، قال الله تعالى: )من بعد أن نَزَغَ الشيطان بيني وبين أخوتي( أي أغرى، وقيل: أفسد. ونَزَغَه بكلمة ونَسَغَهُ ونَدَغَه: أي طعن فيه. والنَّزْغُ: الغيبة، قال رؤبة: وأحذر أقاويل العُداة النُّزَّغِ ورجل مِنْزَغَةٌ ومِنْزَغٌ ونَزّاغٌ: يَنْزَغُ الناس؛ والهاء للمبالغة. والمِنْزَغَةُ: إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْزَغُ بها الخباز الخبز. والتركيب دليل على إفساد بين أثنين. نسغالنَّسْغُ: مثل النَّخْسِ، يقال نَسَغَه بسوطٍ: أي نَخَسَه. وقال ابن فارس: يقال نَسَغْتُ دابتي لتثور. ونَسَغَه بكلمة: مثل نَزَغَه. ونَسَغَتِ الواشمة: إذا غَرَّزَتْ في اليد بالإبرة، وذلك أن الواشمة إذا وشمت يدها ضبرت عدة إبر فَنَسَغَتْ بها يدها ثم أسَفَّتْه النؤوْرَ فإذا برأ قلع ثرفه عن سواد قد رَصُنَ. والمِنْسَغَةُ: إضبارة من ذنب طائر ونحوه يَنْسَغُ بها الخباز الخبز. وقال أبو عمرو: النَّسِيْغُ: العرق. وقال الأموي: نَسَغَ في الأرض: إذا ذهب فيها. وقال ابن فارس: نَسَغْتُ اللبن بالماء: مَذَقْتُه. ونَسَغَ فلان من إبل فلان: إذا أخذ منها شيئا سلا. ونَسَغَتْ أسنانه: استَرْخَتْ أصولها. والنُّسْغُ - بالضم - : ماء يخرج من الشجرة إذا قطعت. وقال الأصمعي: يقال للفَسيلة إذا أخرجت قلبها: قد أنْسَغَتْ. قال: وإذا قُطِعَتِ الشجرة ثم نبتت قيل: قد أنْسَغَتْ. وقال ابن عباد: نَسَّغَ الرجل تَنْسِيْغاً: إذا أخرج سعفا فوق سعفٍ. وقال غيره: نَسَّغَتْ أسنانه: استرخت أصولها؛ مثل نَسَغَتْ. وانْتَسَغَتِ الإبل: إذا تفرقت في مراعيها وتباعدت، قال الأخطل: رجن بحيث تَنْتَسِغُ المطايا ... فلا بقاً يخفن ولا ذبابا وقال المرار بن سعيد الفقعسي: تنقلتِ الديار بها فحلت ... بحزة حيث يَنْتَسِغُ البعير ويقال انْتَسَغَ البعير: إذا ضرب بيده إلى كركرته من الذباب. والتركيب يدل على غرز شيء بشيء. نشغالنَّشْغُ: الشَّهِيْقُ حتى يكاد يبلغ به الغَشْيَ، وإنما يفعل ذلك الإنسان تشوقا لأبي صاحبه وأسفاً عليه، ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فَنَشَغَ، قال رؤبة: عرفت أني ناشِغٌ في النُّشِّغِ ... إليك أرجو من نداك الأسْنَغِ وقال الأصمعي: النَّشَغَاتُ عند الموت فَوْقات خفيات جدا، وفي حديث آخر: لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى يَنْشَغَ أو يَتَنَشَّغَ، وفي حديث آخر: فإذا هو يَنْشَغُ: أي يمتص بفيه. وقال أبو تراب: نَشَغْتُ الصبي وجوراً ونَشَعْتُه: إذا أوجرته، وهو النَّشُوْغُ والنَّشُوْعُ، وقد نُشِغَ الصبي ونُشِعَ: إذا أُوجز، قال ذو الرمة: إذا مرئية ولدت غلاماً ... فألام مرضعٍ نُشِغَ المحارا والمِنْشَغَةُ والمِنْشَعَةُ: المُسْعُطُ، قال: سأنْشَغَهَ حتى يلين شَرِيْسُهُ ... بمنْشَغَةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ وربما قالوا: نَشَغْتُه الكلام نَشْغاً ونَشَعتُه نَشْعاً - وهو على التشبيه - أي لقنته وعلمته. وقال الرفاء: النَّوَاشِغُ: مجاري الماء في الوادي، وأنشد للمرار بن سعيد الفقعسي: ولا متدارك والشمس طفلٌ ... ببعض نَواشِغِ الوادي حمولا وقال ابن فارس: هي أعالي الوادي، الواحد: ناشِغَةٌ. وقال أبو عمرو: نُشِغَ به ونُشِغَ به: أي اولع به فهو مَنْشُوْعٌ به. وقال ابن عباد: النَّشْغُ: أن تشرب الماء بيدك. وقول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي: شأس الهبوط زناء الحاميين متى ... يَنْشَغْ بواردة يحدث لها فَزَعُ يَنْشَغْ بواردةٍ: أي يصر فيه الناس فيتضايق الطريق بالواردة كما يُنْشَغُ بالشيء إذا غص به، ويروى: " يَبْشَعْ " بالياء الموحدة والعين المهملة، والمعنيان متقاربان. وقال ابن عباد: النُّشْغَةُ - بالضم - : الرمق. وقال غيره: النّاشِغُ: الذي يحيا بعد الجهد. والأنْشُوْغَةُ: الاستيج. ونَشَغَ الماء في الأرض: سأل. وقال ابن الأعرابي: نَشَغَه بالرمح: إذا طعنه به. قال: وانْشَغَ الرجل: إذا تنحى. قال: وانْتَشَغَ البعير: ضرب بخفه موضع لدغ الذباب، وأنشد للأخطل: تنقلت الديار بها فحلت ... بحزة حيث يَنْتَشِغُ البعير هكذا رواه الأزهري عن ابن الأعرابي. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب بالسين المهملة في اللغة وفي الشعر، وقد ذكرته في موضعه. والتركيب يدل على غرز شيء بشيء. نفغالنَّغَانِغُ: لحمات تكون في الحلق عند اللهازم الواحدة: نُغْنُغٌ. وقال الليث: النُّغْنُغُ موضع بين اللهاة وشوارب الحنجور، قال جرير: غمز ابن مرة يا فرزدق كينها ... غَمْزَ الطبيب نَغَانِغَ المعذور وقال ابن فارس: الزوائد التي في باطن الأذنين: نَغَانِغُ. ويقال: إن النُّغْنُغ الذي يكون فوق عنقِ البعير إذا أجتر تحرك. وقال ابن عباد: النُّغْنُغُ: من أسماء فرج النساء ذي الربلات. وقال غيره: النُّغْنُغُ: الأحمق الضعيف، والمرأة نُغْنُغَةٌ. ويقال: نُغْنِغَ الرجل - على ما لم يُسم فاعله - : إذا أصابه داء في نُغْنُغِه. نفغابن دريد: النَّفْغُ: تنفُّطُ اليدين من عمل، يقال: نَفَغَتْ يده تَنْفَغُ نَفْغاً ونُفُوْغاً: إذا تَنَفَّطَتْ ورقت من كد العمل - لغة يمانية - وجرى فيها الماء، وانشد أبو حاتم لرجل من أهل اليمن يخاطب أمة: دونك بَوْغاءَ رِيَاغِ الرَّفْغِ ... فأصْفِغِيْهِ فاك أي صَفْغِ خير من حطام الدَّفْغِ ... وأن تري كفكِ ذاة نَفْغِ تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمرغ وتَنَفَّغَتْ يده: تَنَفَّطَتْ. نمغالفراء: نَمَغَةُ الجبل - بالتحريك - : أعلاه. ونَمَغَةُ القوم: خيارهم ووسطهم. وقال ابن فارس: النَمغَةُ: ما تحرك من يافوخ الصبي أول ما يولد. وقال غيره: نَمَغَةُ من الناس والمال: تعني بذلك الكثرة. وقال الليث: التَّنْمِيْغُ: مجمجة بسوادٍ وحمرةٍ وبياضٍ، ورجل مُنَمَّغُ الخلق. والتركيب يدل على أعلى شيء. نهبغابن دريد: النُّهْبُوْغُ: طائر. وقال غيره: النُّهْبُوغ: من السفن البحرية الطويلة السريعة الجري، شبهوها بالطائر، ويقال لها: الدُّوْنِيْجُ أيضاً؛ وهو معرب دوني. وبغابن دريد: الأوْبَغُ: موضع. ووَبَغْتُ الرجل: إذا عبته أو طعنت عليه. وقال الليث: الوَبَغُ - بالتحريك - : داء يأخذ الإبل فترى فساده في اوبارها. وقال غيره: الوَبَغُ: هِبْرِيَةُ الرأس، ورجل وَبِغٌ. وقال ابن عباد: يقال وقع في وَبَغَةِ القوم: أي في وسطهم ومجتمعهم، ومجتمع كل شيء: وَبَغَتُه. والوَبّاغَةُ والوَبّاعَةُ: الإستُ، يقال: كذبتْ وَبّاغَتُكَ ووَبّاعَتًكَ. وتغالوَتَغُ - بالتحريك - : الهلاك، يقال وَتِغَ يَوْتَغُ وَتَغاً: أي أثم وهلك. وقال الليث: الوَتَغُ: الإثم وقلة العقل في الكلام، قال: يا أُمنا لا تَغضبي إن شئتِ ... ولا تقولي وَتَغَاً إن فئتِ وقال أبو زيد: الوَتِغةُ من النساء: هي المضيعة لنفسها في فرجها، وقد وَتِغَتْ تَوْتَغُ وتَيْتَغُ وَتَغاً. وقال ابن عباد: الوَتَغُ: الملامة. وقال غيره: الوَتَغُ: الوجع وسوء القول وفرط الجهل. وأوْتَغَه الله: أي أهلكه، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : فإنه لا يُوْتِغُ إلا نفسه، أي لا يهلك، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ع ب ط. وفي حديثه الآخر - صلى الله عليه وسلم - : ما من أمير عشرةٍ إلا وهو يجيء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه حتى يكون عمله هو الذي يطلقه أو يُوْتِغُه. وأوْتَغَه - أيضا - : أوجعه. وأوْتَغَ السلطان فلاناً: إذا حبسه أو ألقاه في بليةٍ. والتركيب يدل على إثم وبلية. وثغوَثَغْتُ رأسه وَثْغاً: شدخته. وقال أبو عمرو: الوَثِيْغَةُ: الدرجة التي تتخذ للناقة. وقد وَثَغَ فلان ناقته يَثِغُها وَثْغاً: أي أتخذ لها وَثِيْغَةً. وقال ابن السكيت: يقال لما التف من العشب أيام الربيع: وَثِيْغَةٌ ووَثِيْخَةٌ ووَثِيْجَةٌ. وقال ابن عباد: ثريدة مَوْثُوْغَةٌ ووَثِيْغَةٌ: وهو أن يرد بعضها على بعض. ووَثِيْغَةٌ من المطر ووَثْغَةٌ: أي قليل منه. وزغالوَزَغَةُ: دويبة، والجمع وَزَغَ وأوْزَاغٌ ووِزْغانٌ. وكان لعائشة - رضي الله عنها - عود تقتل به الوَزَغَ، قال: فلما تجاذبنا تَقَعْقَعَ ظهره ... كما تُنْقِضُ الوِزْغَانُ زُرْقاً عيونها والأوْزَاغُ: الرجال الضعاف. ويقال: بفلان وَزَغٌ: أي رعشة، وفي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الحكم بن العاص حاكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين مر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فجل الحكم يغمز به ويشير بإصبعه؛ فالتفت إليه فقال: اللهم أجعل به وَزَغاً، فأصابه مكانه وَزَغٌ لم يفارقه. قال ابن عباد: رجل وَزَغٌ: إذا كان حارضا فسلا. ووَزَغَتِ الناقة ببولها وأوْزَغَتْ به: إذا رمته دفعة دفعة. والحوامل من الإبل تُوْزِغُ بأبوالها، قال مالك بن زغبة الباهلي: وصرب كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإيزاغ المخاض تبورها أي: تَبُورُها أنت؛ أي تختبرها. ويقال: الطعنة تُوْزِغُ بالدم: أي ترمي به. ويقال: وُزِّغَ الجبين تَوْزِيْغاً: إذا صور في البطن. وشغشيء وَشْغٌ: أي وتح قليل. والوَشُوْغُ: ما يوجر في الفم. ووَشَغَ ببوله وَشْغاً: مثل وزغَ. وأوْشَغَ عطيته: أي أوتحها وأقلها، قال رؤبة: ليس كإيْشَاغِ القليل المُوْشَغِ وقال ابن الأعرابي: أوْشَغَتِ الناقة ببولها: مثل أوْزَغَتْ. وأوشَغْتُه: أوجرته. والتَّوشِيْغُ: تلطيخ الثوب بالدم حتى يصير عليه طرائق. وقال الليث: تَوشَّغَ فلان بالسوء: إذا تلطخ به، قال القُلاَخُ: إني امرؤ لم أتَوَشَّغْ بالكذب وقال ابن شميل: اسْتَوْشَغَ فلان: إذا استقى بدلوٍ واهيةٍ. ولغوَلَغَ الكلب في الإناء يَلَغُ وُلُوْغاً ووَلْغاً ووَلَغَاناً: أي شرب ما فيه بأطراف لسانه، وقال ابن دريد: يالَغُ فيه: لغة، وانشد على هذه اللغة لعُبَيْد الله بن قيس الرقيات بصف شبلين: ما مر يوم إلا وعندهما ... لحم رجالٍ أو يالَغَانِ دما ويروى: يُوْلَغَانِ. وحكى اللحياني: وَلِغَ يَلِغُ - مثال وَرِثَ يَرِثُ - وقال غيره: وَلِغَ يَوْلَغُ - مثال وَجِلَ يَوْجَلُ - . وقال الفرّاء: وَلِغَ وُلْغاً - بالضم - . وحكى أبو زيد: وَلَغَ الكلب بشرابنا وفي شرابنا ومن شرابنا، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا ولَغَ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعا وعفروه الثامنة في التراب. ويقال: ليس شيء من الطيور يَلَغُ غير الذباب. وقال ابن عباد: ما وَلَغَ اليوم وَلُوْغاً: أي لم يطعم شيئاً. والمِيْلَغُ والمِيْلَغَةُ: الإناء الذي يَلَغُ فيه الكلب في الدم ويسقى فيه، وفي حديث علي - رضي الله عنه - فأعطاهم مِيْلَغَةَ الكلب، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب روع. ووَالِغٌ: جبل بين الأحساء واليمامة، قال: إذا قطعنا والِغاً والسَّبْسَبا ... ذكرت من رَبْعَةَ قيلا مرحبا وخبز بر عندها ومشربا ووالِغُوْنَ: وادٍ، وقال ابن عباد: جبيل بين الأحساء واليمامة، ولعله الذي ذكر جمع بما حوله، قال الأغلب العجلي: نحن منعنا جوف والِغِيْنا ... وقد تدلى عنبا وتينا والقول في إعرابه كالقول في إعراب نصيبين. والوَلْغَةُ - بالفتح - : الدلو الصغيرة، قال: شر الدلاء الوَلْغَةُ المُلاذِمَهْ ... والبكرات شرهن الصّائمة أي: هي لصغرها تحتاج أن يُلاذِمَها وتُلاذِمَه هي أيضا ولو كانت كبيرة لاستقى بها قدر ما يحتاج إليه بسرعة. والمُلاذِمَةُ: الملازمة. وأولَغَ الكلب: سقاه، ويروى قول عبيد الله بن قيس الرقيات يصف شبلين: ما مر يوم إلا وعندهما ... لحم رجالٍ أو يُوْلَغَانِ دَما ويروى: يالَغَانِ. ورجل مُسْتَوْلِغٌ: لا يبالي ذماً ولا عاراً. ومغابن الأعرابي: الوَمْغَةُ: الشعرة الطويلة. هبغهَبَغَ يَهْبَغُ هُبُوْغاً: أي نام، وانشد الليث: هَبَغْنا بين أذرعهن حتى ... تَبَخْبَخَ حر ذي رمضاء حامِ هبنغابن دريد: الهَبَيْنَغُ - مثال هَمَيْسَعٍ - : الأحمق. هدغابن عباد: هَدَغْتُ الطعام: بمعنى فَدَغْتُه. والمُنْهَدِغُ: الحسو اللين من الطعام وكل شيء لأن عن يبس، فقد انْهَدَغَ. وفي النوادر: أنْهَدَغَتِ الرطبة: أي انْفَضَخَتْ. هدلغابن عباد: الهِدْلَوْغَةُ: الأحمق. هذلغابن عباد: الهُذْلُوْغُ: الغليظ الشفة. هرنغالأزهري: الهُرْنُوْغُ شبه الطُرْثُوْتِ يؤكل. هفغ ابن دريد: هَفَغَ الرجل يَهْفَغُ هُفُوْغاً: إذا ضعف من جوع أو مرض. هلغالليث: الهِلْيَاغُ: شيء من صغار السباع، وانشد: وهِلْيَاغُها فيها معاً والغَنَاجِلُ وقال الأزهري: لم أسمع الهِلْيَاغَ لغير الليث. والغَنَاجِلُ: جمع غُنْجُلٍ - بالضم - : وهو عناق الأرض. همغالأصمعي: الهِمْيَغُ: الموت المعجل، وأنشد لأسامة بن الحارث بن جبيب الهُذلي: إذا بَلَغُوا مصرهم عُوْجِلُوا ... من الموت بالهِمْيَغِ الذّاعِطِ قال: وكان الخليل يقوله بالعين المهملة، وقد خالفه الناس. وقال شمر: هَمَغَ رأسه: شدخه. والهَيْمَغُ: شجرة ثمرها المَغْدُ. وانْهَمَغَتِ الرطبة وانْهَدَغَتْ: إذا انْشَدَخَتْ. وقال ابن عباد: قرحة مُنْهَمِغَةٌ: أي مُبْتَلَّةٌ. هنبغالليث: الهُنْبُغُ - بالضم - : شدة الجوع. وقال أبو عمرو: جوع هُنْبُغٌ وهِنْبَاغٌ: أي شديد، قال رؤبة: كالفَقْعِ إن يهمز بوطءٍ يُثْلَغِ ... فَعَضَّ بالويل وجوع هُنْبُغِ وقيل: هُنْبُغٌ: لازق. والهُنْبُغُ - أيضاً - : التراب الذي يطير بأدنى شيء، قال رؤبة أيضاً: يشْتَقُّ بعد الطرد المُبَغْبِغِ ... وبعد إيْغَافِ العجاج الهُنْبُغِ المُبَغْبِغُ: القريب، ويشتق: يشتد فيه ويجد، والإيْغَافُ والايْجَافُ واحد. يريد: إنه يعدو فيقلب التراب بحافره. والهُنْبُغُ: الأسد. وقال ابن عباد: الهُنْبُغُ من النساء: الضعيفة البطش، والمرأة الحمقاء. وهَنْبَغَ العجاج: كثر وثار. وقال غيره: هَنْبَغَ: جاع. هنغابن دريد: الهَيْنَغُ: المرأة الضحّاكة، قال رؤبة: وجس كتحديث الهَلُوْكِ الهَيْنَغِ ... لذت أحاديث الغوي المندغ وكذلك الهانِغَةُ. وقيل الهَيْنَغُ: التي تظهر سرها لكل واحد، والمِنْدَغ: الذي لا يزال يَنْدَغُ بكلمة تكره: أي يَنْزَغُ ويَلْدَغُ. وقال أبو مالك: امرأة هَيْنَغٌ: فاجرة. وهانَغْتُ المرأة: غازلتها. هوغابن دريد: الهَوْغُ: الشيء الكثير، يقال: جاء فلان بالهَوْغِ: أي بالمال الكثير. هيغابن السكيت: يقال إنهم لفي الأهْيَغَيْنِ: أي في الخصب وحسن الحال، قال: وعام أهْيَغٌ: إذا كان مُخْصباً كثير العُشْبِ. ووقع فلان في الأهْيَغَيْنِ: أي في الأكل والشرب. وقال الفراء: الأهْيَغَانِ: الكل والنكاح. والأهْيَغُ: أرغد العيش. والأهْيَغُ - أيضا - : الماء الكثير، وهَيَّغَ المطر الأرض: جادها. وهَيَّفْتُ الثريدة: إذا أكثرت ودكها. أثفأبو عبيد: الأثفيَّة القدر، وذكر الليث فيها قولين: أحدهما أنَّها فُعُّولة، والثاني أنها أُفْعَّولة، فعلى أحد القولين ذكرناها في هذا التَّركيب، وسنعيد ذكرها، - إن شاء الله تعالى - في باب الحروف اللَّيِّنة لمكان الاختلاف في وزنها. والجمع الأثافُّي - مثال قماري - وقد تخفف، ويروى بالتَّثقيل والتَّخفيف قول زهير بن أبي سلمى: أثَافِي سُفْعاً في مُعَرسِ مِرْجَلٍ ... ونُؤْياً كحَوْضِ الجَرِّ لم يَتَثَلَّمِ ويروى: " كَحَوْضِ الجُدِّ " ، ويروى: " كجِذْم الحَوْض " . وقال الأصمعيُّ: بقيت من فلان أُثْفِيَّة خشناء: أي بقي منهم عددٌ كثير. وقال الأصمعيُّ: من أمثالهم في رمي الرَّجل صاحبه بالمعضلات: رماه بثالثة الأثَافيِّ، ثالثةُ الأثافيِّ: القطعة من الجبل يجعل إلى جنبها اثنتان فتكون القطعة متَّصلة بالجبل، قال خفاف بن ندبة: وإنَّ قَصيْدَةً شَنعاءَ منِّي ... إذا حَضَرَتْ كَثالِثةِ الأثافي وقال أبو سعيد الضَّرير: معناه أنه رماه بالشَّرِّ كلِّه فجعله أُثْفيَّةٍ؛ حتى إذا رماه بالثَّالثة لم يترك منها غاية، قال علقمة بن عبدة وخفَّف ياء الأثافيِّ، بَلْ كُلُّ قَوْمٍ وإنْ عَزُّوا وإن كَثُروا ... عَرِيْفُهُم بأثافي الشَّرِّ مَرْجُوْمُ ألا تراه قد جمعها له. وقال الأزْهريُّ: ما كان من حَديْد سموه منصباً ولم يسموه أُثفيَّة. والآثف: التاع، وقد أثفه يأثفه - مثال كسره - : إذا تبعه. وقال أبو عمرو: أثفة يأُثُفُه ويأُثفُه: إذا طلبه. وأُثيفية: قرية لبني كليب بن يربوع بالوشم من أرض اليمامة، وأكثرها لأولاد جرير بن الخطفي الشاعر. وذو أُثيفية: موضع بعقيق المدينة على ساكنيها كالأثافِّي، قال الرّاعي: دَعَوْنَ قُلُوْبَنا بأُثَيْفيَاتٍ ... فألْحَقَنا قَلائصُ يَغْتَليْنا ويروى: " يَعْتَليْنا " بالعين المهملة، فمعنى المعجمة: يبعدن في السَّير، ومعنى المهملة: يَعْلُوْن في السير. وقال أبو حاتمٍ: الأثافيُّ كواكب بحيال رأس القدر - أيضا - : كواكب مستديرة. وقال أبن عبادٍ: أثفْتُه أثْفاً: إذا طردته. قال: والآثفُ: الثّابت. والمؤثَّف - بفتح الثاء المشددة - القصير التارُّ الكثير الَّحم، وأنشد أبو عمرو: لَيْسَ من القُرِّ بمُسْتَكيْن ... مُؤثَّفٌ بلَحْمِهِ سَمِيْنِ وأثَّفت القدر - لغةٌ في ثفَّيتها - : إذا جعلتها على الأثافيِّ. وقال أبو زيد: تأثَّف الرَّجل المكان: إذا لم يبرحه. وتأثَّفُوه: أي تكنفوه، ومنه قول النابغة الذّبياني يعتذر إلى النعمان بن المنذر: لا تَقْذفَنّي بِرُكْنٍ لا كِفَاءَ لَهُ ... ولو تَأثَّفَكَ الأعداء بالرِّفد وقال الأزهري: قوله " تأثَّفك " ليس من الأثفيَّة في شيء، وإنَّما هو من قولك أثفت الرَّجل آثفه أثفاً: إذا تبعته، والآثف: التابع. حكى ذلك أبو عبيدٍ عن الكسائيِّ في باب النَّوادر. وقال أبو زيد: تأثَّفنا المكان: أي ألفناه فلم نبرحه، ومعنى قوله: " تَأثَّفَكَ الأعْدَاءُ " أي اتَّبَعُوْكَ وألحُّوا عليك ولم يبرحوا يغرونك. انتهى كلام الأزهري. والتركيب يدل على التجمع والثبات. قال النَّسّابُون وأصحاب الحديث: أسم مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم: أخيف - مصغراً - ، جعلوا الهمزة أصلية أصالتها في أسيد وأميين. أدفابن الأعرابي: الداف - بالضم - : الذَّكر، وفي الحديث: في الداف الدِّية كاملة. وأصله: وداف، و " كاملة " نصبُ على الحال، والعامل فيها ما في الظرف من معنى الفعل، والظَّرفُ مستقرٌّ. وقال غيره: الأداف: الأذُنُ. وأدْفيَّةُ: جبل لبني قشير. أذفابن الأعرابيِّ: الأذاف: الذكر، لغة في الأداف غير معجمةٍ. وتأذف - بكسر الذال - : موضع على ثلاثة فراسخ من حلب بوادي بطنان، قال امرؤ القيس: ألا رُبَّ يَوْمٍ صالحٍ قد شَهِدْتُهُ ... بِتَأذفَ ذاةِ التَّلِّ من فَوقِ طَرْطَرا أرفالأرفة والأرْثة: الحدُّ، والجمع: أرف وأرث - كغرفة وغرف - ، وهي معالم الحدود بين الأرضين، وفي حديث النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - : إذا وقعت الأرف فلا شفعة، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنَّه خرج إلى وادي القرى وخرج بالقسام فقسموها على عدد السِّهام وأعلموا أرفها وجعلوا السِّهام تجري، فكان لعثمان - رضي الله عنه - خطر؛ ولعبد الرَّحمن بن عوف ؟رضي الله عنه - خطر؛ ولفلان نصف خطر. الخطر: النصيب؛ ولا يستعمل إلا فيما له قد ومزية. وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - : لا شفعة في بئر ولا فحل؛ والأرف تقطع كل شفعة. أراد بالفحل فحال النخل، وكان لا يرى الشفعة للجار ويقول: أيُُّ مالٍ اقتسم وبينت حدوده فلا شفعة فيه. والأرفة - أيضاً - : العقدة. والأرفة - مثال قمري - : اللبن الخالص، عن أبي الأعرابي. والأرفيُّ - أيضاً - : الماسحُ، والكلام في الأرفيُّ كالكلام في الأثفيَّة. وأُرف على الأرض تأريفاً: إذا جعلت لها حدود وقسمت، ومنه الحديث: أيُّ مالٍ اقتسم وأرف عليه فلا شفعة فيه. وأَّفت الحبل: عقدته. ويقال: فلان مؤارفي: أي متاخمي، أي حدُّي في السُّكنى والمكان. أزفأزف التَّرحُّلُ يأزف - مثال سمع يسمع - أزفاً وأزوفاً: أي دنا، وأنشد الليث للنابغة الذبيانَّي: أزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أنَّ رِكابَنا ... لَمَا تَزُلْ برِحالِها وكَأنْ قَدِ ويروى: " أفد " . والآزفة: القيامة، وقوله تعالى: )أزِفَتِ الآزِفَةُ( أي قربت القيامة، وقيل لها الآزفة لأنها لا محالة آتية، وما كان آتياً وغن بعد وقته فهو قريب، ويجوز ان يكون ما مضى من عمر الدُّنيا أضعاف ما بقي فذلك أزوفها. وأزف الرَّجُلُ: أي عجل؛ فهو آزف ؟على فاعل - والآزف - أيضاً - : البرد، عن ابن عباد. والأزف: الضيق وسوء العيش، قال عديُّ بن زيد عديُّ بن مالك بن الرِّقاع: من كُلِّ بيضاءَ لم يَسْفَعْ عَوَارِضَها ... من المَعِيْشَةِ تَبرِيْحٌ ولا أزَفُ وقال ابن عباد: أزف الجرح وأزف وأزف، ولم يذكر معناه، أي اندمل. ويقال: أزف: أي قلَّ. والمازف: العذرات والأقذار، الواحدة: مأزفة، وأنشد ابن فارس: كأن رداءيه إذا ما ارتداهما على جعل يغشي المآزف بالنخر قال: وذلك لا يكاد يكون إلاّ في مضيق. والأزفي - مثال صرعي - : السُّرعة والنشاط. وقال الشيباني: آزفني فلان - على افعلني - : أي أعجلني. والمتآزف: القصير؛ وهو المتداني، وقال أبو زيد: قلت لأعرابي: ما المحبنطيء؟ قال: المتكأكي؛ قلت: ما المتكأكيء؟ قال: المتآزف؛ قلت: ما المتآزف؟ قال: أنت أحمق؛ وتركني ومر. قالت زينب أخت يزيد أبن الطَّثريَّة: فَتىً قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتَآزِفٌ ... ولا رَهِلٌ لَبّاتُهُ وأبَاجِلُهْ وقال العُجَيْرُ السَّلُوْليُّ يرثي أبا الحجناء: فَتىً قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتآزِف ... ولا رَهِلٌ لَبَاتُهُ وأبا جِلُهْ ويروى: " وبَآدِلُه " . ومَكانٌ مُتآزف: أي ضيق. وخطو متآزف: أي متقارب. ورجلٌ متآزف: أي ضيق الصدر السيء الخلق. وقال ابن فارس: تآزف القوم: إذا تداني بعضهم من بعض. والتركيب يدل على الدُّنوِّ والمقاربة. أسفالأسف: شدَّة الحزن، يقال: أسف - بالكسر - يأسف أسفاً، قال الله تعالى: )غَضْبَانَ أسِفاً( أي شديد الغضب، ويقال: أسف عليه: أي غضب. وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن موت الفجاءة فقال: راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر. أي أخذة سخطٍ أو ساخط، وذلك لنَّ الغضبان لا يخلو من حزنٍ ولهفٍ، فقيل له: أسف وأسيف، ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجال للحزن فيه، وهذه الإضافة بمعنى " من " ؛ كخاتم فضَّة، ألا ترى أنَّ اسم السَّخط يقع على أخذة وقوع اسم الفضة على خاتم، وتكون بمعنى اللام نحو: قول صدق ووعد حقٍ، ومنه حديث إبراهيم بن يزيد النخعي: إن كانوا ليرهبون أخذة كأخذة الأسف. " إن " هذه هي المخففة من الثقيلة؛ واللام للفرق بينها وبين " أنِ " النافية، والمعنى: انه كانوا يكرهون، أي أنَّ الشأن والحديث هذا. وقال الأعشي: أرى رَجُلاً منكم أسِيْفاً كأنَّما ... يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبا أي: غضبان، ويروي: " كَشْحَيِه بالكَفِّ مثْقَبا " . وقال أبن السكيت: الأسيف: العبد، والجمع: الأْسفاء، قال الليث: لأنه مقهور محزون، وأنشد: كَثُُرَ الآناسُ فيما بَيْنَهُمْ ... من أسِيْفٍ يَبْتَغي الخَيْرَ وحُرْ والأسيْفَةُ: الأمة. وقال المبرد: يكون الجير ويكون الأسير. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلَّم - أنَّه بعث سرية فنهى عن قتل العسفاء، ويروى: الأسفاء والوصفاء، السيف: الشيخ الفاني. وفي حديث آخر: لا تقتلوا عسيفاً ولا أسيفاً. والأسيف - أيضاً - والأسُوْفُ: السريع الحزن الرقيق القلب، ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها - : إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: مروا أبا بكر يصل بالناس، قالت: فقلت إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام لم يسمع من البكاء؛ فمر عمر فليصل بالناس، قالت: قلت لحفصة ؟رضي الله عنها - : قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة ؟رضي الله عنها - ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس، فقالت حفصة لعائشة - رضي الله عنهما - : ما كنت لأصيب منك خيراً. والأسيف - أيضاً - : الذي لا يكاد يسمن. وأرض أسيفة: أي رقيقة لا تكاد تنبت شيئاً، وزاد ابن عباد: أسافة بالضم. وأسافة - بالفتح - : قبيلة، قال جندل بن المثنى الطهوي: تَحُفُّها أسَافَةٌٌ وجَمْعَر ... وخُلَّةٌٌ قِرْداُنُها تَنَشَّر جمعر - أيضاً - : قبيلة وقيل: أسافة: مصدر أسفت الأرض إذا قل نبتها؛ والجمعر: الحجارة المجموعة. وأسف: من قرى النهروان. وأسفي: بلد على ساحل البحر المحيط بأقصى المغرب بالعدوة. وأسفونا: قرية قرب معرة النعمان. وإساف ونائلة: صنمان كانا لقريش وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة، وزعم بعضهم أنهما كانا من جرهم: إساف بن عمرو ونائلة بنت سهل، ففجرا في الكعبة فمسخا حجرين، ثم عبدتهما قريش، وآسفة: أي أغضبه، قال الله تعالى: )فَلَمْا آسَفُوْنا انْتَقَمْنا منهم( أي أغضبونا. وقال الفراء: يوسف ويوسف ويوسف؛ ثلاث لغات، وحكى فيه الهمز أيضاً، وقرأ طلحة بن مصرف: )لقد كانَ في يُؤْسِفَ( بالهمز وكسر السين. وتأسف: أي تلهف، وقال أحمد بن جواس: كان أبن المبارك يتأسَّف على سفيان الثوري ويقول: لِمَ لم أطرح نفسي بين يدي سفيان؛ ما كنت أصنع بفلانٍ وفلانٍ. والتركيب يدل على الفوت والتلهف وما أشبههما. أشفللإكاف وهو فعلي، والجمع: الأشافي. أصفالليث: آصف: كاتب سليمان - صلوات الله عليه - الذي دعا الله تعالى باسمه الأعظم؛ فرأى سليمان - صلوات الله عليه - العرش مستقراً عنده. وقال أبو عمرو: الأصف: الكبر، وأما الذي ينبت في أصله مثل الخيار فهو اللصف. وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أنها لغة في اللصف، واللصف: الكبر. اففأبن دريد: أف يؤف أفاً - وقالوا: يئف أيضاً - : إذا تأفف من كرب أو ضجر، قال: رجل أفاف: كثير التأفف. وأف: كلمة تكره، وفيها لغات: أف وأف وأف وأفاً واف وأف وأف - بالتخفيف - ، وقرأ أبن عباس - رضي الله عنهما - : )فلا تَقُلْ لَهُما أُفَ( مفتوحة على تخفيف الثقيلة ك )رُبَ(، وقياسه التسكين بعد التخفيف؛ لأنه لا يجتمع ساكنان، لكنه ترك على حركته ليدل على أنه ثقيل خفف. وأف - بكسر الهمزة وفتح الفاء المشددة - ، وبها قرأ عمرو بن عبيد. وافى - بالإمالة - وأفي - بالإضافة - وأف - بكسرتين - وأف - مثال طف - . ويقال: افاً له وآفة له: أي قذراً له، والتنوين التنكير. وآفة وتفة وأفاً وتفاً: على الإتباع. وآلاف: قلامة الظفر، وقيل: ما رفعته من الأرض من عود أو قصبة، وقيل: آلاف وسخ الظفر، وقال الأصمعي: آلاف وسخ الأذن والتف وسخ الأظفار، وقيل: معناه القلة والتف إتباع له. والأُفَّة: الجبان، ومنه حديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى أبي الدرداء - رضي الله عنه - والناس منهزمون كل وجه يوم أحد: نعم الفارس عويمر غير آفة. كأن أصله غير ذي آفة: أي غير متأفف عن القتال، و " غير " خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو غير ذي آفة، وقيل: غير جبان، وأصلها من الآفف وهو الضجر؛ قاله أبن الأعرابي، يريد: أنه غير ضجر ولا وكل في الحرب. وقيل: الأفف: الشيء القليل، ومعنى الآفة: المعدم المقل، وهو أيضاً: الرجل القدر، من آلاف. واليأفوف: الجبان. واليأفوف: المر من الطعام. واليأفوف: فرخ الدراج. والحديد القلب، وهو الفوف أيضاً. وقال أبو عمرو: اليأفوف: السريع، واليهفوف: الحديد القلب من الرجال. وقال الأصمعي: اليأفوف: العيي الخوار، قال الراعي: مُغَمَّرُ العَيْشَ يَأْفوْفٌ شَمائلُهُ ... نابي المَوَدَّةِ لا يُعْطي ولا يُسَلُ ويرى: " يَصِلُ " ، مغمر العيش: أي لا يكاد يصيب من العيش غلا قليلاً، أخذ من الغمر، وقيل: المغمر: المغفل عن كل عيش. وقولهم: كان ذلك على أف ذاك وإفانه - بالكسر فيهما - وتئفته وأففه: أي حينه وأوانه، قال يزيد أبن الطثرية: على أف هِجْرَانٍ وساعَةِ خَلْوَةٍ ... من النّاسِ نَخْشى أعْيُناً أنْ تَطَلَّعا ويروى: " على إثْرِ هِجرَانٍ " . والتئفة: تفعلة. والأوفوفة: الذي لا يزال يقول لغيره: أف لك. وأفف تافيفاً وتأفف: أي قال أف. والعرب تقول: جعل بتأفف من ربح وجدها ويتأفف من الشدة تلم. وقال متمم بن نويرة - رضي الله عنه - حين سأله عمر - رضي الله عنه - عن أخيه مالك فقال: لقد كان يركب الجمل الثقال ويقتاد الفرس الجرور ويكتفل الرمح الخطل ويلبس الشملة الفلوت بين سطيحتين بضوجين في الليلة البليل ويصبح الحي ضاحكاً لا يتأنن ولا يتأفف. والتركيب يدل على تكره الشيء وعلى الوقت الحاضر. اكفأكاف الحمار ووكافة، والجمع: اكف ووكف، والأكاف والو كاف - بالضم - أيضاً، قال العجاج يشكو أبنه رؤية: حتّى إذا ما آضَ ذا أعْرافِ ... كالكَوْدَنِ المُوْكَفِ بالاكاف ويروى: " بالوكاف " . والأكاف: صانعه، وكذلك الوكاف. وأكفت الحمار وأوكفته تأكيفاً ووكفته توكيفاً: أي شددت عليه الأكاف والوكاف. وأكفت إكافاً: اتخذته، وكذلك وكفت. وقال أبن فارسٍ: الهمزة والكاف والفاء ليس أصلاً؛ لأنَّ الهمزة مبدلة من واو. الف الألف: عدد، وهو مذكر؛ يقال: هذا ألف، بدليل قولهم: ثلاثة الآف؛ ولم يقولوا ثلاث الآف، ويقال: هذا ألف واحد؛ ولا يقال واحدة، وهذا ألف أقرع أي تام؛ ولا يقال قرعاء، وقال أبن السكيت: لو قلت هذه ألف بمعنى هذه الدراهم ألف نجاز. والجمع: ألوف وآلاف، قال الله تعالى: )وهم ألوف(. وألفة يألفه ألفا - مثال كسره يكسره كسراً - أي أعطاه إلفاً، قال: وكَرِيْمَةٍ من آلِ قَيْسَ ألَفْتُهُ ... حّتى تَبَذَّخَ فارْتَقَى الأعْلامِ أي: ورب كريمة، والهاء للمبالغة، ومعناه: فارتقى إلى الأعلام؛ فحذف " إلى " وهو يريده. والإلف - بالكسر - : الأليف، تقول: حَنَّ فلان إلى فلانٍ حنين الإلف إلى الإلف، وجمع الأليف: ألائف - مثال تبيع وتبائع وأفيل وأفائل - ، قال ذو الرمَّة: فأصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من ألائفِهِ ... يَرْتادُ أحْلِيَةً أعْجَازُها شَذَبُ وفلان قد ألف هذا الموضع - بالكسر - يألفه إلفاً - بالكسر - ، ومنه قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - : )لإِلْفِ قُرَيْشٍ إلْفِهِمْ( بغير ياء ولا ألف. ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : المؤمن آلف مألوف. وجمع الآلف: آلاف - مثال عامل وعمال - ، قال العجاج يصفُ الدَّهر: يَخْتَرِمُ الإِلْفَ عن الأُلاّفِ وقال رُؤْبة يرد على أبيه: تاللهِ لو كُنْتُ مَعَ الأُلاّفش وقال ذو الرمَّة: مَتى تَظْعَني يامَيّ من دارِ جِيْرَةٍ ... لنا والهَوى بَرْحٌ على مَنْ يُغالِبُهْ أكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاّفِ لُزَّتْ كراعُهُ ... إلى أخْتشها الأخرى ووَلى صَواحِبُهْ وجمع الآلفة: آلفات وأوالف، قال العجاج: ورَبِّ هذا البَلَدِ المُحَرَّمِ ... والقاطِناتِ البَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ أوَ الِفاً مَكَّةَ من وُرْقِ الحَمِ والمَأْلف: الموضع الذي يألفه الإنسان أو الإبل. وقال أبو زيد: المألف: الشجر المورق الذي يدنو إليه الصيد لإلفه إياه. والألفة - بالضمَّ - : الاسم من الائتلاف. والألف - مثال كتف - : الإلف أيضاً. والألف - فيما يقال - : الرَّجل العزب. وآلفت القوم: أي كملتهم ألفاً؛ وآلفوا هم أيضا، وكذلك آلفت الدراهم؛ وآلفت هي. وآلفت الرجل مكان كذا: أي جعلته يألفه، وآلفت الموضع أيضاً: ألفته، قال ذو الرمة: من المُؤْلِفاتِ الرَّمْلَ أدْمَاءُ حُرَّةٌ ... شُعَاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُ أي: من الإبِلِ التي ألِفَتِ الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه مأْلَفاً. وقوله تعالى: )لإيْلافِ قُرَيْشٍ( الإيلاف: شبه الإجازة بالخفارة. والتَّأويل: أنَّ قريشاً كانوا سكان الحرم ولم يكن لهم زرع ولا ضرع، وكانوا يمتارون في الصيف والشتاء آمنين والناس يتخطفون من حولهم، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم. وقيل: اللام في " لإيلافِ " لام التعجب؛ أي اعجبوا لإيلاف قريش، وقال بعضهم: معناها متصل بما بعد؛ المعنى؛ فليعد هو هؤلاء ربَّ هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف لامتيار، وقال بعضهم: هي موصولة بما قبلها؛ المعنى: فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش فتؤلف رحلتهما، وقال أبن عرفة: هذا قول لا أحبه من وجهين: أحدهما أن بين السورتين " بسم الله الرحمن الرحيم " وذلك دليل على انقضاء السورة وافتتاح الأخرى، والآخر: أنَّ الإيلاف إنَّما هو العهود التي كانوا يأخذونها إذا خرجوا في التجارات فيأمنون بها، وقوله تعالى: )فَلْيَعْبُدوا رَبَّ هذا البَيْتِ الذي أطعمهم من جُوْعٍ وآمَنَهُم من خَوْفٍ( أي الذي دفع عنهم العدو وآمنهم من خوف؛ الذي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك وجعلهم يتصرفون في البلاد كيف شاءوا. وقال أبن الأعرابي: كان هاشم يؤلف إلى الشام؛ وعبد شمس إلى الحبشة؛ والمطلب إلى اليمين؛ ونوفل إلى فارس، وكان هؤلاء الأخوة يسمون المجيزين، وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه المصار بحبال هؤلاء الأخوة فلا يتعرض لهم، فأما هاشم فانه أخذ حبلاً من ملك الروم، وإما عبد شمس فإنه أخذ حبلاً من النجاشي، وأما المطلب فانه أخذ حبلاً من أقبال حمير، وأما نوفل فأنه أخذ حبلاً من كسرى. قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الخمر: تَوَصَّلُ بالرُّكبانِ حِيْناً ويُؤْلِفُ ال ... جِوَارَ ويُغْشِيْها الأمَانَ رِبابُها وآلَفَتِ الإبل: إذا جمعت بين شجر وماءٍ. والفت بين الشيئين تأليفاً، قال الله تعالى: )لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرضِ جَميعاً ما ألَّفْتَ بين قُلوبِهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهم(. ويقال: ألف مؤلفة: أي مكملة. وألفت ألفاً: كتبتها، كما يقال: جيمت جيماً. وقوله تعالى: )وِالمُؤلَّفَةِ قُلوبُهم( هم قوم من سادات العرب أمر الله عز وجل نبيه - صلى الله عليه وسلم - بتألفهم، أي بمقاربتهم وإعطائهم من الصدقات ليرغبوا من وراءهم في الإسلام وهم: الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي، وجبير بن مطعم بن عدي، والجد بن قيس، والحرث بن هشام المخزومي، وحكيم بن حزام الأسدي، وحكيم بن طليق بن سفيان، وحويطب بن عبد العزى العامري، وخالد بن أسيد بن أبي العيص، وخالد بن قيس، وزيد الخيل الطائي، وسعيد بن يربوع بن عنكثة، وسهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري، وسهيل بن عمرو الجمحي، وصخر بن حرب بن أمية، وصفوان بن أمية الجمحي والعباس بن مرداس السلمي، وعبد الرحمن بن يربوع، والعلاء بن جارية الثقفي، وعلقمة بن علاثة العامري، وأبو السنابل عمرو بن بعكك، وعمرو بن مرداس السلمي، وعمير بن وهب الجمحي، وعيينة بن حصن الفزاري، وقيس بن عدي السهمي، وقيس بن مخرمة بن المطلب، ومالك بن عوف النصري، ومخرمة بن نوفل الزهري، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب، والنضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لوي رضي الله عنهم أجمعين وتألف القوم وائتلفوا: أي اجتمعوا. وتألفت الرجل: إذا قاربته ووصلته حتى تستميله إليك. وآلفت الموضع مؤالفة: بمعنى الإيلاف. والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى والأشياء. انفالنف: معروف، والجمع آنف وأنوف وأناف، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تقم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار العين ذلف الآنف - ويروى: الأنوف - ، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : أن أبا بكر رضي الله عنه، أوصى أن يكفن في ثوبين كانا عليه وأن يجعل معهما ثوب آخر؛ فأرادت عائشة ؟رضي الله عنها - أن تبتاع له أثواباً جدداً؛ فقال عمر - رضي الله عنه - : لا يكفن غلا فيما أوصى به؛ فقالت عائشة - رضي الله عنها - : يا عمر؛ والله ما وضعت الخطم على آنفنا؛ فبكى عمر - رضي الله عنه - وقال: كفني أباك فيما شئت. كنت عن الولاية والملك بوضع الخطم، لأن البعير إذا ملك وضع عليه الخطام، والمعنى: ما ملكت علينا أمورنا بعد فتنهانا أن نصنع ما نريد فيها. وفي الحديث: لكل شيء أنفة وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى. أي ابتداء وأول. وكأن التاء زيدت على أنف؛ كقولهم في الذنب: ذنبه، وقد جاء في أمثالهم: إذا أخذت بذنبة الضب أغضبته. ويقال: هو الفحل لا يقرع أنفه ولا يقدع، أي هو خاطب لا يرد، وقد مر الشاهد عليه من الحديث في تركيب ق د ع. ويقال: جعل أنفه في قفاه، أي أعرض عن الشيء، وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : أن فلاناً دخل عليه فنال من عمر - رضي الله عنه - وقال: لو استخلفت فلاناً، فقال أبو بكر: رضي الله عنه: لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفاك ولما أخذت من أهلك حقاً. جعل الأنف في القفا عبارة عن غاية الإعراض عن الشيء ولي الرأس عنه، لأن قصارى ذلك أن يقبل بأنفه على ما وراءه، فكأنه جعل أنفه في قفاه. ومنه قولهم للمنهزم: عيناه في قفاه؛ لنظره إلى ما وراءه دائباً فرقاً من الطلب. والمراد: لأفرطت في الإعراض عن الحق؛ أو: لجعلت ديدنك الإقبال بوجهك إلى من وراءك من أقاربك مختصاً لهم ببرك ومؤثراً إياهم على غيرهم. وأنف اللحية: طرفها: قال معقل بن خويلد الهذلي: تُخَاصِمُ قَوْماً لا تُلَقّى جَوَابَهُمْ ... وقد أخَذَتْ من أنفِ لِحْيَتكَ اليَدُ ويروى: " من جَنْبِ لِحْيِتَكَ " ورجل حمي الأنف: إذا كان أنفاً يأنف أن يضام، قال عامر بن فهيرة - رضي الله عنه - في مرضه وعادته عائشة - رضي الله عنها - وقالت له: كيف تجدك: لقد وَجَدْتُ المَوْتَ قبل ذَوْقِهِ ... والمَرْءُ يأتي حتْفُهُ من فَوْقِهِ كُلُّ امرئٍ مُجَاهِدٌ بِطَوْقِهِ ... كالثَّوْرِ يَحْمي أنْفَهُ بِروْقِهِ وأنف كل شيء: أوله، ويقال: هذا أنف الشد: أي أول العدو. وأنف البرد: أشده، وقيل: أوله. وأنف المطر: أول ما أنبت، قال امرؤ القيس: قد غَدا يَحْمِلُني في انْفِهِ ... لاحِقُ الاطْلَيْنِ مَحْبُوكٌ مُمَرْ وهذا أنف عمل فلان: أي أول ما أخذ فيه. وأنف خف البعير: طرف منسمه. وقال أبن السكيت: أنف الجبل: نادر يشخص منه، قال: خُذا أنْفَ هَرْشى أوقَفاها فإنَّهُ ... كِلا جانَبِيْ هَرْشى لَهُنَّ طَريقُ وقال أبن فارس: أنف الأرض: ما أستقبل الشمس من الجلد والضواحي. وقال غيره: ما أطعمني إلا أنف الرَّغيف: أي كسرة منه. وأنف الناب: طرفه حين يطلع. والعرب تقول لسمي الأنف: الأنفان، قال مزاحم العقيلي: يَسُوْفُ بأنْفَيْهِ النِّقَاعَ كأنَّه ... عن الرَّوْضِ من النَّشَاطِ كَعِيْمُ ويقال: أفلان يتبع أنفه: إذا كان يتشمم الرائحة فيتبعها. وذو الأنف: هو النعمان بن عبد الله بن جابر بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن نسر بن وهب الله من شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل - وهو خثعم - بن أنمار بن إراش بن عمر وبن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر، الخثعمي، قاد خيل خثعم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف وكانوا مع ثقيف، وهو بيت خثعم. وقال أبن العرابي: النف: السيد. وانف: ثنية، قال أبو خراش الهذلي وقد نهشه حية: لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ أنْفٍ ... على الأصْحاب ساقاً ذاة فقد ويروى: " بَطْنِ وادٍ " . وقال أيضاً: لقد أهْلَكْتِ حَيَّةَ بَطْنِ أنفٍ ... على الإخوان ساقاً ذاةَ فَضْلِ وأنف الناقة: لقب جعفر بن قريع بن عوف بن كعب، وكانوا يغضبون إذا قيل لهم: بنو أنف الناقة. وإنما لقب بذلك بذلك لأن قريعاً نحو جزوراً فقسمها بين نسائه، فبعثت جعفراً هذا أمة - وهي الشموس - من بني وائلٍ ثم من سعد هذيم فأتى أباه وقد قسم الجزور فلم يبق إلا رأسها وعنقها؛ فقال: شأنك بهذا؛ فأدخل يده في أنفها وجعل يجرها، فلقب أنف الناقة، فكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الحطيئة بقوله: قَوْمٌ هُمُ الأنْفُ والأذْنابُ غيرُهُمُ ... ومَنْ يُسَوِّي بأنَفِ النّاقةِ الذَّنَبا صار الَّلقب مدحاً لهم. والنسبة إليهم أنفي. وقال أبن عباد: أضاع مطلب أنفه؛ قيل: فرج أمِّه. وأنفته أنفاً: ضربت انفه؛ آنفه وآنفه. ورجل أنافي - بالضم - : عظيم الأنف. وامرأة أنوف: تأنف مما لا خير فيه، والطيبة ريح النف أيضاً. وأنفه الماء: بلغ أنفه، وذلك إذا نزل في النهر. وروضة أنف - بضمتين - : - إذا لم يرعها أحد - وفي حديث أبي مسلم الخولاني أنه أتي معاوية - رضي الله عنه - : فقال: السلام عليك أيها الأجير؛ إنه ليس من أجير استرعي رعية إلا ومستأجره سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها وجبر كسراها وهنا جرباها ورد أولاها على أخراه ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء؛ وفاه أجره. وكذلك كاس انف، قال لقيط بن زرارة: إنَّ الشَّوَاءَ والنَّشِيْلَ والرُّغُفُ ... والقَيْنَةَ الحَسْنَاءَ والكأس الأُنف وصِفْوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْلَ الكَتِفْ ... للطّاعِنينَ الخَيلَ والخَيْلُ قُطُفْ وأمر أنفف: مستأنف لم يسبق به قدر، ومنه حديث يحيى بن يعمر أنه قال لعبد الله لن عمر - رضي الله عنهما - : أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وإنهم يزعمون أن لا قدر وإن الأمر أنف، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وانهم براءة مني. وقال أبن الأعرابي في قوله تعالى: )ماذا قال آنَفاً( أي مذ ساعة، وقال الزجاج: نزلت الآية في المنافقين كانوا يستمعون خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا خرجوا سألوا أصحابه - رضي الله عنهم - استهزاء وأعلاماً انهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا: ما ذا قال آنفا؛ أي ماذا قال الساعة؛ أي في أول وقت يقرب منا. وأنفت الإبل أنفاً: إذا وطئت كلا أنفاً. وقال الطائي: أرض أنيقة النبت: إذا أسرعت النبات، وتلك أرض آنف بلاد الله. ويقال: آتيك من ذي أنف؛ كما تقول من ذي قبل: أي فيما يستقبل. وقال أبن عباد: الأنف: المشية الحسنة. وقال الكسائي: آنفه الصبا - بالمد - ميعته وأوليته، قال كثير: عَذَرْتُكَ في سَلْمَى بآنِفَةِ الصِّبَا ... ومَيْعَتِهِ إذْ تَزْدهِيْكَ ظلالها وقال أبن عباد: جبل أنيف: ينبت قبل سائر البلاد. ورجل مئناف: أي سائر في أول النهار. وقال الأصمعي: رجل مئناف: يرعى ماله أنف الكلأ. وانف من الشيء - بالكسر - يأنف أنفاً وأنفة: أي استنكف، ويقال: ما رأيت آنف من فلان. وأنف البعير - أيضاً - : إذا اشتكى أنفه من البرة؛ فهو أنف - بالقصر - ؛ عن أبن السكيت، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ. وقال أبو عبيده: كان الصل في هذا أن يقال مأنوف؛ لأنه مفعول به؛ كما قالوا مصدور للذي يشتكي صدره ومبطون للذي يشتكي بطنه، وجميع ما في الجسد على هذا، ولكن هذا الحرف جاء شاذاً عنهم. ويقال - أيضاً - : جمل آنف - بالمد - ، والأول أصح وأفصح. وأنيف - مصغراً - من الصحابة - رضي الله عنهم - : ثلاثة: أنيف بن جشم؛ وأنيف بن ملة اليمامي؛ وأنيف بن واثلة - رضي الله عنهم - . وقريط بن أنيف: شاعر. وأنيف فرع: موضع، قال عبد الله بن سلمة - ويقال: أبن سليمة - العبدي يذكر جنوب بنت أبي وفاء: ولم أرَ مِثْلَها بأنَيْفِ فَرْعٍ ... عَلَيَّ إذَنْ مُذَرَّعَةٌ خَضِيْبُ أي بدنه. وقال أبن عباد: أنفت المرأة - بالكسر - تأنف: إذا حملت فلم تشته شيئاً. وأنفت الرجل: حملته على الأنفة. وأنفت الإبل: إذا تتبعت بها أنف المرعى. وقيل في قول ذي الرمة يصف إبلاً: رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيمَاً وبُسْرَةً ... وصَمْعاءَ حتّى آنَفَتْها نِصالُهَا أي أصاب شوك البهمي أنوف الإبل فأوجعها حين دخل أنوفها، وقيل: جعلتها تشتكي أنوفها، وقيل: تكرهها. ويقال: أنفته: أي جعلته يشتكي أنفه. وقال أبن عباد: انفه الماء: بلغ انفه؛ مثل أنفه - بالقصر - . قال: والمؤنف: الذي لم يرعه أحدٌ؛ مثل النف. وانف أمره: إذا أعجله. وأنفت مالي تأنيفاً: إذا رعيتها الكلأ النف، وقال أبن عباد: التأنيف: طلب الكلأ؛ وغنم مؤنفة، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة: لَسْتُ بذي ثَلَّةٍ مُؤنَّفَةٍ ... آقِطُ ألْبانَها وأسْلَؤها ونصل مؤنف: أي محدد؛ قد أنف تأنيفاً، وأنشد أبن فارس. بكُلِّ هَتُوْفٍ عَجْسُها رَضَوِيَّةٍ ... وسَهْمٍ كَسَيْفِ الحمْيريِّ المُؤنَّفِ وهو في العرقوب: تحديد غيره على الأنفة؛ كالمؤنف. والاستئناف والائتناف: الابتداء، يقال: استأنف العمل وائتنفه. والمؤتنف: الذي لم يؤكل منه شيء. وجارية مؤتنفة الشباب: مقتبلته. وقال أبن عباد: المتأنف من الأماكن: لم يؤكل قبله. ويقال للمرأة إذا حملت فاشتد وحمها وتشهت على أهلها الشيء بعد الشيء: إنها لتتأنف الشهوات. والتركيب يدل على أخذ الشيء من أولى وعلى أنف كل ذي أنف. أوفالآفة: عرض مفسد لما أصاب من شيء، وقيل: العاهة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وىفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، وآفة الظرف الصلف، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى. ويقال: إيف الزرع - على ما لم يسم فاعله - : أي أصابته ىفة؛ فهو مؤوف - مثال معوف - . وقال أبن بزرج: إيف الطعام فهو مئيف - مثال معيف - ، قال: وعية فهو معيه ومعوه ومههوه. وقال الأزهري - قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: ومن خط الأزهري نقلت - : قال الليث إذا دخلت الآفة على قوم قيل: قد غفوا؛ ويقال في لغة: قد إيفوا، قال قلت: قول الليث " إفوا " الألف ممالة؛ بينها وبين الفاء ساكن يبينه اللفظ لا الخط، انتهى قول الأزهري. والذي في كتاب الليث: ويقال في لغة: قد أففوا - بفاءين محققتين والأولى منهما مشددة - ، في عدة نسخ من كتابه، وفي نسخ في الأولى: قد أوفوا - بالواو بين الهمزة والفاء - . والجمع: آفات. تحفالتحفة والتحفة - كالتهمة والتهمة والتخمة واتخمة - : وهي البر واللطف، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : تحفة المؤمن الموت، والجمع: التحف. وقال الليث: يقال أتحفته تحفة: أي طرفة الفاكهة. وروى المقداد - رضي الله عنه - قال: أتينا النبي - صلى لله عليه وسلم - فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاث أعنز؛ فقال: احتلبوهن بيننا، فكنا نفعل، فأتاني الشيطان فقال: محمد - صلى الله عليه وسلم - يأتي الأنصار فيتحفونه، فشربت نصيبه. قال: والتحفة مبدلة من الواو، إلا أن هذه التاء تلزم في تصريف الفعل كله؛ الا في قولهم يتفعل؛ كقولهم يتوكف؛ فأنَّهم يقولون: يتوحف. ترفالترفة: النعمة. وقال ابن دريد: الترفة: الطعام الطيب أو الشيء الطريف يخص بها الرجل صاحبه. وقال غيره: الترفة: هنة ناتئه في وسط الشفة العليا خلقة. وقال الليث: رجل اترف؛ من الترفة ترفة الشفة، وقال ابن فارس: هي غلط، وإنما هي التفة. وقال غيره: ترف - بالكسر - : أي تنعم. وترف - بالتحريك - : موضع، وقيل: جبل لبني أسد، قال: أرَاحَني الرَّحْمنُ من قُبْل تَرَفْ ... أسْفَلُهُ جَدْبٌ وأعلاهُ قَرفْ وذو ترف - أيضاً - : موضع. وأترفته النعمة: أي أطغته. وقوله تعالى: )ما أُتْرِفُوا( أي نعموا. وقال أبن عرفة: المترف: المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع منه، وإنما قيل للمتنعم مترف لأنه مطلق له لا يمنع من تنعمه. وقال قتادة في قوله تعالى: )أمَرْنا مُتْرَفيها( أي جبابرتها. وترفته النعمة تتريفاً: أي أبطرته. وتترف: أي تنعم. واستترف: تعترف وطغى. تففأبن دريد: التف - زعموا - : ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ، وقال غيره: التف: إتباع لأف وهو القلة، يقال: أف له وتف وآفة وتفة، وقال أبن عباد: جمع التف تففة. وال غيره: التفة: المرأة المحقورة. وقال أبن دريد: التفة: دويبة تشبه الفأرة، قال: ومن أمثالهم: استغنت التفة عن الرفة، قال: وقد قالوا التفة عن الرفه - بالتخفيف - ، وقال الأصمعي: هذا غلط، التفة: دويه تشبه جرو الكلب، قال الأصمعي: وقد رأيتها، وأنكر أن تكون تشبه الفأرة. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذه الدابة من الجوارح الصائدة، وكانت عندي منها عدة دواب، وهي تكبر حتى تكون بقد الخروف، حسنة الصورة، ويقال لها: الغنجل وعناق الأرض، وهي بالفارسية ؟سِيَاهْ كُوْشْ؟ وبالتركية " قَرا قُلاغْ " وبالبربرية " نَبَهْ كُدُودْد " ، وأكثر ما تجلب من البربرة وهي أحسنها وأحرصها على الصيد، وأول ما رأيت هذه الدابة في مقد شوه. والتففة: دودة صغيرة؛ وتؤثر في الجلد. وقال ابن عباد: التفاتف من الكلام: شبه المقطعات من الشعر. والتفتاف: الذي يلقط أحاديث النساء، والجمع: تفتافون وتفاتق. وأتيتك بتفان ذلك: أي بعدانه، وعلى تفانه: أي حينه. والتتفيف: من التف؛ كالتأفيف من الأف. والمتفتف: الذي يلقط أحاديث النساء كالتفتاف. تلفالتلف: الهلاك، وقد تلف - بالكسر - يتلف تلفاً. والمتلف: المهلك والمفازة، وأنشد أبن فارس: أمِنْ حَذَرٍ آتي المَتَالِفَ سادِراً ... وأيَّةُ أرْضٍ لَيْسَ فيها مَتَالِفُ ويقال: ذهبت نفس فلان تلفاً وطلفاً: أي هدراً. وعن فروة بن مسيكٍ المرادي - رضي الله عنه - أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إنَّ أرضاً عندنا وهي أرض ريعنا وميرتنا وأنها وبيئة؛ فقال: دعها فان من القرف التلف. القرف: ملابسة الداء. وأتلف ماله: إذا أفناه إسرافاً، يقال: فلان مخلف متلف؛ ومخلاف متلاف. وقول الفرزدق: وأضْيَافٍ لَيْلٍ قد نَقَلْنا قِرَاهُمُ ... إليهم فأتْلَفْنا المَنايا وأتْلَفُوا هؤلاء غزي غزوهم؛ يقول: فجعلناهم تلفاً للمنايا وجعلونا كذلك، أي وقعنا بهم فقتلناهم، أي صادفنا المنايا متلفة وصادفوها ذلك، كما تقول: أتينا فلاناً فإبخلنا وأجبناه: أي صادفناه كذلك. والتركيب يدل على ذهاب الشيء. تنفالتنوفة والتنوفية: المفازة؛ كما قالوا: دو ودوية، لأنها أرض مثلها. وقال المؤرخ: التنوفة: الرض الواسعة البعيدة ما بين الأطراف، وقال ابن شميل: هي التي لا ماء بها من الفلوات ولا أنيس وإن كانت معشبة، وقال أبو خيرة: هي البعيدة وفيها مجتمع كلأ ولكن لا يقدر على رعية لبعدها، قال عمرو بن أحمر الباهلي: كم دُوْن لَيْلى من تَنُوْفِيَّةٍ ... لَمّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ والجمع: التنائف، قال ذو الرمة: أخا تَنَائفَ أغْفى عِنْدَ ساهِمَةٍ ... بِأخْلَقِ الدَّفِّ من تَصْديِرها جُلَبُ وقال ابن عباد: تنائف تنف: بعيدة الأطراف. وقال ابن فارس: تنوفى: ثنية مشرفة، ذكرها في هذا التركيب وجعلها فعولى، قال امرؤ القيس: كأنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُوْنِهِ ... عُقَابُ تَنُوفى لا عُقَابُ القَوَاعِلِ القواعل: جبل دون تنفى. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: إن كنت التاء في تنوفى أصلية فموضع ذكرها هذا التركيب كما ذكرها أبن فارس؛ وهي في جبلي طيء، وإن كانت زائدة من ناف أي ارتفع - ويؤيد هذا الوجه رواية أبي عبيدة ينوفى بالياء المعجمة باثنين من تحتها - فموضع ذكرها تركيب ن و ف. وروى أبن الكلبي ؟عُقَابُ تَنُوفٍ؟. ودثار: كان راعياً لا مرئ القيس، وهو دثار بن فقعس بن طريف الأسدي. توففي نوادير الأعراب: ما فيه توفة ولا تافة: أي عيب. وقا الخارزجي: في سيره توفة: أي إبطاء، وما تركت له توفة: أي حاجة. والتوفة: الغرة. وما فيه توفة: أي مزيد. وطلب علي توفة: أي عثرة. وإنه لذو توفات: أي كذب وخيانة وذنب. وتاف بصر الرجل: أي تاه. ثحفأبو عمرو: الثحف: لغة في الفحث، وكذلك الثحف - بالكسر - ، والجمع: أثحاف، وهما: ذاة الطرائق من الكرش كأنها أطبقاق الفرث. ثطفأبن الأعرابي: الثطف: النعمة في الطعام والشراب والمنام. وقال أبن عباد: الثطف: الخصب والسعة. ثقف - بالضم - يثقف ثقافة وثقفاً: أي صار حاذقاً خفيفاً؛ فهو ثقف؛ كضخم فهو ضخم، وثقف. وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بر مكثا في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر - رضي الله عنهما - وهو غلام شاب أمرد لقن ثقف؛ يدلج من عندهما فيصبح مع قريش كبائت، ويرعى عليهم عامر بن فهيرة - رضي الله عنه - منحه، فيبيتان في رسلها ورضيفها حتى ينعق بها بغلس، ويروى: وصرفها. قال: أوَ ما عَلِمْتَ غَداةَ تثوْعِدُني ... أنّي بِخِزْيِكَ عالِمٌ ثَقِفُ وقال الليث: رجل ثقف لقف وثقف لقف: أي راوٍ شاعر رامٍ، وزاد اللحيان: ثقيف لقيف. وقال أبن عباد: ثقف فهو ثقف وثقيف، قال: وقالوا ثقفف أيضاً ثقفاً فهو ثقف وثقف - مثال حذر وحذر وندس وندس - : إذا حذف وفطن. وثقيف: أبو قبيلة، واسمه: قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، قال أبو ذؤيب الهذلي: تُؤمِّلُ أنْ تُلاقيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بِمَخْلضفَةٍ إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ وخل ثقيف وثقيف - مثال سكين - : أي حامض جداً. وثقفته ثقفاً - مثال بلعته بلعاً - : أي صادفته، وقال الَّليث: أخذته، وقال أبن دريد: ظفرت به، وقال أبن فارس: أدركته، قال الله تعالى: )إنْ يَثْقَفُوكم(، وقال جل وعز: )واقْتُلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوْهم(، وقال جل ذكره: )فَأمّا تَثْقَفَنَّهم في الحَرْب(. وامرأة ثقاف - بالفتح - : أي فطنة، وقالت أم حكيم بنت عبد المطلب لما جاورت أم جميل بنت حرب: إني حصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم، وكلتانا من بني العم؛ قريش بعد ذلك أعلم. والثقاف - بالكسر - : ما تسوى به الرماح، قال عمرو بن كلثوم: إذا عَضَّ الثِّقَافُ بها اشْمَأزَّتْ ... ووَلَّتْهُ عَشَوْزَنَةً زَبُوْنا وثقف بن عمرو بن شميط - ويقال: ثقاف رضي الله عنه - : له صحبة. والقثقاف: من أشكال الرمل؛ فرد وزوجان وفرد، وهو من قسمة زحل. ويقال: أثقفته - على ما لم يسم فاعله - : أي قيض لي، قال عمرو ذو الكلب: فإنْ أُثْقِفتُموني فاقْتُلُوني ... فَمَنْ أثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالي أُثقفتموني: ظفرتم بي، أي: إن قدر لكم أن تصادفوني، ويروى: ؟ومَنْ أُثْقَفْ؟ أي مَنْ أثقفه منكم. وثقفت الماح تثقيفاً: إذا سويتها، قال عمرو بن كلثوم: عَشَوْزَنَةً إذا انْقَلَبَتْ أرَنَّتْ ... تَشُجُّ قَفضا المُثَقِّفِ والجَبِيْنا والتركيب يدل على إقامة درء الشيء. جأفجأفه يجافه جافاً وجعفه يجعفه جعفاً: أي صرعه. وجأفه - أيضاً - وجأثه وجثه: أي ذعره وأفزعه، وقد جئف أشد الجأف. وقال أبو عبيد: رجل مجؤوف: أي جائع. وجأفت الشجرة وجعفتها: الصياح. وجأفه تجئيفاً: أي فزعه، قال العجاج يصف جملة ويشبهه بالثور الوحشي المفزع: كانَّ تَحْتي ناشِطاً مثجَأَّفا ... مُذَرَّعاً بشوَشْيِهِ مُوَقَّفا جحفابن دريد: جحف الشيء برجله: إذا رفسه بها حتى يرمي به. وقال ابن الأعرابي: جحفت لك: أي غرفت لك. والجحوف: الدلو التي تجحف الماء: أي تأخذه. والجحوف: الثريد يبقى في وسط الجفنة. وجحفت له من المال والمشروب جميعاً. وجحف: قشر. وجحف معه: مال. وجحف لنفسه: جمع. وأبو الجحاف - بالفتح والتشديد - : رؤبة بن أبي الشعثاء العجاج - واسمه عبد الله - بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم. والجحاف - أيضاً - : محلة بنيسابور. والجحفة: الغرفة من الطعام، وقال ابن الأعرابي: الجحفة ملء اليد، وجمعها: جحف، وتقول: بقيت من ماء البئر جحفة: أي غرفة. والجحفة: ميقات أهل الشأم. وقال ابن دريد: ذكر أبن الكلبي: أن العماليق أخرجوا بني عبيل وهم اخوة عاد من يثرب فنزلوا الجحفة. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم، فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذاك حتى أهل مكة يهلون منها. والجحفة - أيضاً - : القطعة من السمن. وجبل جحاف - بالكسر - : من جبال اليمن. وسيل جحاف - بالضم - وجراف: إذا جحف كل شيء وجرفه: أي قشره، قال امرؤ القيس: لها كَفَلٌ كصَفَاةِ المَسِيْلِ ... أبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرْ والجحاف - أيضاً - : الموت؛ عن أبي عمرو؛ ويقال: موت جحاف: أي يذهب بكل شيء، قال ذو الرمة: وكائنْ تَخَطَّتْ ناقَتي من مَفَازَةٍ ... وكم زَلَّ عنها من جحاف المقادير والجحاف - أيضا - : مشي البطن عن تخمة، والرجل مجحوف، قال: أرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحَافَ والقَبَصْ ... جُلُوْدُهم ألْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ وقول الشاعر: ولا يَسْتَوي الجَحْفانِ جَحْفُ نَهِيْدَةٍ ... وجَحْفُ حَرُوْرِيٍِّ بأبيض صارم قال أبو عمر: يعني أكل الزبد بالتمر والضرب بالسيف. وأجحف به: أي ذهب به. وأجحف به أيضاً: أي قاربه ودنا منه، يقال: مر الشيء مضراً ومجحفاً: أي مقارباً؛ وأجحفت بالطريق: وهو أن تدنو من الطريق ولا تخالطه. والمجحفة: الداهية، لأنها تجحف بالقوم: أي تستأصلهم. واجتحف الثريد: حمله بالأصابع الثلاث. واجتحف: استلب، ومنه الحديث: فاجتحفها، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ش ق ح. واجتحفنا ماء البئر: أي نزحناه ونزفناه. والفتيان يتجاحفون الكرة بينهم بالصوالجة. والتجاحف - أيضاً - في القتال: تناول بعضهم بعضاً بالعصي والسيوف، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه. " عن دِين أحَدِكُم " : أي مجاوزاً لدين أحدكم مباعداً له. والمجاحف: أن تصيب الدلو فم البئر؛ وربما تخرقت، قال: قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَني مَنَافِ ... تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحَافِ وقال ابن فارسٍ: جاحف الذنب: إذا داناه. والجحاف: القتال، قال العجاج: وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحَافُ بَهْرَجِا والتركيب يدل على الذهاب بالشيء مستوعباً وعلى الميل والعدول. جخفالجخف والجخيف: الغطيط في النوم، وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه نام وهو جالس حتى مع جخيفه ثم قام فصلى ولم يتوضأ. وقال أبو زيد: من أسماء النفس: الروح والخلد والجخيف، يقال: ضعه في جخفيك: أي في تامورك وروعك. وقال أبو عمرو: الجخيف: الجيش الكثير. والجخيف: أن يفتخر الرجل بأكثر مما عنده، قال عدي بن زيد العبادي: أرَاهُم بِحَمْدِ اللهِ بعدجَخِيْفِهِمْ ... غُرَابُهُمُ إذْ مَسَّهُ الفَتْرُ واقِعا تقول منه: جخف الرجل يجخف جخفاً وجخيفاً وكذلك جفخ؛ على القلب. والجخيف والجخف: الطيش مع الخفة. والجخيف: المتكبر، وبه جخاف. والجخيف:صوت بطن الإنسان. والجخيف: القصير، والجمع: جخف. والجخيفة والجخفة: المرأة القيرة القضيفة. والجخف: التهدد. جدفأبن دريد: الجدف: القطع. وجدف الطائر يجدف - بالكسر - جدوفاً: إذا كان مقصوصاً فرأيته إذا طار كأنه يرد جناحيه إلى خلفه.. قال الأصمعي: ومنه سمي مجداف السفينة، وجناحا الطائر مدافاه. وقال أبن دريد: مجداف السفنة بالدال والذال زعموا. والدال أكثر. وقال غيره: رجل مجدوف الكمين: إذا كان قصير الكمين محذوفهما. وزق مجدوف: مقطوع الأكارع. وجدفت السماء بالثلج: رمت به. وجدف الطائر: أسرع. وجدف الرجل: ضرب باليد. ورجل مجدوف اليدين: أي بخيل، وكذلك إذا كان قصيرهما أو مقطوعهما. والجدف: تقطيع الصوت في الحداء، قال ذو الرمة يصف حماراً. إذا خافَ منها ضغنَ حَقْباءَ قِلْوةٍ ... حَدَاها بِصَلصَالٍ من الصَّوْتِ جادِفِ وقصر الخطو أيضاً، وظباء جوادف. والجدافاة والجدافى - مثال حبارى - : الغنيمة، قال: فكان لما جاءنا جدافاه. وجدف - بالتحريك - : موضع. والجدف: القبر، وهو إبدال الجدث. وقال الفراء: العرب تعقب بين الفاء والثاء في اللغة؛ فيقولون: جدف وجدث وأجداف وأجداث، قال رؤبة: لو كانَ أحْجَارِي مَعَ الأجْدَافِ ... تَعْدُوْ على جُرْثُوْمَتي العَوَافي والجدف - أيضاً - : ما لا يغطى من الشراب، وقيل: ما لا يوكى. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه سال المفقود الذي كانت الجن استهوته: ما كان طعامهم؟ فقال: الفول وما لم يذكر أسم الله عليه، قال: وما كان شرابهم؟ قال: الجدف. فسر قتادة الجدف بما لا يغطي وما لا يوكى. وقال غيره: هو نبات يكون باليمن لا يحتاج الذي يأكله أن يشرب عليه الماء. وقيل: هو ما رمي به عن الشراب من زبد أو قذى؛ من قولهم: رجل مجدوف الكمين - وقد فسر - ومن قولهم: جدفت السماء بالثلج إذا رمت به. والمجادف: السهام. ورجل أجدف: أي قصير، قال: مُحِبُّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِها ... حَفُوْظٌ لأِخَراها حُنَيِّفُ أجْدَفُ ورواه إبراهيم الحربي - رحمه الله - ؟أُجَيْدِفُ أحْنَفُ؟. وشاة جدفاء: قطع من أذنها شيء. والجدفة: الجلبة والصوت في العدر. وأجدف - بضم الدال - ؛ وقيل: أجدث؛ وقيل: أحدث - بالحاء - : موضع، وبالأوجه الثلاثة روي بيت المتنخل الهذلي: عَرَفْتُ بأجدُفٍ فَنِعَافِ عِرْقٍ ... عَلاماتٍ كَتَحْبْير النِّماطِ وقال الأصمعي: التجديف هو الكفر بالنعم، يقال: لا تجدفوا بأيام الله. وقال الأموي: هو استقلال ما آتاه الله. وقيل: هو أن يسأل القوم وهم بخير: كيف انتم؟ فيقولون: نحن بشر. وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أي العمل شر؟ قال: التجديف، قالوا: وما التجديف؟ قال: ان يقول الرجل: ليس لي ولي عندي. وقال كعب الأحبار: شر الحديث التجديف. وحقيقة التجديف نسبة النعمة إلى التقاصر. جدفجدف الشيء يجدفه - بالكسر - جدفاً: إذا قطعته، قال الأعشى يذكر قيس أبن معدي كرب: قاعِدَاً حَوْلَه النَّدامى فما يَن ... فَكُّ يُؤتى بِمُوْكَرٍ مَجْذُوفِ الموكر: الزق الملآن من الخمر، والمجدوف: المقطوع القوائم. ومجداف السفنة: معروف، قال المثقب العبدي: تَكادُ إنْ حُرِّكَ مِجْذافُها ... تَنْسَلُّ من مَثنَاتِها واليَدِ سئل أبو الغوث: ما مجذافها؟ قال: السوط؛ جعله كمالجذاف لها. وجذف الرجل في مشيته جذفاً وجذوفاً: إذا أسرع. وقال أبن دريد: جذف الطائر: إذا أسع، قال: وأكثر ما يكون ذلك إذا قص أحد الجناحين. والجف - أيضاً - : قصر الخطو. ويقال للمرأة إذا مشت مشية القصار: جذفت - وإنه لمجذوف اليد والقميص - : إذا كان قصياً. والاجذاف: قصر الخطو؛ كالجذف. وقال أبن عباد: أجذف وانجذف: أي أسرع. والدال المهملة في جميع هذا التركيب لغة. والتركيب يدل على الأسرع والقطع. جرفالجرف: الأخذ الكثير. وقد جرفت الشيء أجرفه - بالضم - جرفاً: أي ذهبت به كله. وجرفت الطين: كسحته، ومنه سميت المجرفة. والجارف: الموت العام. والطاعون الجارف كان في زمن أبن الزبير - رضي الله عنهما - ، وقال الليث: الطاعون الجارف: الذي نزل بأهل العراق ذريعاً فسمي جارفاً. قال: والجارف: شؤم أو بلية تجترف مال القوم. وجرف السيل إسناد الوادي: أي قلعها. وقال أبن الأعرابي: الجرف: المال الكثير من الصامت والناطق. والجرفة: سمة في الفخذ؛ عن أبي عبيد، وفي جمع الجسد؛ عن أبي زيد، وفي اللهزمة والفخذ؛ عن أبي عباد. يقال منها: بعير مجروف. ويل جراف - بالضم - : يذهب بكل شيء. ورجل جراف - أيضاً - : أكول يأتي على الطعام كله، قال جرير: وُضِعَ الخَزِيْرُ فقيل أيْنَ مُجَاشِعٌ ... فَشَحا جَحاَفِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعٌ ويقال لضرب من الكيل: جراف وجراف، قال: كَيْل عِدَاءٍ بالجرافِ القَنْقَلِ ... من صُبْرَةٍ مِثْلِ الكَثِيْب الأهْيَلِ العداء: الموالاة. وذو جراف: وادٍ يفرغ ماءه في السلي. ورجل جراف وجاروف: أي نكحه نشيط، قال جرير يذكر شبة بن عقال أبن شبة ويهجو الفرزدق: يا شَبَّ وَيْلَكَ ما لاقَتْ فَتضاتُكُمُ ... والمِنْقَريُّ جُرَافٌ غَيْرُ عِنِّينِ والجاروف: المشوؤم. والجاروف: النهم. وأم الجراف - بالفتح والتشديد - : الترس، والدلو أيضاً. وقال أبن عباد: الجرفة - بالكسر - : الحبل من الرمل. والجرف: باطن الشدق، وجمعه أجراف. وجرفة الخبز وجلفته: كسرته، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يكنه وثوب يواري عورته وجرف الخبز والماء - ويروى: جلف - . ليست الشياء المذكورة بخصال، ولكن المراد إكنان بيت ومواراة ثوب وأكل جرف وشرب ماءٍ، فحذف ذلك؛ كقوله تعالى: )وسَلِ القَرْيَةَ(. وقال الدينوري: الجريف: يابس الأفاني. وقال أبن عباد: الجريف: جريف الحماط وهو يبيسه، ولونه مثل حب القطن إذا يبس، وعود جرف. وأرض جرفة: مختلفة، وقدح جرف. والجرفة - بالضم - : ماء باليمامة لبني عديٍ. وقال ابن فارس: الجرفة: أن تقطع من فخذ البعير جلدة وتجمع على فخذه. واجرف والجرف - مثال يسر ويسر - : ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض، ومنه قوله تعالى: )على شَفَا جُرُفٍ هارٍ(، وقرأ بالتخفيف أبن عامر وحمزة وحماد ويحيى وخلف. وجمع المثقل: أجراف - مثال طنبٍ وأطناب - ، وجمع المخفف: جرفة - مثال جحر وجحرةٍ - . والجرف - أيضاً - : موضع على ثلاثة أميال من المدينة - على ساكنيها السلام - بها كانت أموال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : أنه مر بالناس في معسكرهم بالجرف فجعل ينسب القبائل حتى مر ببني فزارة؛ فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر ؟رضي الله عنه - : مرحباً بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله أحلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : بارك الله فيكم. وقال أبو خيرة: الجرف: عرض الجبل الأملس. والجورف: الحمار. وسيل جورف: يجرف كل شيء. وبرذون جورف: سريع؛ يشبه بالسيل. والجورف: الظليم، قال كعب بن زهير - رضي الله عنه - : كأنَّ رَحْلي وقد لانَتْ عَرشيْكَتُها ... كَسَوْتُهُ جَوْرَفاً أقْرَابُهُ خَصِفا وقال أبن الأعرابي: هو الجورق - بالقاف - للظليم، ومن قاله بالفاء فقد صحف. والأجراف: موضع. وقال أبن الأعرابي: الجرف: الخصب والكلأ المتلف، وأجرف الرجل: إذا رعى إبله الجرف. وأجرف المكان: إذا أصابه سيل جراف. وجرفته السيول تجريفاً، قال بعض طيئ: فإنْتَكُنِ الحَوَادِثُ جَرَّفَتْني ... فلم أرَ هالِكاً كابْنَيْ زِيادِ وكذلك: تجرفته السيول. وقال أبن عباد: كبش متجرف: وهو الذي قد ذهبت عامة سمنه، وكذلك الإبل. وجاء فلان متجرفاً: إذا هزل واضطرب. وقال الريحاني: رجل مجارف ومحارف: وهو الذي لا يكسب خيراً ولا نمي ماله. والتركيب يدل على أخذ الشيء كله. جزفالجزاف والجزافة - بالضم فيهما - في البيع والشرى دخيل في كلامهم، وهو الحدس، وهو بالفارسية: كزاف. يقال: بيع جزاف وجزيف، قال صخر الغي الهذلي: فأقْبَلَ منهُ طِوَالُ الذُّرى ... كأنَّ عَلَيْهنَّ بَيْعاً جَزِيفا وقال العزيزي: المجزفة: شبكة يصاد بها السمك، قال: والجزاف: اصياد. وقال غيره: الجزوف من الحوامل: التي تتجاوز وقت ولادتها. وجزفة من النعم - بالكسر - : قطعة منه. والمجازف والجزاف - الكسر - : الأخذ بالحدس. وقال أبو عمرو: اجتزفت الشيء: إذا اشتريته جزافاً. وتجزفت في كذا: أي تنفذت فيه. جعفجعفت الرجل: صرعته. وجعفت الشجر: قلعتها. وسيل جاعف وجعاف وجاحف وجحاف: يقلع ما أتى عليه. ويقال: ما عنده إلا جعف وجعب: أي القوت القليل الذي لا فضل فيه. وجعفي: أبو قبيلة، والنسبة إليه جعفي أيضاً. وقال لليث: جعف: حي من اليمن والنسبة إليهم جعفي. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا غلط، وهو جعفي بسعد العشيرة بن مالك بن أدد، قال لبيد - رضي الله عنه: قَبَائلُ من جُعْفيِّ بن سضعْدٍ كأنَّما ... سَقى جَمْعَهم سَمَّ الذَّعَافِ مُنِيْمُ منيم: مهلك. وقال أبن عباد: قال الباهلي: الجعفي في قوله: وبذ الرخاضيل جعفيها. هو الساقي، قال: والرخاضيل: أنبذه التمر. وأجعفته: صرعته؛ مثل جعفته، قال: إذا دَخَلَ النّاسُ الظِّلال فإنَّهُ ... على الحَوْضِ حتّى يَصْدُرَ النّاسُ مُجْعَفُ واجتعف الشجرة: اقتلعتها. والانجعاف: الانقلاع، ومنه الحديث: مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها الريح مرة هاهنا ومرة هاهنا؛ ومثل الكافر مثل الأزرة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة، - ويروي: تميلها الريح مرة هكذا ومرة هكذا - . والتركيب يدل على قلع الشيء وصرعه. جففالجف والجفة - بالفتح فيهما - : جماعة الناس، وكذلك الجفة - بالضم - ؛ وهي قليلة، والجف. يقال: دعيت في جفة الناس، وجاء القوم جفة واحدة، ومنه حديث أبن عباس - رضي الله عنهما - : لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها. أي جملة وجميعاً. وجف القوم أموال بني فلان جفاً: أي جمعوها وذهبوا بها. وقول النابغة الذبياني يخاطب عمرو بن هند الملك: مَنْ مُبْلِغٌ عمرو بنَ هندٍ آيَةً ... ومن النَّصِيْحَةِ كثرةُ الإنْذارِ لا أعْرفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا ... في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدَ الأمْرارِ ويروى: " مُعْرِضاً لِرِماحِنا " ، ويروي: " وأردي " ، وكان أبو عبيده يرويه: " في جُفِّ ثَعْلَبَ " قال: يريد ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان. والجف: وعاء الطلع، ومنه الحديث: أن سحر النبي - صلى اله عليه وسلم - جعل في جف طلعة ذكر. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ط ب ب. والجف - أيضاً - : الشن البالي يقتطع من نصفه فيجعل كالدلو، قال: رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالكِفَّهْ ... تَحْملُ جُفّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ وربما كان الجف من أصل نخلة ينقر. وقال الليث: الجف: قيقاءة الطلع؛ وهو الغشاء الذي يكون مع الوليع، قال: وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيْع ... شَقَّق عنه الرُّقاةُ الجُفوفا وسال أبو العلانية مسلم أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبيذ في الجف قال: أخبث وأخبث. والجفان: بكر وتميم. وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - لما حوصر أشار عليه طلحة - رضي الله عنه - أن يلحق بجنده من أهل الشام فيمنعوه فقال: ما كنت لأدع المسلمين بين جفين يضرب بعضهم رقاب بعض. قيل الجفان - هاهنا - : إجماعتان، وقيل: أراد بين مثل جفين بكر وتميم في كثرة العدد. قال حميد الأرقط: ما فَتِئَتْ مُرّاقُ أهْلِ المِصْرَيْنْ ... سِقْطى عُمَانَ ولُصُوْصَ الجُفَّيْنْ وقال أبو ميمون العجلي: قُدْنا إلى الشَّأمِ جِيَادَ المصْرَيْنْ ... من قَيْسِ عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ وقال أبن عباد: الجف: الشيخ الكبير، والسد الذي تراه بينك وبين القبلة، وكل شيء خاو ليس في جوفه شيء نحو الجوزة والمغدة. ويقال: فلان جف مال: أي مصلحه. والإخشيذ محمد بن طغج بن جف: أمير مصر. والجفافة: ما ينتشر من الحشيش وألقت. وجفاف الطير: موضع، وقال السكري: جفاف الطير أرض لأسد وحنظلة واسعة فيها أماكن يكون فيها الطير، قال جرير: فلما أبْصَرَ النّارَ التي وَضَحَتْ له ... وَراء جُفَافِ الطَّيْرِ إلا تَمَارِيا وكان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول: " وَرَاءَ حِفَافِ الطَّيْرِ " بكَسر الحاء المهملة، قال: هذه أماكن تسمى الأحفة؛ فاختار منها مكاناً فسماه حفافاً. والجفاف: ما جف من الشيء الذي تجففه، تقول: اعزل جفافه عن رطبه. والجفيف: مايس من النبت، قال الأصمعي: يقال: الإبل فيما شاءت من جفيف وقفيف. وجففت يا ثوب تجف - مثال دببت تدب - جفافاً وجفوفاً، وتجف - مثال تعض أيضاً عن أبي زيد، وردها الكسائي - ، وجففت تجف - مثال بششت تب - . والجفجف: الأرض المرتفعة وليست بالغليظة، والريح الشديدة، والقاع المستدير الواسع، والوهدة من الأرض. قال العجاج: في مَهْمَهٍ يُنْبي مَطضاهُ العُسَّفا ... مَعْقِ المَطالي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا وجَفَاجِفُ الرَّجل: هيئة ولباسه. وقال أبن عباد: الجفيف: المهذار. والتجفاف: من آلات الحرب. وجففت الفرس تجفيفاً: أي ألبسته التجفاف. وجففت الشيء: يبسته. وقال الليث: التجفاف: التجفيف. وتجفجف الثوب: إذا ابتل ثم جف وفيه ندى، فإن يبس كل اليبس قيل: قد جف، والأصل تجفف فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل كما قالوا تبشبش؛ وأصله تبشش، قال رجل من كلب بن وبرة ثم من بني عليم يقال له هردان بن عمرو: فقامَ على قَوَائمَ لضيِّناتٍ ... قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبضرِ الرَّطيبِ وتجفجف الطائر: انتفش. وأما قول تميم بن أبي مقبل: كَبَيْضَةِ أُدْحيٍ تَجَفْجَفَ فَوْقَها ... هِجَفُّ حَدَاهُ القَطْرُ واللَّيلُ كانِعُ فقيل: معناه تحرك فوقها وألبسها جناحيه. وقال أبن دريد: سمعت جفجفة الموكب: إذا سمعت حفيفهم في السير. وجفجف القوم: حبسهم. وجفجف: إذا رد بالعجلة مخافة الغارة. وجفجفت الشيء: إذا جمعته إليك. وقال أبن عبادٍ: اجتف ما في الإناء: أتى عليه. جلفالجلف: القشر، يقال: جلفت الطين عن رأس الدن أجلفه - بالضم - . والجالفة: الشجة التي تقشر مع اللحم. وطعنة جالفة: إذا لم تصل إلى الجوف، وهي خلاف الجائفة. والجالفة - أيضاً - : السنة التي تذهب بأموال الناس؛ من جلفت الشيء: إذا قلعته واستأصلته. ويقال: أصابتهم جليفة عظيمة: إذا اجتلفت أموالهم. والجليف والجلف - بالكسر - : الجافي، يقال: أعرابي جلف، وأصله من أجلاف الشاة وهي المسلوخة بلا رأس ولا قوائم ولا بطن، وقال أبو عبيدة: اصل الجلف: الدن الفارغ، قال عدي بن زيدٍ العبادي: بَيْتِ جُلوْفٍ بارِدٍ ظِلُّهُ ... فيه ظِبَاءٌ ودَوَاخِيْلُ خُوْصْ وقيل: الجلف: أسفل الدن إذا أنكسر. والمسلوخ إذا أخرج بطنه: جلف أيضاً. وقال أبو عمرو: الجلف: كل ظرف ووعء، وجمعه: جلوف. وقال الليث: الجلف: فحال النخل. والجلف - أيضاً - من الخبز: الغليظ اليابس. ويقال: إذا كان المال لا سمن له ولا ظهر ولا بطن يحمل قيل: هو كالجلف. والجلفة: القطعة من كل شيء، وفي حديث النبي - صلى اله عليه وسلم - : ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيتيكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء - ويروى: جرف الخبز - وقيل: الجلف: الخبز غير المأدوم الجشب، قال: القَفْرُ خُيْرٌ من مَبِيْتٍ بِتُّهُ ... بِجُنُوْبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ جاؤا بِجِاْفٍ من شَعِيْرٍ يابِسٍ ... بَيْني وبَينَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ الحارك: الكاهل. وجلف الرجل: صار جلفاً، قال المرار بن سعيد الفقعسي: ولم أجْلَفْ ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي ... ولكنْ قد أنى لي أنْ أرِيْعا أي لم أصر جلفاً، يقول: لم يكن تركي لهن من كبر ولم يقصرن عني زهداً؛ ولكن قد أنى لي أن أرجع إلى الحلم. وخبز مجلوف: وهو الذي أحرقه التنور فلزقت به وأما قو قيس بن الخطيم: كأنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها ... هَزْلى جَرَادٍ أجْوافُهُ جُلُفُ فأنه شبه الحلي التي على لبتها بجراد لا رؤوس لها ولا قوائم، وقيل: الجلف جمع جليف وهو الذي قشر، وذهب أبن السكيت إلى المعنى الأول. وقال الليث: تقول جلفت ظفره عن إصبعه. قال: والجلف أحفى من الجرف وأشد استئصالاً. والجلفة: من السمات؛ كالجرفة. وجلفة القلم - بالكسر - : ما بين مبراه إلى سنته، يقال: أطل جلفة القلم. وقال أبن عباد: الجلفة من المعزى - بالتحريك - : التي لا شعر عليها إلا صغار لا خير فيها. وقال أبن الأعرابي: الجلافي من الدلاء: العظيمة الكبيرة، وأنشد: من سابغِ الجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوِي ... وُكِّرَ تَوْكشيْرَ جُلاَفيِّ الدُّليْ وقال الدينوري: الجليف نبت شبيه بالزرع فيه غبرة يسمق؛ وله في رؤوسه سنفة كالبلوط مملوءة حباً كحب الأرزن؛ وهو مسمنة لمال؛ ومنابته السهول. وقال أبن الأعرابي: الجلاف - بالضم - : الططين. قال: وأجلف الرجل: إذا نحى عن رأس الخنبجة. والمجلف: الذي أخذ من جوانبه، قال الفرزدق: وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ ... من المالِ إلاّ مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ أي: أو ما هو مجلف. وقال أبو الغوث: المجلف: الذي بقيت منه بقية. والمجلف والمجرف أيضاً: الرجل الذي جلفته السنون: أي ذهبت بأمواله. ويقال: جلفت كحل: أي استأصلت السنة الأموال، قال تميم بن أبى بن مقبل يرثي عثمان بن عفان - رضي الله عنه - : نَعَاءِ لِفَضْلِ العِلْمِ والحَزْمِ والتُّقى ... ومأْوى اليَتَامى الغُبْرِ عامُوا وأجْدَبُوا ومَلْجَأ مَهْرُوئينَ يُلْفى به الحَيَا ... إذا جَلَّفَتْ كَحْلُ هو الأمُّ والأبُ عاموا: أقرموا إلى اللبن. والاجتلاف: الاستئصال. وجاء متجلفاً: أي مهزولاً. والتركيب يدل على القطع وعلى القشر. جلنفطعام جلنفاة: وهو القفار الذي لا أدم فيه. جندفالليث: الجنادف: الجافي الجسيم من الناس والإبل، يقال: ناقة جنادف وأمة جنادفة، ولا توصف به الحرة. وقال غيره: رجل جنادف: أي غليظ قصير، قال الراعي يرد على خنزر بن أبي أرقم وهو أحد بني عم الراعي: جُنَادِفٌ لا حِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ ... كأنَّهُ كُوْدَنٌ يُوْشى بِكُلاّبِ وقال أبن عباد: ناقة جنادفة: أي سمينة ظهيرة. وقيل: الجنادف: الذي إذا مشى حرك كتفيه، وهو من مشى القصار. جنفالجنف - بالتحريك - والجنوف: الميل والجور والعدول، ومنه قوله تعالى: )فَمَنْ خافَ من مُوَصٍّ جَنَفاً(، وقد جنف - بالكسر - قال عامر الخصفي: هُمُ المَوْلَى وإنْ جَنِفُوا علينا ... وإنا من لقَائِهِمُ لَزُوْزُ قال أبو عبيدة: المولى - هاهنا - : في موضع الموالي أي بني العم، كقوله تعالى: )ثُمَّ يُخْرِجُكُم طِفلاً(، وقال لبيد - رضي الله عنه - : إنِّي امْرُؤٌ مَنَعَتْ أرُوْمَةُ عامشرٍ ... ضَيْمي وقد جَنِفَتْ عَلَيَّ خُصُوْمُ والأجنف: المائل، قال جرير يهجو الفرزدق: تَعَضُّ الملوكَ الدّارِعينَ سُيُوْفُنا ... ودَفُّكَ من نَفّاخَةِ الكِيْر أجْنَفُ وخصم مجنف: أي مائل ورجل أجنف: أي منحني الظهر. وقال شمر: رجل جنافي - بالضم - : أي مختال فيه ميل، قال: ولم أسمعه إلا في رجز الغلب العجلي، وأنشد. فَبَصُرَتْ بِناشِئٍ فَتِيِّ ... غِرٍ جُنَافّيٍ جَميلِ الزِّيِّ وال أبو سعيد: يقال لج في جناف قبيح - بالكسر - وجناب قبيح: إذا لج في مجانبة أهله. وجنفى وجنفاء - بالتحريك ممدوداً ومقصوراً - وجنفى - مثال أربى - وجنفاء - مثال خيلاء - : ماء من مياه بني فزارة. وقال أبن شهاب: كانت بنو فزارة ممن قدم على أهل خيبر ليعينوهم؛ فراسلهم رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - وسألهم أن يخرجوا عنهم؛ ولهم من خيبر كذا وكذا؛ فأبوا، فلما فتح الله خيبر أتاه من كان هنالك من بني فزارة فقالوا: حظنا والذي وعدتنا، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : - حظكم - أو قال: لكم - ذو الرقيبة - وذو الرقيبة جبل مطل على خيبر، فقالوا: إذن نقاتلكم، فقال: موعدكم جنفاء، فلما سمعوا ذلك خرجوا هاربين. وقال زبان بن سيار الفزاري: رَحَلتُ إليكَ من جَنَفَاءَ حتّى ... أنَخْتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بالمَطالي وقال ضمرة بن ضمرة: كأنَّهمُ على جَنَفَاءَ خُشْبٌ ... مُصَرَّعَةٌ أُخَنِّعُها بِفأْسِ أي: اقطعها. وأجنف الرجل: أي جاء بالجنف، كما يقال: ألا أي أتى بما يلام عليه؛ وأخس أي أتى بخسيس، قال أبو كبير الهذلي. ولقد نُقِيْمُ إذا الخُصُوْمُ تَنَافَذُوا ... أحْلامَهم صَعَرَ الخَصِيْمِ المُجْنِفِ ويروى: " تناقدوا " ، ويروى، " مجنف " بكسر الميم: أي مائلٍ جائر. وأجنفته: صادفته جنفاً في حكمه. وأجنف: مال؛ مثل جنف، ومنه حديث عروة بن الزبير: يرد من صدقة لجانف في مرضه ما يرد من وصية المجنف عند موته. والتجانف: التمايل، وقوله تعالى: )غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لاثْمٍ( أي غير مائل إلى حرام، قال الأعشي يمدح هوذة بن علي: تَجَانَفُ عن جُلِّ اليَمَامَةِ ناقَتي ... وما عَدَلَتْ من أهْلها بِسَوائكا. أي: ما انحرفت تريد غير المكان الذي أنت به إلى غيرك؛ أي: لم تعدل بك أحداً. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه أفطر في رمضان وهو يرى أن الشمس قد غربت ثم نظر فإذا المس طالعة فقال: لا نققضيه، ما تجانفنا فيه لا ثم. والتركيب يدل على الميل والميل. جوفالجوف: المطمأن من الأرض. وجوف الإنسان: بطنه، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : استحيوا من الله حق الحياء، ثم قال: الاستحياء من الله ألا تنسوا المقابر والبلى وألا تنسوا الجوف وما وعى وألا تنسوا الرأس وما احتوى. والمعنى: الحث على الحلال من الرزق واستعمال هذه الجوارح فيما رضي الله استعمالها فيه. وقولهم: أخلى من جوف: هو أسم وادٍ في ارض عادٍ فيه ماء وشجر، حماه رجل يقال له حمار، وكان له بنون، فماتوا، فكفر كفراً عظيماً وقتل كل من مربه من المسلمين، فأقبلت نار من أسفل الجوف فأحرقته ومن فيه، وغاض ماؤه، فضربت العرب به المثل فقالوا: أكفر من حمار، ووادٍ كجوف الحمار؛ وكجوف العير، وأخرب من جوف حمار. والجوف - أيضاً - : موضع بناحية عمان. ودرب الجوف: موضع بالبصرة غليه ينسب أبو الشعثاء جابر بن زيد. وأهل الغور يسمون فساطيط عمالهم: الأجواف. والأجوفان: البطن والفرج. وشيء أجوف بين الجوف - بالتحريك - : أي واسع. والأجوف في اصطلاح التصريفيين: المعتل العين؛ أي حرف العلة ف جوفه أي وسطه؛ نحو قال وباع. والأجوف: من صفات الأسد العظيم الجوف، قال: أجوف جاف جاهل مصدر. ودلو جوفاء: واسعة. وشجرة جوفاء: ذات جوف. وقناة جوفاء: أي فارغة. والجوفاء: ماء لمعاوية وعوف أبني عامر بن ربيعة. وقال أبو عبيدة في تفسير قول غسان بن ذهيل: وقد كانَ في بَقْعَاءَ رِيُّ لِشَائكُم ... وتَلْعَةُ والجَوْفاءُ يَجْري غَدِيرْهُا هذه مياه وأماكن لبني سليط حوالي اليمامة. والجائفة: الطعنة التي تبلغ الجوف. وفي حديث حذيفة - رضي الله عنه - : لقد تركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن متوافرون؛ وما منا أحد لو فتش إلا فتش عن جائة أو منقلة إلا عمر وأبن عمر - رضي الله عنهما - . وجيان عارض اليمامة: عدة مواضع؛ يقال جائف كذا وجائف كذا. قال أبو عبيد: وقد تكون التي تخالط الجوف، والتي تنفذ أيضاً. وجفته بها؛ حكاه عن الكسائي. وتلعة جائفة: قعيرة، وتلاع جوائف. وجوائف النفس: ما تقعر من الجوف في مقار الروح، قال الفرزدق: ألَمْ يَكْفِني مَرْوانُ لَمّا أتَيْتُهُ ... زِياداً ورَدَّ النَّفْسَ بَيْنَ الجَوَائفِ ويروى: " نفاراً ورد النفس بين الشَّرَاسِفِ " . وقال أبو عبيدة: المجوف: الرحل العظيم الجوف، قال الأعشى يصف ناقته: هي الصّاحِبُ الأدْنَى وبَيْني وبَيْنَها ... مَجُوْفٌ عِلاَفِيُّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ يقول: هي الصاحب الذي يصحبني. والجواف والجوفي - بالضم فيهما - : ضرب من السمك، وأنشد أبو الغوث: إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخَلاّ ... وكَنْعَداً وجُوْفِياً قد صَلاّ باتُوا يَسُلُّونَ الفُسَاءَ سَلا ... سَلَّ النَّبِيْطِ القَصَبَ المُبْتَلاّ ورواية أبن دريد: وجُوْفِيَاً مُحَسَّفاً قد صَلاّ وقال المؤرخ: الجوفان: أير الحمار، وكانت بنو فزارة تعير أكل الجوفان، قال سالم بن دارة: أطْعَمْتُمُ الضيف جُوْفاناً مُخَاتلةً ... فلا سَقَاكُمْ إلهي الخالقُ الباري وإنما خففه للضرورة. وشيء جوفي - أيضاً - : أي واسع الجوف، وهو من تغييرات النسب كالسهلي والدهري، قال العجاج يصف كناس ثور: فهو إذا ما اجْتَافَهُ جُوْفيُّ ... كالخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ البارِيُّ وقد أجفته الطعنة: مثل جفته بها. وأجفت الباب: أي رددته، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : خمروا آنيتكم وأوكوا أسقيتكم وأجيفوا الأبواب وأطفئوا المصابيح واكتفوا صبيانكم فان للشياطين انتشاراً وخطفة. وشيء مجوف: فيه تجويف؛ أي شيء أجوف. والمجوف من الدواب: الذي يصعد البلق حتى يبلغ البطن؛ عن الأصمعي، ونشد لطفيل الغنوي: شَمِيْطُ الذُّنابى جُوِّفَتْ وهي جَوْنَةٌ ... بِنُقْبَةِ بِنُقْبَةِ دِيْباجٍ وريطٍ مُقَطَّعِ والمجوف - أيضاً - : الذي لا قلب له، قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه - يهجو أبا سفيان المغيرة بن الحرث بن عبد المطلب - رضي الله عنه - : ألا أبْلِغْ أبا سُفْيَانَ عَنّي ... فأنْتَ مُجَوَّفُ نَخِبٌ هَوَاءُ واجتافه: دخل جوفة، قال لبيد - رضي الله عنه - يصف مهاة: تَجْتافُ أصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بِعُجُوْبِ أنْقَاءٍ يَمِيْلُ هَيَامُها وقال العجاج يصف كناس ثور: فهو إذا ما اجْتَافَهُ جُوْفيُّ ... كالخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ البارِيُّ وكذلك تجوفه. وتجوفت الخوصة العرفج: وذلك قبل أن تخرج وهي في جوفه. واستجاف الشيء واستجوف: أي اتسع، قال ابو دوادٍ جارية بن الحجاج الأيادي يصف فرساً: وهي شَوْهاءُ كالجُوَالِقِ فُوْها ... مُسْتَجَافٌ يَظَلُّ فيه الشَّكِيْمُ واستجفت المكان: وجدته أجوف. والتركيب يدل على جو الشيء. جهفأبن فارس: جهافة - بالضم - أسم رجل. واجتهفت الشيء: أخذته أخذاً كثيرا. جيفالجيفة: جثة الميت وقد أراح، والجمع: جيف وأجياف. وذو الجيفة: موضع بين المدينة - على ساكنيها السلام - وبين تبوك. والجياف: ماء على يسار طريق الحاج من البصرة، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع: إلى ذي الجِيَافِ ما بِهِ اليَوْمَ نازِلٌ ... وما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَويلٌ مُهَجِّرُ وقيل: هو بالحاء، وهو أصح، وسنذكره - إن شاء الله تعالى - في تركيب ح ي ف. والجياف: النباش، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يدخل الجنة ديبوب ولا جياف. سمي جيافاً لأنه يكشف الثياب عن جيف الموتى. وقال أبن دريد: أصل الياء في الجيفة واو، وذكرها في تركيب ج و ف. وجافت الجيفة وجيفت: إذا أنتنت. وقال أبن عباد: جيف فلان في كذا وجيف: وهو من الفزع. وجيفته: ضربته. وأجافت الجيفة: أي أنتنت وأروحت؛ مثل جافت وجيفت. حترفأبن الأعرابي: الحتروف: الكاد على عياله. حتفالحتف: الموت، يقال: مات فلان حتف أنفه: إذا مات على فراه من غير قتل ولا ضرب ولا غرق ولا حرق. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : من خرج مجاهداً في سبيل الله فإن أصابته جاتحة أو لسعته دابة فمات فهو شهيد، ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله، ومن قتل قعصاً فقد اسوجب المآب. قال عبد الله بن عتيك - رضي الله عنه - وهو راوي الحديث: والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قط قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يعني قوله: " حتف انفه " . وفي حديث عبيد بن عمير أنه قال في السمك: ما مات منها حتف أنفه فلا تأكله، يعني السمك الطافي. قال القطري: فإن أمُتْ حَتْفَ أنْفي لا أمُتْ كَمَداً ... على الطِّعَانِ وقَصْرُ العاجِزِ الكَمَدُ قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري: إنما خص الأنف لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه لأن الميت على فراشه من غير قتل يتنفس حتى ينقضي رمقه، فخص الأنف بذلك لن من جهته ينقضي الرمق. وقال غيره: إنما قيل له ذلك لأن نفسه تخرج بتنفسه من فيه وأنفه، وغلب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما، وانتصب حتف أنفه على المصدر كأنه يل: موت أنفه، ولا يبنى من الحتف فعل. ويقال - أيضاً - : مات حتف فيه وحتف أنفيه، قال: إنَّما المَرْءُ رَهْنُ مَيْتٍ سَوِيٍّ ... حَتْفَ أنْفَيْهِ أو لِفِلقٍ طَحُونِ ويحتمل أن يكون المراد: منخريه، ويحتمل أن يكون المراد أنفه وفمه فغلب الأنف للتجاور. وفي حديث قيلة - رضي الله عنها - : فتمثل حريث - رضي الله عنه - فقال: كنت أنا وأنت كما قال: حتفها ضأن تحمل بأظلافها. وأصلة: أن رجلاً كان جائعاً بالبلد القفر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة عن مديةٍ فذبحت بها، فضب مثلا لمن أعان على نفسه بسوء تدبيره. والجمع: حتوف، قال حنش بن مالك: فَنَفْسَكَ أحْرِزْ فإنَّ الحُتُوْفَ ... يَنبَأنَ بالمَرْءِ في كُلِّ وادِ وقال لبيد - رضي الله عنه - يصف بقرة: لِتَذُوْهُنَّ وأيْقَنَتْ إنْ لم تَذُدْ ... أنْ قد أحَمَّ مَعَ الحُتُوْفِ حِمَامُها وحية حتفة: نعت لها. وحتيف بن السجف - مصغراً - : هو حتيف بن السجف وأسم الحتيف: الربيع، وأسم السجف: عمرو بن عبد الحارث بن طرف بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد. ونسبة أبو اليقظان فقال: هو الحتيف بن السجف بن بشير بن أدهم بن صفوان بن صباح بن طريف بن عمرو، وهو شاعر فارس، قال حميل بن عبدة بن سلمة بن عرادة يفخر بفعال جده الحتيف - وأم سلمة بن عرادة سلامة بنت الحتيف - : حُتَيْفُ بن عمرو جَدُّنا كان رِفْعَةً ... لِضَبَّةَ أيّامٌ له ومَآثِرُ وقال أبن دريد في كتاب الاشتقاق: الحنتف بن السجف في بني ضبة، وهو وهم، لأن ذلك تميمي؛ والحتيف ضبي، ووافق ابن دريد أبن الكبي. وحتيف بن زيد بن جعونة النسابة: هو أحد بني المنذر بن جهمة ن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، له مع دغفل النسابة خبر. حثرفأبن دريد: الحثرفة: الخشونة والحمرة تكون في العين. وحثرفته عن موضعه: إذا زعزعته، وليس بثبت. وتحثرف الشيء من يدي: إذا بددته، ف بعض اللغات. حثفأبو عمرو: الحثف - مثال كتف - والحثف - بالكسر - : لغتان في الحفث والفحث. حجرفأبن دريد: الحجروف: دويبة طويلة القوائم أعظم من النملة. حجفيقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب: حجفة ودرقة، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه أتي بسارق سرق حجفة فقطعه، وفي حديث الآخر: أنه أعطى سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - حجف أو درقة؛ ثم قال: يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك؟ قلت: يا رسول الله لقيني عمي عامر أعزل فأعطيته أياها، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: إنك كالذي قال الأول: اللهم ابغني حبيباً هو أحب ألي من نفسي. قال سؤر الذئب: بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ يريد: رُبَّ جوز تيهاء. ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء؛ وهو طيء؛ فقال: هذا طلحت وخبز الذرت. والجمع: الحجف، وأنشد أبن فارس: أيَمْنَعُنا القَوْمَ ماءَ الفُرَاتِ ... وفينا السُّيُوْفُ وفينا الحَجَفْ وقال الأغلب العجلي: يَحْمِلنَ آسادَ العَرِيْنِ في الحَجَفْ وقال أبو العميثل: الحجف: الصدور، الواحد: حجفة. وقاال بعضهم: الحجاف - بالضم - : ما يعتري من كثرة الأكل أو من شيء لا يلائم؛ فيأخذه البطن استطلاقاً، مثل الجحاف - بتقديم الجيم على الحاء - ، ورجل محجوف ومحجوف، وأنشد الليث: بَلْ أيُّها الدّاريءُ كالمَنْكُوْفِ ... والمُشْتَكي من مَغْلَةِ المَحْجُوْفِ وقال أبن العرابي: المحجوف والمحجوف واحد؛ وهو الحجاف والجحاف، والمنكوف: الذي يشتكي نكفته وهي أصل اللهزمة. والحجيف والجخيف: صوت يخرج من الجوف. واحتجفته: استخلصته. واحتجفت الشيء: أي جزته. واحتجفت نفسي عن كذا: أي ظلفتها. والمحاجف: المقاتل صاحب الحجفة. وحاجفته: عارضته. وانحجف: أي تضرع. حذرفأبو حاتم: يقال ماله حذرفوت - مثال عنكبوت - : أي ماله قسيط، كما يقال ماله قلامة ظفر. وقال أبن دريد: زعم قوم أن قلامة الظفر حذرفوت، وليس بثبت. وقال أبن عباد: أم حذرف: الضبع. والمحذرف: الشيء المستوى؛ نحو الحافر والظلف. قال: وإناء محذرف: أي مملوء. حذفحذف الشيء: إسقاطه، يقال: حذفت من شعري ومن ذنب الدابة: أي أخذت. والحذافة: ما حذفته من الأديم وغيره. ويقال - أيضاً - : ما في رحله حذافة: أي شيء من الطعام. وقال يعقوب: يقال أكل الطعام فما ترك حذافة، واحتمل رحله فما ترك منه حذافة. وحذافة وحذيفة في العلام واسع. وحذفة: فرس خالد بن جعفر بن كلاب، وفيها يقول: أرِيْغُوني إراغَتَكُم فإنّي ... وحَذْفَةَ كالشَّجى تَحْتَ الوَرِيْدِ والمحذوف: الزق، قال الأعشى: قاعِداً حَوْلَه النَّدامى فما يَنْ ... فَكُّ يُؤْتى بمُوْكَرٍ مَحْذُوءفِ الموكر: الممتليء، ورواه أبن الأعرابي: " مجدوف " و " مجدوف " بالجيم وبالدال وبالذال. والمحذوف في العروض: ما سقط من آخره سبب خفيف، مثل قول امرئ القيس: دِيَارٌ لِهِرٍّ والرَّباب وفَرْتَنى ... لَيالِيَنا بالنَّعْفِ من بَدَلانِ فالضرب محذوف. وحذفته بالعصا: أي رميته بها. وهو بين كل حاذف وقاذف: فالحاذف بالعصا والقاذف بالحجر. وقال الليث: الحذف: الرمي عن جانب والضرب عن جانب. وتقول: حذفني فلان بجائزة: أي وصلني. والحذفة - مثال تؤدة - : القصيرة من النساء والنعاج. والحذف - بالتحريك - : طائر. وقال أبن دريد: الحذف: ضرب من البط صغار، وليس بعربي محض، وهو شبيه بحذف الغنم. والحذف: غنم سود صغار من غنم الحجاز، الواحدة: حذفة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : تراصوا في الصفوف لا تتخللكم الشياطين كأنها بنات حذف. وقال أبن شميل: هي غنم صغار لست لها أذناب ولا آذان يجاء بها من جرش وأنشد الليث: فأضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لا أنِيْسَ بها ... إلاّ القِهَادُ مَعَ القَهْبِيِّ والحَذَفُ قال: والحذف من الغربان: الصغار السود؛ وهي الزيغان التي تؤكل. وحذف الحب: ورقه. وقال أبو عمرو في كتاب الحروف: تقول: هم على حذفاء أبيهم - مثل شركاء - ، ولم يفسره. وقال أبن عباد: الحذافي: الجحش. وفي الحديث: أنه خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاة يوم على صعدة يتبعها حذافي لها. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف قبيح، والصواب في اللغة وفي الحديث: الحذافي - بالقاف - ، وقد مر الحديث على الصحة في تركيب ص ع د. قال: وحذف بها وخذف: إذا خرجت منه ريح. قال: ويقال للأست: الحذافة. وقال النضر: الحذف: تداني الخطو، وحذف في مشيه حذفاً: أي حرك جنبه وعجزه. وقال: أذن حذفاء: كأنها قد حذفت. وحذف الشيء تحذيفاً: أي هيأة وصنعه، قال امرؤ القيس يصف فرساً: لها جَبْهَةٌ كَسَراةِ المِجَنِّ ... حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ حرجفالحرجف: الريح الباردة الشديدة الهبوب، قال الفرزدق: إذا احْمَرَّ آفاقُ السَّمَاءِ وهَتّكَتْ ... كُسُؤرَ بُيُوْتِ الحَيّ حَمْرَاءُ حَرْجَفُ حرشفالليث: الحرشف: فلوس السمكة. وحرشف السلاح: ما زين به السلاح. والحرشف: الرجالة. وفي قصة حنين: أن مالك بن عوف النصري - رضي الله عنه - قال لغلام له حاد البصر: ما ترى؟ فقال: أرى كتيبة حرشف كأنهم قد تشذروا للحملة، ثم قال له: ويلك صف لي، قال: قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف. وقال الفرزدق: أُلُوْفٌ أُلُوْفٌ من رِجَالٍ ومن قَنَاً ... وخَيْلٍ كَرَيْعَانِ الجَرَادِ وحَرْشَفُ وقال أبنُ دريد: الحرشف: صغار الطير والنعام، وصغار كل شيء: حرشفه. وحرشف الدرع: حبكه. وقال أبن شميل: الحرشف: الكدس بلغة أهل اليمن، يقال: دسنا الحرشف. والحرشف: الجراد، قال امرؤ القيس: كأنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوْثٌ ... بالجَوِّ إذْ تَبْرُقُ النِّعَالُ قسيل: يريد الجراد، وقيل: هم الرجالة كما قيل في بيت الفرزدق. والحرشف - أيضاً - : الضعفاء والشيوخ. وقال الدينوري: الحرشف أخضر مثل الحرشاء غير أنه أخشن منها وأعرض؛ وله زهرة حمراء، وقال أبو نصر: الحرشف خشن له شوك، قال: وأحسبه الذي يسمى بالفارسية: الكنكر، قال: وقال بعض الرواة: هو من الجنبة ومنابته الغلظ. وقال ابن عباد: الحرشفة: الأرض الغليظة، وكذلك الحرشف. حرفحرف كل شيء: طرفه وشفيره وحده، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد، وقال الفراء: جمع حرف الجبل حرف - مثال عنب - ، قال: ومثله طل وطلل ولم يستمع غيرهما. والحرف: واحد حروف التهجي. وقوله تعالى: )ومن النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ على حَرْفٍ( أي وجه واحد؛ وهو أن يعبده على السراء دون الضراء، وقيل: على وشك، وقال أبن عرفة: أي على غير طمأنينة على أمره؛ أي لا يدخل في الدين دخول متمكن. وفي حديث أبن عباس - رضي الله عنهما - أن أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف. أي: على جنب. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ. قال أبو عبيد: يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، ولكن يقول: هذه اللغات السبع مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة أهل اليمن. ومما يبين ذلك قول أبن مسعود - رضي الله عنه - : إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علمتم؛ إنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال وأقبل. والحرف: الناقة الضامرة؛ تشبيهاً لها بحرف السيف، وكان الأصمعي يقول: الحرف: الناقة المهزولة، وقيل: الحرف الناقة العظيمة يشبهونها بحرف الجبل، قال ذو الرمة: جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّها ... وَظِيْفٌ أزَجُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوقُ وقال الأصمعي: يقال هو يحرف لعياله: أي يكسب من هاهنا وهاهنا؛ مثل يقرف. وحكى أبو عبيدة: حرفت الشيء عن وجهه حرفاً. وقال: مالي عن هذا الأمر محرف ومالي عنه مصرف - بمعنى واحد - : أي متنحى، ومنه قول أبي كبير الهذلي: أزُهَيْرَ هَلْ عن شَيْبَة من مَحْرِفِ ... أمْ لا خُلُوْدَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ ويروى: " من مَصْرِفِ " . والمحرف - أيضاً - : المحترف؛ أي الموضع الذي يحترف فيه الإنسان ويتقلب ويتصرف، ومنه قول أبي كبير أيضاً: أزُهَيْرَ إنَّ أخاً لنا ذا مِرَّةٍ ... جَلْدَ القُوى في كُلِّ ساعَةِ مَحْرِفِ فارَقْتُه يَوْماً بجانِبِ نَخْلةٍ ... سَبَقَ الحِمَامُ به زُهَيْرَ تَلَهُّفي وهو من قولهم: حرف حرفاً: أي كسب. والحرف في اصطلاح النجاة: ما دل على معنى في غيره؛ ومن ثم لم ينفعك من أسم أو فعل يصحبه؛ إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب؛ نحو قولك: نعم؛ وبلى؛ وأي؛ وإنه؛ ويا زيد؛ وقد في مثل قول النابغة الذبياني: أفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أنَّ ركابَنا ... لمّا تَزُلْ بِرحالِها وكأنْ قَدِ أي: وكان قد زالت. ورستاق حرف: من نواحي الأنبار. والحرف: مسيل الماء. والحرف - بالضم - : حب الرشاد، ومنه يقال: شيء حريف - مثال سكين - : للذي يلذع اللسان بحرافته، وكذلك بصل حريف، ولا تقل حريف. والحرف - أيضاً - : الحرمان، وكذلك الحرفة - بالكسر - ، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : لحرفة أحدهم أشد علي من عليته. وقيل: الحرفة - بالكسر - : الطعمة وهي الصناعة التي منها يرتزق؛ لأنه منحرف إليها. والحرفة والحرف - بالضم فيهما - : من المحارف وهو المحدود، ومنها قولهم: حرفة الأدب. والمراد: لعدم حرفة أحدهم والاغتمام لذلك أشد علي من فقره. ومنه ما يروى عنه - رضي الله عنه - : إني لأرى الرجل فيعجبني فأقول هل له حرفة. فإن قالوا لا سقط من عيني. والصحيح أن يريد بالحرفة سرفهم في الإنفاق، وكل ما اشتغل به الإنسان وضري به من أي أمر كان فإن العرب يسمونه صنعة وحرفة، يقولون: صنعة فلان أن يفعل كذا وحرفة فلان أن يفعل كذا، يريدون: دأبه وديدنه. وفلان حريفي: أي معاملي. والمحراف: الميل الذي تقاس به الجراحات، قال القطامي يذكر جراحه: إذا الطُّبِيْبُ بمِحْرَافُيْهِ عالَجَها ... زادَتْ على النَّقْرِ أو تَحْرٍِيْكِها ضَجَما ويروى: " على النَّفْرِ " بالفاء وهو الورم، ويقال: خروج الدم. وحرفان - بالضم - : من الأعلام. وأحرفت ناقتي وأحرثتها: أي هزلتها. وقال أبو زيد: أحرف الرجل: إذ نمى ماله وصلح. ويقال: جاء فلان بالحلق والإحراف: إذا جاء بالمال الكثير. قال: أبن الأعرابي: أحرف الرجل: إذا كد على عياله. قال: وأحرف: إذا جازى على خير أو شر. وتحريف الكلم عن مواضعه: تغييره وتبديله، ومنه قوله تعالى: )ثُمَّ يُحَرِّقُوْنَه(. وقول أبى هريرة - رضي الله عنه - : آمنت بمحرف القولب. يعني بمزيغها ومزيلها، وقيل: بمحركها. وتحريف القلم: قطه محرفاً. وأحرورف: أي مال وعدل، قال العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً: وإنْ أصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عنها ووَلاّها الظُّلُوْفَ الظُّلَّفا أي: إن أصاب موانع. وكذلك أنحرف، ومنه حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا، قال أبو أيوب - رضي الله عنه - : فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة؛ فننحرف ونستغفر الله. وكذلك تحرف، ومنه قوله تعالى: )إلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ( أي مستطرداً يريد الكرة. ويقال: لا تحارف أخاك بالسوء؛ أي لا تجازه بسوء صنيعه تقايسه وأحسن إن أساء واصفح عنه. وفي حديث أبن مسعود ؟رضي الله عنه: - : أنه دخل على مريض فرأى جبينه يعرق فقال: موت المؤمن بعرق الجبين تبقى عليه البقية من الذنوب فيحارب بها عند الموت - ويروى: فيكافأ بها - . والمحارفة: المقايسة، والمعنى: أن الشدة التي ترهقه حتى يعرق لها جبينه تقع كفاءة لما بقي عليه من الذنوب وجزاء؛ فتكون كفارة له، ومعنى عرق الجبين: شدة السياق. والمحارف: المحروم، قال: مُحَارَفٌ بالشّاءِ والأباعِرِ ... مُبَارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ والتركيب يدل على حد الشيء وعلى العدول وعلى تقدير الشيء. حرقفالحرقفة: عظم الحجبة وهي رأس الورك، يقال للمريض إذا طالت ضجعته: دبرت حراقفه. وروى عبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي حيان عن أبيه قال: دخلت على سويد بن مثعبة فلولا أني سمعت امرأته تقول: أهلي فداؤك ما أطعمك وما أسقيك ما ظننت أن دون الثوب شيئاً، فذهبت أعزيه فقال: تراني إذ دبرت حرقفتي أو الحراقف ومالي ضجعة إلا على وجهي، والذي نفس سويد بيده ما يسرني أني نقصت منه قلامة ظف. وأنشد أبن الأعرابي: لَيْسُوا بِهِدِّيْنَ في الحُروبِ إذا تُعْ ... قَدُ فَوْقَ الحَرَاقِفِ النُّطُقُ والحرقوف: الدابة المهزولة. وقال أبن دريد: الحرقوف: دويبة من أحناش الأرض. قال: والحرنقفة - بضم الحاء - : القصيرة. وقال أبن عباد: حرقف الحمار الأتان: أخذ بحرقفها. حزقفأبن عباد: الحزنقفة: القصيرة، وليس بثبت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب بالرا المهملة كما ذكرت عن أبن دريد. حسفحسفت التمر أحسفه حسفاً - مثال نسفته أنسفه نسفاً - : أي نقيته، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : أن أسلم مولاه كان يأتيه بالصاع من التمر فيقول: يا أسلم حت عنه قشره، قال: فأحسفه؛ فيأكله. والحسافة - بالضم - : ما تناثر من التمر الفاسد. والحسافة - أيضاً - : الغيظ والعداوة، يقال: في صدره علي حسافة وحسيفة. وقال شمر: الحسافة والحشافة: الماء القليل، قال كثير: إذا النَّبْل في نَحْرِ الكُمَيْتِ كأنَّها ... شَوَارِعُ دَبْرٍ في حُسَافَةِ مثدْهُنِ والحسافة - أيضاً - : بقية الطعام. وحسافة الفضة: سالحتها. والحسف: الشوك. والحسف: جري السحاب. والحسفة: سحابة رقيقة. وبئر حسيف - كالسخيف - : أي التي تحفر في حجارة فلا ينقطع ماؤها كثرة. وقال أبو زيد: يقال: رجع فلان بحسفية نفسه: إذا رجع ولم يقض حاجة نفسه، وأنشد: إذا سُئُلوا المَعْرُوْفَ لم يَبْخَلُوا به ... ولم يَرْجِعوا طُلاّبَه بالحَسَائفِ والحَسِيْف والحسف: جرس الحيات، قال: أباتُوني بِشَرِّ مَبِيْتِ ضَيْفٍ ... بِهِ حَسْفُ الأفاعي والبُرُوْصِ وقال أبن عباد: الحسف والحساف: الحصد. وحسفت الغنم: سقتها. وحسفها في الجماع: وهو دون الفخذين. وحسف قلبه وحسك: أي أحن. وقال الفراء: حسف فلان - على ما لم يسم فاعله - : أي رذل وأسقط. وقال أبن عباد: أحسفت التمر: خلطته بحسافته. وحسف شاربه تحسيفاً: أي حلقه. والمتحسف من الناس: الذي لا يدع شيئاً إلا أكله. وتحسفت أوبار الإبل وتوسفت: إذا تمعطت وتطايرت، وفي حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - : كان يصيبنا ظلف العيش بمكة؛ فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك؛ وكان مصعب - يعني أبن عمير رضي الله عنه - أنعم غلام بمكة؛ فجهد في الإسلام حتى لقد رأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية عنها. وانحسف الشيء: إذا تفتت في يدك. والتركيب يدل على شيء يتقشر عن شيء ويسقط. حشفالحشف: أردء التمر، ومنه الحديث الذي يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يثبت: تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة. وفي المثل: أحشفاً وسوء كيلة، وانتصابه بإضمار الفعل؛ أي: أتمع التمر الرديء والكيل المطفف، يضرب في خلتي إساءة تجمعان على الرجل. وقال أمرؤ القيس يصف عقاباً: كأنَّ قُلُوْبَ الطَّيْرِ رَطْباً ويابساً ... لدى وَكْرِها العُنّابُ والحَشَفُ البالي والحشف - أيضاً - الضرع البالي، ويقال الحشف - بالكسر - ، قال طرفة بن العبد يصف ناقته: فَطَوْراً به خَلْفَ الزَّمِيْلِ وتارَةً ... على حَشفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ وقال أبن دريد: حشف خلف الناقة: إذا ارتفع منها اللبن. والحشفة: ما فوق الختان، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة وجب الغسل. والحشفة: العجوز الكبيرة. والحشفة: الخمية اليابسة. والحشفة: قرحة تخرج بحلق الإنسان والبعير. وقال أبن دريد: الحشفة: صخرة رخوة حولها سهل من الأرض، وقيل: هي صخرة تنبت في البحر، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة يصف ناقة: كأنَّها قادِسٌ يُصَرِّفُها النْ ... نُوْتيُّ تَحْتَ الأمْوَاجِ عن حَشَفِهْ وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - : خلق الله البيت قبل أن يخلق الأرض بألف عام؛ وكان البيت زبدة بيضاء حين كان العرش على الماء وكانت الأرض تحته كأنها حشفة، دحيت الأرض من تحتها. وجمع الحشفة: حشاف. والحشيف من الثياب: الخلق، قال صخر الغي الهذلي: أْتِيْحَ لها أْقَيْدِرُ ذُو حَشِيْفٍ ... إذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما وقال صخر أيضاً: تَرى عَدْوَهُ صَبْحَ إقوائهِ ... إذا رَفَعَ الأبِضَانِ الحَشِيْفا كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَاعٍ تَرَى ... بفائلِهِ ونَسَاه نُسُوْفا وروى الأصمعي: " ويَعْدُو كَعَدْوِ كُدُرٍّ ترى " . وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي ويروى لأبي ذؤيب الهذلي أيضاً: يُدْني الحَشِيْفَ عليها كي يُوَارِيَها ... ونَفْسَهُ وهو للأطْمارِ لَبّاسُ عليها: أي على القوس مخافة الندى، ويروي: " عليه " و " يواريه " ، ويروى: " وقوسه " . أي يدني عليه الحشيف كي يواريه أي يواري نفسه. والحشف - بالفتح - : الخبز اليابس، قال مزرد: وما زَوَّدُوْني غَيْرَ حَشَّفَ مُرَمَّدٍ ... نَسوا الزَّيْتَ عنه فهو أغْبَرُ شاسِفُ ويروى: " غَيْرَ شِسْفٍ " ، وهما بمعنى. وأحشفت النخلة: صار ما عليها حشفاً. وقال أبن درد: حشف الرجل عينه تحشيفاً: إذا ضم جفونه ونظر من خلل هدبها. ويقال لأذن الإنسان إذا يبست فتقبضت: قد استحشفت، وكذلك ونظر من الأنثى إذا تقلص وتقبض: قد استحشف. وتحشف: لبس الحشيف، وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - : أنه قال له أبان بن سعيد بن العاص - رضي الله عنهما - حين بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أسارى المسلمين: يا عم مالي أراك متحشفاً أسبل، فقال: هكذا إزرة صاحبنا. أ متقبضاً متقلص الثوب، وكان قد شمر ثوبه وقلصه. والتركيب يدل على رخاوة وضعف وخلوقة. حصفالحصف - بالتحريك - : الجرب اليابس، وقد حصف جلده - بالكسر - يحصف. والحصافة: استحكام العقل، وقد حصف - بالضم - فهو حصيف، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : لا يصلح أن يلي هذا الأمر إلا حصيف العقدة. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ض ب س. وكتيبة محصوفة ومخصوفة: أي مجتمعة، وروي باللغتين قول الأعشى يمدح أبا الأشعث قيس بن معدي كرب: وإذا تَجِيْءُ كَتِيَبةٌ مَلْمُوْمَةٌ ... خَرْسَاءُ يَخْشى الذّائدُوْنَ نِهالَها تَأْوي طَوَائفُها إلى مَحْصُوْفَةٍ ... مَكْرُوْهَةٍ تَأْبَى الكُمَاةُ نِزَالَها ويروي: " إلى مُخْضَرَّة " أي اخضرت من صدإ الحديد، وطوائفها: نواحيها وفي النوادر: حصفته وأحصتفه: أقصيته. وإحصاف الأمر: إحكامه. وإحصاف الحبل: إحكام فتله. وأحصف الفرس والرجل: إذا مراً سريعاً، قال العجاج: ذارٍ وإنْ لاقى العَزَازَ أحْصَفا ... وإن تَلَقَى غَدَراً تَخَطْرَفا وفَرَسٌ مِحْصَف وحصاف. وأحصف الناسج الثوب: أجاده نساجة. ويقال: الإحصاف: أن يثير الحصباء في عدوه. وقال أبن السكيت: الإحصاف: مشي فيه تقارب خطو وهو مع ذلك سريع. وقال أبو عبيدة: الإحصاف في الخيل: أن يحذرف الفرس في الجري وليس فيه فضل، يقال: فرس محصف؛ والأنثى: محصفة، وذلك بلوغ أقصى الحضر. واستحصف الشيء: أي استحكم. واستحصف عليه الزمان: أي اشتد. وفرج مستحصف: أي ضيق، وقيل: يابس عند الغشيان، قال النابغة الذبياني يصف فرج امرأة: وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ ... رابي المَجَسَّةِ بالعَبِيْرِ مُقَرْمَدِ وإذا نَزَعْتَ نَزَعْتَ من مُسْتَحْصشفٍ ... نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ حضفالحضف والحضب - بالكسر فيهما - : الحية، قال رويشد: كَفاكُم أدَانِيْنا ومِنّا وَرَاءنا ... كَبَاكِب لو سالتْ أتى سَيْلُها كَثْفا وهَدَّتْ جِبَالَ الصُّبْحِ هَدَّاً ولم يَدَعْ ... مدَقُّهُمُ أفْعَى تَدِبُّ ولا حِضْفا حطفالأزهري: الحنطف: الضخم البطن، والنون زائدة. حففالحفوف: اليبس، من قولهم، حف رأسه يحف - بالكسر - حفوفاً: أي بعد عهده بالدهن. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه أرسل إلى أبي عبيدة - رضي الله عنه - رسولاً، فقال له حين رجع: كيف رأيت أبا عبيدة؟ فقال: رأيت بللاً من عيش، فقصر من رزقه ثم أرسل أليه وقال للرسول حين قدم: عليه: كيف رأيته؟ قال: رأيت حفوفاً، فقال: رحم الله أبا عبيدة بسطنا له فبسط وقبضنا فقبض. جعل البلل والحفوف عبارة عن الرخاء والشدة، لأن الخصب مع وجود الماء؛ والجدب مع فقده، يقال: حفت أرضنا: إذا يبس بقلها. وقال الليث: سويق حاف: أي غير ملتوت. وقال أعرابي: أتونا بعصيدة قد حفت فكأنها عقب فيها شقوق، وقال الكميت يصف وتدأ: وأشْعَثَ في الدّارِ ذا لِمَّةٍ ... يُطِيْلُ الحُفُوْفَ ولا يَقْمَلُ وقال رؤبة: تَنْدى إذا ما يَبِسَ الكُفُوْفُ ... لا حَصَرٌ فيها ولا حُفُوْفُ وقال اللحياني: إنه لحاف بين الحفوف: أي شديد العين؛ ومعناه: أنه يصيب الناس بعينه. وقال أبن الأعرابي: إذا ذهب سمع الرجل كله قيل: حف سمعه حفوفاً، قال: قالتْ سُلَيْمى إذْ رَأتْ حُفُوْفي ... مَعَ اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوْفِ أنشده الأزهري لرؤبة، وليس له. والحفيف والجفيف: اليابس من الكلأ. وحف الفرس حفيفاً: سمع عند ركضه صوت، وكذلك حفف جناح الطائر، قال رؤبة: وَلَّتْ حُبَاراهُمْ لها حَفِيْفُ وأنْشَدَ الأصمعيُّ يَصِف حفيف: هوي حجر المنجنيق: حتّى إذا ما كَلَّتِ الطُّرُوْفُ ... من دُوْنِهِ واللُّمَّحُ الشُّنُوْفُ أقْبَلَ يَهْوي وله حَفِيْفُ والفيف: حفيف السهم النافذ، وكذلك حفيف الشجر. والأفعى تحف حفيفاً: أي تفح فحيحاً، إلا أنَّ الحَفِيف من جلدها والفحيح من فيها، وهذا عن أبي خيرة. والحفة: كورة غربي حلب. وقال الأصمعي: الحفة: المنوال: وهو الخشبة التي يلف عليها الثوب، قال: والذي يقال له الحف هو المنسج، وقال أبو سعيد: الحفة: المنوال؛ ولا يقال له حف؛ وإنما الحف المنسج. والحفان: فراخ النعام، الواجد: حفانة، الذكر والأنثى فيه سواء، وقال أبو ذؤيب الهذلي: وزَفَّتِ الَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ كما ... زَفَّ النَّعَامُ إلى حَفّانِهِ الرُّوْحُ وقال أسامة الهذلي: وإلاّ النّعَامَ وحَفَّانَهُ ... وطغْيَا مِنَ اللَّه قش النّاشِطِ وروى أبو عمرو وأبو عبد الله: " وطَغْيَاً " بالتنوين: أي صوتاً، يقال: طغى يطغى طغياً، والطغيا: الصغير من بقر الوحش، وقال ثعلب: هو الطغيا - بالفتح - . والحفان - أيضاً - : الخدم. وإناء حفان: بلغ المكيل حفافيه، وحفافا الشيء: جانباه، قال طرفة بن العبد: كأنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا ... حِفَافَيْهِ شُكّا في العَسِيْبِ بِمِسْرَدِ ويقال: جاء على حفافه: أي أثره. ويقال: بقي من شعره حفاف: وذلك إذا صلع فبقيت من شعره طرة حول رأسه، وكان عمر - رضي الله عنه - أصلع له حفاف، والجمع: أحفة، قال ذو الرمة يذكر الجفان: لَهُنَّ إذا صَبَّحْنَ منهم أحِفَّةٌ ... وحِيْنَ يَرَوْنَ اللَّيْلَ أقْبَلَ جائيا أحفة: أي قوم استداروا حولها. والحفاف - أيضاً - : مصدر قولهم: حفت المرأة وجهها من الشعر تحفه حفافاً وحفاً: إذا قشرته. وحف شاربه: إذا أحفاه، وكذلك حف رأسه. وقال وهب بن منبه: لما أبتعت الله خليله إبراهيم - عليه السلام - ليبني البيت طلب الآس الأول الذي وضع أبو آدم في موضع الخيمة التي عزى الله تعالى بها آدم - عليه السلام - من خيام الجنة، حين وضعت له بمكة في موضع البيت، فلم يزل إبراهيم - عليه السلام - يحفر حتى وصل إلى القواعد التي أسس بنو أدم في زمانهم في موضع الخيمة، فلما وصل إليها أظل الله تعالى له مكان البيت بغمامة فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم - عليه السلام - وتهديه مكان القواعد حتى رفع إبراهيم - عليه السلام - القواعد قامة، ثم انكشطت الغمامة، فذلك قول الله عز وجل: )وإذْ بَوَّأْنا لإِبْراهِيمَ مَكانَ البَيْتِ( أي الغمامة التي ركدت على الحفاف ليهتدي بها إلى مكان القواعد، فلم يزل - والحمد لله - منذ يوم رفعه الله تعالى معموراً. وقوله تعالى: )وتَرى المَلائكَةَ حافِّيْنَ من حَوْلِ العَرْشِ( أي محدقين بأحفته أي بجوانبه. وقوله تعالى: )وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ( أي جعلنا النخل مطيفة بأحفتهما. والحفف والحفوف: عيش سوء؛ عن الأصمعي، وقلة مال، يقال: ما رئي عليهم حفف ولا ضفف: أي أثر عوز، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يبع من طعام إلا على حفف، ويروى: على ضفف، ويروى: على شظف. لثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلتها وغلظتها. وجاء على حففه وحفه: أي أثره؛ مثل حفافه. وفلان على حفف أمر: أي على ناحية منه. وقال ابن عباد: الحفف من الرجال: القصير المقتدر الخلق. والمحفة - بالكسر - : مركب من مراكب النساء كالهودج؛ إلا أنها لا تقبب كما تقبب الهوادج. وحفة بالشيء يحفه كما يحف الهودج بالثياب، قال لبيد رضي الله عنه: من كُلِّ مَحْفُوفِ ُيظِلُّ عَصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرَامُها ويقال: الحفة: الكرامة التامة. وقال أبو عبيد: ومن أمثالهم في القصد في المدح: من حفنا أو رفنا فليقتصد؛ أي من طاف بنا واعتنى بأمرنا وأكرمنا وخدمنا وحاطنا وتعطف علينا. وقال أبو عبيد: أي من مدحنا فلا يغلون في ذلك ولكن ليتكلم بالحق منه. وفي مثل آخر: من حفنا أو رفنا فليترك. وقد كتب أصل المثل في تركيب. ويقال: ما له حاف ولا راف، وذهب من كان يحفه ويرفه. والحفاف: اللحم اللين أسفل اللهاة، يقال: يبس حفافه. وحفتهم الحاجة: إذا كانوا محاويج، وهم قوم محفوفون. وقلا أبن عباد: الحف سمكة بيضاء شاكة. قال: ويقال للديك والدجاجة إذا زجرتهما: حف حف. قال: والحفافة: حفافة التبن وألقت وهي بقيتهما. وأحففته: ذكرته بالقبيح. وأحففت رأسي: أي أبعدت عهده بالدهن. وأحففت الفرس: إذا حملته على أن يكون له حفيف وهو دوي جوفه. وحفف الرجل: جهد وقل ماله، من حفت الأرض: أي يبست، وفي حديث معاوية - رضي الله عنه - : أنه بلغه أن عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - حفف وجهد من بذله وإعطائه؛ فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السرف، وكتب إليه ببيتين من شعر الشماخ: لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْني ... مَفَاقِرَهُ أعَزُّ من القُنُوْعِ يَسُدُّ به نَوَائبَ تَعْتَرِيْهِ ... من الأيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوْعِ وأحففت الثوب وحففته تحفيفاً: من الحف. وحففوا حوله: مثل حفوا، وكذلك احتفوا. وأحتفت المرأة وجهها من الشعر: مثل حفت. وأحتففت النبت: جزرته. وقال الليث: احتفت المرأة: إذا أمرت من تحف شعر وجهها تنقي بخيطين. وأغار فلان على بني فلان على بني فلان فاستحف أموالهم: أي أخذها بأسرها. وقال أبن دريد: الحفحفة: حفيف جناحي الطائر. ويقال: سمعت حفحفة الضبع وخفخفتها، أي صوتها. وقال ابن الأعرابي: حفحف: إذا ضاقت معيشته. والتركيب يدل على ضرب من الصوت؛ وعلى إلطافة الشيء بالشيء؛ وعلى شدة في العي. حقفالحقف: المعوج من الرمل، والجمع: أحقاف وحقاف وحقوف وحقفة، وقوله تعالى: )إذْ أنْذَرَ قَوْمَه بالأحْقافِ( قال أبن عرفة: قوم عاد كانت منازلهم في الرمال وهي الأحقاف، ويقال للرمل إذا عظم واستدار: حقف، وقال الأزهري: هي رمال مستطيلة بناحية الشحر. وقال الفراء: الحقف: المستطيل المشرف. وقال أبن الأعرابي: الحقف: أصل الرمل وأصل الجبل وأصل الحائط، قال امرؤ القيس: فَلَمّا أجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى ... بِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ ويروى: " ذي قِفَافٍ " ، ويروى: " بَطْنُ حِقْفٍ ذي رُكامٍ " . وأنشد الليث: مثل الفاعي أهتز بالحقوف قال: ويقال: الأحقاف جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء يلتهب يوم القيامة فيحشر الناس من كل أفق. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الجبل المحيط بالدنيا هو قاف لا الأحقاف. وقال أبن شميل: جمل أحقف: أي خميص. وقال أبن الأعرابي: الظبي الحاقف: هو الرابض ف حقف من الرمل أو يكون منطوياً كالحقف وقد انحنى وتثنى في نومه. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه م هو وأصحابه وهم محرمون بظبي حاقف في ظل شجرة فقال: يا فلان قف هاهنا حتى يمر الناس لا يربه أحد بشيء. هكذا رواه أبو عبيد، وقال إبراهيم الحربي - رحمه الله - في غريبه: بظبي حاقف فيه سهم فقال لأصحابه: دعوه حتى يجيء صاحبه. وقال أبن عباد: ظبي حاقف بين الحقوف. قال: والمحقف: الذي لا يأكل ولا يشرب، وكانه من مقلوب قفح. واحقوقف الرجل: إذا طال واعوج. واحقوقف ظهر البعير: كذلك: قال: قُوَيْرِح عامَيْنِ مُحْقَوْقِف ... قَلِيْل الاضاعَةِ للخُذَّلِ وكذلك احقوقف الهلال، قال العجاج: طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا ... سَمَاوَةَ الهِلالِ حتّى احْقَوْقَفا والتركيب يدل على ميل الشيء وعوجه. حكفأبن الأعرابي: الحكوف: الاسترخاء في العمل. حلف: أي قسم؛ حلفاص وحلفاً - بكسر اللام - ومحلوفاً، وهو أحد المصادر التي جاءت على مفعول، ومحلوفة، قال الليث: تقول: محلوفة بالله ما قال ذلك، ينصبون على ضمير يحلف بالله محلوفة؛ أي قسماً، والمحلوفة: هي القسم، وقال أبن بزرج: لا ومحلوفائه لا أفعل: يريد ومحلوفة؛ فمده. وفي الحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : الحلف حنث أو ندم، وقال النابغة الذبياني: فإنْ كثنْتَ لاذا الضِّغْنِ عنِّي مُنَكِّلاً ... ولا حَلِفي على البَرَاءةِ نافِع ويروى: " عنّي مُكَذِّباً " ، ويروى: " فإنْ كُنْتَ لا ذو الضِّغْنِ عنّي مُنَكَّلٌ " . وقال امرؤ القيس: حَلَفْتُ لها باللهِ حَلْفَةَ فاجِرٍ ... لَنَامُوا فما إنْ من حَدِيْثس ولا صَالِ والأحلوفة: أفعولة من الحلف. والحلف - بالكسر - : العهد يكون بين القوم، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام غلا شدة. والأحلاف في قول زُهير بن أبى سلمى: تَدَارَكْتُما قد ثُلَّ عَرْشُها ... وذبْيَانَ قد زَلَّتْ بأقدامهِا النَّعْلُ هم أسد وغطفان، لأنهم تحالفوا على التناصر. والأحلاف - أيضاً - : قوم من ثقيف، فرقتان: بنو مالك والأحلاف. وقال أبن الأعرابي: الأحلاف في قرش خمس قبائل: عبد الدار وجمح وسهم ومخزوم وعدي بن كعب، سموا بذلك لأنه لما أرادت بنو عبد مناف أخذ ما في يدي بني عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية وأبت بنو عبد الدار، عقد كل قوم على أمرهم حلفاً مؤكداً على ألا يتخاذلوا، فأخرجت عبد مناف جفنة مملوءة طيباً فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا؛ ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً، فسمي حلف المطيبين. وروى عبد الرحمن بن عوف ؟رضي الله عنه - عن النبي ؟صلى الله عليه وسلم - أنه قال: شهدت غلاماً مع عمومتي حلف المطيبين. وفي حديث أبن عباس ؟رضي الله عنهما - أنه لقيه عبد الله بن صفوان أمية بن خلف في خلافة عمر ؟رضي الله عنه - فقال: كيف ترون ولاية هذا الأحلافي؟ قال: وجدنا ولاية صاحبه المطيبي خيراً من ولايته، أراد بالأحلافي عمر - رضي الله عنه - لأنه عدوي - ويروى: أنه لما صاحت الصائحة عليه قالت: وسيد الأحلاف، وهذه كالنسبة إلى الأبناء في قولهم: ابناوي - ، والمطيبي هو أبو بكر - رضي الله عنه - لأنه تيمي. وذلك أنه روي أنه روي أن أم حكيم بنت عبد أبو بكر - رضي الله عنه - لأنه تيمي. وذلك أنه روي أن أم حكيم بنت عبد المطلب عمدت إلى جفنة فملأتها خلوقاً ووضعتها في الحجر وقالت: من تطيب بهذا فهو منا، فتطيب به عبد مناف وأسد وزهرة وتيم. والحليف: الذي يحالفك، كالعهيد للذي يعاهدك، قال أبو ذؤب الهذلي: فَسَوْفَ تقولُ إن هشيْ لم تَجِدْني ... أخَانَ العَهْدَ أمْ أثمَ الحَلِيْفث وقال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب: تَلْقَى النَّدى ومَخْلَداً حَلِيْفَيْنْ ... كانا معاً في مَهْدِهِ رَضِيْعَيْنْ ويقال لبني أسد وطيء: الحليفان، ويقال - أيضاً - لفزارة وأسد: حليفان، لن جزاعة لما أجلت بني أسد عن الحرم خرجت فحالفت طيئاً ثم حالفت بني فزارة. ورجل حليف اللسان: إذا كان حديد اللسان فصيحاً، يقال: ما أحلف لسانه، ومنه حديث الحجاج: أنه أتي بيزيد بن المهلب يرسف في حديد؛ فأقبل يخطر بيده، فغاظ ذلك الحجاج فقال: جَمِيْلُ المُحَيّا بَخْتَرِيٌّ إذا مَشَى وقد ولى عنه، فالتفت إليه فقال: وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكبَيْنِ شِنَاقُ فقال الحجاج: قتله الله ما أمضى جَنَانَه وأحْلَفَ لسانه. والحليف في قول ساعدة بن جؤية الهذلي: حتّى إذا ما تَجَلّى لَيْلُها فَزِعَتْ ... من فارِسٍ وحَلِيْفِ الغَرْبِ مُلْتَئمِ قيل: هو سنلان حديد، وقيل: فرس نشيط ويروى: " ملتحم " . وقال أبن حبيب: حلف - بسكون اللام - : هو أبن أفتل، وهو خثعم بن أنمار. والحليف - مصغراً - : موضع بنجد. وقال أبن حبيب: كل شيءٍ في العرب خليف - بالخاء المعجمة - إلا في خثعم بن أنمار؛ حليف بن مازن بن جشم بن حارثة بن سعد بن عامر بن تيم الله أبن مبشر؛ فأنه بالحاء المهملة. وذو الحليفة: موضع على مقدار ستة أميال من المدينة - على ساكنيها السلام - مما يلي مكة - حرسها الله تعالى - ، وهو ميقات أهل المدينة، وهو ماء من مياه بني جشم. وقال أبن عباس - رضي الله عنهما - : وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة؛ ولأهل الشام الجحفة؛ ولأهل نجد قرن المنازل؛ ولأهل اليمن يلملم؛ فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذاك وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها. وذو الحليفة: الذي في حديث رافع بن خديج - رضي الله عنه - : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة من تهامة وأصبنا نهب غنم: فهو موضع بين حاذة وذاة عرق. والحليفات: موضع. ووادٍ حلافي: ينبت الحلفاء؛ والحلفاء نبت. الدينوري: قال أبو زياد: من الأغلاث الحلفاء؛ وقل ما ينبت إلا قريباً من ماء أو بطن وادٍ، وهي سلبة غليظة المس لا يكاد أحد يقبض عليها مخافة أن تقطع يده، وقد يأكل منها الغنم والإبل أكلاً قليلأً، وهي أحب شجرة إلى البقر، والواحدة منها: حلفاءه. وقال الأصمعي: حلفة - بكسر اللام - . وقال الأخفش وأبو زيد: حلفة - بفتح اللام - . وقيل: يقال حلفة وحلفاء وحلف - مثال قصبة وقصباء وقصب؛ وطرفة وطرفاء وطرف؛ وشجرة وشجراء وشجر - . وقال أبو عمرو: الحلفاء واحدة وجمع، قال: يَعْدُو بِمِثْلِ أُسُوْدِ رَقَّةَ والشَّرى ... خَرَجَت من البَرْدِيِّ والحَلْفَاءِ وقد تجمع على حلافي - على وزن بخاتي - ، قال: وإذا كثرت الحلفاء بأرض قيل: أرض حلفة. وتصغير الحلفاء: حليفية. وقال أبن الأعرابي: الحلفاء: الأمة الصخابة. وأحلفت الحلفاء: أدركت. وأحلف الغلام: إذا جاوز رهاق الحلم. وقولهم: حضار والوزن محلفان؛ وهما نجمان يطلعان قبل سهيل؛ فيظن الناس بكل واحد منهما أنه سهيل؛ فيحلف واحد أنه سهيل ويحلف آخر أنه ليس به. ومنه قولهم: كميت محلفة، قال الكلحبة اليربوعي: كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأدِيْمُ يقول: هي خالصة اللون لا يحلف عليها أنها ليست كذلك. وكل ما يشك فيه فيتحالف عليه فهو محلف. وحلفته تحليفاً واستحلفته: بمعنى. وحالفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار: أي آخى بينهم، لأنه قال: لا حلف في الإسلام؛ وقد ذكر. وحالف فلاناً بثه: أي لازمه. وتحالفوا: أي تعاهدوا. والتركيب يدل على الملازمة، وقد شذ عن هذا التركيب: لسان حليف والحلفاء. حتف: أبن السكي: الحتفان: الحنتف وأخوه سيف أبنا أوس بن حميري بن رياح بن يربوع. وفي النقائض: الحنتفان: الحنتف والحارث أبنا أوس بن سيف بن حميري، قال جرير: منهم عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والحَنْتَفَانِ ومنهم الرِّدفانِ وقال جرير أيضاً: مَنْ مِثْلُ فارِسِ ذي الخِمَارِ وقَعْنَب ... والحَنْتَفَيْنِ لِلَيْلَةِ البلبالِ وأبو عبد الله الحنتف بن السجف بن سعد بن عوف بن زهير بن مالك بن ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم: من التابعين، وليس بتصحيف حتيف بن السجف الشاعر. والحنتف: الجراد المنتف المنتقى للطبخ. وقال أبن الأعرابي: الحنتوف: الذي ينتف لحيته من هيجان المرار به. حنجفأبن الأعرابي: الحناجف: رؤوس الأوراك، واحدها: حنجف ؟بالفتح - ، ويقال: حنجف - بالكسر - . قال: والحنجوف: رأس الضلع مما يلي الصلب. وروى الخراز عنه: الحناجف رؤوس الأضلاع؛ ولم نسمع لها بواحد، والقياس حنجفة، قال ذو الرمة: جُمَالِيَّةٍ لم يَبْقَ إلاّ سَرَاتُها ... وألْوَاحُ شُمٍّ مُشْرِفاتِ الحَنَاجِفِ ويروى: " إلاّ ضريرها " أي عتقها ونفسها وألواحها وعظامها. وقال أبن دريد: الحنجف والجنجفة: رأس الورك مما يلي الحجبة؛ وأنشد البيت. قال: والحنجوف: دويبة. حنفالحنف: الاعوجاج في الرجل؛ وهو أن تقبل إحدى إبهامي رجليه على الأخرى. وقال أبن الأعرابي: هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شقها الذي يلي خنصرها. وقال الليث: الحنف: ميل في صدر القدم. والرجل أحنف والرجل حنفاء. والأحنف بن قيس بن معاوية: أبو بحر، والأحنف لقب، واسمه صخر، من العلماء الحلماء، أسلم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يدركه، وهو معدود في أكابر التابعين، ولقب الأحنف لحنف كان به، قالت حاضنته وهي ترقصه: واللهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ... ما كانَ في صِبْيَانِكُمْ كَمِثْلِهِ وقال الليث: السيوف الألحنفية تنسب غليه، لأنه أول من أمر باتخاذها والقياس أحنفي، قال: مُحِبٌّ لِصُغْراها بَصِيْرٌ بِنَسْلِها ... حَفُوْظ لأُ خْراها أجَيْدِفُ أحْنَفُ وقيل: الحنف الاستقامة؛ قاله أبن عرفة، قال: وإنما قيل للمائل الرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة. والحنفاء: القوس. والحنفاء: الموسى. والحنفاء: أسم فرس حذيفة بن بدر الفزاري. والحنفاء: أسم ماءٍ لبني معاوية بن عامر بن ربيعة، قال الضحاك بن عقيل: ألا حَبَّذا الحَنْفَاءُ والحاضِرُ الذي ... به مَحْضَرٌ من أهْلِها ومُقَامُ وقال ابن الأعرابي: الحنفاء: شجرة. والحنفاء: الأمة المتلونة تكسل مرة وتنشط أخرى. والحنفاء: الحرباءة. والسلحفاة. والأطوم؛ وه سمكة في البحر كالملكة. والحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت عليه. وقال أبو عبيد: هو عند العرب من كان على دين إبراهيم ؟صلوات الله عليه - . وقال الأصمعي: كل من حج فهو حنيف، وهذا قول أبن عباس - رضي الله عنهما - والحسن الصري والسدي. وحسب حنيف: أي حديث إسلامي لا قديم له، قال المعيرة بن حبناء: وماذا غَيْرَ أنَّكَ في سِبَالٍ ... تُنَسِّجُها وذو حَسَبٍ حَنِيْفِ والحنيف: القصير. والحنيف: الحذاء. وحنيف: وادٍ. وأبو العباس حنيف بن أحمد الدينوري: شيخ أبن درستويه. وأبو موسى عيسى بن حنيف بن بهلول الق[ا؟ل؟1]يرواني: عاصر الخطابي وروى عن ابن داسة. وقال الضَّحّاك والسُّدِّيُّ في قوله تعالى: )حُنَفَاءَ لشلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِيْنَ به( قالا: حجاجاً. وفي حديث النبي - صلى اله عليه وسلم - : بعثت بالحنيفية السمحة السهلة. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما: - سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أي الأديان أحب إليك؟ قال: الحنيفية السمحة، يعني شريعة إبراهيم ؟صلوات الله عليه - لأنه تحنف عن الأديان ومال إلى الحق. وقال عمر - رضي الله عنه - : حَمِدْتُ اللهَ حِيْنَ هَدى فُؤادي ... إلى الإسْلامِ والدِّيْنِ الحَنيفِ وحنيفة: أبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وحنيفة لقبه، وأسمه أثال، ولقب حنيفة بقول جذيمة وهو الأحوى بن عوف لقي أثالا فضربه فحنفه؛ فلقب حنيفة، وضربه أثال فجذمه فلقب جذيمة، فقال جذيمة: فإنْ تَكُ خِنصِري بنَتْ فإنّي ... بها حَنَّفْتُ حامِلَتَيْ أُثَالِ وأما محمد أبن الحنفية - رحمه الله - فالحنفية أمه، وهي خولة بنت جعفر بن قيس؛ من مسلمة؛ من بني حنيفة. وحنيف - مصغراً - : هو حنيف بن رئاب الأنصاري. وسهل وعثمان أبنا حنيف - رضي الله عنهم - : لهم صحبة. وحنفه تحنيفاً: جعله أحنف، وقد مر الشاهد من شعر جذيمة. وتحنف الرجل: أي عمل الحنفية، وقيل: أختتن، وقيل: اعتزل عبادة الأصنام، قال جران العود: ولَمّا رَأيْنَ الصُّبْحَ بادَرْنَ ضَوْءهُ ... دَبِيْبَ قَطا البَطْحاءِ أو هُنَّ أقُطَفُ وأدءرَكْنَ أعْجَازاً من اللَّيْلِ بَعْدَ ما ... أقامَ الصَّلاةَ العابِد المُتَحَنِّفُ وتحنف فلان إلى الشيء: إذا مال إليه. والتركيب يدل على الميل. حوفالحوف: الرهط؛ وهو جلد يشق كهيئة الإزار تلبسه الحيض والصبيان، وقال شمر: الحوف إزار من أدم تلبسه الصبيان؛ والجمع: الأحواف، وقال أبن الأعرابي: الحوف - في لغة أهل الحجاز - الوثر؛ وهو نقبة من أدم تقد سيوراً عرض السير أربع أصابع تلبسه الجارية الصغيرة قبل إدراكها، ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها - : تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي حوف؛ فما هو إلاّ أن تزوجني فألقي علي الحياء. قال: جارِيَةٌ ذاةُ حِرٍ كالنَّوْفِ ... مُلَمْلَمٍ تَسْتُرهُ بِحَوْفِ يالَيْتَني أشِيْمُ فيها عَوْفي وقال الليث: الحوف - بلغة أهل اجوف وأهل الشحر وبلغه غيرهم - : كالهودج وليس به ولا برحل تركب به المرأة على البعير. قال: والحوف القرية في بعض اللغات، والجمع: الأحواف. كذا هو في عدة نسخ من كتاب الليث: القرية - بفتح القاف وبالياء المثناة - ، وفي التهذيب بخط الأزهري: القربة - بكسر القاف وبالباء الموحدة - ، ولم يذكره أبن دريد وأبن فارس. والحوف: بلد بناحية عمان. والحوف: ناحية مقابلة بلبيس من أعمال مصر، ينسب إليها جماعة من أهل الحديث. وقال الليث: الحفان عرقان أخضران تحت اللسان، الواحد: حاف - بتخفيف الفاء - . وحافتا الوادي: جانباه، وكذلك حافتا كل شيء. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للنساء: ليس لكن إن تحققن الطريق؛ عليكن بحافات الطريق. وفي حديث الآخر: بينما أنا أسير في الجنة غذ أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف؛ قلت: ما هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه - أو طيبه - مسك أذفر. شك هدبة بن خالد شيخ البخاري. وقال أحيحه بن الجلاح: إذا جُمَادى مَنَعَتْ قَطْرَها ... زَانَ جَنابي زَمَنٌ مُغْضِفُ مُعْرَورِفٌ أسْبَلَ جَبّارُهُ ... أسْوَدُ كالغابَةِ مُغْدَوْدِفُ يَزْخَرُ في أقْطارِهِ مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ والجمع: حافات، قال زهير بن أبي سلمى: كما اسْتَغاثَ بماءٍ لا رِشاءَ له ... من الأباطِحِ في حافاتِهِ البُرَكُ وحافة: موضع، قال امرؤ القيس: ولو وافَقْتُهُنَّ على أسِيْسٍ ... وحافَةَ إذْ وَرَدْنَ بنا وُرُوْدا والحافة: من الدوائس في الكدس التي تكون في الطرف وهي أكثرها دوراناً. والحافة: الحاجة والشدة. والحوافة: ما يبقى من ورق ألقت على الأرض بعدما يحمل. والتجويف: تفعيل من الحافة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : سلط عليهم موت طاعون ذفيف يحوف القلوب - ويروى: يحرف - . والمعنى: يغيرها عن التوكل وينكبها إياه ويدعوها إلى الانتقال والهرب. وحوف الوسمي المكان: إذا استدار به. وتحوفت الشيء وتخوفته: تنقصته، قال عبد الله بن عجلان النهدي؛ ويوى لأبن مزاحم الثمالي: تَحَوَّفَ الرَّحْل منها تامِكاً قَرِداً ... كما تَحَوَّفَ عُوْدَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ ويروى: " تَخَوَّفَ السَّيْرُ " ، ويروى: " كما تَخَوَّفَ عُوْدَ " . حيفالحيف: الجور والظلم، قال الله تعالى: )أمْ يَخافُوْنَ أنْ يحِيْفَ اللهُ عليهم ورَسُوْلُه(. وقال أبن عباد: بلد أحيف: لم يصبها المطر، وأرض حيفاء. والحيف: حد الحجر، وجمعه: حيوف. والهام الذكر أيضاً. والحائف من الجبل: بمنزلة حافته، وجمعه: حيف. وقال الليث: جمع الحائف الجائر: حافة وحيف. والحيفة: خشبة على مثال نصف قصبة في ظهرها فرضة يبرى بها السهام والقسي؛ وهي الطريدة، سميت حيفة لأنها تحيف ما يزيد فيتنقصه. وحيفة الشيء - أيضاً - : ناحيته، والجمع: حيف - مثال فيقة وفيق - . وقال أبو عمرو: يقال للخرقة التي يرقع بها ذيل القميص القدام: كيفة؛ وللتي يرقع بها الخلف: حيفة. ويمكن أن تكون الحيفة واوية انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وذو الحياف: ماء على يسار طريق الحاج من البصرة، ويقال بالجيم، وبالحاء أصح، قال عدي بن زيد بن مالك لن عدي بن الرقاع: إلى ذي الحِيَافِ ما بِهِ اليَوْمَ نازِلٌ ... وما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَوِيءلٌ مُهَجِّرُ وتحيفت الشيء: تنقصته من حيفه أي من نواحيه. والتركيب يدل على الميل. خترفابن دريد: خترفت الشيء: إذا ضربته فقطعته، يقال: خترفة بالسيف: إذا قطع أعضاءه. أبن دريد: الختف - بالضم - : السذاب فيما زعموا، لغة يمانية. وقال الأزهري في تركيب خ ف ت: ثعلب عن أبن الأعرابي: الخفت - بضم الخاء وسكون الفاء - : السذاب؛ وهو الفيجل والفيجن. ولم يذكره الدينوري في كتاب النبات. خجفالأزهري: قال الليث: الخجف والخجيف: لغتان في الجحف والجخيف؛ وهما الخفة والطيش مع البر، يقال: لا يدع فلان خجيفته. والخجيفة: المرأة القضيفة، وهن الخجاف. ورجل خجيف: قضيف. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الذي ذكره الأزهري عن الليث هو في تركيب ج خ ف - الجيم قبل الخاء - ، ولم يذكر الليث في هذا التركيب شيئاً، ولا ذكر اللغتين. خدفأبن دريد: الخدف: سرعة المشي وتقارب الخطو. وقال أبن الأعرابي: خدفت الشيء وخذفته: أي قطعته، ويقال: خدفت له خدفة من المال: أي قطعت له قطعة منه. وقال أبو عمرو: يقال لخرق القميص قبل أن تؤلف: الكسف والخدف، واحدتهما: كسفة وخدفة. وقال غيره: كنا في خدفة من الناس: أي جماعة. وخدفة من الليل: ساعة منه. قال: والخدف: سكان السفينة. وقال غيره: خدفت السماء بالثلج: رمت به. وفلان يخدف في الخصب خدفاً: إذا تنعم وتوسع. واختدف: أي اختلس. وقال أبن الأعرابي: اختدف الشيء: أي اختطفه. وقال غيره: أختدف الثوب: قطعه. والتركيب يدل على السرعة.خذرف: الخذروف: شيء يدوره الصبي بخيط في يديه فيسمع له دوي، قال أمرؤ القيس يصف فرساً دَرِيرٍ كحخُذْرُوْفِ الوَلِيْدِ أمَرَّهُ ... تَتَابُعُ كَفَّيْهِ بَخَيْطٍ مُوَصَّلِ وقال عمير بن الجعد بن القهد: وإذا أرى شخصاً أماي خِلْتُهُ ... رَجُلاً فَمِلتُ كَمَيْلَةِ الخُذْرُوْفِ وقال الليث: الخذروف: عويد أو قصبة مشقوقة يفرض في وسطه ثم يشد بخيط؛ فإذا مد دار وسمعت له حفيفاً؛ يلعب به الصبيان، ويسمى الخرارة، وبه يوصف الفرس لخفته وسرعته. قال: والخذروف: السريع في جريه. ويقال: تركت السيوف رأسه خذاريف: أي قطعاً كل قطعة مثل الخذروف. وقال أبن عباد: يقال للقطيع من الإبل المنقطع منها: خذروف. قال: والبرق اللامع في السحاب المنقطع منه: خذروف. وقال غيره: الخذروف: طين يعجن ويعمل شبيهاً بالسكر يلعب به الصبيان. وكل شيء منتشر من شيء فهو خذروف، قال ذو الرمة: سَعى وارْتَضَخْنَ المَرْوَ حتّى كأنَّه ... خَذارِيْفُ من قَيْضِ النَّعامِ التَّرَائكِ وقال أبن عباد: الخذاريف من الهودج: سقائف يربع بها الهودج. وقال الليث: الخذارف: نبات ربعي إذا أحس بالصصيف يبس، الواحدة خذارفة. وقال الأصمعي: الخذراف: ضرب من الحمض. والخذرفة: الإسراع، يقال: خذرفت الأتان: أي أسرعت ورمت بقوائمها، قال ذو الرمة: إذا واضَخَ التَّقْريْبَ واضَخْنَ مِثْلَهُ ... وإنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأكارِعِ المواضخة: أن تعدو ويعدو كأنهما يتباريان كما يتواضخ الساقيان. وقال بعضهم: الخذرفة: أن ترمي الإبل بأخفافها من الحصى إذا أسرعت. وخذرفة بالسيف: إذا قطع الإناء: ملأته. وقال بعضهم: الخذرفة: التحديد، قال تميم بن أبي بن مقبل يصف بقرة: تُذْري الخُزَامى بأظْلافٍ مُخَذْرَفَةٍَ ... وُقُوْعُهُنَّ إذا وَقَّعْنَ تَحْلِيْلُ خذف الليث: الخذف: رميك بحصاة أو نواة أو نحوهما تأخذه بين سبابتيك تخذف به؛ أو تجعل مخذفة من خشب ترمي بها. ونهى رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - عن الخذف وقال: أنه لا يصاد به الصيد ولا ينكى به العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين. قال امرؤ القيس - وقال أبو عبيدة: إنه لا بن فسوة واسمه عتيبة بن مرداس، وهو موجود في شعر أمرئ القيس - يصف ناقته: كأنَّ الحَصى من خَلْفِها وأمَامها ... إذا نَجَلتْه رِجْلُها خَذفُ أعْسَرَا والمِخذفة - أيضاً - : المقلاع. والمخذفة - أيضاً - : الأست. وقال أبن عباد: المخذف - وجمعه مخاذف - : عرى المقرن تقرن به الكنانة إلى الجعبة. وقال الليث: الخذوف: توصف به الدواب السريعة الخذفان وهو ضرب من سير الإبل. وقال الأصمعي: أتان خذوف: وهي التي تدنو سرتها من الأرض من السمن، والجمع: خذف، قال الراعي: نَفى بالعِراكِ حَوَاليَّها ... فَخَفَّتْ له خُذُف ضُمَّرُ وقيل: الخذوف: الأتان التي من سرعتها ترمي الحصى، قال النابغة الذبياني: أنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَذُوْفٌ ... من الجَوْناتِ هادِيَةٌ عَنُوْنُ والتركيب يدل على الرمي. خرشف: الخرشفة والكرشفة والخرساف والكرشاف: الأرض الغليظة من الكذان؛ التي لا يستطاع أن يمشي فيها، إنما هي كالأضراس. وقال الزهري: بالبيضاء من بلاد جذيمة على سف الخط بلد يقال له: خرشاف؛ في رمال وعثة تحتها أحساء عذبة الماء؛ عليها نخيل بعل عروقه راسخة في تلك الأحساء. وقال أبن دريد: يقال سمعت خرشفة القوم: أي حركتهم. وقال غيره: الخرشفة والخرشفة: اختلاط الكلام. خرفخرفت الثمار أخرفها - بالضم - خرفاً ومخرفاً - بالفتح - : إذا جنيتها. وقال شمر: خرفت فلاناً أخرفه: إذا لقطت له التمر. قال: والمخرفة: سكة بين صفين من نخل يخترف المخترف من أيهما شاء، وعليها فسر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : عائد المريض على مخرفة الجنة - ويروى: مخارف الجنة - حتى يرجع. وقال أبو عبيد: قال الأصمعي: المخارف - واحدهما مخرف - : وهو جنى النخل، وأنما سمي مخرفاً لأنه يخترف منه: أي يجتنى، ومنه حديث أبي طلحة - رضي لله عنه - حين نزلت: )مَنْ ذا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً( قال: إن لي مخرفاً وغني قد جعلته صدقة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اجعله في فقراء قومك. قال: قال الأصمعي: وأما قول عمر - رضي الله عنه - : تركتم على مثل مخرفة النعم فاتبعوا ولا ترتدعوا؛ فليس من هذا في شيء، أنما أراد بالمخرفة الطريق، أي تركتم على منهاج لا حب كالجادة التي كدتها النعم بأخفافها حتى وضحت واستبانت. وعن أبي قتادة ؟رضي الله عنه - : انه لما أعطاه رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - سلب القتيل قال: فبعته فابتعت به مخرفاً؛ فهو أول مال تأثلته في الإسلام. ومن المخرف والمخرفة للطريق فول أبي كبير الهذلي: فأجَزْتُه بأفَلَّ تَحْسبُ أثْرَهُ ... نَهْجاً أبَانَ بذي فَرِيْغٍ مَخْرَفِ ويروى: " أجزته " يعني هذا المرثي، يعني: أجزته ومعك سيف، ويروى: " مِجْرَفِ " - بكسر الميم وبالجيم - أي يجرف كل شيء. والمخرف - بكسر الميم - : زبيل صغير يخترف فيه من أطايب الرطب. والخروفة: النخلة يأخذها الرجل ليخرفها: أي يلقط رطبها. وقال الليث: الخروف: الحمل الذكر من أولاد الضأن، وأقل العدد أخرفة، والجميع: الخرفان، وأنما اشتقاقه من أنه يخرف من هاهنا وهاهنا أي يرتع. وقال أبن السكيت: إذا نتجت الفرس يقال لولدها: مهر وخروف؛ فلا يزال كذلك حتى يحول عليه الحول، وأنشد لرجل من بلحارث بن كعب: ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُوْفِ ... قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ يعني طعنة فار دمها باستنان. وخارف: أبو قبيلة من همدان، وأسم خارف: مالك بن عبد الله بن كثير، وفي الحديث: من مخلاف خارف ويام، وقد كتب الحديث بتمامه في تركب د ف ء. والخارف - أيضاً - : حافظ النخل، ومنه ما روى أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أي الشجرة أبعد من الخارف؟ قالوا: فرعها، قال: فكذلك الصف الأول. =================== ج7. كتاب : العباب الزاخر المؤلف : الصاغاني والخرفة - بالضم - : المخترف والمجتنى، وفي الحديث: خرفة الصائم وتحفة البير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ص م ت. وقيل: الخرفة: ما يجتني. وقال أبو زيد: الخرائف: النخل اللاتي تخرص. والخريف: أحد فصول السنة؛ الذي يخترف فيه الثمار. وقال الليث: الخريف ثلاثة أشهر بين آخر القيظ وأول الشتاء. وقال غيره: النسبة إلى الخريف: خرفي ؟بالتحريك - وخرفي - بالفتح - ، وذلك على غير قياس، قال العجاج: جَرَّ السَّحَابُ فوقَهُ الخَرْفِيُّ ... ومُرْدِفاتُ المُزْنِ والصَّيْفِيُّ وقال الدينوري: الخرفي معرب، وأصله فارسي؛ من القطاني وهو الحب الذي يسمى الجلبان - اللام مشددة وربما خففت - ، ولم أسمعها من الفصحاء إلا مشددة، وأسمه بالفارسية: الخلر والخربى. والخريف - أيضاً - : المطر في ذلك الوقت، وقد خرفنا: أي أصابنا مطر الخريف، وخرفت الأرض - على ما لم يسم فاعله - . والخريف: الرطب المجني؛ فعيل بمعنى مفعول. وقال أبو عمرو: الخريف: الساقية. والخريف: السنة والعام، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه عنه أبو سعدي الخدري - رضي الله عنه - : من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً. والخريفة: أن يحفر للنخلة في البطحاء - وهي مجرى السيل الذي فيه الحصى - حتى ينتهي إلى الكدية ثم يحشى رملاً وتوضع فيه النخلة. وخرافة: أسم رجل من عذرة استهوته الجن فكان يحدث بما رأى؛ فكذبوه وقالوا: حديث خرافة. وقال الليث: الخرافة: حديث مستملح كذب. وقال غيره: خرافة معرفة لا تدخله الألف واللام إلا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل. وروى إبراهيم الحربي - رحمه الله - في غريب الحديث من تألفيه: أن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حدثيني، قلت: ما أحدثك؟ حديث خرافة، قال: أما إنه قد كان. قال الحربي: والحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يدل على أنه أسم رجل استهوته الجن ثم رجع؛ فكان يحدث بأعاجيب رآها فيهم. والخرفة - أيضاً - : الخرفة. والخرف - بضمتين - في حديث الجارود العبدي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله قد علمت ما يكفينا من الظهر؛ ذود نأتي عليهن في خرف فنستمع من ظهورهن، قال: ضالة المسلم حرق النار. يريد: في وقت خروجهم إلى الخريف. وقال الكسائي: وقت اختراف الثمار: الخراف والخراف - كالحصاد والحصاد - . والرف - بالتحريك - : فساد العقل، وقد خرف - بالكسر - يخرف فهو خرف، وقال عبد الله بن طاوسٍ: العالم لا يخرف، وقال أبو النجم: أتَيْتُ من عِنْد زِيَادٍ كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلشفْ وتَكْتُبَانِ في الطَّريقِ لامَ ألِفْ ورواه بعضهم: " تكتبان " بالكسرات؛ وهي لغة لبعضهم. وقال آخر. مِجْهَالُ رَأْدِ الضُّحى حتّى يُوَرِّعَها ... كما تُوَرِّعُ عن تَهْذائهِ الخَرِفا وخرف الرجل: إذا أولع بأكل الخرفة. وقال أبو عمرو: الخرف: الشيص من التمر. وأخرفه الدهر: أي أفسده. وقال الليث: أخرفته نخلة: أي جعلتها له خرفة يخترفها. وأخرف النخل: أي حان له أن يخرف، كقولك: أحصد الزرع. وأخرفت الشاة: ولدت في الخريف، قال: يَلْقى الأمَانَ على حِيَاضِ مُحَمَّدٍ ... ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَسُ وقال الأموي: إذا كان نتاج الناقة ف مثل الوقت الذي حملت فيه من قابل قيل: قد أخرفت، فهي مخرف. وقال شمر: لا أعرف " أخرفت؟ بهذا المعنى إلا من الخريف تحمل الناقة فيه وتضع فيه. وأخرف القوم: دخلوا في الخريف. وقال أبن عباد: أخرفت الذرة: طالت جداً. قال: وخرفته أخاريف. وقال غيره: خرفني: أي نسبني إلى الخرف. ورجل مخارف: أي محارف؛ وهو المحدود المحروم. وخارفته: عاملته؛ من الخريف. واخترفت الثمار: اجتنيتها. والتركيب يدل على اجتناء الشيء وعلى الطريق، وقد شذ عن هذا التركيب الخرف؛ فساد اعقل. خرنفناقة خرنف - بالكسر - : أي غزيرة، قال مزرد: تُمَشُّوْنَ بالأسْوَاقِ بُدّاً كأنَّكُم ... رَذَايا مُرِذّاتُ الضُّرُوعِ خَرَانِفُ وخرانف العضاه: ثمرها، الواحدة: خرنفة. وقال أبن عباد: الخرنوف: متاع المرأة. وقال العزيزي: الخرنف: القطن. والخرانف: الطويل. وفي النوادر: خرنفته بالسيف وكرنفته: أي ضربته بالسيف. خزرفأبن الأعرابي: الخزرافة: الذي لا يحسن القعود في المجلس. وقال أبن السكيت: الخزرافة: الكثير الكلام الخفيف، وقيل: هو الرخو، قال امرؤ القس: فَلَسْتُ بِخِزْرافَةٍ في القُعُوْدِ ... ولسْتُ بِطَيّاخَةٍ أخْدَبا الطياخة: الذي يقع في ألمر القبيح والسؤة؛ من قولهم: لا يزال يقع فلان في طيخة. وقال أبن عباد: مر يخزرف في مشيه: أي يخطر. خزفالليث: الخزف: الجر. وقال أبن دريد: الخزف معروف؛ وهو ما عمل من طين وشوي بالنار حتى يكون فخاراً، وأنشد ثعلب: بَني غُدَانَة ما إنْ أنْتُمُ ذَهَباً ... ولا صَرِيْفاً ولكنْ أْنتُمُ خَزَفُ وخزيفة: من الأعلام. قال: والخزف: الخطر باليد؛ لغة يمانية، يقال: مر فلان يخزف خزفاً: إذا فعل ذلك. خسفخسف المكان يخسف خسوفاً: ذهب في الأرض. وخسف اله به الأرض خسفاً: أي غيبة فيها، ومنه قوله تعالى: )فَخَسَفْنا به وبدارِه الأرْضَ(. وقرأ حفص ويعقوب وسهل قوله تعالى: )لَخَسَفَ بنا( الباقون: )لَخُسِفَ بنا(. وخسوف العين: ذهابها في الرأس. وخسوف القمر: كسوفه، وقال ثعلب: كسفت الشمس وخسف القمر؛ هذا أجود الكلام، وقال أو حاتم في الفرق بين الخسوف والكسوف: إذا ذهب بعضها فهو الكسوف؛ وإذا ذهب كلها فهو الخسوف. والخسف: النقصان، يقال: رضي فلان بالخسف: أي بالنقصية. وبات فلان الخسف: أي جائعاً، قال: بِتْنا على الخَسْفِ لا رِسْلٌ نُقَاتُ به ... حتّى جَعَلْنا حِبَالَ الرَّحْلِ فصلانا أي: لا قوت لنا حتى شددنا النوق بالحبال لتدر علينا فنتقوت لبنها. وخسف الركية: مخرج مائها، حكاه أبو زيد. والخاسف: المهزول. وقال أبن الأعرابي: يقال للغلام الخفيف: خاسف وخاشف. وشربنا على الخسف: أي شبنا على غير أكل. قال: والخسف: الحوز الذي يؤكل، وقال أبو عمرو: هو الخسف والخسف - بالفتح والضم - وهي لغة أهل الشحر. قال: والخسف - بضمتين - : النقه من الرجال، الواحد: خاسف. ودع الأمر بخسف: أي دعه كما هو. وخساف: برية بين بالس وحلب، وقال أبن دريد: خساف مفازة بين الحجاز والشام. وخسف: إذا خرج من المرض. وقال أبن عباد: يقال رايته خاسفاً: أي متغير اللون. وقال الليث: الخسف من السحاب: ما نشأ من قبل المغرب الأقصى عن يمين القبلة. قال: والخسف: أن يحملك الإنسان ما تكره، قال جثامة: وتلك التي رامَهَا خُطَّةٌ ... من الخَصْمِ تَسْتَجْهِلُ المحفِلا ويقال: سامه الخسف وسامه خسفاً وخسفاً - أيضاً بالضم - : أي أولاه ذلا؛ ويقال: كلف المشقة والذل. ومنه حديث علي - رضي الله عنه - : من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف. قال القتبي: الخسف: أن تحبس الدابة على غير علف؛ ثم يستعار فيوضع موضع التذليل. وفي حديث عمر: أن العباس بن عبد المطلب - رض الله عنهما - سأله عن الشعراء فقال: امرؤ القيس سابقهم خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بصر. أي أنبطها وأغرزها؛ من قولهم: خسف البئر إذا حفرها في حجارة فنبعت بماء كثير؛ فلا ينقطع ماؤها كثرة، فهي خسيف ومخسوفة، قال: قد نُزِحَتْ إنْ لم تكُنْ خسِيْفا ... أوْ يَكُنِ البضحْرُ لها حُلِيْفا وقال صخر الغي الهذلي: له مائحٌ وله نازِعٌ ... يَجُشّانِ بالدَّلْوِ ماءً خَسِيْفا والجمع: أخسفه وخسف: قال أبو نواس يرثي خلفاً الأحمر: مَنْ لا يُعَدُّ العِلْمُ إلاّ ما عَرضفْ ... قَلَيْذَمٌ من العَيَالِيْمِ الخُسُفْ والخسيف من السحاب: ما نشأ من قبل العين حامل ماء كثيراً؛ كالخسف، والعين: عن يمين القبلة. وعَيْنٌ خَسِيْفٌ وخاسِفٌ بلا هاء: أي غائرة، وأنشد الفراء: من كُلِّ مُلْقي ذَقَنٍ جَحُوْفِ ... يُلحُّ عِنْدَ عَيْنها الخَسِيْفِ وناقة خسيف: غزيرة سريعة القطع في الشتاء، وقد خسفت خسفاً. ويقال: وقعوا في أخاسيف من الأرض: وهي اللَّينة. والخيسفان: النخلة التي يقل حملها ويتغير بسرها. وقال أبو عمرو: الخيسفان: الردي من التمر ويقال: حفر فلان فأخسف: أي وجد بئره خسيفاً، ومنه حديث الحجاج: أأخسفت أم أوشلت وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ن و ط. وأخسفت العين وانخسفت: أي عميت. وقرأ أبن مسعود - رضي الله عنه - والأعمش وطلحة بن مصرف وأبن قطيب وأبان بن تغلب وطاوس: )لَوْلا أنْ مَنَّ اللهُ علينا لانْخُسِفَ بنا( على ما لم يسم فاعله؛ كما يقال: انطلق بنا. والتركيب يدل على غموض وغؤور. خشفشمر: الخشفة والخشفة: الصوت والحركة، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يا بلال: ما عملك فإني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظر إلا رأيتك. يقال: خشف الإنسان يخشف - بالكسر - خشفاً، وخشف الثلج وذلك في شدة البرد فتسمع له خشفة، قال القطامي: إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ بِشَتْوَةٍ ... على حِيْنَ هَرَّ الكَلْبُ والثَّلْجُ خاشِفُ إنما نصب " حين " لأنه جعل " على " فصلاً في الكلام وأضافه إلى جملة؛ فتركت الجملة على إعرابها، كما أنشد سيبويه لشاعر من همدان: على حِيْنَ ألهى النّاسَ جُلُّ أمُوْرِهِمْ ... فضنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ ولأنه أضيف إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل؛ فلم يوفر حظه من الإعراب. وخشفت رأسه بالحجر: أي فضخته. والخشاف: الخفاش؛ على القلب، وهو أفصح من الخفاش، ويقال: هو الخطاف. وطلق بن خشاف: من التابعين. وخشاف: غير منسوب، حدث عن أمه. وخشاف - بالتخفيف - : موضع، قال الأعشى: ظَبْيَةٌ من ظِبَاءِ بَطْنِ خُشَافٍ ... أُمُّ طفْلٍ بالجَوِّ غَيْرش رَبِيْبِ وخشف يخشف - بالضم - خشوفاً: ذهب في الأرض. ورجل مخشف - بكسر الميم - : جريء على السرى. وقال الليث: دليل مخشف: يخشف باليل، وأنشد: تَنَحَّ سُعَارَ الحَرْبِ لا تَصْطَلي بها ... فانَّ لها من القَبِيْليْنِ مِخْشَفا ومصدره الخشفان: وهو الجولان بالليل. وقال أبو عمرز: الخشف من أقبل: التي تسير بالليل، الواحدة: خاشف وخاشفة وخشوف وأنشد: باتَ يُبَاري وَرِشاتٍ كالقَطا ... عَجَمْجَمَاتٍ خُشَّفاً تَحْتَ السُّرى والخشاف - بالفتح ولتشديد - والخاشف والمخشف: من صفات الأسد. قال أبو سهل الهروي: أما الخشاف فهو الأسد الذي يقشر كل شيء يجده، وهو فعال من الخشف وهو القشر، قال: أغْضَفُ خَشّافٌ شَتِيْمٌ أزْهَرُ وأما الخاشف: فهو الأسد الذي يسرع عند افتراس الفريسة، والجمع: خواشف، قال ساعدة بن جؤية الهذلي: ومَشْرَبِ ثَغْرٍ للرِّجالِ كأنَّهمْ ... بِعَيْقاِتِهِ هَدْءً سِبَاعٌ خَوَاشِفُ يقال: مر يخشف: أي يسرع، وقال أبن حبيب: " خواشف " : سراع لمرهم صوت، وقال غيره: خواشف: أي تسير بالليل. وأما المخشف: فهو الجريء الذي يركب الليل. وأم خشاف: الداهية. وزمل بن عمروبن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد كبير بن عذرة العذري - رضي الله عنه - : وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكتب له كتاباً، وعقد له لواء. وفاطمة بنت خشاف: من التابعيات. وقال الأصمعي: إذا جرب البعير أجمع قيل: هو أجرب أخشف. وقال الليث: الأخشف: الذي عمه الجرب فهو يمشي مشية الشنج، قال: وخشف يخشف خشفاً: إذا يبس جلده عليه من العر والجرب وفوق الجرب جلدة يابسة، قال الفرزدق: كِلانا به عَرُّ يُخَافُ قِرَافُهُ ... على النّاسِ مَطْليُّ المَسَاعِرش أخْشَفُ وقال أبن دريد: يسمي بعض أهل اليمن الخزف الخشف، وأحسبهم يخصون بذلك ما غلظ منه. والخشف: الذباب الأخضر، والجمع: أخشاف. والخشف: الذل، مثل الخسف - بالسين المهملة - . وخشف به وخفش به: إذا رمى به. ورجل خشوف: يخشف في الأمور: أي يدخل فيها، والذي لا يهاب بالليل كالمخشف. وقال الفراء: الأخاشف: العزاز الصلب من الرض، وأما الأخاسف - بالسين المهملة - فهي الأرض اللينة؛ وقد مرت في موضعها، يقال: وقع في أخاشف من الأرض. والخشف - بالتحريك - والخشيف: الثلج الخشن، وكذلك الجمد الرخو، وليس للخشيف فعل، يقال: أصبح الماء خشيفاً، وأنشد الليث: أنتَ إذا ما أنْحَدَرَ الخَشِيْفُ ... ثَلْجٌ وشَفّانٌ له شَفِيْفُ جَمُّ السَّحَابِ مِدْفَقُ غرُوْفُ ويقال: إن الخشيف يبيس الزعفران. وسيف خشيف: أي ماض. والمخشف - بالفتح - : اليخدان؛ عن الليث، ومعناه: موضع الجمد. وقال أبن دريد: الخشف - بالكسر - : ولد الظبي، والأنثى: خشفة. وقال الأصمعي: أول ما يولد الظبي: طلى؛ ثم خشف. وظبية مخشف: لها خشف. وانخشف في الشيء: أي دخل فيه. ومخاشفة السهم: أن تصيب فتسمع له خشفة. وخاشف فلان في ذمته: إذا سارع إلى إخفارها. وكان سهم بن غالب من رؤوس الخوارج خرج بالبصرة عند الجسر؛ فآمنه عبد الله بن عامر، فكتب إلى معاوية ؟رضي الله عنه - : قد جعلت لهم ذمتك، فكتب إليه معاوية - رضي الله عنه - : لو كنت قتلته كانت ذمة خاشفت فيها، فلما قدم زياد صلبه على باب داره. أي سارعت إلى إخفارها، يقال: خاشف فلان في الشر، وخاشف الإبل ليلته: إذا سارها، يريد: لم يكن في قتلك إياه إلا أن يقال قد أخفر ذمته؛ يعني أن قتله كان الرأي. والتركيب يدل على الغموض والتستر وعلى الهشم والكسر. خصفالخصف: النعل ذاة الطراق، وكل طراق: خصفة. وخصفت النعل خصفاً: خرزتها، قال الله تعال: )وطَفِقا يَخْصفانِ عليهما من وَرَقِ الجَنَّةِ( أي يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عوراتهما ويطبقان على أبدانهما ورق ورقة. وقول العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم - : من قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ تُخْصَفُ الوَرَقُ معناه: حيث خصف آدم وحواء - صلوات الله عليهما - من ورق الجنة، يعني مستودعه من الجنة، وقد ذكرت القصة في تركيب ص ل ب. والمخصف: الإشفى، قال أبو كبير الذلي: حتّى انْتَهَيْتُ إلى فِراشِ عَزِيْزَةٍ ... سَوْداءَ رَوْثَةُ أنْفِها كالمِخْصَفِ ويروي: " انْتَمَيْتُ إلى فراشِ غَريْبَةٍ " . وخصفت الناقة تخصف خصافاً: إذا ألقت ولدها وقد بلغ الشهر التاسع، فهي خصوف، وقيل: الخصوف هي التي تنتج بعد الحول من مضربها بشهر؛ والجرور بشهرين. والخصفة - بالتحريك - : الجلة التي تعمل من الخوص للتمر، وجمعها: خصف وخصاف. وقال الليث: الخصف: ثياب غلاظ جداً. قال: وبلغنا أن تبعاً كسا البيت المسوح؛ فانتفض البيت ومزقه عن نفسه، ثم كساه الخصف فلم يقبله، ثم كساه الأنطاع فقبلها، قال: وهو أول من كسا البيت. قال الأزهري: هذا غلط، وليس الخصف من الثياب في شيء، أنما هي من الخوص لا غير، وهي سفائف تسف من سعف النخل فيسوى منها شقق تلبس بيوت العراب، وربما سويت جلالاً للتمر. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصلي؛ فأقبل رجل في بصره سوء؛ فمر ببئر عليها خصفة؛ فوقع فيها، فضحك بعض من كان خلف النبي - صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة. وخصفة - أيضاً - : أبو حي من العرب، وهو خصفة بن قيس عيلان. وخصفى - مثال بشكى - : موضع. والأخصف: الأبيض الخاصرتين من الخيل والغنم؛ وهو الذي ارتفع البلق من بطنه إلى جنبيه. والأخصف: لون كلون الرماد فيه سواد وبياض، قال العجاج: حتّى إذا ما لَيْلُه تَكَشَّفا ... من الصَّبَاحِ عن بَريْمٍ أخْصَفا وأخصف: موضع. وحبل أخصف وظليم أخصف: فيهما سواد وبياض. وكتيبة خصيف: أي ذاة لونين لون الحديد وغيره، ولم تدخلها الهاء لأنها مفعولة، أي خصفت من ورائها بخيل؛ أي أردفت، ولو كانت للون الحديد لقالوا خصيفة؛ لأنها بمعنى فاعلة. والخصيف - أيضاً - : النعل المخصوفة. والخصيف: الرماد، قال الطرماح: وخَصِيفٍ لدى مَنَاتِج ظِئْرَيْ ... نِ من المَرْخِ أتْامَتْ زُنُدُهْ والخصيف: اللبن الحليب يصب عليه الرائب، فغن جعل فيه التمر والسمن فهو العوبثاي، قال: إذا ما الخَصِيْفُ العَوْبَثَانيُّ ساءنا ... تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنا السَّدِيْفَ المُسَرْهَدا والخصاف - بالفتح والتشديد - الذي يخصف النعال. والخصاف - أيضاً - : الكذاب. وخصاف - مثال قطام - : فرس أنثى كانت لمالك بن عمرو الغساني؛ وكان فيمن شهد يوم حليمة فأبلى بلاء حسناً، وجاءت حليمة تطيب رجال أبيها من مركن ، فلما دنت من هذا قبلها، فشكت ذلك إلى أبيها فقال: هو أرجى رجل عندي فدعيه فإما أن يقتل وإما أن يبلي بلاء حسناً. ويسمى فارس خصاف. ويقال: أجرأ من فارس خصاف. وخصاف - بالكسر؛ مثال لحاف - : حصان كان لسمير بن ربيعة الباهلي، وكان يقال له ؟أيضاً - : فارس خصاف، ويقال فيه - أيضاً - : أجرأ من فارس خصاف. وخصاف - أيضاً - : حصان كان لحمل بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. كان معه هذا الفرس؛ فطلبه المنذر بن امرئ القيس ليفتحله؛ فخصاه بين يديه لجرأته، فسمي خاصي خصاف، وقيل في المثل: أجرأ من خاصي خصاف. وسماء مخصوفة: ملساء خلقاء. ومخصوفة ؟أيضاً - : ذاة لونين فيها سواد وبياض. والخصفة - بالضم - : الخرزة. وقال الليث: أخصف: أي أسرع، قال: وهو بالحاء جائز أيضاً. قال الأزهري: الصواب بالحاء المهملة لا غير. وأخصف الورق عليه: مثل خصفه، ومنه قراءة ابن بريدة والزهري في إحدى الروايتين عنه: )وطَفِقا يُخْصِفانِ(. وقال غيره: المخصف: السيئ الخلق، وتخصيفه: اجتهاده في التكلف لما ليس عنده. وخصفه الشيب: إذا استوى هو والسواد. وقرأ الحسن البصري والزهري وأبن هرمز وعبد الله بن بريدة وعبد الله بن يزيد: )يُخَصِّفانِ عليهما(. وقال الليث: الاختصاف: أن يأخذ العريان على عورته ورقاً عرضاً أو شيئاً نحو ذلك، يقال: اختصف بكذا، وقرأ الحسن البصري والزهري والعرج وعبيد بن عمير: )وطَفِقا يَخِصِّفانِ عليهما( بكسر الخاء والصاد وتشديدها؛ على معنى يختصفان، ثم تدغم التاء في الصاد وتحرك الخاء بحركة الصاد. وروي عن الحسن أيضاً: يخصفان ؟بفتح الخاء - ، وقرأ الأعرج وأبو عمرو: يخصفان - بسكون الخاء وكسر الصاد المشددة - . والتركيب يدل على اجتماع الشيء إلى الشيء، وقد شذ عن هذا التركيب خصفت الناقة. خصلفأبن عباد: نخيل مخصلف، وخصلفته: خفة حمله. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب فيما ذكر بالضاد المعجمة. خضفالأصمعي: خضف بها: أي ردم، وأنشد: إنّا وَجَدْنا خَلَفاً شَرَّ الخَلَفْ ... عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ أغْلَقَ عَنّا بابَهُ ثُمَّ حَلَفْ ... لا يُدْخِلُ البَوّابُ إلا مَنْ عَرَفْ ويرورى: " بِئْسَ الخَلَفْ " ، وروى أبو الهيثم: " إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ من الخَلَفْ " . وقال أبن دريد: خضف البعير وغيره يخضف خضفاً وخضافاً: إذا ضرط، وقال للأمة: يا خضاف، وهي معدولة. قال: وفارس خضاف - مثال حذام - : أحد فرسان العرب المشهورين، وله حديث، وخضاف: أسم فرسه. هكذا ذكر في هذا التركيب، ولم يذكرها في الصاد المهملة، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالصاد المهملة كما ذكرت ذلك في موضعه وذكرت الحديث. والخضوف والخيضف: الضروط. وقال أبن فارس: الخضف - بالتحريك - : صغار البطيخ؛ وقيل: كباره. وقال الليث البطيخ أول ما يخرج يكون قعسراً صغيراً؛ ثم يكون خضفاً أكبر من ذلك؛ ثم يكون قحاً، والحدج يجمعه، ثم يكون بطيخاص أو طبيخاً - لغتان - . وقال أبن عباد: الأخضف: الحية. وقال العزيزي: خضف وفضخ: أي أكل. وقوله: نازَعْتُهم أُمَّ وهي مُخْضِفضةٌ ... لها حُمَيّا بها يُسْتَأصَلُ العَرَبُ أم ليلى: هي الخمر، والمخضفة: الخاثرة، والعرب: وجع المعدة قال الأزهري سميت مخضفة لأنها تزيل العقل فيضرط شاربها وهو لا يعقل. خضرفالليث: الخضرفة: هرم العجوز وفضول جلدها. وقال أبن السكيت: الخنضرف من النساء: الضخمة الكثيرة اللحم الكبير الثديين. خضلفالدينوري: زعم بعض الرواة أن الخضلاف: جر المقل؛ وهو الدوم؛ قال أسامة الهذلي يصف ناقة: تُنِزُّ بِرِجْلَيْها المُدِرَّ كأنَّهُ ... بِمُشْرِفَةِ الخِضْلافِ بادٍ وُقُوْلُها تنز: تدفع وتؤخر. وقال أبو عمرو: الخصلفة: خفة حمل النخيل، وانشد: إذا زُجِرَتْ ألْوَتْ بِضَافٍ سَبِيْبُهُ ... أثِيْثٍ كقِنْوَانش النَّخِيْلِ المُخَضْلِفِ قال الأزهري: جعل قلة حمل النخيل خضلفة؛ لأنه شبه بالمقل في قلة حمله. خطرفأبن عباد: الخطريف: السريع. والخطروف: السريع العنق، والجمل والوساع. وقال غيره: يجعل خطوين خطوة من وساعته. وقال أبن دريد: خطرف الرجل في مشيته: إذا خطر. قال: وخطره بالسيف: إذا ضربه. وقال الليث: الخنطرف: العجوز الفنية، وقد خطرف جلدها: أي استرخى، يقال بالطاء والضاد، والطاء أكثر وأحسن. وذكر ابن عباد الخنظرف والمتخظرف بالظاء المعجمة. وخطرف: أسرع. وخطرف الجمل وتخطرف: جعل خطوتين خطوة من وساعته. ورجل متخطرف: واسع الخلق رحب الذراع. وتخطرف: أسرع في المشي، قال العجاج يصف ثوراً. وغن تلقى غدراً تخطرفا خطفالخطف: الاستلاب، وقد خطفه - بالكسر - يخطفه، قال الله تعالى: )إلاّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ(، وخطف يخطف - مثال ضرب يضرب - فيه لغة، ومنه قراءة أبي رجاء ويحيى بن وثاب: )يَكادُ البَرْقُ يَخْطِفُ أبْصَارهم( بكسر الطاء، وحكاها الأخفش أيضاً، وهي قليلة رديئة لا تكاد تعرف. وخاطف ظله: طائر، قال أبن سلمة: هو طائر يقال له الرفراف إذا رأى ظله في الماء اقبل إليه ليخطفه، قال الكميت: ورَيْطةِ فِتْيَانٍ كخاطِفِ ظلِّهِ ... جَعَلْتُ لهم منها خِبَاءً مُمَدَّدا والخاطف: الذئب. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخطفة؛ وهي المرة من الخطف، سمي بها العضو الذي يختطفه السبع أو يقتطعه الإنسان من أعضاء البهيمة الحية، وهي ميتة لا تحل. واصل هذا أنه ؟صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة - على ساكنيها السلام - رأى الناس يجبون أسنمة الإبل واليات الغنم فيأكلونها. وبرق خاطف: لنور الأبصار. والخطفى - مثال جمزى - : لقب حذيفة جد جرير الشاعر، وهو جرير بن عطيه بن حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر، لقب بقوله: يَرْفَعنَ باللَّيْلَ إذا ما أسْدَفا ... أعْنَاقَ جِنّانس وهاماً رُجَّفا وعَنَقاً باقي الرَّسِيْمِ خَطَفى وفي النقائظ: " خَيْطَفا " أي سريعاً. وقال الفرزدق: هَوَى الخَطَفى لَمِّا اخْتَطَفْتُ دِماغَهُ ... كما اخْتَطَفَ البازي الخَشَاشَ المُفَازِع المُفازع: الفزع. وقال أبن عباد: الخاطوف: شبه المنجل يشد بحباله الصيد يختطف به الظبي. وجمل خطيف: أي سرييع المر كأنه يخطف في مشيه عنقه؛ أي يجذب، وتلك السرعة هي الخطفى والخيطفى. والخطيفة: دقيق يذر على اللبن ثم يطبخ فيلعق ويختطف بالملاعق، وفي حديث انس - رضي الله عنه - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند أم سليم - رضي الله عنها - وكان عندها شعير فجشته وجعلت له خطيفة، وفي حديث علي - رضي الله عنه - : وصفحة فيها خطيفة وملبنة. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب خ ر ج. والخطاف - بالضم والتشديد - : طائر. والخطاف - أيضاً - : حديدة حجناء تكون في جانبي البكرة فيها المحور، وكل حديدة حجناء: خطاف، قال النابغة الذبياني: خَطَاطِيْفُ حُجْنٌ في حِبَالٍ مَتِيْنَةٍ ... تَمُدُّ بها أيْدٍ إليكَ نَوَازِعُ أي خَطاطِيف أجر بها إليك. ومخالب السباع: خطاطيفها، قال ابو زبيد حرملة بن المنذر الطائي: إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطِيْفُ كَفِّهِ ... رَأى المَوْتَ بالعَيْنَيْنِ أسْوَدَ أحْمَرا وبعير مخطوف: وسم سمة الخطاف؛ أي وسم على هيئة خطاف البكرة. والخطاف: فرس كان لرجل يقال له ماعز؛ فر يوم القنع من بني شيبان، قال مطر بن شريك الشيباني: أفْلَتَنا يَعدُو به سابِحٌ ... يُلْهِبُ إلْهَابَ ضِرَامِ الحَرِيْقْ ومَرَّ خُطّافٌ على ماعِزٍ ... والقَوْمُ في عثْيَرِ نَقْعِ وسِيْقْ والخطاف - بالفتح - : فرس عمير بن الحمام السلمي؛ قال فيه زياد بن هرير التغلبي: تَرَكْنا فارِسَ الخَطّافِ يَزْقُو ... صَدَاهُ بَيْنَ أثْنَاءِ الفُرَاتِ تَولَّتْ عنه خَيْلُ بَني سُلَيْمٍ ... وقد زافَ الكُمَاةُ إلى الكُمَاةِ ورجل أخطف الحشا: أي ضامره، وكذلك مخطوف الحشا، قال ساعدة أبن جؤية الهذلي يصف وعلاً: مُوَكَّلٌ بِشُدُوْفِ الصَّوْمِ يَنْظُرُها ... من المَغَارِبِ مَخْطُوْفُ الحَشَازَرِم الشدوف: الشخوص، والصوم: شجر. وخطاف - مثال قطام - هضبة. وخطاف - أيضاً - : أسم كلبة. وما من مرض إلا وله خطف - بالضم - : أي يبرأ منه. وقال الليث: بعير مخطف البطن وحمار مخطف البطن: أي منطويه، قال ذو الرمة: أو مُخْطَفُ البَطْنِ لا حَتْهُ نُحَائصُهُ ... بالقُنَّتَيْنِ كِلا لِيْتَيْهِ مَكْدُوْمُ ورمى الرمية فأخطفها: أي أخطأها، قال القطامي: وانقَضَّ قد فاتَ العُيُوْنَ الطُّرفا ... إذا أصابَ صَيْدَهُ أو أخْطَفا وقرأ الحسن البصري وقتادة والأعرج وابن جبير: )إلاّ مَنْ خِطِّفَ الخَطْفَةَ( - بكسر الخاء وتشديد الطاء وخفضها - ، وفيه وجهان: أحدهما: أن يكونوا كسروا الخاء لانكسار الطاء للمطابقة واتفاق الحركتين، والثاني: أن يريدوا اختطف؛ فيستثقل اجتماع التاء والطاء مبينة ومدغمة؛ فتحذف التاء، ثم يكره الالتباس في قولهم: " اخطف " بالأمر إذا قال: اخطف هذا يا رجل؛ فتحذف الألف لأنها ليست من نفس الكلمة؛ وتترك الكسرة التي كانت فيها في الخاء، لأنه لا يبتدأ بساكن ثم تتبع الطاء كسرة الخاء. واختطف لي من حديثه شيئاً ثم سكت: وهو الرجل يأخذ في الحديث ثم يبدو له شيء فيقطع حديثه. وتخطفه: أي اختطفه، قال امرؤ القيس يصف عقاباً. تَخَطَّفُ خِزّانَ الأُنَيْعِمِ بالضُّحى ... وقد جَحَرَتْ منها ثَعَالِبُ أوْ رالِ والتركيب يدل على استلاب في خفة. خظرفخظرف البعير في سيره: لغة في خذرف؛ إذا أسرع ووسع الخطو. وقال ابن عباد: جمل خظروف: يخظرف خطوه؛ أي يجعل خطوتين خطوة من وساعته. والخنظرف: العجوز الفانية المتشنجة الجلد، ولشد ما خظفت. ورجل متخظرف: واسع الخلق رحب الذراع. خففالخف: واحد أخفاف البعير. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا سبق غلا في خف أو حافر أو نصل، أراد: في ذي خف. وفي حديثه الأخر: تستن عليه بقوائمها وأخفافها، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ق ر ر. قال الراعي: لها أمْرُها حتّى إذا ما تَبَوَّأتْ ... بأخْفَافِها مَأوىً تَبَوَّأ مَضْجَعا والخف - أيضاً - : واحد الخفاف التي تلبس. والخف من الأرض: أغلظ من النعل. وإما قوله: يَحْمِلُ في سَحْقٍ من الخِفَافِ ... تَوَادِياً سُوِّيْنَ من خِلافِ فأنه يريد به كنفاً اتخذ من ساق خف. وقولهم: رجع بخفي حنين. قال أبو عبيد: اصله أن حنيناً كان إسكافاً من أهل الحيرة؛ فساومه أعرابي بخفين حتى أغضبه؛ فأراد غيظ العرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه فطرحه في الطريق؛ ثم ألقى الأخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الأخر لأخذته؛ ومضى فلما انتهى إلى الأخر ندم على تركه الول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا خفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ قال: جئتكم بخفي حنين، فذهبت مثلاً. يضرب عند الياس من الحاجة والرجوع بالخيبة. وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً أدعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمر أن فقال: يا عم أنا أبن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب أبي هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع فقيل: رجع حنين بخفيه. والخف - بالكسر - : الخفيف، قال امرؤ القيس: يَزلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِهِ ... ويُلْوي بأثْوابِ العَنِيْفِ المُثَقَّلِ ويقال - أيضاً - : خرج فلان في خف من أصحابه: أي في جماعة قليلة. وخفاف بن ندبة - وهي أمه - ؛ وهو خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد، وخفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري - رضي الله عنهم - : لهما صحبة، وأبن ندبة له شعر، وهو أحد غربان العرب. ورجل خفاف وخفيف: بمعنى، كطوال وطويل، قال أبو النجم: وقد جَعَلْنا في وَضِيْنِ الأحبُلِ ... جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ أي: قلبه خفيف وبدنه ثقيل. وخف الشيء يخف خفة: صار خفيفاً، ومنه قول عطاء بن أبى رباح: خفوا على الأرض. قال أبو عبيد: وجهه عندي أنه يريد ذلك في السجود، يقول: لا ترسل نفسك على الأرض إرسالاً فيؤثر في جبهتك أثر السجود. وخفان: مأسدة قرب الكوفة، وأنشدوا: شَرَنْبَثُ أطْرَافِ البَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصْرٌ له في غِيْلِ خَفّانَ أشْبُلُ وأنشد الليث: تَحِنُّ إلى الدَّهْنى بخَفّانَ ناقَتي ... وأيْنَ الهَوَى من صَضوْتِها المُتَرَنِّمِ والخفان: الكبريت. وقال الليث: الخفانة: النعامة السريعة. وكذلك أبن عباد. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالحاء المهملة. وخفت الأتن لعيرها: إذا أطاعته، قال الراعي: نَفَى بالعِرَاكِ حَوَالِيَّها ... فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ وقال أبن دريد: خفت الضبع تخف خفاً - بالفتح - : إذا صاحت. وقال أبن عباد: خفوف - مثال سفود - : الضبع. وخف القوم: أي ارتحلوا مسرعين، قال الخطل: خَفَّ القطين فراحوا منك أو بكروا ... وأزعَجَتْهُمْ نَوىً في صَرْفِها غِيَرُ والخفيف: جنس من العروض مبني على " فاعلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُنْ " ست مرات. وامرأة خفخافة: أي كأنَّ صوتها يخرج من منخريها. وقال المفضل: الخفوف: الطائر الذي يقال له الميساق؛ وهو الذي يصفق بجناحيه إذا طار. وضبعان خفاخف: كثير الصوت. وأخف الرجل: خفت حاله. وقال أبو زيد: أخف القوم: إذا كانت دوابهم خفافاً. وقول أبي الدرداء - رضي الله عنه - : إن بين أيدينا عقبة كؤوداً لا يقطعها إلا المخفف. هو من قولهم: أخف الرجل إذا خفت حاله ورقت، وكان قليل الثقل في سفره أو حضره. وعن مالك بن دينار: أنه وقع الحريق في دار كان فيها فاشتغل الناس بنقل المتعة، وأخذ مالك عصاه وجرابه ووثب؛ فجاوز الحريق وقال: فاز المخفون ورب الكعبة. ويقال: أقبل فلان مخفاً. وأخفه - أيضاً - : أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول عبد الملك بن مروان لبعض جلسائه: لا تغتابن عندي الرعية فانه لا يخفني. والتخفيف: ضد التثقيل، قال الله تعالى: )ذلكَ تَخْفيفٌ من رَبِّكُم ورَحْمَةٌ(. وتخفف: لبس الخف. وقول علي - رضي الله عنه - : يا رسول الله يزعم المنافقون انك استثقلني وتخففت مني. قالها حين استخلفه في أهله ولم يمض به إلى غزوة تبوك، فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى: أي طلبت الخفة بتخليفك إياي وتركك استصحابي. وقال أبن دريد: الخفخفة: صوت الضبع. وقال غيره: خفخفة الكلاب: أصواتها عند الكل. وقال أبن الأعرابي: خفخف: إذا حرك قميصه الجديد فسمعت له خفخفة أي صوت. والاستخفاف: ضد الاستثقال. وقوله تعالى: )ولا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لا يُوْقِنون( أي لا يستفزنك ولا يستجهلنك، ومثله قوله: )فاسْتَخَفَّ قَوْمَه فأطاعُوه( أي حَمَلَهم على الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه: إذا حمله على الجهل وأزاله عما كان عليه من الصواب. واستخفه الطرب: إذا أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول أبن مسعود - رضي الله عنه - : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني قتلت أبا جهل، فاستخفه الفرح وقال: أرنيه. وقوله تعالى: )تَسْتَخِفُّوْنَها يَوْمَ ظَعْنِكم( أي يخف عليكم حملها. والتخاف: ضد التثاقل، ومنه حديث مجاهد - وسأله حبيب بن أبي ثابت فقال: أني أخاف أن يؤثر السجود في جبهتي - فقال: إذا سجدت فتخاف: أي ضع جبهتك على الأرض وضعاً خفيفاً من غير اعتماد. قال أبو عبيد: وبعض الناس يقول: فتجاف، والمحفوظ عندي بالخاء. والتركيب يدل على شيء يخالف الثقل والرزانة. خلفخلف: نقيض قدام. والخلف: القرن بعد القرن، يقال: هؤلاء خلف سوء: لناس لا حقين بناس أكثر منهم، قال لبيد - رضي اله عنه - : ذَهَبَ الذينَ يُعَاشُ في أكْنافِهمْ ... وبََقِيْتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأجْرَبِ والخلف: القرن بعد القول، ومنه المثل: سكت ألفاً ونطق خلفاً. نصب " ألفا " على المصدر؛ أي سكت ألف سكتة ثم تكلم بخطأ. قال أبو يوسف: حدثني أبن الأعرابي قال: أبو يوسف: حدثني أبن الأعرابي قال: كان أعرابي مع قوم فحبق حبقة فتشور فأشار بإبهامه إلى أسته وقال: إنها خلف نطقت خلفاً. والخلف - أيضاً - :الاستقاء، قال الحطيئة: لِزُغْبٍ كأوْلادِ القَطا راثَ خَلْفُها ... على عاجِزَاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ يعني: راث مخلفها، فوضع المصدر موضعه، وقوله: " حواصله " قال الكسائي: أراد: حواصل ما ذكرنا، وقال الفراء: الهاء ترجع إلى " الزُّغْبِ " دون " العاجِزَاتِ " التي فيها علامة الجمع، لأن كل جمع يبنى على صورة الواحد ساغ فيه توهم الواحد، كقوله: مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حََوَاصِلُهْ لأن الفراخ ليست فيه علامة الجمع، وهو على صورة الواحد؛ كالكتاب والحجاب، ويقال: الهاء ترجع إلى النهض وهو موضع في كتف البعير، فاستعار للقطا. والخلف - أيضاً - : أقصر أضلاع الجنب، والجمع: خلوف، قال طرفة أبن العبد يصف ناقته: وطَيُّ مَحَالٍ كالحَنِيِّ خُلُوْفُهُ ... وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ ويقال: وراء بيتك خلف جيد: وهو المربد. وفأس ذاة خلفين وذاة خلف، والجميع: الخلوف، وكذلك المنقار الذي يقطع به الخشب ونحوه. وقال أبن الأعرابي: الخلف: الظهر بعينه. وقال أبن عباد: يقال: للخلق من الوطاب خلف. وقال الفرازي: بعير مخلوف قد شق عن ثيله من خلفه إذا حقب. والخلف - بالتحريك - : من قولهم: هو خلف صدق من أبيه إذا قام مقامه، قال الأخفش: الخلف والخلف سواء، منهم من يحرك فيهما جميعاً، ومنهم من يسكن فيهما جميعاً إذا أضاف، ومنهم من يقول: خلف صدق - بالتحريك - ويسكن الآخر؛ يريد بذلك الفرق بينهما، قال: إنّا وَجَدْنا خَلَفاً من الخَلَفْ ... عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ وقد سبقت الروايات في تركيب خ ض ف. وقال الليث: لا يجوز أن تقول من الأشرار خلف ولا من الأخيار خلف. وقال أبن عباد: خلفت الناقة - بالكسر - تخلف خلفاً: إذا حملت. وبعير أخلف بين الخلف: إذا كان مائلاً على شق، حكاه أبو عبيد. والخلف - أيضاً - : مصدر الخلف وهو الأعسر، قال أبو كبير الهذلي: زَقَبٍ يَظَلُّ الذِّئْبُ ظِلَّهُ ... من ضِيْقِ مَوْرِدِهِ اسْتِنانَ الخْلَفِ وقيل: الخلف: المخالف العسر الذي كأنه يمشي على أحد شقيه. وقيل: الأخلف: الأحول. وقال أبن عباد: الأخلف: الأحمق. والسيل. والحية الذكر. وإنه لأخلف وخلفف: أي قليل العقل، والمرأة: خلفاء وخلففة. وأم خلفف: الداهية العظمى. والخلف - بالضم - : الاسم من الإخلاف، وهو في المستقبل كالكذب في الماضي. وخليف بن عقبة ؟مصغراً - : من أتباع التابعين. والخلف - بالكسر - : حلمة ضرع الناقة، ولها خلفان قادمان وخلفان ىخران، والجميع: الخلاف. والخلف - أيضاً - : المختلف، قال: دَلْوايِ خِلْفانِ وساقِياهُما وقال أبو عبيد: الخلف: الاسم من الاستقاء. وقال الكسائي: يقال لكل شيئين اختلفا: هما خلفان وخلفتان. والخلف: اللجوج. والخلفة: الاسم من الاختلاف؛ أي التردد. ويقال - أيضاً - : هن يمشين خلفه: أي تذهب وتجئ هذه. وقوله تعالى: )وهو الذي جَعَلَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ خِلَّفَةً( أي يجيء هذا في أثر هذا، وقال زهير بن أبي سلمى: بها العِيْنُ والآرام يَمْشِيْنَ خِلْفَةً ... واطَلاؤها يَنْهَضْنَ من كُلِّ مَجْثِمِ ويقال - أيضاً - : القوم خلفه وبنو فلان خلفة: أي نصف ذكور ونصف إناث. ويقال: أخذته خلفة: إذا اختلف إلى المتوضأ. ويقال: من أين خلفتكم؟ أي من أين تسقون. والخلفة: البقية، يقال: علينا خلفة من ثمار: أي بقية، وبقي في الحوض خلفة من ماءٍ. والخلفة: ما يعلق خلف الراكب، قال: كما عُلَّقَتْ خِلْفَةُ المَحْمِلِ والخلفة: نبت ينبت بعد النبات الذي يتهشم، قال ذو الرمة يصف ثوراً: تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حتّى هَزَّ خِلْفَتَه ... تَرَوُّحُ البَرْدِ ما في عَيْشِه رَتَبُ وقال الرعي: يُقَلِّبُ عَيْنَي فَرْقَدٍ بِخَمِيْلَةٍ ... كَسَاها نصِيُّ الخِلْفَةِ المُتَرَوِّحُ وقال أيضاً: تَأوَّبُ جَنْبَيْ مَنْعِجٍ ومَقِيْلُها ... بِجَنْبِ قَرَوْرى خِلْفَةٌ ووَشِيْجُ ويروى: " حسبي منعج " ، ويروى: " بحَزْمِ قَرَوْرى " . وقال أبو زياد: الخلفة تنبت من غير مطر لكن ببرد آخر الليل. وقال أبو عبيد: الخلفة: ما نبت في الصيف. وخلفة الشجر: ثمر يخرج بعد الثمر الكثير. والخلف - مثال كتف - : المخاض؛ وهي الحوامل من النوق، الواحدة: خليفة، قال: مالَكِ تَرْغِيْنَ ولا تَرْغو الخَلِفْ ... وتَضْجَريْنَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ ورجل مخلاف: كثير الإخلاف. والمخلاف - أيضاً - : لأهل اليمن، واحد المخاليف وهي كورها، ولكل مخلاف منها اسم يعرف به: كمخلاف أبين. ومخلاف لحج. ومخلاف السحول. ومخلاف اليحصبين. ومخلاف العود. ومخلاف رعين. ومخلاف جيشان. ومخلاف - رداغ وثاب. ومخلاف مارب. ومخلاف جبلان. ومخلاف ذمار. ومخلاف ألهان. ومخلاف مقرأ. ومخلاف حراز وهزون. ومخلاف حضور. ومخلاف مادن. ومخلاف أقيان. ومخلاف ذذي جرة وخولان. ومخلاف همدان. ومخلاف جهران. ومخلاف البون. ومخلاف صعدة. ومخلاف وادعة. ومخلاف خارف. ومخلاف يام. ومخلاف جنب. ومخلاف سنحان. ومخلاف زبيد. ومخلاف قيضان. ومخلاف بني شهاب. ومخلاف نهد. ومخلاف جعفي. ومخلاف بيحان. ومخلاف جعفر. ومخلاف عنه. ومخلاف شبوة. ومخلاف المعافر. وفي حديث معاذ - رضي الله عنه - : من تحول من خلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلافه الأول إذا حال عليه الحول. أي يؤدي صدقته إلى عشيرته التي كان يؤدي إليها. ورجل خالفة: أي كثير الخلاف. وفي حديث أبن عمرو بن نفيل لما خالف دين قومه قال له الخطاب بن نفيل: غني لا حسبك خالفة بني عدي؛ هل ترى أحداً يصنع من قومك ما تصنع، قال: يا أيُّها الخالِفةُ اللَّجُوْجُ وقيل في قول أبي بكر - رضي اله عنه - وقد جاءه إعرابي فقال: أأنت خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: لا، قال: فما أنت؟ قال: أنا الخالفة بعده. أراد تصغير شأن نفسه وتوضيعها، ولما كان سؤاله عن الصفة دون الذاة قال: فما أنت؛ ولم يقل فمن أنت. ويقال: ما أدري أي خالفة هو: أي أيّ الناس هو، غير مصروفة للتأنيث والتعريف، ألا ترى أنك فسرتها بالناس، وهذا قول الفراء. وقال غيره: ما أدري أي خالفة هو وأي خافية هو ؟مصروفتين - وأي الخوالف هو. وفلان خالفة أهل بيته وخالف أهل بيته أيضاً: إذا كان لا خير فيه ولا هو نجيب. وقال أبن اليزيدي: يقال: إنما انتم في خوالف من الأرض: أي في ارضين لا تنبت إلا في آخر الأرضين نباتاً. وقال في قوله تعالى: )مَعَ الخالفِيْن( الخالف: الذي يقعد بعدك. وقال أبن عرفة في قوله تعالى: )رَضُوا بانْ يكُونوا مَعَ الخَوالِفِ( أي مع النساء. والخالفة: الحمق، يقال: هو خالفة بين الخلافة - بالفتح - أي الحمق. وقال ابن عباد: الخالفة: الأمة الباقية بعد الأمة السالفة. والخالفة: عمود من أعمدة البيت، والجمع: الخوالف. والخليفى: الخلافة. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : لو أطيق الأذان مع الخليفى لأذنت. كأنه أراد بالخليفى كثرة جهده في ضبط أمور الخلافة وتصريف أعنتها، فان هذا النوع من المصادر يدل على معنى الكثرة. والخليف: الطريق بين الجبلين، وقال السكري: الطريق وراء الجبل أو وراء الوادي، قال صخر الغي الهذلي: فَلَمّا جَزَمْتٌ به قِرْبَتي ... تَيِمَّمْتُ أطْرِقَةً أو خَلِيْفا ومنه قولهم: ذيخ الخليف، كما يقال: ذئب غضاً، قال كثير يصف ناقته: تُوَالي الزِّمامَ إذا ما وَنَتْ ... رَكائبُها واحْتُتُثِثْنَ اجحْتِثَاثا بذِفْرى كَكاهِلِ ذيْخِ الخَلِيْفِ ... أصَابَ فريْقَةَ لَيْلٍ فَعاثا ويروى: " ذيخ الرفيض " وهو قطعة من الجبل. وخليفا الناقة: إبطاها، قال كثير - أيضاً - يصف ناقته: كأنَّ خَلِيْفَيْ زورها ورحماهما ... بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَيْدَنِ المكا: جحر الثعلب والأرنب ونحوهما، والصيدن: الثعلب. وقال ابن عباد: ثوب خليف ومخلوف: إذا بلي وسطه فتخرج البالي منه ثم تلفقه. والخليف: المرأة إذا سدلت شعرها خلفها. وأتينا بلبن ناقتك يوم خليفها: أي بعد انقطاع لبئها، أي الحلبة التي بعد ذهاب اللبأ. وقال أبن الأعرابي: امرأة خليف: إذا كان عهدها بعد الولادة بيوم أو يومين. وقال غيره: يقال للناقة العائذ: خليف. وقال عمرو: الخليف: اللبن اللبأ؟ والخليف: شعب، قال عبد الله بن جعفر العامري: فضكَأنَّما قَتَلوا بجَارِ أخِيْهم ... وَسْطَ الملوكِ على الخَلِيْف غَزَالا وقال معقر بن أوس بن حمار البراقي: ونَحْنُ الأيمَنُوْنَ بَنُو نُمَيْرِ ... يَسِيْلُ بنا أمَامَهُمُ الخَلِيْفُ والخليفة: السلطان الأعظم، وقد يؤنث، وأنشد الفراء: أبُوْكَ وَلَدَتْهُ أُخْرى ... وأنْتَ خَليْفَةٌ ذاكَ الكَمالُ وزاد أبن عباد: الخليف. والجمع: الخلاف، جاءوا به على الأصل - مثال كريمة وكرائم - ، وقالوا أيضاً: خلفاء، من أجل أنه لا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء، جمعوه على إسقاط الهاء فصار مثل ظريف وظرفاء، لأن فعلية بالهاء لا تجمع على فعلاء. وخليفة: جبل مشرف على أجياد الكبير. وخليفة بن عدي بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنه - : له صحبة. ويقال: خلف فلان فلاناً يخلفه - بالضم - إذا كان خليفته. ويقال: خلفه في قومه خلافة، ومنه قوله عز وجل: )وقال مُوْسى لأخِيْهِ هارُوْنَ اخْلُفْني في قَوْمي(. وخلفته - أيضاً - : إذا جئت بعده. وخلف فم الصائم خلوفاً: أي تغيرت رائحته، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وسئل علي - رضي الله عنه - عن القبلة للصائم فقال: ما أربك إلى خلوف فيها. وخلف اللبن والطعام: إذا تغير طعمه أو رائحته. وقال أبن السكيت: خلف فلان: أي فسد. وحي خلوف: أي غيب، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي فروة أبن إياس بن قبيصة: أصْبَحَ البَيتُ بَيْتُ آلِ إياسٍ ... مُقْشَعِرّاً والحَيُّ حَيُّ خُلُوْفُ أي لم يبق منهم أحد. والخلوف - أيضاً - : الحضور المتخلفون، وهو من الأضداد. وخلف الله عليك: أي كان خليفة والدك أو من فقدته عليك من أخٍ أو عم. ولما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة - رضي الله عنه - قال: اللهم أغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه. وجلست خلف فلان: أي بعده، قال الله تعالى: )وإذاً لا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إلاّ قَلِيْلا( وهي قراءة أبي جعفر ونافع وأبن كثير وأبي بكر، والباقون: )خِلافَكَ(، وقرأ رويس بالوجهين. وشجر الخلاف - بتخفيف اللام - : معروف، وتشديدها لحن العوام. وقال الدينوري: زعموا أنه سمي خلافاً لأن الماء جاء به سبياً فنبت مخالفاً لأصليه، وهو الصفصاف، قال: وأخبرني أعرابي قال: نحن نسميه السوجر، وهو شجر عظام، وأصنافه كثيرة؛ وكلها خوار، ولذلك قال الأسود: كأنَّكِ من خِلاَفٍ يُرى له ... رُوَاءٌ وتَأْتِيْهِ الخُؤوْرَةُ من عَلُ وموضعه: المخلفة. وأما قوله: يَحْمل في سَحْقٍ من الخفَافِ ... تَوَادِياً سُوِّيْنَ من خِلاَفِ فإنما يريد أنها من أشجار مختلفة؛ ولم يرد أنها من الشجرة التي يقال لها الخلاف، لأنها لا تكاد تكون بالبادية. وفرس به إشكال من خلاف: إذا كان في يده اليمنى ورجله اليسرى بياض. وخلفته: أخذته من خلفه. وخلف: صعد الجبل. وقال أبن عباد: رجل خليفة - مثال بطيخة - : مخالف ذو خلفة. ورجل خلفناه وخلفنة - مثال ربحلة - : أي كثير الخلاف. وقال غيره: يقال: في خلق فلان خلفنه: أي خلاف، والنون زائدة. والمخلفة: الطريق، يقال: عليك المخلفة الوسطى. وقول عمرو بن هميل الهذلي: وإنّا نَحْنُ أقْدَمُ منكَ عِزّاً ... إذا بُنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ البُيُوْتُ هي مخلفة منى حيث ينزل الناس، يقال: هذه مخلفة بني فلان: أي منزلهم. والمخلف: بمنى - أيضاً - حيث يمرون. وقال أبن الأعرابي: يقال: أبيعك هذا العبد وابرأ إليك من خلفته: أي خلافه. وقلا أبن بزرج: خلفه العبد: أن يكون أحمق معتوهاً. وأنه لطيب الخلفة: أي لطيب آخر الطعم. ورجل خلفف - مثال فعدد - : أي أحمق، والمرأة خلففة - أيضاً - بغير هاء. وخلف بيته يخلفه: إذا جعل له خالفة. واخلف الوعد: من الخلف، قال الله تعالى: )أنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيْعَادَ( وأخلفه - أيضاً - : أي وجد موعده خلفاً، قال الأعشى: أثْوى وقَصَّرَ لَيلَةً لِيزَوَّدا ... فَمَضى وأخلَفَ من قُتَيْلَهَ مَوعِدا أي مضى وتركها، وبعضهم يرويه: " فَمَضَتْ " أي مضت الليلة. والمخلف من الإبل: الذي جاز البازل، الذكر والأنثى فيه سواء، يقال: مخلف عام ومخلف عامين، قال النابغة الجعدي - رضي الله عنه - يصف فرساً: فَعَرَفْنا هِزَّةً تَأخُذُهُ ... فَقَرَنّاهُ بِرَضْرَاضٍ رِفَلْ أيِّدِ الكاهِل جَلْدٍ بازِلٍ ... أخْلَفَ البازِلَ عاماً أو بَزَلْ الرضراض: الكثير اللحم. وكان أبو زيد يقول: الناقة لا تكون بازلاً؛ ولكن إذا أتى عليها حول بعد البزول فهي بزول؛ إلى أن تنيب فتدعى عند ذلك بازلاً، والمخلفة من النوق: هي الراجع التي ظهر لهم أنها لقحت ثم لقحت ثم لم تكن كذلك، قال المرار بن منقذ: بازلٌ أو أخْلَفَتْ بازِلُها ... عاقِرٌ لم يُحْتَلَبْ منها فُطُر وقال الفراء: أخلف يده: إذا أراد سيفه فأخلف يده إلى الكنانة. وفي الحديث: أن رجلا أخلف السيف يوم بدر. وفي حديث عبد الله بن عتبة: جئت في المهاجرة فوجدت عمر - رضي الله عنه - يصلي فقمت عن يساره؛ فأخلفني عمر فجعلني عن يمينه؛ فجاء يرفأ فتأخرت فصليت خلفه. أي ردني إلى خلفه. وأخلف فوه: أي تغير؛ مثل خلف. واخلف النبت: أخرج الخلفة؛ وهي ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف، ومنه الحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا أخلف كان لجيناً، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ب ي ش. وأخلفت الثوب: لغة في خلفته إذا اصلحته، قال الكميت يصف صائداً: يَمْشي بِهِنَّ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُخْتَتِلٌ ... كالنَّصْلِ أخْلَفَ أهْداماً يأطْمَارَ أي أخلف موضع الخلقان خلقاناً. ويقال لمن ذهب له مال أو ولد أو شيء يستعاض: أخلف الله عليك؛ أي رد الله عليك مثل ما ذهب. وكان أهل الجاهلية يقولون: أخلفت النجوم: إذا أمحلت فلم يكن فيها مطر. وأخلف فلان لنفسه: إذا كان قد ذهب له شيء فجعل مكانه آخر. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أتي بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: من ترون نكسو هذه؟ فسكت القوم، قال: ائتوني بأم خالد، فأتي بها تحمل، فأخذ الخميصة بيده فالبسها وقال: أبلي وأخلفي ؟وفي رواية: ثم أبلي وأخلفي ثم أبلي وأخلفي - ، وكان فيها علم أخضر أو أصفر فقال: يا أم خالد هذا سنا؛ يا أم خالد هذا سنا - ويروى: سنه، وهي كلمة حبشية، ومعناها: الحسن. وتقول العرب لمن لبس ثوباً جديداً: أبل وأخلف وأحمد الكاسي، وقال تميم بن أبي بن مقبل: ألَمْ أنَّ المالَ يَخْلُفُ نَسْلُه ... ويأتي عليه حَقُّ دَهْرٍ وباطِلُهْ فأخْلِفْ وأتْلِفْ إنَّما المالُ عارَةٌ ... وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الذي هو آكِلُهْ يقول: استفد خلف ما أتلفت. وقال الأصمعي: أخلفت عن البعير: وذلك إذا أصاب حقبه ثيله فيحقب: أي يحتبس بوله؛ فتحول الحقب فتجعله مما يلي خسيي البعير، ولا يقال ذلك في الناقة لأن بولها منحيائها ولا يبلغ الحقب الحياء. وأخلف - أيضاً - : استقى. وأخلف الطائر: خرج له ريش بعد ريشه الأول. وأخلف الغلام: إذا راهق الحلم. وأخلفه الدواء: أي أضعفه. والإخلاف: أن يعيد الفحل على الناقة إذا لم تلقح. وخلفوا أثقالهم تخليفاً: أي خلوه وراء ظهورهم، قال الله تعالى: )فَرِحَ المُخَلَّفُوْنَ(. وخلف بناقته: أي صر منها خلفاً واحداً؛ عن يعقوب. وخلف فلاناً واستخلف فلاناً: جعله خليفته، قال الله تعالى: )لَيَسْتَخْلِفَنَّهم في الأرْضِ كما اسْتَخلَفَ الذينَ من قَبْلهم(. واستخلف - أيضاً - : استقى؛ مثل أخلف، قال ذو الرمة يصف القطا: ومُسْتَخْلِفاتٍ من بلاد تَنُوْفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأشْداقِ حُمْرِ الحَوَاصِلِ صَدَرْنَ بما أسْأرْتُ من ماءِ آجِنٍ ... صَرَىً ليس من أعْطانِهِ غَيْرُ حائلِ والخلاف: المخالفة. وقوله تعالى: )فَرحَ المُخَلَّفُونَ بِمقْعَدِهم خِلافَ رَسُولِ اللهِ( أي مخالفة رسول الله، ويقال: خلف رسول الله. وقولهم: هو يخالف إلى امرأة فلان: أي يأتيها إذا غاب عنها زوجها. ويروى قول أبي ذؤيب الهذلي: إذا لَسَعَتْه الدَّبْرُ لم يَرْجُ لَسْعَها ... وخالَفَها في بَيْتَ نُوبٍ عَوَامِلِ بالخاء المعجمة؛ أي جاء إلى عسلها وهي ترعى تسرح، وقال أبو عبيدة: خالفها إلى موضع آخر. وحالفها - بالحاء المهملة - أي لازمها. وتخلف: أي تأخر. والاختلاف: خلاف الاتفاق. وقال أبن دريد: قال أبو زيد: يقال: اختلف فلان صاحبه - والاسم الخلفة بالكسر - : وذلك أن ييباصره حتى إذا غاب جاء فدخل عليه؛ فتلك الخلفة. واختلف الرجل في المشي: إذا كان به إسهال. وقال ابن عباد: اختلفت فلاناً: كنت خليفته من بعده. والتركيب يدل على أن يجيء شيء يقوم مقامه؛ وعلى خلاف قدام؛ وعلى التغير. خنجفأبن عباد: الخنجف: الغزيرة من النوق. خندفأبن الأعرابي: الخندوف: الذي يتبخر في مشيته كبراً وبطراً. وقال ابن الكلبي: ولد اليأس بن مضر عمراً - وهو مدركه - وعامراً - وهو طابخة - وعميراً - وهو قمعة وأمهم خندف؛ وهي ليلى بنت حلوان بن عمران أبن الحاف بن قضاعة. وكان اليأس خرج في نجعة له فنفرت إبله من أرنب؛ فخرج إليها عمرو فأدركها فسمى مدركة، وخرج عامر فتصيد فطبخه فسمي طابخة، وانقمع عمير في الخباء فسمي قمعة، وخرجت أمهم ليلى فقال لها اليأس: أين تخندفين؟ فسميت خندف - قال: والخندفة: ضرب من المشي - . وقال غير أبن الكلبي: قالت خندف لزوجها: ما زلت أخندف أثركم، فقال لها: خندف. وقال أبو عمرو: الخندفة والنعثلة: أن يمشي الرجل مفاجاً ويقلب قدميه كانه يغرف بهما، وهو من التبختر. وظلم رجل أيام الزبير بن العوام - رضي الله عنه - فنادى: يا لخندف، فخرج الزبير - رضي الله عنه - ومعه سيف وهو يقول: خندف إليك أيها المخندف؛ والله لئن كنت مظلوماً لأنصرنك. قال الأزهري: إن صح هذا من فعل الزبير ؟رضي الله عنه - فإنه كان قبل نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التعزي بعزاء الجاهلية.وقلا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: حتّى احْتَوى بَيْتُك المُهَيْمِنُ من ... خِنْدِفَ عَلْياءَ النُّطُقُ وقد ذكرت الأبيات والقصة في تركيب ص ل ب. خنفأبو عبيد: الخنيف: جنس من الكتان أردأ ما يكون منه، ومنه الحديث: أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله تخرقت عنا الخنف وأحرق بطوننا التمر. الخنف: جمع الخنيف، قال: عَلا كالخَنِيْفِ السَّحْقِ يَدْعًو به الصَّدى ... له قُلُبٌ عُفّى الحِياضِ أُجُوْنُ ويروى: " له قُلُبٌ عادية وصحون " . وقال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي: وأبارِيْقُ شِبْهُ أعْنَاقِ طَيْرِ ال ... ماءِ قد جِيْبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيْفُ وقال أبو عمرو: الخنيف: الطريق، والجمع: خنف، قال تميم بن أبي بن مقبل: ولاحِبٍ كَمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَهُ ... أيدي المَرَاسِيْل في دَوْداتِهِ خُنُفا دوداته: آثاره؛ جعلها مثل آثار ملاعب الصبيان. وقال أبن عباد: حنيفا الناقة وخليفاها: إبطاها. قال: والخنيف: المرح والنشاط. وقال غيره: الخنيف: الناقة الغريزة. وقال الأصمعي: إذا سار البعير أو الناقة فقلب خف يده إلى وحشيه فذلك الخناف، يقال: جمل خنوف وناقة خنوف، وقد خنف يخنف خنافاً، والجمع: خنف. وقال أبو عمرو: الخنف: التي تخنف برؤوسها: أي تميلها إذا عدت، الواحد خانف وخنوف، قال أبن مقبل أيضاً: حتّى إذا احْتَمَلُوا كانَتْ حَقَائبهم ... طَيَّ السَّلُوقي والمَلْبُوءنَةَ الخُنُفا والخناف: لين في الأرساغ. وخنف البعير يخنف خنافاً: إذا لوى أنفه من الزمام، قال أبو وجزة: قد قُلْتُ والعيْسُ النّجَائبُ تَغْتَلي ... بالقَوءم عاصِفَةً خَوَانِفَ في البُرى ويروى: " تَوَاهَقُ في البرى " ، وهذه هي الرواية الصحيحة. وقال الأعشى: وأذْرَتْ بِرِجْلَيْها النَّفِيَّ وأتْبَعَتْ ... يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيْرَ أحْرَدا والخانف: الذي يشمخ بأنفه من الكبر. وقال أبن عباد: الخنوف: الغضب. وأبو مخنف لوط بن يحيى: رجل من نقلة السير. وخنيف - مثال صيقل - : وادٍ، قال الأخطل: بِبَطْنِ خَيْنَفَ من أُمِّ الوَلِيْدِ وقد ... تامَتْ فُؤادَكَ أو كانَتْ له خَبَلا وقال حاجز بن عوف الأزدي: وأعْرَضَتِ الجِبالُ السُّوْدُ دُوْني ... وخَيْنَفُ عن شمالي والبَهشيْمُ وقال الليث: تقول: صدر أخنف وظهر أخنف، وخنفه: انهضام أحد جانبيه. وجمل مخناف: وهو الذي لا يلقح من ضرابه كالعقيم من الرجال. والمخناف: الرجل الذي لا ينجب على يده ما يأبر من النخل وما يعالج من الزرع. وقال أبن دريد: خنفت الأترج وما أشبهه بالسكين: إذا قطعته به، والقطعة منه: خنفة؛ وقيل: خنفة، والأولى أكثر. ووقع في خنفة وخنعة: أي ما يستحا منه. وخنفت المرأة: إذا ضربت صدرها بيدها. ويقول بائع الدابة: برئت إليك من الخناف: أي إمالة رأسه إلى فارسه في عدوه. والتركيب يدل على لين وميل. خوفخاف الرجل يخاف خوفاً وخيفاً وخيفة ومخافة، فهو خائف، وقوم خوف على الأصل؛ وخيف على اللفظ، ومنه قراءة أبن مسعود - رضي الله عنه - : )أنء يَدْخُلُوها إلاّ خُيَّفاً(. وقال الكسائي: ما كان من نبات الواو من ذوات الثلاثة فأنه يجمع على فعل، وفيه ثلاثة أوجه: يقال خائف وخيف وخيف وخوف، ونحو ذلك كذلك. وقوله تعالى: )خَوْفاً وطَمَعاً( أي اعْبُدُوْه خائفين عذابه وطامعين ثوابه. وقوله جل وعز: )يُرِيْكُم البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً( قيل: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، وقيل: خوفاً لمن يخاف ضره لأنه ليس كل بلد وكل وقت ينفع المطر وطمعاً لمن ينتفع به. وربما قالوا رجل خاف: أي شديد الخوف، جاءوا به على فعل - مثال فرق وفزع - ، كما قالوا رجل صات: أي شديد الصوت. وجمع الخيفة: خيف؛ وأصله خوف، كما أن أصل الخيفة خوفة، صارت الواو ياء لا نكسار ما قبلها، قال صخر الغي الهذلي: فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ ... وتُضْمِرُ في القَلْبِ وَجْداً وخِيْفا وروى أبن حبيب: " على زكة " أي على غم، ويروى: " غَيْظاً وخِيْفا " ، وقيل: الخيف في البيت: مصدر وليس بجمع. والخافة: خريطة من أدم يشتار فيها العسل، قال أبو ذؤيب الهذلي: تَأبَّطَ خافَةً فيها مِسَابٌ ... فأضْحى يَقْتَري مَسَداً بشِيْقِ وقال السكري: الخافة: سفرة كالخريطة مصعدة قد رفع رأسها للعسل، قال: وقال أبو عبد الله: الخافة: جبة من أدم، ويروى: " فيها مساد " ، قال: وحكي عن عمر - رضي الله عنه - : اليوم اجتمع الإسلام في خافته. وخواف: قصبة من أعمال نيسابور. وسمعت خواف القوم: أي ضجتهم. وخفته أخوفه: أي غلبته بالخوف. ويقال: هذا الطريق مخوف وهذا وجع مخيف، لأن الطريق لا يخيف وغنما يخيف فيه قاطع الطريق، والوجع المخيف: هو الذي إذا رأى صاحبه أحد أخافه وجعه. وروى أبو سهلة السائب بن خلاد الجهني - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من أخاف أهل المدينة أخافه الله. والمخيف: الأسد الذي يخيف من يراه أي يفزعه، قال طريح الثقفي: وُقْصٌ تُخِيْفُ ولا تَخَافُ ... هَزابِرٌ لِصُدُوْرِهنَّ حَطِيْمُ ويروى: " يخفن ولا يخفن " ، ويروى: " نحيم " و " نهيم " ، وحطيم: أي تحطم من الغيظ. والتخويف: الإخافة. وخوفته - أيضاً - : صيرته بحالٍ يخافه الناس، ومنه قوله تعالى: )إنَّما ذلكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أوْلياءه( أي يُخَوِّفُكم فلا تَخَافُوه. وتخوفت عليه الشيء: أي خفته. وتخوفة: أي تنقصه، ومنه قوله تعالى: )أوْ يَأخُذَهُم على تَخَوُّفٍ(، وقال الأزهري: معنى التنقص أن يتنقصهم في أبدانهم وأموالهم وثمارهم، وقال أبن فارس: إنه من باب الإبدال؛ وأصله النون، وأنشد: تَخَوَّفَ الرَّحْلُ منها تامِكاً قَرِداً ... كما تَخَوَّفَ عُوْدَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ أنشد البيت الأزهري لابن مقبل، وليس له. ورواه بعضهم لذي الرمة، وليس له. وروى صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية [أنه] لأبن مزاحم الثمالي. ويروى لعبد الله بن عجلان النهدي. والتركيب يدل على الذعر والفزع. خيفالليث: الخيفانة: الجرادة قبل أن يستوي جناحاها. وقال غيره: الخيفان: الجراد إذا صارت فيه خطوط مختلفة بياض وصفرة، الواحدة: خيفانة. وقال الأصمعي: الخيفانة - وجمعها: خيفان - : الجراد إذا انسلخ من لونه الأول الأسود والصفر وصار إلى الحمرة. وقال أبو حاتم: إذا بدت في لونه الأحمر صفرة وبقي بعض الحمرة: فهو الخيفان، قال: وقال بعض العرب: الخيفان الجراد المهازيل الحمر إلى التي من نتاج عام أول. وقال أبو خيرة: لا يكون أقل صبراً على الأرض منها إذا صارت خيفانة، ثم يشبه بها الفرس في خفتها وطمورها، قال امرؤ القيس: وأرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانَةً ... كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرٌ وقال ابن عباد: الخيفان: نبت ينبت في الجبال. ورأيت خيفاناً من الناس: أي كثرة. وقال غيره: الخيف: ما أنحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي المسجد الذي بني بمنى مسجد الخيف، قال العجاج: بالخَيْفِ من مَكَّةَ ناساً نُوَّما وقال أبو عمرو: الخيفة: السكين، وهي الرميض. وقال أبن عباد: الخيفة: موضع الأسد، ذكرها في هذا التركيب، فإن استقت من الخوف فموضع ذكرها تركيب خ و ف. والخيف - أيضاً - : جلد الضرع، يقال: ناقة خيفاء بينة الخيف. وجمل أخيف: أي واسع الثيل، قال المعني: صَوّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيّا ... أخْيَفَ كانَتْ أمُّه صَفِيّا وفرس أخيف: إذا كانت إحدى عينيه زرقاء والأخرى سوداء، وكذلك هو من كل شيء، وقال أبن دريد: كحلاء بدل سوداء. قال: والأخياف: القوم من أب واحد وأمهات شتى، وقال قوم: بل الأخياف المختلوفين في أخلاقهم وأشكالهم، وأنشد: النّاسُ أخْيَافٌ وشَتّى في الشِّيَمْ ... وكُلُّهُمْ يَجْمَعُهُ بَيْتُ الأدَمْ قال: معنى قوله: " بيت الأدم " قال قوم: أديم الأرض يجمعهم، وقال آخرون: بيت الحذاء الذي فيه من كل جلد قطعة؛ أي هم مختلفون. وأخاف القوم: إذا أتوا خيف منى فنزلوه، وكذلك أخيفوا على الأصل. وقال أبن عباد: أخاف السيل القوم: إذا أنزلهم الخيف. وخيف فلان عن القتال: نكص. وخيف الرجل وخيم: أي نزل منزلا. وقال الليث: خيف هذا الأمر بينهم: أي وزع. وخيفت عمور اللثة بين الأسنان: أي تفرقت. وقول ربيعة بن مقروم الضبي: وبارِداً طَيِّباً عَذْباً مُقْبَّلُهُ ... مُخَيَّفاً نَبْتُه بالظَّلْمِ مَشْهُودا المخيف: مثل المخلل؛ أي قد خيف بالظلم. وتخيف فلان ألواناً: إذا تغير ألوانا، قال الكميت: وما تَخَيَّفَ ألْوَاناً مُفَنَّنَةً ... عن المَحَاسِنِ من أخْلاقِه الوُظُبِ وقال يونس: اختاف: أتى خيف منى، مثل امتنى: إذا أتى منى. والتركيب يدل على الاختلاف. درعفالفراء: ادرعفت افبل واذرعفت - بالدال وبالذال - : إذا مضت على وجوهها. وقال غيره: إذا أسرعت. وقال ابن عباد: ادرعف الرجل في التقال: إذا استنتل من الصف. قال: وناس مدرعفون: أي مقلصون في سيرهم. درفالخارزنجي: هذا من تحت درف فلان: أي كنفه وظله، وقيل: من ناحيته، إما في شر أو خيرٍ. درنفأبن عباد: الدرنوف: الجمل الضخم العظيم. دسفالليث: الدسفان - مثال عثمان - : شبه الرسول يطلب الشيء، وقيل: هو رسول سوء بين الرجل والمرأة، والجمع: دسافى - مثال حيارى - . ويقال: الدسفان - بالكسر - والجمع: دسافين، قال أمية بن أبي الصلت: هُمْ ساعَدُوه كما قالوا إلهُهُمُ ... وارْسَلُوه يُرِيْدُ الغَيْثَ دُسْفانا وقال أبن العرابي: الدسفة - بالضم - : القيادة؛ وهو الدسفان. وادسف الرجل: إذا صار معاشه من الدسفة. دغفأبن دريد: الدغف: الأخذ الكثير، يقال: دغف الشيء دغفاً. وقال أبن عباد: العرب تقول إذا حمقوا رجلاً: يا أبا دغفاء ولدها فقاراً: أي شيئاً لا رأس له ولا ذنب، والمعنى: كلفها ما لا تطيق ولا يكون. دففالدَّفُّ - بالفتح - : الجنب، ودفا البعير: جنباه، ومنه المثل: أصبر من عود بدفيه الجلب. وقال الراعي: ما بالُ دَفِّكَ بالفِراشِ مَذِيْلا ... أقَذَىً بِعَيْنِكَ أمْ أرَدْتَ رَحيلا وقال كعب بن زهير - رضي الله عنه - ، ويروى لأبيه زهير، وهو موجود في ديواني أشعارهما: له عُنُقٌ تُلْوي بما وُصِلَتْ به ... ودَفّانِ يَشْتَفّانِ كُلَّ ظِعانِ وكذلك الدفة - بالهاء - ، قال: ووانِيَةٍ زَجَرْتُ على حَفَاها ... قَرِيْحِ الدَّفَّتَينِ من البِطَانِ ودفتا الطبل: اللتان على رأسه. ودفتا المصحف: ضمامتاه. ودف الشيء دفاً: أي نسفه واستأصله. وقال أبن شميل: دفوف الأرض: أسنادها. وقال أبو عبيد: الدف والدف - بالفتح والضم - : الذي يضرب به، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح. وأراد بالصوت الإعلان. ودفادف الأرض: لأ إسنادها، الواحد: دفدفة. والدفيف: الدبيب؛ وهو السير اللين، يقال: دفت علينا من بني فلان دافة، ومنه حديث عمر ؟رضي الله عنه - أنه قال لمالك بن أوس - رضي الله عنه - : يا مال إنه دفت علينا من قومك دافة؛ وقد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم. وعدى " دَفَّ " ب " على " على تأويل قدم وورد. ومنه حديث سالم: أنه كان يلي صدقة عمر - رضي الله عنه - ، فإذا دفت دافة الأعراب وجهها أو عامتها فيهم وهي مسبلة. وفي حديث رقيقة بنت أبي صيفي: وطفق القوم بدفون حوله. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ك ر ب. والدفة: الجيش يدفون نحو العدو؛ أي يدبون. وروي أن أعرابياً قال: يا رسول الله هل في الجنة إبل؟ قال: نعم إن فيها لنجائب تدفُّ بركبانها. ودفيف الطائر: مره فوق الأرض، عقاب دفوف: للتي تدنو من الأرض في طيرانها إذا انقضت، قال امرؤ القيس يصف فرساً ويشبهها العقاب: كأنّي بفَتْخاء الجَنَاحَيْنِ لَقْوَةٍ ... دَفُوْفٍ من العِقْبانِ طَأْطَأْتُ شِملالي ويروى: " شيمالي " أي شمالي. وفي الحديث: يؤكل ما دف ولا يؤكل ما صف. أي ما حرك جناحيه من الطير كالحمام ونحوه، دون ما صفهما كالنسور والصقور وحوها. وفي كلام بعضهم في التوحيد: ويسمع حركة الطير صافها ودافها. وقال أبن عباد: أدف الطائر: مثل دف. وقال غيره: أدفت عليه الأمور: إذا تتابعت. وسنام مدفف: إذا سقط على دفتي البعير. وداففت الرجل: إذا أجهزت عليه، ومنه حديث خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أنه أسر من بني جذيمة يوم فتح مكة قوماً، فلما كان الليل نادى مناديه: من كان معه أسير فليدافه - ويروى: فليدافه؛ بالتخفيف، وبالذال المعجمة مع التثقيل - . ومعنى الثلاثة: فليجهز عليه. وفي حديث أبن مسعود - رضي الله عنه - : أنه داف أبا جهل يوم بدر، وقال رؤبة: ذاك الذي تزعمه دفافي وقال الأصمعي: يقال تداف القوم: إذا ركب بعضهم بعضاً. ويقال: خذ ما استدف لك: - أي ما أمكن وتسهل - مثل استطف، والدال مبدلة من الطاء. واستدف أمرهم: أي استتب واستقام. واستدف الرجل: إذا أستحد، ومنه قول خبيب بن عدي - رضي الله عنه - لا امرأة عقبة بن الحارث: أبغيني حديدة أستطيب بها؛ فأعطته موسى فاستدف بها. وقال أبن عباد: المستدف بمعنى المدفف. وقال أبن العرابي: دفدف: إذا سار سيراً ليناً. ودفدف - أيضاً - : إذا أسرع. والتركيب يدل على عرض في الشيء وعلى سرعة. دقفأبن الأعرابي: الدقف: هيجان الدقفانة وهو المخنث. وقال مرة: الدقوف: هيجان الخيعامة وهو المأبون. دلغفأبو عمرو: الادلغفاف: مجيء الرجل مستسراً ليسرق شيئاً، وأنشد للملقطي: قد ادْلَغَفَّتْ وهي لا تَراني ... إلى مَتاعي مِشْيَةَ السَّكْرانِ وبُغُضُها في القَلْب قد وَرَاني دلفدلف الشيخ يدلف - مثال صرف يصرف - دلفاً ودلفاً ودليفاً ودلفاناً: إذا مشى مشي المقيد وهو فوق الدبيب، يقال: شيخ دالف، قال لقيط افيادي: سَلاَمٌ في الصَّحِيْفَةِ من لَقِيْطٍ ... إلى مَن بالجَزِيرةِ من إيَادِ بأنَّ اللَّيْثَ آتِيْكُم دَلِيْفاً ... فلا تَحْبِسْكُمُ سوقُ النِِّقَادِ وقال رؤبة: للطَّيْرِ من رميِتِه دَلِيْفُ وقال آخر: كَعَهْدِكَ لا حَدُّ الشَّبَابِ يُضِلُّني ... ولا هَرِمٌ ممّا تَوَجَّهَ دالِفُ وقال طرفة بن العبد يصف نفسه: لا كَبيرٌ دالِفٌ من هَرَمٍ ارهَبُ ... اللَّيْلَ ولا أخْشى الظُفُرْ ودلفت الكتيبة في الحرب: أي تقدمت، يقال: دلفنا لهم. والدالف - أيضاً - : مثل الدالح وهو الذي يمشي بالحمل الثقيل ويقارب الخطو، والجمع: دلف، مثل راكع وركع، قال: وعلى القَيَاسِرِ في الخُدُوءرِ كَوَاعِبٌ ... رُجُح الرَّوادِفِ فالقَيَاسِرُ دُلَّفُ وكذلك: دلف - بضمتين - وأنشد ابن السكيت لقيس بن الخطيم: لَنَا مَعَ آحامِنا وحَوْزَتِنا ... بَيْنَ ذُراها مَخارِفٌ دُلُفُ قال: أراد بالمخارف نخلات يخترف منها، والدلف: التي تدلف بحملها أي تنهض به. وقال أبن عباد: بعير دلوف وإبل دلف. وقال الأزهري: ومن أسماء العرب: دلف - فعل من دلف - كأنه مصروف من دالف - مثل زفر وعمر - . والدلفين: دابة في البحر تنجي الغريق. وقال أبو عمرو: الدلف - بالكسر - : الشجاع. وقال أبن عباد: يقال: أدلفت له القول: أي أضخمت له. واندلف علي: انصب. والمندلف والمتدلف: السد الذي يمشي على هينته من غير إسراع في مشيه ويقارب خطوه لإدلاله وقلة فزعه، قال: ذو لِبَدٍ مُنْدَلِفٌ مُزَعْفَرُ ويقال: تدلف غليه: أي مشى ودنا. والتركيب يدل على تقدم في رفق. هاتفالدنف - بالتحريك - : المرض الملازم، يقال: رجل دنف وامرأة دنف وقوم دنف، يستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع، لأنك تخرجه على المصادر. فإن قلت: رجل دنف - بكسر النون - قلت امرأة دنفة؛ أنثت وثنيت وجمعت. وقال الفراء: يجوز أن يثنى الدنف ويجمع فيقال: أخواك دنفان وإخوتك أدناف، فإذا كسرت النون أنثت وجمعت لا محالة فقلت: امرأة دنفة وامرأتان دنفتان ونسوة دنفات. ودنف المريض: أي ثقل. وقول العجاج: والشَّمْسُ قد كادَتْ تكونُ دَنَفا ... أدْفَعُها بالرّاح كي تَزَحْلَفا أي اصْفَرَّتْ ودَنَتْ للمَغِيْبِ. ودنف المريض: مثل دنف، وأدنفه المرض، يتعدى ولا يتعدى. والتركيب يدل على مشارفة ذهاب الشيء. دوفالدوف الخلط والبل، يقال: دفت الدواء وغيره: أي بللته بماء أو بغيره، فهو مدوف ومدووف: أي مبلول؛ ويقال: مسحوق. وليس يأتي مفعول من ذوات الثلاثة من بناتع الواو بالتمام إلا حرفان مسك مدووف وثوب مصوون، فإن هذذين جاءا نادرين، والكلام مدوف ومصون، وذلك لثقل الضمة على الواو، والياء أقوى على احتمالها، فلهذا جاء ما كان من بنات الياء بالتمام والنقصان؛ نحو ثوب مخيط ومخيوط. وقال أبن عباد: الدوفان: الكابوس. دهفأبن دريد: الدهف: الأخف الكثير، يقال: دهفت الشيء أدهفه دهفاً: إذا أخذته أخذاً كثيراً. وقال غيره: جاءت داهفة من الناس وهادفة: أي غريب. وإبل داهفة: أي معيية من طول السير، قال أبو صخر الهذلي: فما قَدِمَتْ حتّى تَواتَرَ سَيْرُها ... وحتّى أُنِيْخَتْ وهي داهِفَةٌ دُبْرُ ديفابن حبيب: دياف: من قرى الشام، وقيل: من قرى الجزيرة، وأهلها نبط الشأم، تنسب الإبل إليها والسيوف، وإذا عرضوا برجل أنه نبطي نسبوه إليها، قال الفرزدق: ولكنْ دِيضافيٌّ أبوه وأُمُّهُ ... بحَوْرانَ يَعصِرْنَ السَّلِيْطَ أقَارِبُهْ قوله: " يعصرن " على لغة من يقول: أكلوني البراغيث. وهذا يدل على أنها، بالشام، لأن حوران من رساتيق دمشق. وقال جرير: إنَّ سَلِيْطاً كاسْمشهِ سَلِيْطُ ... لولا بَنُو عمروِ وعمرٌو عِيْطُ قُلْتَ دِيَافِيُّوْنَ أو نَبِيْطُ أراد عمرو بن يربوع وهم حلفاء بني سليط. وقال امرؤ القيس: على ظَهْرِ عادِيٍّ يَحَارُ بِهِ القَطا ... إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا وقال الأخطل: كأنَّ بَناتِ الماءِ في حَجَراتِهِ ... أبارِيْقُ أهْدَتْها دِيَافَ لِصَرْخَدا وزعم بعضهم: إن الياء في دياف منقلبة من الواو لانكسار ما قبلها. ذافالذاف والذؤاف: سرعة الموت. والذئفان والذيفان - يهمز ولا يهمز - والذيفان - بالتحريك - والذوفان - بالضم، والثلاث الأواخر عن أبن دريد - : السم، وزاد أبن عباد: والذيفان - بسكون الياء مع فتح الذال - . قال والذافان: الموت. وانذأف: انقطع فؤاده. ذرعفاذرعفت الإبل وادرعفت - بالذال والدال جميعاً - : أي مضت على وجوهها، وقيل: أسرعت. واذرعف الرجل في القتال: أي استنتل من الصف. ذرفذرف الدمع يذرف - بالكسر - ذرفاً وذرفاناً وذروفاً وتذرافاً: أي سال منها الدمع، قال أمرؤ القيس: وما ذَرَفَتْ عَيِْناكِ إلاّ لِتَضْرِبي ... بشسَهْمَيْكِ في أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ والمذارف: المدامع، الواحد: مذرف. وذرفت العين دمعها. والدمع: مذروف وذريف، قال رؤبة: ما هاجَ عَيناً دَمْعُها ذَرِيْفٌ ... من مَنْزِلاتٍ خَيْمُها وُقُوْفُ والذرفان: المشي الضعيف، قال رؤبة: وَرَدْتُ واللَّيْلُ له سُجُوْفٌ ... بِيَعْمَلاتٍ سَيرُها ذَرِيْفُ وذرفت دموعي تذريفاً وتذرفة: أي صببتها. وقال أبن الأعرابي: يقال: ذرفته الموت: أي أشرفت به عليه، وأنشد لنافع بن لقيط الفقعسي: أُعْطِيْكَ ذِمَّةَ والِدَيَّ كِلَيْهما ... لأذَرِّفَنْكَ المَوءتَ إنْ لم تَهْرُبِ وذرف على المائة وزرف عليها: أي زاد، ومنه حديث عليه - رضي الله عنه - : ذرفت على الخمسين. ذعفالليث: الذعاف: سم ساعة. وقال ابن دريد: الذعف والذعاف: السم. وقال غيره: حية ذعف اللعاب: أي سريعة القتل. وطعام مذعوف: جعل فيه الذعاف. وذعفت الرجل: سقيته الذعاف. وقال الكسائي: موت ذعاف وذؤاف: أي سريع، وأنشد قول تميم بن أبي بن مقبل: إذا المُلْوِياتُ بالمُسُوحِ لَقِيْنَها ... سضقَتْهُنَّ كاساً من ذُعَافٍ وجَوْزَلا هذه رواية أبي عبيدة: لم يسمع الجوزل إلا في شعر أبن مقبل. وأنشد الليث لدرة بنت أبى لهب - رضي الله عنها - : فيها ذُعَافُ المَوْتِ أبْرَدُهُ ... يَغْلي بهم وأحَرُّهُ يَجْري وأنشد لرزاح: وكُنّا نَمْنَعُ القْوَامَ طُرّأ ... ونّسْقِيْهِمْ ذُعَافاً لا كُمَيْتا قال: ويجمع الذعاف ذعفاً. وقال أبن عباد: وقد ذعف وذعف جميعاً: يعني من الموت الذعاف؛ أي الوحي. قال: والذعفان: الموت، وموت مذعف. وقال أبن دريد: أذعف الرجل الرجل: إذا قتله قتلاً سريعاً. وعدا حتى انذعف: أي أنبهر وانقطع فؤاده. ذعلفأبن عباد: ذعلفه: أي طوح به واهلكه. ذففأن دريد: ذف على الجريح: إذا أجهز عليه، وقيل: بالدال؛ وهو الأصل. قال: والذف: السرعة في كل ما أخذ فيه، ذف في أمره. قال: وأحسب أن اشتقاق ذفافة من ذا. وقال غيره: الذفيف: وحي مجهز، ومنه الحديث: سلط عليهم موت طاعون ذفيف يحرف القلوب - ويروى: يحوف - . وقد ذف يذف - بالكسر - . وخفيف ذفيف، وخفيفة، ومنه حديث سهل بن أبي أمامة: دخلت على أنس - رضي الله عنه - فإذا هو يصلي صلاة خفيفة ذفيفة كانتا صلاة مسافر. وقال الأعشى: يَطُوفُ بها ساقس علينا مُتَوَّمٌ ... خَفيفٌ ذَفيفٌ ما يَزَالٌ مُفَدَّما وكذلك خُفَافٌ ذفاف. والذفاف - بالكسر - : السم القاتل. والذفاف - أيضاً - : الماء القليل، والجمع: ذفف واذفة، ومنه قول أبى ذؤيب الهذلي يذكر القبر: يقولونَ لَمّا جُشَّتِ البِئْرُ أوْرِدُوا ... وليس بها أدْنى ذِفَافٍ لِوَارِدِ يقول: ليس بمكان بئر يستقى منها؛ إنما هو قبر. وقال الأخفش: ما فيه ذفاف: أي ليس به متعلق يتعلق به. وقال أبن عباد: ما ذقت ذفافاً: أي شيئاً. وقال أبن العرابي: يقال: خذ ما دف لك ودف لك: أي خذ ما تيسر لك وتهيأ. وقال أبن عباد: ما ذقت ذفافاً وذفافاً: أي شيئاً. وقال أبن الأعرابي: يقال: خذ ما ذف لك ودف لك: أي خذ ما تيسر لك وتهيأ. وقال أبن عباد: يقال: ذفف جهاز راحلتك: أي خفف. وسهم مذفف: أي مقزع. وذفف على الجريح: أي أجهز عليه، ومنهه الحديث: أن أبن مسعود - رضي الله عنه - داف أبا جهل يوم بدر، ويروى: أقعص أبنا عفراء - رضي الله عنهما - أبا جهل وذفف عليه ابن مسعود - رضي الله عنه - : أي أحرضاه واجهز عليه. وكذلك ذاف عليه وذاف له وذافة، قال رؤبة: ذاكَ الذي تزْعُمُه ذِفافي ... رَمَيْتَ بي رَميْكَ بالخذَافِ وقال العجاج: لَمّا رَآني أْرْعِشَتْ أطْرافي ... وقد مَشَيْتُ مِشْيَةَ الدُّلاّفِ كانَ مَعَ الشَّيْبِ من الذِّفَافِ وقال أبن دريد ذفذف عليه: إذا أجهز عليه. وقال أبن الأعرابي: ذفذف: إذا تبختر، وفذفذ - على القلب - : إذا تقاصر ليختل وهو يثب. وقال أبن عباد: استذف أمرنا: أي تهيأ. والتركيب يدل على خفة وسرعة. ذلفالذلف - بالتحريك - : صغر الأنف. وقال أبن دريد: إذا كان النف صغيراً في دقة قيل: أنف أذلف، قال أبو النجم: للشُّمِّ عِنْدي بَهْجَةٌ ومَوَدَّةٌ ... وأُحِبُّ بَعْضَ مَلاحَةِ الذَّلْفاءِ وقد سموا بالذلفاء، قال: إنَّما الذَّلفاء، قال: إنَّما الذَّلفَاءٌ ياقُوتَةٌ ... أُخْرِجَتْ من كِيْسِ دِهْقانِ وقال الليث: الذلف: الغلظ والاستواء في طرف الأنف ليس بجد غليظ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنف كان وجوههم المجان المطرقة. وضع جمع القلة موضع جمع الكثرة، ويروى: العيون والأنوف. ذوف أبن السكيت: ذاف يذوف ذوفاً: وهي مشية في تقارب وتفحج وانشد: وذافُوا كما كانُوا يَذُوْفُوْنَ من قَبْلُ وقال أبن دريد: الذوفان: السم. ذهفأبن عباد: إبل ذاهفة: أي معيية. ذيفالذيفان والذيفان - وهذه عن ابن عباد - السم القاتل. رافراف: اسم موضع، قال: وتَنْظُرُ من عَيْنَيْ لِيَاحٍ تَصَيَّفَتْ ... مَخَارِمَ من أجْوازِ أعْفَرَ أوْ رَأْفا ورجل رأف - أيضاً - ورؤف - على فعل، مثال ندس - ورؤف - مثال صبور - ، وأنشد ابن الأنباري: فآمِنُوا بِنَبّيٍ لا أبا لَكُمُ ... ذي خاتَمٍ صاغَه الرَّحْمانُ مَخْتُوْمِ رَأْفٍ رَحِيْمٍ بِأهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهُمْ ... مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذي الكُرْسيِّ مَرْحُوْمِ وقال جَرِير يمدح هشام بن عبد الملك: ترى للمُسْلمِينَ عليكَ حَقّاً ... كفِعْلِ الوالِدِ الرَّؤُفِ الرَّحيمِ وقال كعب بن مالك الأنصاري: نُطِيْعُ نَبِيَّنا ونُطِيْعُ رَبّاً ... هو الرَّحْمان كانَ بنا رَؤوفا يقال: رؤفت بالرجل أرؤف رأفة ورآفة، قال الله تعالى: )رَأْفَةً ورَحْمْةً(، وقرأ الخليل: )ورَآفَةً( بالمَدِّ. ورَئفْت به رأفا فهو رئف، وزاد أبو زيد: رأف يرأف رأفاً. وقال أبن عباد: الرأف: من أسماء الخمر، وانشد غيره للقطامي: ورَأْفٍ سُلاَفٍ شَعْشَعَ التَّجْرُ مَزْجَها ... لِنْحْمى وما فينا عن الشرب صادف ويروى: " وراح " ، وهذه الرواية أصح وأكثر. والتركيب يدل على الرقة والرحمة. رجفرجف: لازم ومتعد، يقال: رجف: إذا تحرك، ورجف: إذا حرك. وقال الليث: رجف الشيء يرجف رجفاً ورجفاناً - ورجوفاً؛ وهذا عن غير الليث - ، كرجفان البعير تحت الرحل؛ وكما يرجف الشجر إذا رجفنه الريح؛ وكما ترجف السنان إذا نغضت أصولها؛ ونحو ذلك. تحركه كله رجف. ورجفت الأرض: إذا زلزلت، قال الله تعالى: )يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ والجِبالُ(. وقال الفراء في قوله تعالى: )يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة تتبعها الرادفة(: النفخة الولى، والرادفة: النفخة الثانية. وقال الليث: الرجفة في القرآن كل عذاب أخذ قوماً، فهو رجفة وصحية وصاعقة. ورجف القوم: إذا تهيئوا للحرب. قال: والرعد يرجف رجفاً ورجيفاً: وذلك تردد هدهدته في السحاب. وسحاب رجوف: يرجف الرعد، وقيل: يرجف من كثرة الماء، قال أبو صخر الهذلي: إلى عَمَرَيْنِ إلى غَيْقَةٍ ... فَيَلْيَلَ يَهْدي رِبَحْلاً رَجُوْفا ويروى: " يزجى ربحلاً زحوفا " أي يزحف قليلاً قليلاً ويتقدم إلى عمرين. وقال أبن دريد: رجف القلب: إذا اضطرب من فزع. والرجاف - بالفتح والتشديد - : البحر؛ سمي به لاضطرابه، قال عبد الله أبن الزبعرى، ويروى لمطرود بن كعب الخزاعي يبكي عبد المطلب وبني عبد مناف: المُطْعِمُوْنَ الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... حتّى تَغِيْبَ الشَّمْس في الرَّجّافِ وقال شمر: الرجاف: يوم القيامة. وقال أبن عباد: الرجاف: الجسر على الفرات. والرجاف: ضرب من السير. قال: والرجاف: الحمى ذاة الرعدة. وقال ابن الأنباري: رجف الشيء: إذا تحرك، وأنشد: تَحَنّى العِظَامُ الرّاجِفَاتُ من البِلى ... فليس لِداءِ الرُّكْبَتَيْنِ طَبِيْبُ وأرجفت الناقة: إذا جاءت معيية مسترخية أذناها ترجف بهما. وقال الليث: أرجف القوم: إذا خاضوا في الأخبار السيئة من أمر الفتنة ونحوها، تقول: أرجفوا، قال الله تعالى: )والمُرْجفون في المدينة(. وأرجفوا في الشيء وبه إذا خاضوا فيه. والتركيب يدل على الاضطراب. رحفأبن الأعرابي: أرحف الرجل: إذا حدد سكينا أو غيره، يقال: أرحف شفرته حتى قعدت كإنها حربة. ومعنى قعدت: صارت: قال الزهري: كان الحاء مبدلة من الهاء، والأصل: أرهف. رخفالرخف والرخفة: الزبد الرقيق، قال جرير: نُقَارِعُهُمْ وتَسْأَلُ بِنْتُ تَيْمٍ ... أرَخْفٌ زُبْدُ أيْسَرَ أمْ نَهِيْدُ أي: أرقيق هو أم غليظ. والجمع: رخاف، وانشد الليث: تَضْرِبُ دِرّاتِها إذا شَكِرَتْ ... تَأْقِطُها والرِّخَافُ تَسْلَؤها والرخف - أيضاً - : ضرب من الصبغ. وصار الماء رخفة: أي طيناً رقيقاً. ورخف العجين يرخف - مثال نصر ينصر - ورخف يرخف - مثال سمع يسمع - ورخف يرخف - مثال كرم يكرم - ، ومصدر الأول رخف؛ ومصدر الثاني رخف - بالتحريك؛ ومصدر الثالث رخافة ورخوفة: إذا استرخى. وقال الفراء: الرخيفة والمريخة والوريخة والأنبخاني: العجين المسترخي. وقال أبن دريد: الرخفة - والجمع: رخاف - : حجارة خفاف رخوة كأنها جوف. وقيل: هذا غلط. وقال الأصمعي: هي اللخاف. وقال أبو عبيد: أرخفت العجين: إذا أكثرت ماءه حتى يسترخي والتركيب يدل على رخاوة ولين. ردفالردف - بالكسر - : المرتدف؛ وهو الذي يركب خلف الراكب. وكل ما تبع شيئاً فهو ردفه. وقال الليث: الردف: كوكب قريب من النسر الواقع. والردف - أيضاً - : الكفل. وأرداف النجوم: تواليها، قال ذو الرمة: وَرَدْتُ وأرْدافُ النُّجُوْمِ كأنَّها ... قَنَادِيْلُ فيِهنَّ المَصَابِيْحُ تَزْهَرُ ويروى: " وأرداف الثريا " ، ويقال للجوزاء: ردف الثريا. وأرداف النجوم: أواخرها، وهي نجوم تطلع بعد نجوم. والدف في الشعر: حرف ساكن من حروف المد واللين يقع قبل حرف الروي ليس بينهما شيء، فإن كان ألفاً لم يجز معها غيرها؛ كقول جرير: أقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابا ... وقُوْلي إنْ أصبت: لقد أصابا وإن كان واواً جاز معها الياء؛ كقول علقمة بن عبدة: طحَا بِكَ قَلْبٌ في الحِسَانِ طَرُوْبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حانَ مَشِيْبُ ويقال: هذا أمر ليس له ردف وردف - بالتحريك - : أي لبست له تبعة. والردفان: الليل والنهار. وردف الملك: الذي يجلس عن يمينه، فإذا شرب الملك شرب الردف قبل الناس، وإذا غزا الملك قعد الردف في موضعه وكان خليفته على الناس حتى ينصرف، وغذا عادت كتيبة الملك أخذ الردف المرباع. والردفان في قول لبيد - رضي الله عنه - يصف السفينة: فالْتاَمَ طائقُها القَديُم فأصْبَحَتْ ... ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْئها رِدْفانِ ملاحان يكونان على مؤخر السفينة، والطائق: ما يخرج من الجبل كالأنف، وأراد - هاهنا - كوثل السفينة. وأما قول جرير: منهم عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والحَنْتَفَانِ ومنهم الرِّدْفانِ فأحد الردفين مالك بن نويرة؛ والردف الآخر من بني رياح بن يربوع. وقال أبو عبيدة: الردفان: قيس وعوف أبنا عتاب بن هرمي. والردف - أيضاً - : جبل. والردوف: جبال بين هجر واليمامة. والرديف: المرتدف؛ كالردف. والرديف - أيضاً - : نجم قريب من النسر الواقع؛ كالردف. والرديف: النجم الذي ينوء من المشرق إذا غاب رقيبه في المغرب. وقال أبو حاتم: الرديف: الذي يجىء بقدحه بعد فوز أحد الأيسار أو الاثنين منهم فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم. وقال الليث في قول رؤبة: وراكِب المِقْدارِ والرَّدِيْفُ ... أفْنى خُلُوْفاً قَبْلَها خُلُوْفُ الرديف في قول أصحاب النجوم: النجم الناظر إلى النجم الطالع، فراكب المقدار هو الطالع؛ والرديف هو الناظر إليه. وقال ابن عباد: بهم ردفى: أي ولدت في الخريف والصيف في آخر ولاد الغنم. والرداف - بالكسر - : الموضع الذي يركبه الرديف. والردافة: فعل ردف الملك؛ كالخلافة، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع؛ لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة من بني يربوع، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الردافة ويكفوا عن أهل العراق. وردفة - بالكسر - : أي تبعه؛ يقال: نزل بهم أمر فردف لهم آخر أعظم منه. وقوله تعالى: )قُلْ عَسى أنْ يكونَ رَدِفَ لكم( قال أبنُ عرفة: أي دنا لكم، وقال غيره: جاء بعدكم، وقيل: معناه ردفكم وهو الأكثر، وقال الفراء: دخلت اللام لأنه بمعنى [دنا] لكم، واللام صلة كقوله تعالى: )إن كُنْتُم للرُّؤْيا تعبرون(، وقرأ الأعرج: )رَدَفَ لَكُم( بفتح الدال. والرادفة في قوله تعالى: )تَتْبَعُها الرّادِفَةُ(: النفخة الثانية. والروادف: طرائق الشحم، الواحدة: رادفة. وفي الحديث: تدعونه انتم الروادف، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ن ج د. والردافى - مثال كسالى - : الحداة والأعوان، لأنه إذا أعيا أحدهم خلفه الآخر، قال بيد - رضي الله عنه - : عُذَافِرَةٍ تُقَمِّصُ بالرُّدَافى ... تَخَوَّفَها نُزُولي وارْتِحالي والردافى: جمع رديف - كالفرادى في جمع فريد - ، وقيل الردافى: الرديف، وبكليهما فسر قول الراعي: لَعَمرِي لقد أَرْحَلْتُها من مَطِيَّةٍ ... طَوِيْلِ الحِبَالِ بالغَبِيْطِ المُشَيَّدِ وخُوْدٍ من اللاّئي يُسَمَّعْنَ بالضُّحى ... قَرِيْضَ الرُّدَافى بالغِناءِ المُهَوِّدِ والردافى في قول الفرزدق يهجو جريراً وبني كليب: ولكِنَّهم يُكْهِدُوْنَ الحَمِيْرَ ... رُدَافى على العَجْبِ والقَرْدَدِ جمع رديف لا غير، ويكهدون: يتبعون. وأردفته معه: أي أركبته معه. وأردفه أمر: لغة في ردفه، مثال تبعه وأتبعه. وقوله تعالى: )من المَلائكَةِ مُرْدِفِين( قال الفراء: أي متتابعين، وقرأ أبو جعفر ونافع ويعقوب وسهل: مردفين - بفتح الدال - : أي سود بن اسلم بن الحافي بن قضاعة: إذا الجَوْزاءُ أرْدَفَتِ الثُّرَيّا ... ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا ظَنَنْتُ بها وظَنُّ المَرْءِ حُوْبٌ ... وإنْ أوْفى وإنْ سَكَنَ الحَجُوْنا وحالَتْ دُوْنَ ذلكَ من هُمومي ... هُمُوْمٌ تُخْرِجُ الدّاءَ الدَّفِيْنا يعني: فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين. وقال الخليل: سمعت رجلاً بمكة يزعون أنه من القراء وهو يقرأ: مردفين - بضم الميم والراء وكسر الدال وتشديدها - ، وعنه في هذا الوجه كسر الراء، فالأولى أصلها مرتدفين؛ لكن بعد الإدغام حركت الراء بحركة الميم، وفي الثانية حرك الراء الساكنة بالكسر، وعنه في هذا الوجه عن غيره فتح الراء كأنه حركة ألقيت عليها. وعن الجدري بسكون الراء وتشديد الدال جمعاً بين الساكنين. وأردفت النجوم: إذا توالت. ومرادفة الملوك: مفاعلة من الردافة، قال جرير: رَبَعْنَا ورادَفْنا المُلُوكَ فَظَلِّلُوا ... وشطابَ الأحالِيْلِ الثُّمَامَ المُنَزَّعا ومرادفة الجراد: ركوب الذكر الأنثى والثالث عليهما. ويقال: هذه دابة لا ترادف: أي لا تحمل رديفاً، وجوز الليث: لا تردف، وقال الأزهري: لا تردف مولد من كلام أهل الحضر. وارتدفه: أي ردفه. وقال الكسائي: الأرتداف: الاستدبار، يقال: أتينا فلاناً فارتدفناه: أي أخذناه من ورائه أخذاً. واستردفه: أي سأله أن يردفه. وترادفا وترافدا: أي تعاونا، قال الليث: الترادف كناية عن فعل قبيح. وقال غيره: في القوافي المترادف: وهو اجتماع ساكنين فيها. والترادف: التتابع. والأسماء المترادفه: أن تكون أسماء لشيء واحدٍ، وهي مولدة ومشتقة من تراكب الأشياء. والتركيب يدل على أتباع الشيء الشيء. رزفأبن الأعرابي: رزفت إليه وزرفت: إذا تقدمت؛ رزيفاً وزريفاً، وأنشد: تَضَحّى رُوَيْداً وتَمشي رَزِيْفا وقال أبو عبيد: رزفت الناقة: أسرعت. وقال أبن فارس: الرزف - بالتحريك - : الهزال، قال: وذكر فيه شعر ما أدري كيف صحته؛ وهو: أيا أبا النَّضْرِ تَحَمَّلْ عَجَفي ... إنْ لم تَحَمَّله فقد جارَزَفي وقال الأزهري: قال الليث: ناقة رزوف: طويلة الرجلين واسعة الخطو. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو في كتاب الليث بتقديم الزاي على الراء. وقال ابن الأعرابي: زرف يزرف زروفاً ورزف يرزف رزيفاً: إذا دنا، قال: ومنه قول لبيد رضي الله عنه: بالغُرَاباتِ فَرَزّافاتِها ... فَبِخِنْزِيْرٍ فأطرافِ حُبَلْ أي: ما دنا منها، وقال غيره: رزافات بلد كذا: ما دنا منه. وقال أبن عباد: الرزيف: عجيج الجمل وهو صوته، وحد الإنسان. والرزيف: السرعة من فزع. وقال أبو عبيد: أرزفت الناقة: أخببتها في السير. وقال أبن الأعرابي: أرزف: إذا تقدم. وقال الأزهري: قال الليث: أرزف القوم: إذا أعجلوا في هزيمة ونحوها. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هو في كتاب الليث بتقديم الزاي على الراء. وقال أبن عباد: الإرزاف: السرعة من فزع كالرزيف. والإرزاف: الإرجاف. وأرزف به: أي أوضع به. والمرزف: المستوحش. والتركيب يدل على الإسراع وعلى الهزال. رسفالرسف والرسيف والرسفان: مشي المقيد، يقال: رسف يرسف ويرسف، وفي حديث صلح الحديبية: دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو - رضي الله عنه - يرسف في قيوده، وقال أبو صخر الهذلي يصف سحاباً: وأقْبَلَ مَرَّ إلى مِجْدَلٍ ... سِيَاقَ المُقَيَّدِ يَمْشي رَسِيْفا والرسيف: مقاربة الخطو. وقال أبو نصر: يقال للبعير إذا قارب بين الخطى وأسرع افحارة وهي رفع القوائم ووضعها: رسف يرسف، فإذا زاد على ذلك فهو الرتكان ثم الحفد بعد ذلك. وأرسوف: مدينة على ساحل بحر الشام. وقال أبو زيد: أرسفت الإبل: إذا طردتها مقيدة. وقال أبن عباد: ارتسف الشيء ارتسفافاً: ارتفع، بوزن اكفهر. والتركيب يدل على مقاربة المشي. رشفالليث: الرشف - بالتحريك - : الماء القليل يبقى ف الحوض؛ وهو وجه الماء الذي ترشفه الإبل بأفواههما. قال: والرشيف: تناول الماء بالشفتين وهو فوق المص، وأنشد: سَقَيْنَ البَشَامَ المِسْكَ ثُمَّ رَشَفْنَه ... رَشِيْفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءِ الوَقائعِ وقال غيره: الرشف: المص، يقال منه: رشفه يرشفه، وزاد أبو عمرو: رشفته - بالكسر - أرشفه. وفي المثل: الرشف أنقع؛ أي إذا ترشفت الماء قليلاً قليلا كان أسكن للعطش. وقال أبن فارس: الرشف: استقصاء الشرب حتى لا يدع في الإناء شيئاً. والرشوف: المرأة الطيبة الفم. وقال ابن الأعرابي: الرشوف من النساء: اليابسة المكان. وقال الأصمعي: الرشوف: الناقة التي ترشف بمشرفها: أي تأكل. وقال أبن الأعرابي: أرشف الرجل ريق جاريته ورشفة ترشيفاً: أي مصه، مثل رشفه رشفاً. والترشف: التمصص. والارتشاف: الامتصاص. والتركيب يدل على تقصي شرب الشيء. رصفالرصفة - بالتحريك - : واحدة الرصفح وهي حجارة مرصوف بعضها إلى بعض في مسيل. وفي حديث زيادٍ أنه بلغه قول المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - : لحديث من عاقل أحب إلي من الشهد بماء رصفة فقال: أكذاك هو؟! فلهو أحب إلي من رثيته فتئت بسلالة من ماء ثغب في يومٍ ذي وديقة ترمض فيه الآجال. وقال العجاج: من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَفا ... حتّى تَناهى في صَهَارِيْجِ الصَّفا يقول: مزج هذا الشراب من ماء رصف نازع رصفاً آخر؛ لأنه أصفى وأرق، فحذف الماء وهو يريده فجعل مسيله من رصف إلى رصف منازعة منه إياه. والرصفة: واحدة الرصاف وهي العقب الذي يلوى فوق الرعظ. ومنه الحديث: ثم نظر في رصافة فلم ير شيئاً، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ب د. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه أهدى له يكسوم أبن أخي الأشرم سلاحاً فيه سهم لغب وقد ركبت معبلة في رعظه، فقوم فوقه وقال: هو مستحكم الرصاف وسماه قتر الغلاء. والرصف - بالتسكين - : المصدر منهما جميعاً، تقول: رصفت الحجارة في البناء أرصفها رصفاً: إذا ضممت بعضها إلى بعض، ورصفت السهم رصفاً: إذا شددت على رعظه عقبة، ومنه حديث النبي - صلى اله عليه وسلم - أنه مضغ وتراً في رمضان ورصف به وتر قوسه. وقال رجل من أهل المدينة - على ساكنيها السلا - : وأثْرَبيُّ سِنْخُهُ مَرءصُوْفُ وانشد الليث لامرئ القيس: رَمَتْني فأصَابَتْني ... بِنَبْلٍ غَير مَرْصُوفَهْ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أجده في شعر امرئ القيس بن حجر. وقال ابن عباد: المرصوف من النساء: الصغيرة الهنة لا يصل إليها الرجل، وقيل: هي الضيقة الفرج. والمرصافة: المطرقة؛ لنه يرصف بها المطروق أي يضم ويلزق. وفي حديث معاذ - رضي الله عنه - : ضربه بمرصافة، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب و خ ط. ويقال: هذا أمر لا يرصف بك: أي لا يليق بك. وتقول للقائم في الصلاة: رصف قدميه: أي ضم إحداهما إلى الأخرى. والرصوف: المرأة الضيقة الفرج. وعمل رصيف بين الرصافة: أي محكم، وقد رصف - بالضم - . وجواب رصيف: ولا يفارقه. وقال الليث: الرصافة والرصفة: عقبة تلوى على موضع الفوق من الوتر وعلى أصل نصل السهم. والرصافة: في عدة مواضع: رضافة الشام وهي رصافة هشام بن عبد الملك غربي الرقة. ورصافة الحجاز وهي عين فيها نز، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي يصف حماراث وآتنه: يَؤُمُّ بها وانْتَحَتْ للنِّحاءِ ... عَيْنَ الرُّصَافَةِ ذاةَ النِّجَالِ ويروى: " عَيْنَ الضُّرافة " . ورصافة بغداد ورصافة البصرة. ورصافة واسط. ورصافة الكوفة. ورصافة نيسابور. ورصافة اليمن قرية من أعمال ذمار. ورصافة قرطبة من بلاد المغرب. وقال أبن عباد: الرصاف: العصب من الفرس، الواحد: رصيف، وقيل: هي عظام الجنب لتراصفها. وهي أيضاً: كهيئة المراقي في عرض الجبل، وجمعه الرصف. قال: وفي ركبة الفرس رصفتان: وهما عظمان فيهما مستديران منقطعان عن العظام. وقال الجمحي: رصف - بضمتين - وقال غيره: رصف - بالتحريك - : موضع. وقال ابن الأعرابي: الرصفاء من النساء: الضيقة الملاقي؛ مثل الرصوف. وارصف الرجل: إذا مزج شرابه بماء الرصف وهو الذي ينحدر من الجبال على الصخر فيصفو. وتراصف القوم في الصف: أي قام بعضهم إلى لزق بعض. والمرتصف: السد؛ عن أبن خالويه. ورجل مرتصف الأسنان: وهو المتقارب بينها. والتراصف: التلاصق. والتركيب يدل على ضم الشيء إلى الشيء. رضفالرضف: الحجارة المحماة يوغر بها اللبن، قال المستوغر واسمه عمرو ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة: يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها ... نَشِيْشَ في اللَّيَنِ الوَغيْرِ الواحدة: رضفة. وفي المثل: خذ ما عليها. وهي إذا ألقيت في اللبن لزق بها منه شيء؛ فيقال: خذ ما عليها فأن تركك إياه لا ينفع، يضرب في اغتنام الشيء يؤخذ من البخيل وغن كان نزراً. والرصيف: اللبن يغلى بالرضفة. وفي الحديث: فيه أثر الرضيف، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ح ص ر. وشواء مرضوف: يشوى بالرضف. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هنداً بنت عتبة - رضي الله عنها! - لما أسلمت أرسلت إليه بجديين مرضوفين وقد. القد: جلد السخلة، أراد: ملء هذا لبناً. وشبه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - تتابع الفتن وفظاعة شأنها بالرضف حيث قال وذكر الفتن: أتتكم الدهيماء ترمي بالنشف ثم التي تليها ترمي بالرضف، والذي نفسي بيده ما أعرف لي ولكم إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها. ضرب رميها بالحجارة مثلاً لما يصيب الناس من شرها، ثم قال: ليس الرأي إلا أن تنجلي عنا ونحن في عدم التباسا بالدنيا كما دخلنا فيها. والمرضافة: الرضف. وفي حديث معاذ - رضي الله عنه - : ضربه بمرضافة - ويروى بالصاد المهملة وهي المطرقة - ، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب و خ ط. وقال أبو عبيدة: يقال: جاء بمطفئة الرضف، قال: وأصلها أنها داهية أنستنا التي قبلها فأطفأت حرها، وقال غيره: مطفئة الرضيف شحمة إذا أصابت الرضفة ذابت فأخمدته. والقول ما قال أبو عبيدة. وقول الكميت: ومَرْضُوْفَةٍ لم تُؤنِ في الطَّبْخِ طاهِياً ... عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حِيْنَ غَرْغَرا المرضوفة في البيت: الكرش تغسل وتنظف وتحمل في السفر، فإذا أرادوا أن يطبخوا وليست معهم قدر قطعوا اللحم والقوه في الكرس، ثم عمدوا إلى حجارة فأوقدوا عليها حتى تحمى ثم يلقونها في الكرش. وقول الكميت أيضاً: أجِيْبُوا رُقى الأسي النِّطَاسيِّ واحْذَروا ... مُطَفِّئةَ الرَّضْفِ التي لا شَوى لها هي الحية التي تمر على الرضف فيطفئ سمه نار الرضف. والرضفة: عظم منطبق على الركبة. وقال الليث: الرضف: عظام في الركبة كالأصابع المضمومة قد أخذ بعضها بعضاً، الواحد: رضفة، ومنهم من يثقل فيقول: رضفة. وقال النضر في كتاب الخيل: وأما رضف ركبتي الفرس فما بين الكراع والذراع؛ وهي أعظم صغار مجتمعه في رأس أعلى الذراع. وقال الليث: الرضفة: سمة تكوى بحجارة حيثما كانت ورضفات العرب أربع: شيبان وتغلب وبهراء وإياد. وقال أبن عباد: رضف بسلحه: رمى به. وقال ابن دريد: رضفة الوسادة: ثنيها. وقال الأزهري: ربما رضفت العرب الماء بالرضف للخيل. والتركيب يدل على إطبقا شيء على شيء. رعفأبن دريد: رعف الرجل يرعف ويرعف رعفاً، والاسم: الرعاف، والرعاف: الدم بعينه. وقال غيره: رعف ؟بالضم - ؛ وهي لغة ضعيفة، ولم يعرف الأصمعي رعف ولا رعف. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : من قاء أو رعف في صلاته فلينصرف وليتوضأ. وأصل الرعف: التقدم؛ من قولهم: فرس راعف: إذا كان يتقدم الخيل، فكأن الرعاف دم سبق فتقدم، قال الأعشى: به يَرْعُفُ اللفَ إذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا وقال ابن دريد: سميت الرماح رواعف لأنها تقدم للطعن، وغن قلت أمها سميت رواعف لأنها ترعف بالدم أي يقطر منها إذا طعن بها؛ كان عربياً جيداً إن شاء الله. وانشد أبو عبيد الهروي: يَرْعُفُ الألْفَ بالمُدَجّجِ ذي القَوْ ... نَسِ حتّى يَؤوبَ كالتِّمْثالِ والمراعف: الأنف وما حواليه، يقال للمرأة: لوثي على مراعفك. وفعل فلان ذاك على الرغم من مراعفه، وهي مثل مراغمه. وأنوف رواعف، قال هدبة: تَضَمَّخْنَ بالجاديِّ حتّى كأنَّما ال ... أُنُوْفُ إذا اسْتَعْرَضْتَهُنَّ رَوَاعِفُ والراعف: طرف الأرنبة. وأنف الجبل، وقال عمرو بن الأشعث بن لجأ: حتّى تَرى العُلْبَةَ في اسْتِوَائها ... يَرْعُفُ أعْلاها من امْتِلائها كالقُطُنِ المَنْدُوْفِ من غُثَائها وقال أبو عمرو: الرعيف: السحاب الذي يكون في مقدم السحابة. وقال الفراء: الرعافي: الرجل الكثير العطاء. وقال ابن العرابي: الرعوف: المطار الخفاف. ويقال: بينا نذكره رعف به الباب: أي دخل، وهو من التقدم، ومنه حديث أبى قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري - رضي الله عنه - : أنه كان في عرس وجارية تضرب بالدف وهو يقول لها: أرعفي؛ أي تقدمي. وقال أبو عبيد: راعوفة البئر وارعوفتها: صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت تكون هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها. ويقال: هي حجر يكون على رأس البئر يقوم عليها المستقي. وفي الحديث: أن سحر النبي - صلى الله عيه وسلم - جعل في جف طلعة ودفن تحت راعوفة البئر، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب. وقال أبن دريد: أرعف فلان فلاناً: إذا أعجله، زعموا، وليس بثبت. وأرعف القربة: أي ملاها، وكذلك العلبة؛ حتى يرعف منها الماء أو ما جعل فيها. وقال ثعلب: استرعف الرجل: إذا استقطر الشحمة وأخذ صهارتها. وفرس مسترعف: أي متقدم سابق. وفي حديث جابر: - رضي الله عنه - : يأكلون من تلك الدابة ما شاءوا حتى ارتفعوا: أي تقدموا وسبقوا، يقول: قويت أبدانهم فركبوا أقدامهم. والتركيب يدل على سبق وتقدم. رغفابن دريد: الرغف: جمعك العجين أو الطين تكتله بيدك، يقال: رغفته أرغفة رغفاً: إذا جمعته، ومنه اشتقاق الرغيف، وجمع الرغيف: أرغفة ورغف ورغف ورغفان وتراغيف - وهذه عن أبن عباد - قال لقيط بن زراة: إنَّ الشِّوَاءَ والنَّشِيْلَ والرُّغُفْ ... والقَيْنَةَ الحسْناءَ والكَأسَ الأنفْ وصِفوَةَ القِدْرِ وتَعْجِيْل الكَتِفْ ... للطّاعِنيْنَ الخَيْلَ والخَيْلُ قُطُفْ ورغفت البعير أرغفه رغفاً: إذا لقمته البزر والدقيق وما أشبه ذلك. وأرغف فلان والغف: إذا حدد نظره. وكذلك أرغف السد وإلغف: إذا نظر نظراً شديداً. وفي النوادر: أرغفت في السير وإلغفت. رففأبن دريد: رف الرجل المرأة يرفها رفاً: إذا قبلها بأطراف شفتيه، وانشد: واللهِ لولا رَهْبَتي أباكِ ... وهَيْبَتي من بَعْدِهِ أخاكِ إذَنْ لَرَفَّتْ شَفَتَايَ فاكِ ... رَفَّ الظِّباءِ ثَمَرَ الأراكِ وسئل أبو هريرة - رضي الله عنه - عن القبلة للصائم فقال: غني لرف شفتيها وأنا صائم، أي أمص وأرتشف. ومنه حديث عبيدة السلماني: وقال له محمد بن سيرين: ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفُّ والاستملاق. أراد بالاستملاق المجامعة. والرف ؟أيضاً - : الإكثار من الأكل، والمرف: المأكل، والرف: المأكل. وروى بعضهم في حديث أم زرع: زوجي عن أكل رف - مكان لف - ، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب غ ث ث. والرف: مصدر رففت الرجل أرفه رفاً: إذا أحسنت إليه أو أسديت إليه يداً. وفي المثل: من حفنا أو رفنا فليترك، وفي مثل آخر: فليقتصد. وقال أبن دريد: الرف المستعمل في البيوت عربي معروف، وهو مأخوذ من رف الطائر، غير أن رف الطائر فعل ممات ألحق بالرباعي فقيل: رفرف إذا بسط جناحيه. والجمع: رفوف ورفاف. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : لقد مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما في رفي إلا شطر شعير. وقال أبن عباس - رضي الله عنهما - : أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحج، فقالت امرأة لزوجها: أحجني، قال: ما عندي، قالت: بع تمر رفك. وقال كعب بن الأشرف: إن رفافي تقصف تمراً من عجوة يغيب فيها الضرس. ورف من ضأن: أي جماعة. والرف: الإبل العظيمة، ومنه الحديث: بعد الرف والوقير، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج و ح. ورف لونه يرف - بالكسر - رفيفاً ورفاً: أي برق وتلألأ، وأنشد أبن دريد: في ظِلِّ أحوى الظِّلِّ رَفّافِ الوَرَقْ وفي حديث عبد الله بن زِمْل الجُهَنِّي - رضي الله عنه - : على مرجٍ لم تَرَ عيني مثله يرف رفيفاً، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ك ب ب. وما أحسن رفَّتَه: أي بَريقه. وقال اللحيانيُّ: يُقال للقطيع من البقر: الرَّفُّ. وحُكِيَ عن الكِسَائي: الرَّفَّةُ: الاختلاجةُ وأنْشَدَ: لم أدرِ ألاّ الظَّنَّ ظَنَّ الغائبِ ... أبِكِ أمْ بالغَيْثِ رَفَّ حاجبي والرَّفَّةُ: الأكلة المُحْكَمَةُ. ويقال لكل مشرفٍ: رَفٌّ وقال أبن عَبّاد: الرَّفُّ أن تأتي المرأة بيتها إذا كان مُشَمَّراً فتزيد في أسفله خِرقَةً من بيوت الشَّعَرِ والوبر، وجمعه: رُفُوْفٌ. قال: والرَّفِيْفُ: الخِصْبُ، والسُّوْسَنُ. والرَّفِيْفُ: الرَّوْشَنُ. وقال شَمر في حديث عقبة بن صوحان: رأيت عثمان - رضي الله عنه - نازلاً بالأبطحِ وإذا فسطاطٌ مضروبٌ وسيفٌ معلق في رفيف الفسطاط وليس عنده سَيَّافٌ ولا جِلْوَاز. رَفِيْفُه: سقفه. وقال في قول الأعشى: وصَحِبْنا من آل جَفْنَةَ أمْلا ... كاً كِراماً بالشَّأْمِ ذاةِ الرَّفِيْفِ أراد: البساتين التي تَرِفُّ بنضارتها واهتزازها، وقيل: ذاةُ الرَّفِيْفِ سفنٌ كان يُعْبِرُ عليها؛ وهي أنْ تُشَدَّ سفينتان أو ثلاث للمَلِكِ. وثوبٌ رَفيْفٌ: نَدٍ. وشجرة رَفِيْفَةٌ: إذا تندت، قال الأعشى يصف ثغر امرأةٍ: ومَهَاً تَرِفُّ غُرُوْبُهُ ... يشفي المُتَيَّمَ ذا الحَرارَهْ وقال أبو عمرو: الرِّفافَةُ التي تُجْعَلُ في أسفل البيضة. وقال ابن دريد : الرُّفَّةُ - بالضم - : حُطامُ التبن أو التبن بعينه. ومن أمثالهم: استغنت التُّفَّةُ عن الرُّفَةِ، وقالوا: التُّفَةُ عن الرُّفَةِ. والرَّفَفُ - بالتحريك - : الرِّقَّةُ، يقال: ثوب رَفِيْفٌ بَيِّنُ الرَّفَفِ. وقال غيره: الرَّفُّ: حظيرة الشاء. ورَفَّ قلبي إلى كذا: أي ارتاح. ورَفَّ فلانٌ بفلانِ: أي أكرمه. ورَفَّتِ الحُوار أُمه: أي رَضِعها. ورَفَّ له: سعى بما عز وهان من خدمةٍ؛ يَرُفُّ ويَرِفُّ، رُفُوْفاً، ورَفِيْفاً عن أبن عباد. ورَفَّ له: أي هشَّ له في تَخَلُّبٍ وخضوع. ورَفُّوا به: أي أحدقوا. والرُّفارِفُ: السريع. والرَّفْرَفُ: ثياب خضر تتخذ منها المحابس، الواحدة: رَفْرَفَةٌ، وبعضهم يجعله واحدا، قال الله تعالى: )مُتَّكِئْين على رَفْرَفٍ خُضْرٍ(، وقيل: الرَّفْرَفُ فضول المحابس، وقال أبو عبيدة: الرَّفْرَفُ: الفًرًشُ، وقيل: الرَّفْرَفُ كل ما فضل فثُنِي. وفي حديث أبن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال في قوله تعالى: )لَقَدْ رأى من آيات رَبِّه الكُبْرى(: رأى رَفْرَفاً أخضر سد الأفق؛ أي بساطاً. والرَّفْرَفُ - أيضا - : كِسْرُ الخِبَاء. ورَفْرَفُ الدرع: ما فضل من ذيلها وتدلى من جوانبها، قال العجّاج: واجتاب بيضاء دِلاصاً زَغَفا ... وبيضة مَسْرُوْدَةً ورَفْرَفا وأنشد أبو عمرو: وإنا لنَزّالُون تغشى نِعَالَنا ... سوابغُ من أصناف ريطٍ ورَفْرَفِ ورَفْرَفُ الأيكة: ما تهدل من أغصانها. ودارَةُ رَفْرَفٍ - قال ثعلبٌ: هذا القول غير أبن الأعرابي، قال: وقال أبن الأعرابي: دارَةُ رُفْرُفٍ بالضم - : في ديار بني نُمَيْرٍ، قال الراعي: رأى ما أرَتْهُ يوم دَارَةِ رَفْرَفٍ ... لتصرعه يوماً هُنَيْدَةُ مصرعا وذَاةُ رَفْرَفٍ: وادٍ لبني سُليمٍ. وقال اللَّيْث: الرَّفْرًفُ: ضرب من السمك. وقال الأصمعي في قول مَعْقِلٍ الهُذلي يصف أسداً ويرثي بالقِطْعَةِ التي منها هذا البيت أخاه عمراً؛ وتُروى القِطْعَةُ للمُعِطَّل الهُذَلي أيضا: له أيكةٌ لا يأمن الناسُ غيبها ... حَمى رَفْرَفاً منها سِبَاطاً وخروعا إن الرَّفْرَفَ شجر مسترسل ينبت باليمن. والرَّفْرَفُ - أيضاً - : الرَّفُّ تُجْعَلُ عليه طرائف البيت. والرَّفْرَاف: طائر؛ وهو خاطف ظله عن أبن سلمة، وربما سموا الظليم بذلك لأنه يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يعدو. وأرَفت الدجاجة على بيضها: بسطت عليه جناحيها. وقال أبن عباد: الرَّفْرَفَةُ: الصوت. ورَفْرَفَ الظَّلِيمُ: إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد أن يقع عليه. وقال أبن عباد: أرْتَفَّ: أي برق. والتركيب يدل على المَصِّ وما أشبهه؛ وعلى الحركة والبريق، وقد شذ عنه الرَّفُّ للقطيع من الإبل والشاء والبقر. رقفأبن الأعرابي: الرُّقُوْفُ: الرُّفُوْفُ، يقال: رأيته يُرْقَفُ من البرد: أي يُرْعَدُ. وقال الأزهري: تَرْقُفُ: أسم امرأة أو بلد، ومنه العباس أبن الوليد التَّرْقُفِيُّ. وقال الأزهري: القَرْقَفَةُ: الرِّعْدَةُ؛ مأخُوذة من الإرْقَافِ؛ كُرِّرت القاف في أولها، فعلى ما ذكر الأزهري وزنه عَفْعَلٌ وهذا الفصل موضع ذكره لا فصل القاف. وقال أبو مالك: أُرْقِفَ الرجل - على ما لم يُسَمَّ فاعله - وقف قُفُوْفاً: وهما القشعريرة. ركفشَمِرٌ: ارتكف الثلج: إذا وقع فثبت في الأرض. رنفأبو عبيد: الرَّنْفُ والرَّنَفُ: بَهْرَامَجُ البر، وقال غيره: الرَّنْفُ: من شجر الجبال. وفي مقتل تأبط شراً: أن الذي رماه لاذ منه بِرَنْفَةٍ؛ فلم يزل تأبط شراً يخذِمُها بالسيف حتى وصل إليه فقتله ثم مات من رميته، قال أوس بن حجر يذكر نبعة: تعلمها في غِيْلِها وهي حظوةٌ ... بوادٍ به نبع طوال وحثيل وبانٌ وظَيَّانٌ ورَنْفٌ وشَوحَطٌ ... ألفُّ أثْيِتٌ ناعِمٌ مُتَغَيّلُ أي صار غيلاً، ويُرْوَى: " مُتَعَبِّلُ " أي قد سقط ورقه. وهذه كلها من شجر الجبال. وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: أخبرني أعرابي من أهل السَّرَاةِ قال: الرَّنْفُ هو هذا الشجر الذي يقال له الخِلاَفُ البَلْخِيُّ وهو بعينه. والرَّنْفُ: ما ينضم ورقه إلى قضبانه إذا جاء الليل وينتشر بالنهار. والرَّانِفَةُ: أسفل الألْيَة وطرفها الذي يلي الأرض من الإنسان إذا كان قائماً، وقيل: الرّانِفَةُ ما سأل من الألْيَةِ على الفخذين، وفي حديث عبد الملك بن مرْوان أنه قال له رجل : خرَجتْ بي قَرْحَةٌ؛ فقال: في أي موضع من جسدك؟ قال: بين الرّانِفَةِ والصفن، فأعجبه حُسْنُ ما كنَى، قال عنترة بن شداد يهجو عمارة بن زياد العبسي: مَتَا ما تلقني فَرْدَيْنِ ترجف ... رَوَانِفُ ألْيَتَيْكَ وتُسْتَطارا وقال أبو حاتم: رانِفَةُ الكبد: ما رَقَّ منها. وقال اللِّحْياني: رَوَانِفُ الأكمام رؤوسها. والرّانِفَةُ أيضاً: طرف غضروف الأذن، وألْيَةُ اليد، وجُلَيْدَةُ طرف الروثة. والرَّوَانِفُ: أكسيةٌ تُعَلَّق إلى شقاق بيوت الأعراب حتى تلحق بالأرض، الواحدة: رَانِفَةٌ. وقال أبن عباد: رَانِفُ كل شيء: ناحيته. والمِرْنَافُ: سيف الحَوْفَزَانِ بن شريك، وهو القائل فيه: إن يكن المِرْنَافُ قد فل حَدَّه ... جِلادِي به في المأزقِ المتلاحمِ تَوَارَثَه الآباء من قبل جُرْهم ... فأردفه قدّي شؤونَ الجمَاجِمِ وأرنفت الناقة بأذنيها: إذا أرْخَتْهُما من الإعياء، وفي الحديث: أنه كان إذا نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي وهو على القصواء تذرف عيناها وتُرْنِفُ بأذُنَيْها من ثقل الوحي. وقال أبن عبّاد: أرْنَفَ البعير: إذا سار فحرَّك رأسه فتقدمت جِلْدَةُ هامته. وجاءني الرجل مُرْنِفاً: أي مسرعاً. والتركيب يدل على ناحية من الشيء. روفأبن الأعرابي: الرَّوْفَةُ الرحمة. وقال ابن دريد: الرَّوْفُ مصدر رافَ يَرُوْفُ رَوْفاً لمن ترك الهمز، قال: وقال قوم: بل الرَّوْفُ من السكون وليس من قولهم: رَؤُفٌ رحيم؛ ذاك من الرَّأْفَةِ ؟مهموز - ، إلا أنه في لغة من لم يَهْمِزْ: رَوْفٌ، وقرأ الحسن البصري والزُّهري: )لَرَوُفٌ( بالتليين، وظنه بعضهم أنهما قرآه بالواو؛ وهو وَهمٌ، لأن الكلمة مهموزة، والهمز المضموم إذا لُيِّنَ أشبه بالواو، وقرأ أبو جعفر: " لَرَوُوْفٌ " بتليين همزة مُشْبعةٍ. ورَافَ يَرَافُ - مثال نالَ يَنَالُ - لغة في رَأفَ يرْأفُ، ويُروَى قول القطامي: وراف سُلافٍ شعشع التَّجْرُ مزجها ... لِنُحمى وما فينا عن الشُّربِ صادفُ بالهمز وتركه، ويفسرونه بالخمر، والرواية الصحيحة: ورَاحٍ. رهفابن دريد: الرُّهَافَةُ - بالضم - : موضع زعموا. وقال غيره: رَهُفَ الشيء - بالضم - يَرْهُفُ رَهَافَة ورَهَفاً؛ فهو رَهِيْفٌ، ورَهَفْتُ السيف رَهْفاً: دققته؛ فهو رَهِيْفٌ ومَرْهُوْفٌ. وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - وذكر مجيء عامر بن الطفيل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وكان عامر مَرْهُوْفَ البدن. أي مُرْهَفَه دقيقه. وأرْهَفْتُ سيفي: أي رقَّقتُ شفرتيه. وقال ابن دريد: فرس مُرْهَفٌ: خامص البطن متقارب الضلوع، وهو عيب. ريفالرِّيْفُ: أرض فيها زرع وخصب. وقال الليث: الرِّيْفُ الخصب والسعة في المأكل والمشرب. وقال غيره: الرِّيْفُ ما قارب الماء من أرض العرب. وقال غيره: الرِّيْفُ حيث تكون به الخضر والمياه والزروع. ورَافَ البدوي يَرِيْفُ: إذا أتى الرِّيْفَ، قال: جوابُ بيدٍ ألِفٌ عزُوْفُ ... لا يأكل البَقْلَ ولا يَرِيْفُ ولا يرى في بيته القَلِيْفُ ورَافَتِ الماشية: إذا رعت الريف. وذكر الأزهري: الرّاف الخمر؛ في هذا التركيب. وأرض رَيِّفَةٌ ؟بتشديد الياء - أي خصبة. وأرَافَتِ الأرض وأرْيَفَتْ: إذا أخصبت. وأرْيَفْنَا: أي صرنا إلى الريف. وتَرَيَّفْنا: أي حضرنا القرى ومعين الماء. وقال ابن عبّاد: رَايَفَ للظِّنَّةِ: أي قارَفَها وطَنَّفَ لها. والتركيب يدل على خصبٍ وخيرٍ. زأفابن دريد: زَأفْتُ الرجل أزْأفه زَأْفاً: إذا أعجلته، وهو الزُّؤافُ. وقال الكِسَائي: موت زُؤافٌ وزُعَافٌ وزُؤامٌ: أي وحي، وكذلك السم. وأزْأفْتُ عليه: أي أجهزت عليه. وأزْأفَ فلاناً بطنه: أي أثقَلَه فلم يقدر أن يتحرك. زحفزَحَفَ إليه يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوْفاً وزَحَفَاناً: مشى. والزَّحْفُ: الجيش يَزْحَفُوْنَ إلى العدو. وقوله تعالى: )إذا لَقِيْتُم الذين كفروا زَحْفاً( أي لقيتموهم زاحِفِيْنَ؛ وهو أن يَزْحَفُوا إليهم قليلاً قليلا. ويقال: زَحَفَ الدَّبى: إذا مضى قدماً. والزّاحِفُ: السهم الذي يقع دون الغرض ثم يَزْحَفُ إليه، والصبي يَزْحَفُ على الأرض قبل أن يمشي، والبعير إذا أعيا فجر فِرْسِنَه؛ يقال: هو يَزْحَفُ وهي ابل زواحف؛ الواحدة: زاحِفَةٌ، قال الفرزدق: مُسْتَقْبلين شمال الشَّأْم تضرِبُنا ... بحاصبٍ كنديف القطن منثورِ على عمائِمنا يُلقى وأرْحُلِنا ... على زَوَاحِفَ نُزْجيها مَحَاسِيرِ ومَزَاحِفُ السحاب: حيث وقع قطره وزحف إليه، قال أبو وجزَةَ: أخلى بلِيْنَةَ والرَّنْقَاءِ مرتعه ... يقرُو مَزَاحِفَ جَونِ ساقط الرَّبَبِ أراد: ساقط الرباب؛ فقصره. وكذلك مَزَاحِفُ القوم، قال ساعدة بن جؤية الهذلي: أنحى عليها شُرَاعِيّاً فغادرها ... لدى المَزَاحِفِ تلّى في نضوخِ دمِ والمُزَيْحِفَةُ: من قرى زَبِيْدَ. وزُحَيْفٌ - مصغراً - : جبل بين ضريَّةَ ومغيب الشمس وبجانبه بئر يقال لها بئر زُحَيْفٍ، قال: نحن صبحنا قبل من يُصَبِّحُ ... يوم زُحَيْفٍ والأعادي جُنَّحُ كتائباً فيها بُنُود تلمحُ والزَّحُوْفُ من النوق: التي تجر رجيلها إذا مشت. ونار الزَّحْفَتَيْنِ: نار الشِّيحِ والألاء، لأنه يُسرِعُ الاشتعال فيهما، وقيل لامرأة من العرب: ما لنا نراكُنَّ رُسحاً؟ قالت: أرسَحَتنا نار الزَّحْفَتَيْنِ، أي نار العَرفَج لأنها سريعة الالتهاب؛ فحين تلتهب تَتَنَجّى فإذا خمدت رجعت إليها. وقال ابن عبّاد: الزَّحَنْفَفَةُ من الرجال: الذي يكاد عُرْقُوْباه يصطكان، وهو - أيضاً - الذي يزْحَفُ على الأرض. ورجل زُحَفَةٌ زُحَلَةٌ ؟كتُؤَدةٍ - : لا يسيح في البلاد. وقد سموا زاحِفاً وزَحّافاً - بالفتح والتشديد - . وأزْحَفَ البعير: أعْيا فهو مُزْحِفٌ؛ وإذا كان ذلك عادته فهو مِزْحَافٌ، قال العجاج يصف الكلاب والثور: وأوغَفَتْ شوارعاً وأوغَفا ... مِيْلين ثم أزْحَفَتْ وأزْحَفا وفي الحديث: وأن راحلته أزْحَفَتْ من الإعياء: أي قامت منه، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان - رضي الله عنه - : كأنهن بأيدي القوم في كَبدٍ ... طيرٌ تكشف عن جون مَزَاحِيْفِ وأزْحَفَ لنا بنو فلان: صاروا زَحفاً. وقال أبو الصقر: أزْحَفَ الرجل: إذا انتهى إلى غاية ما طلب وأراد. وقال ابن دريد: تَزَاحَفَ القوم في القتال: إذا تَدَانَوا. والزَّحَاف في الشِّعر: أن يسقط بين الحرفين حرف فَزَحَفَ أحدهما إلى الآخر، يقال: شِعرٌ مُزَاحَفٌ. وتَزَحَّفَ إليه: تمشّى، قال: لِمَن الظَّعائن سيرهن تَزَحُّفُ ... عوم السَّفِيْنِ إذا تقاعس يحذَفُ وكذلك أزْدَحَفَ. والتركيب يدل على الاندفاع والمضي قدماً. زحقفأبو زيدٍ: الزَّحَنْقَفُ - مثال جَحَنْفَلٍ - : الذي يَزْحَفُ على أسْتِه، والقياس من جهة الاشتقاق: الزَّحَنْفَفُ - بفاءين - ، قال الأغلب: طلة شيخٍ أرسحٍ زَحَنْقَفِ ... له ثنايا مثلُ حَبِّ العُلَّفِ فبَصُرَتْ بناشئٍ مهفهفِ ... يبتَزُّها الأمرَ إذا لم تحلفِ وقوله: " أرْسَحٍ " يُقَوّي كونه بفاءين، وذكره الأزهري في الخماسي، ولو كان بفاءين لكان موضع ذكره الثلاثي. زحلفالأصمعي: الزُّحْلُوْفَةُ: آثار تزلج الصبيان من فوق التل إلى أسفله، وهي لغة أهل العالية، وتميم تقوله بالقاف، قال الكُمَيْتُ: ووصلهنَّ الصِّبى إن كنتَ فاعلهُ ... وفي مقام الصِّبى زُحْلُوْفَةٌ زَلَلُ يقول: مكان الصِّبى مَزِلَّةٌ بمنزلة الزُّحْلُوْفَةِ، وقال آخر: لِمَن زُحْلُوْفَةٌ زُلٌّ ... بها العينان تنهلُّ وقال أوس بن حجر: يُقَلِّبُ قَيْدُوداً كأن سراتها ... صفا مُدْهُنٍ قد زَلَّقَتْه الزَّحالِف المُدْهُنُ: نُقرَةٌ في الجبل يَستنقِعُ فيها الماء، قال مزاحم العُقيلي: بَشَاماً ونبعاً ثم مِلْقى سِبالِهِ ... ثِمادٌ وأوشالٌ حمتها الزَّحالِفُ والزَّحالِفُ: دواب صغار لها أرجل تُشبِهُ النمل. وقال ابن عباد: حُمرٌ زَحَالِفُ الصُّقْلِ: أي مُلْسُ مالبطون سِمانٌ. قال: والزُّحْلُوْفُ: الصفا الأملس يُشبَّهُ المَتْنُ السمين به، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي: ومَتنانِ خظاتان ... كَزُحْلُوْفٍ من الهضب والزِّحْلِيْفُ: المَزْلَقَةُ. والزَّحْلَفَةُ: كالدحرجة والدفع، يقال: زَحْلَفْتُه فتَزَحْلَفَ، قال العجّاج: والشمسُ قد كادت تكون دنَفَا ... أدفعها بالراحِ كي تَزَحْلَفا والزَّحْلَفَةُ في الكلام: السرعة فيه. وزَحْلَفْتُ الإناء: مَلأتُه. وزَحْلَفْتُ له عشرة: أعطيتها إياه. وإزْحَلَفَّ وازْلَحَفَّ: إذا تنحى. زخرفالزُّخْرُفُ: الذهَبُ، قال الله تعالى: )أو يكون لكَ بيت من زُخْرُفٍ(، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه لم يدخُل الكعبة يوم الفتح حتى أمر بالزُّخْرُفِ فَمُحيَ وأمر بالأصنام فَكُسِرتْ. أراد النقوش والتصاوير التي زُيِّنَتْ بها الكعبة وكانت بالذهب. وقوله تعالى: )زُخْرُفَ القولِ غُرورا( أي زِيْنتَه وحُسْنَه بترقيشِ الكذب، ومنه قوله تعالى: )إذا أخذت الأرضُ زُخْرُفَها( أي تَزَينتْ بألوان نباتِها، والزُّخْرُفُ كمال حُسْنِ الشيء. وقال الليث: الزَّخارِفُ: ما يُزَخْرَفُ به السُّفُنُ. والزَّخارِفُ: دويبات تطير على الماء ذوات أربع مثل الذباب. وزَخارِفُ الماء: طَرَائقُه. وزَخْرَفْتُ الشيء: زَيَّنْتُه، قال العجاج: يا صاح ما هاج العيون الذُّرَّفا ... من طلل أمسى تخال المصحفا رُسُومه والمُذهَبَ المُزَخْرَفا وتَزَخْرَفَ الشيء: تَزَيَّنَ. زخفالخارْزَنْجِيُّ: الزَّخِيْفُ مثل الجَخِيْفِ: وهو الكِبْرُ والزَّهْوُ؛ والفخر أيضاً، وقال الأزهري: يقال زَخَفَ يَزْخَفُ: إذا فَخَرَ، ورجل مِزْخَفٌ: فخورٌ، قال المُعَطلُ الهُذليُّ يخاطب عامر بن سدوسٍ الخناعي: وأنت فتاهُم غير شكٍ زعمتَهُ ... كفى بكَ ذا بَأْوٍ بنفسك مِزْخَفا وقال ابن الأعرابي: التَّزْخِيْفُ أخذ الإنسان عن صاحبه بأصابعه البَشِيْذَقَ. وقال ابن عباد: التَّزْخِيْفُ في الكلام: الإكثار منه. والتَّزَخُّفُ: التَّحَسُّنُ والتَّزَيُّنُ. زدفابن عباد: أزْدَفَ الليل: بمعنى أسْدَفَ. زرفابن دريد: الزيادة في الشيء، يقال زَرَفَ الرجل في حديثه: إذا زاد فيه. وقال غيره: زَرَفَتِ الناقة: أسرعت، وكذلك زَرَفَتْ، فهي زَرُوْفٌ ورَزُوْفٌ. وقال الليث: ناقة زَرُوْفٌ: طويلة الرجلين واسعة الخطو. وقال ابن فارس: زَرَفَ إذا قَفَزَ. والمَزْرَفَةُ: من قرى بغداد. وقال ابن الأعرابي: زَرَفْتُ إليه ورَزَفْتُ إليه: أي تقدمت إليه. وزَرِفَ الجرح - بالكسر - زَرَفاً - بالتحريك - أي غَفَرَ وانتفضَ بعد البُرْء. والزَّرَافَةُ - بالفتح - : الجماعة من الناس، وكان القَنَاني يقولها بتشديد الفاء، قال قريط بن أُنَيْفٍ: قومٌ إذا الشرُّ أبدى ناجِذَيْهِ لهم ... طاروا إليه زَرَافاتٍ ووُحدانا وفي حديث الحجاج: إياي وهذه السُّقَفَاء والزَّرَافاتِ؛ فإني لا أأْخُذُ أحداً من الجالسين في زَرَافَةٍ إلا ضربت عنقه. وقال ابن دريد: الزُّرَافَةُ - بضم الزاي - : دابة، ولا أدري أ عربية صحيحة أم لا؟ قال: وأكثر ظني أنها عربية؛ لأن أهل اليمن يعرفونها من ناحية الحبشة. وقال غيره: هي الزَّرَافَةُ والزُّرَافَةُ بالفتح والضم والفاء تُشدَّدُ وتُخَفَّفُ في الوجهين. ويقال لها بالفارسية: شُتُرْكاوْبِلَنْك: أي فيها مشابه من البعير والبقر والنمر. وقال أبو مالك: الزَّرّافات - بالفتح وتشديد الراء وتخفيف الفاء - : المَنَازِف الذي يُنْزَفُ بها الماء للزرع وما أشبه ذلك، وأنشد: من الشام زَرّافاتُها وقصورها وأزْرَفْتُ الناقةَ: حَثَثْتُها، قال: يُزْرِفُها الإغواء أي زَرْفِ وقال ابن الأعرابي: أزْرَفَ الرجل: إذا اشترى الزُّرَافَةَ. قال: وأزْرَفَ وأرْزَفَ: إذا تقدم. والتَّزْريْفُ: الزيادة في الحديث كالزَّرْفِ، وقال الأصمعي: كان يقال إن ابن الكلبي كان يُزَرِّفُ في الحديث: أي يزيد فيه. وإذا ذرع الررجل ثوباً فزاد قيل: زَرَّفْتَ وزَلَّفْتَ. وزَرَّفَ على الخَمسِينَ: إذا أربى عليها. وزَرَّفْتُ الرجل عن نفسي: أي نَحَّيْتُه. وخِمْسٌ مُزَرِّفٌ: أي متعب، قال مُلَيْحُ بن الحكم الهُذلي: فراحوا بريداً ثم أمسوا بِشلَّةٍ ... يسير بها للقوم خِمسٌ مُزَرِّفُ والتَّزْرِيْفُ - أيضاً - : التنفيذ. وانْزَرَفَتِ الريح: مضت؛ والقوم: ذهبوا مُنْتَجِعين. والإنْزِرَافُ: النفوذ. والتركيب يدل على سعيٍ وحركة. زرقفابن دريد: الزَّرْقَفَةُ: السرعة، وقال غيره: ازْرَنْقَفَتِ الإبل وادْرَنْقَفَتْ: أي اسرعت. زعفزَعَفَه يَزْعَفْه زَعْفاً: أي قتله مكانه. وسم زُعافٌ وزُؤافٌ وذُعَافٌ: أي قاتلٌ، وكذلك موت زُعَافٌ. وقال ابن الأعرابي: الزُّعُوْفُ: المَهَالِك. وقال أبو عمرو: المِزْعافَةُ والمِزْعامَةُ: الحية. وقال ابن عباد: حِسيٌ مَزْعَفٌ: ليس بعذبٍ. وقال ابن فارس: زَعَفَ في حديثه: أي كَذَبَ. وقال الخَارْزَنْجِي: أزْعَفْتُ عليه: أجهزت عليه، وموتٌ مُزْعِفٌ: قاتل. وقال الأصمعي: سيفٌ مُزْعِفٌ: لا يُطني أي لا يُبقي. وقال الأزهري: كان عبد الله بن سَبْرَةَ أحد الفُتاك في الإسلام، وكان له سيفٌ سماه المُزْعِفَ، وفيه يقول: عَلَوتُ بالمُزْعِفٍ المأثورِ هامتهُ ... فما استجاب لداعِيْهِ وقد سَمِعا قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قرأت في كتاب السيوف لأبن الكَلْبيِّ بخطِّ محمد بن العباس اليزيدي: المُرْعِف؛ وتحت الرّاء علامة نُقْطةٍ احترازا من الزاي. وقال الأصمعي: أزْعَفْتُه وازْدَعَفْتُه: إذا أقْعَصْته. زعنفالزِّعْنِفَةُ: - بالكسر - : القصير. والزِّعْنِفَةُ: طائفة من كل شيء، والجمع: زَعَانِفُ. وإذا رأيت جماعةً ليس أصلهم واحداً قلت: إنما هم زَعانِفُ، بمنزلة زَعانِفِ الأديم وهي في نواحيه حيث تُشَدُّ فيه الأوتاد إذا مدَّ في الدباغ. وفي حديث عمرو بن ميمون: إياكم وهذه الزَّعانِيْفَ مالذين رغبوا عن الناس وفارقوا الجماعة. وقال المبرد: الزَّعانِفُ أصلها أجنحة السمك، فقيل للأدعياء: زَعَانِفُ لأنهم التصقوا بالصميم كما التصقت تلك الأجنحة بعظم السمك، وأنشد لأوس بن حجر يصف حماراً: فما زال يفري البيد حتى كأنما ... قوائمه في جانبيه الزَّعانِفُ والياء في قول عمرو في الزَّعانِيْفِ إشباع كسرةٍ، وأكثر ما تجيء في الشِّعر. وقال ابن الأعرابي: الزَّعانِفُ ما تَخَرَّقَ من أسافل القميص يُشَبَّهُ به رذال الناس، وأنشد لمزاحم العقيلي: وطِيرِي بمِخْرَاقٍ أشمَّ كأنه ... سليمُ رِماحٍ لم تلده الزَّعانِفُ طِيرِي: أي اعلقي، والمِخْرَاقُ: الكريم لم تنله زَعَانِفُ النساء أي لم يتزوج لئيمة قط، سليم رِماحٍ: أي قد أصابته الرِّماح مثل سليم الحَيَّةِ. وزَعْنَفْتُ العروس وزَهْنَعْتُها: إذا زينتها. زغرفابن عباد: بحرٌ زَغْرَفٌ: كثير الماء. وقال الأصمعي في قول مزاحم العقيلي: كصَعْدَةِ مُرّانٍ جرى تحت ظلها ... خليج أمدَّتْهُ البحار الزَّغارِفُ ويُروي " الزَّعارِفُ " مهملة، وروى أبو حاتم: " المَحَاذِفُ " وقال: لا أعرف الزَّغارِفَ ولا الزَّعارِف. زغفابو عمرو: الزَّغْفُ: السحاب الذي قد هَرَاقَ ماءه وهو مجلل السماء. والزَّغْفَةُ والزَّغَفَةُ ؟تُسكَّنُ وتحرك - : الدرع اللينة، وقال الشيباني: الواسعة، وقال الليث: المحكمة، يقال، درع زَغْفٌ ودُرُوْعٌ زَغْفٌ، وقال ابن دريدٍ: وإن جُمِعَتْ على أزغافٍ وزُغُوْفٍ كان عربياً، إن شاء الله تعالى. وقال غيره: الجمع زَغْفٌ وزَغَفٌ، قال طريف بن تميم العنبري: تحتي الأغرُّ وفوق جِلدِي نثرة ... زَغْفٌ ترُدُّ السيف وهو مُثَلمُ وقال الربيع بن أبي الحُقيق. رُبَّ عَمٍّ لي لو أبصرته ... حَسَنِ المشية في الدرع الزَّغَفْ وقال ابن شُمَيْلٍ: الزَّغَفُ: الرقيقة الحسنة السلاسل. وقال الليث: رجل مِزْغَفٌ: وهو الجَزّاف المنْهُوْمُ الرغيب يَزْدَغِفُ كل شيء. والزَّغَفُ: دُقَاقُ الحطب. وقال الدينوري: الزَّغَفُ: أطراف الشجرالضعيفة؛ الواحدة: زَغَفَةٌ، قال: وقال لي بعض بني أسدٍ: يقال لأعالي الرِّمثِ الزَّغَفُ وذلك إذا عسا؛ قال: وحينئذ يُتَّخَذُ منه القِلي، قال: وقال بعض الرُّواة: الزَّغَفُ حطب العرفج من أعاليه وهو أخبثه وأردوه، وخشب العرفج ضِرَامٌ لا جمر له. وقال أبو زيد: زَغَفَ لنا مالاً كثيراً: أي غَرَفَ. وقال ابو مالك: رجل زَغّافٌ وقد زَغَفَ كلاماً كثيراً: إذا كان كثير الكلام. وقال ابو عبيدة: زَغَفَ لنا فلان في الحديث: إذا حدث فزاد فيه وكذب. وقال أبن السِّكِّيت: أظن اشتقاق الزَّغْفِ للدرع الواسعة الطويلة اللينة من هذا. وازْدَغَفَ: أي أخذ كثيراً. والتركيب يدل على سعة وفضل. زففزَفَفْتُ العروس إلى زوجها أزفُّها: أي هديتها: زَفّاً وزِفافاً. وقال ابن دريد: يقال جئتك زَفَّةً أو زَفَّتَيْنِ - بالفتح - : أي مرة أو مرتين. ويقال: زَفِيْفُ الظَّليم ابتداء عدوه، يقال: زَفَّ الظليم يَزِفُّ - بالكسر - زَفيْفاً: أي أسرع، وكذلك زَفَّ القوم في مشيتهم، قال الله تعالى: )فأقْبَلُوا إليه يَزِفُّونَ( أي يُسرعون إلى إبراهيم - صلوات الله عليه - . وكذلك الزَّفُّ، وأنشد أبن دريد. فطالما سُقْنا المَطِي زَفْا ... ليلاً وانتِ تقرعين الدُّفّا وتخضبينَ معصماً وكَفّا ويقال للطائش الحِلْمِ: قد زَفَّ رَأْلُه. والريح تَزِفُّ: وهو هبوب ليس بالشديد ولكنه في ذلك ماضٍ. وقال الليث: زَفَّ الطائر في طيرانه زَفِيْفاً: إذا ترامى بنفسه، قال: وترى المُكّاءَ فيه ساقطاً ... لَثِقَ الريش إذا زَفَّ زقا وقوله: زَفِيْفَ الزُّبانى بالعجاج القواصف يصف هبوب الريح عند طلوع زُبانى العقربِ. ويقال للنعامة زَفُوْفٌ لسرعتها، قال الحارث بن حِلِّزَةَ اليشكري: بِزَفُوْفٍ كأنها هِقْلَةٌ أُم ... مُ رِءالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ ويروى: " سَفْعَاءُ " أي سوداء، شبَّه ناقته بالنعامة. والزَّفُوْفُ - أيضاً - : فرسٌ كان للنعمان بن المنذر. والزَّفْزَفُ والزَّفْزَافُ: النعام الذي يُزَفْزِفُ في طيرانه، أي يُحَرِّكُ جناحيه ويعدو؛ وهو أول عدوها. وقال غيره: الزَّفْزَافَةُ: الريح التي تَسمَع لها صوتاً، قال مُزاحم العقيلي: صَبَاً وشمالاً نَيْرَجاً تعتَقِيْهما ... عَثانِيْنُ نوبات الجنوب الزَّفازِفِ وريح زَفْزَفٌ: سريعة، قال الأخطل: كأن ثياب البربري تطِيْرُها ... أعاصير ريحٍ زَفْزَفٍ زَفَيَانِ ويُروى: زَفْزَفَتْ. وقال ابن دريد: ريح زَفْزَفٌ وزَفْزَافٌ وزَفْزَافَةٌ: إذا كانت شديدة الهبوب دائمته. وقال أبن عباد: الزَّفْزَفُ والزَّفْزَافُ: الخفيف. وقال غيره: الزُّفَّةُ - بالضم - : الزُّمْرَةُ، ومنها حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صنع طعاماً في تزويج فاطمة - رضي الله عنها - وقال لبلالٍ - رضي الله عنه - : أدخلِ الناس عَلَيَّ زُفَّةً زُفَّةً. أي زُمْرَةً بعد زمرة. والمِزَفَّةُ: المِحَفَّة التي تُزَفُّ فيها العروس. وقال ابن عباد: الأزَفُّ والزِّفّانيُّ: السريع. وقال غيره: زَفَّ البرق: لمع. والزِّفُّ - بالكسر - : صغار ريش النعام والطائر. وقال ابن دريد: الزِّفُّ ريشٌ صِغار كالزغب تحت الريش الكثيف، قال: وقال بعض أهل اللغة: لا يكون الزِّفُّ إلا للنعام. وقال غيره: يقال هَيْقٌ أزَفُّ بَيِّنُ الزَّفَفِ: أي ذو زِفٍّ مُلتفٍّ. وأزْفَفْتُ العروس: مثل زَفَفْتُها. وأزَفَّ البعير: حمله على الزَّفِيْفِ. وقرأ الأعمش: )فأقْبَلُوا إليه يُزِفُّون( بضم الياء، ومعناه يجيئون على هيئة الزَّفِيْفِ بمنزلة المَزْفُوْفَةِ على هذه الحال. وقال الفرّاءُ: زَفَّ وأزَفَّ بمعنىً. وقال ابن عبّاد: أُزِفَّتِ العروس: مثل زُفَّتْ. وقال الليث: الزَّفْزَفَةُ تحريك الريح الحشيش وصوتها فيه، قال العجّاج: تَسْمَعُ للحلي إذا ما وَسْوَسا ... والتَجَّ في أجيادِها وأجْرَسا زَفْزَفَةَ الريح الحصاد اليَبَسا وقال ابن عباد: الزَّفْزَفَةُ شدة الجري. وقال غيره: الزَّفْزَفَةُ من سير الإبل: فوق الخَبَب، قال أمرؤ القيس: لَمّا ركبنا رَفَعْناهُنَّ زَفْزَفَةً ... حتى احتوينا سَوَاماً ثم أربابَهْ وقال ابن دريد: يقال سَمِعتُ زَفْزَفَةَ الموكب: إذا سمعت هَزِيْزَه. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: مالك يا أُمَّ السائبِ أو يا أُمَّ المُسَيَّبِ تُزَفْزَفِيْنَ؟ قالت: الحِمى لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحُمّى فإنها تُذهب خطايا بني آدم كما يُذْهِبُ الكِيْرُ خَبَثَ الحديد. أي تُرْعَدِيْنَ، وإن رُوِيَ " تَزَفْزَفِيْنَ " بفتح التاء فمعناه: ترتعدين. وقال ابن عباد: اسْتَزَفَّه السيل: اسْتَخَفَّه فذهب به. وازْدَفَفْتُ الحِمْلَ: احتملته. والتركيب يدل على خِفَّةٍ في كل شيء. زقفابن عباد: الزَّقْفُ: التَّلَقُّفُ. وقال ابن دريد: الزُّقْفَةُ - بالضم - : من قولهم هذه زُقْفَتي أي لُقْفَتي التي التقفتها بيدي. وفي حديث عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أنه قال: لمّا اصطفَّ الصَّفان كان الأشْتَرُ زُقْفَتي منهم، فائْتَخَذْنا، فوَقَعْنا إلى الأرض، فقلت: اقْتُلُوني ومالكا. أي أخذ كل واحدٍ منا صاحبه. ورُوِي أن الأشتر دخل على عائشة - رضي الله عنها - فقالت: يا أشْتَرُ أنت الذي أرَدْتَ قتل ابن أُختي؛ وكان قد ضرَبَه ضَرَبةً على رأسه، فقال: أعائش لولا أنني كُنتُ طاويا ... ثلاثا لألفيت لبن أختك هالكا غَدَاةَ يُنادي والرِّمَاحُ تنوشُهُ ... بآخر صوتٍ: اقتُلُوني ومالكا والازدِقافُ والتَّزَقُّفُ: التَّلَقُّفُ. وقال شَمِرٌ: يقال تَزَقَّفْتُ الكرة وتَلَقَّفْتُها بمعنى واحد، وهما أخذها باليد أو بالفم بين السماء والأرض. وعن معاوية - رضي الله عنه - : أنه لمّا بلغه أن عمر - رضي الله عنه - تولى الخلافة قال: لو بلغ هذا الأمر إلينا بني عبد منافٍ تَزَقَّفْنَاه تَزَقُّفَ الأُكْرَةِ. أي الكرة، والكرة أعْرَبُ، وقد جاءت الأُكْرَةُ في الشِّعر، قال: تبِيْتُ الفِرَاخُ بأكْنافِها ... كأن حواصِلَهُنَّ الأُكَرْ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : يأخذ الله السماوات والأرض بيده يوم القيامة ثم يَتَزَقَّفُها تَزَقُّفَ الرُّمّانةِ. وقول مزاحم العقيلي: ويُضْرِبُ إضراب الشُّجَاعِ وعنده ... إذا ما التقى الزَّحْفَانِ خَطْفٌ مُزَاقِفُ زلحفازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ وتَزَلْحَفَ وتَزَحْلَفَ: أي تَنحى. وفي حديث سعيد بن جبير: ما ازْلَحَفَّ ناكح الأمَةِ عن الزِّنى إلا قليلا، لأن الله تعالى يقول: )وأن تَصْبِروا خيرٌ لكم(. وزَلْحَفَه وزَحْلَفَه: أي نَحّاه. زلفابن دريد: الزَّلَفُ - بالتحريك - : القُرْبَةُ. وقال غيره: الزَّلَفَةُ - بالتحريك - : المَصْنَعََةُ المَمْتلئة، والجمع: زَلَفٌ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه ذكر ياجوج وماجوج وأن نبي الله عيسى - عليه السلام - يُحْصَر هو وأصحابه فيرغب إلى الله فيُرْسَلُ عليهم النَّغَفُ في رقابهم فيُصبِحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ ثم يرسل الله مطراً فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفَةِ. قال القُتبي: وقد فُسِّرَتِ الزَّلَفَةُ في الحديث أنها المحارة وهي الصدفة، قال: ولست أعرف هذا التفسير إلا أن يكون الغدير يُسمى محارةً؛ لأن الماء يَحُور إليه ويَجْتَمع فيه، فتكون بمنزلة تفسيرنا، وقال لَبيد - رضي الله عنه - : حتى تحيَّرَتِ الدِّبَارُ كأنها ... زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتبُها المَحْزومُ وقال ابن الأعرابي: الزَّلَفَةُ: وجه المرآة. وقال الكسائي: هي المِرآةُ؛ كذا تُسمِّيْها العرب، والجمع: زَلَفٌ، وأنشد: يقذف بالطَّلْحِ والقَتَادِ على ... مُتُونِ رَوْضٍ كأنها زَلَفُ وقال أبو حاتم: لم يدرِ الأصمعي ما الزَّلَفُ ولكن بلغني عن غيره أن الزَّلَفَ الأجاجِيْنُ الخضر. وكذا قال ابن دريد وقال: هكذا أخبرني أبو عثمان عن التَّوَّزيِّ عن أبي عبيدة، قال: وقد كنت قرأتُ عليه في رَجَز العماني: حتى إذا ماءُ الصَّهَارِيجِ نشفْ ... من بعدِ ما كانت مِلاءً كالزَّلَفْ وصار صلصال الغديرِ كالخَزَفْ قال: فسألته عن الزَّلَفِ فذكر ما ذكرته لكَ آنِفاً، وسألت أبا حاتمِ والرِّياشيَّ فلم يُجِيْبافيه بشيءٍ. وقال الليث: الزَّلَفَةُ: الصَّحْفَةُ، وجمعها زَلَفٌ. قال: والمَزْلَفَةُ: قرية تكون بين البَر وبلاد الريفِ، والجميع: المَزَالِفُ، وقال أُذَيْنَةُ العبدي: حججتُ من رأس هرٍ أو خارَكَ أو بعض هذه المَزَالِفِ فقلتُ لِعُمَرَ - رضي الله عنه - : من أين أعتَمِرُ؟ فقال: ائْتِ عَليّاً فسله، فسألته فقال: من حيث ابتدأت. ويُقال للمراقي: المَزَالِفُ، لأن الرّاقِيَ فيها تُزْلِفُه أي تُدْنِيْه مما يَرْتَقي إليه. والزُّلْفَةُ والزُّلْفى: القُرْبَةْ والمَنْزِلَةُ، قال الله تعالى: )فلما رأوْهُ زُلْفَةً(، وقوله تعالى: )وإن له عندنا لَزُلْفى( وهي اسم المصدر؛ كأنه قال ازدلافاً. وجمع الزُّلْفَةِ: زُلَفٌ. وقو العجاج: ناجٍ طَوَاهُ الأيْنُ مما وجَفَا ... طيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا سَمَاوَةَ الهلال حتى احقَوْقَفا يقول: منزلةً بعد منزلةً ودرجة بعد درجة. وأنشد ابن دريد لابن جُرْمُوز: أتيتُ علياً برأسِ الزُّبَيْرِ ... وقد كنت أحسبُه زُلْفَهْ والزُّلْفَةُ - أيضاً - : الطائفة من أول الليل، والجمع: زُلَفٌ وزُلُفَاتٌ وزُلْفَاتٌ. وقوله تعالى: )وزُلَفاً من الليل( أي ساعةً بعد ساعةٍ يَقرُبُ بعضها من بعض، وعُني بالزُّلَفِ من الليل المغرب والعشاء. وزُلْفَةُ - أيضاً - : ماءةٌ شرقيَّ سَمِيراء، قال عبيد بن أيوب: لعمرُكَ إني أقْواعِ زُلْفةٍ ... على ما أرى خلف القفا لَوَقُوْرُ أرى صارماً في كفِّ أشْمَطَ ثائرٍ ... طوى سِرَّه في الصدر فهو ضميرُ وقال ابن عبّاد: الزُّلَفُ: الأجاجين الخضر كالزَّلَفِ وزُلَيْفَةُ - مصغرة - : بطن من العرب. وقال ابن دريد: الزَّلِيْفُ: المتقدم من موضع إلى موضع. وقال ابن فارس: عُقْبَةٌ زَلُوْفٌ: أي بعيدة. وأزْلَفَه: أي قرَّبه. وقوله تعالى: )وأزْلَفْنا ثم الآخرينَ( قال ابن عرفة: أي جمعناهم، قال: وأحسن من هذا: أدنَيْناهم؛ يعني إلى الغرق، قال: وكذلك قوله تعالى: )وأُزْلِفَتِ الجنَّةُ للمُتَّقين( أي أُدنِيَتْ. وزَلَّفْتُ الشيء تَزْلِيْفاً: أي أسلفت وقدمت، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا أسلم العبد فَحَسُنَ إسلامه يُكَفَّرُ عنه كل سيئةٍ زَلَّفَها. وقال ابن دريد: فلانٌ يُزَلِّفُ في حديثه ويُزَرِّفُ: أي يزيد. وقال ابن عبّاد: فلان يُزَلِّفُ الناس: أي يُزْعِجُهم مَزْلَفَةً مَزْلَفَةً. وازْدَلَفَ القوم: أي تقدموا، وقيل: اقتربوا. وقال ابن دريد: المُزْدَلِفُ: رجل من فرسان العرب، قيل له المُزْدَلِفُ لأنه ألقى رمحه بين يديه في حربٍ كانت بينه وبين قومٍ ثم قال: ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي، وله حديث. قال الصغانيُّ مؤلف هذا الكتاب: المُزْدَلِفُ هو أبو رَبيْعَةَ واسمه الخصيب وهذه الحرب هي حرب كُلَيْبٍ؛ وكان إذا رَكِبَ لم يُعْتَمَّ معه غيره. وقال ابن حبيب: في بني شيبان: المُزْدَلِفُ وهو عمرو بن أبي ربيعة بن ذُهْلِ بن شيبان؛ قيل له المُزْدَلِفُ لاقترابه إلى الأقران وإقدامه عليهم. وفي طيءٍ: المُزْدَلِفُ بن أبي عمرو بن معترِ بن بولان بن عمرو بنِ الغوث. والمُزْدَلِفَةُ: موضع بين عرفات ومنىً، قيل: سُمِّيَتْ بها لأنه يتقرب فيها. وقال الليث: سُمِّيَتْ بهذا الاسم لاقتراب الناس إلى منىً بعد الإفاضة من عرفاتٍ. ومن الازدلافِ بمعنى الاقتراب حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه أُتِيَ ببدنات خمسٍ أو ستٍّ فطفقنَ يَزْدلِفْنَ إليه بأيتهن يبدأ، قال عبد الله بن قرطٍ - رضي الله عنه - : فلما وَجَبَتْ لجنوبها تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكلمة خفيةٍ لم أفهمها - أو قال: لم أفقهها - فسألتُ الذي يليه فقال: قال: من شاء فليقتطع. وفي حديثه الآخر - صلى الله عليه وسلم - : أنه كَتَبَ إلى مصعب بن عمير - رضي الله عنه - وهو بالمدينة: أنظر من اليوم الذي تُجَهِّزُ فيه اليهود لِسَبْتِهم فإذا زالت الشمس فصل إلى الله فيه بركعتين واخطب فيهما. ومنه حديث محمدِ بن عليٍ: مالك من عيشك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بك إلى حمامكَ. وتَزَلَّفَ القوم: أي تقدموا؛ مثل ازْدَلَفُوا. والتكريب يدل على اندفاعٍ وتقدمٍ في قُرْبِ إلى شيءِ. زنحفابن عبّاد: الزَّنْحَفَةُ: من أسماء الدواهي، ولا أحُقُّه. زنفابن عبّاد: زَنِفَ - بالكسر - زَنَفاً - بالتحريك - : أي غَضِبَ. وزَنَفٌ - أيضاً - : من الأعلام. وتَزَنَّفَ: تغضَّبَ. زوفابن دريد: الزَّوْفُ زَوْفُ الحمامة إذا نشرت جناحيها وذنبها وسحبته على الأرض، وكذلك زَوْفُ الإنسان إذا مشى مُسْتَرْخِيَ الأعضاء؛ يقال: زافَ يَزُوْفُ زَوْفاً. وزَوْفٌ: أبو قبيلة، وهو زَوْفُ بن زاهر بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد، قال عمرو بن معدي كَرِب ؟رضي الله عنه - لِكَنّاز بن صُريمٍ: ابعثْ صريحَكَ في زَوْفٍ وفي جَمَلٍ ... من كل ذي وَفْضَةٍ كالتيسِ مِعْزَابِ وزُوْفى - مثال طُوْبى - : من الأدوية. وقال ابن عبّاد: موتٌ زُوَافٌ وزُؤافٌ: أي وَحِيٌّ. وقال الليث: الغلمان يَتَزَاوَفُونَ: وهو أن يجيء أحدهم إلى رُكْنِ الدُّكّان فيضع يده على حرفه ثم يَزُوْفُ زَوْفَةً فيستقل من موضعه ويدور حوالي ذلك الدُّكّان في الهواء حتى يعود إلى مكانه، وإنما يتعلمون بذلك الفروسية. وقال ابن فارس: الزاي والواو والفاء ليس بشيء إلا أنهم يقولون موت زُوَافٌ: أي وحيٌّ. زهرفابن عبّاد: زَهْرَفْتُ السلعةَ والكلام وكل شيء: إذا نفذته عنك؛ وإذا زينته أيضاً. زهفالزَّهَفُ - بالتحريك - : الخِفَّةُ والنَّزَقُ، وقد زَهِفَ. وزَهَفَتِ الريح الشيء: أي استخفته. والزَّهّافُ: الكذابُ. والزّاهِفُ: الهالك، وقد زَهَفَ، قال: فلم أرَ يوماً كان أكثر زاهِفاً ... به طَعْنَةٌ قاضٍ معليه ألِيْلها والمِزْهَفُ: مِجْدَحُ السَّوِيْقِ. وقال بان عبّاد: الزُّهُوْفُ: الذُّلُّ. وقال الأزهري: زَهَفَ للموت: إذا دَنا له، قال أبو وَجْزَةَ: ومرضى من دَجَاجِ الرِّيْفِ حُمراً ... زَوَاهِفَ لا تَمُوْتُ ولا تطِيْرُ وحكى ابن الأعرابي: أزْهَفْتُ له حديثاً: أي أتَيْتُه بالكذب. وأزْهَفَتْه الدّابَّةُ: أي صرعته، قالت ميَّةُ بنت ضِرارٍ الضبية ترثي أخاها: وخِلْتَ وُعُوْلا أشارى بها ... وقد أزهَفَ الطَّعْنُ ابطالها وأُزْهِفَ الشيء: ذُهِبَ به، وأزْهَفَه فلانٌ: ذهب به وأهلكه. وأزْهَفَ فلان: أي ألقى شراً. وأزْهَفْتُ إليه الطعنة: أي أدنيتها. قال الأصمعي: أزْهَفْتُ عليه وأزْعَفْتُ عليه: أي أجهزت عليه، قال: فلما رأى بأنه قد دَنا لها ... وأزهفها بعض الذي كان يُزْهِفُ وقال ابن عبّاد: الإزهافُ: الاستقِدام. والمُزْهِفُ: المُغْري بالشر. وأزهَفَه بما طَلب: أسعفه به. وأزْهَفَ الخبر: زاد فيه وكذب. وقال غيره: الإزْهافُ: النميمة، والإسراع إلى الشر، والإعجاب بالشيء، والإفساد. وأزْهَفْتُ إليه حديثاً: أسندت إليه قولا ليس بحسن. وأزْهَفَ: خان. وأزْهَفَتْ فلانة إلى فلان: أعجبته. وازْدَهَفَه: أي استَخَفَّه. وفيه ازْدِهافٌ: أي استعجالٌ وتقحمٌ، قال رُؤبَةُ. قولك أقوالاً مع التحلافِ ... فيه ازْدِهافٌ أيَّما ازْدِهافِ نصب " أيَّما " على الحال. وقال آخر: يَهْوِيْنَ بالبيد إذا الليل ازْدَهَفْ أي دخل وتَقَحَّم. وازْدُهِفَ به: أي ذُهِبَ به، قالت أُمُّ حكيم بنت قارظِ بن خالد الكنانية لمّا قتل بُسْرُ بن ارطاة - رضي الله عنه! - ابنيها من عبيد الله بن عباس - رضي الله عنهما - ، وقيل: هي عائشة بنت عبد المَدَان: ها مَن أحسَّ بُنَيَّيَّ اللذين هما ... سمعي ومخي فمخي اليوم مُزْدَهَفُ وازْدَهَفَه: ذهب به وأهلكه. وقال ابن عبّاد: ازْدَهَفَ: دنا. وازْدَهَفَ في قوله: تشَدَّدَ فيه ورفع صوته. وازْدَهَفَني بالقول: أي أضل قولي وأبطله. والإزْدِهافُ: الاحتمالُ والانحرَافُ. وازْدَهَفَ والعداوة: أي اكتسبها. وقال غيره: ازْدَهَفَ: أي تزيد في الكلام. وازْدَهَفَتْهُ دابَّتُه: أي صرعته. وازْدَهَفَه بما طلب: أي أسعفه به، مثل أزْهَفَه. والانزِهافُ: طَفْرُ الدابة من نفار أو ضربٍ. والتركيب يدل على ذهاب الشيء. زهلفابن عباد: زَهْلَفْتُ الشيء: إذا نَفَّذْتَه وجوَّزْته. زيفزاف يَزِيْفُ زَيْفاً وزَيَفاناً: إذا تبختر في مشيته، قال عنترة بن شداد: يَنْبَاعُ من ذِفرى غضوبٍ جَسرَةٍ ... زَيَّافَةٍ مثل الفَتِيْقِ المُكْدَمِ وكذلك الحَمَام عند الحَمَامة إذا جر الذُّنابى ودفع مقدمته بمؤخره واستدار عليها. ويقال للأسد: الزّائف والزَّيّافُ: أي يتبختر في مشيته مثل البعير؛ والتشديد للمبالغة، قال عمرو بن معدي كَرِب ؟رضي الله عنه - يصف أسداً شبه نفسه به: يَزِيْفُ كما يَزِيْفُ الفَحْ ... لُ فوق شؤونه زَبَدُهْ ودرهم زائفٌ وزيفٌ. وقال اللحيانيُّ: زافَ الدرهم يَزِيْفُ وهو زَيْفٌ وزائفٌ. وقال ابن دريد: الزّائفُ: الرديء من الدراهم، فأما الزَّيْفُ فمن كلام العامة، قال مزرد: وقالوا أقيموا سُنَّةَ لأخيكم ... بني عبد غنم ليس عنها مُخالِفُ فكانت سراويلٌ وجردُ خميصةٍ ... وخمسُ مئىٍ منها قسيٌّ وزائف ويروى: " وسَحْقُ خَمِيْصةٍ " . وزافَتْ عليه دراهمه تَزِيْفُ زُيُوْفاً. ودراهم أزْيافٌ وزِيَافٌ: أي صارت مردودةً لغشٍ فيها. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : مَنْ زافَتْ معليه دراهمه فليأتِ بها السوق وليَشْتَرِ بها سحق ثوبٍ ولا يحالف الناس عليها أنها جِيَادٌ. وقال اللحياني: زِفْتُ الدراهم: جعلتها زُيُوْفاً. وزِفْتُ الحائط: أي قفزته. فأما قول عدي بن زيد العبادي: تركوني لدى حديدٍ وأعْرا ... ض قصورٍ لزَيْفِهِنَّ مراقِ فيقال: إن الزَّيْفَ الطنف الذي يقي الحائط، وقيل: الزَّيْفُ الدرج من المَراقي. والأعراض: الأوساط، وقيل: الجَوَانب. يريد أنهم إذا مشوا فيها فكأنما يصعدون في درج ومراق، وإنما عنى السجن الذي كان حُبِسَ فيه. وقيل: الزَّيْفُ الشُّرَفُ الواحدة: زَيْفَةٌ. وزَيَّفْتُ الدراهم تَزْييفاً: مثل زِفْتُها. وتَزَيَّفَتِ المرأة: أي تزينت. سأفأبو زيد: سئفَتْ يده تسأف سأفاً - بالتحريك - : أي تشقَّقَتْ وتَشَعَّثَ ما حول الأظفار؛ مثل سَعِفَتْ. وقال أبو عبيدة: السَّأَفُ: شَعَرُ الذنب والهُلْب. وقال ابن عبّاد: السَّأَفُ: سعف النخل. وقال الليث: سَئفَتِ الليف، لأنه يِنْسَئفُ عن جوانب السعف فيصير كأنه ليف وليس به، وقد سَئفَتِ النخل. وقال ابو عبيدة: السّائفَةُ: ما استَرَقَّ من أسافل الرمل، والجمع: سوائف. سجف ابن دريد: السَّجْفُ والسِّجْفُ - بفتح السين وكسرها - : سِتْران مقرونان بينهما فُرْجَةٌ، والجمع: سُجُوْفٌ وأسْجَافٌ، قال: وربما سُمِّيَ السّجْفُ سِجَافاً. وقال الليث: السِّجْفانِ: سترا باب الحجلة، وكل باب يُستَر بسترين مشقوق بينهما فكل شقٍ منهما سِجْفٌ، وكذلك سِجْفا الخباء. ويسمى خلف الباب سِجْفاً، قال النابغة الذبياني: خَلَّتْ سبيل أتِيٍ كان يحْبِسُهُ ... ورفَّعَتْهُ إلى السِّجْفَيْنِ بالنَّضَدِ هما مصراعا السِّتْرِ يكونان في مقدم البيت. وحَنْتَفُ بن السِّجْفِ رجلان ذكرتهما في تركيب ح ن ت ف. وسَجَفْتُ البيت: أرسلتُ عليه السِّجْفَ. وقال ابن عبّاد: السَّجَفُ - بالتحريك - : خَمَاصة البطن، يقال: في بطنه سَجَفٌ أي دِقة. والسُّجْفَةُ - بالضم - : ساعة من الليل كالسُّدْفَةِ، وأسْجَفَ الليل: مثل أسْدَفَ. وأسْجَفْتُ البيت وسَجَّفْتُه تَسْجِيْفاً: أرسلت عليه السِّجْفَ وسترته، مثل سَجَفْتُه، قال الفرزدق: إذا القُنْبُضَات السود طَوَّفْنَ بالضحى ... رقدنَ عليهن الحجال المسَجَّفُ نعت الحجال بنعت الذكر المفرد على تذكير اللفظ، قال الخليل: إنما ذَكَّروا هذه الجماعات التي جاءت نحو قول رؤْبَةَ: يُبْدِيْنَ أطرافاً لِطافاً عَنَمه ونحو قول الفرزدق: ليَجتَرَّ منكم إن رأى بارزاً له ... من الجيف الحسرى عليكم حظائره ويِروى: " من الجيف اللائي " . يصف قوماً أصابتهم سنة فهلكت نَعَمُهُم فَجيفهم حسرى موتى حواليهم، وحسرى: جماعة الحسير يعني المُعْيِيَ.وذكروا ذلك على تذكير اللفظ، لأن الجيف على لفظ العنب، وحجال على لفظ حمار، فكل جماعة يشبه لفظها لفظ الواحد فلك أن تنعتها بلفظ الواحد، كما تقول: جيشٌ مُقْبِلٌ ولم تقل مقبلون؛ لأن لفظ جيش لفظ واحد، كما تقول عَيْرٌ ونحوه. والتركيب يدل على إسبال شيء ساتر. سحفالليث: السَّحْفُ كَشْطُكَ الشَّعر عن الجلد حتى لا يبقى منه شيء، تقول: سَحَفْتُه سَحْفاً. وسَحَفَتِ الريح السحاب: كَشَطَته. والسَّحَائفُ: طرائق الشحم التي بين طرائق الطفاطف ونحو ذلك مما يُرى من شحمةٍ عريضةٍ مُلْزَقَةٍ بالجلد، والجمع: سَحَائف. وناقة سَحُوْفٌ: كثيرة السَّحَائفِ، وجمل سَحُوْفٌ: كذلك. وقال ابن السكيت: السَّحْفَةُ: الشحمة التي على الظهر المُلْتَزِقَةُ بالجلد فيما بين الكتفين إلى الوركين، قال: وقد سَحَفْتُ الشحم عن ظهر الشاة سَحْفاً: وذلك إذا قشرته من كثرته ثم شويتها، وما قشرته من الشحم فهو السَّحِيْفَةُ، إذا بلغ سمن الشاة هذا الحد قيل: شاةٌ سَحُوْفٌ وناقة سَحُوْفٌ كذلك.وقال ابن دريد: ناقة سَحُوْفٌ: طويلة الأخلاف، وناقة سَحُوْفٌ: ضيقة الأحاليل، وقيل: ناقة سَحُوْفٌ هي التي إذا مشت جرت فراسِنَها على الأرض. والسَّحُوْفُ من الغنم: لرقيقة صوف البطن. والسَّحِيْفَةُ: المطرة التي تجرف ما مرت به. وسمعت حفيف الرحى وسَحِيفَها: أي صوتها إذا طحنت. والسَّحِيْفُ: صوت الشُّخْبِ. وسَحَفَ رأسه: أي حلقه، قال زهير بن أبي سلمى: فأقسمت جهداً بالمنازل من مِنىً ... وما سُحِفَتْ فيه المقادِيْمُ والقمل والسُّحَافُ - بالضم - : السِّلُّ، ورجل مَسْحُوْفٌ: أي مسلول. وقال ابن شُميل: قال أبو أسلم ومرَّ بناقة فقال: هي والله لأسْحُوْفُ الأحاليل أي واسعتها، قال: فقال الخليل: هذا غريب. وقال أبو مالك : ناقة أُسْحُوْفُ الأحاليل: إذا كانت كثيرة اللبن كأنه يُسْمَعُ لصوت شُخْبِها سَحْفَةٌ؛ وهي سَحِيْفُها، وأنشد الأصمعي: حسِبْتَ سَحْفَ شُخْبِها وسَحْفَه ... أفعى وأفعى طافئاً بنَشْفَهْ النَّشْفَةُ: الحجارة المحرقة من حجارة الحَرَّة. ورواها سيبويه: إسْحَوْفٌ - مثال إدْرَوْنٍ - . وقال الدينوري: الأُسْحُفَانُ - بالضم - : نبت يمتد حبالاً على الأرض له ورق كورق الحنظل إلا أنه أرق، وله قرون أقصر من قرون اللوبياء؛ فيها حَبٌّ مدور أخضر لا يؤكل، ولا يرعى الأسْحُفَانَ شيء ولكن يتداوى به من النَّسَا. وقال الخليل: السَّيْحَفُ - مثال صَيْقَلٍ - : النصلُ العريض، والجمع: السَّيَاحِفُ، قال: سَيَاحِفُ في الشريان يأمل نفعها ... صحابي وأولي حدها مَن تَعَرَّما وقال ابن دريد: رجل سَيْحَفٌ: طويل، وكذلك نصل سَيْحَفٌ، وقالوا: سِيَحْفٌ - مثال حِيَفْسٍ - . وقال غيره: سهم سَيْحَفٌ: طويل النصل، قال الشنفرى: لها وَفْضَةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفاً ... إذا آنست أُولى العديِّ اقشعرت وقال أبو سعيد السِّيرافي: السَّيْحَفُ: العريض. وفلان سَيْحَفِيُّ اللسان: إذا كان لسناً، وسَيْحَفيُّ اللحية: إذا كان طويلها؛ وكذلك سَيْحَفَانِيُّها. ودلو سَحُوْفٌ: تجحف ما في البئر من الماء. وقال ابن الأعرابي: قال أعرابي: أتَونا بصحافٍ فيها لحام وسِحَافٌ، أي شحوم، واحدها: سَحْفٌ. وقال ابن عبّاد: التي يُقشر بها اللحم: مِسْحَفَةٌ. ومَسْحَفُ الحية: أثرها في الأرض. والسَّحْفَتَانِ: جانبا العَنْفَقَةِ، عن أبي سعيد، وحكى: هؤلاء قوم قد أحفوا شواربهم وسَحَفَات عَنَافِقِهم وشمَّروا ذيولهم وعظموا اللقم عند إخوانهم. ويقال للإبل: قد سَحَفَتْ ما شاءتْ: أي أكَلَتْ. وقال أبو نَصْر: سَحَفَ يَسْحَفُ سَحْفاً: أي أحرق. قال: وآنست غُلَيِّماً يقول لآخر: سَحَفْتُ النخلة حتى تركتها حوقاء، وذلك أنه كانت عليها الكرانيف فأشعل فيها النار فأحرقها عجزاً عن تجريدها. وقال ابن الأعرابي: أسْحَفَ الرجل: إذا باع السَّحْفَ أي الشحم. والتركيب يدل على نتيجة الشيء عن الشيء وكشفه. سخفأبو عمرو: السَّخْفُ: رقة العيش. وقال ابن دريد: السَّخْفُ: موضع. وقال غيره: سَخْفَةُ الجوع: رقته وهزاله، يقال: به سَخْفَةٌ من جوع. وفي حديث إسلام أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - أنه قال: دخلتُ بين الكعبة وأستارها فلبثت بها ثلاثين من بين يوم وليلة ومالي بها طعام إلا ماء زمزم؛ فسمنت حتى تكسرت عُكَنُ بطني وما وجدت على كبدي سَخْفَةَ جوع. وهي الخِفَّةُ التي تعتري الإنسان إذا جاع، من السُّخْفِ وهي الخِفَّةُ في العقل وغيره. وقد سَخُفَ الشيء - بالضم - سَخَافَةً؛ فهو سَخِيْفٌ. وثوبٌ سَخِيْفٌ: قليل الغزل. ورجل سَخِيْفٌ: إذا كان نزقاً خفيفاً، قال المغيرة بن حبناء يهجو أخاه صخراً: وأُمُّك حين تنسب أُمُّ صِدقٍ ... ولكن ابنها طبع سخيفُ وقال الليث: لا يكادون يقولون السُّخْف إلا في العقل خاصة، والسَّخَافَة عامة في كل شيء نحو السَّحاب والسِّقاءِ إذا تعين وبَلِيَ. وقال ابن شُمَيْلٍ: أرض مُسْخِفَةٌ: قليلة الكلأ. وساخَفْتُه: مثل حامَقْتُه. والتكريب يدل على الخِفَّةِ. سدفالأصمعي: السَّدْفَةُ والسُّدْفَةُ في لغة أهل نجد: الظُّلمة، وفي لغة غيرهم: الضوء، وهما من الأضداد، قال الأنصاري: بيضٌ جِعادٌ كأن أعينهم ... يكحلها في الملاحم السدَفُ يقول: سواد أعينهم في الملاحم باقٍ لأنهم أنجاد لا تبرق أعينهم من الفزع فيغيب سوادها. وكذلك السَّدَفُ بالتحريك. وقال أبو عبيد: بعضهم يجعل السُّدْفَةَ اختلاط الضوء والظلمة معاً، كوقت ما بين طلوع الفجر إلى الإسفار. والسَّدَفُ - أيضاً - : الصبح وإقباله، وأنشد لسعد القرقرة: نحن بغرس الوَدِيِّ أعلمنا ... منا بركض الجياد في السَّدَفِ وقال أبو عمرو في قول تميم بن أبي بن مقبل: وليلةٍ قد جعلت الصبح موعدها ... بصُدرةِ العَنْسِ حتى تعرف السَّدَفا إن السَّدَفَ الصُّبْحُ؛ أي أسير حتى الصبح. قال غيره: هو ضوء وظلمة. وقال ابن دريد: جئت بِسُدْفَةٍ: أي في بقية من الليل. والسُّدْفَةُ - أيضاً - : شبيهة بالسترة تكون على الباب تقيه المطر، وقالوا: هي السُّدَّةُ، قالت امرأة من قيس تهجو زوجها: لا يرتدي مَرَادِيَ الحرير ... ولا يرى بِسُدْفَةِ الأميرِ وقيل: السُّدْفَةُ: الباب. وسُدَيْفُ بن إسماعيل بن ميمون: شاعر. والسُّدُوْفُ: الشُّخُوصُ تراها من بعيد، والصحيح أنها بالشين المعجمة. وقال ابن عبّاد: النعجة من الضأن تسمى السَّدَفَ، وتدعى للحلب فيقال: سَدَفْ سَدَفْ. والسَّدَفْ: التي لها سواد كسواد الليل. والأسْدَفُ: الأسود. والسِّدَافَةُ: الحجاب، وتوجيهها: كشفها، وفي حديث أم سَلَمَةَ أنها قالت لعائشة - رضي الله عنهما - : قد وجهت سِدَافَتَه. أي هتكت السِّتْرَ، أي أخذت وجهها؛ وقيل: أزلتها عن مكانها الذي أُمِرْتِ أن تلزميه وجعلتها أمامك، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ن د ح. والسَّدِيْفُ: شحم السّنَام، قال طرفة بن العبد: فَظَل الإماءُ يمتللنَ حُوارها ... ويُسعى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرْهَدِ وقال آخر: إذا ما الخَصيفُ العوثبانيُّ ساءنا ... تركناه واخترنا السَّدِيْفَ المُسَرْهَدا وأسْدَفَ الليل: أي أظلم، قال العجاج: وأقطع الليل إذا ما أسْدَفا وقال أبو عمرو: أسْدَفَ الرجل وأزْدَفَ وأغْدَفَ: إذا نام. ويقال أسْدِفِ الستر: أي أرفعه حتى يضيء البيت، وأسْدِفْ لنا: أي أضئ. قال: وإذا كان رجل قائم بالباب قلت له: أسْدِفْ: أي تنح عن الباب حتى يضيء البيت. وفي لغة هوازن: أسْدِفُوا: أي أسْرِجوا؛ من السراج. وقد سموا مُسْدِفاً. وأسْدَفَ الرجل: أظلمت عيناه من جوعٍ أو كبرٍ. والتركيب يدل على إرسال شيء على شيء غطاء له. سرفالسَّرَفْ: ضد القصد. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا ينتَهِبُ الرجل نهبة ذاة سَرَفٍ وهو مؤمن. أي ذاة شَرَفٍ، أي ذاة قدر كثير يُنكِر ذلك الناس ويتشرفون إليه ويستعظمونه، ويُروى بالشين المعجمة. والسَّرَفُ - أيضاً - : الإغفال والخطأ، وقد سَرِفْتُ الشيء - بالكسر - : إذا أغفلته وجهلته. وحكى الأصمعي عن بعض الأعراب وواعده أصحاب له من المسجد مكانا فأخلفهم؛ فقيل له في ذلك فقال: مررت بكم فَسَرِفْتُكُم: أي أغْفَلْتُكم، ومنه قول جرير: أعطوا هُنيدة يحدوها ثمانية ... ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَفُ أي إغفال ولا خطأ، أي لا يخطئون موضع العطاء بأن يعطوه من لا يستحق ويحرموه المُسْتَحِقَّ. ورجل سَرِفُ الفؤاد: أي مُخْطِئ الفؤاد غافلُهُ، قال طرفة بن العبد: إن إمرءً سَرِفَ الفؤاد يرى ... عَسَلا بماء سَحَابَةٍ شتمي والسَّرَفُ - أيضاً - : الضراوة، ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها - : إن لِلَّحْمِ سَرَفاً كَسَرَفِ الخمر. والمعنى: أن مَن اعتاده ضري بأكله فأسرف فيه فعل المعاقر في ضراوته بالخمر وقلة صبره عنها. ووجه آخر: أن تريد بالسَّرَفِ الغَفلَةَ. ويجوز أن يكون من سَرِفَتِ المرأة صبيها إذا أفسدته بكثرة اللبن، تعني الفساد الحاصل من جهة غلظة القلب وقسوته والجرأة على المعصية والانبعاث للشهوة. وسَرِفُ - مثال كَتِفٍ - : موضع قريب من التنعيم، وتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية - رضي الله عنها - بِسَرِفَ سنة سبعٍ من الهجرة في عمر القضاء، وبنى بها بِسَرِفَ، وكانت وفاتها - أيضا - بِسَرِفَ، ودفنت هنالك. قال خداش بن زهير: فإن سمعتم بجيشٍ سالك سرفاً ... أو بطن مرَّ فأخفوا الجرس واكتتموا وقال عبيد الله بن قيس الرُّقيات: سَرِفٌ منزل لسلمةَ فالظه ... ران منها منازل فالقصيمُ والسُّرْفَةُ: دويبة تتخذ لنفسها بيتا مربعا من دُقَاقِ العيدان تضم بعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناوُوْسِ ثم تدخل فيه وتموت. وفي المثل: هو أصنع من سُرْفَةٍ. وقد سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الشجرة تَسْرُفُها سَرْفاً: إذا أكلت ورقها؛ عن ابن السكيت. وسُرِفَتِ الشجرة فهي مَسْرُوْفَةٌ. وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : ولم تُسْرَفْ، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ج ر د. وأرض سَرِفَةٌ: كثيرة السُّرْفَةِ. وقال ابن عبّاد: السًّرُفُ: شيء أبيض كأنه نسج دود القز. والسَّرُوْفُ: الشديد العظيم، يقال يوم سَرُوْفٌ: أي عظيم. وقال غيره: الأُسْرُفُ: الآنُكُ، فارسي معرب، وهو تعريب سُرُبْ. وذهب ماء الحوض سرفاً: إذا فاض من نواحيه. والسَّرِيْفُ: سطر من كَرْمٍ. واسرافيل: اسم أعجمي كأنه مضاف إلى إيل، قال الأخفش: ويقال في لغة: اسْرَافِيْنُ؛ كما قالوا جبرين واسماعين واسْرَائينُ. والإسراف في النفقة: التبذير، قال الله تعالى: )ولا تُسْرِفُوا( الإسراف: أكل ما لا يحل أكله، وقيل: هو مجاوزة القصد في الأكل مما أحله الله، وقال سفيان: الإسْرَافُ ما أُنْفِقَ في غير طاعة الله، وقال إياس بن معاوية: ما قُصِرَ به عن حق الله. وقوله تعالى: )مُسْرِفٌ مُرْتابٌ( أي كافرٌ شاك. ومُسْرِفٌ: لقب مسلم بن عقبة المُرِّيِّ صاحب وقعة الحرة؛ لأنه قد أسْرَفَ فيها، قال علي بن عبد الله بن العباس: هم منعوا ذِماري يوم جاءت ... كتائب مُسْرِفٍ وبنو اللَّكِيْعَه والتركيب يدل على تعدي الحد وعلى الإغفال للشيء. سرعفالسُّرْعُوْفُ: كل شيء ناعم خفيف اللحم. والسُّرْعُوْفُ: الفرس الطويل، قال: قربتُ آرِيَّ كُمَيْتٍ سُرْعُوْفْ والسُّرْعُوْفَةُ: المرأة الناعمة الطويلة. والجرادة تسمى سُرْعُوْفَةً، ويُشَبه بها الفرس، قال أمرؤ القيس: وإن أقبلتْ قلتَ سُرْعُوْفَةٌ ... لها ذنبٌ خلفها مُسْبَطِرْ وقال النضر: السُّرْعُوْفَةُ: دابة تأكل الثياب. وقال ابن عبّاد: السُّرْعُوْفَةُ الحَسَنَة من الخيل، قيل : الطويلة. وسَرْعَفْتُ الصبي: أحسنت غذاءه، قال العجاج: سَرْعَفْتُهُ ما شِئْتَ من سِرْعافِ ويروى: سَرْهَفْتُهُ ما شِئْتَ من سِرْهافِ وتسَرْعَفَ الصبي: حَسِنَ غذاؤه وتربى، قال العجاج أيضاً: بجيد أدماء تَنُوْشُ العُلَّفا ... وقصبٍ لو سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفا أي: لو نُعِّمَتْ تَنَعَّمَتْ. سرنفالسُّرْنُوْفُ: الباسق. وقال ابن عبّاد: رجل سِرْنافٌ: طويل. سرهفالسَّرْهَفَةُ: نعمة الغذاء، يقال: سَرْهَفْتُ الصبي وسَرْعَفْتُه: إذا أحْسنت غذاءه، قال العجاج: سَرْهَفْتُهُ ما شئت من سِرْهافِ ويُروى: سَرْعَفْتُهُ ما شِئْتَ من سِرْعافِ وأنشد أبو عمرو: إنك سَرْهَفْتِ غلاماً جَفْرا وكذلك الجارية، قال: قد سَرْهَفُوْها أيما سِرْهافِ سعفالسَّعَفُ: ورق جريد النخل الذي يُسَفُّ منه الزُّبُلُ والجِلاَلُ والمَرَاوح وما أشبهها. وقال الليث: أكثر ما يقال له السعف إذا يبس، وإذا كانت السَّعَفَةُ رطبة فهي شَطْبَةٌ، ويقال: سَعَفَةٌ وسَعَفٌ وسَعَفَاتٌ. وفي حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنهما - : لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سَعَفَاتِ هَجَرَ علمت أنا على الحق، وقال سعيد بن جبير: نخل الجنة كربها ذهب وسعفها كسوة أهل الجنة. قال: أني على العهد لستُ أنقُضُهُ ... ما اخضر في رأس نخلةٍ سَعَفُ وقال الأزهري: يقال للجريد نفسه سَعَفٌ أيضاً، والصحيح: أن الجريد الأغصان؛ والورق السَّعَفُ؛ والشوك السُّلاّءُ. وبالورق شبه أمرؤ القيس ناصية الفرس فقال: وأركب في الروع خَيْفانَةً ... كَسَا وَجهها سَعَفٌ منتشرْ وهذا يدل على أن السعف الورق. والسَّعَفُ - أيضاُ - : التشقُّقُ حول الأظفار والشُّقَاقُ، وقد سَعِفَتْ يده - بالكسر - وسَئفَتْ. قال ابن عباد: السُّعَافُ: شُقَاقٌ في أصل الظُّفُرِ. والسَّعَفُ - أيضاً - داء يأخذ في أفواه الإبل كالجرب تتمعط منه خراطيمها وشَعَر عيونها. وقال ابن الأعرابي: لا يُقال السَّعَفُ في الجِمالِ وإنما تختص به النُّوْقُ، وكذلك قال أبو زيد، وجوز ذلك بعضهم في الجِمالِ وهو قليل. ومثل السَّعَفِ: في الغنم الغرب. والأسْعَفُ من الخيل: الأبيضُ الناصية، فإذا ابيضت الناصية كلها فهو الأصْبَغُ. وقال: ابن الأعرابي: السُّعُوْفُ: جهاز العروس، الواحد: سَعَفٌ - بالتحريك - . قال: والسُّعُوْفُ: الأقداح الكبار. قال: وكل شيء جاد وبلغ من مملوك أو عِلْقٍ أو دارٍ ملكتها: فهو سَعَفٌ. وقال بعضهم: السُّعُوْفُ: أمتعة البيت كالتَّوْر والدَّلوِ والحبل ونحوها. ويقال للغلام: هذا سَعْفُ سوءٍ. وقال ابن عبّاد: السَّعْفُ: السلعةُ، يقال: بئس السَّعْفُ هذا أي بئست السلعة وبئس الخليط. والسُّعُوْفُ: طبائع الناس من الكرم وغيره. وقال أبو الهيثم: السَّعْفُ: الرجل النذل. وقال أبو عمرو: يقال للضرائب سُعُوْفٌ، قال: ولم أسمع لها بواحدٍ. وقال الليث: السَّعْفَةُ: قروح تخرج على رأس الصبي وفي وجهه، يقال: صبي مَسْعُوْفٌ. قال أبو ليلى: يقال سُعِفَ الصبي: إذا ظهر ذلك به وأيوب بن سَعْفَةَ العجلي الشاعر. وقال أبن عبّاد: سَعَفْتُ الرجل بحلجته وأسْعَفُته بها: إذا قضيتها له. وأسْعَفَ الرجل بأهله: أي ألم بهم. وأسْعَفَ لك الصيد: أمكنك. وأسْعَفَتْ داره: دنت، وكل شيء دنا فقد أسعف، قال الراعي: فكائنْ ترى من مُسْعِفٍ بِمَنِيَّةٍ ... يُجنَّبُها أو معصم ليس ناجيا ويروى: " مُجْحِفٍ " ، وهما بمعنى. وقال ابن شُميل: التَّسْعِيْفُ في المسكِ: أن يروح بأفاويه الطِّيْبِ ويخلط بالأدهان الطيبة، يقال: سَعِّفْ لي دُهْني. وقال الليث: المُسَاعَفَةُ: المساعدة والمُواتاة على الأمر في حُسْنِ مصافاةٍ ومعاونةٍ، وأنشد: إذ الناس ُناسٌ والزمان بغرةٍ ... وإذ أُمُّ عمار صديق مُسَاعِفُ وقال غيره: مكان مُسَاعِفٌ ومنزل مُسَاعِفٌ: أي قريب. والتركيب يدل على يبس شيء وتَشَعُّثِه وعلى مواتاة شيء. سففابن دريد: السَّفِيْفُ: نبْتٌ وقال أبو عمرو: السَّفِيْفُ: اسم من أسماء إبليس. وقال الليث: السَّفِيْفُ: المرور على وجه الأرض، يقال: سَفَّ الطائر على وجه الأرض. والسَّفِيْفُ: حزام الرَّحْلِ. وسَفِيْفَةٌ من خوضٍ: نسيجة منه، وقد سففت الخوص أسُفُّه - بالضم - سَفّاً: أي نسجته. والسُّفُّةُ - بالضم - : السَّفِيْفَةُ يجعل مقدارا للزبيل أو الجُلَّةِ. وكره إبراهيم بن يزيد النخعي أن يوصل الشَّعر وقال: لا بأس بالسُّفَّةِ. هي شيء من القرامل تصل بها المرأة شعرها من شعرٍ أو صوف. وسُفَّةٌ من السويق: قمحة منه وقُبضةٌ. وسَفِفْتُ الدواء - بالكسر - : إذا أخذته غير مَلْتُوْتٍ، وكذلك السويق. وكل دواءٍ يؤخذ غير معجون: فهو سَفُوْفٌ - بفتح السين - . وقال أبو زيد: سَفِفْتُ الماء أسفُّه: إذا أكثرت منه وأنت في ذلك لا تروى مثل سَفِتُّه. وقال أبو عمرو: السِّفُّ - بالكسر - : طلعة الفحّال. قال: والسِّفَّ والسُّفُّ: الحية التي تسمى الأرقم، قال معقل الهُذلي يرثي أخاه عمراً قتلته عضل؛ وقال أبو عمرو: بل رثاه المعطل: جَوَاداً إذا ما الناس قلَّ جوادهم ... وسفاً إذا ما صارخ الموت أفزعا وروى الأصمعي: " إذا ما صرح الموت أقرعا " . ويقال: هو الحية الذكر وقيل: السِّفُّ: الحية التي تطير في الهواء، قال: وحتى لو أن السِّفُّ ذا الريشِ عضني ... لما ضرَّني من فيه ناب ولا ثعرُ الثُّعْرُ: السم، ويقال: شجر السَّمِّ إذا قُطِر منه في العين مات صاحبه وجعاً. وقال ابن عبّاد: يقال جاع جوعاً سُفَاسفاً: أي شديداً. والسَّفْسَافُ: الرديء من كل شيء، والأمر الحقير. وسَفْسَاف التراب: ما تهبى منه. وسَفْسَافُ الدقيق عند النخل: هو ما يرتفع من غباره. وسَفْسَافُ الشِّعر: رديئه. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سَفْسَافَها. أي مداقَّها ومذامَّها وملائمها، وأصله من سَفْسَافِ التراب، ثم قيل لكل وتحٍ رديء، قال لبيد - رضي الله عنه - لأبنه: وإذا دفنت أباك فأجْ ... عَلْ فوقه خشباً وطينا وصفائحاً صُماً رَوَا ... سيها يُسَدِّدْنَ الغُضونا ليقينَ وجه المرء سَفْ ... سافَ التراب ولن يقينا وقال ابن دريد: السَّفْسَفُ: ضرب من النَّبْتِ، لغة يمانية، وهو الذي يسميه أهل نجد: العَنْقَزَ، والعَنْقَزُ: المَرْزجُوش. وأسف الطائر: دنا من الأرض في طيرانه، قال: إن لم يجئ كالطائر المُسِفِّ ... إذن فلا آبت آلي كفّي وأسَفَّتِ السحابة: إذا دنت من الأرض، قال عبيد بن الأبرص يصف سحاباً، ويروى لأوس بن حجر: دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرض هيدَبُهُ ... يكاد يدفعه من قام بالراح وأنشد الليث: وسام جسيمات الأمور ولا تكن ... مُسِفّاً إلى ما دَقَّ منهن دانيا وقال ابن دريد: أسَفَّ الرجل: إذا طلب الأمور الدنيئة. وقال الليث: أسْفَفْتُ الجرح دواء وأسْفَفْتُ الوشم نَؤُوراً، قال لبيد رضي الله عنه: أو رجع واشِمَةٍ أُسِفَّ نؤورها ... كففاً تعرض فوقهن وشِامُها وأُسِفَّ وجهه: أي تغير. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أُتي برجل فقيل: إن هذا سَرَقَ، فكأنما أُسِفَّ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . أي تغير وسهم وأكمَدَّ لونه حتى عاد كالبشرة المفعول بها الوشم. ومنه: أن رجلاً أتاه فقال: يا رسول الله إن لي جيراناً أصلُهُم ويقطعونني وأُحسِنُ إليهم ويسيئون إلي، فقال: إن كان كذلك فكأنك إنما تُسسِفُّهم المل: أي الرماد الحار. وقال ضابئ بن الحارث البرجمي: شديد سَوَادِ الحاجبين كأنما ... أُسِفَّ صلا نارٍ فقد عاد اكحلا وإسفاف النظر: شدته وحدته، ومنه حديث الشعبي: أنه كره أن يُسِفَّ الرجل النظر إلى أمه وأبنته وأخته. وهو من باب المجاز، كأنه جعل نظره في أخذه المنظور إليه لحدته بمنزلة السّافِّ لمنظره، ويَقْرُبُ منه قولهم - حكاه أبو زيد - : إنه لتعجمك عيني: أي كأني أعرفك. وقال ابن عبّاد: ما أسف منه بتافهٍ: أي ما ظَفِرَ منه بشيء. ومر مُسِفّاً : أي هرب من صاحبه ساعيا أشد السعي. وأَسَفَّ الفحل: صوَّب رأسه للعضيض. وأسْفَفْتُ الفرس اللجام: ألقيته في فيه. وأسْفَفْتُ الخوص: لغة في سَفَفْتُه؛ وهو إلصاقك بعضه ببعض. وقال ابن دريد: يقال أسْفَفْتُ الخوص لا غير. قال: وسَفْسَفَ عمله: إذا لم يبالغ في إحكامه. وقال غيره: يقال للئيم العَطِيَّة: مُسَفْسِفٌ. والمُسَفْسِفَةُ: الريح التي تثير السَّفْسَافَ. والسَّفْسَفَةُ: إنتخال الدقيق ونحوه، قال رؤبة: وإن مَسَاميحُ الرياح السفن ... سَفْسَفْنَ في أرجاء خاوٍ مُزْمِنِ كالطحن أو أذرت ذرى لم يُطحَنِ واسْتَفَّ الدواء: أي سَفَّه. وقال ابن عبّاد: يقال: لا تزال تَتَسَفْسَفُ في هذا الأمر: أي تهلكه. والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى الشيء ودُنُوِّه منه: سقفالسَّقْفُ للبيت: والجمع سُقُوْفٌ وسُقُفٌ، قرأ أبو جعفر: )سَقْفاً من فِضَّةٍ( بالفتح؛ والباقون: )سُقُفاً( بضمتين، وقال الأخفش: هو مثل رَهْنِ ورُهُنٍ، وقال الفراء: سُقُفٌ جمع سَقِيْفٍ كما يقال كَثِيْبٌ وكُثُبٌ، قال: وإن شئت جعلته جمع الجمع فقلت سَقْفٌ وسُقُوفٌ وسُقُفٌ. وسَقَفْتُ البيت أسْقُفٌه سَقْفاً. والسَّقْفُ - أيضا - : السماء، وهو مذكر، قال الله تعالى: )والسَّقْفُ المرفوع(. ولَحْيٌ سَقْفٌ: أي طويل مسترخٍ، قال: ترى له حين سما فاحْرَنْجَما ... لحين سَقْفَيْنِ وخطماً سلجَما وقال ابن فارس: السَّقَفُ - بالتحريك - : طولٌ في انحناءٍ، ورجل أسْقَفُ، قال ابن السكيت: ومنه اشتقاق أُسْقُفِّ النصارى. ونعامة سَقْفَاءُ: طويلة الرجلين مع اعوجاج فيهما، قال الحارث بن حِلزة اليشكري: بِزَفُوْفٍ كأنها هِقْلَةٌ أُمْ ... مُ رئالٍ دوية سَقْفَاءُ ويروى: " سَفْعَاءُ " أس سوداء. وظليم أسْقَفُ، قال بشر بن أبي خازم: يبري لها خِرب المُشَاشِ مُصَلَّمٌ ... صعل هِبِلٌّ ذو مناسم أسْقَفُ وقال أبو عمرو: سَقِفَ الأديم: إذا صار طراقتين، وطراقتاه: بشرته وأدمته. وقال غيره: أسْقُفُ - مثال أذرح - : موضع ، قال الحطيئة: أرسم ديارٍ من هنيدة تعرفُ ... بأسْقُفَ من عِرفانها العين تذرف وقال عنترة بن شداد: فإن يكُ عِزّ في قُضَاعَة غائباً ... فإن لنا برَحْرحانَ وأسْقُفِ وسَقْفٌ وسُقْفٌ: موضعان، قال الشماخ: كأن الشباب كان روحه راكبٍ ... قضى وطراً من أهل سُقْفَ لغضورا والسَّقَائفُ: ألواح السفينة، الواحد: سَقِيْفَةٌ. والسَّقِيْفَةُ: كل خشبة عريضة كاللوح أو حجر عريض يُستَطاع أن يُسَقَّفَ به قُتْرَةٌ أو غيرها، قال أوس بن حجر يصف حمارا: فلاقى عليه من صباح مُدَمِّراً ... لنامُوسه من الصفيح سَقَائفُ والسَّقِيْفَةُ: الصُّفَّةُ، ومنها قيل: سَقِيْفَةُ بني ساعِدة. والسَّقَائفُ: عيدان المُجَبِّر كل جُبارة منها سَقِيْفَةُ، قال الفرزدق: وكنت كذي ساقٍ تهيض كسرها ... إذا انقطعت عنها سُيُوْرُ السَّقائفِ واضلاع البعير تسمى: سَقَائفَ، قال طرفة بن العبد: أُمِرَّتْ يداها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجنحت ... لها عضداها في سَقِيْفٍ مُصَعَّدِ ويروى: " مُسَنَّدِ " وقال ابن عبّاد: السَّقِيْفَةُ من رأس البعير: كالقبيلة؛ وهي سَقَائفُ الرأس. وأما قول الحجاج: إياي وهذه السُّقَفَاء والزَّرَافات فإني لا آخذ أحداً من الجالسين في زَرَافَةٍ إلا ضربت عنقه. فقيل: إن السُّقَفَاءَ تصحيف الشُّفَعَاءِ جمع شَفِيْعٍ؛ وكانوا يجتمعون إلى السلطان يَشْفَعُوْنَ في المريب، فنهاهم عن ذلك. والأُسْقُفُّ والأُسْقُفُ - بتشديد الفاء وتخفيفها - : أُسْقُفُ النصارى، لأنه يتخاشع، وهو رئيس من رؤسائهم في الدين، والجمع: الأساقِفَةُ. والسِّقِّيْفى: مصدر منه، كالخِلِّيفى من الخلافة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كتب لأهل نجران حين صالحهم: أن عليهم ألفي حُلَّةٍ في كل صَفَرٍ ألف حُلةٍ وفي كل رَجَبٍ ألف حُلَّةٍ، وما قضوا من ركاب أو خيل أو دروع أخذ منهم بحساب، وعلى نجران مثوى رُسُلي عشرين ليلة فما دونها، ولنجران وحاشيتها ذمة الله وذمة رسوله على ديارهم وأموالهم ومِلَّتِهم وثُلَّتِهم وبيعهم ورهابِنَتِهم وأساقفتهم وشاهدهم وغائبهم، وعلى ألا يغيروا أُسْقُفاً من سِقَّيْفاه؛ ولا واقفاً من وقِّيْفَاه؛ ولا راهباً من رهابِنَتِه، وعلى ألا يُحْشَروا ولا يُعْشَرُوا. وأُسْقُفَّةُ: رُسْتَاقٌ بالأندلس، ومدينتها: غافِقُ. وسُقَيْفٌ - مصغراً - : هو سُقَيْفُ بن بشرٍ العجلي؛ من أصحاب الحديث. وسُقِّفَ الرجل تِسْقِيْفاً: أي صُيِّرَ أُسْقُفّاً. وسَقَّفْتُ البيت: جعلت له سقفاً، مثل سَقَفْتُه - بالتخفيف - . ورجلٌ مُسَقَّفٌ: أي طويل، ومنه في حديث مقتل عثمان - رضي الله عنه - أنه جاء ابن أبي بكر - رضي الله عنهما - إليه فأخذ بلحيته؛ وأقبل رجل مُسَقَّفٌ بالسهام فأهوى بها إليه. وتَسَقَّفَ الرجل: صار أُسْقُفّاً. والتركيب يدل على ارتفاع في أطلال وانحناء. سكفالإسْكَاف: واحد الأساكِفَةِ، وفيه لغات: إسكاف وأُسْكُوْفٌ وأسْكَفٌ وسَكّافٌ وسَيْكَفٌ. قول الشماخ: وشُعْبتا ميسٍ براها إسْكَافْ إنما هو على التَّوَهُّم، كقول عمرو بن أحمر الباهلي: لم تدر ما نَسْجُ اليرندج قَبْلَهُ ... وقضابُ أعوَصَ دارسٍ متجدد ويروى: " ودِرَاسُ " " ومِرَاسُ " . وكقول أبي نُخُيْلَةَ السعدي: ولم تذق من البقول فُسْتُقاً وكقول زهير بن أبي سلمى: فتنتج لكم غِلمان أشْأمَ كلهم ... كأحمر عادٍ ثم تُرضِع فتفطم وقال: جائف القرع أصنع حسب أن القرع معمول. وقول من قال: كل صانع عند العرب إسْكَافٌ؛ غير معروف. وقال ابن الأعرابي: الإسكاف عند العرب كل صانع غير من يعمل الخِفَافَ، قال: فإذا أرادوا معنى الإسكاف في الحضر قالوا: هو الأسْكَفُ، وأنشد: وضع الأسْكَفُ فيه رُقَعاً ... مثل ما ضَمَّدَ جنبيه الطحل وقال شمر: رجل إسْكافٌ وأُسْكُوْفٌ: للخَفّافِ. وقال أبو عمرو الشيباني: الاسْكَافُ النجار، قال: وكل صانع بيده بحديدةٍ فهو أسْكَافٌ. وقال شمر: سمعت الفقعسي يقول: إنك لإسكافٌ بهذا الأمر: أي حاذق، وأنشد: حتى طويناها كطي الإسْكافْ وقال ابن عبّاد: الإسْكافُ في قول ابن مُقبِل: يمجها أصهب الإسْكافِ. يعني حُمرة الخمر. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف في اللفظ وتحريف في المعنى، وسياق البيت: يَمُجُّها أكلف الإسكاب وافقه ... أيدي الهَبَانِيْقِ بالمثناة مَعْكُوْمُ أكلف: اسود، والإسْكابُ والإسْكابَةُ: عود يدور فيجعل في مكان يتخوف فيه الخرق من الزِّقِّ ثم يُشَدُّ حتى لا يخرج منه شيء. وقال الليث: الإسْكافُ حرفته السِّكَافَةُ، ولا فعل له. والأُسْكُفَّةُ: عتبة الباب التي يوطأ عليها، وفي الحديث: أن امرأةً جاءت عمر - رضي الله عنه - فقالت: إن زوجي خرج من أُسْكُفَّةِ الباب فلم أُحِسَّ له ذِكراً. وقال النضر: أُسْكَّفُة الباب: عتبتها التي توطأ، والسّاكِفُ: أعلاه الذي يدور فيه الصّائر، والصّائر: أسفل طرف الباب الذي يدور أعلاه. وقال ابن الأعرابي في قوله: حوراء في أُسْكُفِّ عينيها وَطَفْ أُسْكُفُّهما: منابت أهدابهما، وقال: يُحِيْلُ عيناً حالكاً أُسْكُفُّها وقال ابن عبّاد: يقال ما سَكِفْتُ باب فلان: أي ما تعَتَّبْتُ. وقال أبو سعيد: يقال لا أتَسَكَّفُ لك بيتاً؛ من الأُسْكُفَّةِ. سلحفالسُّلَحْفَاةُ: واحدة السَّلاحِفِ، وفيها ستُّ لغاتٍ: السُّلَحْفَاةُ - بفتح اللام - والسُّلَحْفى والسُّلَحْفاء - بالقصر والمد، وهاتان عن ابن دريد - والسُّلْحَفاةُ ؟ بسكون اللام وفتح الحاء - والسِّلَحْفَاةُ - بكسر السين وفتح اللام، وهاتان عن الفَرّاء وحكى الأخيرة عن تيم الرباب - والسُّلَحْفِيَةُ - مثال بُلَهْنِيَةٍ، وهذه عن الرؤاسي - . سلخفأبو تراب: السِّلَّخْفُ والشِّلَّخْفُ: المضطرب الخلق. سلعفابن الفرج: السِّلَّعْفُ والسِّلَّغْفُ والشِّلَّغْفُ: المضطرب الخلق؛ حكى ذلك عن جماعة من أعراب قيسٍ. وزاد ابن عبّاد: السِّلَعْفُ - بالتخفيف - . وقال بعضهم: سَلْعَفْتُ الشيء: إذا ابتلعته. والصحيح بالغين المعجمة. وقال ابن عبّاد: المُسَلْعَفُ: الغليظ. وقال أبو عمرو: السِّلْعافُ - وقيل: السِّلْغافُ - : عود يحدد فينصب حول الشجرة للسباع يقتلونها به. سلغفابن الفرج: السِّلَّغْفُ: المضطرب الخلق، حكى ذلك عن جماعة من أعراب قيس. وقال الليث: السَّلْغَفُ - مثال جَعْفَرٍ - : التّارُّ الحادر. وأنشد: بسلْغَفٍ دغْفَلٍ ينطح ال ... صَخْرَ برأسٍ مُزْ لَعِبِّ قال : ويقال بقرة سَلْغَفٌ. وقال ابن دريد: سَلْغَفْتُ الشيء: إذا ابتلعته. وقال أبو عمرو: السِّلْعافُ - وقيل: السِّلْغافُ - : عود يُحدَّد فيُنصِبُ حول الشجرة للسباع يقتلونها به. سلفسَلَفْتُ الأرض أسفلها - بالضم - سَلْفاً: إذا سويتها بالمِسْلَفَةِ وهي شيء تسوى به الأرض. وفي الحديث: أرض الجنة مَسْلُوْفَةٌ وحِصْلِبُها الصُّوَارُ وهواؤها السَّجْسَجُ. ذكر أبو عبيد هذا الحديث لعبيد بن عمير، وذكره الأزهري لمحمد ابن الحنفية؛ ولم أجده في أحاديثه، وذكره الخطابي والزمخشري لابن عباس - رضي الله عنهما - ، وذكر الخطابي أنه أخذه من كتاب أبي عمر يعني اليواقِيْتَ. قال الأصمعي: هي المُسْتَوِيَةُ أو المُسَوّاةُ. وسَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً - بالتحريك - مثال طَلَب يَطْلُبُ طَلَباً: أي مضى، قال الله تعالى: )فَلَهُ ما سَلَفَ(. والقوم السُّلاّفُ: المتقدمون. وسَلَفُ الرجل: آباؤه المتقدمون، والجمع: أسْلافٌ وسُلاّفٌ. والسَّلَفُ: نوع من البيوع يُعجَّل فيه الثمن وتُضبَطُ السلعة بالوصف إلى أجلٍ معلوم. وقال أبو عبيد الهروي: السَّلَفُ في المعاملات له معينان: أحدهما القرض الذي لا مُتْعَةَ فيه للمقرض؛ وعلى المقرض رده كما أخذه؛ والعرب تسميه سَلَفاً، والمعنى الثاني في السَّلَفِ السَّلَمُ؛ وهو اسم من أسْلَمْتُ. قال: وللسلف معنيان آخران: أحدهما كل عمل صالح قدمه العبد أو فَرَطٍ فَرَطَ له، والسَّلَفُ من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك. انتهى كلام أبي عبيد. وقال أبو عمرو: أرض سَلِفَةٌ: قليلة الشجر. وفي الحديث: عُبَابُ سالِفِها: أي من سَلَفَ من مذحج؛ أو ما سَلَفَ من غيرهم ومجدهم، يريد أنهم أهل سابقة وشرف، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ر د ح. والسَّلْفُ - بسكون اللام - الجِرَاب الضخم، وقيل: هو أديم لم يُحْكَم دبغه كأنه الذي أصاب أول الدباغ ولم يبلغ آخره. ومنه حديث عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثنا ومالنا طعام إلا السَّلْفُ من التمر فنقسمه قبضة قبضة حتى ننتهي إلى تمرة تمرة، فقال له عبد الله بن عامر: ما عسى أن تنفعكم تمرة تمرة؟، قال: لا تقل ذاك فوالله ما عدا أن فقدناها اختللناها. أي اختللنا إليها؛ فحذف الجار وأوصل الفعل، والمعنى: احتجنا إليها؛ من الخلة وهي الحاجة. والسُّلْفَةُ ؟بالضم - ما يتعجله الرجل من الطعام قبل الغداء كاللُّهْنَةِ. وقال الليث: تسمى غُرْلَةُ الصبي سُلْفَةً. والسُّلْفَةُ: جلد رقيق يجعل بطانة للخِفافِ، وربما كان أحمر وأصفر. وقال الأزهري: أخبرني المنذري عن الحَسَنِ المؤدب أنه أنشده بيت سعد القرقرة: نحن بغرسِ الوَدِيِّ أعلمنا ... منا بركضِ الجياد في السُّلَفِ وقال: السُّلَفُ: جمع السُّلْفَةِ من الأرض وهي الكُرْدَِةُ المسواة. وقد مرَّ البيت في تركيب س د ف. وقال أبو زيد: يقال جاء القوم سُلْفَةً سُلْفَةً: إذا جاء بعضهم في أثر بعض. والسُّلَفُ - مثال صُرَدٍ - : بطن من ذي الكلاع من حمير، وهو السُّلَفُ بن يَقطن. والسُّلَفُ أيضاً: من أولاد الحَجَل، والجمع: سِلْفَانٌ؛ مثال صُرَدٍ وصِرْدَانٍ. وقال أبو عمرو: لم نسمع سُلَفَةً للأنثى، ولو قيل سُلَفَةٌ كما قيل سُلَكَةٌ لواحدة السِّلْكِانِ لكان جيداً، قال: خَطِفنَهُ خطف القطامي السُّلَفْ وقال آخر: أُعالج سِلْفاناً صِغَاراً تخالهم ... إذا درجوا بُجْرَ الحواصل حُمَّرا وقال مُرة بن عبد الله الهذلي: كأن ثيابه سِلْفَانُ رُخمٍ ... حواصلهن أمثال الزِّقَاقِ وسُلاَفَةُ: اسم امرأة من بني سهم. والسُّلاَفُ والسُّلاَفَةُ من الخمر: أخلصها وأفضلها، وذلك إذا تحلب من العنب بلا عصر ولا مَرْثٍ، وكذلك من التمر والزبيب ما لم يعد عليه الماء بعد تَحَلُّب أوله، قال أمرؤ القيس: كأن مَكَاكي الجِوَاءِ غُدَيَّةً ... صبحن سُلاَفاً من رحيق مفلفلِ وسُلاّفُ العسكر: مقدمتهم. وسُوْلافُ: قرية غربي دجيل من أرض خوزستان كانت بها وقعة بين الأزارقة وأهل البصرة، قال عبيد الله بن قيس الرقيات: تبيت وأرض السُّوْسِ بيني وبينها ... وسُوْلافُ رُسْتَاقٌ حَمَتْهُ الأزارقهْ ومن شواهد العروض: لما التقوا بسُوْلافْ والسَّلُوْفُ: الناقة تكون في أوائل الإبل إذا وردت الماء. والسَّلُوْفُ من نصال السهام: ما طال، قال: شكَّ كُلاها بِسَلُوْفٍ سَنْدريْ والأمم السّالِفَة: الماضية أمام الغابرة، وتجمع سَوَالِفَ، قال: ولاقت مناياها القرون السَّوَالِفُ ... كذلك تلقاها القرون الخَوَالِفُ والسّالِفَةُ: ناحية مقدم العنق من لدن معلق القُرْطِ إلى قلت الترقوة، قال أوس بن حجر: نواعم ما يضحكن إلا تَبَسُّماً ... إلى اللهو قد مالت بِهِن السَّوَالِفُ وسالِفَةُ الفرس وغيره: هاديته؛ أي ما تقدم من عنقه. وسَلِفُ الرجل: زوج أخت امرأته، وكذلك سِلْفُه، مثال كَبِدٍ وكِبْدٍ. وبينهما أُسْلُوْفَةٌ: أي صهر. وسِلْفَةُ - بالكسر - وسِلَفَةُ - مثال عِنَبَةٍ - : من أعلام النساء. وأسْلَفْتُ في كذا: من السَّلَفِ. والمُسْلِفُ من النساء: التي بلغت خمساً وأربعين سنة ونحوها، وهو وصف خُصَّ به الإناث، قال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة: هاج فؤادي موقف ... ذكَّرَني ما أعرف ممشاي ذاة ليلةٍ ... والشوق مما يَشْعَفُ إلى ثلاثٍ كالدمى ... كواعب ومُسْلِفُ وأسْلَفْتْ الأرض: مثل سَلَفْتُها. وسَلَّفْتُ في الطعام تَسْليفاً: مثل أسْلَفْتُ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ سَلَّفَ فَلْيُسَلِّفْ في كيل معلوم وزن معلوم. وسَلَّفْتُ الرجل: من السُّلْفَةِ أي اللُّهنة. وسَلَّفْتُ - أيضا - : أي قدمتُ. وقال ابن عباد: المُسَالِفُ للرجل في الأرض: المُسَايِرُ له فيها. وهو - أيضاً - : المساوي له في الأمر. قال: وبعير مُسَالِفٌ: أي متقدم. وتَسَلَّفْتُ منه كذا: أي اقترضت، ومن السَّلَفِ في الشيء أيضاً. والتركيب يدل على تقدم وسبق، وقد شذ عنه السَّلْفُ للجراب. سنغفابن الفرج: سمعت زائدة البكري: السِّنَّغْفُ والشِّنَّغْفُ والهِلَّغْفُ - مثال جِرْدَحْلِ - : المضطرب الخلق. سنفأبو عمرو: السِّنْفُ - بالكسر - : ورقة المَرْخِ. وقال غيره: وعاء ثمر المَرْخِ. وقال الدينوري: كل شجرة تكون لها ثمرة حَبٍّ في خباء طويل إذا جفت انتثرت من خبائها ذاك وهو وعاؤها؛ وبقيت قشرته فذاك الخِبَاءُ؛ وتلك الخرائط والأوعية سِنْفٌ، الواحدة: سِنْفَةٌ، وقد يجمع سِنَفَةً. وذكر أبو زياد أنها مثل الباقلى إلا أنها أعرض عَرْضاً محدَّدةُ الطرف. قال: ومن ذلك قول تميم بن أبي مُقبل في تشبيه أُذُن الفرس بِسِنْفِ المَرْخَةِ: نرخي العِذَارَ وإن طالت قبائلُهُ ... عن حَشْرَةٍ مثل سِنْفِ المَرْخَةِ الصَّفِرِ ورواية أبي عمرو: " أُرْخي " . وقال أبو عمرو: السِّنْفُ مثل الكِمَام على فم البعير يكون في المَرْخَةِ كأنه ثمرة، وقال ابن مُقبل أيضاً: يُقَلْقِلُ عن فأس اللجام لسانه ... تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جعبة صِفْرِ ويروى: " عُوْدِ المَرْخِ " . وإذا يبس سِنْفُ المرخة سقط حَبُّه وبقي في المَرْخَةِ قشره ذاك وهو سِنْفُه صِفْراً مما كان فيه. والسِّنْفُ - أيضاً - : الدوسر الذي يكون في الحنطة والشعير، وهو يعيبهما ويضع من أثمانهما. وقال ابن عباد: جاءني سِنْفٌ من الناس: أي جماعة. وقال أبو عمرو: هذا طعام سِنْفَانِ: أي جيد وردئ، وهو ضربان. والسِّنَافُ للبعير: بمنزلة اللَّبَبِ للدابة، قال هِمْيان بن قُحافة السعدي: عض السِّنَافُ أثرا بأنْهُضه وقال الأصمعي: السِّنَافُ حبل تشده من التصدير ثم تقدمه حتى تجعله وراء الكِرْكِرَةِ فيثبت التصدير في موضعه، قال: وإنما يفعل ذلك إذا خَمُصَ بطن البعير واضطرب تصديره. وقد سَنَفْتُ البعير أسْنُفُه وأسْنِفُه: إذا شددت عليه السِّنَافَ. والمِسْنَافُ: البعير الذي يؤخر الرَّحْلَ فيُجْعَلُ له سِنَافٌ، ويقال: هو الذي يقدم الرَّحْلَ. وقال ابن الأعرابي: السَّنْفُ - بالفتح - : العود المجرد من الورق. وقال أبو عمرو: السُّنُفُ - بضمتين - : ثياب توضع على أكتاف الإبل مثل الأشلة على مآخيرها، الواحد: سَنِيْفٌ. وقال ابن عبّاد: السَّنِيْفُ: حاشية البساط وهو خَمْلُه. وفرس سَنُوْفٌ: يؤخر السَّرْجَ. وأسْنَفْتُ البعير: إذا شددت عليه السِّنَافَ؛ مثل سَنَفْتُه، وأبى الأصمعي إلا أسْنَفْتُه. وقال الليث: قد صار الإسناف مثلا في رجلٍ دهش من الخوف فلم يدر أين يشد السِّنَافَ، يقال: قد عَيَّ فلانٌ بالإسناف، قال عمرو بن كلثوم: إذا ما عَيَّ بالإسناف حَيٌّ ... من الهول المشَبَّهِ أن يكونا نَصَبْا مثل رَهْوَةَ ذاة حدٍ ... محافظة وكنا المُسْنِفِسْنا ويروى: " السابقينا " . وقال ابن دريدٍ: يقال فرس مُسْنِفَةٌ: إذا كانت تتقدم الخيل في سيرها، فإذا سمعت في شِعر مُسْنِفَةٌ - بكسر النون - فإنما يعني فرساً، وإذا سمعت مُسْنَفَةً - بفتح النون - فإنما يعني الناقة. وقال لبشر بن أبي خازم يصف فرساً: بكل قِيَاد مُسْنِفَةٍ عَنُوْدٍ ... أضر بها المسالح والغِوَارُ وربما قالوا: أسْنَفُوا أمرهم أي أحكموه، وهو استعارة من هذا. وقال ابن عباد: بَكْرَةٌ مُسْنُفَةٌ: إذا عشرت وتورم ضرعها. وأسْنَفَتِ الريح: أشتد هبوبها وأثارت الغبار. وقال العُزيزي: أسْنَفَ البرق والسحاب: إذا رأيتهما قريبين. وأرض مُسْنِفَةٌ: مُجْدِبَةٌ. وناقة مُسْنِفَةٌ: عَجْفاءُ. وقال غيره: أسْنَفَ البعير: قدم عنقه للسير أو تقدم. ويروى قول كُثَير يمدح عبد العزيز بن مروان: ومُسْنِفَةٌ فضل الزِّمام إذا انتحى ... بِهِزَّةِ هاديها على السَّوْمِ بازلُ ويروى: " ومُسْنَفَةٌ " أي مشدودة بالسِّنَافِ، والسَّوْمُ: الذهاب، ويروى: " ومُشْنَفَةٌ " أي مُسْتَوْفِيَةٌ لمدها عنقها، أي حنت نحوك مُسْنَفَةٌ. والتركيب يدل على شد شيء أو تعليق شيء بشيء. سوفسُفْتُ الشيء أسُوْفُه سَوْفاً: إذا شَمِمْتَه. والمَسَافَةُ: البعد، وأصلها من الشَّمِّ، وكان الدليل إذا كان في فلاةٍ أخذ التراب فشمه ليعلم أعلى قصدٍ هو أم على جورٍ، ثم كثر استعمالهم هذه الكلمة حتى سموا البعد مسافة، والأصل ما ذكرت أنه الشم، قال ذو الرُّمة: سَافَتْ بِطَيِّبة العرنين مارِنُها ... بالمِسْكِ والعنبر الهندي مختضبِ وقال مزاحم العقيلي: يَسُوْفُ بأنْفَيْه النِّقَاعَ كأنه ... عن البقل من فرط النشاط كَعِيْمُ والسّائفَةُ: الرَّمْلَةُ الرقيقة: وقد ذكرت في تركيب س أ ف، قال ذو الرُّمَّةِ يصف فراخ النعامة: كأن أعناقها كُرّاثُ سائفَةٍ ... طارت لفائفه أو هَيْشَرٌ سُلُبُ وقال أيضاً: وهل يرجع التَّسْلِيْمَ ربع كأنه ... بِسَائفُه أو قفرٍ ظُهُورُ الأراقم وقال ابن الأنباري: السّائفَةُ من اللحم بمنزلة الحِذْيَةِ. وقال أبو عبيد: الأسواف: موضع بالمدينة - على ساكنيها السلام - ورأى زيد بن ثابت - رضي الله عنه - رجلاً قد اصطاد نُهَساً بالأسواف فأخذه من يده وأرسله. النُّهَسُ: طائر. وقال الدينوري: السَّوَافُ - بالفتح - : القِثّاء. والسَّوَافُ: مرض المال وهلاكه، يقال: وقع في المال سَوَافٌ: أي موت. وقال ابن السكيت: سمعت هشاماً المكفوف يقول لأبي عمرو: إن الأصمعي يقول: السُّوَافُ بالضم ويقول: الأدواء كلها تجيء بالضم نحو النُّحاز وكالدُّكَاع والقُلاَبِ والخُمَالِ، فقال أبو عمرو: لا هو السَّوَافُ - بالفتح - وكذلك قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير. ويقال: سَافَ المال يَسُوْفُ ويَسَافُ: أي هلك. والسّافُ: كل عرق من الحائط. وقال ابن عباد: السّافُ: سَفَا الريح، الواحدة: سَافَةٌ. والسّافَةُ: أرض بين الرمل والجَلَد، وكذلك السُّوْفَةُ، كأنها سافَتْهُا أي دنت منهما. قال: ويقال كم سِيْفَةُ هذه الأرض ومَسَافُها: أي مَسَافَتُها. والمَسَافُ: الأنف، لأنه يُسَافُ به. وسِيْفَ الرجل فهو مَسُوْفٌ: أي فزع. قال: والمَسُوْفُ: الهائج من الجِمال. والسَّيِّفَةُ: الطليعة: قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب الشَّيِّفُةُ - بالشين المعجمة - . وقال سيبويه: سَوْفَ كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد، ألا ترى أنك تقول: سَوَّفْتُه: إذا قلت له مرة بعد مرة سَوْفَ أفعل، ولا يُفصَلُ بينها وبين الفعل لأنها بمنزلة السين في سيفعل. وسَفْ أفعل وسَوْ أفعل - لغتان - في سَوْفَ أفعل، وقال ابن جني: حَذفوا تارةً الواو وأخرى الفاء. وقال ابن دريد: سَوْفَ كلمة تُستعمل في التهديد والوعيد والوعد، فإذا شِئْتَ أن تجعلهما اسماً أدخلتها التنوين، وانشد: إن سَوْفاً وإن لَوّاً عَنَاء ويروى: إن لَوّاً وإن لَيْتا عَنَاه فنون إذ جعلهما اسمين. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الشِّعْرُ لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي، وسياقه: ليت شِعري وأين مني ليت ... إن لَيْتا وإن لَوّاً عَنَاءُ وليس في رواية من الروايات: " إن سَوْفاً " . ثم قال: وكذلك سبيل هذه الأحرف، قال: وذكر أصحاب الخليل عنه أنه قال لأبي الدُّقَيْشِ: هل لكَ في الرُّطب؟ قال: أسرع هلٍ وأوحاه، فجعله اسماً ونوَّنهُ، قال: والبصريون يدفعون هذا. ويقال: فلان يقتات السَّوْفَ: أي يعيش بالأماني. والفَيْلَسُوْفُ: وعناه باليونانية مُحِب الحكمة، وأصله فَيْلاسُوْفا، وفَيْلا: المحب، وسُوْفا: الحكمة، وهو مركب، وكذلك الفلسَفَةُ مركبة كالحَمْدَلَةِ والحَوْلَقَةِ والسَّبْحَلَةِ. وقال ابن الأعرابي: السَّوْفُ: الصبر. وأسَافَ الرجل: أي هلك ماله، يقال: أسَافَ حتى ما يشتكي السُّوَافَ، هذا إذا تعود الحوادث، قال حميد بن ثور رضي الله عنه: فما لهما من مُرْسلين لحاجةٍ ... أسَافا من المال البلاد وأعدما وقال أبو عبيد: أسَافَ الخارز: إذا أثْأى فانخرمت الخرزتان، قال الراعي: كأن العيون المرسلات عشية ... شَآبِيبَ دمع لم يجد متردداً مَزَائد خرقاءِ اليدين مُسِيْفَةٍ ... أخَبَّ بهم المُخْلِفان وأحفدا وقال ابن عبّاد: أسَافَ الرجل أو المرأة ولدهما: إذا مات عنهما، فالولد مُسَافٌ، والرجل مُسِيْفٌ، والمرأة مِسْيَافٌ. والتَّسْوِيْفُ: المَطْلُ. وحكى أبو زيد: سَوَّفْتُ الرجل أمري: إذا ملكته أمرك وحكمته فيه يصنع ما شاء. وقال ابن عباد: رَكِيَّةٌ مُسَوَّفَةٌ: أي يقال سَوْفَ يوجد فيها الماء، وقيل يُسَافُ ماؤها فيكره ويُعَافُ. قال: والمُسَوِّفُ من الرجال: الذي يصنع ما شاء لا يرده أحد. واسْتَافَ: أي اشْتَمَّ، قال رؤبة: إذا الدليل اسْتَافَ اخلاق الطُرُقْ والموضع: مُسْتَافٌ. وقال ابن عباد: ساوَفْتُ فلاناً: أي سارَرْتُه. وساوَفَها: ضاجعها والتركيب يدل على الشَّمِّ؛ وعلى داءٍ؛ وعلى التأخير والامتداد. سهفابن دريد: السَّهَفُ - بالتحريك - : شدة العطش، يقال: سَهِفَ - بالكسر - يَسْهَفُ سَهَفاً فهو ساهِفٌ، ورجل مَسْهُوْفٌ: كثير الشراب للماء لا يكاد يروى، أصابه السُّهَافُ؛ مثل العُطَاشِ سواء. وقال الليث: السَّهْفُ - بالفتح - : تشحط القتيل في نزعه واضطرابه، قال ساعدة بن جؤية الهذلي: ماذا هنالك من أسْوَانَ مُكْتَئبٍ ... وساهِفٍ ثمل في صعدةٍ حِطَمِ حِطَمٌ: جمع حِطْمَةٍ؛ مثال قِصْدَةٍ وقَصَدٍ، ويروى: " قِصَمِ " ، والسّاهِفُ: الهالك: وقيل: العطشان. وقال الأصمعي: رجل ساهِفٌ: إذا نُزِفَ فأغمي عليه، ويقال: هو الذي أخذه العطش عند النزع عند خروج روحه. وقال ابن الأعرابي: طعام مَسْهَفَةٌ؛ ومَسْفَهَةٌ على القلب: إذا كان يسقي الماء كثيراً. ورجل ساهِفُ الوجه: أي متغيره، ويروى بيت أبي خِرَاش الهذلي: وإن قد بدا مني لما قد أصابني ... من الحزن أني ساهِفُ الوجه ذو هم ويروى: " ساهِمُ الوجه " . والسَّهْفُ: حرشف السمك خاصة. وقال ابن دريد: سَنْهَفٌ: اسم، والنون زائدة، وهو من السَّهَفِ وهو شدة العطش. وقال غيره: اسْتَهَفَ فلان فلاناً وازْدَهَفَه: أي استخفه. سيفالسَّيْفُ: جمعه سُيُوْفٌ وأسْيُفٌ وأسْيَافٌ ومَسْيَفَةٌ - كمَشْيَخَةٍ - ، قال: كأنهم أسْيُفٌ بيض يمانية ... عضبٌ مضاربها باقٍ بها الأثر وسافَهُ يَسِيْفُه: أي ضربه بالسيف، يقال سِفْتُه. ورجل سائفٌ: أي ذو سيفٍ، وسَيّافٌ: أي صاحب سيفٍ؛ والجمع: سَيّافَةٌ. وقال الليث: قوم سَيّافَةٌ حصونهم سُيُوفُهم. وقال ابن عباد: السَّيْفُ: سَمَكَةٌ كأنها السَّيْفُ. وفي الدار أسْيَافٌ من الناس: أي أحزاب. وسافَتْ يده تَسِيْفُ: بمعنى سَئفَتْ. قال: والمَسَايِفُ: السِّنُوْنَ والقحط. وقال الكسائي: رجل سَيْفَانٌ: أي طويل ممشوق ضامر البطن، وامرأة سَيْفَانَةٌ: وهي الشَّطْبَةُ كأنها نصل سَيْفٍ. وقال الخليل: لا يُوصَفُ الرجل بالسَّيْفَانِ. والسِّيْفُ: ساحل البحر. والسِّيْفُ: ما كان مُلتزقاً بأصول السَّعَفِ من جُلاَلِ اللِّيْفِ؛ وهو أردؤه وأخشنه، قال في صفة أذناب اللقاح: كأنما احتُثَّ على حُلاّبِها ... نخل جؤاثى نيل من أرطابها والسِّيْفُ واللِّيْفُ؛ على هُدّابها والسِّيْفُ في قول لبيد رضي الله عنه: ولقد يعلم صحبي كلُّهم ... بعدان السِّيْفِ صبري ونقل موضع، والعَدَان: السّاحل. وذكر الليث السّائفَةَ في هذا التركيب، وقد ذكرتها في س أ ف وفي س و ف. وسِيْفَةٌ من كلأ وسائفَةٌ: أي قطعة. والسِّيْفُ الطويل: ساحل طويل جداً كأنه قُطِعَ بالسَّيْفِ؛ مسيرة مائة فرسخ، وهو ساحل بحر البربرة مما يلي مقدوشوه. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وقد رأيته في شهر رمضان سَنة تسع وستمائة. والمُسِيْفُ: الذي عليه السيف. وقال ابن عباد: المُسِيْفُ: الشجاع الذي معه سَيْفٌ. وذكر ابن فارس: أسَافَ الخرز في هذا التركيب. وقال ابن الأعرابي: درهم مُسَيَّف ٌ - بفتح الياء المشددة - : إذا كانت جوانبه نقية من النقشِ. والمُسَايَفَةُ: المُجَالَدَةُ بالسُّيُوْفِ، وتَسَايَفُوا: تضاربوا بالسُّيُوْفِ، كذلك اسْتَافُوا، وقال الليث: اسْتِيْفَ القوم. والتركيب يدل على امتداد في شيء وطول. شأفالشَّأْفَةُ: قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب. وفي المثل: اسْتَأصَلَ الله شَافَتَ، أي أذهبه الله كما تذهب تلك القرحة بالكي. وفي الحديث: خرجت بآدم - صلوات الله عليه - شَأْفَةٌ في رجله. وقال يعقوب: الشَّأْفَةُ تُقطع فتذهب. وفي حديث آخر: وقَطُعنا عنا شأْفَتَه، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب ز ه د. وفي شرح قول الكُميت. ولم نَفْتَأْ كذلك كل يومٍ ... لِشَأْفَةِ واغرٍ مُسْتَأصلينا الشَّأْفَةُ قَرَحة في القدم إذا قطعت مات صاحبها. وقال شمر: الشَّأْفَةُ: الأصل، واستْأصَلَ الله شَأْفَتَه: أي أصْلَه. تقول: شَئفَتْ رجله - بالكسر - شأفاً - بالتحريك - : إذا خرجت بها الشَّأْفَةُ، وكذلك شُئفَتْ رجله - على ما لم يسم فاعله - فهي مَشْؤوْفَةٌ. وشَئفْتُ فلاناً - بالكسر - شأْفاً وشَآفَةً؛ وكذلك شَئفْتُ له - وهذه عن أبي زيد - : إذا أبغضته، وأنشد ابن الأعرابي: فما لِشَآفَةٍ من غير شيء ... إذا ولى صديقك من طبيب قال: وشَئفْتُ الرجل: إذا خِفْتَ حين تراه أن تصبه بعينٍ أو تدل عليه من يكره. وقال الأزهري: قالوا شَئفَتْ أصابعه وسَئفَتْ - بالشين والسين - ، وهو الشعث حول الأظفار والشُّقَاقُ. وقال أبو عبيد: شُئفَ فلان - على ما لم يسم فاعله - فهو مَشْؤوْفٌ؛ مثال زئد وجئث: إذا فزع وذُعِرَ. وقال بعضهم: شَأْفُ الجرح: فساده حتى لا يكاد يبرأ. والتركيب يدل على البغضة. شحذفالشُّحْذُوْفُ - وقيل: الشُّذْحُوفُ - من الجبل وغيره: المحدد. شحفابن دريد: الشَّحْفُ - لغة يمانية - : وهو أن تقشر عن الشيء جلده. شخفالليث: الشِّخَافُ - بالكسر - : اللبن بالحِميريَّة. وقال أبو عمرو: الشَّخْفُ صوت اللبن عند الحلب، يقال: سمعت للدرة شَخْفاً، وأنشد: كأن صوت شُخْبِها ذي الشَّخْفِ ... كشيش أفعى في يبيسٍ قفِّ قال: وبه سُمي اللبن شِخَافاً. شدفالشَّدَفُ - بالتحريك - : الشخص، والجمع: شُدُوْفٌ. وقال ابن دريد: يقال رأيت شَدَفاً: أي شخصاً، قال ولا تنظرن إلى ما جاء به الليث عن الخليل في كتاب العين في باب السين فقال: سَدَفٌ في معنى شَدَفٍ؛ فإنما ذلك غلطٌ من الليث على الخليل، وأنشد غيره لساعدة بن جؤية الهذلي يصف وعلاً: موكل بِشُدُوْفِ الصوم ينظرها ... من المغارب مخطوفُ الحشى زَرِم الصَّوْمُ: شجر يشبه الناس قياماً، وكل ما واراك فهو مغرب. أي يخاف هذا الوعل أن يكون الصَّوْمُ ناساً. وقال ابن دريد: شَدَفْتُ الشيء أشْدِفُه - بالكسر - شَدْفاً: إذا قطعته شُدْفَةً شُدْفَةً أي قطعة قطعة. قال: وفرس أشْدَفُ: عظيم الشخص، وأنشد قول المَرّار بن منقذٍ يصف فرساً: شدِفٌ أشْدَفُ ما روعته ... فإذا طُؤطِئ طيار طِمِر وقال ابن عباد: الأشْدَفُ: الأعسر. والأشْدَفُ: الذي في خده شَدَفٌ أي ميل. والأشْدَفُ: المرح، وقد شَدِفَ، قال العجاج: بذاة لوثٍ أو بناجٍ أشْدَفا وقيل: الفرس الأشْدَفُ: البعير المعترض في سيره من النشاط، قال الطرماح: هل تُدْنِيَنَّك من أرجاع واسطٍ ... أو بات يعمله اليدين حضار شَدْفاءَ تصبح تَشْتَئي غِبَّ السُّرى ... فعل المضل صياره البَربارِ وقال الأصمعي: يقال للقِسِيِّ الفارسية: شُدْفٌ، واحدتها شَدْفاءُ، وهي العوجاء وهن العوج. وقال ابن عباد: قوس شَدْفاءُ: وهو تعطيفها في سِيَتَيْها. قال الزفيان: فالتقطت في القتر طِملا لائطا ... في كَفِّهِ شَدْفاءُ من شواحِطا واسهم أعدها أمارطا ويروى: " مَوَارِطا " . والشَّدِفُ: الطويل العظيم السريع الوثبة. وناقة شَدْفاء: في يدها اعوجاج، فربما التفقت يداها إذا سارت. وامرأة شَدْفاءُ: في خدها ميلٌ. والشَّدَفُ: الشرف. وقال الفرّاء: الشَّدَفُ والسَّدَفُ: الظلمة. وقال اللحياني والفرّاء: خرجنا بشُدْفَةٍ - بالضم - وسُدْفَةٍ؛ وتفتح صدورهما: وهما السواد الباقي. وقال أبو عبيدة: أشْدَفَ الليل وأسْدَفَ: إذا أرخى ستوره. وقال ابن عباد: قوس مُتَشَادِفَةٌ: أي مُتَعَطِّفَةُ. والتركيب يدل على ارتفاع في الشيء. شذحفالشُّذْحُوْفُ - وقيل: الشُّحْذُوْفُ - من الجبل وغيره: المحدد. شذفالفرّاء: يقال ما شَذَفْتُ منك شيئاً: أي ما أصبت، أشْذُفُ. شرحفابن دريد: الشِّرْحافُ: العريض ظهر القدم، وبه سمي الرجل شِرْحافاً. وقال ابن عباد: الشِّرْحافُ: النصل العريض. وقال ابن الأعرابي: الشُّرْحُوْفُ: المستعد للحملة على العدو. وقال أبو عمرو: أشْرَحَفَّ الرجل لرجل: إذا تهيأ له محارباً، وكذلك الدابة للدابة، وأنشد: لما رأيت العبد مُشْرَحِفّا ... للشر لا يعطي الرجال النصفا أعْذَمْتُهُ عُضَاضَه والكفا والمُشْرَحِفُّ - أيضاً - : السريع الخفيف، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي: ولقد غدوت بِمُشْرَحِفِّال ... شَّدِّ في فيه اللجام الشَّرَاسِيْفُ: مقاط الأضلاع وهي أطرافها التي تشرف على البطن، الواحد: شُرْسُوْفٌ. ويقال: الشُّرْسُوْفُ غضروف معلق بكل ضلع مثل غضروف الكتف. وقال ابن الأعرابي: الشُّرْسُوْفُ رأس الضلع مما يلي البطن. قال: والشُّرْسُوْفُ: البعير المقيد، والبعير الذي عُرْقِبَتْ إحدى رجليه، والأسير المكتوف. وقال ابن فارس: الشَّرَاسِيْفُ أوائل الشدة، يقال: أصابت الناس الشَّرَاسِيْفُ. وقال ابن عباد: الشَّرْسَفَةُ: سوء الخُلُقِ. وقال غيره: شَرْسَفَةُ بن خليف من بني مازن: فارس ميّارٍ. وقال الليث: شاة مُشَرْسَفَةٌ: إذا كان بجنبيها بياض قد غشي الشَّرَاسِيْفَ والشَّوَاكُلَ، وأنشد: شيخ إذا حُمِّلَ مكروهةً ... شد الشَّرَاسِيْفَ له والحزيم شرعفابن دريد: الشُّرْعُوْفُ والشُّرْغُوْفُ: نبت أو ثمر نبت. وقال في باب فِعْلالٍ: الشِّرْعافُ والشُّرْعافُ: قشر طلعة الفُحّال من النخل، لغة أزديَّةٌ. شرغفابن دريد: الشُّرْعُوْفُ والشُّرْغُوْفُ: نبت أو ثمر نبت. والشُّرْغُوْفُ: الضفدع الصغير. شرفالشَّرَفُ: العلو والمكان العالي، قال: آتي النَّديَّ فلا يُقَرَّبُ مجلسي ... وأقود للشَّرَفِ الرفيع حِماري يقول: أني خرفتُ فلا ينتفع برأيي وكبرت فلا أستطيع أن أركب من الأرض حماري إلا من مكان عالٍ. وقال ابن السكيت: الشَّرَفُ والمجد لا يكونان إلا بالآباء، والحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء. وقال ابن دريد: الشَّرَفُ علو الحسب. وشرف البعير: سَنَامهُ، قال: شَرَفٌ أجَبُّ وكاهل مجدول وعدا شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ: أي شَوْطاً أو شَوْطينِ. وقال الفرّاء: الشَّرَفُ نحو ميل. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : الخيل لثلاثة: لرجل أجرٌ ولرجلٍ سترٌ وعلى رجلٍ وزر، فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرجٍ أو روضةٍ؛ فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات؛ ولو أنه انقطع طيلها فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ كانت له آثارها وأرواثها حسنات؛ ولو أنها مرت بنهرٍ فشربت منه ولم يرد أن يسقيهاكان ذلك حسنات له؛ فهي لذلك الرجل أجر، ورجل ربطها تغنِّياً وتعفُّفاً ثم لم يَنْسَ حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك سِتر، ورجل ربطها فخراً ورياءٍ ونِوَاء لأهل الإسلام فهي على ذلك وِزْرٌ. قال أسامة الهذلي يصف حمارا: إذا ما اشتأى شَرَفاً قُبْلَهُ ... وواكظ أوْشَكَ منه اقترابا قُبْلَهُ: تجاهه. وقال العجاج يصف عيراً يطرد آتُنَه: وإن حداها شَرَفاً مُغَرِّبا ... رَفَّةَ عن انفاسها وما ربا والشَّرَفُ: الإشْفَاءُ على خطر من خيرٍ أو شرٍ، يقال في الخير هو على شَرَفٍ من قضاء حاجته، ويقال في الشَّرِّ: هو على شَرَفٍ من الهلاك. وقال ابن الأعرابي: الشَّرَفُ طين أحمر. ويقال للمَغْرَةِ: شَرَفٌ؛ وشَرْفٌ أيضاً. وقال الليث: الشَّرَفُ شجر له صِبْغٌ أحمر. وقيل: هو دار بَرْنِيَانْ. وقال ابن دريد: شَرَفُ الإنسان: أعلى جسمه. وشَرَفُ الروحاء: قريب من المدينة على ساكنيها السلام. وشَرَفٌ: جبل قرب جبل شُرَيْفٌ، وشُرَيْفٌ: أطول جبل في بلاد العرب. وقال ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نجد، وكان من منازل الملوك من بني آكل المُرار من كِنْدَةَ، وفي الشَّرَفِ حِمى ضرية، وضرية بئر، وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَةُ وهي الحِمى الأيمن. والشَّرَفُ: من سواد إشبيلية. وشَرَفُ البياض: من بلاد خولان من جهة صَعْدَةَ. وشَرَفُ قِلْحَاحٍ: قلعة على جبل قِلْحاحٍ قرب زبيد. والشَّرَفُ الأعلى: جبل آخر هنالك. وشَرَفُ الأرطى: من منازل تميم. والشَّرَفُ: الشُّرَفاءُ. وقيل للأعمش: لِمَ لَمْ تستكثر من الشَّعْبِيِّ؟ فقال: كان يحتقرني، كنت آتية مع إبراهيم؛ فيُرَحِّب به؛ ويقول لي: اقعد ثم أيها العبد، ثم يقول: لا نرفع العبد فوق سُنَّتِه ... ما دام فينا بأرضنا شَرَفُ ورجل شَرِيفٌ من قوم شُرَفاءَ وأشْرَافٍ، وقد شَرُفَ - بالضم - ؛ فهو شَرِيفٌ اليوم؛ وشارفٌ عن قليل؛ أي سيصير شَرِيفاً، ذكره الفرّاء. وسهم شارِفٌ: إذا وُصِفَ بالعتق والقدم، قال أوس بن حجر يصف صائداً. فيَسَّرَ سَهماً راشَهُ بمناكب ... ظُهَارٍ لؤامٍ فهو أعجف شارِفُ والشَّارِفُ: المسنة من النوق، والجمع: الشَّوَارِفُ والشُّرْفُ مثال بازِلٍ وبُزْلٍ وعائذٍ وعُوْذٍ، ويجوز للشاعر تحريك الراء، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل: قد كنت راعي أبكارٍ مُنَعَّمَةٍ ... فاليوم أصبحت أرعى جِلةً شُرُفاً يقال: شَرَفَتِ الناقة وشَرُفَتْ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أتتكم الشُّرْفُ الجُوْنُ، قالوا: يا رسول الله وما الشُّرْفُ الجون؟ قال: فئن كأمثال الليل المُظلِمِ. ويروى: الشُّرقُ الجُوْنُ، يريد فتناً طالعة من قبل المشرق. وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصدقاً فقال: لا تأخذ من حزرات أنْفُسِ الناس شيئاً؛ خذ الشّارِفَ والبكر وذا العيب. وفي حديث علي ؟رضي الله عنه - : أصبتُ شارِفاً من مغنم بدرٍ؛ وأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شارِفاً؛ فأنَخْتُهما ببابِ رجل من الأنصار؛ وحمزة - رضي الله عنه - في البيت ومعه قَيْنَةٌ تُغَنِّيه: ألا يا حمز للشُّرْفِ النِّواءِ ... وهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناءِ ضع السكين في اللبات منها ... وضَرِّجْهُنَّ حمزة بالدماء وعجِّلْ من أطايبها لشربٍ ... طعاما من قديرٍ أو شِوَاءِ فخرج إليهما فَجَبَّ ؟ويروى - : فاجتنب اسْنِمَتَهما وبقر خواصرهما وأخذ أكبادهما، فنظرت إلى منظر أفظعني، فانطلقت إلى رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - فخرج ومعه زيد بن حارثة ؟رضي الله عنه - حتى وقف عليه وتغَيَّظَ، فرفع رأسه إليه وقال: هل أنتم إلا عبيد آبائي، فرجع رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - يُقَهْقِرُ. والشّارفُ - أيضاً - : وعاء الخمر من خابيةٍ ونحوها. وفي حديث ابن عباس - رضي اله عنهما - : أمِرْنا أن نبني المَسَاجد جُمّاً والمدائن شُرْفاً. الجُمُّ: التي لا شُرَفَ لها. والشُّرْفُ: التي لها شُرَفٌ. والشّارُوْفُ: حَبْلٌ: وهو مولَّدٌ. والشّارُوْفُ: المِكْنَسَةُ، وهو معرب جاروب، وأصله جاي رُوبْ: أي كانس الموضع. وشَرَافِ - مثال قَطَامِ - : موضع، وقيل: ماءةٌ لبني أسدٍ. وقال ابن مسعود - رضي الله عنه - : ألا يكون بين شَرَافِ وأرض كذا وكذا جمّاءُ ولا ذاةُ قرنٍ، قيل: وكيف ذاك؟ قال: يكون الناس صلاماتٍ يضرب بعضهم رقاب بعض، وقال المُثَقِّبُ العبدي: مَرَرْنَ على شَرَافِ فذاة رجلٍ ... ونكبن الذَّرانح باليمين وبناؤه على الكسر هو قول الأصمعي، وأجراه غيره مجرى ما لا ينصرف من الأسماء، ويقال فيه شِرَافُ - بكسر الشين - غير مُجْرىً، فصار فيه ثلاث لغاتٍ. وهو بين واقصة والقَرْعاءِ، وقال الشَّمّاخُ: مرت بنفعي شَرَافٍ وهي عاصفة ... تخدي على يَسَرَاتٍ غير أعصال وشَرَفْتُه أشْرُفُه - بالضم - : أي غلبيته بالشَّرَفِ. وكعب بن الأشرف: من رؤساء اليهود. وقول بشير بن المعتمر. وطائرٌ أشرفُ ذو جُردةٍ ... وطائر ليس له وكر الأشْرَفُ من الطير: الخفاش؛ لأن لأذنيه حجماً ظاهراً؛ وهو متجرد من الزغب والريش، وهو طائر يلد ولا يبيض. والطائر الذي ليس له وكر: طائر يُخبرُ عنه البحريون أنه لا يسقط إلا ريثما يجعل لبيضه أُفْحُوْصاً من تراب ويغطي عليه ثم يطير في الهواء وبيضه يتفقس من نفسه عند انتهاء مدته، فإذا أطاق فرخه الطيران كان كأبويه في عادتهما. وفلان أشْرَفُ منه. ومَنْكِبٌ أشْرَفُ: أي عالٍ. وأُذُنٌ شَرْفَاءُ: أي طويلة. ومدينة شَرْفاءُ: ذاة شُرَفٍ. وشُرْفَةُ القصر - بالضم - : واحدة الشُّرَفِ. وفي حديث مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - : ارتجس إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شُرْفَةً. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب و ب ذ. وشُرْفَةُ المال: خياره. ويقال: إني أعد إتيانكم شًرْفَةً وأرى ذلك شُرْفَةً: أي فضلا وشَرَفاً أتشرف به. وشُرُفاتُ الفرس: هاديه وقَطَاتُه. وإسحاق بن شرفى - مثال ضعفى - : من أصحاب الحديث. والشُّرَيْفُ - مصغراً - : ماء لبني نمير. وقال ابن السكيت: الشُّرَيْفُ وادٍ بنجدٍ، فما كان عن يمينه فهو الشَّرَفُ، وما كان عن يساره فهو الشُّرَيْفُ، قال طُفَيْلٌ الغنوي: تبيت كعقبان الشُّرَيْفِ رجاله ... إذا ما نَوَوْا إحداث أمرٍ معطبِ وقال أبو وجزة السعدي: إذا تربعت ما بين الشُّرَيْفِ إلى ... روضِ الفلاح أُوْلاتِ السَّرْحِ والعُبَبِ ويروى: " الشّريْقِ:. ويوم الشُّرَيْفِ: من أيامهم. وقال ابن دريد: أُذُنُ شُرَافِيَّةٌ وشُفَارِيَّةٌ: إذا كانت عالية طويلة عليها شَعَرٌ. وقال غيره: الشُّرَافيُّ: لون من الثياب أبيض. وقال الأصمعي: الثوب الشُّرَافيُّ: الذي يُشترى مما شارَفَ أرض العجم من أرض العرب. وناقة شُرَافِيَّةٌ: ضخمة الأُذنين جسيمة. وأشْرَافُ الإنسان: أُذناه وأنفه، قال عدي بن زيد العبادي: كقصيرٍ إذ لم يجد غير أن جد ... دعَ أشْرافَهُ لِشُكْرٍ قصير والشِّرْيافُ: ورق الزرع إذا طال وكثر حتى يخاف فساده فيقطع. ومَشَارِفُ الأرض: أعاليها. والسيوف المَشْرَفِيَّةُ: منسوبةٌ إلى مَشَارِفِ الشأْم، قال أبو عبيدة: هي قرى من أرض العرب تدنو من الريف، يقال: سيف مَشْرَفيُّ ولا يقال مَشَارِفيٌّ، لأن الجمع لا ينسب إليه إذا كان على هذا الوزن، لا يقال مَهَالِبيٌّ ولا جَعَافريٌّ ولا عَبَاقريٌّ، وقال كُثيِّر يمدح عبد الملك ن مروان: أحاطتْ يداه بالخلافة بعدما ... أراد رجال آخرون اغتيالها فما تَرَكوها عنوة عن مَوَدَّةٍ ... ولكن بحد المَشْرَفيِّ استقالها وقال رؤبة: والحرب عَسراء اللقاح المُغْزي ... بالمَشْرَفِيّاتِ وطعنٍ وخز وشَرِفَ الرجل - بالكسر - : إذا دام على أكل السَّنَام. وأشْرَفْتُ المرْبَأَ: أي علوته، قال العجاج: ومربأ عالٍ لمن تَشَرَّفا ... أشْرَفْتُهُ بلا شَفاً أو بِشَفا وأشْرَفْتُ عليه: أي اطلعت عليه من فوق، وذلك الموضع: مُشْرَفٌ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما جاءك من هذا المال وأن تغير مُشْرِفٍ له ولا سائل فخذه ومالا فلا تُتْبِعْه نفسك. أي وأنت غير طامع فيه ولا متطلع إليه. وأشْرَفَ المريض على الموت: أي أشْفى عليه. ويقال: ما يُشْرِفُ له شيء إلا أخذه. ومُشْرِفٌ: رمل بالدهناء، قال ذو الرُّمَّة: إلى ظُعُنٍ يقرضن أجوازَ مُشْرِفٍ ... شمالاً وعن أيمانهن الفوارس وقال أيضاً: رَعَتْ مُشْرِفاً فالأحبل العُفْرَ حوله ... إلى رِمْثِ حُزْوى في عَوَازِبَ أُبَّلِ والإشْرَافُ: الشَّفَقَةُ، قال: ومن مضر الحمراء إشْرَافُ أنفسٍ ... علينا وحيّاها إلينا تمضَّرا وشَرَّفْتُ القصر وغيره تشريفاً: إذا جعلت له شُرَفاً. وقال ابن الأعرابي في قوله: جمعتهما من أيْنُقٍ غِزار ... من اللوى شُرِّفْنَ بالصِّرَارِ ليس من الشَّرفِ، ولكن من التَّشْرِيفِ: وهو أن يكاد يقطع أخلافها بالصِّرارِ فيؤثر في الصِّرَارِ. وشَرَّفَ الله الكعبة: من الشَّرَفِ. ومُشَرَّفٌ: جبل،قال قيس بن عيزارة: فإنك لو عاليته في مُشَرَّفٍ ... من الصُّفْرِ أو من مُشْرِفاتِ التوائم قال أب عمرو: مُشَرَّف: جبل، والصُّفْرُ: السود. وقال غيره: أي في قصر ذي شُرَفٍ من الصُّفْرِ. وتَشَرَّفْتُ: من الشَّرَفِ. وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأ: أي علوته، قال العجاج: ومربأٍ عالٍ لمن تَشَرَّفا وتُشُرِّفَ القوم: قُتِلَتْ أشْرافهم. واسْتَشْرَفَني حقي: أي ظلمني، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع: ولقد يخفض المجاور فيهم ... غير مُسْتَشْرَفٍ ولا مظلومِ واسْتَشْرَفْتُ الشيء: إذا رفعت بصرك إليه وبسطت كفك فوق حاجبك كالذي يستظل من الشمس، ومنه قول الحسين بن مطير: فيا عجبا مني ومن حُبِّ قاتلي ... كأني أجْزِيه المودة من قتلي ويا عجبا للناس يَسْتَشْرِفُونَني ... كأن لم يروا بعدي مُحِبّاً ولا قبلي وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خيرٌ من السّاعي؛ مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْه؛ فمن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به. وفي الحديث: أمرنا أن نَسْتَشْرِفَ العين والأُذن. أي نتفقدهما ونتأملهما لئلا يكون فيهما نقص من عورٍ أو جدعٍ، وقيل: أن نطلبهما شَرِيفَتَيْنِ بالتمام والسلامة. وفي حديث أبي طلحة - رضي الله عنه - : إنه كان حَسَنَ الرمي فكان إذا رمى اسْتَشْرَفَه النبي - صلى الله عليه وسلم - لَيَنْظر إلى موقع نبله، قال: تطاللتُ فاسْتَشْرَفْتُهُ فرأيته ... فقلت له آأنتَ زيد الأرامل وشارَفْتُ الرجل: أي فاخرته أيُّنا أشْرَفُ. وشارَفْتُ الشيء: أي أشْرَفْتُ عليه. والاشْتِرَافُ: الانتصاب. وفرس مُشْتَرِفٌ: أي مُشْرِفُ الخَلْقِ، قال جرير: من كل مُشْتَرِفٍ وإن بعد المدى ... ضرم الرَّقاق مناقل الأجرَالِ وشَرْيَفْتُ الزرع: قطعت شِرْيافَه. والتركيب يدل على علو وارتفاع. شرنفالليث: الشِّرْنافُ: ورقُ الزرع إذا طال وكثر حتى يُخاف فساده فيُقطع، فيقال حينئذ: شَرْنَفْتُ الزرع، وهي كلمة يمانية، وشك الأزهري في الشِّرْنافِ وشَرْنَفْتُ أنهما بالياء أو بالنون؛ وجعلهما زائدتين. شرهفأبو تُرَابٍ: شَرْهَفَ في غذاء الصبي - مثل شَرْهَفَ - : إذا أحسن غذاءه. وغلام مُشْرَهِفٌّ: وهو الحاف الرأس الشَّعِثُ القَشِفُ. شسفابن السكيت: الشّاسِفُ: اليابس من الضُّمْرِ والهُزَالِ؛ مثل الشّاسب. وقال الأصمعي: الشّاسِبُ: الضامر؛ والشّاسِفُ: أشد منه ضُمْراَ. وقد شَسَفَ يَشْسِفُ شُسُوْفاً وشَسَافَةً، والكسر أكثر. قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل: إذا اضطغنت سلاحي عند مغرضها ... ومرفق كرئاسِ السيف إذ شَسَفا وقال لبيد رضي الله عنه يصف ناقة: تتقي الريح بِدَفٍّ شاسِفٍ ... وضلوع تحت زَوْرٍ قد نَحَلْ وقال ابن فارس: لحم شَسِيْفٌ: كاد ييبس. وقال ابن الأعرابي: الشَّسِيْفُ: البُسْرُ المُشَقَّقُ. وقال أبو عمرو: شَسَفُوا البُسْرَ: إذا شَقَّقُوْه. والشّاسِفُ: القاحل. وسقاء شاسِفٌ وشَسِيْفٌ: أي يابس. وقال ابن عباد: الشِّسْفُ - بالكسر - : قرصُ يابس من خبز. والتركيب يدل على قحل ويبس. شطفالأصمعي: شَطَفَ وشَطَبَ: إذا ذهب وتباعد، وأنشد: أحان من جِيْرَتِنا خُفُوْفُ ... أن هتفت قُمْريَّةٌ هَتوفُ في الدار والحي بها وقوف ... وأقْلَقَتْهُم نية شَطُوْفُ أي بعيدة. ورمية شاطِفَةٌ وشاطِبَةٌ: إذا زلت عن المقتل. وأما قولهم: شَطَفْتُه بمعنى غسلته فلغة سَوَاديَّةٌ. شظفأبو عبيد: الشَّظَفُ: الضيق والشدة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه لم يشبع من خبز ولحم إلا على شَظَفٍ. ويروى: على ضَفَفٍ، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرِّقاع: ولقد لقيت من المعيشة لذة ... وأصبت من شَظَفِ الأمور شِدَادَها وكذلك الشَّظَافُ عن أبي زيد، قال الكُميت: وراجِ لينَ تغلب عن شَظَافٍ ... كَمُتَّدِنِ الصَّفا كَيْما يلينا والشَّظِيْفُ من الشجر: الذي لم يجد ريَّه فصلب من غير أن تذهب نُدُوَّتُه، قال رؤبَةُ: وانْعَاجَ عُودي كالشَّظِيْفِ الأخشنِ تقول منه: شَظُفَ - بالضم - شَظَافَةً؛ وشَظِفَ ؟بالكسر - أيضاً. وشَظَفْتُه عن الشيء شَظْفاً: منعته. والشَّظْفُ - أيضاً - : أن يُسَلَّ خُصْيَا الكبش سلاً. والشَّظْفُ - أيضاً - : شقة العصا؛ عن ابن الأعرابي، وأنشد: كبداء مثل الشَّظْفِ أو شر العِصِيْ قال: والشِّظْفَةُ - بالكسر - : ما احترق من الخبز. وقال غيره: الشِّظْفُ - بلا هاءٍ - يابس الخبز. وقال ابن عباد: الشِّظْفُ: عُوَيْدٌ كالوتد، وجمعه: شِظَفَةٌ. وأرض شَظِفَةٌ: إذا كانت خشناء. وبعير شَظِفُ الخِلاطِ: أي يخالط الإبل مخالطة شديدة. والشَّظِفُ - أيضاً - : السيئ الخُلُقِ. وشَظِفَ السهم: إذا دخل بين الجلد واللحم. والشَّظِفُ: الشديد القتال. والمِشْظَفُ من الناس: الذي يعرض بالكلام على غير القصد. والشِّظَافُ: البُعْدُ. والتركيب يدل على الشدة في العيش وغيره. شعفالشَّعَفَةُ - بالتحريك - : رأس الجبل، والجمع: شَعَفٌ وشُعُوْفٌ وشِعَافٌ وشَعَفَاتٌ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : خير الناس رجل ممسك بعينان فرسه في سبيل الله كلما سمع هَيْعَةً طار إليها أو رجل في شَعَفَةٍ في غُنَيْمَةٍ له حتى يأتيه الموت. قال ذو الرُّمَّة: بنائية الأخفاف من شَغَفِ الذَُرى ... نبال تواليها رِحَابٍ جيوبها ويروى: بمَسْفُوحَةِ الآباط عُرْيانه القرا. وأنشد الليث: وكعباً قد حميناهم فحلوا ... محل العُصم من شَعَفِ الجبال والشَّعَفُ - أيضاً - : أعلى السنام. وقال الليث: الشَّعَفُ كرؤوس الكمأة والأثافيِّ المُسْتَدِيرة في أعاليها، قال العجاج: فأطَّرَقَتْ إلا ثلاثاً عُكَّفاً ... دَوَاخِساً في الأرض إلا شَعَفا وشَعَفَةُ القلب: رأسه عند معلق النياط، ولذلك يقال: شَعَفَنَي حُبُّ فلانٍ وشُعِفْتُ به وبحبه: أي غَشِيَ الحب القلب من فوقه. وقرأ الحسن البصري وقَتَادَةُ وأبو رجاء والشعبي وسعيد بن جبير وثابت البُنَانيُّ ومجاهد والزُّهريُّ والأعرج وابن كَثير وابن مُحَيْصِنٍ وعوف بن أبي جميلة ومحمد اليماني ويزيد بن قُطَيْبٍ: )قد شَعَفَها حُبّاً( قال أبو زيد: أي أمرضها وأذابها. وقرأ ثابت البُنَاني أيضاً: )قد شَعِفَها( بكسر العين بمعنى علقها حبا وعشقها. ورجلٌ صُهْبُ الشِّغَافِ: يراد بذلك شَعَر رأسه. وما على رأسه إلا شُعَيْفاتٌ: أي شُعيرات من الذؤابة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه ذكر في خطبته ياجوج وماجوج فقال: عِراضَ الوجوه صِغَارُ العيون صُهْبُ الشِّعَافِ ومن كل حدب ينسلون، ثم ذكر إهلاك الله إياهم فقال: والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسْمَنُ وتَشْكَرُ شكراً من لحومهم. وقال رجل: ضربني عمر - رضي الله عنه - فسقط البُرْنُسُ عن رأسي فأغاثني الله بشُعَيْفَتَيْنِ في رأسي. والشَّعْفَةُ: خصلة في أعلى الرأس. والمَشْعُوْفُ: الذي أُصيبت شَعَفَةُ قلبه؛ أي رأسه عند معلق النِّيَاطِ؛ بحب أو ذعر أو جنون. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في فتنة القبر: أما فتنة القبر فبي تُفتَنُون وعني تسألون، فإذا كان الرجل صالحاً أُجلس في قبره غير فزع ولا مَشْعُوْفٍ. وشَعَفْتُ البعير بالقطران: إذا اشْعَلْتَه به، قال أمرؤ القيس: ليقتلني وقد شَعَفْتُ فؤادها ... كما شَعَفَ المَهنُوْءةَ الرجل الطّالي ويروى: " قَطَرْتُ فؤادها كما قَطَرَ " وشَعْفَانِ: جبلان بالغور. وفي المثل: لكن بِشَعْفَيْنِ أنت جدود، وقد كتب سبب المثل في تركيب ج د د. وقال أبو زيد: الشَّعْفَةُ: المطرة الهينة، قال: ومثل للعرب: ما تنفع الشَّعْفَةُ في الوادي الرُّغُب، يُضرب مثلا للذي يعطيك قليلا لا يقع منك موقعا ولا يسد مسداً. وقال الليث: الشَّعَفُ داء يُصيب الناقة فيتمعط شَعَر عينيها، يقال: شَعِفَتْ وهي تَشْعَفُ؛ وناقة شَعْفَاءُ، ولا يقال جمل أشْعَفُ؛ إنما هو للإناث خاصة. وقال غيره: إنه بالسين المهملة. والشُّعَافُ - بالضم - : الجنون، والمَشْعُوْفُ: المجنون. وقال بعضهم: الشَّعَفُ: قشر شجر الغاف. وشَعفَ هذا اليَبِيْسُ: أي نبت فيه أخضر، والصحيح أنهما بالغين المعجمة. والتركيب يدل على أعالي الشيء ورأسه. شغفالشَّغَافُ: غلاف القلب، وشَغَفَه: أصاب شَغَافَه، ك " كَبَدَه " أصاب كبده. وقال الليث: الشَّغَافُ: مولج البلغم، وقوله تعالى: )قد شَغَفَها حُباً( أي أصاب حبه شَغَافها. وقيل الشَّغَافُ: سويداء القلب. وقرأ أبو الأشهب: " شَغِفَها حُباً " بكسر الغين، كقراءة ثابت البُناني: " شَعِفَها " بكسر العين المهملة. وقال أبو عبيد: الشَّغَافُ داء يأخذ تحت الشَّرَاسِيْفِ من الشق الأيمن، قال النابغة الذبياني: وقد حال هَمٌّ ذلك داخل ... دخول الشَّغَافِ تبتغيه الأصابع وكذلك شَغْفُ القلب وشَغَفُه؛ مثل شَغَافِه: عن أبي الهيثم. وقال الليث: شَغَفٌ: موضع بعُمَان يُنْبِتُ الغاف العظام، قال: حتى أناخ بذاة الغاف من شَغَفٍ ... وفي البلاد لهم وسعٌ ومضطرب وقال الدينوري: الشَّغَفُ نجب شجر الغاف. وقال ابن عباد: المَشْغُوْفُ: المجنون؛ كالمَشْعُوفِ. شففأبو زيد: الشَّفُّ والشِّفُّ: الثوب الرقيق، ومن أبيات الكتاب: لَلُبْسُ عَباءة وتقرَّ عيني ... أحب إلي من لبس الشُّفُوْفِ وقال عدي بن زيدٍ العبادي: زانَهُنَّ الشُّفُوْفُ ينْضَحْنَ بالمس ... كِ وعيش مفانقٌ وحرير وقال الكسائي: شَفَّ الثوب يَشِفُّ - بالكسر - شُفُوْفاً وشَفِيفاً: إذا رق حتى حكى ما تحته، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : لا تُلْبِسوا نساءكم الكتان أو القباطي فإنه إلا يَشِفَّ فإنه يصف. والمعنى: أن القَبَاطِيَّ ثياب رِقاق غير صفيفة النسج؛ فإذا لبستها المرأة لصقت بأردافها فوصفتها؛ فنهى عن لبسها؛ وأحَبَّ أن يُكْسَيْنَ الثخان الغِلاظَ. والشَّفُّ والشِّفُّ - أيضا - : الربح والفضل. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شِف ما لم يُضمن؛ أي عن ربح. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : من صلى المكتوبة ولم يتم ركوعها ولا سجودها ثم يكثر التطوع فمثله مثل مالٍ لا شِفَّ له حتى يؤدي رأس المال. وشَفَّ الشيء يَشِفُّ شِفّاً - مثل حَمَلَ يَحْمِلُ حملاً - : أي زاد. وفي حديث الصَّرْفِ: فَشَفَّ الخلخالان نحواً من دانقٍ فَقَرضَه. أي زادا، وقال الحُطيئة: وهل يُخْلِدَنَّ ابني جُلالة مالُهم ... وحرصهم عند البياع على الشِّفِّ وقال ابن السكيت: الشِّفُّ - أيضاً - : النقصان، وهو من الأضداد، يقال: هذا درهم يَشِفُّ قليلاً: أي ينقص. وقال ابن عباد: شَفَّ الشيء يَشِفُّ: أي تحرك. وشَفَّ جسمه يّشِفُّ شُفُوْفاً: أي نَحَلَ. وشَفَّهُ الهم يَشُفُّه - بالضم - : أي هَزَله، قال العرجي: أني أمرؤٌ لَجَّ بي حبٌّ فأحرضني ... حتى بليت وحتى شَفَّني السقم ويروى: " أنا أمْرُؤٌ " ، ويروى: " هاضني السَّقَمُ " . وفلان يجد في أسنانه شَفِيْفاً: أي برداً. وقيل: الشَّفِيْفُ: لذع البرد، قال صخر الغيِّ الهذلي: وماءٍ وردت على زورةٍ ... كمشي السَّبَنْتى يراح الشَّفِيْفا وقال ابن دريد: الشَّفِيْفُ: شدة حر الشمس. وقيل الشَّفِيْفُ: الريح الباردة فيها ندى؛ وقيل: مطر وبرد، قال: إذا ما الكلب ألْجأه الشَّفِيْفُ وقال أبو سعيد: فلان يجد في مقعدته شَفِيْفاً: أي وجعاً. والشَّفِيفُ والطَّفِيْفُ: القليل، وكذلك الشَّفَفُ. والشُّفَافَةُ - بالضم - : بقية الماء في الإناء. وقول ذي الرُّمة: شُفَافُ الشَّفا أو قسمة الشمس أزمعا ... رواحاً فمدا من نجاء مُناهِبِ ويروى: " مُهَاذِبِ " ، أراد بقية النهار، ويروى: " ذُنَابى الشَّفا " . والشَّفَاشِفُ: شدة العطش. والشَّفْشَافُ: الريح الباردة. وثوب شَفْشَافٌ: إذا لم يحكم عمله. وهذه غَدَاةٌ ذاة شَفّانٍ: أي بردٍ وريح، قال عدي بن زيد العبادي: في كناس ظاهر يَسْتُرُهُ ... من عل الشَّفَّانَ هُدّابُ الفَنَنْ ويروى: " من عَرَا الشَّفّانِ " . وقال رؤبة: أنت إذا ما انحدر الخَشِيْفُ ... ثلج وشَفّانٌ له شَفِيْفُ وأشْفَفْتُ بعض ولدي على بعض: أي فضَّلتهم. واشْتَفَّ البعير الحِزَامَ كله: أي ملأَه واستوفاه، قال كعب بن زهير - رضي الله عنه - ؛ ويروى لأبيه زهير، وهو موجود في ديواني أشعارهما؛ يصف بعيراً: له عنق تلوي بما وصلت به ... ودفَّانِ يَشتَفّانِ كل ظِعانِ وقيل: " يَشْتَنّان " أي يغولان النَّسْعَةَ ويغترقانها لعظم أجوافهما. ويقال: اشْتَفَّ ما في الإناء: أي شَرِبَه كله حتى الشُّفافَةَ. وفي حديث أُمِّ زرع: زوجي إن أكل لف وإن شرب اشْتَفَّ. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب. وكذلك تَشَاعفَّ، ومنه المثل: ليس الري عن التَّشَافِّ. أي ليس الري عن أن يَشْتَفَّ الإنسان ما في الإناء؛ بل قد يحصل بدون ذلك، يضرب في النهي عن استقصاء الأمر والتمادي فيه. وتَشَافَفْتُه: أي ذهبت بِشِفِّه أت فضله. والشَّفْشَفَةُ: الارتعاد والاختلاط. ويقال: شَفْشَفَ ببوله: إذا نضحه. ورجل مُشَفْشَفٌ: سخيف سيئ الخلق. وقول الفرزدق: موانع للأسرار إلا لأهلها ... ويُخْلَفْنَ ما ظن الغيور المُشَفْشَفُ قال سعدان: المُشَفْشَفُ: الذي كأن به رعدة واختلاطاً من شدة الغيرة والإشفارق على حُرَمِهِ. وقال أبو عمرو: الشَّفْشَفَةُ: تَشْوِيْطُ الصقيع نبت الأرض فيحرقه؛ أو الدواء يذر على الجرح. وقال ابن الأعرابي: شَفْشَفَ الحر أو البرد الشيء: إذا يبَّسَه، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع: وشَفْشَفَ حر القيظ كل بقيةٍ ... من النبت إلا سَيْكُرَاناً وحُلَّبا واسْتَشَفَّ الشيء: أي نظر ما وراءه. والتركيب يدل على قلة ورقة. شقفأبو عمرو: الشَّقْفُ: الخزف المكسر. وقال ابن عبّاد: الَّقْفُ الخزف. قال: ودرب الشَّقّافِينَ بمصر معروف، ودرب الشَّقّافِ أيضاً. شلخفأبو تراب: الشِّلَّخْفُ - مثال جِرْدَحْلٍ - : المضطرب الخَلْقِ. وزاد ابن عبّاد: والقدم الضخم. شلعف ابن الفرج: الشِّاَّعْفُ والسِّلَّعْفُ: المضطرب الخَلقِ. شلغفأبو تراب: الشِّلَّغْفُ والسِّلَّغْفُ والشِّلَّعْفُ والسِّلَّعْفُ: المضطرب الخَلقِ. شلفابن عباد: الشَّلاّفَةُ: المرأة الزانية. شنحفابن دريد: الشَّنْحَفُ؛ والجمع شَنَاحِفُ؛ وهو الطويل: بالحاء والخاءِ والخاءُ أعلى. وهو في كتاب ابن عباد: الشِّنَّحْفُ - مثال جِرْدَحْلٍ - . شنخفابن دريد: رجل شِنَّخْفٌ ولم يقولوا شِنَّخْفٌ: وهو الطويل. ودخل إبراهيم بن متمم بن نويرة اليربوعي على عبد الملك ين مروان فسلم بجهورية فقال: إنك لَشِنَّخْفٌ، فقال: يا أمير المؤمنين إني من قوم شِنَّخْفِيْنَ، فقال: وأراك أحمر قَرْفاً، قال: الحُسْنُ أحمر يا أمير المؤمنين. القَرْفُ: الشديد الحمرة. وقال ابن عبّاد: الشِّنَّخْفُ: الضخم. والشِّنْخِيْفُ: الطُّوَال. وفي فلان شِنَّخْفَةٌ: أي كِبْرٌ. شندفأبو عبيد: فرس شُنْدُفٌ: أي مُشْرِفٌ، قال المرار بن منقذ: شُنْدُفٌ أشْدَفُ ما ورعته ... إذا طُؤطئ طيار طِمِر وقال ابن عباد: الشُّنْدُفُ من الخيل: المائل الخد. شنطفابن عباد: الشُّنْظُوْفُ: فرع كل شيء. شنعفابن دريد: الشِّنْعَافُ والشُّنْعُوْفُ: أعالي الجبال. وقال الأصمعي: الشَّنَاعِيْفُ رؤوس الجبال، الواحد: شِنْعَافٌ. وقال ابن عبّاد: الشِّنْعَافُ من الجبال: الشامخ. وقال الليث: الشِّنْعَابُ: الرجل الطويل الرخو العاجز، ويقال الشِّنْعَافُ، وأنشد: تزوجت شِنْعَافاً فآنَسْتُ مقرفاً ... إذا ابتدر الأقوام مجداً تقنَّعا وفي نسخة من كتابه: الشِّنْعَابُ: الطويل الشديد، والشِّنْعَافُ: الطويل الرخو العاجز. وقال ابن دريد: الشَّنْعَفَةُ: الطول. شنغفقال زائدة البكري: الشِّنَّغْفُ والسِّنَّغْفُ: المضطرب الخَلْقِِ. شنفالشَّنْفُ: القرط الأعلى، والجمع شُنُوفٌ - مثال بدرٍوبُدُورٍ - ، ومنه حديث محمد بن سليم: كنت أختلف إلى الضَّحّاك وعليَّ شَنْفُ ذهب فلا ينهاني. وقال الليث: الشَّنْفُ معلاق في قُوْفِ الأذن، وكذلك ما جُعل منه في القلائد. وقال ابن دريد: الشَّنْفُ ما عُلِّقَ في أعلى الأذن، والجمع شُنُوْفٌ، فأما قول العامة شُنْفٌ فخطأ. وكل ما علق في أعلى الأذن فهو شَنْفٌ، وما عُلِّق في أسفلها فهو قرط، قال أبو كبير الهذلي: وبياضُ وجهك لم تحل أسراره ... مثل الوَذيلَةِ أو كشَنْفِ الأنضر ويروى: " مثل المَذِيَّةِ أو كنَشْفِ " ، الوذيلة: سَبيكة أو مرآة فضة، والمَذِيَّةُ: المرآة. والشَّنْفُ إلى الشيء والشَّفْنُ إليه: النظر في اعتراض. وقيل: الشَّنْفُ النظر إلى الشيء كالمتعجب منه أو كالكاره له، قال الفرزدق يصف خيلا: يَشْنِفْنَ للنظر البعيدِ كأنما ... إرْنانها ببوائنِ الأشْطَانِ أي أصواتها وصهيلها، أي كأنها تصهل من آبأرٍ بوائن لسعة أجوافها، ويروى: " يصهلن للشَّبَحِ البعيد " ، ورواية ابن الأعرابي: " يَشْتَفْنَ " من الاشْتِيافِ. وقال العجاج: أزمان غرّاء تروق الشُّنَّفا ... بجيد أدماء تَنُوْشُ العُلَّفا وقال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل: وقربوا كل صِهْمِيْمٍ مَنَاكِبه ... إذا تداكأ منه دفعه شَنَفا وقال أبو زيد: من الشِّفَاهِ الشَّنْفَاءُ: وهي المنقلبة الشَّفَةِ العليا من أعلى، والأسم: الشَّنَفُ - بالتحريك - . والشَّنَفُ - أيضاً - : البُغْضُ والتنكر، وقد شَنِفْتُ له - بالكسر - أي أبغضته، حكاه ابن السكيت، وهو مثل شَئفْتُه - بالهمز - . والشَّنِفُ: المبغض. وفي الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فلقيه زيد بن عمرو؛ فحيا أحدهما الآخر؛ فقال: مالي أرى قومك قد شَنِفُوا لك؟ قال: أما والله إن ذلك لغير نائرةٍ كانت مني إليهم. وفي حديث إسلام أبي ذر - رضي الله عنه - أنه قال له أخوه أُنَيّس - رضي الله عنه - : لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم؛ والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون، فقلت: اكفني حتى أنظر، قال: نعم وكن من أهل مكة على حَذَرِ لأنهم قد شَنِفُوا له وتجهموا. قال: ولن ازال وإن جاملت محتسباً ... في غير نائرة ضَبّاً لها شَنِفا أي مُتَغَضِّباً. ويقال: مالي أراك شانِفاً عني: أي معرضا. وقال أبو عمرو: ناقة مَشْنُوْفَةٌ: أي مَزْمُومَةٌ. ويقال: أنك لَشانِفٌ بأنفك عني: أي رافع. وقال ابن الأعرابي: شَنِفْتُ: أي فطنت، وأنشد: وتقول قد شَنِفَ العدو فقل لها ... ما للعدو لغيرنا لا يَشْنَفُ وقال الزَّجاج: أشْنَفْتُ الجارية: أي جعلت لها شَنْفاً. وقال غيره: شَنَّفْتُها تَشْنِيْفاً فَتَشَنَّفَتْ. شوفالشَّوْفُ: مصدر قولك شُفْتُ الشيء أشُوْفُه: أي جَلَوْتُه، ودينار مَشُوْفٌ: أي مجلو، قال عنترة بن شداد: ولقد شَرِبْتُ من المُدَامة بعدما ... ركد الهواجر بالمَشُوْفِ المعلم وقيل: إنه أراد بالمَشُوْفِ المعلم قدحاً صافياً منقشاً. وقال الطِّرمّاحُ يصف الظليم: والقيض أجنبه كأن حطامه ... فلق الحواجل شافَهُنَّ الموقد أجْنُبَه: أي في نواحيه، والحَوَاجِل: القوارير، والموقد: الذي يعمل القوارير. وشِيْفَتِ الجارية تُشَافُ: أي زُيِّنَتْ. والشَّوْفُ: المِجَرُّ؛ وهو الخشبة التي تسوى بها الأرض المحروثة. وقال العزيزي: الشِّيَافُ: أدوية للعين ونحوها، وهو من قولهم: شُفْتُ الشيء إذا جلوته، وأصله الواو. والمَشُوْفُ: الجَمَل المطلي بالقطران، يقال: شُفْ بعيرك أي أطله بالقطران. وقال أبو عمرو: المَشُوْفُ في قول لبيد رضي الله عنه: بخطيرةٍ توفي الجديل سَرِيْحةٍ ... مثل المَشُوْفِ هنأته بعصيم الجَمَل الهائج، ويروى: " المَسُوْفِ " بالسن المهملة يعني المَشْمُوْمَ؛ وإذا جرب البعير فطلي بالقطران شمته الإبل، وقيل المَشُوْفُ: المُزَيَّنُ بالعُهُونِ وغيرها، والخطيرة: التي تخطر بذنبها نشاطاً، والسَّرِيْحَةُ: السريعة السهلة السير، ويروى: " بِجُلالةٍ " . وقال ابن الأعرابي: الشَّيِّفَةُ والشَّيَّفانُ: الطَّلِيْعةُ الذي يَشْتَافُ لهم. وقال أعرابي: تبصروا الشَّيَّفانَ فأنه يصوك على شَعَفَةِ المصاد؛ أي يلزمها. وأشَافَ على الشيء وأشْفى: أي أشْرَفَ. وقال ابن عباد: أشَافَ: أي خاف. وشَيَّفْتُ الدواء: جعلته شِيَافاً. واشْتَافَ الرجل: أي تطاول ونظر. ويقال: اشْتَافَ البرق: أي شامهُ، قال العجاج: واشْتَافَ من نحو سهيل برقاً وأنشد ابن الأعرابي قول الفرزدق يصف خيلا نشيطة: يَشْتَفْنَ للنظر البعيد كأنما ... إرنانها ببوائن الأشْطَانِ بالتاء من الاشْتِيَافِ، وذكرت بقية الروايات في تركيب ش ن ف، أي: إذا رأت شخصا بعيدا طمحت إليه ثم صهلت. وقال ابن دريد: تَشَوَّفَتِ المرأة: إذا تزينت. وتَشَوَّفْتُ إلى الخبر: إذا تطلعت إليه، يقال: النساء يَتَشَوَّفْنَ من السطوح: أي ينظرن ويتطاولن. وتَشَوَّفَتِ الأوعال: علت معاقل الجبال فأشْرَفَتْ. وقال أبو زيد: اسْتَشَافَ الجرح: أي غلظ. والتركيب يدل على ظهور وبروز. شيفأبو حاتم في كتاب النخلة: الشِّيْفُ: الشوك الذي يكون بمؤخر عَسِيْبِ النخل. صحفالصَّحْفَةُ: كالقَصْعَةِ، والجمع صِحَافُ، قال الأعشى: والمكاكيك والصِّحَافَ من الفِ ... ضةِ والضّامرات تحت الرِّحَالِ وقال الكسائي: أعظم القصِاع الجفنَةُ؛ ثم القصعة تليها تُشْبِع العشرة؛ ثم الصَّحْفَة تُشْبع الخمسة؛ ثم المئكلة تُشبع الرجلين والثلاثة؛ ثم الصُّحَيْفَةُ تُشيع الرجل. والصَّحِيْفَةُ: الكتاب، والجمع: صُحُفٌ وصَحَائفُ. وقال الليث: الصُّحُفُ: جماعة الصَّحِيفَةِ، وهذا من النوادر أن تجمع فَعِيْلَةُ على فُعُلٍ؛ مثل صَحِيْفَةٍ وصُحُفٍ وسَفِينةٍ وسُفُنٍ، وكان قياسه صَحَائفَ وسَفَائنَ. وقول الله تعالى: )صُحُفِ إبراهيم وموسى( يعني الكتب التي أُنزلت عليهما - صلوات الله عليهما - . وصَحِيْفَةُ الوجه: بشرة جِلْدِه، قال: إذا بدا من وجهك الصَّحِيْفُ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ لرؤبة، والرواية: أضاء من سُنَّتِكَ الصَّحِيْفُ وقال غيره: جمع هذا على حذف الزائد فصار مثل رَغِيْفٍ ورُغًفٍ وقَضِيْبٍ وقُضُبٍ. قال: والصَّحِيْفُ: وجه الأرض، قال: بل مَهْمَهٍ منجرد الصَّحِيْفِ وقال الشيباني: الصِّحَافُ: مناقع صغار تتخذ للماء، والجماع: صُحُفٌ. والذي يقرأ الصَّحِيْفَةَ ويُخطئ في القراءة: صَحَفِيٌّ - بالتحريك - وقول العامة صُحُفيٌّ - بضمتين - : لحن، والنسبة إلى الجمع نسبة إلى الواحد، لأن الغرض الدلالة على الجنس والواحد يكفي. وأما ما كان علماً كأنماري وكلابي ومَعَافِرِيٍّ ومَدَائنِيٍّ فإنه لا يرد، وكذا ما كان جارياً مجرى العلم كأنصاري وأعرابي. والمَصْحَفُ والمِصْحَفُ والمُصْحَفُ - بالحركات الثلاث - عن ثعلب قال: والفتح لغة صحيحة فصيحة. قال الفرّاء: قد اسْتثقلت العرب الضمة في حروف وكسروا ميمها وأصلها الضم؛ من ذلك مِصْحَفٌ ومِخْدَعٌ ومِطْرَفٌ ومِغْزَلٌ ومِسْجَدٌ، لأنها في المعنى مأخوذة من أُصْحِفَ أي جُمِعَتْ فيه الصُّحُفُ؛ وأُطرِفَ أي جعل في طرفيه علمان؛ وأُجْسد أُلصق بالجسد؛ وكذلك المُغْزَلُ إنما هو أُديْر وفُتِلَ. وقال أبو زيد: تميم تقول بكسر الميم وقيس تقول بضمها. والتَّصْحِيْفُ: الخطأ في الصَّحِيْفَةِ، يقولون: تَصَحَّفَ عليه لفظ كذا. والتركيب يدل على انبساط في الشيء وسعة. صخفابن دريد: الصَّخْفُ: حفر الأرض بالمِصْخَفَةِ وهي المسحاة، لغة يمانية، والجمع: مَصَاخِفُ. صدفصَدَفُ الدرة: غشاؤها: الواحدة: صَدَفَةٌ، قالت أُم حكيم بنت قارظ بن خالد الكنانية لما قتل بُسْرُ بن أرطاة - رضي الله عنه! - أبنيها: ها مَن أحسَّ بُنَيَّيَّ اللذين هما ... كالدرتين تَشَظّى عنهما الصَّدَفُ ويجمع الصَّدَفُ أصْدَفاً. وصَدَفَةُ الأذن: محارتها. وقال الأصمعي: الصَّدَفُ: كل شيء مرتفع مثل الهدف، ومنه الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مر بهدفٍ مائل أو صَدَفٍ مائل أسرع المشي. ومنه حديث مطرفٍ: من نام تحت صَدَفٍ مائل وهو ينوي التوكل فليرم نفسه من طَمَار وهو ينوي التوكل. والصَّدَفُ: موضع الوابلة من الكتف. ونوح بن عبد الله بن سيف البخاري: من أصحاب الحديث، ولقب أبيه عبد الله: صَدَفٌ. وصَدَفُ: قرية على خمسة فراسخ من القيروان. والصَّدَفُ: لحم ينبت في الشَّجَّةِ عند الجمجمة تشبه الغضاريف. والصَّدَفُ - أيضاً - : مصر الفرس الأصْدَفِ إذا كان متداني الفخذين متباعد الحافرين في التواء من الرسغين. وقال الأصمعي: الصَّدَفُ أن يميل خُفُّ البعير من اليد أو الرجل إلى الجانب الوحشي، قال: فإن مال إلى الإنسي فهو أقفد. والصَّدَفُ - أيضاً - والصُّدُف - بضمتين - والصُّدَفُ - مثال نُغَرٍ - والصَّدُفُ - مثال عَضُدٍ - : منقطع الجبل المرتفع. وقرأ أبو جعفر ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالأُوْلى قوله تعالى: )حتى إذا ساوى بين الصَّدَفَيْنِ(، وقرأ ابن كَثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وسهل بالثانية، وقرأ قتادة والأعمش والخليل بالثالثة، وقرأ يعقوب بن الماجشون بالرابعة. والصُّدَفُ - مثال صُرَدٍ - : ضرب من السباع، وقيل: طائر. وصَدَفَ عني: أي أعرض، قال الله تعالى: )وصَدَفَ عنها، سنجزي الذين يَصْدِفُوْنَ(. ويقال: امرأة صَدُوْفٌ للتي تعرض وجهها عليك ثم تَصْدِفُ. وصَدُوْفُ أيضاً: من أعلام النساء، قال رؤبة: وقد ترى يوماً بها صَدُوْفُ ... كالشمس لاقى ضوءها النَّصِيْفُ وقال ابن عباد: الصَّدُوْفُ: الأبْخَرُ. وصادِفٌ: فرس الجشمي، قال أبو جرول الجشمي: يكلفني زيد ابن فارس صادِفٍ ... وزيد كنصل السيف عاري الأشاجع وصادِفٌ - أيضاً - : فرس عبد الله بن الحجاج الثعلبي. والصَّوَادِفُ: الإبل التي تأتي الإبل على الحوض فتقف عند إعجازها تنتظر انصراف الشّاربة لتدخل هي، قال: لا ريَّ حتى تنهل الرَّوادِفُ ... النّاظرات العقب الصَّوَادِفُ وصَدَفْتُه عن الشيء صَدْفاُ: صَرَفْتُه؛ فَصَدَفَ؛ لازم ومتعد، إلا أن مصدر اللازم الصَّدْفُ والصُّدُوفُ؛ ومصدر المتعدي الصَّدْفُ لا غير. وقال ابن دريد: الصَّدِفُ ؟بكسر الدّال - بطن من كندة يُنْسَبُون اليوم إلى حضرموت، فإذا نَسَبْتَ إليهم قلت صَدَفيٌّ؛ كراهة الكسرة قبل ياء النسب، وأنشد: شُدا عليَّ سُرَّتي لا تنعقف ... إذا مشيت مشية العود النطف يوم لهمدان ويوم للصَّدِفْ ... ولتميم مثلها أو تعترف قال: تَنْعَقِفُ وتَنْدَلِقُ: واحد أي تخرج، والنطف: الذي قد غُدَّ في بطنه. وقال غيره: صَدِفُ بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بمن سَبَأ. ينسب إلى صَدِفٍ كهذا جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - وغيرهم. وأصْدَفَني عنه كذا: أي أمالني؛ مثل صَدَفَني. وصادَفَ فلاناً: وجده ولقيه. وتَصَدَّفَ: عدل، قال العجاج يصف ثوراً: فانصاع مذعوراً وما تَصَدَّفا ... كالبرق يجتاز أميلا أعْرَفا والتركيب يدل على ميلٍ عن الشيء؛ وعلى عرض من الأعراض. صردفالصَّرْدَفُ: بلد شرقي الجند يُنسب إليه إسحاق بن يعقوب الصَّرْدَفُّي مؤلف كتاب الفرائض وقبره به. صرفالصَّرْفُ في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : المدينة حرمٌ ما بين عائر - ويُروى: عَيْرِ - إلى كذا من احدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ، وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقْبَلٌ منه صَرْفُ ولا عدلٌ ومن تولى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عدلٌ: التوبة؛ وقيل: النافلة. وقال قومٌ: الصَّرْفُ: الوزن؛ والعدل: الكيل. وقال يونس: الصرف: الحيلة، قال الله تعالى: )فما تَستطيعون صَرْفاً ولا نصراً(. وقال غيره: أي ما يستطيعون أن يَصْرِفُوا عن أنفسهم العذاب ولا أن يَنْصُروا أنفسهم. وصَرْفُ الدهر: حَدَثانه ونوائبه. والصَّرْفانِ: الليل والنهار، وابن عبّاد كَسَرَ الصّاد. وقوله تعالى: )سَأصْرِفُ عن آياتي( أي أجعل جزاءهم الإضلال عن هداية آياتي. وفي حديث أبي إدريس الخولاني: من طلب صَرْفَ الحديث ليبتغي به إقبال وجوه الناس إليه لم يَرَحْ رائحة الجنة. هو أن يزيد فيه ويُحَسنه، من الصَّرْفِ في الدراهم وهو فضل الدرهم على الدرهم في القيمة. ويقال: فلان لا يعرف صَرْفَ الكلام: أي فضل بعضه على بعضٍ. ولهذا على هذا صرف: أي شِفٌّ وفضلٌ. وهو من: صَرَفَه يَصْرِفُه، لأنه إذا فُضِّلَ صُرِفَ عن أشكاله ونظائره. والصَّرْفَةُ: منزل من منازل القمر، وهو نجم واحد نير يتلو الزُّبْرَةَ؛ يقال إنه قلب الأسد، وسميت الصَّرْفَةَ لانصراف البرد وإقبال الحر بطلوعها، قال السّاجع، إذا طلعت الصَّرْفَة؛ بكرت الخُرْفَة؛ وكثرت الطّرْفَة؛ وهانت للضيف الكلفة، وقال أيضاً: إذا طَلَعَت الصَّرْفَة؛ احتال كل ذي حرفة. والصَّرْفَةُ - أيضاً - : خرزة من الخَرز الذي تذكر في الأُخَذِ. وقال ابن عبّاد: الصَّرْفَةُ: ناب الدهر الذي يفتر. وحلبت النّاقة صَرْفَةً: وهي أن تحلبها غدوة ثم تتركها إلى مثل وقتها من أمس. والصَّرْفَةُ من القِسِيِّ: التي فيها شامة سوداء لا تُصِيْبُ سِهامها إذا رميت. وصَرَفَ الله عنه الأذى. وكلبةٌ صارِفٌ: إذا اشتهت الفحل، وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوْفاً وصِرَافاً. وصَرْفُ الكلمة: إجراؤها بالتنوين. وقال ابن عبّاد: صَرَفْتُ الشراب: إذا لم تمزجها، وشراب مَصْرُوْفٌ. وصَريْفُ البكرة: صوتها عند الاسْتِقاء، وقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ - بالكسر - . وكذلك صَرِيْفُ الباب وصَرِيْفُ ناب البعير، قال النابغة الذبياني يصف ناقةً: مقذوفة بدخيسِ النَّحضِ بازلها ... له صَرِيْفٌ صَرِيْفَ القعو بالمسد يقال منه: ناقة صَرُوْفٌ. وقال ابن السكيت: الصَّرِيْفُ: الفضة، وأنشد: بني غُدَانَةَ ما إن أنتم ذهباً ... ولا صَرِيْفاً ولكن أنتم خَزَفُ والصَّرِيْفُ: اللبن ينصرف به عن الضرع حاراً إذا حُلِبَ، قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصَّرِيْفُ وقد ذكر الرجز بتمامه والقصة في تركيب ق ر ص. والصَّرِيْفُ: موضع على عشرة أميال من النباج، وهو بلد لبني أُسَيِّد بن عمرو بن تميم، قال جرير: أجنَّ الهوى ما أنْسَ موقفاً ... عشية جرعاء الصَّرِيْفِ ومنظرا وقال الدينوري: زعم بعض الرواة أن الصَّرِيْفَ ما يبس من الشجر، وهو الذي يقال له بالفارسية: الخَذْخُوَشْ، وهو القفلة أيضاً. وصَرِيْفُوْنَ: في سواد العراق في موضعين: أحدهما قرية كبيرة غناء شجراء قرب عكبراء وأوانى على ضفة نهر دجيل، وصَرِيْفًوْنَ - أيضاً - من قرى واسط. وأما قول الأعشى: وتجبى إليه السَّيْلَحُوْنَ ودونها ... صَرِيْفُوْنَ في أنهارها والخورنق فإنها هي الأولى التي ذكرتها، والخمر الصَّرِيْفِيَّةُ - أيضاً - منسوبة إليها، قال الأعشى أيضاً: تُعاطي الضجيع إذا أقبلت ... بُعَيْدَ الرقاد وعند الوسن صَرِيْفِيَّةً طيباً طعمها ... لها زبد بين كوبٍ ودَنْ وقيل: جعلها صَرِيْفِيَّةً لأنها أخذت من الدن ساعتئذٍ كاللبن الصَّرِيْفِ. وقال ابن الأعرابي: الصَّرَفانُ اسم للموت. وقال ابن عبّاد: الصَّرَفانُ: النحاس. والصَّرَفَانُ - بالتحريك - : الرصاص. والصَّرَفَانُ: جنس من التمر، قالت الزَّبّاء: ما للجمال مشيها وئيدا ... أجندلا يحملن أم حديدا أم صَرَفَاناً باردا شديدا ... أم الرجال جثماً قعودا وقال الدينوري: أخبرني بعض العرب قال: الصَّرَفَانَةُ تمرة حمراء نحو البرنية إلا أنها صُلْبَة الممضغة علكة، وهي أرزن التمر كله، يعدها ذوو العيالات وذوو العبيد والأجراء لجزاءتها وعظم موقعها، والناس يدخرونها. ومن أمثالهم: صَرَفَانَةٌ ربعية تُصْرَمُ بالصيف وتؤكل بالشتية. قال: وأخبرني النُّوْشَجَاني قال: الصَّرَفَانَةُ هي الصَّيْحَانِيَّةُ بالحجاز نخلتها كنخلتها، قال النجاشي: حسبتم قتال الأشعرين ومذحجٍ ... وكندة أكل الزُّبْدِ بالصَّرَفَانِ والصِّرْفُ - بالكسر - : صبغ أحمر تصبغ به شرك النعال، قال الكلْحَبَةُ: كميت غير مُحْلِفَةٍ ولكن ... كلون الصِّرْفُ عُلَّ به الأديم وقال عبدة بن الطبيب العبشمي: عَيْهَمَةُ ينتحي في الأرض منسمها ... كما انتحى في أديم الصَّرْفِ إزميلُ وشراب صِرْفٌ: أي بَحْتٌ غير ممزوج. والصَّيْرَفُ: المحتال في الأمور، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي: قد كنت خرّاجاً ولوجاً صَيْرَفاً ... لم تلتحصني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ وكذلك الصَّيْرَفيُّ، قال سويد بن أبي كاهلٍ اليشكري: ولساناً صَيْرَفِيّاً صارماً ... كحسام السيف ما مَسَّ قطع والصَّيْرَفيُّ: الصَّرّافُ؛ من المُصَارَفَةِ؛ وقومٌ صَيَارِفَةٌ؛ والهاء للنسبة، وقد جاء فس الشعر: الصَّيَارِيْفُ، قال - وليس للفرزدق كما أنشده سيبويه - : تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدارهيم تنقاد الصَّيَارِيْفِ لما احتاج إلى إتمام الوزن أشبع الحركة ضرورة حتى صارت حرفاً. وصَرَفْتُ الصبيان: أي قلبتهم. وصارِفٌ: من الأعلام. وقال الليث: الصَّرَفيُّ من النجائب؛ هو منسوب، ويقال: هو الصَّدَفيُّ. وقال ابن الأعرابي: أصْرَفَ الشاعر شِعره: إذا أقوى فيه، وقيل: الإصراف إقواءٌ بالنصب، ذكره المفضل بن محمد الضَّبِّي الكوفي، ولم يعرف البغداديون الإصراف، والخليل وأصحابه لا يجيزون الإقواء بالنصب، وقد جاء في أشعار العرب كقوله: أطعمت جابان حتى أستد مغْرِضُهُ ... وكاد يَنقَدُّ لولا أنه طافا فقل لجابان يتركنا لطيته ... نوم الضحى بعد نوم الليل إسرافُ وبعض الناس يزعم أن قول امرئ القيس: فخر لروقيه وأمضيت مقدماً ... طوال القرا والروق أخنَسَ ذيّالِ من الإقواء بالنصب؛ لأنه وصل الفعل إلى أخْنَسَ وقال الأزهري: تَصْرِيْفُ الآيات: تبيينها، وقوله تعالى: )وصَرَّفْنَا الآيات( أي بيناها. وصَرَّفْتُ الرجل في أمري تَصْرِيْفاً. وتَصْرِيْفُ الدراهم في البياعات كلها: إنفاقها. والتَّصْرِيْفُ: اشتقاق بعض الكلام من بعض. وتَصْرِيْفُ الرياح: تحويلها من حالٍ إلى حالٍ ومن وجه إلى وجه. وطلحة بن سنان بن مُصَرِّفٍ الإيامي: من أصحاب الحديث. والتَّصَرُّفُ: مطاوع التَّصْرِيْفِ، يقال: صَرَّفْتُه فَتَصَرَّفَ. وتَصْرِيْفُ الخمر: شربها صِرْفاً. واصْطَرَفَ: أي تصرف في طلب الكسب، قال العجاج: من غير لا عَصْفٍ ولا اصْطِرَافِ واسْتَصْرَفْتُ الله المكاره: أي سألته صَرْفَها عني. والانصراف: الانكفاء. والاسم على ضربين: مُنْصَرِفٌ وغير مُنْصَرِفٍ. قال جار الله العلامة الزمخشيري - رحمه الله - : الاسم يمتنع من الصَّرْفِ متى اجتمع فيه اثنان من أسباب تسعة أو تكرر واحد؛ وهي العلمية، والتأنيث اللازم لفظاً أو معنى نحو سُعَادَ وطَلْحَةَ، ووزن الفعل الذي يغلبه في نحو أفْعَلَ فإنه فيه أكثر منه في الاسم أو يخصه في نحو ضُرِبَ إن سُمي به، والوصيفة في نحو أحمر، والعدل عن صيغة إلى أخرى في نحو عمر وثلاث، وأن يكون جمعاً ليس على زنته واحد كمَسَاجِدَ ومَصَابِيْحَ إلا ما اعتل آخره نحو جَوَارٍ فإنه في الرفع والجر كقاضٍ وفي النصب كضَوَارِبَ وحَضَاجِرُ وسَرَاوِيْلُ في التقدير؛ جمع حِضَجْرٍ وسِرْوَالَةٍ، والتركيب في نحو مَعْدِيْ كَرِبَ وبعلبك، والعجمة في الأعلام خاصة، والألف والنون المُضَارِعتان لألفي التأنيث في نحو عثمان وسكران إلا إذا اضطر الشاعر فَصَرفَ. وأما السبب الواحد فغير مانع أبداً، وما تعلق به الكوفيون في إجازة منعه في الشِّعْرِ ليس بثبتٍ، وما أحد سببيه أو أسبابه العلمية فحكمه حكم الصَّرْفِ عند التنكير كقولك رب سُعَادٍ وقَطَامٍ؛ لبقائه بلا سببٍ أو على سببٍ واحدٍ؛ إلا نحو أحمر فإن فيه خِلافاً بين الأخفش وصاحب الكتاب. وما فيه سببان من الثلاثي السّاكن الحشو كنوحٍ ولوطٍ مُنْصَرِفٌ في اللغة الفصيحة التي عليها التنزيل؛ لمقاومة السُّكُوْنِ أحد السببين، وقوم يجرونه على القياس فلا يصرفونه، وقد جمعهما الشاعر في قوله: لم تتلفعْ بفضل مئزرها ... دَعْدٌ ولم تُسْقِ دَعْدُ في العلب وأما ما فيه سبب زائد ك " مَاهَ " و " جُوْرَ " فإن فيهما ما في نوح مع زيادة التأنيث فلا مقال في امتناع صَرْفِه. والتكرر في نحو بُشْرى وصحراء ومساجد ومصابيح، نُزُّلَ البناء على حَرْفِ تأنيث لا يقع منفصلا بحالٍ؛ والزِّنَةُ التي لا واحد عليها؛ منزلة تأنيث ثانٍ وجمع ثانٍ. انتهى كلامه. والتركيب معظمه يدل على رجع الشيء، وقد شَذَّ عنه الصِّرْفُ للصبغ. صعفابن دريد: الصَّعْفُ - والجمع: صِعَافٌ - : طائر صغير؛ زعموا. والصَّعْفُ - أيضاً - :شراب يتخذ من العسل. وقال أوب عبيد: الصَّعْفُ شراب لأهل اليمن؛ يشدخ العنب فيطرح حتى يغلي؛ فجُهّالُهُم لا يرونها خمراً. وقال ابن الأعرابي: الصَّعْفَانُ: المولع بشراب الصَّعْفِ. وقال غيره: الصَّعْفَةُ: الرعدة تأخذ الإنسان أو غيره من فزع أو بردٍ أو غيرهما، ودق صُعِفَ فهو مَصْعُوْفٌ: أي أُرْعِدَ. وقال ابن فارس: الصّاد والعين والفاء ليس بشيء، على أنهم يقولون: الصَّعْفُ شراب. صففالصَّفُّ: واحد الصُّفُوْفِ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : سَوُّوا صُفُوفَكم فإن تسوية الصُّفُوْفِ من تمام الصلاة. وقوله تعالى: )ثم ائْتُوا صَفّاً( قال الأزهري:معناه ثم ائتوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتكم؛ بقال: أتيت الصَّفَّ أي المصلى، قال: ويجوز ثم ائتوا صَفّاً: أي مُصْطَفِّيْنَ ليكون أنظم لكم وأشد لهيبتكم. وقال ابن عرفة في قوله تعالى: )وعُرِضُوا على ربك صَفّاً( يجوز أن يكونوا كلهم صَفّاً واحداً، ويجوز أن يقال في مثل هذا صَفّاً يراد به الصُّفُوْف فيؤدي الواحد عن الجميع. وقوله تعالى: )والصّافّاتِ صَفّاً( هي الملائكة المُصْطَفُّونُ في السماء يسبحون، ومنه قوله تعالى: )وإنا لنحن الصّافُّونَ( وذلك أن لهم مراتب يقومون عليها صُفُوْفاً كما يَصْطَفُّ المصلون. وفي الحديث: يؤكل ما دَفَّ ولا يؤكل ما صَفَّ. أي يؤكل ما حرك جناحيه من الطير كالحمام ونحوه دون ما صَفَّهما كالنسور والصقور ونحوها. والمَصَفُّ: موضع الصَّفِّ في الحرب، والجمع: المَصَافُّ. والصَّفُّ: أن تُحْلَبَ الناقة في محلبين أو ثلاثة تَصُفّ بينها، وأنشد أبو زيد: ناقة شيخٍ للإلهِ راهب ... تصف في ثلاثة المَحالِبِ في اللهجمين والهن المُقَارِبِ وقال آخر: ترفد بعد الصَّفِّ في فرقان هي جمع فرقٍ. وناقة صَفُوْفٌ: للتي تَصُفُّ أقداحاً من لبنها إذا حُلِبَتْ؛ وذلك من كثرة لبنها كما تقول قرون وشفوع، قال: حلبانة ركْبانَةٍ صَفُوْفِ ... تخلط بين وبرٍ وصُوْفِ ويقال: الصّّفُوْفُ هي التي تَصُفُّ يديها عند الحلب. وصَفَّتِ الإبل قوائمها فهي صافَّةٌ وصَوَافُّ، قال الله تعالى: )فاذكروا اسم الله عليها صَوَافَّ( أي مَصْفُوْفَةً، فواعل بمعنى مفاعل، وقيل: مُصْطَفَّةً. ويقال: صَفَفْتُ للسرج صُفَّةً. وقال ابن دريد: صَفَّ الطائر: إذا بَسَطَ جناحيه. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : يأتي القرآن يوم القيامة تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غَيَايَتان - أو: كأنهما ظُلتَّان - سوداوان بينهما شرقٌ أو كأنهما حِزقان من طيرٍ صَوَافّ. وصَفُّ: ضيعة بالمَعَرَّةِ. وقال ابن عباد: الصَّفَفُ الذي يلبسه الرجل تحت الدرع يوم الحرب. وقال غيره: الصَّفُّ دواءٌ تُبَيَّضُ به الأسنان. وصُفَّةُ الدّار والسرج: واحدة الصُّفَفِ. وقال الليث: عذاب يوم الصُّفَّةِ: كان قوم عصوا رسولهم فأرسل الله تعالى عليهم حراً وغماً غشيهم من فوقهم حتى هلكوا. قال الأزهري: الذي ذكر الله تعالى في كتابه عذاب يوم الظُّلةِ لا عذاب يوم الصُّفَّةِ. وعُذِّبَ قوم شعيب - صلوات الله عليه - به، ولا أدري ما عذاب يوم الصُّفَّةِ. وروى ابن مسعود - رضي الله عنه - : أن رجلاً من أهل الصُّفَّةِ مات فوجد في شَمْلَتِه ديناران؛ فقال النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : كَيَّتَانِ. أهل الصُّفَّةِ كانوا أضياف الإسلام وكانوا يبيتون في صُفَّةِ مسجد رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - وهي موضع مظَلَّلٌ من المسجد. وعشنا صُفَّةً من الدهر: أي زماناً. والصَّفِيْفُ: ما صُفَّ في الشمس حتى يجف. ومنه حديث الزبير - رضي الله عنه - : أنه كان يتزود صَفِيْفَ الوحش وهو محرم. ويقال لما يصف على الجمر لينشوي: صَفِيْفٌ أيضاً، قال أمرؤ القيس: فظل طهاة اللحم من بين منضجٍ ... صَفِيْفَ شِواءٍ أو قَدِيْرٍ معجلِ وصَفَفْتُ القوم: أقمتهم في الحرب وغيرها صَفّاً. والصَّفْصَفُ: المستوى من الأرض، قال الله تعالى: )فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفا(، قال العجاج: من حبل وعساء تناصي صَفْصَا وقال الشماخ: غَلبَاءُ رَقْبَاءُ عُلْكُوْمٌ مذكرةٌ ... لدَفِّها صَفْصَفٌ قدامه ميل وقال الليث: الصَّفْصَفَةُ دخيل في العربية؛ وهي الدويبة التي تسميها العجم السِّيْسْك. وقال ابن عباد: الصَّفْصَفُ حرف الجبل. والصَّفَاصِفُ: واد. والصَّفْصَافٌ: شجر الخلاف، الواحدة: صَفْصَافَةٌ. وفي حديث الحجاج أنه قال لطباخه: أعمل لي صَفْصَافَةً وأكثر فيجنها. الصَّفْصَافَةٌ لغة ثقفيةٌ - وزاد أبو عمرو: الصَّفْصَفَةُ - : وهي السِّكْبَاجَة؛ والفَيْجَنُ: السَّذَابُ. والصَّفْصَافُ: حصن معروف من ثغور المَصِيْصَةِ. وقال ابن دريد: الصُّفْصُفُ - بالضم - : العصفور؛ في بعض اللغات. وأصْفَفْتُ السرج: أي جعلت له صُفَّةً؛ لغة ضعيفة في صَفَفْتُه. والتَّصْفِيْفُ: مبالغة الصَّفِّ. وصافُّوهم في القتال. وفلان مُصَافِّي: أي صُفَّتُه بحذاء صُفَّتي. والتَّصَافُّ: التَّسَاطُرُ. واصطَفُّوا: أي قاموا صُفُوْفاً. وصَفْصَفَةُ العصفور: صوته. وصَفْصَفَ: إذا رعى الصَّفْصَافَ. وصَفْصَفَ: إذا سار وحده في الصَّفْصَفِ. والتركيب يدل على استواء في الشيء وتساوٍ بين شيئين في المقر. صقفابن الأعرابي: الصُّقًوْفُ: المَظَالُّ، قال الأزهري: الأصل فيه السُّقُوْفُ. صلحفابن عبّاد: قصْعَةٌ صِلَّحْفَةٌ: فُطَيْحَاء، ولامها شديدة. والصَّلَّحْفُ: متاع الدابة أو الرجل الذي بين قوائمه. صلفالصَّلْفَاءُ: الأرض الصلبة، والمكان أصْلَفُ. وقال ابن عبّاد: الصَّلْفَاءُ صَفَاةٌ قد استوت في الأرض، ويقال: صِلْفَاءةٌ - بوزن حِرْباءةٍ - . وقال الأصمعي: الأصْلَفُ والصَّلْفَاءُ: ما اشتد من الأرض وغلظ وصَلُبَ، والجمع الأصَالِفُ والصَّلافي، قال أوس بن حجر: وخَبَّ سَفَا قريانه وتوقدت ... عليه من الصَّمّانَتَيْنِ الأصالِفُ والصَّلِيْفُ: عرض العنق؛ وهما صَلِيْفانِ من الجانبين، قال جندل بن المثنى: ينحط من قنفذ ذِفراه الذَّفِرْ ... على صَلِيْفَيْ عنق لأْمِ الفِقَرْ وقال أبو زيد: الصَّلِيْفانِ رأسا الفقرةِ التي تلي الرأس من شقيهما. وقال الأصمعي: يقال أخذ بِصَلِيْفِه وبِصَلِيْفَتِه: أي بقفاه. والصَّلِيْفانِ - أيضاً - : عودن يعترضان على الغَبِيْطِ تشد بهما المَحَامِلُ، قال ويَحْمِلُ بَزَّهُ في كل هَيْجىً ... أقَبُّ كأن هاديه الصَّلِيْفُ وقال ابن الأعرابي: الصَّلْفُ - بسكون اللام - : خوافي قلب النخلة، الواحدة: صَلْفَةٌ. والصَّلَفُ - بالتحريك - : قلة نزل الطعام. وإناء صَلِفٌ: إذا كان قليل الأخذ للماء. وسَحابٌ صَلِفٌ: قليل الماء كثير الرعد. وفي المثل: رُبَّ صَلَفٍ تحت الرّاعدة: يُضْرَبُ للرجل يتوعد ثم لا يقوم به. وقال أبو عبيد: من أمثالهم في الواجد وهو بخيل: رُبَّ صَلَفٍ تحت الرّاعدة: أي إن هذا مع كثرة ما عنده من المال مع المنع كالغمامة الكثيرة الرعد مع قلة مطرها. وقال ابن دريد: يُضْرَبُ مثلا للرجل يكثر الكلام والمدح لنفسه ولا خير عنده. وصَلِفَتِ المرأة تَصْلَفُ صَلَفاً: إذا لم تحظ عند زوجها وأبغضها، يقال: امرأة صَلِفَةٌ من نسوة صَلِفاتٍ وصَلائفَ، قال القطامي يذكر امرأة: لها روضة في القلب لم ترع مثلها ... فروك ولا المُسْتَعْبِرَاتُ الصَّلائفُ وفي الحديث: أن امرأة قالت: يا رسول الله لو أن المرأة لا تَصَنَّعُ لزوجها صَلِفَتْ عنده. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: تنطلق إحداكن فتصانع بمالها عن ابنتها الحَظِيَةِ ولو صانعت عن ابنتها الصَّلِفَةِ كانت أحق، قال: وقد خُبِّرْتُ أنك تفركني ... وأصْلَفُكِ الغداةَ ولا أُبالي وقال أبو زيد: رجل صَلِفٌ من قوم صَلافى وصُلَفَاءَ وصَلِفِيْنَ. والصَّلَفُ في الرجل والمرأة: أن يتكلما بما يكرهه أصْحابهما ويمتدحا بما ليس عندهما. وقال الإفريقي: آفة الظَّرْفِ الصَّلَفُ. ويقال في المثل: من يبغ في الدين يَصْلَفْ: أي من ينكر في الدين على الناس وير له عليهم فضلا يقل خيره عندهم ولم يحظ منهم. يُضْرَبُ في الحثِّ على مخالطة الناس مع التمسك بالدين. وزعم الخليل أن الصَّلَفَ مجاورة قدر الظَّرْفِ والادعاء فوق ذلك تكبراً فهو رجل صَلِفٌ. والصَّلِفُ: الإناء الثقيل الثخين. وطعام صَلِفٌ: مسخ لا طعم له. والصّالِفُ: جبل كان يتخالف أهل الجاهلية عنده. وفي الحديث: أن ضميره - رضي الله عنه - جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: جئت أُحالفك، قال: حالف علياً، قال: فإني أحالف ما دام الصّالِفَانِ، قال: بل حالِفْ ما دام أحُدٌ مكانه فإنه خير. قال إبراهيم الحربي - رحمه الله - : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا بل حالِفْ ما دام أُحُدٌ مكانه، فإنه كَرِهَ أن يفعلوا في الإسلام من التَّحَابُفِ عند الصّالِفِ مثل فعلهم في الجاهلية فيساووهم، ولم يكره أن يُحَالِفَه ما دام أُحُدٌ مكانه إذ لم يوافق ذلك فعل الجاهلية. وقال ابن عبّاد: أصْلَفَ القوم: وقعوا في الصَّلْفاءِ. وقال ابن الأعرابي: المُصْلِفُ: الذي لا تحظى عنده امرأة، قال مدرك: غدت ناقتي من عند سعد كأنهمُطَلَّقَةٌ كانت حَلِيْلَةَ مُصْلِفِ قال: وأصْلَفَ: إذا قلَّ خيره. وأصْلَفَ: إذا ثَقُلَتْ روحه. وقال ابن عبّاد: أصْلَفْتُ الرجل: إذا أبغضته. وقال الشيباني: يُقال للمرأة: أصْلَفَ الله رُفْغَكِ: أي بَغَّضَكِ إلى زوجك. وتَصَلَّفَ: تَفَعَّلَ؛ من الصَّلَف. وتَصَلَّفَ البعير: إذا ملَّ من الخُلَّةِ ومال إلى الحمض. والتَّصَلُّفُ: التَّمَلُّقُ. والتركيب يدل على شدةٍ وكَزَازَةٍ. صنفالصِّنْفُ والصَّنْفُ: النوع والضرب، والجمع: أصناف وصُنُوْف. وعود صَنْفيٌّ - بالفتح - : منسوب، وهو من أردإ أجناسه، وبينه وبين الخشب فرق يسير. وصَنِفَةُ الثوب - بكسر النون - وصِنْفَه وصِنْفَتُه - بالكسر فيهما - : طُرَّتُه؛ وهي جانبه الذي لا هُدب له، ويقال: هي حاشية الثوب أي جانبٍ كان، والأولى من الثلاث هي الفصحى. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشِه بداخلة إزاره ؟ويُروى: بِصَنِفَةِ إزاره - فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين. وقال ابن دريد: صَنِفَةُ الثوب عند أهل اللغة: حاشيته؛ وعند غيرهم: ناحيته التي فيها الهدب. وقال النابغة الجعدي ؟رضي الله عنه - في الصِّنْفِ بمعنى الصَّنِفَةِ: على لاحِبٍ كَحَصِيْرِ الصَّنَاعِ ... سوى لها الصِّنْفَ إرمالها وقال ابن عبّاد: الأصْنَفُ من الظِّلْمَانِ: المتَقَشِّرُ السّاقين. وتَصْنِيْفُ الشيء: جعله أصنافا وتمييز بعضها من بعضٍ، قال عبيد الله بن قيس الرقيات: سَقْياً لحُلْوانَ ذي الكروم وما ... صَنَّفَ من تِيْنِهِ ومن عنبه وقيل: معنى " صَنَّفَ " أي نبت ورقه، يقال: صَنَّفَتِ الشجرة إذا طلع ورقها، ومن ذهب إلى أن التصنيف جعله أصنافاً فروايته " صُنِّفَ " على ما لم يسم فاعله؛ وهي رواية الفرّاء. والمُصَنِّفُ من الشجر: الذي فيه صِنْفانِ من يابس ورطبٍ. وقال ابن عبّاد: تَصَنَّفَتْ شَفَتُه: أي تقشرت. وتَصَنَّفَ النبت والأرطى: إذا تفطراً للإيراقِ. والتركيب يدل على الطائفة من الشيء؛ وعلى تمييز الأشياء بعضها من بعضٍ. صوفالصُّوْف للضأْنِ، والصُّوْفَةُ أخص منه. وفي المثل: خرقاء وجدت صُوْفاً، وأصله المرأة غير الصَّنَاع تُصيب صُوْفاً فلا تحذق غزله فتفسده، يضرب للأحمق يجد مالاً فيضيعه. وتسمى زَغَبَاتُ القفا: صُوْفَةَ القفا، يقال: أخذت بصُوْفِ رقبته وبُطوفِ رقبته وبطافِ رَقَبَتِه وبظُوْفِِ رَقَبِته وبظافِ رَقَبَتِه وبظافِ رَقَبَتِه وبقُوْفِ رَقَبَتِه وبقافِ رقبته. قال ابن الأعرابي: أي بجلد رقبته، وقال أبو السميدع: وذلك إذا تبعه وقد ظن أنه لن يدركه فلحقه أخذ برقبته أو لم يأخذ، وقال ابن دريد: بشَعَره المتدلي في نقرةِ قَفَاه، وقال الفرّاء: إذا أخذه بقفاه جمعاء، وقال أبو الغوث: إذا أخذه قهراً. ويقال - أيضاً - : أعطاه بصوفِ رقبته؛ كما يقال: أعطاه برمته، قال أبو عبيد: أي أعطاه مجاناً ولم يأخذ ثمناً. وصُوْفَةُ: أبو حيٍ من مضر، وهو الغوث بن مُرِّ بن أُدِّ بن طابخة بن اليأس بن مضر بن نزار كانوا يخدمون الكعبة ويجيزون الحاج في الجاهلية أي يفيضون بهم من عرفات، وكأن أحدهم يقوم فيقول: أجيزي صُوْفَةُ، فإذا أجازت قال: أجيزي خِنْدِفُ، فإذا أجازت أُذِنَ الناس كلهم في الإجازة. وقال ابن دريد: قال أصحاب النسب: صُوْفَةُ قبيلة، وقال أبو عبيدة: بل هم قوم من أفناء القبائل تجمعوا فتشبكوا كتشبك الصِّوْفَةِ. ويروون شاهداً على أن صُوْفَةَ يقال له صُوْفانُ قول أوس بن مغراء السعدي: ولا يريْمُوْنَ في التعريف موقفهم ... حتى يقال أجيزوا آل صُوْفانا والصواب في الرواية: " آل صَفْوَانا " ، وآل صَفْوَانَ: قوم من بني سعد بن زيد مناة، وهكذا ذكر - أيضاً - أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب التّاج وقال: حتى يجوز القائم بذلك من آل صَفْوَانَ. وذو الصُّوْفَةِ: فرس؛ وهو أبو الخُزَزِ وأبو الأعوج. وكبش صافٌ: أي كثير الصُّوْفِ، وكذلك صُوْفانيٌّ عن الليث، ونعجة صُوْفانِيَّةٌ، يقال: صافَ الكبش يَصُوْفُ صَوْفاً وصُووفاً فهو صافٌ وصافٍ وأصْوَفُ وصائفٌ، وكذلك صَوِفَ الكبش ؟بالكسر - فهو كبشٌ صَوِفٌ بيِّنُ الصَّوَفِ، حكاه أبو عبيد عن الكسائي. وقال ابن الأعرابي: الصُّوْفانَةُ بقلة معروفة، وقال غيره: هي بقلة زغباء قصيرة، وقال الدينوري: الصُّوْفَانُ ذكر أبو نصر أنه من الأحرار ولم يحله. وصافَ السهم عن الهدف يَصُوْفُ ويَصِيْفُ: أي عدل عنه، ومنه قولهم: صافَ عني شرُّ فلانٍ. وقال ابن فارسٍ: صَافَ من باب الإبدال من ضَافَ. وأصَافَ الله عني شره. صيفالصَّيْفُ: واحد فصول السنة، وهو بعد الربيع وقبل القيظ، والجمع: أصْيَافٌ. والصَّيْفَةُ أخص منه كالشتوة، وقال الفرّاء: جمعها صِيَفٌ كبدرة وبدر. يقال: صّيْفٌ صائفٌ وهو توكيد له؛ كما يقال: ليل لائل وهَمَجٌ هامِجٌ. وقولهم: الصَّيْفَ ضيعت اللبن مفسر في تركيب ض ي ع. والصَّيْفُ: المطر الذي يجيء في الصيف، وشيء صيفي، قال سعد بن مالك بن ضُبَيْعَةَ، وقيل: معاوية بن قُشَيْر: إن بني صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... أفلح من كان له رِبْيِعُّونْ وتمثل به سليمان بن عبد الملك عند موته، الرِّبْعِيُّونَ: الذين وُلِدُوا في حداثته من ربعية النتاج،وإنما ذلك لأنه لم يكن في أبناء مهائره من يقلده العهد بعده. وأكثم بن صَيْفيٍّ: من حكماء العرب. والصَّيْفُ - أيضاً - : المطر الذي يجيء في الصيف. ويوم صائفٌ وصافٌ: أي حارٌّ، وليلة صائفَةٌ. وصائفٌ: موضع، قال أوس بن حجر: تنكر بعدي من أُميمة صائفٌ ... فبركٌ فأعلى تولبٍ فالمخالفُ والصَّيِّفُ - مثال سَيِّدٍ - المطر الذي يقع بعد فصل الربيع؛ عن الليث، وهو الصَّيْفيُّ، قال أبو كبير الهذلي: ولقد وردت الماء لم يشرب به ... بين الربيع إلى شُهُورِ الصَّيِّفِ وقال النابغة الجعدي - رضي الله عنه - : تحرى عليها ربابُ السَّحَابِ ... شهرين من صَيِّفٍ مُخْصِبِ وقال النمر بن تَوْلَبٍ - رضي الله عنه - : سقتها رَوَاعِدُ من صَيِّفٍ ... وإن من ربيعٍ فلن يعدَما ويقال: هما لغتان صَيْفٌ وصَيِّفٌ - مثال هَيْنٍ ولَيْنٍ وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ - ، وقال جرير: بأهلي أهلُ الدّار إذا يَسكونها ... وجادكِ من دارٍ ربيع وصَيِّفُ وصائفَةُ القوم: ميرتهم في الصَّيْفِ. والصّائفَةُ: غزوة الروم؛ أنهم يغزون صَيْفاً لمكان البرد والثلج. وصافَ بالمكان: أقام به الصَّيْفَ. وصِيْفَتِ الأرضُ فهي مَصِيْفَةُ - مثال غيثت فهي مَغِيْثَةٌ - ومَصْيُوْفَةٌ أيضاً؛ وارض مِصْيَافٌ: إذا كثر بها مطر الصَّيْفِ. ورجل مِصْيَافٌ: لا يتزوج حتى يَشْمَطَ. وأرضٌ مِصْيَافٌ: مستأخرة البات. وناقة مِصْيَافٌ: معها ولدها. والمكان من الصَّيْفِ: مَصِيْفٌ. وصافَ السهم عن الهدف يَصِيْفُ صَيْفاً وصَيْفُوْفَةً: لغة في يَصُوْفُ صَوْفاً. والصَّيْفُ وصَيْفُوْنَ: من العلام. وأصَافَ الرجل: أي وُلِدَ له على الكبر. وأصافَ القوم: دخلوا في الصَّيْفِ. وأصاف الله عني شَرَّ فلانٍ: أي صَرَفَه وعَدَلَ به، وهذا داخل في التركيبين. وناقة مُصِيْفٌ ومُصِيْفَةٌ: معها ولدها؛ كالمِصْيَافِ. وصَيَّفَني هذا الشيء: أي كفاني لصَيْفَتي، قال: من يك ذا بَتٍّ فهذا بتي ... مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّ وتَصَيَّفَ: من الصَّيْفِ، كشتى من الشتاءِ. وكذلك اصْطَافَ، والموضع مُصْطَافٌ. وعاملته مُصَايَفَةً: من الصَّيْفِ، كالمُشَاهَرَةِ من الشهر والمُعَاوَمَةِ من العام. والتركيب يدل على زمانٍ؛ وعلى ميل وعدولٍ. ضرفالضُّرَافَةُ - بالضم - : موضع، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإياديُّ: فَرَوّى الضُّرَافَةَ من لعلعٍ ... يسح سِجَالاً ويُفري سِجَالا وقال الأصمعي: فلان في ضُرْفَةِ خير - بالضم - أي كَثْرَةٍ. وقال ابن العرابي: الضَّرِفُ - مثال كَتِفٍ - : شَجَرُ التين، ويقال لثمره: البَلَسُ، الواحدة: ضَرِفَةٌ. وقال الدينوري: الضَّرِفُ من شجر الجبال وإنه يُشْبِه الأثأبَ في وورقه؛ إلا أن سُوقه غبر مثل سُوقِ التين، وله جنىً أبيض مدور مُفَلْطَحٌ كتين الحَمَاطِ الصغار مر يُضْرِسُ، والناس يأكلونه وتأكُلُه الطير والقرود، الواحدة: ضَرِفَةٌ. ضعفالضَّعْفُ والضُّعْفُ: خْلافُ القوة، وقد ضَعُفَ وضَعَفَ - والفتح عن يونس - فهو ضَعِيْفٌ، وقومٌ ضِعَافٌ وضُعَفَاءُ وضَعَفَةٌ. وفرق بعضهم بين الضَّعْفِ والضُّعْفِ فقال: الضَّعْفُ - بالفتح - في العقل والرأي، والضُّعْفُ - بالضم - في الجسد. ورجل ضَعُوْفٌ: أي ضَعِيْفٌ، وكذلك ضَعُوْفٌ. وضَعِيْفَةُ: اسم امرأة، قال أمرؤ القيس: فأُسْقي به أُختي ضَعِيْفَةَ إذ نأت ... وإذ بَعُدَ المَزَارُ غير القرِيْضِ وقوله تعالى: )خَلَقَكُم من ضُعْفٍ( أي من مَنِيٍّ. وقوله تعالى: )وخُلِقَ الإنسان ضَعِيْفاً( أي يستميله هواه. وقال ابن عرفة: ذهب أبو عبيدة إلى أن الضِّعْفَيْنِ اثنان، قال: وهذا قول لا أحبه لأنه قال الله تعالى: )يُضَاعَفْ لها العذاب ضِعْفَيْنِ( ، وقال في آيةٍ أخرى: )نؤتها أجرها مرتينِ( فأعلم أن لها من هذا حظين ومن هذا حظين. وقوله تعالى: )إذاً لأذقناك ضِعْفَ الحياة وضِعْفَ الممات( أي لو ركنْتَ إليهم فيما استدعوه منك لأذقناك ضِعْفَ عذاب الحياة وضِعْفَ عذاب الممات لأنك نبي يضُاعَفُ لكَ العذاب على غيرك، وليس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقصٌ في هذا الخِطَابِ ولا وَعِيْدٌ، ولكن ذكره الله تعالى منَّتَه بالتثبيت بالنبوة. وقوله تعالى: )فأولئك لهم جزاءُ الضِّعْفِ بما عملوا( قال أبو بكر: أراد المُضَاعَفَةَ؛ فألزم الضِّعْفَ التوحيد، لأن المصادر ليس سبيلها التثنية والجمع، قال: والعرب تتكلم بالضِّعْفِ مثنى فيقولون: إن أعطيتني درهماً فلكَ ضِعْفُه؛ يريدون مِثْلَيْهِ، قال: وإفراده لا بأس به إلا أن التثنية أحسن. وقال أبو عبيدة: ضِعْفُ الشيء: مثله؛ وضِعْفاه: مثلاه، وقال في قوله تعالى: )يُضَاعَفْ لها العذاب ضِعْفَيْنِ( يجعل العذاب ثلاثة أعْذِبَةً، قال: ومجاز يُضَاعَفُ يجعل إلى الشيء شيئان حتى يصير ثلاثة. وقال الأزهري: الضِّعْفُ في كلام العرب: المثل إلى ما زاد؛ وليس بمقصورٍ على المثلين فيكون ما قال أبو عبيدة صواباً، بل جائز في كلام العرب أن تقول: هذا ضِعْفُه أي مِثلاه وثلاثة أمثاله، لأن الضِّعْفَ في الأصل زيادة غير محصورة، ألا ترى إلى قوله عز وجل: )فأولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عملوا( لم يُرِدْ مثلا ولا مِثْلَيْنِ ولكنه أراد بالضِّعْفِ الأضْعَافَ، قال: وأولى الأشياء فيه أن يجعل عشرة أمثاله، لقوله تعالى: )من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها( الآية، فأقل الضِّعْفِ محصور وهو المِثْلُ، وأكثره غير محصور. وقولهم: وقع فلان في أضْعَافِ كتابه: يراد به توقيعه في أثناء السطور أو الحاشية. وقال أبو عمرو: رجل مَضْعُوْفٌ، على غير قياسٍ، والقياس مُضْعَفٌ، قال لبيد - رضي الله عنه - : وعالينَ مَضْعُوْفاً وفَرْداً سُمُوْطُهُ ... جُمَانٌ ومرجان يشك المَفاصِلا وقال ابن دريد: بقرة ضاعِفٌ: إذا كان في بطنها حَمْلٌ: قال: وليست باللغة العالية. وقال الليث: ضَعَفْتُ القوم فأنا أضْعَفُهُم ضَعْفَاً: إذا كثرتهم فصار لكَ ولأصحابك الضِّعْفُ عليهم. وقال ابن عبّاد: الضَّعَفُ - بالتحريك - : الثياب المُضَعَّفَةُ كالنَّفَضِ. وقال غيره: حِمير تُسمى المَكْفُوْفَ ضَعِيْفاً، وقيل في قوله تعالى: )لَنَراكَ فين ضَعِيْفاً( أي ضريراً. وأضْعَافُ الجسد: أعضاؤه. وأضْعَفَ الرجل: جعله ضَعِيْفاً. وأضْعَفَ الشيء: جعله ضعْفَيْنِ. وقال ابن عبّاد: رجل مُضْعِفٌ: إذا فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثرت.. وأُضْعِفَ القوم: أي ضُوْغِفَ لهم. وأضْعَفَ الرجل: ضَعْفَتْ دابته، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في غزوة خيبر: من كان مُضْعِفاً أو مُصْعِباً فليرجع: أي ضَعيفَ البعير أو صَعْبَه. وقال عمر - رضي الله عنه - : المُضْعِفُ أمير على أصحابه: يعني في السفر لأنهم يسيرون بسيره. وضَعَّفَه تَضْعيفاً: أي عدة ضَعيفاً. وذكر الخليل أن التَّضْعيفَ أن يزاد على أصل الشيء فيجعل مثلين أو اكثر. وضَعَّفْتُ الرجل أو الحديث: نسبته إلى الضَّعْفِ. وقال ابن عبّاد: أرض مُضَعَّفَةٌ: أصابها مطر ضَعيفٌ. وقال الليث: يُسمى حُمْلان الكيمياء: التَّضْعِفَ. واسْتَضْعَفَه؛ عده ضَعيفاً، قال الله تعالى: )إلا المُسْتَضْعَفِين(. وكذلك تَضَعَّفَه. ومنه حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة ؟رضي الله عنه - : ألا أنبئكَ بأهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: كل ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ ذي طِمْرَيْن لا يُوْبَهُ له ل أقسم على الله لأبره. وفي حديث إسلام أبي ذرٍ - رضي الله عنه - أنه قال: فانطلقت فَتَضَعَّفْتُ رجلاً من أهل مكة فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ؟ فمال علي أهل الوادي بكل مَدَرَةٍ وعَظْمٍ وحجر. وضاعَفَه: أي أضْعَفَه؛ من الضِّعْفِ، قال الله تعالى: )فَيُضَاعِفَهُ له أضْعَافاً كثيرة(. والدرع المُضَاعَفَةُ: التي نُسِجَتْ حلقتين حلقتين. وتَضَاعَفَ الشيء: أي صار ضِعْفَ ما كان. والتركيب يدل على خِلافِ القوة وعلى أن يزاد على الشيء مثله. ضففابن السكيت: الضَّفَفُ: كثرة العيال. وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضَفَفٍ. قال مالك بن دينارٍ: سألت بدوياً عن الضَّفَفِ فقال: التناول مع الناس. وقال الخليل: هو كثرة الأيدي على الطعام. وقال أبو زيدٍ: هو الضيق والشدة، وابن الأعرابي مثله. ومنه ولهم: رجل ضَفُّ الحال. وقال الأصمعي: هو أن يكون المال قليلا ومن يأكله كثيراً. وقال ثعلب: الضَّفَفُ أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام، والخَفَفُ أن يكونوا بمقداره. وقال شَمِرٌ: الضَّفَفُ ما دون ملء المكيال ودون كل مملوء. وقو بشير بن النكث، ويورى لعمرو بن حميل، وقال الأصمعي: هو لبعض الأعراب: لا ضَفَفٌ يشغَلُهُ ولا ثَقَلْ أي لا يشغله عن نسكه وحجه عيال ولا مال. وقال الفرّاء: الضَّفَفُ الحاجة. ويقال أيضاً: لقيته على ضَفَفٍ: أي على عجلة. والضَّفَفُ: الضَّعْفُ، قال: وليس في رأيه وَهْيٌ ولا ضَفَفُ والضَّفَفُ - أيضاً - : ازدحام الناس على الماء. والضَّفَّةُ: الفعلة الواحدة منه. وقال الأصمعي: ماء مَضْفُوْفٌ: إذا كثر عليه الناس؛ مثل مَشْفُوْهٍ، قال: لا يستقي في النَّزَحِ المَضْفُوْفُ ... إلا مُدارات الغروب الجُوْفِ ويقال - أيضاً - فلان مَضْفُوْفٌ - مثل مَثْمُوْدٍ - : إذا نفذ ما عنده. وضَفَّ الناقة وضَبَّها: إذا حلبها بالكف كلها، قال الكميت: بِضَفِّ القوادم ذاةِ الفُضُوْلِ ... لا بالكِمَاشِ البِكَاءِ امتصارا وناقة ضَفُوْفٌ: كثيرة اللبن لا تُحْلب إلا بالكف كلها، قال: حَلْبَانَةٍ رَكْبَانَةٍ ضَفُوْفِ ... تخلط بين وبرٍ وصُوْفِ ويورى: " صَفْوْفِ " بالصاد المهملة. وضَفَّةُ النهر وضِفَّتُه: جانبه. وقال الأصمعي: دخلت في ضَفَّةِ القوم - بالفتح - وضَفْضَفَتِهم: أي جَماعتهم. وحكى ابن السكيت: ضَفِيْفَةٌ من بقلٍ، وقال غيره: ضَغِيْغَةٌ - بالغين - ، وذلك إذا كانت الروضة ناضرة متخيلةً. وقال أبو سعيد: يقال فلانٌ من لَفِيْفِنا وضَفِيْفِنا: أي ممن نَلُفُّه بنا ونَضُفُّه إلينا إذا حزبتنا الأمور. والضَّفَافَةُ - بالتخفيف - : الذي لا عقل له. وقال الفرّاء: يقال للمصطلي إذا جمع أصابعه فقربها من النار: قد ضَفَّها يَضُفُّها ضَفّاً. وضَفَفْتُ الشيء: أي جمعته، وأنشد أبو مالك: فراح يحدوها على أكسائها ... يَضُفَّها ضَفّاً على اندِرائها أي يجمعها. وقال غيلان: ما زِلتُ بالعنف وفوق العنف ... حتى اشْفَتَرَّ الناس بعد الضَّفِّ أي تفرقوا بعد اجتماع. وشاة ضَفَّةُ الشُّخْبِ: أي واسعة الشُّخْب. وقال أبو مالك: الضُّفُّ - بالضم، والجميع ضِفَفَةٌ - : هُنَيَّة تُشْبِهُ القُراد إذا لسعت شري الجلد بعد لسعتها، وهي رمداء في لونها غبراء. قال: وقوم مُتَضَافُّوْنَ: أي متجمعون. وتَضَافَّ القوم: إذا كثروا واجتمعوا على الماء وغيره، وقيل: إذا خَفَّتْ أحوالهم. والتركيب يدل على الاجتماع؛ وعلى القلة والضَّعْفِ. ضوفالمَضُوْفَةُ: الهَمُّ. ويقال: بي إليك مَضُوْفَةٌ: أي حاجة، قال أبو جُنْدب الهذلي: وكنت إذا جاري دعا لِمَضُوْفَةٍ ... أشَمِّرُ حتى ينصف السّاق مئزري ورواه أب سعيد: لِمَضِيْفَةٍ؛ ولِمُضِيْفَةٍ أيضاً. ضيفالضَّيْفُ يكون واحداً وجمعاً، قال الله تعالى: )إن هؤلاء ضَيْفي(، وقال جل ذكره: )ضَيْفِ لإبراهيم المُكْرَمِينَ(، وقد يجمع على الأضْيَافِ والضُّيُوْفِ والضِّيْفَانِ، قال رؤبة: فإن تُضئ نارك للعوافي ... لا يغشها جاري ولا أضْيَافي هذا التغابي عنك والتكافي ويروى: " والتَّشَافي " . وقال آخر: جفؤكَ ذا قُدْرِكَ للضِّيْفانِ ... جَفْأً على الرُّغْفَانِ في الجِفَانِ خير من العكيس بالألبان والمرأة ضَيْفٌ وضَيْفَةٌ، قال البعيث: لقى حملته أُمُهُ وهي ضَيْفَةٌ ... فجاءت بنزٍ للنزالة أرشما ويروى: " من نزالَةِ أرْشَما " أي من ماء عبد أرْشَمَ؛ أي به وشوم وخطوط. وقال أبو الهيثم: أراد بالضَّيْفَةِ هاهنا أنها حملته وهي حائض، يقال ضافَتِ المرأة تَضِيْفُ: إذا حاضت، لأنها مالت من الطهر إلى الحيض. وضِفْتُه أضِيْفُه ضَيْفاً وضِيَافَةً: إذا نزلت عليه ضَيْفاً. وكذلك ضافَه الهم: أي نزل به، قال الراعي: أخليد إن أباك ضافَ وسَاده ... هَمّان باتا جنبةً ودخيلا والضَّيْفُ: فرس كان لبني تغلب من نسل الحرون، قال مقاتل بن حُني: مقابل للضَّيْفُ والحَرُوْنِ ... مَحضٌ وليس المَحْضُ كالهجين والضَّيْفُ: من أعلام الأناسي أيضاً. وأبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضَيْفُوْنَ الرصافي - من رصافة قرطبة - : روى عن أبي سعيد بن الأعرابي وغيره. والمَضِيْفَةُ - بفتح الميم - والمُضِيْفَةُ - بضمها - : الهم والحاجة، وينشد قول أبي جندب الهذلي: وكنت إذا جاري دعا لِمضِيْفَةٍ ... أشَمِّرُ حتى ينصف الساق مئزري بالوجهين، ويروى: " لِمَضُوْفَةٍ " وهي الرواية المشهورة، والباقيتان عن أبي سعيد. والضَّيْفَنُ: الذي يجئ مع الضَّيْفِ، والنون زائدة، ووزنه فعلن وليس بفَيْعَلٍ، قال: إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ ... فأودى بما تُقْرى الضُّيُوْفُ الضَّيَافِنُ وضافَ السهم عن الهدف وصافَ: أي عَدل. وضافَتِ الشمس للغروب: مالت له. والضِّيْفُ - بالكسر - : الجَنْبُ. وأضَفْتُ الشيء إلى الشيء: أي أملته إليه، قال أمرؤ القيس: فلما دخلناه أضَفْنا ظهورنا ... إلى كل حاريٍ جديدٍ مُشَطَّبِ وأضَفْتُ من الأمر: أي أشْفَقْتُ وحذرتُ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه: أقامت ثلاثاً بين يوم وليلةٍ ... وكان النكيرُ أن تُضِيْفَ وتجأرا وإنما غلَّبَ التأنيث لأنه لم يذكر الأيام، يقال: أقمت عنده ثلاثة أيام، فإذا قالوا: أقمنا عنده ثلاثاً ما بين يومٍ وليلة غلَّبُوا التأنيث. وأضَفْتُه إلى كذا: أي ألجأته إليه، ومنه المُضَافُ في الحرب: وهو الذي أُحيط به، قال طرفة بن العبد: وكري إذا نادى المُضَافُ مُحَنَّباً ... كسيد الغضا نَبهته المتورد والمُضاف - أيضاً - : المُلْزَقُ بالقوم. وقال ابن عباد: أضَافَ الرجل: عدا وأسرع. والمُضِيْفُ: الفأر. وقال العُزيزي: أضاف على الشيء: أي أشرف عليه. وإضافَةُ الاسم إلى الاسم على ضربين: معنوية ولفظية. فالمعنوية ما أفاد تعريفاً كقولك: دارُ عمرو؛ أو تخصيصاً كقولك: غلامُ رجلٍ، ولا تخلو في الأمر العام من أن تكون بمعنى اللام كقولك مال زيد وأرضه وأبوه وابنه وسيده وعبده؛ أو بمعنى " مِنْ " كقولك: خاتم فضة وسوار ذهب وباب ساجٍ. واللفظية أن تُضَافَ الصفة إلى مفعولها في قولك: هو ضاربٌ زيد وراكب فرسٍ؛ بمعنى ضارب زيد وراكب فرساً، أو إلى فاعلها كقولك: زيد حسن الوجه ومعمور الدار؛ وهند جائلة الوشاح؛ بمعنى حسن وجهه ومعمورة داره وجائل وشاحها. ولا تفيد إلا تخفيفاً في اللفظ والمعنى كما هو قبل الإضافة. ولاستواء الحالين وُصِفَتِ النكرة بهذه الصفة مُضَافَةً كما وصفت بها مفصولة في قولك: مررت برجل حسن الوجه وبرجل ضارب أخيه. ولما كان الغرض من الإضافة التعريف والتخصيص لم يجز أن يضاف الشيء إلى نفسه؛ لأنه لا يعرف نفسه، فلو عرفها لما احتيج إلى الإضافة. وأضَفْتُه - أيضاً: من الضِّيَافَةِ. والمُضَافُ: الدعي المسند إلى قومٍ ليس منهم. والمُضَافَ - أيضاً - : المُلجأ؛ ومنه حديث عليٍ ؟رضي الله عنه - أن أبن الكواء وقيس بن عبادة ؟رضي اله عنه - جاءاه فقالا: أتيناك مُضَافَيْنِ مثقلين. أي مُلْجَأيْنِ، وقيل: خائفين. وضَيَّفْتُ الرجل تَضْيِيْفاً: من الضَيَافَةِ، كأضَفْتُه. وضَيَّفَتِ الشمس للغروب: مالت له؛ كَضَافَتْ، وكذلك تَضَيَّفَتْ، ومنه قول عقبة بن عامر ؟رضي الله عنه - : ثلاث ساعاتٍ كان رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - ينهانا أن نصلي فيها وأن نقبر فيها موتانا: إذا طَلعت الشمس حتى ترتفع وإذا تَضَيَّفَتْ للغروب ونصف النهار. وتَضَيَّفْتُه: مثل ضِفْتُه أي كنت ضَيْفَه، ومنه قول الفرزدق: وجدت الثرى فينا إذا يبس الثرى ... ومن هو يرجو فضله المُتَضَيِّفُ وقال الأصمعي: تَضَايَفَ الوادي: إذا تَضَايَقَ، قال: يتبعنَ عوداً يشتكي الأظلاّ ... إذا تَضَايَفْنَ عليه انسَلاّ أي إذا صِرنَ قريبا منه، والقاف فيه تصحيف. وقال ابن عباد: المُسسْتَضِيْفُ: المُسْتَغيْثُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج1وج2. فقط كتاب المفصل في صنعة الإعراب أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري

  ج1وج2.كتاب  المفصل في صنعة الإعراب أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري    *مقدمة المؤلف   قال الاستاذ الإمام الأجل فخر خوارزم رئيس ...