Translate

الأحد، 24 نوفمبر 2024

ج8.وج9. كتاب العباب الزاخر الصاغاني

 

ج8.وج9. كتاب العباب الزاخر الصاغاني

والتركيب يدل على ميل الشيء على الشيء.

طخرفابن عباد: الطِّخْرفُ والطِّخْرِفَةُ - بالكسر فيهما - : حساء رقيق دون العصيدة؛ ومن الزبد؛ ومن السَّحَاب أيضاً.

طخفالطَّخَافُ والطَّخَاءُ والطَّهَاءُ: السَّحَابُ الرقيق.

والطَّخْفُ: شيء من الهم يغشى القلب. وقال ابن دريد: يقال وجدت على قلبي طَخْفاً: أي غَمّاً.

وقال الأصمعي: الطَّخْفُ: اللبن الحامض، وأنشد:

لم تُعالج دمحقاً بائتاً ... شجَّ بالطَّخْفِ للذم الدَّعَاع

الدَّمْحَقُ: اللبن البائت، واللَّذْمُ: اللَّعْقُ، والدَّعَاعُ: عيال الرجل.

والطَّخِيْفَةُ واللَّخِيْفَةُ والوَخِيْفَةُ: الخَزِيْرَةُ.

وقال ابن عبّاد: أتان طَخْفَاءُ: أي سوداء الأنف.

وطِخْفَةُ - بالكسر - : جبل أحمر طويل حذاءه أبار ومنهل، قال الحارث بن وعلة الجرمي:

خُدَاريَّةٌ صَقْعَاءُ ألثَقَ رِيشها ... بِطِخْفَةَ يوم ذو أهاضيب ماطر

وقال الضبابي:

إن الضِّبابَ كرمت أحْسَابُها ... وعلمت طِخْفَةُ من أربابها

ومنه يوم طِخْفَةَ لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء، ولذلك قال جرير:

وقد جعلت يوماً بِطِخْفَةَ خَيْلُنا ... لآلِ أبي قابوسَ يوماً مذكرا

وقال ابن عبّاد: اطَّخَفْتُ طَخِيْفَةً: أي اتخذتها.

والتركيب يدل على شيء رقيق.

طرخفابن الأعرابي: الطِّرْخِفُ: مارق من الزبد وسال، وقال أبو حاتم مثله وقال: هو شر الزُّبد.

طرفالطَّرْفُ: العين، ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر فيكون واحداً ويكون جماعة، قال الله تعالى: )لا يرتد إليهم طَرْفُهم(. وقال ابن عبّاد: الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يجمع، وقيل: أطرافٌ، ويرد ذلك قوله تعالى: )فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ( ولم يقل الأطْرَاف. وروى القتبي في حديث أم سلمة - رضي الله عنها - : وغَضُّ الأطرافِ. ورد عليه ذلك، والصواب: غضُّ الإطراقِ أي السكوت.

وقوله تعالى: )أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طَرْفُكَ( قال الفرّاء: معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرف، وقيل: بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظرك.

والطَّرْفُ ؟أيضاً - : كوكبان يقدمان الجبهة؛ وهما عينا الأسد، ينزلهما القمر.

والطَّرْفَةُ ؟أيضاً - : نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها.

وقال ابن عبّاد: الطَّرْفَةُ سمة لا أطْرَافَ لها إنما هي خطٌّ.

والطَّرْفاءُ: شجر، الواحدة: طَرَفَةٌ - بالتحريك - ، وبها سُمي طَرَفَةُ بن العبد. وقال سيبويه: الطَّرْفاءُ واحد وجمع. قال الدينوري: واحدة الطَّرْفاءِ طَرَفَةٌ وطَرْفاءةٌ، قال: وذكر بعض الرواة أن جمع الطَّرْفاءِ طَرَافٍ وفي الحلفاء حَلاَفِ، قال أبو النجم يصف سَيْلا:

يُلقي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائه ... في سَبَخِ العِرقِ وفي طَرْفائه

ويروى: " يَنْفي " ، الحِقَاءُ: جمع حَقْوٍ وهو المرتفع من النَّجَفَةِ.

وطَرَفَةُ: من الشعراء. أشهرهم طَرَفَةُ بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة - وهو الحصن - بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعْمي بن جَدِيَلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وطَرَفَةُ لقبه، واسمه عمرو، ولُقِّبَ طَرَفَةَ بقوله:

لا تعجلا بالبكاء اليوم مُطَّرِفا ... ولا أميريكما بالدار إذ وقفا

وطَرَفَةُ بن الآءة بن نَضْلَةَ الفَلَتان بن المنذر بن سلمى بن جندل بن نَهْشَل بن دارم.

وطَرَفَةُ الخُزَميُّ: أحد بني خزيمة بن رواحة بن قُطَيعة بن عبس بن بغيض.

وطَرَفَةُ: أحد بني عامر بن ربيعة.

ويقال: امرأة مَطْروفَةٌ بالرجال: إذا طمحت عينها إليهم، قال الحُطَيْئة:

وما كنت مثل الكاهلي وعِرسِه ... بغى الود من مَطْروفَةِ العين طامحِ

وقال طَرَفَةُ بن العبد:

إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا ... على رِسْلِها مَطْروفَةً لو تشدد

وقيل: المعنى كأن عينها طُرِفَتْ فهي ساكنة.

وقال أبو عمرو: فلان مَطْروفُ العين بفلانٍ: إذا كان لا ينظر إلا إليه.

وأرض مَطْروفَةٌ: كثيرة الطَّرِيْفَةِ أي النَّصِيّ، وسيجيء ذكرها.

ومَطْرُوْفٌ: من الأعلام.

 

وجاء فلان بطارِفَةِ عينٍ: إذا جاء بمالٍ كثير.

والطَّوَارِفُ من الخِباء: ما رفعت من جوانبه للنظر إلى خارج.

وطَرَفَه عنه: أي صَرَفَه، قالت جارية من جواري الأنصار:

أنك والله لذو مَلةٍ ... يَطْرِفُكَ الأدنى عن الأبعد

تقول: يَصْرِفُ بصرك عنه؛ أي تَسْتَطْرِفُ الجديد وتنسى القديم.

وطَرَفَ بصره يَطْرِفُ طَرْفاً: إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ، يقال: أسرع من طَرْفَةِ عينٍ، ويقال: ما بقي منهم عين تَطْرِفُ؛ إذا ماتوا أو قتلوا.

وطَرَفْتُ عينه: إذا أصبتها بشيءٍ فدمعت، وقد طُرِفَتْ عينه فهي مَطْروفَةٌ. وخطب زياد في خطبته: قد طَرَفَتْ أعينكم الدنيا وسدت مسامعكم الشَّهَوات؛ ألم تكن منكم نُهَاةٌ تمنع الغُوَاةَ عن دَلَجِ الليل وغارةِ النهار، وهذه البَرَازِقُ فلم يزل بهم ما ترون من قيامكم بأمرهم حتى انتهكوا الحريم ثم أطرقوا وراءكم في مكانس الريب. البَرَازِقُ: الجماعات.

وقولهم: لا تراه الطَّوارِفُ: أي العيون.

والسباع الطَّوارِفُ: التي تستلب الصيد، قال ذو الرمة يصف غزالاً:

تنفي الطَّوارفَ عنه دعتصا بقرٍ ... ويافع من فرندادين مَلْمُوْمُ

والطّارِفُ والطَّرِيْفُ من المال: المُسْتَحْدَثُ منه؛ وهما خلاف التالد والتليد، والاسم الطُّرْفَةُ - بالضم - ، وقد طَرُفَ - بالضم - طَرَافَةً.

وطَرِيْفُ بن تميم العنبري: شاعر.

وأبو تميمة طَرِيْفُ بن مجالد الهجيمي - رضي الله عنه - : معدود في الصحابة - رضي الله عنهم - .

والطَّرِيْفَةُ: من النصِيِّ إذا أبيض. وقال ابن السكيت: الطَّرِيْفَةُ من النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ إذا اعتما ونمّا. وقال أبو زياد: الطَّرِيْفَةُ خير الكلأ إلا ما كان من العشب، قال: ومن الطَّريفةِ النَّصِيُّ والصِّليّانُ والعنكث والهَلْتى والسَّحَمُ والثَّغَامُ؛ فهذه الطَّرِيْفَةُ، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع في فاضل المرعى يصف ناقة:

تأبدت حائلا في الشَّوْلِ وطَّرَدَتْ ... من الطَّرائف في أوطانها لمعا

وجعل إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة نسبة البهمى طَريْفَةً فقال:

بكل مَسِيْلَةٍ منه بساط ... مع البُهْمى الطَّرِيفةِ والجميم

وطُرَيْفَةُ - مصغرة - : ماءةٌ بأسفل أرمام لبني جذيمة، قال المرار بن سعيد الفقعسي:

وكنت حَسِبْتُ طيب تراب نجد ... وعيشا بالطُّرَيْفَةِ لن يزولا

وطُرَيْفٌ - بغير هاءٍ - : موضع بالبحرين.

وطِرْيَفٌ - مثال حذيم - : موضع باليمن.

والطَّرائفُ: بلاد قريبة من أعلام صُبح وهي جبال متناوحة.

والطِّرْفُ - بالكسر - : الكريم من النخيل، يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوْفٍ وأطْرَافٍ. وقال أبو زيد: هو نعت للذكور خاصة، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي:

وقد أغدو بِطِرْفٍ هي ... كلٍ ذي ميعةٍ سَكْبِ

وقال عبيد بن الأبرص:

ولقد أذعر السَّرَابَ بِطِرْفٍ ... مثل شاة الإران غير مُذال

أي أسير في القفر الذي ليس به غير السَّرابِ وكلما دنوت منه تباعد عني. وقيل: هو الكريم الأطرف من الآباء والأمهات. وقيل: بل هو المُسْتَطْرَفُ إلي ليس من نتاج صاحبه. والأنثى: طِرْفَةٌ، قال العجاج:

وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دخالا مُدرجا ... جرداء مسحاج تباري مسحجا

وقال الليث: وقد يصفون بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النجيب والنَّجِيْبَةَ على غير استعمال في الكلام، قال كعب بن مالك الأنصاري - رضي الله عنه - :

نُخَبِّرهم بأنا قد جنبنا ... عتاق الخيل والنُّجُبَ الطُّرُوْفا

والطِّرْفُ - أيضاً - : الكريم من الرجال، وجمعه أطْرَافٌ، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:

هو الطِّرْفُ لم يُحْشَشْ مطي بمثله ... ولا أنس مُسْتَوْبِدُ الدار خائف

ويروى: " لم تُوْحِشْ مَطِيٌّ " .

وقال ابن عبّاد: كل شيء من نبات الأرض في أكمامه فهو طِرْفٌ.

والطَّرَفُ - بالتحريك - : الناحية من النواحي والطّائفة من الشيء، والجمع: أطْرافٌ.

وقوله تعالى: )ليَقْطَعَ طَرَفاً من الذين كَفَروا( أي قطعة من جملة الكفرة، شبه من قتل منهم بَطَرفٍ يقطع من بدن الإنسان. وأطْرافُ الجسد: الرأس والبدن والرجلان.

وقوله تعالى: )طَرَفَيِ النهار( أي الفجر والعصر.

 

وقوله تعالى: )أو لم يَروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطْرافِها( أي نواحيها ناحية ناحية، هذا على تفسير من جعل نقصها من أطرافها فتوح الأرضين. ومن جعل نقصها موت علمائها فهو من غير هذا.

وأطْرافُ الأرض: أشْرَافُها وعلماؤها، الواحد: طَرَفٌ؛ ويقال: طِرْفٌ.

وقال ابن عرفة: " من أطرافِها( أي نفتح ما حول مكة على النبي ؟صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم وضوح ما وعدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وفلان كريم الطَّرَفَيْنِ: يراد بذلك نسب أبيه ونسب أمه، وأطْرافُه: أبواه وأخوته وأعمامه وكل قريب له محرم، قال عون بن عبد الله بن عتبة:

وكيف بأطْرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صُلُوْحُ

وقال ابن الأعرابي: قولهم لا يدري أي طَرَفَيْه أطول: طَرَفاه ذكره ولسانه، وقيل: طَرَفُ أبيه أو طَرَفُ أمه في الكرم.

وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة: يقال لا يملك طَرَفَيْهِ: يعني فمه واسته؛ إذا شرب الدواء أو سكر.

وأطْرافُ العذارى: ضرب من العنب.

والطَّرَفُ: الكريم من الرجال؛ كالطِّرْفِ.

والأسود ذو الطَّرَفَيْنِ: حية لها إبرتان إحداهما في أنفها والأخرى في ذنبها، يقال إنها تضرب بهما فلا تُطْني.

ويقال لبني عدي بن حاتم: الطَّرَفاتُ، قتلوا بصفين، أسماؤهم: طَريْفٌ وطَرَفَةُ ومُطَرِّفٌ.

والطَّرَفُ - أيضاً - : مصدر قولك طَرِفَتِ النّاقة - بالكسر - : إذا تَطَرَّفَتْ أي رعت أطراف المراعي ولم تختلط بالنوق. يقال: ناقة طَرِفَةٌ أي لا تثبت على مرعى واحد. ورجل طَرِفٌ: لا يثبت على امرأة ولا صاحبٍ.

وقال قبيصة بن جابر الأسدي وذكر عمرو بن العاص - رضي الله عنه - : ما رأيت أقطع طَرَفاً منه. أي لساناً، يريد أنه كان ذرب اللسان.

وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان إذا اشتكى أحد من أهله لو تزل البُرمة على النار حتى يأتي على أحد طَرَفَيْه. أراد بالطَّرَفَيْنِ البرء أو الموت لأنهما غايتا أمر العليل.

وقال الواقدي: الطَّرَفُ موضع على ستة وثلاثين ميلا من المدينة على ساكنيها السلام.

والطَّرِفُ - أيضاً - : نقيض القُعْدُدِ، قال الأعشى:

أمرون ولا دون كل مُبارك ... طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ

وقال أبو وجزة السعدي:

زهر تكنفهم ذوائبُ مالك ... طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ

أمرون ولادُوْنَ كل مباركٍ ... كالبدر ليلته بسعد الأسعد

وقال ابن الأعرابي: الطَّرِفَةُ من الإبل: التي تَحَات مقدم فيها من الهرم.

والطِّرَافُ: بيت من أدمٍ: قال طَرَفَةُ بن العبد:

رأيت بني غبراءَ لا يُنْكروني ... ولا أهل ها ذاك الطِّرَافِ الممدد

وقال ابن عبّاد: يقال توارثوا المجد طِرَافاً: أي عن شرفٍ.

والطِّرَافُ - أيضاً - : ما يؤخذ من أطرافِ الزرع.

وقال الأصمعي: المِطْرافُ: الناقة التي لا ترعى مرعى حتى تَسْتَطْرِفَ غيره.

والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ - بكسر الميم وضمها - : واحد المَطارِفِ؛ وهي أردية من خزٍّ مربعة لها أعلام. وقال الفرّاء: أصله الضم؛ لأنه في المعنى مأخوذ من أُطْرِفَ أي جعل في طَرَفَيْه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروا الميم.

وطَرّافٌ - بالفتح والتشديد - : من الأعلام.

وأطْرَفَ البلد: أي كثرت طَرِيْفَتُه، وقد مرَّ ذكرها.

وقال ابن عبّاد: أطْرَفَ: أي طابق بين جفنيه.

وفعلت ذلك في مُطَرَّفِ الأيام - بفتح الراء المشددة - : أي في مُسْتَأْنَفِ الأيام.

وطَرَّفَ فلان: إذا قاتل حول العسكر، لأنه يحمل على طَرَفٍ منه فيردهم إلى الجمهور، ومنه سمي الرجل مُطَرِّفاً.

والمًطَرَّفُ من الخيل - بفتح الراء - : هو الأبيض الرأس والذنب وسائر جسده يخالف ذلك، وكذلك إذا كان أسود الرأس والذنب. ويقال للشاة التي أسود طرف ذنبها وسائرها أبيض: مُطَرَّفَةٌ.

وطَرَّفَ البعير: ذهبت سِنُّه.

وطَرَّفَ علي الإبل: رد على أطْرافَها.

وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف فرساً.

مُطَرّفٍ وسط أولى الخيل معتكر ... كالفحل قَرْقَرَ وسط الهجمة القَطِمِ

 

يروى بكسر الراء وبفتحها. ومعنى الكسر: الذي يرد أطراف الخيل والقوم، وإذا رددت أوائل الخيل قلت: طَرَّفْتُها. وروى الجمحي بفتحها: أي مردد في الكرم.

وقال المفضل: التَّطْرِيْفُ أن يرد الرجل الرجل عن أخريات صاحبه، يقال: طَرِّفْ عنا هذا الفارس، قال متمم بن نويرة رضي الله عنه:

وقد علمت أولى العشيرة أننا ... نُطَرِّفُ خلف المُوْفِضَاتِ السَّوَابِقا

واختضبت المرأة تَطَارِيْفَ: أي أطْرافَ أصابعها، وقد طَرَّفَتْ بنانها.

واطَّرَفْتُ الشيء - على افتعلت - : إذا اشتريته حديثاً، قال ذو الرمة:

كأنني من هوى خَقاء مُطَّرَفٌ ... دامي الأظل بعيد السأو مهيوم

واستطرفه: أي عدة طَرِيفاً.

واسْتَطْرَفْتُ الشيء: أي اسْتَحْدَثْتُه.

وقولهم فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيام: أي في مُسْتَأْنَفِها.

وتَطَرَّفَتِ الناقة: أي رعت أطْرافَ المراعي ولم تختلط بالنوقِ.

والتركيب يدل على حد الشيء وحرفه؛ وعلى حركة في بعض الأعضاء.

طرهفالمُطْرَهِفُّ: الحسن التام، قال:

تُحِبُّ منا مُطْرَهِفّاً فوهدا ... عجزة شيخين غلاماً أمردا

ويروى: غلاماً أسودا، ويروى: يسمى الأسودا.

طعسفابن دريد: الطَّعْسَفَةُ: لغة مرغوب عنها، يقال: مَرَّ يُطَعْسِفُ في الأرض: إذا مر يخبطها.

طففالطَّفِيْفُ: القليل.

وقال ابن دريد: شيء طَفِيْفٌ: غير تام.

وطَفُّ المكوك وطَفَفُه وطَفَافُه وطِفافُه - بالفتح والكسر - : ما ملأ أصباره. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : كلكم بنو آدم طَفَّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحدٍ فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السُّبَّةُ أن يكون الرجل فاحشاً بذياً. وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل، والمعنى: كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة، متساوو الأقدام في النقصان والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى،ونهى عن التساب والتعاير بضعة المنصب، ونبه على أن السُّبَّةَ إنما هي أن يتضع الرجل بفعل سَمِجٍ يرتكبه نحو الفُحْشِ والبذاء والجبن.

والطَّفَافُ - بالفتح - : سَوَادُ الليل، قال:

عقبان دجن بادرت طَفافا ... صيدا وقد عاينت الأسدفا

وإناء طَفّانُ: إذا بلغ الكيل طِفافَه.

والطُّفَافَةُ والطَّفَفَةُ: ما فوق المكيال. وقال ابن دريد: الطُّفافَةُ ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره.

والطَّفُّ: موضع بناحية الكوفة. وقال ابن دريد: الطَّفُّ ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق. وقال الأصمعي: إنما سمي طَفّاً لأنه دنا من الريف؛ من قولهم : أخذت من متاعي ما خف وطَفَّ: أي قرب مني، قال أبو دهبل الجمحي:

ألا أن قتلى الطَّفِّ من آل هاشمٍ ... أذلت رقاب المسلمين فَذَلَّتِ

وقال أيضاً:

تبيت سُكارى من أمية نوَّماً ... وبالطَّفِّ قتلى ما ينام حميمها

وقال غيره: طَفَفْتُ الناقة أطُفُّها: إذا شددت قوائمها كلها.

وطَفَّ الشيء من الشيء: إذا دنا منه.

وطَفَفْتُ الشيء بيدي أو رجلي: إذا رفعته.

وقال ابن عبّاد: طافَّةُ البستان: ما حواليه، والجمع: طَوَافُّ.

والطَّافَّةُ: ما بين الجبال والقيعان.

وقال غيره: الطَّفُّ: الشاطئ.

وقال الليث: طَفُّ الفرات: شاطئ الفرات.

وطَفُّ الشيء: جانبه.

والطَّفْطَفَةُ: الخاصرة، وكذلك الطِّفْطِفَةُ - بالكسر - عن أبي زيد. وقيل: كل لحم مضطرب طَفْطِفَةٌ. وقال ابن دريد: الطَّفْطَفَةُ: اللحم الرخص من مراق البطن، أي مارق منه، قال:

معاود قتل الهاديات شِواؤه ... من الوحش قصرى رخصة وطَفاطِفُ

وقال أب ذؤيب الهذلي:

وأشعث ماله فضلات ثولٍ ... على أركان مهلكةٍ زَهُوقِ

قليل لَحْمُهُ إلا بقايا ... طَفاطِفِ لحم منحوضٍ مشيقِ

ويروى: ممحوصٍ.

والطَّفْطَافُ: أطراف الشجر، قال الكميت يصف فراخ النعام:

أوين إلى ملاطفةٍ خَضُوْدٍ ... لمأكله طَفْطافَ الرُّبُوْلِ

أي: أوين إلى أمٍ ملاطفةٍ تكسر لهن أطراف الربول.

وطَفْطافُ البحر: شاطئه، كالطَّفِّ.

ومر يَطفُّ: أي يسرع. وفرس طَفّافٌ وطَفٌّ وخَفٌّ وذّفٌّ أخوات.

 

ويقال: خذ ما طَفَّ لكَ وأطَفَّ لكَ: أي خذ ما ارتفع لك أمكن.

وأطَفَّ على الشيء وأطل عليه: أي أشرف عليه.

وأطْفَفْتُ الكيل: أبلغت المكيل طِفافَه.

وقال ابن عبّاد: أطَفَّتِ الناقة: ألقت ولدها لغير تمام.

وأطَفَّ للأمر: طَبِنَ له.

وأطَفَّ عليه بحجر: تناوله به.

وقال أبو زبد: أطَفَّ عليه: أي اشتمل عليه فذهب به.

وأطَفَّ له: إذا أراد ختله، قال:

أطَفَّ لها شَئن البنان جُنَادفَ

والتَّطْفِيْفُ: نقص المكيال، قال الله تعالى: )ويْلٌ للمُطَفِّفِيْن(.

وقال ابن عباد: طَفَّفَ الطائر: بسط جناحيه.

طَفَّفَ به الفرس: وثب به. وقال ابن عمر - رضي الله عنهما - : سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخيل؛ فقال: كنت فارساً يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرس مسجد بني زريقٍ. أي: وثب بي حتى جازه، قال الجحاف بن حكيم:

إذا ما تلقته الجراثيم لم يخم ... وطَفَّفَها وثباً إذا الجري أعقبا

وفي حديث حذيفة - رضي الله عنه - : أنه استسقى دهقاناً فأتاه بقدحِ فضة فحذفه به ونكس الدِّهْقَانُ فَطَفَّفَه القدح.

ويقال: خذ ما اسْتَطَفَّ لك: أي خذ ما ارتفع لك أمكن، قال علقمة بن عبدة:

قد عُرِّيَتْ زمناً حتى اسْتَطَفَّ لها ... كتر كحافةِ كيرِ القين مَلْمُوْمُ

والتركيب يدل على قلة الشيء، وقد شَذَّ عنه أطَفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له أراد ختله.

طلحفالليث: ضَرَبْتُه ضَرْباً طِلْحِفاً - مثال برطيل - وطِلَّحْفاً - مثال جردَحْلٍ - ، وزاد غيره: وطِلَحْفَاً - مثال سِبَحْلٍ - وطَلَحْفىً - مثال حبركىً - وطِلْحَافاً، وهاتان عن أبن دريد: أي شديداً.

وقال شمر: جوع طِلَحْفٌ وطِلَّحْفٌ: أس شديد، وأنشد:

إذا أجتمع الجوع الطِّلَحْفُ وحبها ... على الرجل المَضْعُوْفِ كاد يموت

طلخفابن دريد: ضرب طِلَخْفٌ وطِلَّخْفٌ وطَلَخْفىً - كحِبَجْرٍ وجِرْدَحْلٍ وحَبَرْكىً - وطِلْخَافً: أي شديد، بالحاء والخاء، وجعل بعضهم اللام زائدة وهو ضعيف.

طلفأبو عمرو: ذهب دمه طَلْفاً وطَلَفاً وظَلْفاً وظَلَفاً: أي هدراً، قال الأفوه الأوْدِيُّ:

حتم الدَّهْرُ علينا أنه ... طَلَفٌ ما نال منا وجبار

وقال ابن فارس: الطَّلَفُ: العطاء، والسَّلَفُ، ما يُقْتَضى.

والطَّلَفُ: الهين: وهو من الهدر، وأنشد:

وكل شيء من الدنيا نُصَابُ به ... ما عِشتَ فينا وإن جل الرزى طَلَفُ

قال: وقولهم: إن الطَّلَفَ الفضل؛ ليس بشيءٍ؛ إلا أن يراد به الفاضل عن الشيء.

والطَّلِيْفُ: الشيء المأخوذ.

والطَّلِيْفُ - أيضاً - الهدر، قال رؤبة:

كم من عدىً أموالهم طَلِيْفُ

وقال ابن عبّاد: أكل ماله في طَلِيْفٍ: أي باطلٍ.

وقال يونس: ذهب فلان بالمال طَلِيْفاً: أي بغير حقٍّ، كما يقال ظَلِيْفاً.

والظَّلَفَانُ: أن يعيا فيعمل على الكلالِ، ويقال هو بالغين المعجمة، وصَوَّبَ هذا الأزهري.

وفي نوادر الأعراب: أسْلَفْتُه كذا: أي أقرضته، وأطْلَفْتُه كذا: أي وهبته.

وأطْلَفَه - أيضاً - : أي أهدره.

وقال ابن عباد: أطْلَفَ: إذا بطل ثأر خصمه.

وطَلَّفَ على كذا تَطْلِيْفاً: أي زاد.

والتركيب يدل على إهانة الشيء وطرحه ثم يحمل عليه.

طلنفابن ريد: الطَّلَنْفى والطَّلَنْفَأُ: الكثير الكلام، يهمز ولا يهمز.

وقال أبو زيد: جمل مُطْلَنْفِىءُ السنام: أي لاصقه. واطْلَنْفَأْتُ: إذا لزقت بالأرض. وقد ذكرت هذه اللغات في تركيب ط ل ف أ - أيضاً - .

طنفالطَّنَفُ - بالتحريك - والطُّنُفُ - بضمتين - : الحيد من الجيل ورأس من رؤوسه، والجمع: أطْنافٌ، وطُنُوْفٌ، قال أبو ذؤيبٍ الهذلي:

وما ضرب بيضاء يأوي مَلِيْكها ... إلى طُنُفٍ أعيا براقٍ ونازلِ

وقيل في قول الأفوه الأودي:

سُوْدٌ غَدَائرها بُلْجٌ محاجرها ... كأن أطْرافَها لما اجْتُلي الطُّنُفُ

الطُّنُفُ: الجلود الحمر التي تكون على الأسفاط.

والطَّنَفُ والطُّنُفُ - أيضاً - : إفْرِيز الحائط، وكذلك السَّقِيْفة تشرع فوق باب الدار.

والطَّنَفُ والطُّنُفُ - أيضاً - : السُّيُوْرُ؛ عن أبي عبيد.

والطَّنَفُ: نفس التهمة.

 

وحكى الشيباني: أن الطَّنِفَ - مثال كَتِفٍ - : الذي لا يأكل إلا قليلاً، وما أطْنَفَه: أي ما أزهده.

ورجل طَنِفٌ: أي متهم.

وأطْنَفَ: إذا علا الطُّنُفَ.

والمُطْنِفُ: الذي له الطُّنُفُ، قال الشَّنْفرى:

كأن حفيف النبل فوق عجيسها ... عوازب نحل أخطأ الغار مُطْنِفُ

وطَنَّفَه تَطْنِيْفاً: إذا اتهمه.

وطَنَّفَ جداره: إذا جعل فوقه شوكاً أو أغصان شجر لكي يصعب تسوره وتسلقه لمجاورة أطْرافِ العيدان رأسه.

وقال ابن دريد: قولهم طَنَّفَ نفسه إلى كذا وكذا: إذا أدناها إلى الطمع.

ويقال: ما تَطَنَّفَتْ نفسي إلى هذا: أي ما أشْفَتْ.

وقال ابن عبّاد: هو يَتَطَنَّفُ الناس: أي يغشاهم.

والتركيب يدل على دور شيء،وقد شذ عنه الطَّنِفُ الذي لا يأكل إلا قليلاً وما اطْنَفَه: أي ما أزهده.

طوفطاف حول الكعبة يَطُوْفُ طَوْفاً وطَوَافاً وطَوَافاناً. والمَطَافُ: موضع الطَّوَافِ. ورجل طافٌ: أي كثير الطَّوَافِ.

والطَّوْفُ: قرب يُنْفَخُ فيها ثم يُشَد بعضها إلى بعض فتُجعل كهيئة السطح يُركَب عليها في الماء ويُحمَل عليها، وهو الرمث، وربما كان من خشبٍ.

والطَّوْفُ - أيضاً - : الغائط، تقول منه: طافَ يَطُوْفُ طَوْفاً: إذا ذهب إلى البراز ليتغوط. ومنه حديث رواه لقيط بن عامر وافد بني المُنْتَفِقِ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث طويل: ألا فتطلعون على حوض الرسول؛ لا يظمأ والله ناهله، فلعمر الله ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح مطهرة من الطَّوْفِ والأذى. " مُطَهَّرَةٌ " تحمل على المعنى؛ لنه إذا وقع على يد كل واحد منهم قدح فهي أقداح كثيرة. والأذى: الحيض. وقيل: أنَّثَ القدح لأنه ذهب به إلى الشَّرْبَةِ، وكذلك أنَّثُوا الكأس لنهم ذهبوا به إلى الخمر.

وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - : لا يُصَلِّيَنَّ أحدكم وهو يدافع الطَّوْفَ والبول.

والطّائف: العَسَسُ.

والطّائفُ: بلاد ثَقِيْفٍ، قال أبو طالب بن عبد المطلب:

منعنا أرضتا من كل حي ... كما امتنعت بطائفها ثَقِيْفُ

وقال الزهري: إن الله نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطّائف لدعوة إبراهيم - صلوات الله عليه - قوله عز وجل: )وارزُقْ أهله من الثمراتِ(.

وطائفُ القوي: ما بين السِّيَةِ والأبهر، وقيل: الطّائفان دون السِّيَتَيْنِ، وقيل: الطّائفُ قريب من عظم الذراع من كبدها، قال أبو كبيرٍ الهذلي:

وعُراضَةَ السِّيَتَيْنِ توبع بريها ... تأوي طَوَائفُها لعجسٍ عَبْهَرِ

والطّائفَةُ من الشيء: القطعة منه.

وقوله عز وجل: )وليشهد عَذَابَهما طائفَةٌ من المؤمنين( قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : الطّائفَةُ: الواحد فمل فوقه، فمن أوقع الطّائفَةَ على الواحد يريد النفس الطّائفَةَ. وقال مجاهد: الطّائفَةُ: الرجل الواحد إلى الألف. وقال عَطَاءٌ: أقلها رجلان.

وقال ابن عباد: الطّائفُ: الثور الذي يكون مما يلي طَرَفَ الكُدْسِ.

وذو طَوّافٍ - بالفتح والتشديد - : هو ذو طَوّافٍ الحضرمي واسمه وائل.

وقوله تعالى: )طَوّافُوْنَ عليكم( قال الفرّاء: إنما هم خدمكم، قال أبو الهيثم: الطَّوّافُ الخادم الذي يخدمك برفقٍ وعنايةٍ، وجمعه الطَّوّافُوْنَ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : الهِرَّةُ ليست بنجسة؛ إنما هي من الطَّوّافِينَ اوالطَّوّافاتِ، وكان يصغي لها الإناء فتشرب منه ثم يتوضأ به. جعلها بمنزلة المماليك، من قوله تعالى: )يَطُوْفُ عليهم وِلْدَانٌ(. ومنه قول إبراهيم النخعي: إنما الهِرَّةُ كبعض أهل البيت.

وقال ابن دريد: الطَّوّافُوْنَ: الخَدَمُ.

والطُوْفانُ: المطر الغالب والماء الغالب يغشى كل شيء، قال الله تعالى: )فأخذهم الطُّوْفانُ(. وقيل: هو الموت الذريع الجارف والقتل الذريع. وقيل: السيل المُغْرِقُ. وقيل: الطُّوْفانُ من كل شيء: ما كان كثيراً مُطِيْفاً بالجماعة. وقال الأخفش: الواحد في القياس: طُوْفانَةٌ، وانشد:

غَيَّرَ الجِدَّةَ من آياتها ... خُرُقُ الريح وطُوْفانُ المَطَرْ

وقال الخليل: قد شَبَّهَ العجاج ظلام الليل بذلك فقال:

حتى إذا ما يومها تَصَبْصَا ... وغَمَّ طُوْفانً الظلام الأثأبا

 

ويقال: اخذه بِطُوْفِ رقبته وبطافِ رقبته وظُوْفِ رقبته وظافِ رقبته صُوْفِ رقبته وصافِ رقبته وقُوْفِ رقبته وقافِ رقبته: أي بجلد رقبته.

وأطافَ به: أي ألم به وقارَبَه، قال بشر بن أبي خازم:

أبو صِبْيَةٍ شُعْثٍ تُطِيْفُ بشخصه ... كوالح أمثال اليعاسيب ضُمَّرُ

وطَوَّفَ تَطْوِيْفاً: أي أكثر التَّطْوَافَ، قال:

أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوي ... إلى بيتٍ قعيدتُهُ لكاع

وتَطَوَّفَ: أي طاف.

واطّافَ - على افتعل - : إذا ذهب إلى البراز ليتغوط، وقال ابن العرابي: إذا ألقى ما في جوفه، وأنشد:

أطعَمْتُ جابان حتى استدَّ مغرضُهُ ... وكاد يَنْقَدُّ لولا أنه طافا

جابان: جَمَلُه.

واسْتَطَافَ: أي تَطَوَّفَ.

والتركيب يدل على دوران الشيء على الشيء وأن يحف به؛ ثم يُحْمَلُ عليه.

طهفالدينوري: الطَّهْفَةُ: أعالي الجنبة إذا كانت غَضَّةً غير متكاوسةٍ، قال: وأخبرني بعض الأعراب من ذوي المعرفة قال: الطَّهَفُ - بالتحريك - : عُشْبٌ ضعيف دقاق لا ورق له إلا ما لا يذكر؛ وه مرعى؛ وله ثمرة حمراء إذا اجتمعت في مكانٍ واحدٍ ظهرت حمرتها وإذا تفرقت خفيت. فأما الفرّاء فروي عنه الطَّهْفُ بإسكان الهاء، قال: هكذا سمعته من الثقات بالتخفيف، وأظنها لغتين، قال الفرّاء: وهو شيء يختبز به. وقال غير هؤلاء: الطَّهْفُ: مثل المرعى له سُبُوْلٌ وورَقٌ مثل ورقِ الدُّخنِ وحبة حمراء دقيقة جداً طويلة، قال: وكذلك أخبرني أعرابي من ربيعة وحرك الهاء وقال: له حب يؤكل في المجهدة ضاوي دقيق.

وطَهْفَةُ بن أبي زهير النهدي - رضي الله عنه - : من الوافدين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وقال الفرّاء: زبدة طَهفَةٌ: إذا استرخت.

والطَّهْفَةُ من الشيء: القطعة منه.

والطَّهَافُ - مثال السَّحَاب - : المرتفع من السحاب.

وقال الدينوري: يقال أطْهَفَ هذا الصِّلِّيان: أي نبت نباتاً حسناً ليس بالأثيث.

وقال ابن عباد: يقال أطْهَفَ له طِهْفَةً من ماله: أي أعطاه منه قطعة.

وأطْهَفَ في كلامه: خفف منه.

وقال الفرّاء: أطْهَفَ السَّقَاءُ: استرخى.

وقال ابن فارس: الطّاء ولاهاء والفاؤ ليس بشيء؛ وذكر الطَّهف والطُّهَافَةَ قال: كل ذلك كلام.

طيفابن دريد: الطَّيْفُ: الخيال الطّائف في المنام، يقال: طَيْفُ الخيال وطائف الخيال. وقال غيره: طَيْفُ الخيال: مجيئه في النوم، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي:

ألا يا لَقَوْمٍ لطيفِ الخيا ... ل أرقَ من نازحٍ ذي دلال

تثول منه: طاف الخيال يَطِيْفُ طَيْفاً ومَطَافاً، قال تميم بن أبي بن مقبل:

طافَ الخيال بنا ركباً يمانينا ... ودون ليلى عَوَادٍ لو تعدينا

وقال كعب بن زهير رضي الله عنه:

أنى ألمَّ بكَ الخيال يَطِيْفُ ... ومَطَافُهُ لك ذكرةٌ وشُعُوْفُ

وطَيْفٌ من الشيطان وطائفٌ من الشيطان: بمعنى، كقولهم: لَمَمٌ من الشيطان. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وأبو حاتم قوله تعالى: )طَيْفٌ من الشيطان( والباقون: طائفٌ. وقال أبو العيال الهذلي:

ومنحتني فَرَضِيت حين منحتني ... فإذا بها وأبيك طَيْفَ جنون

وقال ابن عبّاس - رضي الله عنهما - : الطَّيْفُ في الآية: الغضب.

وقال المفضل: طافَ الخيال يَطُوْفُ طَوْفاً، وغنما قيل طَيْفُ الخيال لأن أصله طَيِّفٌ؛ مثل ميتٍ وميتٍ من مات يموت.

وقال الأزهري: الطَّيْفُ في كلام العرب: الجنون، وقيل للغضب طَيْفٌ لأن عقل من غَضِبَ يعزب حتى يتصور في صورة المجنون الذي زال عقله.

وبان الطَّيْفَانِ - والطَّيْفَانُ أمه - : وهو خالد بن علقمة بن مرثدٍ أحد بني مالك بن زيد بن عبد الله بن دارمِ، شاعر فارسٌ.

وابن الطَّيْفَانِيَّةِ - والطَّيْفايَّةُ أمه - : وهو عمرو بن قبيصة أحد بني زيد بن عبد الله بن دارم.

وأطاف وطَيَّفَ وتَطَيَّفَ بمعنى؛ عن ابن دريد.

ظأفابن عبّاد: جاء يَظْأَفُه ويَظُوْفُه: أي يطرده.

ظرفالظَّرْفُ: الوعاء، والجمع الظُّرٌوْفُ، ومنه ظَرْفا المكان والزمان عند النحويين.

 

والظَّرْفُ: الكياسة، وقد ظَرُفَ الرجل - بالضم - ظَرْفاً وظَرافَةً، فهو ظَرِيْفٌ، وقوم ظُرَفاءُ وظِرَافٌ وظَرِيْفُونَ؛ وقد قالوا ظُرُوْفٌ، كأنهم جمعوا ظَرْفاً بعد حذف الزوائد، وزعم الخليل أنه بمنزلة المذاكير لم تُكَسَّرْ على ذكر. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - إذا كان اللص ظَرِيْفاً لم يُقْطَعْ: أي إذا كان بليغاً جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط عنه الحد. هكذا قال ابن الأعرابي، وكان يقول: الظَّرْفُ في اللسان. وقال غيره: الظَّرْفُ حُسْنُ الوجه والهيئة. وقال الكسائي: الظَّرْفُ يكون في الوجه واللسان، وأهل اليمن يُسَمُّون الحاذق بالشيء ظَريفاً.

وقال صاحب العين: الظَّرْفُ البَزَاعَةُ وذكاء القلب؛ ولا يُوْصَف به إلا الفتيان الأزوال والفتيات الزَّولات ؟والزَّوْلُ: الخفيف - . وفي حديث معاوية ؟رضي الله عنه - أنه قال: كيف ابن زيادٍ؟ قالوا: ظَرِيْفٌ على أنه يلحن، فقال: أو ليس ذاك أظْرَفَ له؟. قيل: إنما اسْتَظْرَفَه لن السَّلِيْقِيَّة وتجنب الإعراب مما يُسْتَمْلَحُ في البذلة من الكلام. وعن بعضهم: لا تستعملوا الإعراب في كلامكم إذا خاطبتم، ولا تخلوا منه كتبكم إذا كاتبتم.

والظُّرَافُ - مثال رُعَافٍ - : الظَّرِيْفُ، كالطُّوَالِ للطويل. والظُّرّاف - بتشديد الرّاء - : أظْرَفُ من الظُّرَلفِ - بتخفيفها - ، كالطُّوّالِ - بالتشديد - .

ويقال: فلان نقي الظَّرْفِ: أي أمين غير خائن.

ورأيت فلاناً بَظْرفِه: أي بنفسه.

وأظْرَفَ المتاع: إذا جعل له ظَرْفاً.

وأظْرَفَ: إذا ولد بنين ظُرَفاءَ.

وتَظَرَّفَ: تكلف الظَّرْفَ.

وقال ابن فارس في آخر هذا التركيب: وما احسب شيئاً من ذلك من كلام العرب.

ظففالكسائي: يقال ظَفَفْتُ قوائم البعير وغيره أظُفُّها ظَفّاً: إذا شددتها كلها وجمعتها.

وقال ابن الأعرابي: الظَّفُّ: العيش النكد والغلاء الدائم.

والظَّفَفُ الضَّفَفُ، والمَظْفُوْفُ: المَضْفُوْفُ.

وقال ابن عبّاد: اسْتَظَفَّ آثار القوم: أي تتبعها.

ظلفالظِّلْفُ: للبقرة والشّاة والظبي وما أشبهها، والجمع: ظُلُوْفٌ وأظْلافٌ، وقال الليث والزهري وابن فارسٍ: ألا أن عمرو بن معدي كرب - رضي الله عنه - قال اضطراراً:

وخيلي تَطأكم بأظْلافِها

قال الليث: أراد الحوافر واضطر إلى القافية؛ واعتمد على الأظْلافِ لأنها في القوائم.

ويقال: ظُلُوْفٌ ظُلَّفٌ: أي شِدَادُ، وهو توكيد لها، فال العجاج:

وإن أصاب عدواء احرورفا ... عنها وولاها الظُّلُوْفَ الظُّلَّفا

وقال ابن السكيت: رميت الصيد فَظَلَفْتُه: أي أصبت ظِلْفَه.

وقال ابن عبّاد: وجد فلانٌ ظِلْفَه: أي وجد ما كان يهوى ويحب.

وفي المثل: وجدت الدابة ظِلْفَها. وجاءت الإبل على ظِلْفٍ واحدٍ.

وقال الأموي: أرضٌ ظَلِفَةٌ بينة الظَّلَفِ: أي غليظة لا تؤدي أثراً. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - أنه مر على راعٍ فقال: يا راعي عليك الظَّلَفَ من الأرض لا تُرَمِّضْها فإنك راعٍ، وكل راعٍ مسؤول. أي لا تُصِبِ الغنم بالرمضاء وهي حر الشمس وإنه يشتد في الدَّهَاس والرمل.

والظَّلَفُ - أيضاً - : الشِّدَّةُ في المعيشة. وقال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - : كان يصيبنا ظَلَفُ العيش بمكة، فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك، وكان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - أنعم غلام بمكة؛ فجهد في الإسلام حتى لقد رأيت جلده يتحسف تَحَسُّفَ جلد الحية عنها. وعن عامر بن ربيعة ؟رضي الله عنه - : كان مصعب ؟رضي الله عنه - مترفاً يدَّهِنُ بالعبير ويُذَيِّلُ يُمْنَةَ اليمن ويمشي في الحضرمي، فلما هاجر أصابه ظَلَفٌ شديد، فكاد يهمد من الجوع.

والظَّلِفَةُ - بكسر اللام - : واحدة ظَلِفاتِ الرَّحْل والقتب وهن الخشبات الأربع اللواتي يكن على جنبي البعير تصيب أطرافها السفلى الأرض إذا وضعت عليها. وفي الواسط ظَلِفَتانِ، وكذلك في المؤخرة، وهما ما سفل من الحِنْوَيْن، لأن ما علاهما مما يلي العراقي هما العضدان. وأما الخشبات المطولة على جنبي البعير فهي الأحناء. وفي حديث بلال - رضي الله عنه - أنه كان يؤذن على أُطُمٍ في دارِ حفصة - رضي الله عنها - يرقى على ظَلِفاتِ أقتاب مغرزة في الجدار.

وتجمع الظَّلِفَةُ: الظَّلِفَ أيضاً، قال حميد الأرقط:

 

وعض منها الظَّلِفُ الدَّئيّا ... عضَّ الخُرُصَ الخَطِّيّا

ورجل ظَلِيْفٌ: أي سيئ الحال.

ومكان ظَلِيْفٌ: أي خشن.

وشر ظَلِيْفٌ: أي شديد، قال صخر الغي الهذلي:

ولا أبغينك بعد النُّهى ... وبعد الكرامة شراً ظَلِيْفا

وقال ابن دريد: كل شيء صعب عليك مطلبه فهو ظّلِيْفٌ.

ورجل ظَلِفُ النفس وظَلِيْفُ النفس: أي نَزِهُها.

والظَّلِيْفُ - أيضاً - : الشدة.

وقال أبو زيد: يقال ذهب فلان بغلامي ظَلِيْفاً: أي بغير ثمن مجاناً، قال قيس بن مسعود:

أ يأكلها ابن وعلة في ظَلِيْفٍ ... ويأمن هيثم وابنا سنان

وأخذه بِظَلِيْفِ رقبته: أي بأصلها.

والظَّلِيْفُ: الذليل.

وأخذ الشيء بظَلِيْفَتِه وظَلَفِه: إذا أخذه كله ولم يترك منه شيئاً.

وقال أبو عمرو: ذهب دمه ظَلَفاً وظَلْفاً وطَلَفاً وطَلْفاً - بالطاء والظاء - : أي هدراً باطلاً.

والأُظْلُوْفَةُ: أرض فيها حجارة حداد كان خِلْقَةَ تلك الأرض خِلْقَةُ جبل، والجمع: الأظالِيْفُ.

وظَلَفَ نفسه عن الشيء يَظْلِفُها ظَلْفاً: أي منعها من أن تفعله أو تأتيه، قال:

لقد أظْلِفُ النفسِ عن مطعم ... إذا ما تهافت ذِّبانُهُ

وظَلَفْتُ أثري: إذا مشيت في الحزونة لئلا يتبين أثرك فيها، قال عوف بن الأحوص:

ألم أظْلفْ عن الشُّعراءِ عرضي ... كما ظُلِفَ الوسيقة بالكراعِ

يقول: ألم امنعهم أن يؤثروا فيه، والوسيقة: الطريدة، وقوله: " ظُلِفَ " أي أخذ بها في ظَلَفٍ من الأرض كيلا يقتص أثرها.

والظَّلْفَاءُ: صَفَاةٌ قد استوت في الأرض ممدودة.

والظَّلْفَةُ او الظَّلِفَةُ: سمة من سمات الإبل.

والظُّلَيْفُ: موضع، قال عبيد بن أيوب العنبري:

ألا ليت شعري هل تغير بدعنا ... عن العهد قارات الظُّلَيْفِ الفَوَاردُ

وقال ابن عباد: مكان ظَلَفٌ وظَلِفٌ: أي مرتفع عن الماء والطين.

وقال ابن الأعرابي: أظْلَفَ الرجل: إذا وقع في موضع صُلب.

وظَلَّفَ على الخمسين وطَلَّفَ تَظْلِيْفاً: أي زاد.

والتركيب يدل على أدنى قوةٍ وشدةٍ.

ظوفيقال: أخذه بظُوْفُ رقبته وبظافِ رقبته: أي بجلد رقبته. وقال ابن عباد: تركته بظُوْفِ رقبته وبظُوْفِ قفاه: أي وحده.

وجاء يَظْأفُه ويَظُوْفُه: أي يطرده.

عترفرجل عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ: أي خبيث فاجر جريء ماضٍ، وقال ابن دريد: مُتَغَشْرِمٌ غاشم.

وجَمَلٌ عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ: شديد، وناقة عِتْرِيْفَةٌ كذلك، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل:

من كل عِتْرِيْفَةٍ لم تعد أن بزلت ... لم يبغ درتها راعٍ ولا رُبَعُ

وقال ابن عباد: العِتْرِيْفَةُ: القليلة اللبن والعزيزة النفس التي لا تبالي الزجر.

والعُتْرُفانُ: الديك، ونبت عريض من نبات الربيع.

والعَتْرَفَةُ: الشدة.

والتَّعِتْرُفُ: التَّغَطْرُسُ.

والتَّعَتْرُفُ - أيضا - : ضد التَّعَفْرُتِ، من العِفْرِيْتِ.

عتفابن الأعرابي: العُتُوْفُ: النَّتْفُ.

وقال ابن دريد: مضى عِتْفٌ من الليل وعِدْفٌ - بالكسر - : أي قطعة منه.

عجرفالليث: العَجْرَفِيَّةُ: جفوة في الكلام وخرق في العمل. ويكون الجمل عَجْرفيَّ المشي لسرعته. ورجل فيه عَجْرَفِيَّةٌ.

قال: والعُجْرُوْفُ: دويبة ذاة قوائم طوال. ويقال - أيضا - : هو النمل الذي رفعته عن الأرض قوائمه.

وعَجَارِيْفُ الدهر: حوادثه، قال قيس:

لم تنسني أُمَّ عمار نوىً قذف ... ولا عَجَارِيْفُ دهر لا تُعَرِّيني

أي لا تخليني.

وقال ابن دريد: يقال رأيت عَجَارِفَ المطر: إذا أقبل بشدة.

وقال العزيزي: العُجْرُوْفُ والعُجْرُوْفَةُ: العجوز، وانشد لعبد الصمد بن عنمة:

فآب إلى عُجْرُوْفَةٍ باهِلَّيةٍ ... يخلُّ عليها بالعشي بجادها

وقال ابن عباد: ناقة عُجْرُوْفٌ: خفيفة.

وقال ابن دريد: العَجْرَفَةُ: الأقدام في هوجٍ.

وجَمَلٌ فيه عَجْرَفَةٌ وتَعَجْرُفٌ: كأن فيه خرقا وقلة مبالاة وضباطة؛ قال امية اب أبي عائذ الهذلي يصف ناقته:

ومن سيرها العنق المسبطر ... رو العَجْرَفِيَّةُ بعد الكلال

ويقال: نوقٌ ذوات عَجَارِفَ: أي نشائط، قال ذو الرمة:

 

وصلنا بها الأخماس حتى تبدلت ... من الجهل أحلاما ذوات العَجَارِفِ

وفلان يَتَعَجْرَفُ عليَّ: إذا كان يركبك بما تكره ولا يهاب شيئاً.

وتَعَجْرَفَ فلان علينا: إذا تكبر.

عجفالليث: العَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ، والذكر أعْجَفُ، والأنثى عَجْفَاءُ، والجميع: عِجَافٌ من الذكران والإناث؛ والفعل عَجِفَ يَعْجَفُ عَجَفاً، وليس في كلام العرب أفعل يجمع على فِعَالٍ غير هذه الكلمة؛ رواية شاذة عن العرب، حملوها على لفظ سِمَانٍ فقالوا: سِمَانٌ وعِجَافٌ - على فِعَالٍ - وقال غيره: العرب قد تحمل الشيء على ضده، كما قالوا عدوه بناءً على صديقةٍ، وفَعُوْلٌ إذا كان بمعنى فاعلٍ لا تدخله الهاء، قال الله تعالى: )يأكُلُهُنَّ سبعٌ عِجَافٌ(. وفي حديث أم معبد - رضي الله عنها - : يَسُوْقُ أعنزاً عِجَافاً. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وقال مرداس بن أُدَيَّةَ:

وأن يعرين إن كُسِيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عِجَافِ

وقال الفرّاء: عَجُفَ المال - بالضم - : لغة في عَجِفَ - بالكسر - .

ونصل أعْجَفُ: أي رقيق، ونصال عِجَافٌ، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

تراح يداه لِمَحْشُوْرَةٍ ... خواظي القداح عِجَافِ النِّصَالِ

وقال الليث: العِجَافُ: من أسماء التمر، وأنشد:

نَعَافُ وإن كانت خِماصاً بطوننا ... لُبَابَ المُصفّى والعِجَافَ المجردا

وقال ابن عبّاد: العِجَافُ: حب الحنظل،وأسم من أسماء الزمان.

وأرَضُوْنَ عِجَافٌ: لم تمطر.

والعَجْفَاءُ: الأرض التي لا خير فيها، قال:

لقح العِجَافُ له بسابع سبعة ... وشَرِبْنَ بعد تحلُّؤٍ فروينا

وأبو العَجْفاءِ: هرم بن نسيب السُّلميُّ من التابعين.

وأبو العَجْفاءِ: عبد الله بن مسلم المكي من أتباع التابعين.

وحكى الكسائي: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أي لطيفان.

ويقال: عَجَفْتُ نفسي عن الطعام فأنا أعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوْفاً: إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتؤثر جائعاً، ولا يكون العَجْفُ إلا على الجوع؛ وذلك أن يدع الطعام وهو يشتهيه حتى يشبع مؤاكله الذي يؤاكله.

ويقال: عَجَفْتُ نفسي على المريض أعجِفُها عَجْفاً: إذا صبرت عليه فأقمت عليه ومرضته، قال:

أني وإن عيَّرْتِني نحولي ... أو ازدريْتِ عظمي وطولي

لأعْجِفُ النفس على خليلي ... اعرضُ بالود وبالتنويل

وتقول: عَجَفْتُ نفسي على فلانٍ أعْجِفُها عَجْفاً: إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه.

وقال غيره: عَجَفْتُ الدابة أعْجُفُها واعْجِفُها عَجْفاً: إذا هزلتها.

وسيف مَعْجُوْفٌ: إذا كان داثراً لم يصقل، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:

وكأن موضع رحلها من صُلْبِها ... سيفٌ تقادم عهده مَعْجُوفُ

وبعير مَعْجُوْفٌ: أي أعْجَفُ.

وقال ابن الأعرابي: العُجُوْفُ: ترك الطعام.

وقال ابن دريد: بنو العُجَيْفِ: قبيلة من العرب.

وعاجِفٌ: موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة، قال تميم بن أُبِيِّ بن مقبل:

ألا ليت ليلى بين أجماد عاجِفٍ ... وتِعْشَارَ أجلى في سريحٍ وأسْفَرا

وأعْجَفَه: أي هزله، مثل عَجَفَه.

وأعْجَفَ القوم: عَجِفَتْ مواشيهم.

واعْجَفْتُ بنفسي على فلانٍ: إذا أقمت عليه وهو مريض، مثل عَجَفْتُ نفسي عليه.

والتَّعْجِيْفُ: الكل دون الشبع. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان في مسير له فقال لسلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - : ألا تنزل فتقول من هناتك، فنزل يرتجز ويقول:

لم يغذها مد ولا نَصِيْفْ ... ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَعْجِيْفْ

لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصَّرِيْفْ

فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك - رضي الله عنه - ، فنزل يرتجز:

لم يَغْذُها مدٌّ ولا نصيفْ ... ولا تميرات ولا تَعْجِيْفْ

لكن غَذَاها حَنظلً نَقيفْ ... ومذقَةٌ كطرة الخَنِيْفْ

تبيت بين الزرب والكَنِيْفْ

ورواية القتبي: " ولا تميرات ولا رغيف " ، والأولى رواية أبي عبيد، ويروى الرجز لعبد الله بن خطلٍ، وأوله:

آنِسَةٌ بيضاءُ كالخشيفْ ... لم يغذها

والتركيب يدل على الهزال وعلى حبس النفس وصبرها على الشيء أو عنه.

 

 

عجلفقيل: إن اسم النملة المذكورة في القرآن: عَيْجَلُوْفُ، وقيل غير ذلك، والله أعلم.

عدفابن فارسٍ: العَدْفُ: النوال القليل، يقال: أصبنا من ماله عَدْفاً.

وقال غيره: عَدَفَ يَعْدِفُ عَدْفاً: أي أكل، يقال: ما ذقت عَدُوْفاً ولا عَدُوْفَةً ولا عَدْفاً ولا عدَافاً: أي شيئاً.

وقال أبو عمرو: كنت عند يزيد بن مزيد الشيباني فأنشدته بيت قيس بن زهير:

ومُجَنَّباتٍ ما يذقن عذوفه ... يَقْذِفْنَ بالمهرات والأمهارِ

ويورى: " عَذُوْفاً " ، قال لي يزيد: صَحَّفْتَ يا أبا عمرو؛ إنما هي " عَدُوْفَةً " بالدال المهملة، قال: فقلت له لم أصحفْ أنا ولا أنت، تقول ربيعة هذا الحرف بالذال المعجمة، وسائر العرب بالدال المهملة. قال الصَّغَاني مؤلف هذا الكتاب: هكذا روي عن أبي عمرو نسبة البيت إلى قيس بن زهير، وإنما هو للربيع بن زياد العبسي.

ويقال: باتت الدابة على غير عَدُوْفٍ: أي على غير عَلَفٍ، هذه لغة مضر.

والعَدَفُ - بالتحريك - : القذى.

والعِدْفَةُ - بالكسر - : ما بين العسرة إلى الخمسين من الرجال.

وأعطاه عِدْفَةً من المال: أي قطعة منه.

ومر عَدْفٌ من الليل: أي قطع منه.

والعَدِفَةُ: كالصَّنِفَةِ من الثوب.

وعِدْفَةُ كل شجرة وعَدَفَتُها - بالتحريك - : أصلها الذاهب في الأرض، والجمع: عِدَفٌ وعَدَفٌ، قال ذلك ابن الأعرابي، وانشد للطرماح يمدح يزيد بن المهلب:

حَمّال أشناقِ ديات الثأى ... عن عدَفِ الأصل وجشّامها

أراد بالعِدَفِ: الجماعات، يقول: إنه يحمل الحمالات والمغارم عن أقاصي الأصل فكيف عن معظمه، وخفض الجشام لقرب الجوار، والكناية للأشْناقِ.

وقال ابن عباد: العِدْفَةُ: الصُّدْرَةُ.

قال: والعَيْدَفُ: نحو العِدْفَةِ وهي القطعة من الشيء، قال: ولا أحُقُّه.

وقال العزيزي: ما تَعَدَّفْتُ اليوم: أي ما ذقت قليلا فضلا عن كثير.

والتركيب يدل على قلة أو يسير من كثير.

عذفابن دريد: العَدُوْفُ والعَذُوْفُ واحد: وهو ما يتقوته الإنسان والدابة.

والعَدْفُ والعَذْفُ: الأكل، والإعجام لغة ربيعة.

ويقال: ما ذقت عَذْفاً ولا عَذُوْفاً: أي شيئاً.

وباتت الدابة على غير عَذُوْفٍ.

وقال ابن الأعرابي: العُذُوْفُ: السكوت.

وسم عُذَافٌ - مقلوب ذُعَافٍ - : أي قاتل.

وقال ابن عبّاد: ما زلتُ عاذِفاً منذ اليوم: أي لم أذق شيئاً.

عرجفابن عباد: العُرْجُوْفُ: نحو العُرْجُوْمِ للشديدة الضخمة.

عرصفالعِرْصافُ: واحد عَرَاصِيْفِ الرحل، وهي أربعة أوتاد يجمعن بين رؤوس أحناء القبب في رأس كل حنوٍ وتدان مشدودان بعقب أو بجلود الإبل وفيه الظَّلِفاتُ. وقال الأصمعي: العَرَاصِيْفُ: الخشبتان اللتان تشدان بين واسط الرحل وآخرته يمينا وشمالا. وعِرْصَافُ الاكاف وعُصْفُوْرُه وعُرْصُوْفُه - أيضاً - : قطعة خشبة مشدودة بين الحنوين المقدمين. وقال ابن دريد: العِرْصافُ والعِرْفاصُ: خصلة من العَقَبِ والقِدِّ.

وقال ابن عباد: عَرَاصِيْفُ سنام البعير: أطراف سَنَاسِنِ ظهره، واحدها عُرْصُوْفٌ.

وعَرَاصِيْفُ الخرطوم: عظام تتثنى في الخيشوم.

والعُرْصُوْفانِ: عودان قد أدخلا في دُجْرَيِ الفدان يتفرقان، والدُّجْرُ: الخشبة التي تشد عليها حديدة الفدان.

وقال الأزهري: يقال للسوط إذا سوي من العقب: عِرْصَافٌ وعِرْفاصٌ.

وقال الليث: العِرْصافُ: العقب المستطيل، واكثر ما يقال ذلك لعقب الجنبين والمتنين.

وعَرْصَفْتُ الشيء: جذبته فشققته مستطيلا.

عرفالمَعْرفَةُ والعِرْفانُ: مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه.

وقولهم: ما أعْرفُ لأحد يصرعني: أي ما أعترف.

وعَرَفْتُ الفرس أعْرِفُه عَرْفاً: أي جززت عُرْفَه.

وعَرَفَه: أي جازاه. وقرأ الكسائي قوله تعالى: )عَرَفَ بعضه( بالتخفيف: أي جازى حفصة - رضي الله عنها - ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعْرِفُ لأهل الإحسان وأعْرِفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقاً له.

والعَرْفُ: الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال: ما أطيب عَرْفَه.

 

وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عَرْفِ السوء. يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانباً فأنتن.

وقال ابن عبّاد: العَرْفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام.

والعَرْفَةُ: قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال: عُرِفَ الرجل - على ما لم يسم فاعله - : أي خرجت به تلك القرحة.

والمَعْرُوْفُ: ضد المنكر، قال الله تعالى: )وأمر بالمَعْروفِ(، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : صنائع المَعْروفِ تقي مصارع السوء.

وقوله - صلى الله عليه وسلم - : أهل المَعْروفِ في الدنيا هم أهل المَعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. أي من بذل مَعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعاً فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهاً كما كان عند الناس وجيهاً. وقال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال:روى الشعبي أن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة.

ومَعْروفٌ: فرس الزبير بن العوام - رضي الله عنه - ، قال يحيى بن عروة بن الزبير:

أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونه ... وصاحب مَعْرًوْفٍ سِمَامُ الكتائب

أبي الخسف: هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب معروف: هو الزبير رضي الله عنه.

ومَعْرُوْفٌ - أيضا - : فرس سلمة بن هند الغاضري.

وأبو محفوظ معروف بن فيرزان الكرخي - قدس الله روحه - : قبره الترياق المجرب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني.

ويوم عَرَفَةَ: التاسع من ذي الحجة، وتقول: هذا يوم عَرَفَةَ - غير منون - ، ولا تدخلها الألف واللام.

وعَرَفاتٌ: الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَفَةَ، قال الله تعالى: )فإذا أفَضْتُم من عَرَفَاتٍ(، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع. وقال الفرّاء: لا واحد لها بصحة، وقول الناس: نزلنا عَرَفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بعربي محض، وهي معرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول: هؤلاء عَرَفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ. وقال الأخفش: غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَيْتِنَاتٍ.

والنسبة إلى عَرَفاتٍ: عَرَفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد العَرَفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها.

وكقال ابن فارس: أما عَرَفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء - عليهما السلام - تعارفا بها، وقال آخرون: بل سميت بذلك لأن جبريل - عليه السلام - لما أعلم إبراهيم - صلوات الله عليه - مناسك الحج قال له: أعَرَفْتَ، وقيل: لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّفَ: أي طُيِّبَ.

والعارِفُ والعَرُوْفُ: الصبور، يقال: أصيب فلان فوجد عارِفاً، وقول عنترة بن شداد العبسي:

فصبرت عارِفَةً لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلع

يقول: حسبت نفساً عارِفَةً أي صابرة. وقال النابغة الذبياني:

على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس ... بهن كلوم بين دامٍ وجالب

أي: صابرات.

والعارِفَةُ - أيضاً - : المَعْرُوْفُ، والجمع: عَوَارِفُ.

والعَرّافُ: الكاهن، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : من أتى عَرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.

والعَرّافُ - أيضاً - : الطبيب، قال عروة بن حزام العذري:

وقلت لعَرّافِ اليمامة دواني ... فإنك إن أبرأتني لطبيب

فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ ... ولكن عمي الحميري كذوب

ويقال للقُنَاقِنِ: عَرّافٌ.

وقد سموا عَرّافاً.

وقال الليث: أمر مَعْروفٌ، وأنكره الأزهري.

وقال ابن عباد: عَرَفَ أي استحذى.

 

وقال ابن الأعرابي: عَرِفَ - بالكسر - : إذا أكثر الطيب، وعَرِفَ: إذا ترك الطيب.

والعُرْفُ - بالضم - : ضد النكر، يقال: أولاه عُرْفاً: أي معروفاً، قال الله تعالى: )وأمر بالعُرْفِ(، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان:

أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر مَعْروْفٌ ولا العُرْفُ ضائع

والعُرْفُ - أيضاً - : الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له ألفٌ عُرْفاً: أي اعْتِرافاً، وهو توكيد.

والعُرْفُ: عُرْفُ الفرس، والجمع: أعْرَافٌ، قال أمرؤ القيس:

نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُفَّنا ... إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ

والعُرْفُ: موضع، قال الحُطَيْئة:

أدار سُلَيْمى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ ... أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ

وقوله تعالى: )والمُرْسَلاتِ عُرْفاً( يقال: هو مستعار من عُرْفِ الفرس؛ أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس، ويقال: أرسلت بالعُرْفِ أي بالمَعْروف.

والعُرْفُ والعُرُفُ والعُرْفَةُ - والجمع: العُرَفُ والأعْرافُ - : الرمل المرتفع، قال الكميت:

أأبكاك بالعُرَفِ المنزل ... وما أنت والطَّلل المحول

والعُرَفُ: مواضع يقال لواحدة منها: عُرْفَةُ صارة؛ ولأخرى: عُرْفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى: عُرْفَةَ ساقٍ. وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضاً:

رأيت بعُرْفَةَ الفروين ناراً ... تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان

ويقال: العًرَفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت.

والعُرْفَةُ: أرض بارزة مستطيلة تنبت.

والعُرْفَةُ: الحد، والجمع: عُرَفٌ.

ويقال:الأعراف في قوله تعالى: )ونادى أصحاب الأعْرَافِ( سور بين الجنة والنار.

وقال ابن دريد: الأعْرَافُ ضربٌ من النخل، وأنشد:

يغرس فيها الزّاذ والأعْرَافا ... والنّابجي مُسْدِفاً إسْدَافا

وقال الأصمعي: العُرْفُ في كلام أهل البحرين: ضَرْبٌ من النخل.

والعُرْفُ: من العلام.

وذو العُرْفِ: ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْفِ - رضي الله عنه - له صحبة، وقال ابن يونس: شَهِدَ فتح مصر.

وعُرْفانُ: أبو المعلى بن عُرْفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين.

والعُرُفّانُ - مثال جُرُبّانِ القميص - : دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ.

وعِرِفّانُ - بكسرتين والفاء مشددة - : صاحب الراعي الذي يقول فيه:

كفاني عِرِفّانُ الكرى وكفيته ... كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه

فبات يريه عرسه وبناته ... وبتُّ أريه النجم أين مخافقه

وقال ثعلب: العِرِفّانُ: الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَعْرِفُه وصفا، والذي يرويه " عُرُفّانٌ " بضمتين جعله منقولا عن اسم عين.

وقال ابن دريد: عُرُفّانُ جبل؛ ويقال دويبة.

والعَارفُ والعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم، قال طريف بن تميم العنبري:

أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة ... بعثوا إلي عَرِيْفَهُمْ يتوسَّمُ

والعَرِيْفُ: الذي يَعْرِفُ أصحابه، والجمع: العُرَفاءُ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفاؤكم أمركم. وهو النقيب، وهو دون الرئيس.

وعَرُفَ فلان - بالضم - عَرَافَةً - مثال خَطُبَ خَطَابَةً - : أي صار عَرِيْفاً. وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً - مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً - .

والعِرْفَةُ - بالكسر - : المَعْرِفَةُ.

ويقال: ما عَرَفَ عِرْفي إلا بآخرةٍ: أي ما عَرَفَني إلا أخيراً.

وقال ابن الأعرابي: العِرْفُ - بالكسر - : الصبر، وأنشد:

قل لأبن قيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ ... ما أحسن العِرْفَ في المصيبات

وعَرَفَ: أي اعترف.

والمَعْرَفَةُ - بفتح الراء - : موضع العُرْفِ من الفرس. وشيء أعْرَفُ: له عُرْفٌ، قال:

عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْلِفُ ... كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِفُ

ويقال للضبع عًرْفاءُ؛ لكثرة شعر رقبتها، قال الشنفرى:

ولي دونكم أهلون سيد عملس ... وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْفاءُ جيئلُ

وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه.

يا لهفَ من عَرْفَاءَ ذاة فليلةٍ ... جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع

 

ويروى: بل لَهْفَ.

ورجل عَرُوْفَةٌ بالأمور: أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة.

وامرأة حسنة المَعَارِفِ: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها: مَعْرَفٌ، قال الراعي:

مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَارِفِنا ... نثني لهن حواشي العصب

ويقال: فلان من المَعَارفِ: أي المَعْرُوفينَ، كأنه يراد: من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه. ويقال: حيا الله المَعَارِفَ: كما يقال: حيا الله الوجوه.

وعِرْفانً - بالكسر - : مغنية مشهورة.

وعُرَيْفٌ - مصغراً - : من الأعلام.

وأعْرَفَ الفرس: طال عُرْفُه.

والتَّعْريْفُ: الإعلام.

والتَّعْرِيْفُ: ضد التنكير.

وقوله تعالى: )عَرَّفَ بعضه(: أي عَرَّفَ حفصة - رضي الله عنها - بعض ذلك.

وقوله تعالى: )عَرَّفَها لهم(: أي طَيَّبها لهم، قال:

عَرُفْتَ كاتبٍ عَرَّفَتْهُ اللطائم

ويقال: وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَفُوا تلك الصفة، ويقال: جعلهم يَعْرِفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَعْرِفُوْنَ منازلهم في الدنيا.

والتَّعْرِيْفُ: الوقوف بِعَرَفاتٍ، يقال عَرَّفَ الناس: إذا شهدوا عَرَفاتٍ.

والمُعَرَّفُ: الموقف.

واعْرَوْرَفَ: أي صار ذا عُرْفٍ.

واعْرَوْرَفَ الرجل: أي تهيأ للشر.

واعْرَوْرَفَ البحر: أي ارتفعت أمواجه.

واعْرَوْرَفَ النخل: كثف والتف كأنه عُرْفُ الضبع، قال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله.

مُعْرَوْرِفٌ أسبل جباره ... بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ

واعْرَوْرِفَ الدم: أي صار له زبد مثل العُرْفِ، قال أبو كبير الهذلي:

مُسْتَنَّةٍ سنن الفّلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تنفي التراب بقاحزٍ مُعْرَوْرِفِ

واعْرَوْرَفَ الرجل الفرس: إذا علا على عُرْفِه. وقال ابن عبّاد: أعْرَوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَافِ.

والاعْتِرافُ بالذنب: الإقرار به.

واعْتَرَفْتُ القوم: إذا سألتهم عن خبر لِتَعْرِفَه، قال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال:

أسائلهُ عميرة عن أبيهم ... خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا

تُرَجِّي أن أؤوب لها بنهبٍ ... ولم تعلم بأن السَّهْمَ صابا

وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا:

مرته النُّعَامى فلم يَعْتَرِفْ ... خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا

أي لم يَعْرِفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها.

وقال ابن الأعرابي: اعْتَرَفَ فلان: إذا ذل وانقاد؛ وانشد الفرّاء في نوادره:

مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف ... وتجزعين والمطي يَعْتَرِفْ

وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ: " وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ " أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل: يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر.

وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان: أي تَطلبت حتى عَرَفْتُ.

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس - رضي الله عنهما - : يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. أي أطعه واحفظه يجازك.

وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ.

وقد تَعَارَفَ القوم: أي عَرَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله تعالى: )وجعلناكم شُعُوباً وقبائل لِتَعَارَفُوا(.

والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة.

عزفعَزَفَتْ نفسي عن الشيء تَعْزُفُ وتَعْزِفُ عُزُوْفاً: أي زهدت فيه وانصرفت عنه. وقال ابن دريد: إذا ملته أو صدت عنه، قال الفرزدق:

عَزَفْتَ بأعشاشٍ وما كدت تَعْزِفُ ... وأنكرت من حدراء ما كنت تَعْرِفُ

وقال أبو ليلى: قوله " بأعْشَاشٍ " أي بكبرٍ؛ يقول: عَزَفْتَ بكبرك عمن كنت تحب، وقال غيره: أعْشَاشٌ: موضع. وقال آخر:

إذا عَزَفَتْ نفسي عن الشيء لم تكد ... إليه بوجه آخر الدهر تقبلُ

 

ورجل عَزُوْفٌ عن الأمر: إذا أباه، وانشد الليث:

ألم تعلمي أني عَزُوْفٌ عن الهوى ... إذا صاحبي في غير شيءٍ تَغَضَّبا

والعَزْفُ والعَزِيْفُ: صوت الجن، وهو جرس يسمع في المفاوز بالليل.

وسحاب عَزّافٌ: يسمع فيه عَزِيْفُ الرعد، قال جندل بن المثنى الطُّهَويُّ يدعو على رجل:

لا تسقه صَيِّبِ عَزّافٍ جور ... ذي كرفىء وذي عِفَاءٍ منهمر

ويروى: " جُوَرْ " .

والعَزّافُ: رمل لبني سعد، وقيل: حبل من حبال الدهناء، وسمي عَزّافاً لأنهم يسمعون به عَزِيْفَ الجن، وهو يسرة طريق الكوفة من زرود.

وقال السكري في تفسير قول جرير:

بين المُخَيْصر فالعَزّافِ منزلة ... كالوحي من عهد موسى في القراطيس

العَزّافُ: من المدينة على أثنى عشر ميلاً من المدينة.

ويقال : أبرق العَزّافِ ماء لبني أسد يُجاءُ من حَوْمانة الدراج إليه؛ ومنه إلى بطن نخل، ثم الطَّرْف؛ ثم المدينة، قال:

لمن الديار بأبرقِ العَزّافِ ... أضحت تجر بها الذيول سَوَافِ

وقال:

طوى أبرقَ العَزّافِ يرعد متنه ... حنين المتالي خلف ظهر المشايع

وعَزْفُ الرياح: أصواتها.

وقال ابن دريد: المَعَازِفُ: الملاهي، قال: وقال قوم من أهل اللغة: هي أسم يجمع العود والطنبور وما أشبههما. وقال آخرون: بل هي المَعازفُ التي استخرجها أهل اليمن. وقال الليث: يقولون للواحد عَزْفٌ وللجميع مَعَازِفُ؛ رواية عن العرب، قال: ويقال لضرب من الملاهي له أوتار كثيرة: مِعْزَفٌ ومِعْزَفَةٌ. ويروى في حديث أم زرع بدل قولها: إذا سمعن صوت المِزْهَرِ: صوت المَعَازِفِ. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب.

وقال غيره: العازِفُ: اللاعب بها والمغني، وقد عَزَفَ عَزْفاً.

وقال ابن الأعرابي: عَزَفَ الرجل يَعْزِفُ: إذا أقام في الأكل والشرب.

وعازِفٌ: موضع، سمي عازفاً لأنه تعزف فيه الجن، قال ذو الرمة:

وعيناءَ مبهاجٍ كأن إزارها ... على واضح الأعطاف من رمل عازِفِ

والعَزْفَ - بالضم - : الحمام الطورانية، قال الشماخ:

حتى استغاث بأحوى فوقه حبك ... تدعو هديلا به العُزْفُ العَزَاهِيْلُ

ويروى: " بجَوْنٍ " ، ويروى: " به الورق المثاكيل " ، والعَزَاهِيْلُ: ذكور الحمام.

وقال ابن عبّاد: عَزَفَ البعير: إذا نزت حنجرته عند الموت.

وقال ابن الأعرابي: أعْزَفَ: سمع عَزِيْفَ الرمال.

والتركيب يدل على الانصراف عن الشيء وعلى صوت من الأصوات.

عسفالعَسْفُ: الأخذ على غير الطريق. وقال ابن دريد: العَسْفُ أصله خبطك الطريق على غير هداية، قال ذو الرمة:

قد أعْسِفُ النازح المجهول مَعْسِفُهُ ... في ظل أخضر يدعو هامه البوم

ويورى: " في ظل أغْضَفَ " . ثم كثر حتى قيل عَسَفَ فلان فلاناً: إذا ظَلَمَهُ، وعَسَفَ السلطان. وروى معقل بن يسارٍ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: رجلان من أمتي لا تبلغهما شفاعتي: إمام ظالم عَسُوْفٌ وآخر غالٍ في الدين مارق منه.

وعَسَفَ البعير يَعْسِفُ عَسْفاً فهو عاسِفٌ، وناقة عاسف - بلا هاء - : إذا أشرفت على الموت، وبها عُسَافٌ. وقال الأصمعي: قلت لرجل من أهل البادية: ما العُسَلفُ؟ قال: حين ترجف حنجرته بالنفس عند الموت. وقال غيره: إذا كان مُغِدّا، قال عامر بن الطُّفيل في قرزل يوم الرقم:

ونعم أخو الصعلوك أمس تركته ... بتضرع يكبو لليدين ويَعْسِفُ

والعَسْفُ - أيضا - : القدح الضخم.

والعَسْفُ: الاعْتِسَاسُ بالليل يبغي طَلِبَةً، قال:

إذا أراد عَسْفَهُ تَعَسَّفا

 

والعَسِيْفُ: الأجير. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء، ويروى: لا تقتلوا عَسْيفاً ولا أسِيْفاً. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قلم إليه رجل فقال: يا رسول الله نشدتك بالله ألا قضيت بينا بكتاب الله، فقام خصمه - وكان أفقه منه - فقال: صدق أقضْ بينا بكتاب الله وأذن لي، قال: قل: قال: إن أبني كان عَسِيْفاً على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني إن على ابني جلد مائةٍ وتغريب عام وعلى امرأةِ هذا الرجم، فقال: والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: المائة الشاة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. فاعترفت فرجمها.

وعن حنظلة الكاتب - وهو حنظلة بن الربيع الأسيدي رضي الله عنه - قال: كنا في غزاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى امرأة مقتولة فقال: هاه ما كانت هذه تقاتل، الحق خالدا فقل: لا تقتلن ذرية ولا عَسِيْفاً. أوقعت الذرية على النساء، كقولهم للمطر سماء.

وأنشد الليث وابن فارس في المقاييس لأبي دواد جارية بن الحجاج الإيادي:

كالعَسِيْفِ المربوع شل جِمالا ... ما له دون منزل من مبيت

وكلاهما روى " المَرْبوع " ، والرواية:

كالعَسِيْفِ المرعوب شل قِلاصاً ... ماله دون منهل من مبات

يصف ناقته، وقبله:

لا توقّى الدَّهَاسَ من حدم اليو ... م ولا المنتصى من الخبرات

المَبَاتُ: على لغة من يقول: بات يبات.

وقيل: العَسِيْفُ العبد المستهان به، قال:

أطعت النفس في الشَّهَواتِ حتى ... أعادتني عَسِيْفاً عبد عبدِ

وعَسفْتُه: إذا استخدمته.

والعَسِيْفُ لا يخلو من أن يكون فعيلا بمعنى فاعل، كعليم، أو بمعنى مفعول، كأسير. فهو على الأول من قولهم، هو يَعْسِفُ ضيعتهم: أي يرعاها ويكفيهم أمرها، يقال كم أعْسَفُ عليك: أي كم أعمل لكَ. وعلى الثاني من العَسْفِ، لأن مولاه يَعْسِفُه على ما يريد. وجمعه على فُعَلاءَ في الوجهين، نحو قولهم: علماء وإسراء.

وعُسْفَانُ: موضع على مرحلتين من مكة - حرسها الله تعالى - لمن قصد المدينة - على ساكنيها السلام - قال عنترة بن شداد:

كأنها حين صدت ما تُكلمنا ... ظبي بِعُسْفَانَ ساجي الطَّرْفِ مَطْرُوْفُ

وقال ابن الأعرابي: أعْسَفَ الرجل: إذا أخذ بعيره العَسْفُ وهو نفس الموت.

وأعْسَفَ: إذا لزم الشرب في العَسْفِ وهو القدح الكبير.

وأعْسَفَ : إذا أخذ غلامه بعمل شديد.

وأعْسَفَ: إذا سار بالليل خبط عشواء.

وعَسَّفَ بعيره تَعْسِيْفاً: أتعبه.

وانْعَسَفَ: أي انعطفَ، قال أبو وجزة السعدي:

واستيقنت أن الصَّلِيْفَ مُنْعَسِفْ

الصَّلِيْفُ: عرض العنق.

واعْتَسَفْتُه: استخدمته، مثل عَسَفْتُه.

واعْتَسَفَ عن الطريق وتَعَسَّفَ: أي عدل؛ مثل عَسَفَ، قال العرجي، وأنشد سيبويه لابن أبي ربيعة، وهو للعرجي:

قلت إذ أقبلت وزهرٌ تهادى ... كنعاج الملا تَعَسَّفْنَ رملا

عَطَفَ على الضمير في أقبلت من غير أن يوكده، ويروى: " كنعاج المها " .

وتَعَسَّفَ فلان فلاناً: إذا ركبه بالظُّلم ولم ينصفه.

وقال ابن فارس، العين والسين والفاء كليمات تتقارب ليست تدل على خير، إنما هي كالحيرة وقلة البصيرة.

عسقفالليث: العَسْقَفَةُ: نقيض البكاء، يقال: بكى فلان وعَسْقَفَ فلان: أي جمدت عينه فلم يبكِ. وقال ابن عباد: العَسْقَفَةُ عي أن يريد البكاء فلا يقدر عليه.

وقال العزيزي: عَسْقَفَ فلان في الخير: إذا هم به ولم يفعل.

عشفابن الأعرابي: العُشُوْفُ: الشجرة اليابسة.

قال: والمُعْشِفُ: الذي عرض عليه ما لم يكن يأكل فلم يأكله. وقال ابن شُميل: إذا جيء بالبعير أول ما يجاء به لا يأكل القت ولا النوى يقال: إنه لَمُعْشِفٌ.

ويقال: أكلت طعاما فأعْشَفْتُ عنه: أي مرضت عنه ولم يهنأني. وأني لأعْشِفُ هذا الطعام: أي أقذره وأكرهه.

ووالله ما يُعْشَفُ لي المر القبيح: أي ما يعرف لي.

ويقال: ركبت أمرا ما كان يُعْشَفُ لك: أي يعرف لك.

عصف

 

الفرّاء: العَصْفُ: بقل الزرع. وعن الحسن البصري في قوله تعالى: )كَعَصْفٍ مأكول( أي كزرع قد أكل حبه وبقي تبنه. وقال غيره: يحتمل معنيين: أحدهما انه جعل أصحاب الفيل كورق أخذ ما كان فيه وبقي هو لا حب فيه، ويجوز أنه جعلهم كعَصْفٍ قد أكلته البهائم.

وعَصَفْتُ الزرع: أي جززته قبل أن يدرك.

والعُصَافَةُ: ما سقط من السنبل من التبن.

والعَصِيْفَةُ: الروق المجتمع الذي فيه السنبل، قال علقمة بن عبدة:

تسقي مذانب قد زالت عَصِيْفَتُها ... حَدُوْرُها من أتي الماء مطموم

وعَصَفَتِ الريح تَعْصِفُ عَصْفاً وعُصُوْفاً: أي اشتدت، فهي عاصِفٌ وعاصِفةٌ وعَصُوْفٌ، قال الله تعالى: )فالعاصِفاتِ عَصْفا(. وقوله تعالى: )في يومٍ عاصِفٍ( أي تَعْصِفُ فيه الريح، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم: ليل نائم، وهم ناصب. وقيل في معنى الآية: إن العُصُوْفَ للرياح؛ فجعله تابعاً لليوم على جهتين: أحدهما أن العُصُوْفَ وإن كان للريح فإن اليوم يوصف به لأن الريح تكون فيه فجاز أن يقال يوم عاصفٌ؛ كما يقال يوم حار ويوم بارد والحر والبرد فيهما، والوجه الآخر أن يقال: أراد في يوم عاصف الريح لأنها ذكرت في أول الكلمة؛ كما قال:

إذا جاء يوم مُظْلِمُ الشمس كاسِفُ

يريد: كاسف الشمس فحذف الشمس لأنه قدم ذكرها.

والعَصْفُ - أيضا - : الكسب، قال العجاج:

من غير لا عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ

وقال ابن عبّاد: عَصَفَ لعياله، وعَصَفَهم في معنى لهم أيضا.

ونعامة عَصُوْفٌ: سريعة، وكذلك ناقة عصُوْفٌ وهي التي تَعْصِفُ براكبها فتمضي به.

والحرب تَعْصِفُ بالقوم: أي تذهب بهم وتهلكهم.

وقال ابن الأعرابي: العُصُوْفُ: الكدر.

والعُصُوْف: الخمور. وقال ابن فارسٍ: يقال للخمر إذا فاحت: إن لها لَعَصْفَةً.

وقال المفضل: إذا رمى الرجل غرضا فصاف نبله قيل له: إن سهمك لَعَاصِفٌ. قال: وكل مائل عاصِفُ، قال كثير:

ومرت بليل وهي شدفاءُ عاصِفٌ ... بمنحرفِ الدوداةِ مر الخَفَيْدَدِ

قال: والعَصْفَانُ: التَّبّانُ.

وقال الليث: العَصْفُ: السرعة في كل شيء.

وأعْصَفَ الزرع: خرج عَصْفُه، قال احيحة بن الجلاح:

إذا جمادى منعت قطرها ... زان جنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ

وفي لغة بني أسد: أعْصَفَت الريح فهي مُعْصِفٌ ومُعْصِفَةٌ.

وأعْصَفَ الفرس: إذا مر مرا سريعاً؛ مثل أحْصَفَ.

وأعْصَفَتِ الحرب بالقوم: أي هبت بهم وأهلكتهم، وهذه أصح من عَصَفَتْ بهم، قال الأعشى:

وفيلق شهباءَ مَلْوْمَةٍ ... تُعْصِفُ بالدراع والحاسر

وحكى أبو عبيدة: أعْصَفَ الرجل: أي هلك.

وقال نضر؛ إعْصَافُ الإبل: استدارتها حول البئر حرصاً على الماء وهي تطحى التراب حوله وتثيره.

واعْتَصَفَ: أي اكتسب.

والتركيب يدل على خِفَّةٍ وسرعة.

عطفعَطَفْتُ أعْطِفُ عَطْفاً: أي ملت. ومنه حديث العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - حُنينا، فلما أنهزم المسلمون قال: ناد يا أصحاب السَّمُرَةِ، فناديت، فوالله لكأن عكفتهم حين سمعوا صوتي عَطْفَةُ البقر على أولادها.

والعَطْفَةُ: خرزة تؤخذ بها النساء الرجال.

وعَطَفْتُ الوسادة: ثنيتها.

وعَطَفْتُ عليه: أي أشْفَقْتُ، يقال: ما تثنيني عليك عاطفة من رحم ولا قرابة.

وعَطَفَ عليه: أي حمل وكر. ويتوجه قول أبي وجزة السعدي:

العاطِفُوْنَ تحين ما من عاطِفٍ ... والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنعموا

على العاطِفَةِ؛ وعلى الحملة.

وظبية عاطِفٌ: تَعْطِفُ جيدها إذا ربضت.

والعِطَافُ - بالكسر - والمِعْطَفُ: الرداء، قال تميم بن أُبَيَّ بن مقبل:

شم العَرَانِيْنِ ينسيهم مَعَاطِفَهم ... ضرب القداح وتأريبٌ على الخطر

ويروى: " شُمٌّ مَخَامِيصُ " . وقال الأصمعي: لم أسمع للمعَاطِفِ بواحد.

ومنه سمي السيف عِطَافاً، قال:

لا مال إلا العِطَافُ تؤْزِرُهُ ... أُمُّ ثلاثين وابنة الجبل

وقال آخر:

ولا مال لي إلا عِطَافٌ ومِدْرَعٌ ... لكم طَرَفٌ منه حديد ولي طَرَفْ

يقول: مالي إلا السيف والدرع، ولكم من السيف الطَّرَفُ الحديد الذي أضربكم به ولي الطَّرَفُ الذي هو بيدي.

وقال ابن عباد: عِطَاف من أسماء الكلاب.

 

والعَطُوْفُ: الكثير العَطْفِ والرحمة.

والناقة العَطُوْفُ: التي تُعْطَفُ على البَوِّ فترأمه.

والعَطُوْفُ والعاطُوْفُ: مصيدة سميت بذلك لانعطاف خشبتها.

والعَطُوْفُ والعَطّافُ: في صفة قداح الميسر، وهو الذي يَعْطِفُ على القداح فيخرج فائزاً، قال صخر الغي الهذلي:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جمهِ ... خِيَاضَ المدابر قدحاً عَطُوْفاً

وقال القتبي: العَطُوْفُ: القدح الذي لا غرم له فيه ولا غنم؛ وهو أحد الأغفال الثلاثة من قداح الميسر، سمي عَطُوْفاً لأنه يكر في كل ربابة يُضرب بها، قال: وقوله: " قُدْحاً عَطُوْفاً " واحد في معنى جميع. وقال السكري: العَطُوْفُ: الذي يرد مرة بعد مرة أو الذي كرر مرة بعد مرة.

والعَطّافُ في قول الشاعر:

وأصفر عَطّافٍ إذا راح ربه ... غدا ابنا عيانٍ في الشواء المُضَهَّبِ

قدح يَعْطِفُ عن مآخذ القِدَاح وينفرد.

وعَطّافٌ - أيضاً - من الأعلام.

والعَطّافُ: فرس عمرو بن معدي كرب - رضي الله عنه - .

والرجل يَعْطِفُ الوسادة: أي يثنيها عَطْفاً إذا أرتفق بها، قال لبيد - رضي الله عنه - :

ومَجُوْدٍ من صُبَابات الكرى ... عاطِفِ النمرق صدق المبتذل

وقال أبو عمرو: من غريب شجر البر: العَطْفُ.

وقال ابن شُميل: العَطَفَةُ: هي التي تتعلق الحَبَلَةُ بها من الشجر، وأنشد:

تلبس حُبُّها بدمي ولحمي ... تلبي عَطْفَةٍ بفروع ضال

قال: إنما هي عَطَفَةٌ فخففها ليستقيم له الشعر. وفي كتاب النبات للدينوري: العِطْفَةُ - بالكسر - ، وقال: سميت عِطْفَةً لِتَعَطُّفِها على الشجر وتَلَوِّيها.

وفي الحلبة العاطِفُ، وهو السادس.

والعَطَفُ - بالتحريك - : طول الأشفار، ومنه حديث أم معبد - رضي الله عنها - : وفي أشفاره عَطَفٌ - ويروى: غَطَفٌ، ويروى: وطَفٌ - ، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب.

وعُطَيْفٌ - مصغرا - من الأعلام.

والقوي المَعْطُوْفَةُ: هي هذه العربية. وقال ابن دريد: قوسٌ مَعْطُوْفَةُ السِّيَةِ؛ وهي التي تتخذ للأهداف فَتُعْطَفُ سيتها عليها عَطْفاً شديدا. يعني القوس بالعربية.

وعِطْفا الرجل - بالكسر - : جانباه من لدن رأسه إلى وركيه، وكذلك عِطْفا كل شيء: جانباه.

وقال ابن الأعرابي: يقال: تنح عن عِطْفِ الطريق وعَطْفِه: أي قارعته.

وقال ابن عباد: عِطْفُ القوس: سيتها.

وقال ابن دريد: فلان ينظر في عِطْفَيْهِ: إذا كان معجبا بنفسه.

وتَعَوَّجَ الفرس في عِطْفَيْهِ: إذا تثنى يمنة ويسرة.

وجاء فلان ثاني عِطْفِه: إذا كان رخي البال.

وقال غيره: يقال ثنى عني فلان عِطْفَه: إذا أعرض عنك. وقوله تعالى: )ثاني عِطْفِه( أي لاوياً عنقه؛ أي يتكبر ويعرض عن الإسلام.

والعِطْفُ: الإبط أيضاً.

وقال أبو زيد: امرأة عَطِيْفٌ: وهي التي لا كبر لها وهي اللينة المِطْوَاعُ.

وعَطَّفْتُه ثوبي تَعْطِيْفاً: أي جعلته له عِطَافاً.

وقسي مُعَطَّفَةٌ.

ولقاح مُعَطَّفَةٌ، وربما عَطَفُوا عدة ذود على فصيل واحد واحتلبوا ألبانهن على ذلك ليدررن.

وعَطَّفْتُ العيدان: شدد للكثرة.

وانْعَطَفَ الشيء: انثنى.

ومُنْعَطَفُ الوادي: منحاه.

وتَعَاطَفُوا: عَطَفَ بعضهم على بعضٍ.

وتَعَطَّفَ عليه: أي أشفق.

وتَعَطَّفْتُ بالعِطَافِ: أي ارتديت، وفي دعاء النبي - صلى اله عليه وسلم - : سبحان من تَعَطَّفَ العز وقال به. والمراد وصف الله تعالى بالعز.

وقال الليث: يقال للإنسان: يَتَعَاطَفُ في مشيته: إذا حرك رأسه. وقال غيره: هو بمنزلة يتهادى؛ وهو من التبختر.

وقال ابن عبّاد: اعْتَطَفْتُ بالعِطَافِ: مثل تَعَطَّفْتُ به، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:

عُلِّقَها قلبه جُوَيْرِيَةً ... تلعب بين الولدان مُعْتَطِفَهْ

ويروى: مُنْعَطِفَهْ.

واسْتَعْطَفَه: سأله أن يَعْطِفَ عليه.

والتركيب يدل على انثناء وعياج.

عففعَفَّ عن الحرام عَفّاً وعَفَافاً وعِفَّةً، وهو يَعِفُّ، فهو عَفٌّ وعَفِيْفٌ: أي كَفَّ، قال ذو الإصبع العدواني:

عَفٌّ يؤوس إذا ما خفت من بلد ... هُوْناً فلست بوقاف على الهون

والجمع: أعِفّاءُ. وامرأة عَفَّةٌ وعَفِيْفَةٌ من نسوة عَفَائفَ وعَفِيْفاتٍ.

 

وعطية بن عازب بن عُفَيْف - مثال نُمَيْرٍ - الكندي - رضي الله عنه - : له صُحْبَةٌ.

وعُفَيِّفٌ - بتشديد الياء - : هو عُفَيِّفُ بن معدي كرب - رضي اله عنه - ، له صحبة أيضاً.

وعُفَيْفُ بن بجيد بن رؤاسٍ وهو الحارث بن كلاب، له أخ يقال له عُفَيِّفٌ، كذا قاله ابن ماكولي، وفي جمهرة النسب: أخوه عَفِيْفٌ - بفتح العين - .

وقال ابن دريد: عَفَّ اللبن يَعِفُّ عَفّاً: إذا اجتمع في الضرع، والاسم منه العُفَافَةُ. وقال ابن عباد: عَفَّ اللبن في الضرع: بقي.

وقال غيره: العُفَّةُ والعُفَافَةُ - بالضم فيهما - : بقية اللبن في الضرع بعدما امْتُكَّ أكثره، قال الأعشى يصف ظبية وغزالها:

ما تعادى عنه النهار وما تع ... جُوْهُ إلا عُفَافَةٌ أو فُوَاقُ

هذه رواية أبي عمرو، وروى الأصمعي: " ما تَجافى " ، ويروى: " ولا تَعْجُوه " أي لا تَغْذُوْه، ومعناه: لم تبرح الظبية عن ولدها نهارها، ونصب النهار على الظَّرْفِ.

وقولهم: جاء فلان على فلان ذلك - بكسر العين - : لغة في إفّان ذلك أي حينه وأوانه، وقال ابن فارس: إنه من باب الإبدال.

وقال أبو عمرو: العِفَافُ: الدواء.

وقال ابن الفرج: العُفَّةُ - بالضم - : العجوز.

والعُفَّةُ - أيضاً - : سمكة جرداء بيضاء صغيرة إذا طُبخَت فهي كالأرز في طعمها.

وعَفّانُ: من الأعلام، والكلام في صرفه كالكلام في حَسّان.

وقال أبو عمرو: العَفْعَفُ: ثمر الطلح، وقال ابن دريد: العَفْعَفُ: ضرب من ثمر العِضَاهِ.

وأعَفَّتِ الشّاةُ: من العُفَافَةِ.

وأعَفَّه الله: من العِفَّةِ.

وعَفَّفْتُه تَعْفِيْفاً: سقيته العُفَافَةَ. وتَعَفَّفَ الرجل: شرب العُفَافَةَ. وقالت امرأة لأبنتها: تجملي وتَعَفَّفي؛ أي ادهني بالجميل واشربي العُفَافَةَ.

وتَعَفَّفَ: أي تكلف العفَّةَ، قال جرير:

وقائلة ما للفرزدق لا يرى ... مع السن يستغني ولا يَتَعَفَّفُ

ومن أبيات العروض:

تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئسْ ... فما يقض يأتيكا

وتَعَافَّ يا هذا ناقتك: أي احلبها بعد الحلبة الأولى.

واعْتَفَّتِ الإبل اليبيس واسْتَعَفَّتْ: أخذته بلسانها فوق التراب مُسْتَصْيِفَةً له.

وقال أبو عمرو: يقال بأي شيء تَتَعافَّ: أي تتداوى.

واسْتَعَفَّ عن المسألة: أي عَفَّ، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : اسْتَعْفِفْ عن السؤال ما استطعت.

وقال ابن عباد: عَفْعَفَ: إذا أكل العَفْعَفَ.

والتركيب يدل على الكف عن القبيح؛ وعلى قلة في شيء.

عقفالعَقْفُ: العَطْفُ، يقال: عَقَفْتُه أعْقِفُهُ عَقْفاً: أي عَطَفْتُه.

وقال ابن فارس: يقال إن العَقْفَ الثعلب، وأنشد للأرقط:

كأنه عَقْفٌ تولى يهرب ... من أكْلُبٍ يتبعهن أكْلُبُ

وليس الرجز لأحد الحميدين.

وقال الليث: يقال للفقير المحتاج: أعْقَفُ، قال يزيد بن معاوية:

يا أيها الأعْقَفُ المزجي مطيته ... لا نعمة يبتغي عندي ولا نَشَبا

وأعرابي أعْقَفُ: أي جافٍ.

وقال ابن دريد: كل أعوج أعْقَفُ، قال العبدي:

إذا أخذت في يميني ذا القفا ... وفي شمالي ذا نِصَابٍ أعْقَفا

وجدتني للدارِعِيْنَ مِنْقَفا

قال: قوله " ذا القَفا " يعني سيفاً شبه الصغدي، وقوله " ذا نِصَابٍ " يعني منجلاً.

والأعْقَفُ: المنحني، وكلب أعْقَفُ.

قال: والعَقْفَاءُ: من النبات. قال الأزهري: الذي أعْرِفُهُ في البقول: الفَقْعَاءُ؛ ولا أعرف العَقْفَاءَ. وقال الدينوري: أخبرني بعض أعراب اليمامة قال: العُقَيْفاءُ: نبت ورقها مثل ورق السَّذَابِ ولها زهرة حمراء وثمرة عَقْفَاءُ كأنها شِصٌّ فيها حَبٌّ وهي تقتل الشاء ولا تضر بالإبل.

وقال غيره: العَقْفَاءُ حديدة قد لوي طَرَفُها وفيها انحناء.

والعُقّافَةُ - بالتشديد - : خشبة في رأسها حُجْنَةٌ يمد بها الشيء كالمحجن.

والعُقَافُ - بالخفيف - : داءٌ يأخذ الشاء في قوائمها حتى تعوج، ويقال: شاةٌ عاقِفٌ، ويقال: مَعْقُوْفَةٌ، ويقال: مَعْقُوْفَةُ الرجل. وربما اعترى ذلك كل الدواب.

وقال الليث: عُقْفَانُ: حي من خُزاعة.

 

وقال أبو ضمضم النسابة البكري: للنمل جدان: فارز وعُقْفَانُ، فَفَارزٌ: جد السود، وعُقْفَانُ: جد الحمر. وقال إبراهيم الحربي - رحمه الله - : النمل ثلاثة أصناف: الذر والفارز والعُقَيْفانُ، فالعُقَيْفانُ: الطويل القوائم يكون في المقابر والخرابات، وأنشد:

سُلَّطَ الذر فارز وعُقَيْفا ... ن فأجْلاهُمُ شَطُوْنِ

قال: والذر: الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفارز: المدور الأسود يكون في التمر.

وعُقْفَانُ: موضع بالحجاز.

وقال أبو حاتم: ومن ضروع البقر العَقُوْفُ: وهو الذي يخالف شُخْبُهُ عند الحلب.

وانْعَقَفَ: انعَطَفَ.

وتَعَقَّفَ: تَعَوَّجَ.

والتركيب يدل على عَطْفِ شيء وحنيه.

عكفعَكَفَه: أي حبسه ووقفه يَعْكفُه عَكْفاً، ومنه قوله تعالى: )والهَديَ مَعْكُوْفاً(، يقال: ما عَكَفَكَ عن هذا.

وعَكَفَ على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عكُوْفاً: أي أقبل عليه مواظباً، وقرأ الكوفيون غير عاصم: )يَعْكِفُوْنَ على أصنام لهم( بكسر الكاف، " و " الباقون بضمها. وقوله تعالى: )لن نبرح عليه عاكِفِيْنَ( أي لن نزال عليه مقيمين. وكذلك قوله تعالى: )سواء العاكِفُ فيه والبادِ(. وقوم عُكُوْفٌ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الأثافي :

فهن عُكُوْفٌ كنوح الكريم ... قد شَفَّ أكبادهن الهَوِيُّ

ويروى: " قد لاح أكبادَهُنَّ " أي غير.

ويقال: فلان عاكِفٌ على فرج حرام.

وعَكَفُوا حول الشيء: استداروا، قال العجاج:

فهن يَعْكُفْنَ به إذا حجا ... بربض الأرطى وحِقْفٍ أعوجا

عَكْفَ النَّبِيْطِ يلعبون الفَنْزَجا

وعَكَفَتِ الطير على القتيل: كذلك، قال عمرو بن كلثوم:

تركنا الطير عاكِفَةً عليه ... مقلدةً أعِيَّنَها صُفُوْنا

ويروى: " عاطفَةً " ، وروى أبو عبيدة: " تركنا خيله نَوْحا عليه " .

ويقال: عَكَفَ الجوهر في النظم: إذا استدار فيه.

وعَكّافُ بن وداعة الهلالي - رضي الله عنه - : له صحبة، وهو الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا عَكّافُ ألك شاعَةٌ؟. الشّاعَةُ: الزوجة.

وقال ابن عباد: العَكِفُ - مثال كَتِفٍ - : الجَعْدُ من الشعر.

وقال ابن دريد: عُكَيْفٌ - مصغراً - : اسم.

وعَكَفَ في المسجد: أي اعْتَكَفَ، قال الله تعالى: )ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وانتم عاكِفُونَ في المساجد(.

وعَكَفَ عَكْفاً: أي رعى.

وعَكَفَ: أصلح.

وعَكَفَ: تأخر.

وشَعرٌ مَعْكُوْفٌ: أي ممشوط مضفور.

الليث: قل ما يقولون عَكَفَ، وإن قيل كان صواباً.

قال: ويقال للنظم إذا نضد فيه الجوهر: عُكِّفَ تَعْكِيْفاً، قال الأعشى:

وكأن السُّمُوْطَ عَكَّفَها السِّلْ ... ك بِعِطْفَيْ غيداء أُمِّ غزال

أي حبسها ولم يدعها تتفرق.

وعُكِّفَ الشَّعَرُ: أي جعد.

والتَّعَكُّفُ: التحبس. والاعْتِكافُ: الاحتباس في المسجد.

والتركيب يدل على إقامة وحبس.

علفالعَلَفُ للدواب، والجمع: عُلُوْفَةٌ وأعْلافٌ وعِلافٌ - مثال جَبَلٍ وجِبَالٍ - .

وعِلاَفُ بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضَاعَةَ، وعِلاَفٌ هذا هو ربان أبو جرم بن ربان، وهو أول من عمل الرِّحَالَ، وإليه تنسب الرِّحالُ العلافية. وصغر حميد بن ثور - رضي الله عنه - العِلافيَّ تصغير الترخيم حيث يقول:

فَحَمِّلِ الهَمَّ كنازاً جلعدا ... ترى العُلَيْفيَّ عليه مُوْكَدا

ويروى: " مُوْفِدا " أي مُشْرِفاً. وقال الليث: هو أعظم الرِّحالِ آخره وواسطاً، قال ذو الرمة:

أحَمُّ عِلاَفيٌّ صارمٌ ... وأعْيَسُ مَهْرِي وأشعث ماجد

يعني نفسه. وقال النابغة الذبياني:

شعبٌ العِلافِيّاتِ بين فُرُوْجِهِم ... والمحصنات عوازب الأطهار

وموضع العَلَفِ: مِعْلَفٌ.

وقال ابن عبّاد: المِعْلَفُ: كواكب مستديرة متبددة؛ ويقال لها الخِبَاءُ أيضاً.

وبائع العَلَفِ: عَلاّفٌ.

وقال أبو عمرو: العِلْفُ - بالكسر - : الكثير الأكل.

والعَلُوْفَةُ والعَلِيْفَةُ: الناقة أو الشاة تَعْلِفُها ولا ترسلها فترعى.

وقال الليث: ويقولون عُلُوْفَةُ الدواب، كأنها جمع، وهي شبيهة بالمصدر، وبالجمع أحرى.

وعَلَفْتُ الدابة أعْلِفُها عَلْفاً، وأنشد الفرّاء:

عَلَفْتُها تبناً وماءً بارداً ... حتى شتت همّالةً عيناها

 

وقال أبو عمرو: العَلْفُ: الشرب الكثير.

والعُلْفُوْفُ: الجافي من الرجال المسن؛ عن يعقوب، قال عمير بن جعدة:

أأميم هل تدرين أن رُبَ صاحبٍ ... فارقت يوم حُشَاشَ غير ضَعِيْفِ

يسر إذا حُبَّ القُتارُ وأملحوا ... في القوم غير كُبُنَّةٍ عُلْفُوْفِ

وقال الأزهري: شيخ عُلْفُوْفٌ: جاف كثير اللحم والشعر كبير السن، وأنشد لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:

مأوى اليتيم وماوى كل نَهْبَلَةٍ ... تأوي إلى نَهْبَلٍ كالنسر عُلْفُوْفِ

وقال ابن عباد: ناقة عُلْفُوْفُ السنام: أي مُلَفَّفَةُ كأنها مُشْتَمِلةٌ بكساء.

قال: والعُلْفُوْفُ من النساء: التي قد عجزت، ومن الخيل: الحصان الضخم.

وقال الليث: شيخ عِلَّوْفٌ - مثال هِلَّوْفٍ - : كبير السن.

والعُلَّفُ - مثال جبالٍ شُمَّخٍ - : ثمر الطلح؛ وهو مثل الباقلاء الغض يخرج فترعاه الإبل، قال العجاج:

أزمان غرّاءُ تروق الشُّنَّفا ... بِجِيدِ أدماء تنوش العُلَّفا

الواحدة: عُلَّفَةٌ.

وعقيل بن عُلَّفَةَ المري: شاعر، وأبوه عُلَّفَةُ أدرك عمر - رضي الله عنه - .

وقال ابن حبيب: في قيس عُلَّفَةُ بن الحارث بن معاوية بن صبار بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.

والمستورد بن عُلَّفَةَ الخارجي: قتل معقل بن قيس الرياحي وقتله مَعْقِلٌ، قتل كل واحد منهما صاحبه. وكان مَعْقِلٌ مع علي - رضي الله عنه - ، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم.

وهلال بن عُلَّفَةَ التيمي: قاتل رستم بالقادسية.

وقال الدينوري: العُلَّفَةُ كأنها هذه الخروبة العظيمة الشآمية إلا أنها أعْبَلُ؛ وفيها حبٌّ كالترمس أسمر، وترعاها السائمة ولا يأكلها الناس إلا المضطر، وما كان مثلها في كبرها من ثمر العِضَاهِ: فهو ؟أيضاً - عُلَّفٌ، وما كان أصغر منها مثل ثمر السلم والسمر والعُرْفُطِ: فهو الحُبْلَةُ. والعُلَّفُ طويل منبسط.

وأعْلَفَ الطلح: خرج عُلَّفُه. وقال ابن عبّاد: عَلَّفَ الطلح تَعْلِيْفاً: إذا نبت عًلَّفُه، قال: وهذا نادر لأنه غنما يجيء لهذا المعنى أفعل.

وقال الدينوري في ذكر الحُبْلَةِ: قال أبو عمرو: يقال قد أحبل وعَلَّفَ: إذا تناثر ورده وعَقَدَ.

وقال الليث: الشاة المُعَلَّفَةُ: التي تسمن، وإنما ثقل لكثرة تعاهد صاحبها لها ومداومته عليها.

وقال ابن عباد: المُعْتَلِفَةُ: القابلة، كلمة مستعارة.

والدّابة تَعْتَلِفُ: إذا أكلت، وتَسْتَعْلِفُ: تطلب العَلَفَ بالحمحمة.

عنجفأبو عمرو: العُنْجُوْفُ والعُنْجُفُ: اليابس هزالا.

عنفالليث: العُنْفُ: ضد الرفق، تقول منه: عَنُفَ عليه - بالضم - وعَنُفَ به أيضاً. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العُنْفِ وما لا عطي على ما سوى ذلك.

والعَنِيْفُ: الذي ليس له رفق بركوب الخيل، قال أمرؤ القيس يصف فرساً:

يُزِلُّ الغلام الخِفَّ عن صهوته ... ويلوي بأثواب العَنِيْفِ المثقل

وقول عَنِيْفٌ: شديد: قال أبو صخر الهذلي يعرض بتأبط شرا:

فإن ابن تُرْنى إذا جئتكم ... أراه يدافع قولا عَنِيْفاً

قال السكري: " تُرْنى " أمه.

وقال الكسائي: يقال كان ذلك منا عُنْفَةً وعُنُفَةً: أي اعْتِنافاً يعني ائتِنافاً.

وعُنْفُوَانُ الشيء: أوله، وقال الليث: أول بهجته، يقال: هو في عُنْفُوَانِ شبابه وعُنْفُوِّ شبابه - عن أبي عباد - وأنشد أبو ليلى:

تلوم امرءً في عُنْفُوَانِ شبابه ... وتترك أشاع الضلال تحين

ويروى: " وللترك أشياع الضلالة حين " ، تحين: أي تهلك.

وعُنْفُوَانُ النبات: أوله، قال:

ماذا تقول نيبها تلمس ... وقد دعاها العُنْفُوانُ المُخلِسُ

ويقال: هؤلاء يخرجون عُنْفُواناً عَنْفاً عَنْفاً: أي أولاً أولاً، وقال الأزهري: يجوز أن يكون الأصل فيه: أُنْفُوَاناً؛ من ائتَنَفْتُ الشيء واسْتَأْنَفْتُه، إذا اقتبلته؛ فقبلت الهمزة عيناً.

وقال أبو عمرو: العَنَفَةُ - بالتحريك - الذي يضربه الماء فيدير الرحى.

قال: والعَنَفَةُ - أيضاً - : ما بين خطي الزرع.

وقال الليث: أعْنَفْتُه وعَنَّفْتُه تَعْيِنْفاً: من العُنْفِ.

 

وقال غيره: التَّعْنِيْفُ: التعيير واللوم.

وقال غيره: اعْتَنَفْتُ الأمر: إذا أخذته بعُنْفٍ.

واعْتَنَفْتُ الأرض: أي كرهتها.

وهذه إبل مُعْتَنِفةٌ: إذا كانت في بلد لا يُوَافِقها، وأنشد ابن الأعرابي:

إذا اعْتَنَفَتْني بلدة لم أكن بها ... نسياً ولم تسدد عليَّ المطالب

يقال: أعْتَنَفَتْني البلاد واعْتَنَفْتُها. وبعض بني تميم يقول: اعْتَنَفْتُ الأمر بمعنى أئتَنَفْتُه.

واعْتَنَفْا المراعي: أي رَعَيْنا أُنفها، وهذه عَنْعَنَةُ تميم. ومنه قول الشافعي - رحمه الله - أُبُّ للرجل إذا نعس في المجلس يوم الجمعة ووجد مجلسا غيره لا يتخطى فيه أحداً أن يتحول عنه ليحدث له بالقيام واعْتِنافِ المجلي ما يذعر عنه النوم. قال الزهري: جعل الاعْتِنَافَ التحول من مكان إلى مكان؛ وهو مثل الائْتِنَافِ.

ويقال:اعْتَنَفْتُ الأمر: جهلته، قال:

بأربعٍ لا يَعْتَنِفْنَ العَنَفا

أي لا يجهلن شدة العدو.

واعْتَنَفْتُ الأمر: أي أتيته ولم يكن لي به علم، قال أبو نخيلة السعدي يرثي ضرار بن الحارث العنبري:

نَعَيْتَ امرءً زيناً إذا تُطْلَقُ الحُبى ... وإن أُطْلِقت لم تعْتَنِفْهُ الأصابع

أي ليس ينكرها ولا هو غُمْرٌ.

ويقال: اعْتَنَفْتُ الأمر: أي لم يكن لي به علم.

وقال الباهلي: يقال أكلت طعاماً فاعْتَنَفْتُه: أي أنكرته.

وطريق مُعْتَنفٌ: أي غير قاصد.

والتركيب يدل على خلاف الرفق.

عوفالعَوفُ: الحال: يقال: نعم عَوْفُكَ: أي نعم بالك وشأنك.

وقتال ابن دريد: يقال أصبح فلان بَعْوفِ سوءٍ وبِعَوْفِ خيرٍ: أي بحال سوءٍ وبحل خيرٍ، قال: وقال بعض أهل اللغة: لا يقال بعَوْفِ خير إنما يقال بعَوْفِ شر.

ويقال للرجل صبيحة بنائه: نعم عَوْفُكَ؛ العَوْفُ: الذكر. وقال أبو عبيد: وكان بعض الناس يتأول العَوْفَ الفرج، فذكرته لأبي عمرو فأنكره.

وقال الليث: العَوْفُ الضيف، ولا نعم عَزْفُكَ: أي ضيفك.

وقيل: نعم عَوْفُكَ: أي جدك وحظك، وقيل: طيرك.

والعَوْفانِ في سعد: عَوْفُ بن سعد وعَوْفُ بن كعب بن سعد.

ويقال للجرادة: أم عَوْفٍ، قال حماد عجرد يعاني أبا عطاءٍ السندي محاجاةً:

فما صَفراء تُكنى أم عَوْفٍ ... كأن رجيلتيها منجلان

والجراد: أبو عَوْفٍ.

وقولهم: لا حر بوادي عَوْفٍ.

وقولهم: أوفى من عَوْف: هو عَوْفُ بن محلم بن ذهل بن شيبان، وذلك أن عمرو بن هند طلب منه مروان القَرَظِ - وقيل له مروان القَرَظِ لأنه كان يغزو اليمن وهي منابت القرظ - وكان قد أجاره، فمنعه عَوْفٌ وأبى أن يسلمه، فقال عمرو: لا حر بوادي عَوْفٍ، أي أنه يقهر من حل بواديه وكل من فيه كالعبيد له لطاعتهم إياه. وقال بعضهم: إنما قيل ذلك لأنه كان يقتل الأسارى. وقال أبو عبيد: كان المفضل يخبر أن المثل للمنذر بن ماء السماء قاله في عَوْفِ بن محلم، وذلك أن المنذر كان يطلب زهير بن أمية الشيباني بذحل، فمنعه عَوْفٌ، فعندها قال المنذر. وكان أبو عبيدة يقول: هو عَوْفُ بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

والعَوْفُ: طائر.

والعَوْفُ: الديك.

والعَوْفُ: صنم.

وعَوْفٌ وتعار: جبلان، قال كثير:

وماهبت الأرواح تجري وما ثوى ... بنجد مقيما عَوْفُها وتِعَارُها

والعَوْفُ: حسن الرعية.

والعَوْفُ: الأسد؛ لأنه يَتَعَوَّفُ بالليل فيطلب.

وقال ابن الأعرابي: العَوْفُ: الكاد على عياله.

والعَوْفُ: الذئب.

والعَوْفٌ: ضرب من الشجر، وقال الدينوري: العَوْفُ نبات من نبات البر طيب الريح، وبه سمي الرجل عَوْفاً، قال النابغة الذبياني:

فأنبت حواذاناً وعَوْفاً مُنَوّراً ... سأتبعه من خير ما قال قائل

ويروى: " فَيُنْبِتُ " ، ويروى: " سأهدي له من " . ويقال: قد عاف إذا لزم هذا الشجر.

والعاف: السهل.

وعُوَيْفُ القوافي: شاعر، وهو عُوَيْفُ بن عقبة بن معاوية بن حصن، وقيل: عُوَيْفُ بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤية ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، ولقب عُوَيْفَ القوافي بقوله:

سأكذب من قد كان يزعم أنني ... إذا قلت قولاً لا أجيد القوافيا

وقال شمر: عافَتِ الطير تَعُوْفُ عَوْفاً: إذا استدرت على شيء.

 

وعُوَافَةُ الأسد: ما يَتَعَوَّفُه بالليل فيأكله. وكل من ظفر بشيء فذلك الشيء عُوَافَتُه.

وقال ابن دريد: بنو عُوَافَةَ بطن من بني سعد، وقال غيره: من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم أبو المرقال عطاء بن أسيد العُوَافيُّ المَعْرُوفُ بالزفيان؛ راجز محسن.

عيفعافَ الرجل الطعام أو الشراب يَعَافُه - وزاد الفراء: يعيفه - عِيَافاً: أي كرهه فلم يشربه. وفي حديث النبي - صلى الله عليه سلم - : أنه قيل له: أ حرامٌ الضبُّ يا رسول الله؟ قال: لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه. وقال انس بن مدرك الخثعمي:

أني وقتلي سليكا ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافَتِ البقر

وذلك أن البقر إذا امتنعت من الشروع في الماء لا تضرب أنها ذاة لبن، وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب.

وعِفْتُ الطير أعِيْفُها عِيَافَةً: أي زجرتها؛ وهو أن تعتبر بأسمائها ومساقطها وأنوائها فتتسعد أو تتشام. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : الطيرة والعِيَافَةُ والطرق من الجبت. وذكر ابن سيرين شُرَيحا فقال: كان عائفاً وكان قائفاً.

والعائف - أيضا - : المتكهن بالطير أو غيرها، قال الأعشى:

ما تَعيْفُ اليوم في الطير الروح ... من غُرَاب البين أو تيس برحْ

وعافَتِ الطير تَعِيْفُ عَيْفاً: إذا كانت تحوم على الماء أو على الجيف وتتردد ولا تمضى تريد الوقوع؛ فهي عائفَةٌ، قال أبو زبيد حرملة حرملة بن المنذر الطائي:

كأنهن بأيدي القوم في كبد ... طير تَعِيْفُ على جون مَزَاحِيْفِ

ويروى: " طير تكشف عن " . والاسم: العَيْفَةُ.

والعَيُوْفُ من الإبل: الذي يشم الماء فيدعه وهو عطشان.

وعَيُوْفُ: من أعلام النساء.

وقال المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - لا تحرم العَيْفَةُ، قيل له: وما العَيْفَةُ؟ قال: المرأة تلد فيحصر لبنها في ثديها فترضعه جارتها المزة والمزتين. وقال أبو عبيد: لا نعرف العَيْفَةَ في الرضاع، ولكن نراها العُفَّةَ وهي بقية اللبن في الضرع بعدما يمتك أكثر ما فيه. وقال الأزهري: الذي صح عندي أنها العَيْفَةُ لا العُفَّةُ، ومعناها أن جارتها ترضعها المزة والمزتين لينفتح ما انسد من مخارج اللبن، سميت عَيْفَةً لأنها تَعَافُه: أي تقذره.

والعَيَّفَانُ - مثال التَّيَّهانِ - : الذي من سوسه كراهية الشيء.

والعِيْفَةُ - بالكسر - : الخيرة؛ مثل العِيْمَةِ.

وقال شمر: العِيَافُ والطريدة: لعبتان لصبيان الأعراب، وقد ذكر الطرماح جواري شببن عن هذه اللعب فقال:

قَضَتْ من عِيَافٍ والطرية حاجة ... فهن إلى لهو الحديث خضوعُ

خُضُوْعٌ: دانيات.

وقال ابن السكيت: أعَافَ القوم: إذا عافَتْ دوابهم الماء فلم تشربه.

وقال ابن عباد: أعْتَافَ الرجل: إذا تزود زاداً للسفر.

والتركيب يدل على كراهة.

غترفالأحْمَرُ: التَّغَتْرُفُ والتَّغَطْرُفُ والغَتْرَفَةُ والغَطْرَفَةُ: التَّكَبُّرُ، وأَنْشَدَ: فإنَّك إنْ عادَيتَني غَضب الحصى عليك وذو الجَبُّوْرَةِ المُتَغَتْرِفُ ويُرْوى: المُتَغَطْرِفُ.

غدفالغُدَافُ: غُرابُ القَيْظِ، والجَمْعُ: غِدْفانٌ. ورُبَّما سَمَّوا النَّسْرَ الكَثِيرَ الرِّيشِ غُدافاً، وكذلك الشَّعَرُ الطَّويلُ الأسْوَدُ والجَنَاحُ الأسْوَدُ، قال الكُمَيْتُ يَصِفُ الظَّليم وبيضه: يكسوهُ وحفاً غُدافاً من قطيفته ذاةِ الفُضول مع الإشفاق والحدب وغُدافٌ: من الأعلام.

وقال رُؤْبَةُ:

رُكِّبْتُ من جَنَاحِكَ الغُدافي ... من القُدَامى لا مِنَ الخَوَافِي

وقال العَجّاجُ:

بُدِّلَ بعد رِيْشِهِ الغُدَافي ... قَنَازِعاً من زَغَبٍ خِفَافِ

وقال ابنُ دريد: الغادِفُ: المَلاّحُ، لُغَةٌ يَمانِيَةٌ.

وقال غيرهُ: القَوْمُ في غَدَفٍ من عيشهم - بالتَّحريك - : أي في نَعْمَةٍ وخصب وسعة.

والغدفُّ - مثالُ هجفٍّ - : الأسدُ.

وقال ابنُ عبّاد: غَدَفَ له في العطاء: أي أكثر ووسَّع.

وأغْدَفت المرأةُ قناعها: أي أرسلته على وجهها، قال عنترةُ لن شدّاد:

إِنْ تُغْدِفي دوني القِنَاعَ فإنَّني ... طَبٌّ بأخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئمِ

وأغْدَفَ اللَّيْلُ: إذا أرخى سُدوله.

 

وأغْدَفَ الصَّياد الشبكة على الصيد: أسبلها عليه. ومنه حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلَّم - حين قيل له هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسّدَّةِ: فأذِنَ لهما فدخلا فأدف عليهما خَمِيْصَةً سوداء. وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - : لَنَفْسُ المُؤمن أشدُّ ارتكاضاً من الخطيئة من العصفور حين يُغْدَفُ به.

وقال اللِّحْيَانيُّ: أغْدَفَ في خِتانِ الصَّبيِّ وأسْحَتَ: إذا اسْتَأْصَلَ، ويًقال: إذا تُغْدِفْ ولا تُسْحِتْ.

وقال ابن عَبّاد: أغْدَفَ الرجلُ بالمرأة: إذا جامعها.

واغْتَدَفَ فلانٌ من فلانٍ: إذا أخَذَ منه شيئاً كثيراً.

واغْتَدَفْتُ الثَّوْبَ: قَطَعْتُه: والتَّرْكيبُ يدُلُّ على سَتْرٍ وتَغْطِيَةٍ.

غرضفالغُرْضُوْفُ والغُضْرُوْفُ: كل عظم رَخْصٍ يُؤْكَلُ، والجمع: الغَرَاضِيْفُ والغَضاريفُ.

ومارِنُ الأنف: غُرْضُوْفٌ، قال:

كأنَّ طَعْمَ البَرَدِ المُنْهَمِّ ... تَحْتَ غَرَاضِيْفِ الأُنُوْفِ الشُّمِّ

ونُغْضُ الكَتِفِ: غُرْضُوْفٌ، وكذلك رُؤوسُ اضْلاع ورَهابَةُ الصَّدْرِ وداخل قُوْفِ الأُذُنِ.

والغُرْضُوْفانِ: الخَشَبَتانِ اللتان تُشَدّانِ يميناً وشمالاً بين واسط الرَّحلِ وآخرته.

غرفالغَرْفُ: شجر يُدْبَغُ به الأديمُ، قال عَبْدَةُ بن الطَّبيب العَبْشَميُّ يصف ناقَةُ:

وما يَزَالُ لها شَأْوٌ يُوَقِّرُهُ ... مُحَرَّفٌ من سُيُوْرِ الغَرْفِ مَجْدُوْلُ

يُقال: سِقَاءٌ غَرْفيٌ ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: إذا دُبِغا بالغَرْفِ، قال ذو الرمَّةِ: وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرَفُ - بالتَّحريك - ، الواحِدة غَرَفَةٌ، قال أبو عمرو، هو الثُّمَامُ، وقال السُّكَّريُّ: الشَّثُّ والطُّبّاقُ والنَّشَمُ والعَفَارُ والعُتْم والصَّوم كُلُّه يُدعى الغَرَفَ، قال: وكذلك الحَبَجُ والشَّدَنُ والحَيَّهَلُ والهَيْشَرُ والضُّرْمُ، وأنْشَدَ لأبي خِرَاشٍ الهُذَليِّ:

أمْسَى سُقَامٌ خَلاءً لا أَنِيْسَ به ... إلاّ الِّبَاعُ ومَرُّ الرِّيْحِ بالغَرَفِ

سُقامُ: وادٍ.

وغَرَفْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُه. وقال الأصمعيُّ: يُقال: غَرَفْتُ ناصية الفرس: أي جَزَزْتُها. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - عن الغارِفَةُ. والغارِفَةُ معنيين: أحدهما أن تكون فاعلة بمعنى مَفْعُوْلَةَ كعِيشَةٍ راضيةٍ: وهي التي تقطعها المرأة وتُسَوِّيها مُطَرَّرَةً على وسط جبينها، والثاني أن تكون مصدراً بمعنى الغرف كاللاّغِيَةِ والثّاغِيَةِ.

وناقَةٌ غارِفَةٌ: سريعة السير، وابلٌ غَوَارِفُ، وخَيْلٌ مَغارِفُ، كأنَّها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً. وفارسٌ مِغْرَفٌ، قال مُزَاحِمٌ العُقَيليُّ:

جَوَادٌ إذا حَوْضُ النَّدى شَمَّرَتْ لَهُ ... بأيْدي اللَّهامِيْمِ الطِّوَالِ المَغَارِفُ

ويُرْوى: " قَصِيْرٌ " ، ويُرْوى: " صَعَّدَتْ له " .

وغَرَفْتُ الجِلْدَ: دَبَغْتُه بالغَرْفِ.

وغَرفْتُ الماء بيدي غَرْفاً، والغَرْفَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ، والغُرْفَةُ - بالضَّمِّ: - اسمٌ للمَفْعُولِ منه؛ لأنَّك ما لم تَغْرِفْه لا تُسَمِّيْه غُرْفَةُ، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو: )إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً(. بالفَتْح، الباقُونَ بالضَّمِّ. وجَمْعُ المَضْمُوْمَةِ: غِرَافٌ كنُطْفَةٍ ونِطافٍ، وزعموا أنَّ ابنة الجُلْندي وَضعت قردتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت: يا قوم نَزَافِ نَزَافِ لم يَبْقَ في البحر غير غِرَافٍ، وجعلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفَّيْها وتصُبُّه على الساحل، ويُرْوى: غير قُدَافٍ وهو الجَفْنَةُ.

والغِرَافُ - أيضاً - مِكْيالٌ ضخمٌ مثل الجِرَافِ، وهو القَنْقَلُ.

والمِغْرَفةُ: ما يُغْرَفُ به.

وغرِفَتِ الإبل - بالكَسْر - تَغْرَفُ غَرَفاً - بالتَّحريك - : إذا اشْتَكَتْ بُطونها من أكل الغَرْفِ.

والغَرِيْفُ: الشَّجَرُ الكثير المُلْتَفُّ أي شجر كان، قال الأعشى:

كَبَرْدِيَّةِ الغِيْلِ وَسْطَ الغَرِيْفِ ... إذا ما أتىالماءُ منها السَّرِيْرا

ويُرْوى: " السَّدِيْرا " ، وقيل: الغَرِيْفُ في هذا البيت: ماءٌ في الأجَمَةِ.

 

وقال الدِّيْنَوَرِيُّ: الغَرِيْفُ: القَصْباء والحَلْفاءُ، قال: وهو الغَيْضَةُ أيضاً، قال أبو كبيرٍ الهُذَليُّ:

يأْوي إلى عُظْمِ الغَرِيْفِ ونَبْلُهُ ... كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ

وقال آخر:

لَمّا رَأيْتُ أبا عمرو رَزَمْتُ لَهُ ... منِّي كما رَزَمَ العَيّارُ في الغُرُفِ

والغَرِيْفُ: سَيْفُ زَيْد بن حارِثة الكلبيِّ، وفيه يقول:

سَيْفي الغَرِيْفُ وفَوْقَ جِلْدي نَثْرَةٌ ... من صُنْعِ داوود لها أزْرارُ

أنْفي به مَنْ رامَ منهم فُرْقَةً ... وبمِثْلِهِ قد تُدْرَكُ الأوْتارُ

والغَرِيْفَةُ: جِلْدَةٌ من أدَمٍ نحوٌ من شِبْرٍ فارغةٌ في سفل قِرَابِ السيف تذبذبُ وتكون مُفَرَّضةً مُزيَّنةً، قال الطِّرِمّاحُ يصف مِشْفَرَ البعير:

خَرِيْعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي ... كأخْلاقِ الغَرِيْفَةِ ذا غُضُوْنِ

جعلها خَلَقاً لِنُعُومَتِها.

وبنو أسدٍ يُسَمُّون النَّعل: الغَرِيْفَةَ.

والغِرْيَفُ - مِثال حِذْيَمٍ - : ضَرْبٌ من الشجر. وقال أبو نَصْرٍ: الغِرْيَفُ شجرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَبِ. وزعم غيره: أنَّ الغِرْيَفَ البَرْدِيُّ، وأنْشَدَ قول حاتم في صفة نَخْلٍ:

رِوَاءٌ يَسِيْلُ الماءُ تحت أصُوْلِهِ ... يَمِيْلُ به غَيْلٌ بأدْناهُ غِرْيَفُ

وقال أُحَيْحَةُ بن الجُلاَحِ:

يَزْخَرُ في حافاتِه مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ

والغِرْيَفُ - أيضاً - : جبلٌ لبني نُمَيْرٍ، قال الخَطَفى جَدُّ جَرِيرٍ:

كَلَّفني قَلْبِيَ ما قد كَلَّفا ... هَوَازِنِيّاتٍ حَلَلْنَ غِرْيَفا

وغِرْيَفَةُ: ماءةٌ عند غِرْيَفٍ في وادٍ يُقال له التَّسْرِيْرُ.

وعَمُوْدُ غِرْيَفَةَ: أرض بالحِمى لِغَنيِّ بن أعصُرَ.

والغُرْفَةُ: العُلِّيَّةُ، والجمعُ: غُرُفاتٌ وغٌرَفاتٌ وغُرْفاتٌ وغُرَفٌ.

وقوْل لَبيدٍ رضي الله عنه:

سَوّى فأغْلَقَ دُوْنَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ ... سَبْعاً طِباقاً فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ

يعني به السماءَ السابعة.

والغُرْفَةُ - أيضاً - : الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ.

والغُرْفَةُ: الحَبْل المعقود بأنْشُوْطَةٍ. وغَرَفْتُ البعير أغْرُقُه وأغْرِفُه: إذا ألقَيْت في رأسه غُرْفَةً وهي الحبل المعقود بأُنْشُوْطَةٍ.

والغُرَافَةُ: ما اغْتَرَفْتَه بيَدِكَ كالغُرْفَةِ.

وبِئْرٌ غَرُوْفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤها باليد.

وغَرْبٌ غَرُوْفٌ: كثيرُ الأخذ للماء.

ونهرٌ غَرَّافٌ - بالفتح والتَّشديد - : كثيرُ الماء.

والغَرّافُ - أيضاً - نهر كبير بين واسط والبصرة، وعليه كُوْرَةٌ كبيرة لها قُرىً كثيرةٌ.

وقال أبو زيد: فَرسٌ غَرّافٌ: رَحِيبُ الشَّحْوَةِ كثيرُ الأخْذِ بقوائمه من الأرض.

وغَرّافٌ - أيضاً - : فَرَسُ الَرَاءِ بن قَيْس بن عَتّاب بن هَرَميّ بن رِيَاحٍ اليَرْبُوعيِّ، وهو القائل فيه:

فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارِساً ... سِوايَ فقد بُدِّلْتُ منه سَمَيْدَعا

قال أبو محمد الأعرابيُّ: سألتُ أبا النَّدى عن السَّمَيْدَعِ من هو؟ قال: كان جاراً للبَرَاءِ بن قيسِ وكانا في منزلٍ، فأغار عليهما ناسٌ من بكر بن وائل، فَحَمَلَ البَرَاءُ أهله وركب فرساً له يُقال له غَرّافٌ، فلا يلحق فارساً منهم إلاّ صَرَفه برُمحه، وأُخِذ السَّمَيْدَعُ؛ فناداه يا بَرَاءُ أنْشُدُلَ الجوار، وأعجب القوم الفَرَسُ فقالوا: لك جارُكَ وأنت آمن فأعطنا الفرس، فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنفذ جارة، فلما رجع إلى أخوته عمرو والأسود لاماه على دفعه فرسه؛ فقال في ذلك قطعة منها هذا البيت.

والانْغِرَافُ: الانْقِطاعُ، قال قيسُ بن الخَطيم:

تَنَامُ عن كِبْرِ شَأْنِها فإذا ... قامَتْ رُوَيْداُ تَكادُ تَنْغَرِفُ

رواه الأصمعيُّ بمكسر الكاف، ورواه أبو عمرو بضمِّها وفي روايته " لِشَيْءٍ " مكان " رُوَيْداً " .

والاغْتِرَافُ من الماء: الغَرْفُ منه.

غسفأبو عمرو: الغَسَفُ: الظُّلْمَةُ، وأغْسَفْنا: أي أظْلَمْنا.

غضرفالغُضْرُوْفُ: الغُرْضوفُ، وقد فُسِّرَ في تركيب غ ر ض ف.

غضف

 

غَضَفْتُ العُوْدَ: إذا كَسَرْتَه فلم تُنْعِمْ كَسْرَه. وغَضفَ الكلب أُذُنَه يَغْضٍفُها غَضْفاً: إذا أرْخاها وكَسَرها.

والغَضَفُ - التَّحْريك - : اسْتِرْخاءٌ في الأُذُنِ، يُقال: كلبٌ أغْضَفُ وكِلابْ غُضْفٌ، قال ذو الرُّمَّةِ:

غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الأشْدَاقِ ضارِيَةٌ ... مِثْلَ السَّرَاحِيْنِ في أعْنَاقِها العَذَبُ

وروى أبو عمرو: " خُرْتٌ " .

وسَهْمٌ أغْضَفُ: أي غَلِيظُ الرِّيش، وهو خِلافُ الأصمَعِ.

وعَيْشٌ أغْضَفُ: أي ناعِمٌ.

ولَيْلٌ أغْضَفُ: أي مُظِمٌ، قال ذو الرُّمَّةِ أيضاً:

قد أعْسِفُ النّازِحَ المَجْهُوْلَ مَعْسِفُهُ ... في ظِلِّ أغْضَفَ يَدْعُو هامَهُ البُوْمُ

ويُرْوى: " في ظِلِّ أخضر " .

قال أبو سهلٍ الهَرَويُّ: وأمّا الأغضَفُ فهو الأسد المُتَثَنِّي الأُذُن وهو أخبثُ له، وقيل: الأغضَفُ: المُسْتَرْخي الأُذُنين، قال النّابغةُ الجَعْدِيُّ - رضي الله عنه - يَصِفُ أسداً:

إذا ما رَأى قِرْناً مُدِلاَّ هَوى لَهُ ... جَرِيْئاً على الأقْرَانِ أغْضَفَ ضارِيا

وقال طُرَيْحٌ الثَّقَفيُّ يَصِفُ أُسوداً:

لِضَرَاغِمٍ غُضْفٍ تَزِرُّ عُيُوْنُها ... صِيْد الرُّؤوسِ نِزَالُهُنَّ ألِيْمُ

وقال أبو عمرو الشَّيبانيُّ في قول أبي النَّجم:

حتّى ضَغَا والعِرْضُ منه دامِ ... بين حِرَادِ الأغْضَفِ الضِّرْغامِ

الغَضَفُ في الأُذُن: الْتِوَاءٌ إلى خَلْفِها. وقال - أيضاً - في قول أبي النَّجْمِ:

ما يُدَّرى من لَيْثِ غابٍ أغْضَفا

أيْ: أيُّ شيءيُخْتَلُ منه.

والغاضِفُ: النّاعِمُ البال، ويُقال - أيضاً - : عيشٌ غاضِفٌ.

وقال ابن الأعرابيِّ: الغاضِفُ من الكلاب: المُنْكَسِرُ أعلى أُذُنه إلى مُقدمه، والأغضَفُ: إلى خلْفِه.

وقال ابن شُمَيْلٍ: الغَضَفُ - بالتَّحريك - في الأُسْدِ: اسْتِرْخاءُ أجفانها العُليا على أعينها؛ يكون ذلك من الغضب والكِبْرِ.

وغَضَفَتِ الآتُنُ تَغْضِفُ - بالكسر - : إذا أخَذتِ الجَرْيَ أخذاً، قال أُمَيَّةُ بن أبي عائذ الهُذَليُّ:

يَغُضُّ ويَغْضِفْنَ من رَيِّقٍ ... كَشُؤْبُوْبِ ذي بَرَدٍ وانْسِحالِ

الانْسِحَالُ: الانْصِبَابُ.

وقال الدِّيْنَوَريُّ: الغَضَفُ - بالتَّحريك - : نباتٌ يُشبِهُ نبات النَّخل سواء؛ له سعف كثير وشوكٌ وخوص من أصلب الخُوْصِ تُعْمَلُ منه الجِلالُ العظام فتقوم مقام الجوالق يُحملُ فيها المتاع في البرِّ والبحر. وقال اللَّيثُ: الغَضَفُ شجر بالهند كهيئة النَّخل سواء؛ من أسفله إلى أعلاه سعفٌ أخضرُ مُغَشّىً عليه؛ ونواه مُقَشَّرٌ بغير لِحَاءٍ.

وقال ابن دريدٍ: الغَضَفَةُ - بالتَّحريك - زعَم قومٌ أنَّها القَطَاةُ؛ وقال آخرون: بل هي ضَرْبٌ من الطَّير.

وقال غيره: الغَضَفَةُ: الأكَمَةُ.

وغَضَفَ بها: مِثْلُ خَضَفَ بها.

وأغضَفَ اللَّيلُ: أي أظلم واسودَّ، قال العجّاجُ:

وانْغَضَفَتْ في مُرْجَحِنٍّ أغْضَفا

ونخلٌ مُغْضِفٌ - بلا هاء - : إذا كَثُرَ سعفها وساء ثمرها. وفي حديث عُمر - رضي الله عنه أنَّه خطب فذكر الرِّبا فقال: إن منه أبواباً لا تَخْفى على أحدٍ، منها: السَّلَمُ في السِّنِّ؛ وأن تُباع الثَّمَرَةُ وهي مُغْضِفَةٌ لَمّا تَطِبْ؛ وأنْ يُباع الذّهب بالورق نساءً. قوله: في السِّنِّ أي في الحيوان، مُغْضِفَةٌ: أي قد اسْتَرْخَتْ ولَمّا تُدرك تمام الإدراك.

ويقال للسَّماء أغضفت: إذا أخالت للمطر.

وقال أبو عدنان: قالت لي الحَنْظَلِيَّةُ: أغْضَفَتِ النَّخْلَةُ: إذا أوْقَرَتْ.

وعَطَنٌ مُغْضِفٌ: إذا كَثُرَ نَعَمُه، وأنشد على هذه اللُّغة قول أُحَيْحَةَ بن الجُلاَحِ: الجُلاَحِ:

إذا جُمَادى مَنَعَتْ قَطْرَها ... زانَ جَنابي عَطَنٌ مُغْضِفُ

وروى غيره: " مُعصِفُ " بالعَيْنِ والصّادِ المُهْمَلَتَيْنِ.

والتَّغْضِيْفُ: التَّدْلِيَةُ.

والتَّغَضُّفُ: التَّغَضُّنُ.

وتَغَضَّفَ علينا الليلُ: ألْبَسَنا، قال الفَرَزْدَقُ:

فَلَقْنا الحَصى عنه الذي فَوْقَ ظَهْرِهِ ... بأحْلامِ جُهّالٍ إذا ما تَغَضَّفُوا

وتَغَضَّفَتْ عليه الدُّنيا: إذا كَثُرَ خَيرُها وأقبلتْ عليه.

وتَغَضَّفَتِ الحيَّة: إذا تَاَوَّتْ، قال أبو كبير الهُذَليُّ:

 

ولقد وَرَدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ بِهِ ... لَيْنَ الرَّبيعِ إلى شُهُوْرِ الصَّيِّفِ

إلاّ عَوَاسِلُ كالمَرَاطِ مُعِيْدَةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أيِّمٍ مُتَغَضِّفِ

ويُروى: " عَوَاسِر " ، يعني الذِّئابَ التي تَعْسِلُ عَسَلاناً أو التي تَعْسِرُ بأذْنابها أي تَرفعُها، مُعِيْدَةٌ: أي مرَّة بعد مرَّةٍ، والمِرَاطُ: السِّهَامُ التي قد تَمَرَّطَ رِيْشُها.

والتَّغَضُّفُ - أيضاً - : التَّغَضُّنُ.

وتَغَضَّفَ عليه: أي مال وتَثَنّى وتَكَسَّرَ. ويُقال تَغَضَّفَتِ البِئْرُ: إذا تَهَدَّمَتْ أجوالُها.

وانْغَضَفَ القَوْمُ في الغُبار: إذا دَخلوا فيه.

ونزل فلانٌ البئْرِ فانْغَضَفَتْ عليه: أي انهَارَتْ عليه؛ مثلُ تَغَضَّفَتْ.

والتَّركيب يدلُّ على استرخاءٍ وتهدُّمٍ وتغشٍّ.

غطرفاللَّيثُ: الغِطْرِيْفُ: السَّيِّدُ الشَّريف، وأنْشَدَ:

أنْتَ إذا ما حَصَّلَ التَّصْنِيْفُ ... قَيْساً فِعْلُها مَعْروفُ

بِطْرِيْقُها والمَلِكُ الغِطْريْفُ

والجَمْعُ: الغَطَارِِفَةُ. وقال ابنُ السكِّيت: الغِطْرِيْفُ والغِطْرَافُ: السَّخِيُّ السَّرِيُّ الشّابُّ.

وقال ابنُ عبّاد: الغِطْرِيْفُ: فَرْخُ البازي. والذُّبابُ.

والغُطْرُوْفُ: الحَسَن، وكذلك الغِطْرِيْفُ والغِطْرَوْفُ.

قال: وعَنَقٌ غِطْرِيْفٌ: أي واسِعٌ.

وقال أبو عمرو: الغِطْرَوْفُ: الشابُّ الظريف، قال نوفل بن هَمّام:

وأبْيَضَ غِطْرَوْفٍ أشَمَّ كأنَّهُ ... على الجَهْدِ سَيْفٌ صُنْتَهُ بِصِيانِ

وقال ابن الأعرابيِّ: التَّغَطْرُفُ: الكِبْرُ، وأنشَدَ:

فإنَّكَ إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحَصى ... عليكَ وذو الجَبُّوْرَةِ المُتَغَطْرِفُ

ويُرْوى: " المُتَغَتْرِفُ " . وأنْشَدَ اللَّيثُ:

ومَنْ يكُونُوا قَوْمَهُ تَغَطْرَفا

وقال الفرزدق:

إذا ما احْتَبَتْ لي دارِمٌ عند غابَةٍ ... جَرَيْتُ إليها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطْرَفُ

أي يطلُبُ السُّودَدَ؛ من الغِطْرِيْفِ وهو السَّيِّدُ.وقال ابنُ عَبّاد: الغَطْرَفَةُ: الخُيَلاءُ والعَبَثُ.

غطفالغَطَفُ والغَضَفُ: سَعةُ العيش، يُقال: عَيْشٌ أغْطَفُ وأغْضَفُ.

والغَطَفُ في الأشُفَارِ: أن تَطُوْلَ ثمَّ تَنْثَنِيَ. وقال ابنُ دريدٍ: الغَطَفُ ضِدُّ الوَطَفِ وهو قِلَّةُ شَعَرِ الحاجب. وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: وفي أشْفارِه غَطَفٌ، وقد كُتِبَ الحديثُ بتمامه في تَركيبِ ع ز ب.

وغَطَفَانُ: حيٌّ من قَيْسٍ، وهو غَطَفانُ بن سَعْدِ بن قيس عَيْلانَ، قال:

لو لم تَكُنْ غَطَفَانٌ لا ذُنُوْبَ لها ... إلَيَّ لامَتْ ذَوُوْ أحْسَابِها عُمَرا

قال الأخْفَشُ: " لا " زائدَةٌ.

وبنو غُطَيْفٍ: حَيٌّ من العرب، وقيل: قومٌ بالشَّأمِ. والغُطَيْفيُّ: فَرَسٌ كان لهم في الإسلام، قال الخُزَاعيُّ يُفْخَرُ بما صار إليه من نَسْلِه:

أنْعَتُ طِرْفاً من خِيَارِ المِصْرَيْنْ ... من الغُطَيْفِيّاتِ في صَرِيْحَيْنْ

وأُمُّ غُطَيْفٍ الهُذَليَّةُ - رضي الله عنهما - : لها صُحْبَةٌ.

غظفقال أبو محمد الأعرابيُّ في كتاب الخيل من تأليفه: غَطِيْفٌ: فَرَسُ عبد العزيز بن حاتم الباهِليِّ، من نَسْلِ الحَرُوْنِ.

غففالغُفَّةُ: البُلْغَةُ من العيش، قال ثابتُ قُطْنَةَ - وهو ثابت بن كعب بن جابر الأزّديُّ - وأنشَده التَّنُوخيُّ في كتاب الفرج بعد الشِّدَّة لعُرْوَةَ بن أُذَيْنَةَ:

لا خَيْرَ في طَمَعٍ يَدْني إلى طَبَعٍ ... وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيْشِ تَكْفِيْني

وقال ابن الأعرابيِّ: من أسماء الفأر الغُفَّةُ. وقال ابن دريد: إنَّما سُمِّيت الفأرَةُ غُفَّةً لأنها قُوتُ السِّنَّوْرِ، وأنشد:

يُدِيْرُ النَّهَارِ بجَشْرٍ لَهُ ... كما عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ

النَّهار - ها هنا - : وَلَد الحُبَارى.

وقال شَمِرٌ: الغُفَّةُ - كالخُلْسَةِ أيضاً - : وهي ما يتناوله البعير بِفِيْهِ على عجلةٍ منه.

والغَفُّ - بالفتح - والقَفُّ: ما يَبِسَ من ورق الرُّطب.

 

وقال ابن عَبّاد: يُقال: جاء على غِفّانِه: أي إبّانِه وحِيْنِه. قال الصَّغَانيُّ مُؤلِّف هذا الكتاب: الصَّواب " عِفّانِه " بالعين المُهملة، وهو مُبْدَلٌ من إفّانِه؛ وقد سَبَق.

وقال الكِسائيُّ: اغْتَفَّتِ الدّابَّةُ: إذا أصَابَتْ غُفَّةً من الرَّبيع، وقيل: إذا سَمِن بعض السِّمَنِ. وقال أبو زيدٍ: اغْتَفَّ المال؛ قال: وهو الكَلأُ المُقاربُ والسِّمَنُ المُقاربُ، قال طُفَيْلٌ الغَنَويُّ:

وكُنَّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخَيْلُ غُفَّةً ... تَجَرَّدَ طَلاّبُ التِّراتِ مُطَلَّبُ

بإضْمَارِ هُوَ: أي هو مُطَلَّبٌ، كما قال أبو محمد الفَقْعَسِيُّ:

ومَنْهَلٍ فيه الغُرَابُ مَيْتُ ... كأنَّهُ من الأُجُوْنِ زَيْتُ

ويُقال: اغْتَفَفْتُه: أي أعْطَيْتُه شيئاً يسيراً.

غلدفابنُ عَبّاد: المُغْلَنْدِفُ: الشَّديدُ الظُّلمة.

غلطفابنُ عَبّاد: المُغْلَنْدِفُ: الشديدُ الظُّلمة.

غلفالغِلافُ: غِلافُ السيف والقارورةِ، والجَمْعُ: الغُلُفُ. وقُرِئ قوله تعالى: )وقالوا قُلُوْبُنا غُلُفٌ( بضَمَّتين: أي أوعية للعلم فما بالنا لا نفقه ما تقول، وهي قراءة ابن عباس - رضي الله عنهما - وسعيد بن حُبَيْر والحَسَن البصريِّ والأعْرَج وابن مُحَيْصِنٍ وعمرو بن عُبَيْدٍ والكلبيِّ وأحمد - عن أبي عمرو - وعيسى والفضل الرَّقاشيِّ وابن أبي إسحاق، وفي رواية أخرى عن ابن مُحَيْصِنٍ: " غُلَّفٌ " مثال رُكَّعٍ؛ ولعلَّه أراد به الجَمْعَ.

وغَلَفْتُ القارورة غَلْفَاً: جَعَلْتُها في الغِلافِ.

وقَلْبٌ أغْلَفُ: كأنما أُغْشِيَ غِلافاً فهو لا يعي، قال الله تعالى: )قُلُوْبُنا غُلْفٌ( أي كأنَّ عليها أغْطِيَةً مما تَدْعُونا إليه. ومنه حديثُ حُذَيْفةَ بن اليَمَان - رضي الله عنهما - القلوب أربعة: فقلبٌ أغْلَفُ فذاكَ قلبُ الكافر، وقلبٌ مَنْكُوْسٌ فذاك قلبٌ رجع إلى الكُفْرِ بعد الإيمان، وقلبٌ أجْرَدُ مثل السِّراج يَزْهَرُ فذاك قلبُ المُؤمن، وقَلبٌ مُصْفَحٌ اجتمع فيه النِّفَاقُ والإيمان؛ فمَثَلُ الإيمان فيه كمثل بَقْلَةٍ يَمُدُّها الماءُ العذْبُ؛ ومَثلُ النِّفاق فيه كمثل قَرْحَةٍ يَمُدُّها القَيْحُ والدَّمُ وهو لأيِّهما غَلَب.

ورجل أغْلَفُ بَيِّنُ الغَلَفِ: أي أقْلَفُ، والغُلْفَةُ: القُلْفَةُ.

وغُلْفَة: مَوْضِعٌ.

وعَيْشٌ أغْلَفُ: واسِعٌ.

وسَيْفٌ أغْلَفُ، وقَوْسٌ غَلْفَاءُ، وكذلك كُلُّ شَيءِ في غِلافٍ.

وسَنَةٌ غَلْفاءُ: أي مُخْصِبَةٌ.

وأوْس بن غَلْفَاءَ: شاعِرٌ.

والغَلْفَاءُ - أيضاً - : لَقَبُ سَلَمَةَ عَمِّ امْرئ القيس بن حُجْرٍ، عن ابن دريدٍ.

ومَعْدي كَرِب بن الحارث بن عمرو أخُو شُرَحْبِيْلَ بن الحارث: يُلَقَّبُ بالغَلْفاءِ؛ لأنَّه أوَّلُ من غَلَف بالمِسْكِ؛ زَعَمُوا.

وقال شَمِرٌ: رأيْتُ أرْضاً غلْفَاء: إذا كانت لم تُرع قَبْلَنا ففيها كلُّ صغير وكبير من الكَلأ.

وبَنُو غَلْفَانَ: بَطنٌ من العرب.

وغَلْفَانُ: مَوْضِعٌ.

والغَلْفُ: شجرٌ مثلُ الغَرْفِ.

وقال اللَّيْثُ: أغْلَفْتُ القارُوْرَةَ وغَلَّفْتُها تَغْليفاً: من الغِلاف، وغَلَّفْتُ السَّرْجَ والرَّحْلَ، قال العَجّاجُ:

يَكادُ يُرْمي القاتِرَ المُغَلَّفا ... منه أجَارِيُّ إذا تَغَيَّفا

قال: وتقول غَلَّفْتُ لِحْيَتَه.

وقال ابن دريد: فأما قول العامة: غَلَّفْتُه بالغالية؛ فَخَطَأٌ، إنما هو غَلَّيْتُه بالغالية وغَلَّلْتُه بها. وقال اللَّيثُ تَغَلَّفَ الرَّجل واغْتَلَفَ من الغالية. فهذا على قَوْلِ ابن دريد خطأٌ، غنَّما هما تَغَلّى وتَغَلَّلَ واغْتَلى واغْتَلَّ. وقال ابنُ الفَرَجِ: تَغَلَّفَ بالغالية إذا كان ظاهِراً، وتَغَلَّلَ بها إذا كان داخِلاٌ في أصول الشعر.

والتَّركيب يدل على غشيان شيء بشيء.

غنفاللَّيثُ: الغَيْنَفُ: عَيْلَمُ الماء في مَنْبَعِ الأبْأرِ والعيون، وبحر ذو غَيْنَفٍ، قال رُؤْبَةُ:

أنا ابنُ أنْضَادٍ إليها أُرْزي ... أغْرِفُ من ذي غَيْنَفٍ وأُوْزي

 

الأنْضَادُ: الأشْرَافُ. وأُوْزي: أي أُفْضِلُ عليه: يُقال: آزَيْتُ صَنِيْعَ فلان: أي أضْعَفْتُ عليه؛ وقيل أُوْزي: أصُبُّ من إزَاءِ الحَوْضِ، وأنكر الأزْهَريُّ هذه الرِّواية وقال: أقْرَأنِيه الإيادِيُّ لِشَمِرٍ - يعني برواية شمِرٍ - :

نَغْرِفُ من ذي غَيِّثٍ ونُؤْزي

قال: بِئْرٌ ذاةُ غَيِّثٍ: أي لها ثائبُ من ماءٍ. وقال غيرُه:

أغْرفُ من ذي حَدَبٍ ونُؤْزي

ويُروى: " حَدَبٍ يُؤزّي " ، والتَّأْزِيَةُ: التَّفْرِقَةُ.

غيفغافَتِ الشجرةُ تَغِيْفُ غَيَفاناً: إذا مالت أغصانُها يميناً وشمالاً.

والأغْيَفُ كالأغْيَد إلاّ أنَّه في غَير نُعاسٍ، قال العَجّاجُ يَصف ثوراً:

في دِفْءِ أرْطاةٍ لها حَنِيُّ ... عُوْجٌ جَوَافٍ ولها عِصِيُّ

وَهَدَبٌ أغْيَفُ غَيْفانيُّ

ويُروى: " أهْدَبُ " .

وقال ابن عَبّاد: عَيْشٌ أغْيَفُ: أي اعِمٌ؛ مثْلُ أغْيَفُ.

والغَيْفُ: جماعةُ الطَّيْرِ.

والغَيّافُ: الذي طالَتْ لِحْيَتُه وعَرُضَتْ من كل جانبٍ.

والغَيَّفَانُ والغَيْفَانُ: المَرِحُ.

وقال الدِّيْنَوَريُّ: الغافُ شجرٌ عِظامٌ تَنْبُتُ في الرَّمْلِ وتَعْظُمُ، وورق الغافِ أصغر من ورق التفاح وهو في خِلْقَتِه، وله ثمر حلو جداً، وثمره عُلَّفٌ كأنَّه قرون الباقِلّى، وخَشَبه أبيض، أخبرني بذلك بعض أعراب عُمَان وهناك معدنُ الغافِ، قال ذو الرُّمَّةِ:

إلى ابْنِ أبي العاصي هِشَامٍ تَعَسَّفَتْ ... بنا العِيْسُ من حَيْثُ الْتَقى الغافُ والرَّمْلُ

الواحدة غافةٌ. وذكر بعض العرب أنَّ الغاف هو شجر اليَنْبُوْتِ.

وأغَفْتُ الشجرة: أمَلْتُها.

وقال أبو عبيدة: غَيَّفَ: إذا فَرَّ وعَرَّدَ، يُقال: حَمَلَ في الحرب فَغَيَّفَ: أي جَبُنَ وكذَّب، قال القطاميُّ:

وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِيبَةَ غُدْوَةً ... فَيُغَيِّفُوْنَ ونُوْجِعُ السَّرَعانا

ويُروى: " ونَرْجِعُ " .

وتَغَيَّفَ الفَرَسُ: إذا تعطَّفَ ومال في أحد جانبيه، قال العَجّاج:

يَكادُ يُرْمي القاتِرَ المُغَلَّفا ... منه أجَارِيُّ إذا تَغَيَّفا

وتَغَيَّفَتِ الشجرةُ: إذا مالت أغصانُها يمينا وشمالاً؛ مثل غافَتْ.

والمُتَغَيِّفُ: فَرَسُ أبي فَيْدِ بن حَرْمَلٍ السَّدُوْسِيِّ.

والتركي يدل على ميل وميل وعُدُوْلٍ عن الشيء.

فلفاللَّيثُ: الفَوْلَفُ: الجِلالُ من الخُوْصِ. وفَوْلَفُ كُلِّ شيء: جِلالهُ وغِطاؤه ولباسه، وأنشد لِرُؤْبَةَ:

وكانَ رَقْرَاقُ السَّرَابِ فَوْلَفا

ذكره في تركيب ل ف ف. وقال في تركيب و ل ف: الفَوْلَفُ: غطاءٌ تُغَطّى به الثِّيَابُ، قال العجاج:

وكانَ رَقْرَاقُ السَّرَابِ فَوْلَفا

قال الصَّغَانيُّ مؤلف هذا الكتاب: الرَّجَزُ للعجاج لا لِرُؤْبَةَ.

وقال الأزهَريُّ: كلُّ شيء يُغطّي شيئاً فهو فَوْلَفٌ له.

وقال ابن عَبّاد: الفَوْلَفُ: السَّرَابُ.

فوفالفُوْفُ: البَيَاضُ الذي يكون في أظْفار الأحداثِ، والحَبَّةُ البيضاء في باطن النواة التي تَنْبُتُ منها النخلةُ.

ويُقال: ما أغنى فلاٌ عني فُوْفاً: أي شيئاً، وأنشد ابن السكِّيت:

باتَتْ تَبَيّا حَوْضَها عُكُوْفا ... مِثْلَ الصُّفُوْفِ لاقَتِ الصُّفُوْفا

وأنْتِ لا تُغْنِيْنَ عنّي فُوْفا

الواحدةُ: فُوْفَةٌ، قال:

فأرْسَلْتُ إلى سَلْمى ... بأنَّ النَّفْسَ مَشْفُوْفَهْ

فما جادَتْ لنا سَلْمى ... بِزِنْجِيْرٍ ولا فُوْفَهْ

ويُقال: الفُوْفَةُ: القِشرَةُ التي على النَّوَاةِ.

والفُوْفُ: قِطَعُ القطن. وبُرْدُ أفْوَافٍ - بالإضافة - : وهي جمعُ فُوْفٍ. وقال اللَّيثُ: الأفْوَافُ: من عَصْبِ اليمن.

قال: والفَوْفُ: مصدر الفُوْفَةِ، يُقال: ما فافَ فلان بخير ولا زَنْجَرَ، وذلك أنْ تسأل الرجل شيئا فيقول بظُفُرِ إبْهامه على ظُفُرِ سبَابته: ولاذا، والزَّنْجَرَةُ: أن يأخُذ بطن الظُّفُرِ من طرَفِ الثَّنِيَّةِ.

وبُرْدٌ مُفَوَّفٌ: رَقِيْقٌ.

فيفالفَيْفُ: المكان المستوي. وقال اللّيثُ: الفَيْفُ: المَفَازَةُ لا ماء فيها؛ من الاسْتِواءِ والسَّعة، قال ذو الرُّمَّةِ:

 

والرَّكْبُ يَعْلُو بهم صُهْبٌ يَمانِيَةٌ ... فَيْفاً عليه لِذَيْلِِ الرِّيْحِ نِمْنِيْمُ

والجَمْعُ: أفْيَافٌ وفُيُوْفٌ، قال رُؤْبَةُ:

مَهْبِلُ أفَيَافٍ لها فَيُوْفُ

المَهْبِلُ - بكسر الباء - : مَهْوَاةٌ بَيْنَ كل جبلين، يُقال: بيني وبينهم مَهْبِلٌ: أي بُعْدٌ.

وقال المُؤرِّجُ: الفَيْفُ من الأرض: مُختلفُ الرِّياح.

وفَيفُ الرِّيح: موضعٌ بالدَّهْنَاءِ، ومنه يوم فَيْفِ الرِّيح. وقال أبو هَفّانَ: هو بأعالي نَجْدٍ، وفُقِئتْ في هذا اليوم عينُ عامر بن الطُّفَيْلِ، وهو القائلُ:

وقد عَلِمُوا أنّي أكُرُّ عليهمُ ... عَشِيَّةَ فَيْفِ الرِّيْحِ كَرَّ المُدَوَّرِ

وقال آخَرُ:

أخْبَرَ المُخْبِرُ عنكم أنَّكُمْ ... يَوْمَ فَيْفِ الرِّيْحِ أُبْتُمْ بالفَلَحْ

وفَيْفٌ - من غير إضافةٍ - : من منازل مُزَيْنَةَ، قال معن بن أوس المُزَنيُّ:

أعاذلَ مَنْ يَحْتَلُّ فَيْفاً وفَيَحَةً ... وثَوْراً ومَنْ يَحْمي الاكاحِلَ بَعْدَنا

والفَيْفاءُ: الصحراء الملساء. وقال المُبَرَّدُ: ألِفُ فَيْفَاءَ زائدةٌ، وقد أُضيفت إلى عدة مواضع منها: فَيْفاءُ الخبار وهي بالعَقيق، وفَيْفاءُ رَشادٍ، قال كُثَيِّرٌ:

وقد عَلِمَتْ تلك المَطِيَّةُ أنَّكمْ ... مَتى تَسْلُكُوا فَيْفا رَشَادٍ تُخَوِّذِ

وفَيْفَاءُ غزالٍ: بمكَّة - حرسها الله تعالى - حيث ينزل الناس منها إلى الأبْطَحِ، قال كُثَيَّرٌ أيضاً:

أُنادِيْكِ ما حَجَّ الحَجِيْجُ وكَبَّرَتْ ... بِفَيْفا غَزَالٍ رُفْقَةٌ وأهَلَّتِ

وجَمْعُ الفَيْفاءِ: فَيَافٍ.

قحفاللَّيث: القِحْفُ: العَظْمُ الذي فوق الدِّماغِ من الجُمْجُمة، والجميع: الأقْحَافُ والقُحُوْفُ والقِحَفَةُ، قال جَريرٌ:

والأزْدُ قد جَعَلُوا المَنْتُوْفَ قائدَهمْ ... فَقَتَّلَتْهُمْ جُنُودُ الله وانْتُتِفُوا

تَهْوي بذي القارِ أقْحَافاً جَمَاجِمُها ... كأنَّها الحَنْظَلُ الخُطْبانُ يُنْتَقَفُ

المَنْتُوْفُ: سالم مولى بني قيس بن ثعلبة وكان صاحب أمر يزيد بن المُهلَّب في حربه.

ولا يكُونُ القِحْفُ إلاّ مَكْسُوراُ. وقال الطِّرِمّاحُ:

كأنَّ حُطَامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فيهِ ... فَراشُ صَمِيْمِ أقْحافِ الشُّؤونِ

وقال الأزهريُّ: القِحْفُ عند العرب الفِلْقَةُ من فَلِقَ القَصْعَةِ أو القدحِ إذا انْثَلَمَتْ، قال: ورأيت أهل النَّعم إذا جَرِبَتْ ابِلُهم يجعلون الخَضْخاضَ في قِحْفٍ ويطلون الأجْرَبَ بالهِناء الذي جعلوه فيه.

ويُقال: هو أفْلسُ من ضارب قِحْفِ اسْته ولِحْفِ اسْتِه: وهو شقُّه.

وفي المَثَلِ: رماه بأقْحَافِ رَأسِه: إذا أسْكَتَه بداهيةِ يُوردُها عليه، وقيل معناه: رماه بنفسه ونطحه عمّا يُحاوِلُه.

والقَحْفُ: قَطْعُ القِحْفِ أو كَسْرُه، يُقال: رجلٌ مَقْحُوْفٌ: أي مَقْطُوعُ القِحْفِ، وأنشَدَ الليثُ:

يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المُقْحُوْفِ ... صُمَّ الصَّدى كالحَنْظَلِ المَنْقُوْفِ

والقَاحِفُ: المطر - كالفاعِفِ - إذا جاء مُفاجَأةً فاقْتَحَفَ كل شيء.

والقِحْفُ: إناء من خشب على مثال قِحْفِ الرَّأسِ كأنه نِصفُ قدح، يقال: ما له قِدٌّ ولا قِحْفٌ، فالقِدُّ قدح من جلدٍ، والقِحْفُ منم خشب.

وقَحَفْتُ قَحْفَاُ: شَرِبْتُ جميع ما في الإناء. ويُقال: شَرِبْتُ في القِحْفِ. ولمّا بَلَغ امْرَأ القيس قتْلُ أبيه قال: اليوم قِحَافٌ وغداً نِقَافٌ؛ اليوم خمرٌ وغدا أمْرٌ.

والمِقْحَفَةُ: المِذْراةُ يُقْحَفُ بها الحَبُّ أي يُذَرّى.

والقُحَيْفُ بن خَمَيْر بن سُليْم النَّدى بن عبد الله بن عَوْف بن حَزْن بن معاويَة بن خَفَاجَة بن عمرو بن عُقَيْل: شاعرٌ. قال الصَّغَانيُّ مؤلِّفُ هذا الكتاب: رأيتُ بخطِّ محمد بن حَبيبَ في أوَّل ديوان شعر القُحَيْفِ: البَدِيّ - بالباء المُوَحَّدَةِ وتشديد الياء - .

وقال ابنُ الأعرابيِّ: القُحُوْفُ: المَغارِفُ وسَيْلٌ قُحَافٌ وقُعَافٌ وجَحَافٌ وجُرَافٌ - بالضَّمِّ فيهنَّ - : يذهَبُ بكُلِّ شيء.

وبنو قُحافَةَ: بطنٌ من خَثْعَمَ.

 

وأبو قُحافَةَ عُثمانُ بن عامِر بن عمرو بن كَعْب بن سعد ين تَيْم بن مُرَّةَ بن كَعب بن لُوَيٍّ: أبو أبي بكر الصِّدِّيْق - رضي الله عنهما - ، أسلم يوم الفتح فاُتِيَ به وكأنَّ رأسه ثَغَامْةٌ فقال: غَيروا هذا بشيء واجْتَنِبُوا السواد.

وقال ابن دريد: كل ما اقْتَحَفْتَ من شيء فهو قُحَافَةٌ.

وقال أبو زيد: عَجَاجَةٌ قَحْفاءُ: وهي التي تَقْحَفُ الشَّيء: أي تذهب به.

وأقْحَفَ: إذا جمع حِجارةً في بيته فوضع عليها متاعه.

وقال ابن عَبّاد: مرَّ الشيء مُضِرّاً مُقْحِفاً: إذا مَرَّ مُقارِباً.

واقْتَحَفَ الشَّيء: ذهب به.

والتركيب يدل على شِدَّة في شيء وصلابةٍ.

قدفابنُ دُريدٍ: القَدْفُ - لغةٌ أزدِيَّةٌ - : الكَرَبُ الذي يسمى الرَّفُّوْجَ أو الجريد. قال: والقَذْفُ: الكَرَبُ إذا قُطِع الجريد عنه فَبقيَتْ له أطرافٌ طوال، لُغةٌ أزدِيَّةٌ.

قال: والقُدَافُ: جَرَّةٌ من فَخّارٍ.

وقال غيرُه: القُدّافُ: الجَفْنَةُ: وكانت جارية من العرب بنت بعض ملوكهم تُحَمَّقُ، يعني العُمَانيَّة بنت الجُلَنْدَاءِ، فأخذت غيْلَمة وهي السُّلحفاة فألبَسَتْها حُلَّيها، فانْسابت السلحفاة في البحر، فدعت جواريها وقالت: انْزِفْنَ، وجَعَلَتْ تقول: نَزَافِ نَزَافِ لم يبق في البحر غير قُدَافٍ. هذا كله كلام ابن دريد.

وقال ابن الأعرابي: القَدْفُ: الصَّبُّ، والقَدْفُ: النَّزْحُ.

قذرفالقَذَارِيْفُ: العُيُوْبُ، الواحِدُ: قُذْرُوْفٌ، قال أبو حِزامٍ غالب بن الحارث العُكْليُّ:

زِيْرَ زُوْرٍ عن القَذَارِيْفِ نُوْرٍ ... لا يُلاخِيْنَ إن لَصَوْنَ الغُسُوْسا

نور: أي نَوَافِرَ. يُلاخِيْنَ: يُصَادِقْنَ. ويُقال: هو يَلْصُو إليه: إذا أحَبَّه. والغُسُوْسُ: الأدْنِئاءُ اللِّئامُ.

قذفالقَذْفُ بالحِجَارَةِ: الرَّمْيُ بها. يُقال: هم بين حاذِفٍ وقاذِفٍ: فالحاذِفُ بالعصا والقاذِفُ بالحجارة.

وقوله تعالى: )قُلْ نَّ رَبّي يَقْذِفُ بالحَقِّ( قال ابنُ عَرَفَةَ: أي يُلْقي الحَقَّ في قلب من يشاء.

وقوله عز وجل: )ويَقْذِفُوْنَ بالغَيْبِ من مَكَانٍ بَعِيدٍ( أي: يقولون ما لا يعلمون، وذلك أنهم كانوا يُرَجِّمُوْن الغيب في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ساحر وكاهن.

وقوله تعالى: )بَلْ نَقْذِفُ بالحَقِّ على الباطِلِ( أي نأتي به.

وقذف المحصنة قذفا: أي رماها. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هُنَّ؟ قال: الشِّرْكُ بالله والسِّحر وقَتْلُ النفس التي حرَّم الله إلاّ بالحق وأكل الرِّبا وأكل مال اليتيم والتولِّي يوم الزَّحف وقذف المُحصنات المؤمنات الغافلات.

ومن القذف بمعنى الرَّمي قول النابغة الذبيانيِّ:

مَقْذُوْفَةٍ بدَخِيْسَ النّحضِ بازلُها ... له صَرِيْفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

كأنها رُمِيَتْ به رمياً فاكْتَنَزَتْ منه.

ونوى قذَفٌ: أي بعيدة، قال:

وشَطَّ وَلْيُ النَّوى إنَّ النَّوى قَذَفٌ ... تَيّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدّارِ أحيانا

ونِيَّةٌ قذف - بالتَّحريك - وفلاة قذف وقُذفٌ أيضاً - مثال صَدِفٍ وصُدُفٍ وطَنَفٍ وطُنُفٍ - : أي بعيدة، وكذلك منزلٌ قَذَفٌ وقَذِيْفٌ.

وقال ابن عَبّاد: القَذِيْفُ: سَحَابةٌ تنشأُ من قِبَلِ العينِ.

وقال غيره: القَذِيْفَةُ: شيء يُرْمى به، قال مُزَرِّدٌ:

قذِيْفَةٌ شَيْطانٍ رَجِيْمٍ رَمى بها ... فَصارَتْ ضَوَاةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ

وبلْدَةٌ قَذُوْفٌ: أي طَرُوْحٌ لِبُعْدِها.

وقَذَفَ: أي قاءَ.

ورَوْضُ القِذَافِ - بالكسر - : موضِعٌ؛ عن ابن دريد، قال:

عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوْبانِ أوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذَافِ رَبيعاً أيَّ تَأوِيْمِ

وقال ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ حِماراً:

جادَ الرَّبيعُ له رَوْضَ القِذَافِ إلى ... قَوَّيْنِ وانْعَدَلَتْ عنه الأصارِيْمُ

 

وقال النَّضْرُ: القِذَافُ: ما قَبَضْتَ بيدِك مما يَمْلأُ الكفَّ فرميتَ به، قال: ويُقال نِعْمَ جُلْمُوْدُ القِذَافِ: ما قبضْتَ بيدك مما يَمْلأُ الكف فرميت به، قال: ويُقال نِعْمَ جُلْمُوْدُ القِذافِ هذا، قال: ولا يُقال للحجر نفسه نعم القِذافُ. وقال أبو خَيْرَةَ: القِذَافُ: ما أطَقْتَ حَمْلَه بيدك ورميته، قال رُؤْبَةُ يُخاطِبُ ابنه العجاج:

وهو لأعْدائكَ ذو قِرَافِ ... قَذّافَةٌ بِحَجَرِ القِذَافِ

والهاءُ للمبالغة، القِرَافُ: الجَرَبُ، يقول: أنا على أعدائك كالجَرَبِ.

وقال أبو عمرو: ناقةٌ قِذافٌ وقَذُوْفٌ وقُذُفٌ: وهي التي تتقدّم من سرعتها وترمي بنفسها أمام الإبل في سيرها، قال الكُمَيْتُ يمدح أبان بن الوليد بن مالك بن أبي خُشَيْنَةَ البَجَليَّ:

جَعَلْتُ القِذَافَ لِلَيْلِ التّّمَامِ ... إلى ابْنِ الوَليدِ أبَانٍ سِبَارا

والمِقْذَفُ والمِقْذافُ: المِجْذَافُ.

وقال ابن الأعارابيِّ: القَذَافُ: المِيْزانُ.

والقَذّافُ: المَرْكَبُ.

وقال الليث: القَذّافُ: المَنْجَنِيْقُ. وقال أبو خَيْرَةَ: القَذَافَةُ - والقَذّافُ جَمْعٌ - : لِلَّذي يُرمى به الشَّيءُ فيَبْعُد، قال:

لَمّا أتاني الثَّقَفيُّ الفَتّانْ ... فَنَصبُوا قَذّافَةً لا بَلْ ثِنْتانْ

ويُقال: كان بينهم قِذِّيْفى - مثال خِطِّيبى - : أي سِبابٌ ورَميٌ بالحجارة.

والقُذْفَةُ - بالضَّمِّ - : الشُّرْفَةُ، والجمع قِذَافٌ؛ كبُرْمَةٍ وبِرَامٍ ونُقطة ونقاط ونكتة ونِكاتٍ وجُفْرةٍ وجِفارِ وبُرْقَةٍ وبِرَاقٍ ونُقْرَةٍ ونِقارٍ. وفي حديث ابن عمَر - رضي الله عنهما - أنه كان لا يصلي في مسجد فيه قِذَافٌ. وعن الأصمعيِّ: إنما هي قُذَفٌ، وإذا صَحَّت الرواية مع وجود النظير فقد انسدَّ باب الرَّد. وتُجْمَعُ - أيضاً - قُذَفٌ وقُذُفٌ وقُذُفاتٌ. وكذلك ما أشرف من رؤوس الجبال، قال امرؤ القيس يصِفُ شِعْباُ.

نِيَاقاُ تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِهِ ... يَظَلُّ الضَّبَابُ فَوْقَهُ قد تَعَصَّرا

نِيَافاً: أي مُنِيْفاُ، قال أبو عُبيد: وبها شُبِّهَتِ الشُّرَفُ.

وقال أبو عمرو في قول تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِلٍ يَصِف وَعِلاً:

عَوْدَاً أحَمَّ القَرا أُزْمُوْلَةً وَقِلاً ... على تُرَاثِ أبيهِ يَتْبَعُ القُذُفا

القُذُفُ: القُحَمُ، واحِدَتُها: قُذْفَةٌ. وقال الأصمعيُّ: القُذُفُ: الموضع الذي زَلَّ عنه وهوى.

وقُذُفا النَّهرِ: جانِبَاهُ، وكذلك قُذُفا الوادي، الواحِدُ: قُذُفٌ، قال النّابغةُ الجَعْديُّ - رضي الله عنه - يصفُ مَنهلاً:

طَلِيْعَةِ قَوْمٍ أو خَمِيْسٍ عَرَمْرَمٍ ... كسَيْلِ الأتيِّ ضَمَّهُ القُذُفانِ

وقال ابن عَبّاد: القَذَفُ والقُذُفُ: النّاحيةُ، والجَمْعُ: قَذَفاتٌ وقُذُفاتٌ.

وقَربٌ قَذّافٌ: بمنزلة بَصْبَاصٍ.

والمُقَذَّفُ: المُلَعَّنُ، قال زُهَيْرُ بن أبي سُلمى:

لدى أسدٍ شاكي السِّلاح مُقَذَّفٍ ... له لِبَدٌ أظْفارُهُ لم تُقَلَّمِ

وقيل: المُقَذَّفُ: الذي قد رُمِيَ باللَّحم رمياً فصار أغْلَبَ.

والتَّقَاذُفُ: التَّرَامي، قال المُرَقِّشُ الأكبر:

سَدِيْسٌ عَلَتْها كَبْرَةٌ أو بُوَيْزِلٌ ... جُمَالِيَّةٌ في مَشْيها كالتَّقاذُفِ

وقال اللَّيثُ: فَرَسٌ مُتَقاذِفٌ: إذا كان سريع الرَّكضِ، وأنشد لجريرٍ يصف فَرَساً:

مُتَقلذِفٍ تَئقٍ كأنَّ عِنانَهُ ... عَلِقٌ بأجْرَدَ من جُذُوْعِ اوَالِ

والتَّرْكيبُ يدُلُّ على الرَّمي والطَّرح.

قرصفابن الأعرابي: القُرْصُوْفُ: القاطِعُ.

والقِرْصافَةُ: الخُذْرُوْفُ.

والقِرْصافَةُ: المرأة التي تتدحرجُ كأنها كرة، وكذلك الناقة.

وأبو قِرْصافَةَ جَنْدَرَةُ بن خَيشَنَةَ الكِنانيُّ - رضي الله عنه - : له صُحْبَةٌ.

وقال ابنُ عَبّاد: لُعْبةٌ لهم يُقال لها قاصَّةُ قِرْصَافَةَ.

وقال ابنُ خالَوَيْهِ: المُقْرَنْصِفُ: الأسدُ.

تَقَرْصَفَ: أسرع.

قرضفابن عَبّاد: القُرْضُوْفُ: عَصا الرّاعي.

وقال ابن الأعرابيِّ: القُرْضُوْفُ: الكثير الأكلِ.

قرطفالقَرْطَفُ: القَطِيْفَةُ، قال الكُمَيْتُ يَمْدَحُ عبد الرحمن بن عَنْبَسَةَ بن سعيد بن العاص:

 

ولم تَكُ مِمَّنْ تُوَلِّي الأمُوْرُ ... أعْجَازَها وهو مُسْتَثْقِلُ

عليه المَنامَةُ ذاةُ الفُضُوْلِ ... من الوَهْنِ والقَرْطَفُ المُخْمَلُ

الوَهْنُ: الضَّعْفُ.

وقال مُعَقِّرُ بن أوس بن حِمارٍ البارِقيُّ:

وذُبْيَانِيَّةٍ أوْصَتْ بَنِيْها ... بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ

أي عليكم بالقراطِفِ والقُرُوْفِ فاغْنَمُوها.

والقَرْطَفُ - أيضاً - : بَقْلَةٌ، وقال الفَرّاءُ: هو ثَمَرَةُ الرِّمثِ كالسُّنْبُلَةِ البيضاء.

قرعفابن دريد: تَقَرْعَفَ الرجل واقْرَعَفَّ وتَقَرْفَعَ: كلُّه إذا تَقَبَّضَ.

قرفكُلُّ قِشْرٍ: قِرْفٌ - بالكسر - ، ومنه قِرْفُ الرُّمَانة. وقِرْفُ الخبز: الذي تَقَشَّر منه ويبقى في التَّنُّور.

وقِرْفُ الأرض: ما يُقْتَلَعُ منها من البُقُوْلِ والعُرُوْقِ. ومنه حديثُ عُمر - رضي الله عنه - أنّ رجلا من أهل البادية جاءه فقال: متى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: إذا وَجَدْتَ قِرْفَ الأرض فلا تَقْرَبْها، قال: فإني أجِدُ قِرْفَ الأرض وأجِدُ حَشَراتها، قال: كَفاك كفاك.

والقِرْفَةُ: من الأوْدِيَةِ، ويُقال لها: قِرْفَةُ القَرَنْفُلِ. وقال ابن دريد ضَرْبٌ من افواهِ الطِّيْبِ.

والقِرْفَةُ: المُخَاطُ اليابس في باطن الأنف. وفي حديث ابن الزُّبير - رضي الله عنهما - أنه قال: ما على أحَدِكم إذا أتى المسجد أن يُخْرِجَ قِرْفَةَ أنفه.

وفلان قِرْفَتي: أي هو الذي أتَّهِمُه. وبنو فلانٍ قِرْفَتي: أي الذين عندهم أظُنُّ طَلِبَتي. ويُقال: سَلْ بني فلان عن ناقَتِك فإنَّهم قِرْفَةٌ: أي تَجِدُ خَبرها عندهم.

وفي المَثَلِ: أعَزُّ - ويُرْوى: أمْنَعُ - من أمِّ قِرْفَةَ. قال الأصمعيُّ: هي امرأةٌ فَزَارِيَّةٌ كانت تحت مالك بن حُذيفة بن بدر، وكان يُعَلَّقُ في بيتها خمسون سيفا لخمسين رجُلا كُلُّهم لها مَحْرَمٌ.

وأبو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بن بُهَيْسٍ. وقيل: بَيْهِس - ويُقال: قِرْفَةُ بن مالك بن سَهْمٍ: من التّابعين.

وحبيبُ بن قِرْفَةَ العَوْذيُّ عَوَذُ بن غالب بن قُطَيْعَةَ بن عَبْسٍ: شاعر.

والقَرْفُ - بالفتح - : وِعاءٌ من جلد يُدبغ بالقِرْفَةِ وهي قُشور الرُّمان ويُجعل فيه الخلْعُ وهو لحم يُطبخ بتوابل فيُفْرغُ فيه، قال مُعَقِّر بن أوس بن حشمارٍ البارقيُّ:

وذُبْيَانِيَّةٍ أوْصَتْ بَنِيْها ... بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ

وقال الأصمعيُّ: قَرَفَ عليهم: بَغى عليهم.

وقَرَفْتُ القَرْحَةَ أقْرِفُها قَرْفاً: إذا قَشَرْتَها، وذلك إذا يَبِسَتْ، وتَقَرَّفتْ: أي تَقَشَّرَتْ.

وقَرَفْتُ الرجل: أي عِبْتُه. ويُقال: هو يُقْرَفُ بكذا: أي يُرمى به ويُتّهم.

وقولهم: تركته على مثل مَقْرِفِ الصمغة: وهو موضع القَرْفِ أي القشر، ويروى: مثل مَقْلَعِ الصمغة، لأن الصمغة، لأن الصمغة إذا قُلعت لم يبق لها أثر. ومثله قولهم: تركته على مثل ليلة الصدر، لن الناس ينفرون من منى فلا يبقى منهم به أحد.

وفلان يَقْرِفُ لعياله: أي يكسب.

وفلان أحمر قَرْفٌ: أي شديد الحمرة. وفي الحديث: أراك أحمر قَرْفاً. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ش ن خ ف. ويُقال - أيضاً - : أحمر كالقَرْفِ؛ عن اللِّحيانيِّ، وأنشد:

أحْمَرُ كالقَرْفِ وأحْوى أدْعَجُ

وقال أبو عمرو: القُرُوْفُ: الادمُ الحُمْرُ، والأقْرَفُ: الأحمر.

وقال أبو سعيد: يُقال إنه لَقَرَفُ أن يفعل ذاك: مثل قَمَنٍ وخَلِيْقٍ. وقال الأزْهَريُّ: ومنه الحديث: هو قَرَفٌ أن يُبَارك له فيه.

والقَرَفُ - أيضاً - : مُدَاناةُ المرض، يُقال: أخشى عليك القَرَفَ: وقد قَرِفَ - بالكسر - . وروي أن أبا عُمير فروة بن مُسيك بن الحارث بنسلمة المُرادي - رضي الله عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن أرضا عندنا وهي أرض رَيعنا وميرتنا وإنها وبئة، فقال: دعها فإن من القَرَفِ التلف.

ويقال: هو قَرَفٌ من ثوبي وبعيري: للذي تتهمه.

وقال ابن عَبّاد: القَرَفُ في المرض: النُّكْسُ.

قال: والقَرَفُ: داء يأخذ البعير فيقتله؛ ويكون من شم بول الروى كالأبى.

وأرض قَرَفٌ: أي مَحَمَّة.

والقَرَافَةُ - بالفتح - : بطن من المعافر.

 

والقَرَافَةُ - أيضاً: مقبرة أهل مصر، وبها قبر الإمام الشافعي - رحمه الله - .

وقَرَافُ: قرية في جزيرة من جزائر بحر اليمن بحذاء الجار أهلها تجار.

ورجل قُرَفَةٌ - مثال تُؤدَةٍ - : إذا كان مُكْتَسسباً.

وقال ابن عَبّاد: رجل مَقْرُوفٌ: إذا كان مخروطا ضامرا لطيفا.

ويقال: ما أبصرت عيني ولا أقْرَفَتْ يدي: أي ما دنت منه. وما أقْرَفْتُ لذاك: أي ما دانيته ولا خالطت أهله. وقال أبو عمرو: أقْرَفَ له: أي داناه.

والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنَةَ من الفرس وغيره: الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك، لأن الإقراف إنما هو من قبل الفحل، والهجنة من قبل الأم.

وقال الليث: أقْرَفَ فلان فلانا: وذلك إذا وقع فيه وذكره بسوء. وقول ذي الرمة:

تُرِيْكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْسَاءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ

يقول: هي كريمة الأصل لم يخالطها شيء من الهُجْنة.

ويقال: أقْرَفْتَ بي وأظننت بي وأتهمت بي: أي عرضتني للقِرْفَةِ والظنة والتهمة.

وقال أبو عمرو: أقْرَفَ آل فلان فلانا: وهو أن يأتيهم وهم مرضة فيصيبه ذلك فاقْتَرَفَ هو من مرضهم.

واقْتَرَفَ: اكتسب. وقوله تعالى: )ومَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً( أي يكتسب.

وقوله تعالى: )ولْيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْاَرِفُونَ( أي ليعملوا ما هم عاملون من الذنوب، يقال: اقْتَرَفَ ذنبا: أي أتاه وفعله.

وبعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي اشتُري حديثاً.

والمُقَارفَةُ: المُقَارَبَةُ، وكل شيء قاربته فقد قارَفْتَه. وما قارَفْتُ سوء: أي ما دانيته. وعن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: شهدت دفن ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله جالس على القبر؛ فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من احد لم يُقارِفِ الليلة؟ فقال أبو طليحة - رضي الله عنه - : أنا، قال: فإنزل في قبرها، قال ابن المبارك: قال فُلَيح: أراه يعني الذنب.

وقال ابن فارس: قاَفَ امرأته: جامعها، لأن كل واحد منهما ليباس صاحبه.

وتَقَرَّفَتِ القَرْحَةُ: أي تَقَشَّرت، قال عنترة بن شداد:

عُلالَتُنا في كلِّ يَوْمِ كَرِيْهَةٍ ... بأسْيافِنا والقُلارْحُ لم يَتَقَرَّفِ

والتركيب يدل على مخالطة الشيء والالتباس به وادِّراعه.

قرقفالقَرْقَفُ: الخَمر، وقال ابن الأعرابي: سُميِّت بذلك لأنها تُرْعِدُ شاربها، وأنكر ذلك عليه أبو عبيد، وقال السُّكري: القَرْقَفُ: التي يُرْعد عنها صاحبها من إدمانه إيّاها، وقال الليث: القَرْقَفُ: التي يُرعد عنها صاحبها من إدمانه إياها، وقال الليث: القَرْقَفُ: تُوصف به الخمر ويوصفُ به الماء البارد: قال الفرزدق في وصف الماء:

ولا زادَ إلاّ فَضْلَتانِ سُلافَةٌ ... وأبْيَضُ من ماءِ الغَمَامَةِ قَرْقَفُ

قال الأزهري: هذا وَهم، في البيت تأخير أُريد به التقديم، والمعنى: سُلافة قَرْقَفٌ وأبيض من ماء الغمامة.

وقال ابن عبّاد: القُرْقُوْفُ: الخمر.

وقال الليث: يسمى الدرهم قُرْقُوْفاً، قال الساجع: أبيض قُرْقُوفْ؛ لا شعر ولا صوف؛ بكل بلد يطوف. ويعني به الدرهم الأبيض.

وقال غيره: القُرْقُفُ - بالضم - : طَير صغار كأنها الصَّعَاء. قال الأزهري: هو القُرْقُبُ - بالباء - .

وقال الفَرّاء: من نادر كلامهم: القَرْقَفَنَّةُ: الكَمَرةُ.

وفي حديث وهب بن مُنَبِّهٍ: أنه قال: إذا كان الرجل لا يُنكِر عمل السوء على أهله جاء طائر يُقال له القَرْقَفَنَّةُ. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ق ن ذ ع.

وقال ابن عبّاد: ديك قُرَاقِفٌ: شديد الصوت.

وقَرْقَفَ: أرعد؛ عن ابن الأعرابيِّ.

وقُرْقِفَ الصَّرِدُ: أي خَضِرَ حتى يُقَرْقِفَ ثناياه بعضها ببعض؛ أي يصدِمَ، قال:

نِعْمَ ضَجِيْعُ الفَتى إذا بَرَدَ ال ... لَيْلُ سُحَيْراُ وقُرْقِفَ الصَّرِدُ

ومنه حديث أم الدَّرْداءِ - رضي الله عنها - قالت: كان أبو الدَّرْداء - رضي الله عنه - يغتسل من الجنابة فيجيءُ وهو يُقَرْقَفُ فأضُمُّه بين فَخِذَيَّ وهي جُنب لم تَغْتَسل.

وقال ابن عبّاد: القَرْقَفَةُ في هدير الحمام والفحل والضحك: الشدة.

وتَقَرْقَفَ: أي ارْتَعَدَ.

قشفالليث: القَشَفُ: قَذر الجلد، ورجل قَشِفٌ وقَشْفٌ - بالتحريك والتسكين - ، وقد قَشِفَ قَشَفاً، وقَشُفَ قَشَافَةً.

 

وقال غيره: القَشَفُ: رثاثةُ الهيئة وسوء الحال وضيق العيش وإن كان مع ذلك يُطَهَّرُ نفسه بالماء والاغتسال، يُقال: أصابهم من العيش ضَففٌ وشظَفٌ وقَشَفٌ.

وقال الفرّاءُ: عام أقشَفُ: أي يابس شديد.

ورجل قَشِفٌ - أيضاً - : إذا لَوَّحَتْه الشمس أو الفَقْرُ فتغيَّرَ.

وقال ابن عبّاد: القُشافُ - الواحدة قُشَافَةٌ - : حجر رقيق أي لون كان.

والمُتَقَشِّفُ: الذي يتبلَّغ بالقوت وبالمُرَقَّعِ، وقيل: المُتَقَشِّفُ: الذي لا يُبالي ما تلطَّخ بجسده؛ وهو قول الليث.

قصفالقصفُ: الكسر، يقال: قَصَفَتِ الريح السفينة. وريح قاصِفٌ: شديدة. وقوله تعالى: )فَيُرْسِلَ عليكم قاصِفاً من الرِّيْح( أي رِيحا تقصِفُ الأشياء أي تكسرها كما تُقْصَفُ العيدان وغيرها. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : ولا قَصَفُوا له قناة. و " قد " كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ب ذ ع ر.

وقال عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما: - الرياح ثمان: أربع رحمة وأربع عذاب، فأما الرحمة فالنّاشِرات والذاريات والمرسلات والمُبشِّرات، وأما العذاب فالعاصف والقاصف - وهما في البحر - والصَّرصر والعقيمُ - وهما في البر - . وفي حديث علي - رضي الله عنه - : كنت كالجبل لا تُحرِّكه العواصف ولا تُزيله القواصِفُ، وقد ذُكِر الحديث بتمامه في تركيب ع ب ب. وقال ابن دريد: في دُعائهم: بعث الله عليه الرِّيح العاصف والرعد القاصف.

وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنا والنبيُّون فرّاطٌ لِقاصِفْينَ. القاصِفُونَ: الذين يزدحمون كأن بعضهم يقِصف بعضا لِفرْط الزحام بداراً إليها، ويقول: تتقدَّم الأمم إلى الجنة وهم على أثرهم، وقال ابن الأنباري: أي أنا والنبيون متقدمون في الشفاعة لقوم كثير متدافعين مزدحمين.

وفي الحديث: أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ما شيَّبَك؟ قالا: هود وذواتُها قصفن عليَّ الأمم. يقول: ذُكِرَ فيهن هَلاك الأمم فاجتمع ذلك.

ورعد قاصِف: شديد الصوت، يُقال: قَصَفَ الرعد وغيره قصِفاً.

والقَصِيْفُ - أيضاً - هَشِيْم الشجر.

والقَصِيفُ: صَرِيفُ الفحل.

وقَصِفَ العود - بالكسر - يَقْصَفُ قَصَفاُ - بالتحريك - فهو قَصِفٌ: أي خَوَّارٌ.

وقَصِفَ النَّبت يقصف قصفا فهو قَصِفٌ: إذا طال حتى انحنى من طوله، قال لبيد رضي الله عنه:

حتّى تَزّيَّنَتِ الجِوَاءُ بفاخِرٍ ... قَصِفٍ كألْوانِ الرِّحالِ عَمِيْمِ

وقال الليث: قَصِفَ الرمح: إذا انشقَّ عرضاً، وأنشد:

سَيْفي جَرِيءٌّ وفَرْعي غيرُ مُؤتَشَبٍ ... وأسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوْزٍ على قَصَفِ

وقَصِفَ نابُه: إذا انكسر نِصْفُه.

والأقْصَفُ: الذي انكسَرت ثَنِيَّتُه.

قال: والأقْصَفُ: الشيء يَنْقَصِفُ نِصْفَيْنِ؛ فهو قَصِيْفٌ وقَصِفٌ.

وقَصِفَتِ القناة قَصَفاً: إذا انكسرت ولم تَبِنْ.

وقال ابن الأعرابي: رجل قَصِفُ البطن: وهو الذي إذا جاع فَتَر واسترخى ولم يتحمل الجوع.

ورجل قَصِفٌ - أيضاً - : سريع الإنكسار عن النجدة.

والقَصَفُ والقَصَفَةُ - بالتَّحريك فيهما - : هَدِيْرُ البعير وهو شدة رُغائه.وقال ابن الأعرابي: القُصُوفُ: الإقامة في الأكل والشرب.

والقَصْفَةُ - بالسكون - : قطعة من رمل تَنْقَصِفُ من معظمه، والجمع: قَصْفٌ وقُصْفَانٌ - مثال تمرة وتمر وتُمران - . وقال ابن دريد: هي القِضَفَةُ - مثال عِنَبَة وبالضاد المُعْجَمَةِ - ، وهو الصواب، ونذكرها - إن شاء الله تعالى - عَقِيب هذا التركيب.

والقَصْفَةُ - أيضاً - : مَرْقاةُ الدرجة مثل القَصْمَةِ.

وقَصْفَةُ القوم - أيضاً - : تدافعه وتراحمهم.

وقال ابن دريد: فأما القَصْفُ من اللهو فلا أحسبه عربيا صحيحا.

قال: وقد سمت العرب قِصَافاً ؟بالكسر - .

وبنو قِصَافٍ: بطن منهم.

وقال النَّضرُ: تسمى المرأة الضخمة: القِصَافَ.

والقِصَافُ - أيضاً - : فرس كان لبني قُشيرٍ، وفيه يقول زياد بن الأشهب:

أتاني بالقِصَافِ فقال خُذْهُ ... عَلانِيَةً فقد بَرِحَ الخَفَاءُ

وانكر أبو الندى هذه الرواية وقال: الرِّواية: " أتاني بالفُطَيْرِ " وقال: البيتُ للرُّقاد.

 

والقَوْصَفُ: القَطِيْفَةُ. ومنه الحديث: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صَعْدَةٍ يتبعها حُذَاقيٌّ عليها قَوصَفٌ لم يبق منها إلاّ قرقرُها. الصَّعْدَةُ: الأتانُ، والحُذَاقيُّ: الجَحْشُ، والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ.

وقال ابن عبّاد: القَصَفَةُ: دِقَّةُ الأرطى، وقد أقْصَفَ الأرْطى.

والتَّقَصُّفُ: التَّكَسُّرُ.

والتَّقَصُّفُ: اللهو واللعب على الطعام والشراب.

والتَّقَصُّفُ: الاجتماع. ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها - وذكرت أباها - رضي الله عنه - قالت في حديث طويل: ثم بدا لأبي بكر - رضي الله عنه - فابتنى مسجدا بفاء داره؛ وكان يصلي فيه فَيَتَقَصَّفُ عليه نِساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه.

وفي حديث سلمان - رضي الله عنه - : قال يهودي: أن بني قَيْلَةَ يَتَقاصَفُوْنَ على رجل بقُباءيزعم أنه نبي. أي من شدة ازدحامهم يكسر بعضهم بعضاً.

وأبو تُقاصِفَ - بضم التاء - : رجل من خُناعَة ظلم قيس بن العجوة الهُذلي، فدعا عليه ابن العجوة فاستُجيبت دعوته، وقد ذُكرت القصة بتمامها في تركيب ع و د.

والانْقِصَافُ: الاندفاع، يقال: انْقَصَفُوا عنه: إذا تركوه ومرُّوا. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : والذي نفس محمد بيده لما يُهِمُّني من انقصافهم على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي. أي اندفاعهم، يعني أن استسعادهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك أهم عندي من إن أبلغ أنا منزلة الشافعين المُشفعين، لأن قبول شفاعته كرامة له وإنعام عليه، فوصولهم إلى مُبتغاهم آثر لديه من نيل هذه الكرامة لفَرْطِ شفقته على أمته. رزقنا الله شفاعته، وأتم له كرامته.

والتركيب يدل على الكسر.

قضفابن دريد: القَضَفَةُ - بالتكريك - : القَطاةُ، أو ضرب من الطير في بعض اللغت؛ عن أبي مالك.

قال: والقِضَفُ والقَضَفُ والقَضَافَةُ: من قولهم رجل قَضِيْفٌ بيِّن القِضَفِ والقَضَفِ والقَضَافَةِ: للنحيف من خلق لا من هُزال، والجمع: قِضَافٌ.

قال: والقِضَفَةُ - والجمع قُضْفَانٌ - : وفي قطعة من الرمل تَنْقَضِفُ من معظمه أي تنكسر.

والقَضَفَةُ - بالتحريك - : قطعة من الأرض تغلُظُ وتحدودب وتطول قليلا. وقال الليث: القَضَفَةُ: أكمة كأنها حجر واحد، والجميع: القَضَفُ والقِضَافُ، لا يخرج سيلها من بينها.

وقال الأصمعي: القِضْفَانُ والقُضْفَانُ: أماكن مرتفعة من الحجارة والطين.

وقال أبو خيرة: القَضَفُ: إكام صغار يسيل الماء بينها وهي في مُطمأن من الأرض وعلى جرفة الوادي، الواحدة قَضَفَةٌ، قال ذو الرُّمة:

وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعَافَ وغَرَّقَتْ ... جَوَارِيْهِ جَذْعانَ القِضَافِ النَّوَابِكِ

الجُذْعانُ: الصغار، ويروى: " البَرَانِكِ " وهي مثل القِِضَافِ.

والقَضَفُ الحجارة الرقاق، قال عبد الله بن سَلَمَةَ - وقيل: سَلِيْمَةَ - الغامدي:

دَرَأْتُ على أوَابِدَ ناجِيَاتٍ ... يَحُفُّ رِياضَها قَضَفٌ وَلُوْبُ

والقَضَفُ: الدِّقَّة، قال قيس بن الخطيم:

بَيْنَ شُكُوْلِ النِّسَاءِ خِلْقَتُها ... قَصْدٌ فلا جَبْلَةٌ ولا قَضَفُ

والتركيب يدل على دقة ولطافة.

قطفقَطَفْتُ العنب أقطِفُه قَطْفاً: جَنَبْته. والقِطْفُ - بالكسر - : العُنقود. وقال الليث: القِطْفُ اسم للثمار المَقْطُوْفَةِ. وقوله تعالى: )قُطُوْفُها دانِيَةٌ( أي ثمارها دانية من متناولها لا يمنعه بُعد ولا شوك. وفي الحديث: يجتمع النفر على القطف فيُشبعهم، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ف ث ر.

وقال الدينوري: القِطْفَةُ: من السُّطّاح؛ وهي بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ تسلنطح وتطول، ولها شوك كالحسك وجوفه أحمر، وورقها أغبر، وهذا عن الأعراب القدم. وقال غيرهم من الرواة: القِطْفُ يُشبه الحسك. والقولان متَّفقان.

قال: والقَطَفُ - بالتحريك - : من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القدر؛ وورقته خضراء معرضة حمراء الأطراف خشناء، وخشبه صُلب متين تُتخذ منه الأصناق أي الحَلَقُ التي تُجعل في أطراف الأروية. أخبرني بذلك كله أعرابي، وأنشد:

أمِرَّة اللّيف وأصْنَاق القَطَفْ

وقَطَفٌ آخر: من احارا البقول، وهو الذي يسمى بالفارسية: السَّرْمَقَ.

 

والقَطَافُ والقِطَافُ: وقت القَطْفِ. وفي حديث الحجّاج: أنه خطب حين دخل العراق فقال في خطبته: إني أرى رؤوسا قد أيْنَعَتْ وحان قِطافها.

والقِطَافُ: اسم من قَطَفَتِ الدابة تَقْطِفُ - بالكسر - قَطْفاً: إذا ضاق مشيُها، قال زهير بن أبي سُلمى يصِفُ ناقةً:

بآرِزَةِ الفَقَارَةِ لم يَخُنْها ... قِطَافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاَءُ

وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : خرجْت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الغزوات، فبينا أنا على جملي أسير - وكان جملي فيه قِطَافٌ - فلحق بي فضرب عَجُز الجمل بسنوط؛ فانطلق أوسع جمل ركبته قط يواهق ناقته مواهقة. واشتاق القِطَافِ من القَطْفِ وهو القَطْعُ، لأن السير يجيءُ مُقطعاً غير مُطردٍ، والمُوَاهَقَةُ: المباراة في السير.

ودابة قَطُوْفٌ: من القِطَافِ، قال رُؤْبَةُ:

كأنَّهُنَّ في الدَّمِ السَّدِيْفُ ... أرَاكُ أيْكٍ مَشْيُها قَطُوْفُ

والقَطُوْفُ: فرس جبار بن مالك بن حمار الشَّمْخيِّ، قال نَجَبَة بن ربيعة الفزاري:

لم أنْسَ جَبّاراً ومَوْقِفَهُ الذي ... وَقَفَ القَطُوْفُ وكان نِعْمَ المَوْقِفُ

ويقال: لأُلحقَنَّ قَطُوْفَها بالمِعْنَاقِ.

ويقال: أقْطَفُ من ذرة، ومن حَلَمة، ومن أرنب.

والقُطُوْفُ: الخدوش، الواحد: قَطْفٌ، قال يعقوب عن أبى عمرو، يقال: قَطَفَه يَقْطِفُه: أي خدشه، قال حاتم:

سِلاحُكَ مَرْقيٌّ فلا أنتَ ضائرٌ ... عَدٌوّاً ولكنْ وَجْهَ مَوْلاكَ تقْطِفُ

والقَطَفُ والقُطْفَةُ: الأثر.

والقَطِيْفَةُ: دِثار مُخْمل، والجمع: قطائف وقُطُف، قال ذو الرُّمة يصف ظليما:

هَجَنَّعٌ راحَ في سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... من القَطائِف أعْلى ثَوْبِهِ الهُدُبُ

والقَطِيْفَةُ: قرية دون ثنيَّة العقاب لمن طلب دمشق في طرف الربية من ناحية حمص.

وأما القَطائف التي تؤكل فلا تعرفها العرب، وقيل لها ذلك لأن على وجهها مثل خَمْلِ القطائف.

والقَطائفُ من التمر: صُهْبٌ مُنضمرة.

والقَطِيْفُ: قرية بالبحرين.

وقَطَافِ - مثال قَطَامِ - : الأمة.

والقُطَافَةُ: ما يَسقط من العنب إذا قَطِفَ كالجُرَامة من التمر.وأقْطَفَ الكَرم: أي دنا قِطَافُه. وأقْطَفَ القوم: أي حان قِطَافُ كُرومهم.

وأقْطَفَ الرجل: إذا كانت دابَّته قَطُوْفاً، قال ذو الرُّمَّة يصف جنديا:

كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُطْطِفٍ عَجِلٍ ... إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيْمُ

وقَطَّفَ في الشيء: أثر فيه.

والتَّقْطِيْفُ: مبالغة القَطْفِ وهو الخدش، وأنشد الأزهري:

وهُنَّ إذا أبْصَرْنَهُ مُتَبَذَّلاُ ... خَمَشْنَ وُجُوْهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ

أي لم تُخدَّش.

والتَّقْطِيْفُ - أيضاً - : مبالغة القَطْفِ وهو جَني الثمر، قال العجاج:

كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّفَ من أعْنابِهِ ما قَطَّفا

والمُقطَّفَةُ من الرجل: القِصار.

والتركيب يدل على أخذ ثمرة من شجرها ثم يُستعار ذلك.

قعفقَعَفْتُ النخلة: قَلَعْتُها من اصلها.

والقَعْفُ: لغة في القَحْفِ وهو اشتفافك ما في الإناء أجمع.

وقال الليث: القَعْفُ: شدة الوَطء واجتِرافُ التراب بالقوائم، وأنشد:

يَقْعَفْنَ باعاً كَفَرَاشِ الغِضْرِمِ ... مَظْلُوْمَةً وضاحِياً لم يُظْلَمِ

الغِضْرِمْ: المكان الكثير اللين اللزج.

والقاعِفُ من المطر: الشديد يَقْعَفُ الحجارة أي يجرفها عن وجه الأرض.

وقال ابن الأعرابي: القَعَفُ - بالتحريك - : السقوط في كل شيء، وقال في موضع آخر: القَعَفُ: سقوط الحائط.

قال: والقَعَفُ: الجبال الصغار بعضها على بعض.

وانْقَعَفَ الجُرُف: إذا انهار وانقَعر.

وانْقَعَفَ الحائط: أي انقلع من اصله. وقال ابن دريد: انْقَعَفَ الشيء: إذا زال عن موضعه خارجاً، وأنشد:

شُدّا عَلَيَّ سُرَّتي لا تُنْقَعِفْ ... إذا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ

ويُروى " شِكَّتي " .

والاقْتِعَافُ: الاقتلاع.

والاقْتِعَافُ - أيضاً: أخْذٌ رغيب، وأنشد الأصمعي:

واقْتَعِفِ الجَلْمَةَ منها واقْتَثِثْ ... فإنَّما تَكْدَحُها لِمَنْ يَرِثْ

يُقال: اخذ الشيء بجملته: أي كله.

 

والتَّقَعُّفُ: الانقِعَافُ.

والتركيب يدُل على اجْتِرَافِ شيء وأخذه أجمع.

قففالقَفُّ: يَبْيس أحرار البُقول وذُكُورها، وأنشد الليث:

كأنَّ صَوْتَ خِلْفِها والخِلْفِ ... كَشَّةُ أفْعى في يَبِيْسٍ قَفِّ

والقَفِيْفُ والجَفِيْفُ مثله، يقال: الإبل فيما شاءت من جَفِيْفٍ وقَفِيْفٍ؛ وأنشدالدِّيْنوريُّ:

تَدُقُّ في القَفِّ وفي العَيْشُوْمِ ... أفاعِياً كَقِطَعِ الطَّخِيْمِ

الطَّخِيْمُ: من الأطْخَمِ وهو اللحم يُيَبَّسُ فيسوَدُّ، والأطْخَمُ: مثلُ الأدْغم.

وقال الأصمعي: قَفَّ العشب: إذا اشتد يُبْسُه.

ويقال للثوب إذا جَفَّ بعد الغسل: قد قَفَّ قُفُوْفاً.

وقَفَّ شعري: أي قام من الفَزَع.

والقَفّافُ: الذي يَسْرِقُ الدراهم بين أصابعه، وقد قَفَّ يَقُفُّ - بالضم - . وفي حديث بعضهم وضرب مثلا فقال: ذهب قَفّافُ إلى صَيْرَفي بدراهم. وهو الذي يَسْرِقُ بمفِّه عند الانتقاد قال:

فَقَفَّ بكَفِّهِ سَبْعِينَ منها ... من السُّوْدِ المُزَوَّقَةِ الصِّلابِ

ويقال: أتَيْتُه على قَفّان ذاك وقافِيَته: أي على أثر ذاك. ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : أنه قال حُذيفة - رضي الله عنه - : أنك تستعينُ بالرجل الذي فيه - ويروى: بالرجل الفاجر - فقال: إني أستعمله لأستعين بقوته ثم أكون على قَفّانِه. يريد: ثم أكون على أثره ومن ورائه أتتبعُ أموره وأبحث عن أخباره؛ فكِفايته واضطرعه بالعمل ينفعني ولا تدعه مُراقبتي وكلاءة عيني أن يختان. وأنشد الأصمعي:

وما قَلَّ عندي المالُ إلاّ سَتَرْتُهُ ... بِخِيْمٍ على قَفّانِ ذلكَ واسِعِ

وقيل: هو من قولهم: فلان قَفّانٌ على فلان وقَبّان عليه: أي أمين عليه يتحفظ أمره ويحاسبه، كأنه شبَّه اطلاعه على مجاري أحواله بالأمين المنصوب عليه لإغنائه مغناه وسدِّه مسدَّه.

وقال الأصمعي: قَفّانُ كل شيء: جماعه واستقصاء معرفته. وقال بعضهم: قَفّانُه إبّانُه، يقال: هذا حين ذاك وربّانُه وقَفّانُه وإبّانُه وأوَانه.

وقال ابن شُمَيْلٍ: القُفَّةُ رِعْدَةٌ تأخذ من الحمى.

والقُفُّ - بالضم - ما ارتفع من الأرض من مُتُوْنِها وصَلُبت حجارته، والجمع: قِفَافٌ وأقْفَافٌ، قال امرؤ القيس:

فلمّا أجْزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانْتَحى ... بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ

ويروى: " بَطْنُ حِقْفٍ ذي رُكام " .

وقال شَمِرٌ: القُفُّ: ما ارتفع من الأرض وغَلُظ ولم يبلغ أن يكون جبلا. وقال ابن شُمَيْلٍ: القُفُّ حجارة غاصّ بعضها ببعض مُترادف بعضها إلى بعض حمرٌ لا يخالطها من اللين والسهولة شيء، وهو جبل غير أنه ليس بطويل في السماء؛ فيه إشراف على ما حوله، وما أشرف منه على الأرض حجارة؛ تحت تلك الحجارة - أيضاً - حجارة، قال: ولا تقلى قُفّاً إلاّ وفيه حجارة متعلقة عِظام مثل الإبل البُرُوك وأعظم وصغار، قال: ورُبَّ قُفٍّ حجارته فَنَادير أمثال البيوت، قال: ويكون في القُفِّ رياض وقِيعان؛ فالروضة حينئذ من القُفِّ الذي هي فيه ولو ذهبْت تَحْفْر فيها لَغلبَتْك كثرة حجارتها، وهي إذا رأيتها رأيتها طيناً وهي تُنبِتُ وتُعْشِب، وربما قَفَّفَ القُفَّ حجارته. قال رُؤْبَةُ:

وقُفِّ أقْفَافٍ ورَمْلٍ بَحْوَنِ ... من رَمْلِ أرْنى ذي الرُّكامِ الأعْكَنِ

ويروى: " يَرْنى " يريد أن يُعَظِّمه كقولهم: صِلُّ أصلالٍ.

والقُفُّ: علمٌ لواد من أودية المدينة - على ساكِنيها السَّلامُ - قال زُهير بن أبي سُلمى:

لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنَازِلُهْ ... عَفَا الرَّسُّ منها فالرُّسَيْسُ فَعاقِلُهْ

فَقُفٌ فَصَاراتٌ فأكْنَافُ مَنْعِجٍ ... فشرقيُّ سلمى حَوْضُهُ فأجاوِلُهْ

ثم أضاف إليها شيئا آخر وثنّاه فقال زهير أيضاً:

كم للمَنازِلِ من عامٍ ومن زَمَنِ ... لآلِ أسْماءَ بالقُفَّيْنِ فالرُّكُنِ

وقال ابن عبّاد: القُفُّ: خُرْتُ الفَأسِ، والقصير من الرجال.

وجاءنا بقُفٍّ من الناس: إي بأخْلاطٍ وأوْباشٍ.

قال: والقُفُّ: السُّدُّ من الغَيْم كأنه جبلُ.

وقال غيره: القُفُّ ظهر الشيء. وناقَةٌ قُفِّيَّةٌ: تَرعى القُفَّ.

والقُفُّ: من حبائل السِّباع.

 

وقال الليث: القُفَّةُ: كهيئة القرْعةِ تُتَّخذ من خُوص، يقال: شيخ كالقُفَّة وعجوز كالقُفَّة. وزاد غيره: يُجْتنى فيها من النخل ويضع فيها النساء غَزْلَهُنَّ. وفي حديث أبي رجاء عِمران بن تيمٍ العُطارِديِّ: يأتونني فيحملونني كأنني قُفَّةٌ حتى يضعوني في مقام الإمام فأقرأ بهم الثلاثين والأربعين في ركعة.

وقال الأصمعي: القُفَّةُ من الرجال: الصغير الجِزرم قد قف أي انضم بعضه إلى بعض حتى صار كأنه قُفَّةٌ. وقال ابن السكِّيت في قولهم كبر حتى صار كأنه قُفَّةٌ. وقال ابن السكيت في قولهم كَبِر حتى صار كأنه قُفَّةٌ: وهي الشجرة البالية اليابسة. وقال الأزهري: وجائز أن يُشبَّه الشيخ إذا اجتمع خلقُه بِقُفَّة الخوُص وهي كالقرعة تُجعل لها معاليق وتُعلَّق بها من رأس الرحل يضع الراكب فيها زاده وتكون مُقَوَّرة ضيِّقة الرَّأس، قال:

رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالقُفَّهُ ... تَسْعى بِجُفٍّ معها هِرْشَفَّهْ

وروى أبو عُبيد: " كالكِفَّهْ " .

والقُفَّةُ: الفَأْرَةُ.

والقُفَّةُ - أيضاً - : ما ارتفع من الأرض؛ كالقُفِّ.

وقَفْقَفا البعير: لَحْياه.

وأما قول عمرو بن أحمر الباهلي يصف ظَليماً:

يَظَلُّ يَحُفُّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ ... ويَلْحَفُهُنَّ هِفّافاً ثَخِيْنا

ويروى: " هَفْهَافاً " ، فإنه يريد أنه يَحُفُّ بيضه بجناحيه ويجعلهما له كاللحاف وهو رقيق مع ثِخَنِه.

وأقَفَّتِ الدجاجة: إذا انقطع بيضها، هذا قول الأصمعي. وقال الكسائي: إذا جمَعَتْ بيضها.

وقال أبو زيد: أقَفَّتْ عين المريض: إذا ذهب دمْعُها وارتفع سوادُها.

وقَفْقَفَ الرجل: إذا ارتعد من البرد.

والقَفْقَفَةُ: اضطراب الحَنِكْين واصطحاك الأسنان من البرد وغيره، وأنشد ابن دريد:

نِعْمَ ضَجِيْعُ الفَتى إذا بَرَدَ ال ... لَيْلُ سُحَيراً وقَفْقَفَ الصَّرِدُ

قال: وقَفْقَفَ النَّبْتُ وتَقَفْقَفَ: إذا يَبِسَ.

وتَقَفْقَفَ الرجل من البرد: إذا ارْتَعَدَ، مثل قَفْقَفَ.

والتركيب يدل على الجمع والتجمعُ والتَّقَبُّضِ.

قلطفقِلْطِفُ بن صَعْتَرَةَالطائي: أحد حُكّام العرب وكُهّانِهم.

قلعفاقْلَعَفَّ الجِلْدُ واقْفَعَلَّ: إذا انْزَوى.

واقْلَعَفَّت أنامِلُه واقْفَعَلَّتُ: إذا تَشَنَّجَتْ من بَرْدٍ أو كِبَرٍ.

وقال الليث: البَعيرُ يَقْلَعِفُّ إذا ضرب الناقة فانضم إليها؛ يَقْلَعِفُّ: يصير على عُرْقُوْبَيْهِ مُعتمدا عليهما وهو في ضِرَابه، وهذا لا يُقْلَب.

قال: وإذا مددت الشيء ثم أرسلته فانضم قُلت: أقْلَعَفَّ.

وقال ابن شُمَيْل: يقال للرّاكب إذا لم يكن على مركب وطِيء: مُتقَلْعِفٌ.

قلفرجل أقْلَفُ بيِّن القلف: وهو الذي لم يُخْتَنْ. وفي حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - : الأقْلَفُ لا تُؤكل ذبيحتُه.هذا على التَّنزيه لا على التحريم.

والقُلْفَةُ - بالضم: - العُزْلة، قال:

كأنَّها حِثْرِمَةُ ابْنِ غابِنِ ... قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحْتَ مُوْسى خاتِنَ

وقَلَفَها الخاتن قَلْفاً: قطعها. وتَزعم العرب أن الغلام إذا ولد في القَمراء فَسحت قُلْفَتُه كالمختون، قال امرؤ القيس لقَيْصر لما دخل معه الحمام:

إنّي حَلَفْتُ يَمِيْناً غيرَ كاذِبَةٍ ... لأنْتَ أقْلَفُ إلاّ ما جَنى القَمَرُ

ويروى: " أغْلَفُ " . وأنهم يقولون: إذا كان الصبي أجلعَ خَتَنَه القمر، والأجلَعُ: الذي لا تتوارى قُلْفَتُه.

وعيش أقْلَفُ: رغَد.

وقال ابن دريد: سيف أقْلَفُ: الذي في طرف ظُبَتِهِ تحزيز.

وقال غيره: سنَة قَلْفَاءٌ: مَخْصِبةٌ.

والقَلَفةُ - بالتحريك - : من الأقْلَفِ كالقطعة من الأقْطَعِ.

وقال الَرّاءُ في نوادِرِه: القَلَفَةٌ: القُلْفَةُ.

وقال غيره: القَلَفَتانِ: طَرَفا الشَّارِبين.

والقِلْفُ - بالكسر - : الموضع الخشن.

والقِلْفُ - أيضاً - : الدَّوْخَلَّةُ.

والقِلْفُ: قشر شجر الكُنْدُر الذي يُدخن به.

وقال الدِّينوريّ: ذكر الأعراب أن القِلْفة خضراء لها ثمرة صغيرة، وهي كالقُلقُلان، والمال حَرِيص عليها.

وقَلَفْتُ الشجرة: أي نَحَّيْتُ عنها لحاءها.

وقَلَفْتُ الدّنّ: فَضَضْتُ عنه طِيْنَه.

 

وقَلَفْتُ السفينة: إذا خَرَزْتَ ألواحها بالليف وجعلت في خللها القار، والاسم القِلافَة.

وفي حديث سعيد بن المسيب: إنه كان يَشرب العصير ما لم يَقلِفْ: أي ما لم يُزْبِدْ.

وقال أبو مالك: القِلَّفُ - مثال قِنَّبٍ - : الغِرينم والتِّقْنُ إذا يَبِسَ.

والقَلِيْفُ: جُلَّة التمر.

وقال ابن عبّاد: صخرة قِلْيَفةٌ وناقة قِلْيَفٌ - بوزن حِميَر - : وهي الضَّخمةُ.

وقال النّضر: القَلْفُ: الجِلال المملوءة، وكل جُلّة منها: قَلْفَةٌ، وهي المَقْلُوْفَةُ، وثلاث مَقْلُوْفات، وكل جُلَّة مَقْلُوْمَةٌ، وهي الجلال البحرانيَّة.

وقال ابن عبّاد: قَلَّفْتُ الجَزُور تَقْلِيفا: عضَّيْتُها.

وقال غيره: قَلَّفْتُ السفينة: مثل قَلَفْتُها.

والتَّقْلِيْفُ: من كلام أهل حضر موت، وهو تَمر يُنزع نواه ويُكنز في قِرب وظروف من الخوص.

واقْتَلَفْتُ من فلان أربع قَلَفَاتٍ وأربع مَقْلُوْفاتٍ: وهو أن تأتي الجُلَّةَ عند الرجل فتأخذها بقوله منه ولا تَكِيلها.

والاقْتِلافُ - أيضاً - : اقْتِلاعُ الظفر من أصله، وأنشد الليث:

يَقْتَلِفُ الأظْفارَ عن بَنانِهِ

وقال العُزَيزيُّ: انْقَلَفَتْ سُرَّته: إذا تعجّزت، وأنشد:

شُدُّوا علي سُرّتي لا تَنْقَلِفْ

والتَّركيب يدل على كشط شيء عن شيء.

قلهففي النوادر: شعر مُقْلَهِفٌّ: أي مُرتفع جافل.

والقَلَهْنَفُ: المرتفع الجسم.

قنصفالليث: القِنْصِف: طوط البردي نفسه.

قنفأبو عمرو: القُنافي - بالضم - من الرجال: العَظيم.

وقال ابن عبّاد: رجل قُنافٌ: ضخم اللحية، وقيل: الطويل الجسم الغَليظُه، وقِناف مثله.

قال: والقُنَافُ: الفَيشلة الضخمة.

وقال غيره: القُنَافُ: الرجل الكبير الأنف.

وقَبِيصة بن هُلب - وهُلب لقب؛ واسمه يزيد - بن قُنافة الطائي: هو وأبوه هُلب من أصحاب الحديث.

والأقْنَف: الأبيض القَفا من الخيل.

والقَنَفُ - بالتحريك - : صِغَرُ الأذنين وغِلَظُهما، وزاد ابن دريد: ولُصُوقهما بالرأس.

وقال أبو عمرو: القَنَفُ: البياض الذي جُردان الحمار.

وقال الليث: الأذن القَنْفَاءُ أذن المِعْزى: إذا كانت غليظة كأنها نَعل مخصوفة؛ ومن الإنسان: إذا كانت لا أُطَر لها؛ والكَمَرَة القَنْفَاء. وكانت لَهْمام بن مرة ثلاث بنات فآلى ألاّ يُزوجهن أبداُ، فلما طالت بهن العُزُوبة قال إحداهن بيتا وأسمعته كأنها لا تعلم أنه يسمع ذلك، فقالت:

أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي اللاّئي تكُونُ مَعَ الرِّجالِ

فأعطاها سيفا وقال: السيف يكون مع الرجال، فقالت التي تليها: ما صَنَعتِ شيئاً؛ ولكني أقول:

أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي قَنْفَاءَ مُشْرِفَةِ القَذَالِ

فقال: وما قَنْفَاء تريدين مِعْزىً؟، فقالت الصغرى: ما صنعتما شيئاً؛ ولكني أقول:

أهَمّامُ بن مُرَّةَ أنَّ هَمّي ... لَفي عَرْدٍ أسُدُّ به مَبالي

فقال: أخزاكُن الله؛ وزوجهُن. وأنشد غير الليث.

وأُمُّ مَثْوايَ تُذَرّي لِمَّتي ... وتَغْمِزُ القَنْفَاءَ ذاةَ الفَرْوَةِ

وقال أبو عمرو: القَنِيْفُ والقَنِيْبُ: جماعات الناس.

وقال ابن دريد: القَنِيْفُ والقَنِيْبُ: جماعات الناس.

وقال ابن دريد: القَنِيْفُ اختلفوا فيه، فقال قوم: القَنِيْفُ السحاب، وقال آخرون: مرَّ قَنِيْفٌ من الليل: إذا مرَّ هَوِي منه؛ وليس بثَبتٍ.

وقال ابن عبّاد: القَنِيْفُ: القليل الأكل.

والقَنِفُ: الأزْعر القليل شعر الرأس.

وقَنِفَ القاعُ قَنَفاً: إذا تشقَّق طينه. قال ابن الأعرابي: القِنَّفُ والقِلَّفُ - مثال قِنَّبٍ - : ما تطاير من طين السيل على وجه الأرض وتشقَّق.

قال: وأقْنَفَ الرجل: إذا اسْتَرْخَتْ أذنه.

وأقْنَفَ: إذا اجتمع له رأيه.

وقال ابن عبّاد: أقْنَفَ: إذا صار ذا جيش كثير.

وحَجَفَةٌ مُقَنَّفَةٌ - بتشديد النون المفتوحة - : أي مُوسعة.

وقَنَّفْتُه بالسيف: أي قطعْتُه.

وقال ابن الأعرابي: اسْتَقْنَفَ الرجل: إذا اجتمع له رأْيُه وأمره في معاشه؛ مثل أقْنَفَ.

والتركيب يدل على تجمُّع شيء.

قوفقُوْفُ الأذن - بالضم - : أعلاها؛ وقيل: مُستدار سمِّها.

 

وقولهم: أخذه بقُوْفِ رقبته وبِقُوْفَةِ وبقافِ رقبته: أي برقبته جمعاء. وقال الكسائي: هو أن يأخذ برقبته فيعصرها، قال:

نَجَوْتَ بقُوْفِ نَفْسِكَ غيرَ أنّي ... إخَالُ بأنْ سَيَيْتَمُ أو تَئيْمُ

أي نجوت بنفسك.

وبيت قُوْفى - مثال طُوبى - : من قُرى دمشق.

والقاف: من حروف المعجم.

وقاف: جبل مُحيط بالأرض، قال الله تعالى: )ق والقُرْآنِ المَجِيْدِ(.

والقائفُ: الذي يعرف الآثار، والمجع: القافَةُ، يقال: قُفْتُ أثره قَوْفاً: إذا اتَّبعْته؛ مثل قَفَوت أثره، قال الأسود بن يَعْفُر:

كَذَبْتُ عليكَ لا تَزَالُ تَقُزْفُني ... كما قافَ آثارَ الوَسِيْقَةِ قائفُ

فأغراه بنفسه؛ أي عليك بي. ويقال: هو أقْوَفُ الناس.

واقْتَافَ أثره: مثل قافَهُ.

وقال ابن شُميل: يقال فلان يَتَقَوَّفُ على مالي: أي يحجُر عليَّ فيه.

وهو يَتَقَوَّفُني في المجلس: أي يأخذ عليَّ في كلامي ويقول قُل كذا وكذا.

وقال ابن دريد: القاف والواو والفاء ليست أصلا؛ وإنما هي من باب أبدال.

قيفذو قَيْفانَ: علقمَةُ بن علسٍ ذي جَدَن بن الحارث بن زيد بن الغوث بن الأصغر بن سعد بن عوف بن عدي الحِميَري؛ ويقال: ذو قيفان بن مالك بن زُبيد بن وَلِيعة بن مُعيد بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل، وهو مَلك البَوْنوالبَوْنُ مدينة لهَمْدان - ، فقتله زيد بن مَرْب الهمْداني جدُّ سعيد بن قيس بن زيد، ومَلَك بعده مَرْثَد بن عَلس الذي أتاه أمرؤ القيس يستمده على بني أسد. وفي ذي قَيفان يقول عمرو بن معدي كرِب رضي الله عنه:

وسَيْفٌ لابْنِ ذي قَيْفَانَ عِنْدي ... تَخَيَّرَه الفَتى من قَوْمِ عادِ

كتفالكَتِفُ والكِتْفُ - مثال كَذِب وكِذْبٍ - ، وهي مؤنثة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه سلم - أنه أُتي بكَتِفٍ مُؤرَّبة فأكلها وصلّى ولم يتوضَّأْ، قال:

إنّي امْرُؤ بالزَّمانِ مُعْتَرِفُ ... عَلَّمَني كَيْفَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ

وذو الكَتِفِ: مروان سليمان بن يحيى بن أبي حَفْصة - واسمه يزيد - بن مروان بن الحَكَم، وأصلُهُم يهود من موالي السَّمَوْءل بن عادِياءَ، وهم يَدَّعون أنهم موالي عُثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، وإنّما أعْتَقَ مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدار، ويُقال إن عثمان - رضي الله عنه - اشتراه غُلاما من سَبْيَ اصطَخْرَ ووهبه لمروان بن الحكم، يُكَنّى أبا السِّمط، وكان يُلَقَّب ذا الكَتِفِ لبيت قاله.

وجمْع الكَتِفِ: أكْتافٌ.

وذو الأكتاف: سابور بن هُرمُز بن نرسي بن بهرَام. قال ابن قُتيبة: لما بلغ سابور ست عشرة سنة أمر أن يختاروا له ألف رجل من أهل النجدة ففعلوا، فأعطاهم الأرزَاق ثم سار بهم إلى نواحي العرب الذين يَعِيثون في أرضهم فقتل من قدر عليه ونزع أكتافهم، فلُقِّب ذا الأكتاف.

والكَتّافُ: النّاظِر في الكَتِفِ.

ورجل أكْتَفُ بيِّن الكَتَفِ: أي عَريض الكَتِفِ.

والأكْتَفُ - أيضاً - من الخيل: الذي في أعالي غَرَاضِيْفِ كَتِفَيْه انْفِرَاجٌ.

وقال الليث: المِكْتَافُ من الدّ؟واب: الذي يَعْقِر السرج كِتفه.

وقال ابن دريد: الكُتَافُ - بالضم - : وَجَعُ الكَتِفِ.

والكَتَفُ: ظَلْعٌ يأخذ من وجعٍ في الكَتِفِ؛ عن ابن السِّكِّيت، جمل أكْتَفُ.

والكُتْفَانُ: الجراد أول ما يَطير منه، الواحدة: كُتْفانَةٌ. ويقال: هو الجرادُ بعد الغَوْغاء، أولها السِّرو ثم الدَّبى ثم الغَوْغاء ثم الكُتْفانُ. وقال ابن دريد: إنّما سمي كُتْفاناً لأنه يتَكَتَّفُ في مشيه أي ينزو. وقال الأصمعي: واحد الكُتْفانِ من الدَّبى: كاتِفَةٌ.

وقال الفرّاء في نوادره: كَتَفَ يَكْتِفُ كَتْفاَ - كضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً - وكَتِفَ يَكْتَفُ كَتَفاً - مثال تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً - : إذا مشى مَشياً رُويداً.

وكَتَفَتِ الخيل: إذا ارتفعت فروع أكْتافِها.

والكَتْفُ: أن يُشَدَّ حِنوا الرَّحْلِ أحدهما على الآخر.

وكَتَفْتُ الرجل: إذا شدَدْت يديه إلى خلف بالكِتَافِ وهو حبل. وقال ابن دريد: الكِتَافُ حبل يُشَدُّ به وظِيْفُ البعير إلى كَتِفَيْه.

والكاتِفُ: الكارِه.

وقال الليث: الكَتَفَانُ ضَرْب من الطيران كأنه يَضم جناحيه من خلف شيئاً.

وقال ابن عبّاد: الكَتَفَانُ - أيضاً - من المشي: السرعة.

 

وكُتَيْفَةُ - مُصغرة - : من بلاد باهلة، قال امرؤ القيس:

فكأنَّما بَدْرٌ وَصِيْلُ كُتَيْفَةٍ ... وكأنَّما من عاقِلٍ أرْمَامُ

يقول: قطعتُ هذين الموضعين اللذين ذكر على بُعْد ما بينهما قطْعا سريعاً حتى كأن كل واحد مُتصل بصاحبه، وعاقل وأرمام: موضِعان مُتباعدان. وقال أيضاً:

فأضْحى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ... يَكُبُّ على الأذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ

ويروى: " من كل فِيْقَةٍ " و " من كل تَلْعةٍ " .

وقال ابن عبّاد: كَتَفْتُ الأمر: كَرِهْتُه.

وقال شَمِرٌ: يقال للسيف الصَّفيح: كَتِيْفٌ، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإياديّ:

نُبِّئْتُ أنَّ أخا رِياحٍ جاءني ... زَبِداً لِنابَيْهِ عَلَيَّ صَرِيْفُ

فَوَدِدْتُ لو أنّي لَقِيْتُكَ خالِياً ... أمْشي بكَفّي صَعْدَةٌ وكَتِيْفُ

أراد سَيفاً صَفِيْحاً سماه كُتِيْفاً.

والكَتِيْفَةُ: ضبّة الباب وهي حديدة عَرِيْضَةٌ، قال الأعشى:

بَيْنَما المَرْءُ كالرُّدَيْنيِّ ذي الجُبْ ... بَةِ سَوّاهُ مَصْلِحُ التَّثْقِيْفِ

أو إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْ ... نُ ودانى صُدُوْعَهُ بالكَتِيْفِ

رَدَّهُ دَهْرُهُ المُضَلِّلُ حتّى ... عادَ من بَعْدِ مَشْيِهِ للدَّلِيْفِ

يقال: إناء مَكْتُوْفٌ: أي مُضَبَّبٌ.

والكَتِيْفَةُ - أيضاً - : السَّخِيْمَةُ والحِقد، قال القطاميّ:

أخُوْكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكَتَائفُ

وقال أبو عمرو: الكَتِيْفَةُ: الجماعة من الناس.

وقال ابن دريد: الكَتِيْفَةُ اللحم صِغارا قلْت: كَتَّفْتُه تَكْتِيْفاً.

وقال ابن دريد: كَتَّفَتِ الفَرَس: إذا مشت فحرّكت كَتِفَيْها.

وتَكَتَّفَ الكُتْفَانُ في مشيه: إذا نَزَا.

والتركيب يدل على عِرض في حديدة أو عَظمٍ، وقد شَذّ عن هذا التركيب الكُتْفانُ.

كثفالكَثْفُ - بالفتح - : الجماعة، ومنه قول ابن عباس - رضي الله عنهما - : وأنا في كَثْفٍ. وقد كُتب الحديث بتمامِه في تركيب ح م ش.

والكَثَافَةُ: الغِلَظُ، وقد كَثُفَ الشيء - بالضَّمِّ - فهو كَثِيْفٌ. وقال الليث: الكَثَافَةُ والالْتِفَافُ. والكَثِيْفُ: اسم كَثْرَتِه، يُوصفُ به العسكر والسّحابُ والماء. وأنشد لأُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ:

وتَحْتَ كَثِيْفِ الماءِ في باطِنِ الثَّرى ... ملائِكَةٌ تَنْحَطُّ فيه وتَصْعَدُ

ويروى: " كَنِيْفِ الماء " .

وكَثِيْفٌ السُّلَمِي: من التابعين.

وكُثَيْفٌ - مُصغَّراً - : هو مَوْءلَةُ بن كُثَيْفِ بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية - وهو الضِّبابُ - بن كِلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ - رضي الله عنه - ، له صُحْبَةٌ.

وقال ابن عبّاد: أكثف منك كذا: أي قَرُب وأمكن؛ مثل أكْثَبَ.

وكَثَّفْتُ الشيء تَكْثِيْفاً: أي جعلْتُه كَثِيْفاً.

واسْتَكْثَفَ الشيء: أي كَثُفَ.

وقال ابن دريد: كل مُتراكِب مُتكاثِفٌ، ومنه تَكَاثَفَ السحاب: إذا تراكب وغلُظ.

والتركيب يدل على تراكب شيء على شيء وتجمُّع.

كحفابن الأعرابيِّ: الكُحُوفُ: الأعضاءُ.

كدففي نوادر الأعراب: يقال سَمعت كَدفَتَهم: وهي الصوت تسمعه من غير مُعاينة.

وقال الخارْزنجيُّ: الكَدَفَةُ: صوت وقْع الأرجل، يقال: أكْدَفَتِ الدابة.

كرسفالفَرّاء: الكُرْسُفُ والكُرْسُوْفُ: القطن، قال أبو النجم يصف فحلاً:

كأنَّهُ وهو بِهِ كالأفْكَلِ ... مُبَرْقَعٌ في كُرْسُفٍ لم يُغْزَلِ

شبَّه ما على لَحْيَيه ومشافِرِه من اللُّغام إذا هدر بالكُرْسُفِ.

والكُرْسُفيّ: نوع من العسل.

وكُرْسُفَّةُ - بتشديد الفاء - : موضع.

وقال ابن عبّاد: الكِرْسافَةُ: كُدوْرةُ العين وظُلْمتُها.

قال: والكَرْسَفَةُ: أن يُقطع عُرقُوبُ الدابة، وقيل: هي أن يُقيَّد البعير فيُضَيَّق عليه.

وقال ابن دريد: تَكْرْسَفَ الرجل: إذا تداخل بعضه في بعض.

كرشفأبو عمرو: الكَرْشَفَةُ والخَرْشَفَةُ والكِرْشِفَةُ والخِرْشِفَةُ والكِرْشافُ والخِرْشافُ: الأرض الغعَلِيْظَةُ، وأنشَدَ:

هَيَّجَها من أجْلُب الكِرْشافِ ... ورُطُبٍ من كلأٍ مُجْتافِ

 

أسْمَرُ للوَغْدِ الضَّعيفِ نافِ ... جَرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأجْوَافِ

حُمْرُ الذُّرى مُشْرِفَةُ الأنْوَافِ

كرفكَرَفَ الحمار: إذا شمَّ بول الأتان ثم رفع رأسه وقلب جَحْفَلَتَه. وقال ابن دريد والليث: كَرَفَ يَكْرِفُ ويَكْرُفُ - لغتان - ، وهو لكل دابةٍ، وربما قالوا كَرَفها: أي تشَمَّم بولها، وأنشد:

مُشَاخِساً طَوْراً وطَوْراً كارِفا

وقال ابن دريد: حمار مِكْرَافٌ. وكل ما شَمِمْتَه فقد كَرَفْتَه. وقال الزَّجاج: أكْرَفَ فيه: لُغة.

وقال ابن عبّاد: اكْتَرفَتِ البيضة: فسَدت.

والكِرْفِئُ وكَرْفَأ وتَكَرْفَأ ذُكِرت في تركيب ك ر ف ء؛ لاختلاف الناس في أصالة الهمز ووزيادته.

كرنفالكِرْنافُ: أُصول الكَرب تبقى في جِذْع النخلة بعد قطع السَّعف؛ وما قُطع مع السَّعف فهو كَرَب، الواحدة كِرْنافَةٌ، والجمع كَرانِيْفُ، وقال ابن عبّاد: الكُرْنافَةُ - بالضم - لغة فيها.

ويقال للرجل العظيم القدَمِ: كأن قدَمه كِرْنافَةٌ؛ أي كَرَبَةٌ.

والكِرْنِيْفَةُ: الأنف الضخم.

قال: والكُرْنُفَةُ - بالضم - : الضاوي من الإبل ومن الناس جميعا.

قال: المُكَرْنِفُ: الأنف الضخم كالكِرْنِيْفَةِ.

وكَرْنَفَه بالسيف: إذا قَطعه.

وقال الليث: الكَرْنَفَةُ: الضّرْبُ، تقول: كَرْنَفْتُه بالعصا: إذا ضَرَبْته بها، وأنشد:

لَمّا اْتَكَفْتُ له فَوَلّى مُدْبِراً ... كَرْنَفْتُه بِهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ

والكَرْنَفَةُ: قَطْع الكَرَانِيْفِ.

والمُكَرْنِفُ: الذي يلْقُط التمر من أصول كَرانِيْفِ النخل، قال:

قد تَخِذَتْ لَيْلى بقَرْنٍ حائطا ... واسْتَأْجَرَتْ مُكَرْنِفاُ ولاقِطا

وطارِداً يُطَارِدُ الوَطاوِطا

كرهفالأصمعي: المُكْرَهِفُّ من السحاب: الذي يَغْلُظُ ويركب بعضه بعضا؛ مثل المُكْفَهِرِّ.

وقال أبو عمرو: اكْرَهَفَّ الذَّكَرُ: إذا انتشر، وأنشد:

قَنْفَاءُ فَيْشٍ مُكْرَهِفٍّ حُوْقُها

وشَعَرٌ مُكْرَهِفٌّ: مُرتَفع جافِلٌ.

كسفالكِسْفَةُ: القِطعة، يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك، والجمع: كِسْفٌ وكِسَفٌ، ومنه قوله تعالى: )أوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كما زعمتَ علينا كِسْفاً( و " كِسَفاً " ، قرأها هنا - بفتح السين - أبو جعفر ونافع وأبو بكر وابن ذكوان، وفي الروم - بالإسكان - أبو جعفر وابن ذكوان، وقرأ - بالفتح - إلاّ في الطور حفْصٌ. فمن قرأ مُثقَّلا جعله جمْع كِسْفَةٍ كَفِلْقَةٍ وفِلَقٍ وهي القطعة والجانب، ومن قرأ مُخفَّفا فهو على التوحيد، وجمْعه: أكْسَافٌ وكُسُوْفٌ، كأنه قال: تُسْقِطها طبقاً علينا، من كَسَفْتُ الشيء: إذا غَطَّيته.

وقال أبو زيد: كَسَفْتُ الشيء أكْسِفُه كَسْفاً: إذا قطَعْته.

والكَسْفُ: مصدر كَسَفْتُ عُرْقُوْبه: إذا عَرْقَبْته. وفي الحديث: أن صفوان كَسَفَ عُرْقُوب راحلة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أحرج.

وأنشد الليث:

ويَكْسِفُ عُرْقُوْبَ الجَوَادِ بمِخْذَمِ

وكسَفت الشمس تَكْسِفُ كُسوفاً، وكَسَفها الله، يتعدى ولا يتعدى، قال جَرير يَرْثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطالِعَةٍ ... تَبْكي عليكَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ والقَمَرا

هكذا الرواية، أي أن الشمس كاسِفة تبكي عليك الدهر، النُّحاة يرْوُونه مُغيَّراً وهو: " الشمس طالِعةٌ ليست بِكاسِفة " أي ليست تَكْسِف ضوء النجوم مع طلوعها لِقلة ضوئها وبُكائها عليك.

وكذلك كسَفَ القمرُ، إلاّ أن الأجَوَد فيه أن يقال خَسَف القمر.

وكَسَفَتْ حال الرجال: إذا ساءت، ورجل كاسِف البال: أي سيئ الحال.

وكاسِف الوجه: أي عابِس. وفي المَثل: أكَسْفاً وإمْسَاكاً: يُضربُ لمن يجمع بين العُبوس والإمساك.

ويوم كاسِفٌ: عظيم الهول شديد الشر، قال:

يا لَكَ يَوْماً كاسِفاً عَصَبْصَبَا

وكَسَفَ الرجل: إذا نَكَسَ طَرْفه.

الكَسْفُ في العَرُوْض: أن يكون آخر الجزء متحركاً فتُسقط الحرف رأساً، والشين المُعجَمة تصحِيفٌ، قاله جار الله العلاّمة الزمخشري - رحمه الله - .

وكَسَفُ: قرية من نواحي الصُّغدِ.

وكَسْفَةُ - بالفتح - : ماءةٌ لبني نعامة من بني أسد، وقيل: هي مُعجمَة.

 

وقال ابن عبّاد: الكِسْفُ: صاحب المنصورية.

وقال غيره: كَسَّف بصره عن فلان تَكْسِيفاً: أي خفَّضه.

وقال الليث: بعض الناس يقول: انْكَسَفَتِ الشمس، وهو الخطأ. قال الزهري: ليس ذلك بَخطأ؛ لما روى جابر - رضي الله عنه - : انْكَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

والتركيب يدل على تغير في حال الشيء إلى ما لا يحب، وعلى قَطْع شيء من شيء.

الكَشْفُ والكاشِفَةُ: الإظهار.

والكاشِفَةُ: من المصادر التي جاءت على فاعِلَةَ كالعافية والكاذبة، قال الله تعالى: )ليسَ لها من دُوْنِ اللهِ كاشِفَةٌ(: أي كَشْفٌ وإظْهارٌ.

وقال الليث: الكَشْفُ: رفْعُكَ شيئا عمّا يُواريه ويُغطِّيه.

والكَشُوْفُ: النّاقة يضْرِبُها الفحل وهي حامل، وربما ضربها وقد عظُم بطنُها. وقال الأصمعي: فإنْ حَمَل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكِشَافُ، والناقة كَشُوفٌ، وقد كَشَفَتْ، قال زُهير بن أبي سُلمى:

فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها ... وتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمّ تُنْتَجْ فَتَفْطِمِ

ويروى: " فَتُتْئمِ " . وقال اليث: الكِشَافُ: أن تَلْقح حين تُنتج، والكِشَافُ: أن يُحمل عليها في كل سنة وذلك أرد النِّتاج.

والكَشَُ: انقلاب من قُصاص الناصية كأنها دائرة، وهي شُعيرات تنبتُ صُعداً، والرجل كشَفُ، وذلك الموضع كشفةٌ، قال الليث: يُتشَأمُ بها.

والكَشَفُ في الخيل: التواء في عَسِيْبِ الذنب.

والأكْشَفُ: الذي لا تُرْسَ معه في الحرب.

والأكْشَفُ: الذي ينهزم في الحرب. وبِكِلى المعنيين فُسِّر قول كعب بن زهير رضي الله عنه.

زالُوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ ... عند اللِّقَاءِ ولا مِيْلٌ مَعَازِيْلُ

وقال ابن الأعرابي: كَشِفَ القوم: إذا انهزموا، وأنشد:

فما ذَمَّ جادِيْهِمْ ولا فالَ رَأْيُهم ... ولا كَشِفُوا إنْ أفْزَعَ السَّرْبَ صائحُ

أي لم ينهزموا.

وقال ابن عبّاد: الكْشَفُ: الذي لا بيضة على رأسه.

وكُشَافٌ: موضِع من زابِ الموصل.

وقال غيره: كَشَفَتْه الكَواشِفُ: أي فَضحتْه الفضائح.

والجبهةُ الكَشْفاء: التي أدبَرت ناصيتها.

وأكْشَفَ القوم: كَشَفَتْ إبلُهم.

وقال الأصمعي: أكْشَفَ الرجل: إذا ضَحك فانقلبت شَفتُه حتى تبدو دَرادِرُه.

وقال الزَّجّاج: أكْشَفَتِ النّاقة: إذا تابعت بين النِّتاجين.

وقال ابن عبّاد: أكْشَفْتُ الناقة: جعلتُها كَشُوْفاً.

والتَّكْشِيْفُ: مبالغة الكَشْفِ.

وقال ابن دريد: كَشَّفْتُ فلاناً عن كذا وكذا: إذا أكْرَهْتُه على إظهاره.

والتَّكَشُّفُ: الظهور.

وتَكَشَّفَ البرق: إذا كلأ السماء.

والانْكِشَافُ: مُطاوَعةُ الكَشْفِ.

واسْتَكْشَفَ عن الشيء: سأل أن يُكْشَفَ له عنه.

وكاشَفَه بالعداوة: باداه بها.

ويقال: لو تَكاشَفْتُمْ ما تَدافنْتُم: أي لو انكشف عيب بعضكم لِبعضٍ.

واكتَشَفَتِ المرأة لزوجها: إذا بالغت في التَّكَشُّفِ، قاله ابن الأعرابيِّ، وأنشد:

وأكْشَفَتْ لنا شِيءٍ دَمَكْمَكِ ... عن وارِمٍ أكْظَارُهُ عَضَنَّكِ

تقول: دَلِّصْ ساعَةً لا بَلْ نِكِ ... فَدَاسَها بأذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ

واكتشف الكبش: نزا.

والتركيب يدل على سرو عن الشيء كالثوب يُسْرى عن البدن.

كففالكَفُّ: واحدةُ الكُفِّ والكُفُوْفِ؛ والكُفِّ - بالضم - وهذه عن ابن عبّاد. وقال ابن دريد: كَفُّ الطائر أيضاً.

وذو الكَفَّيْنِ: اسم صنم كان لِدَوس، وقال ابن الكلبي: ثم لمُنْهِب بن دَوْس، فلما أسلموا بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الطُّفَيل بن عمرو الدَّوْسِيَّ فَحرَّقه، وهو الذي يقول:

يا ذا الكَفَّيْنِ لَسْتُ من عُبّادِكا ... مِيْلادُنا أكْبَرُ من مِيْلادِكا

أنا حَشَوْتُ النَّارَ في فُؤادِكا

هكذا يروى، واستقامة الوزن أن تجعل " يا " خَزْماً فيبقة مفْعُولُنْ بدل مًُسْتَفعِلُنْ، أو تُخفَّف الفاء.

وذو الكفَّين: سيف نهار بن جُلَف، قالت أُختُ نَهارٍ:

اضْرِبْ بذِي الكَفَّيْنِ مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأنّي لكَ في المَأْتَمِ

 

وذو الكَفَّين: سيف عبد الله بن أصْرَمَ بن شُعَيْثَةَ، وكان وَفَدَ على كِسْرى فسلَّحه بسيفين يقال لهما: إسْطامٌ وذو الكفَّيْنِ، فَشَهد يزيد بن عبد الله حرْبَ الجمَلِ مع عائشة - رضي الله عنها - فجعل يضْرِب بالسيفين ويقول:

أضْرِبُ في حافاتِهم بِسَيْفَيْنْ ... ضَرْباً بإسْطَامٍ وذي الكَفَّيْنْ

سَيْفَيْ هِلاليٍّ كَريمِ الجَدَّيْنْ ... واري الزّنادِ وابنِ واري الزَّنْدَيْنْ

وذو الكفِّ: سيف مالك بن أبي كعب الأنصاري. وتخاطر أبو الحسام ثابت بن المنذر بن حرام ومالك أيهما أقطع سيفا؛ فجعلا سُفُّوْداً في عُنُق جَزُوْرٍ، فنبا سيف ثابت وقطع سيف مالك، فقال مالك:

لم يَنْبُ ذو الكَفِّ عن العِظَامِ ... وقد نَبا سَيْفُ أبي الحُسَامِ

وذو الكَفِّ - أيضاً - : سَيْفُ خالد بن المهاجر بن خالد بن المُهاجر بن خالد بن الوليد، وقال حين قتل ابن أُثال وكان يُكنّى أبا الورد:

سَلِ ابْنَ أُثَالٍ هل عَلَوْتُ قَذَالَهُ ... بذي الكَفِّ حتّى خَرَّ غَيْرَ مُوَسَّدِ

ولو عَضَّ سَيْفي بابْنِ هِنْدٍ لَسَاغَ لي ... شَرابي ولم أحْفِلْ مَتى قامَ عُوَّدي

وذو الكَفِّ الأشل: وهو عمرو بن عبد الله أخو بني سعد بن ضُبَيْعَةَ بن قيس بن ثعلبة الحصن بن عُكابة، من فُرسان بكر بن وائل، وكان أشَلَّ.

وقال الدِّيْنوري: ذكر بعض الرواة إنّ الرّجْلة يقال لها الكَفّ.

وقال غيره: كَفُّ الكلب: من الأدوية؛ وهو الذي يقال له راحة الكلب.

والكَفُّ: النِّعمة، يقال: لله علينا كَفٌّ واقية وكَفٌّ سابغة.

وقولهم: لقيتُه كفَّة كَفَّة: أي كِفاحاً؛ كأن كَفَّك مسَّت كَفَّه، وذلك إذا استقبلْتَه مُواجهةً، وهما اسمان جُعلا واحداً وبُنيا على الفتح مثل خمسة عشر.

ويقال: لَقِيتُه كفَّةً لِكَفَّةٍ، على فَكِّ التركيب.

وفي الحديث: أن أول من سلَّ سيفاً الزبير - رضي الله عنه - سمع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُتل فخرج بيده السيف، فتلقّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَفَّةَ كَفَّةَ، فدعا له بخير.

وتقول: جاء الناس كافة: أي جاؤوا كلهم، ولا تدخُل هذه اللفظة الألِف واللاّم ولا تُثّنى ولا تُجمع ولا تُضاف، لا يُقال جاءت الكافَّة ولَقِيت كافَّةَ الناس وأما قول عَبْدِ الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه:

فَسِرْنا إليهم كافَةً في رِحَالِهمْ ... جَميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ

فإنما خفَّفها ضرورة لأنه لا يصلح الجمْع بين الساكنين، وكذلك قول الآخر:

جَزَى اللهُ الرَّوَابَ جَزَاءَ سَوءٍ ... وألْبَسَهُنَّ من بَرَصٍ قَمِيْصا

يُبَغِّضْنَ الصَّبِيَّ إلى أبِيْهِ ... وكانَ على مَسَرَّتِهِ حَرِيصا

والرَّواب: جمْع رابَّةٍ.

ويقال للبعير إذا كبِر فقصُرت أسنانه حتى تكاد تذهبُ: هو كافٌّ، والنّاقة كافٌّ - أيضاً - وكَفُوف، وقد كَفَّتِ النّاقة تَكُفُّ كُفُوفاً.

وكَفَفْتُ الثوب: أي خِطتُ حاشيته، وهو الخياطة الثانية بعد المَلِّ.

وقول امرئ القيس يصِفُ امرأةً:

كأنَّ على لَبّاتِها جَمْرَ مُضْطَلٍ ... أصابَ غَضاً جَزْلاً وكُفَّ بأجْذَالِ

أي جُعل حول الجمر أجذالٌ وهي أُصول الحطب العِظام.

وكَفَفْتُ الإناء: مَلأْتُه مَلأً مُفْرِطاً.

وقال رجل للحسن البصري: إنَّ بِرجلي شُقاقا، قال: أكْفُفْهُ بِخرْقَة. أي أعْصِبْهُ.

وعيبةٌ مَكْفُوْفَةٌ: أي مُشْرَجَةٌ مشدودة. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في صُلْح الحُديبية حين صالح أهل مكة وكتب بينه وبينهم كتاباً، فكتب فيه: أن لا إغلال ولا إسلال وأن بينهم عيبة مكفوفة. مثَّل بها الذّمة المحفوظة التي لا تُنْكَثُ. وقال أبو سعيد: معناه أن يكون الشر مكفوفاً بينهم كما تُكَفُّ العِيابُ إذا أُشرِجَتْ على ما فيها من المتاع، كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على ألاّ ينشروها بل يتكافُّونَ عنها كأنهم قد جعلوها في وعاء وأشرجوا عليها.

والمَكْفوف: الضَّرير، والجمع: المَكافِيْفُ، وقد كُفَّ بصره، وكفَّ بصره أيضاً؛ عن ابن الأعرابيِّ.

وكفُفْتُ الشيء عن الشيء فكفَّ، يتعدى ولا يتعدّى، والمصدر واحد.

وقول الشاعر:

 

نَجْوْسُ عِمَارَةً ونَكُفُّ أُخْرى ... لنا حتّى يُجَاوْزَها دَلِيلُ

يقول: نطَأُ قَبيلة ونتخلَّلُها ونكُف أخرى أي نأخذ في كُفَّتها - وهي ناحيتها - ثم ندعها ونحن نقدر عليها.

والكَفُّ في زحافِ العَروض: إسقاط الحرف السابع إذا كان ساكنا، مثل إسقاط النون من فاعلاتُنْ فيصير فاعِلاتُ؛ ومن مفاعِيلُنْ فيصير مَفاعِيلُ. فبيْتُ الأول:

لَنْ يَزَالَ قَوْمُنا مُخْصِبِيْنَ ... سالِمِيْنَ ما اتَّقَوْا واسْتَقَامُوا

وبيت الثاني:

دَعَاني إلى سُعَادٍ ... دَوَاعي هَوى سُعَادِ

وكفافُ الشيء - بالفتح - : مِثلُه وقِيْسه.

والكَفَاف - أيضاً - من الرِّزق والكَفَفُ - مقصور منه - : القوت، وهو ما كفَّ عن الناس: أي أغنى. وفي الحديث: اللهم اجعل رزْق آل محمد كَفَافاً. ويورى: قُوْتاً.

وقول رُؤْبَة لأبيه العجّاج:

فَلَيْتَ حَظّي من جَدَاكَ الضّافي ... والفَضْلِ أنْ تَتْرُكَني كَفَافِ

هو من قولهم: دعني كَفَافِ: أي كُفَّ عنّي وأكُفُّ عنك أي ننجو رأساً بِرأس. ويَجِيءُ مُعْرَباً، ومنه حديث عطاء بن يسار قال: قلت للوليد بن عبد الملك: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : وَدِدْتُ أنّي سَلِمْتُ من الخلافة كَفَافاً لا عليَّ ولا لي، فقال: كَذَبْت، الخليفة يقول هذا، فقلت: أو كذِّبْتُ؛ فأفْلَتُّ منه بجريْعَةِ الذَّقَنِ.

وكُفَّةُ القميص - بالضم - : ما استدار حول الذيل. وكان الأصمعي يقول: كل ما استطال فهو كُفَّة - بالضم - نحو كُفَّة الثوب وهي حاشيته؛ وكُفَّةِ الردمل؛ وكُفَّة الشيء وهي حَرْفُه، لأن الشيء إذا انتهى إلى ذلك كَفَّ عن الزيادة. وجمْع الكُفَّة كِفَافٌ.

وكِفَافُ الشيء: حِتارُه.

وكِفَافا السيف: غِراره.

قال: وكل ما استدار فهو كِفَّةٌ - بالكسر - ؛ نحو كِفَّةِ الميزان؛ وكِفَّةِ الصائد وهي حِبالتُه؛ وكِفَّة اللِّثة وهي ما انحدر منها. قال: ويقال - أيضاً - كَفَّةُ الميزان - بالفتح - ، والجمْعُ كِفَفٌ.

والكِففُ في الوشم: داراتٌ تكون فيه، قال لبيد رضي الله عنه:

أو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُها

انتهى قول الأصمعي.

وقال الفَرّاءُ: الكُفَّةُ - بالضم - من الشجر: مُنتهاه حيث ينتهي وينقطع.

وكُفَّةُ الناس: أنك تعلو الفَلاة أو الخَطِيطة فإذا عايَنْتَ سوادها قُلْتَ: هاتيك كُفَّةُ الناس، وكُفَّتُهم: أدناهم إليك مكاناً.

وكُفَّةُ الغيم: مِثْلُ طُرَّةِ الثوب، قال القَنانيُّ:

ولو أشْرَفَتْ من كُفَّةِ السَّتْرِ عاطِلاً ... لَقُلْتَ غَزَالٌ ما عليه خَضَاضُ

وقال ابن عبّاد: الكُفَّة مثل العَلاةِ وهي حجرٌ يُجعل حوله أخثاء وطين ثم يُطبخ فيه الأقطُ.

وكُفَّةُ الليل: حيث يلتقي الليل والنهار إمّا في المشرق وإمّا في المغرب.

وقال الفرّاءُ: استكَفَّ القوم حول الشيء: إذا أحاطوا به ينظرون إليه. ومنه الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الكعبة وقد اسْتَكفَّ له الناس فخطبهم. ومنه قول تميم بن أُبيِّ بن مُقْبِل:

خَرُوْجٌ من الغُمّى إذا صُكَّ صَكَّةً ... بَدَا والعُيُوْنُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ

واسْتَكَفَّتِ الحية: ترَحَّتْ.

واسْتَكْفَفْتُ الشيء: استوضحْتُه؛ وهو أن تضع يدك على حاجِبك كالذي يستَظِلُّ من الشمس ينظر إلى الشيء هل يَراه.

وقول حُميد بن ثور رضي الله عنه:

ظَلِلْنَا إلى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إلى مُسْتَكِفّاتٍ لَهُنَّ غُرُوْبُ

قيل: المُسْتَكِفّاتُ: عيونُها؛ لأنها في كِففٍ؛ والكِففُ: النّقَرُ التي فيها العيون. وقيل: المُسْتِكفّاتُ: إبل مجتمعة؛ يقال: جُمَّةٌ مُجتمعة. لهُن غروب: أي دموعُهن تسيل مما لقين من التعب.

واسْتَكَفَّ الشعر: إذا اجتمع.

واسْتَكَفَّ بالصدقة: مدَّ يده بها، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : المُنْفِقُ على الخيل كالمُسْتَكِفِّ بالصَّدَقة.

 

واسْتَكَفَّ - أيضاً - وتَكَفَّفَ: بمعنىً؛ وهو أن يَمُدَّ كفَّه يسأل الناس، يقال: فلان يَتَكَفَّفُ الناس. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه عاد سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله أأتصدَّق بجميع مالي؟ قال: لا، قال: فالشَّطْر؟ قال: لا، قال: فالثُّلُث؟ قال: الثُّلُثُ؛ والثُّلُثُ كثيرٌ أو كبير، أنك إن تذَرْ ورثَتَك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتَكفَّفُون الناس.

وكَفْكَفْتُ الرجل: مثل كَفَفْتُه، ومنه قول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي:

ألَمْ تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... وكَفْكَفْتُ عنكم أكْلُبي وهي عُقَّرُ

وتَكَفْكَفَ عن الشيء: أي كَفَّ. وقال الأزهري: تَكَفْكَفَ: أصله عندي من وَكَفَ يَكِفُ، وهذا كقولهم: لا تَعِظيني وتَعظْعَظي، وقالوا: خَضْخَضْتُ الشيء في الماء، واصله من خُضْتُ.

وانْكَفُّوا عن الموضع: أي تركوه.

والتركيب يدل على قَبْضٍ وانْقِباضٍ.

كلفالكَلَفُ - بالتحريك - شيء يعلو الوجه كالسمسم.

والكَلَفُ - أيضاً - : لون بن السواد والحمرة؛ وحمرته كَدرة تعلو الوجه والرجل الأكْلَفُ: الذي كَلِفَتْ حُمرته فلم تصف ويرى في أطراف شعره سواد إلى الاحتراق ما هو.

وقال الأصمعي: إذا كان البعير شديد الحُمرة يخلط حُمرته سواد ليس بخالص: فهو الأكلفُ، قال العجّاج يصِف ثورا:

فَباتَ يَنْفي في كِناسٍ أجْوَفا ... عن حَرْفِ خَيْشُوْمٍ وخَدٍّ أكْلَفا

ويوصف به الأسد، قال الأعشى يصف فرساً:

تَعْدُو بأكْلَفَ من أُسُوْدِ الرْ ... رَقَّتَيْنِ حَلِيْفِ زارَهْ

والكَلْفَاءُ: الخمر؛ للونها.

والكُلْفَةُ - بالضم - : لون الأكْلَفِ.

واختلفوا في نسَبِ جِرَان العَوْد واسمه، فقيل: اسمه المستورد، وقيل: عامر بن الحارث بن كُلْفَةَ؛ وقيل: كُلْفَةَ بالفتح.

وكُلْفى - مثال بُشرى - : رملةٌ بجنْب غَيْقةَ مُكلَّفة بالحجارة؛ أي بها كَلَفٌ للون الحجارة؛ وسائرها سهل ليس بذي حجارة. وقال ابن السكِّيت: كُلْفى بين الجار وودّان أسفل من الثنية وفوق الشقراء.

وكُلافٌ:واد من أعمال المدينة - على ساكنيها السلام - ، قال لبيد رضي الله عنه:

عِشْتُ دَهْراً ولا يَدْوْمُ على الأيْ ... يَامِ إلاّ يَرَمْوَمٌ وتِعَارُ

وكُلاَفٌ وضَلْفَعٌ وبَضِيْعٌ ... والذي فوقَ خُبَّةٍ تَيْمَارُ

وقال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل:

عَفَا من سُلَيْمى ذو كُلاَفٍ فَمَنْكِفُ ... مَبَادي الجَمِيْعِ القَيْظُ والمُتَصَيَّفُ

وقال الدينوري: الكُلاَفيُّ: نوع من أنواع أعناب أرض العرب، وهو عِنب أبيض فيه خُضرة، إذا زُبِّبَ جاء زَبيبُه أدهم أكْلَفَ.

والكَلُوْفُ: الأمر الشاقُّ.

وكالِفُ: قلعة حَصينة على شط جَيحُون، وهم يُميلُون الكاف كإمالةِ كاف كافرٍ.

وكَلِفْتُ بهذا الأمر كَلَفاً: أي أُوْلِعْتُ به. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : كَلِفٌ بأقاربه. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س.

وكَلِفَ: أي جَشِم. ومنه المثل: كَلِفْتُ إليك عرق القِرْبَة، ويروى: جَشِمْتُ. وفي مثلٍ آخر: لا يَكْن حُبُّك كَلَفاً ولا بُغْضُك تلفاً.

وأكْفَلَه غيره.

والتَّكْلِيْفُ: الأمر بما يَشُقُّ على الإنسان، قال الله تعالى: )لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إلاّ وُسْعَها(.

وكلَّفَه: جعله أكْلَفَ.

وتَكَلَّفْتُ الشّيء: تَجَشَّمْتُه.

والمُتَكَلِّفُ: العِرِّيْضُ لما لا يعنيه، قال الله تعالى: )وما أنا من المُتَكَلِّفِيْنَ(، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنا وأتْقياء أمتي بُرآءُ التَّكَلُّفِ.

ويقال: حَملْتُ الشيء تَكْلِفَةً: إذا لم تُطْقْه إلاّ تَكَلُّفاً.

وقول زهير بن أبي سُلمى:

سَئمْتُ تَكالِيْفُ الحَياةِ ومَنْ يَعِشْ ... ثَمانِيْنَ حَولاً لا أبا لكَ يَسْأمِ

يُحتمل أن يكون جمْع تَكْلِفةٍ فزاد الياء لحاجته، وأن يكون جمْعَ التَّكليف.

واكْلاَفَّتِ الخابية - مثال احْمارَّتْ - : أي صارت كَلْفَاءَ.

والتركيب يدل على إيْلاع بالشيء وتعلَّقٍ به.

كنفيقال: هو في كَنَفِ الله: أي في حِرْزِه؛ يَكْنُفُه ويَرْعاهُ.

والكَنَفُ - أيضاً - : الجانب، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل:

 

إذا تَأنَّسَ يَبْغِيْها بِحاجَتِه ... إنْ أيْأسَتْهُ وإنْ جَرَّتْ له كَنَفا

وفُلان يعيش في كَنَفِ فلان: أي في ظِلِّه.

وأكْنَافُ الشيء: نواحيه حيث يَنْضمُّ إليه، الواحد: كَنَف. وقدِم جِرير بن عبد الله - رضي الله عنه - على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أين بَلدك؟ قال: بأكْنَافِ بِيْشَةَ.

وقال أبو عبيدة: الكَنَفَةُ: الكَنَفُ.

وكَنَفا الطّائر: جناحاه، قال ثعلبة بن صُعير المازني يصف ناقته:

وكأنَّ عَيْبَتَها وفضل فِتانِها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ نافِرِ

وقال آخر:

عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأنَّ عِفاءها ... سِقْطَانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ جافِلِ

زقيل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : يُدنى العبد من ربِّه حتى يضَع كنَفه عليه فيُقَرِّرُه بذنوبه ويقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، حتى إذا قرَّره بنوبه قال: سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغفِرُها لك اليوم. كَنَفُه: سِتْره. ومنه قول صفوان بن المُعطّل - رضي الله عنه - : ما كشَفْتُ كَنَفَ أنثى قط.

وكَنَفى - مثال جَمَزى - : موضع كانت فيه وَقعةٌ، وأُسر فيها حاجب بن زُرارة.

وقال أبو عمرو: الكَنَفُ: أن يُمْسِك بيديه على القفِيزِ، يقال: كَنَفَ الكَيّال يَكْنُفُ كَنفاً حسناً. وهو أن يجعل يديه على رأس القَفِيْزِ يُمسِك بهما الطعام، يقال: كِلْهُ ولا تَكْنُفْهُ.

وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه توضّأ فادخل يده في الإناء فَكنَفَها فضرب بالماء وجهه. أي جمعها وجعلها كالكِنْفِ لأخْذِ الماء.

وقال أبو عبيدة: ناقَةٌ كَنُوْفٌ: تبرُكُ في كَنَفةِ الإبل؛ مثل القذُوْرِ؛ إلاّ أنها لا تستبعدُ كما تستبعد القذُوْرُ. وقال هُشيمٌ: الكَنُوْفُ من الغنم: القاصِيةُ التي لا تَمشي مع الغنم. ومنه قول إبراهيم النَّخَعي: لا تُؤخذ في الصدقة كنوف، قال إبراهيم الحربيُّ - رحمه الله - : لا أدري لِم لا تؤخذ في الصدقة لاعتزالها عن الغنم التي يأخذ المصدق وإتعابها أيّاه، قال: وأظنه أراد أن يقول الكَشوف فقال الكَنُوْف، والكَشُوف: التي يضربُها الفحل هي حامل فنهى عن أخذها لأنها حامل، وإلاّ فلا أدري.

وقال أبو زيد: شاةٌ كَنْفَاءُ: أي حدْباء.

وكنَفْتُ الإبل أكنفها وأكنِفُها كَنْفاً: إذا علمتُ لها حظيرة تؤويها إليها.

وكَنَفْتُ عن الشيء كَنفَاً: أي عدَلْتُ عنه، ومنه قول القُطاميِّ:

فصَالُوا وصُلْنا واتَّقَوْنا بماكِرٍ ... لِيُعْلَمَ ما فينا عن البَيْعِ كانِفُ

ويُقال: انهزم القوم فما كانت لهم كانِفَةٌ دون العسكَرِ: أي حاجز يحجزُ العدو عنهم.

والكِنْفُ - بالكسر - : وعاء تكون فيه أداة الراعي. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه دعا عِياضَ بن غنْمِ بن زُهير الفِهري القرشي - رضي الله عنه - فالبَسه مِدْرَعَةَ صُوف ودفع إليه كِنف الراعي. وبتصغيره قال عمر - رضي الله عنه - لابن مسعود - رضي الله عنه - : كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلماً.

وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يرحم الله المهاجرات الأُوَلَ لمّا أنزل الله: )ولْيَضْرِبْنَ بخُمرهِنَّ على جُيُوْبِهِنَّ( شققْن أكنَف مُروطِهنَّ فاختمَرْن بها. أي أسترها.

والكِنيْفُ في حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : أنه أشرف من كنيف وأسماء بنت عُميسٍ - رضي الله عنه - فكلَّمهم: السُّترة.

والكَنِيْفُ: الساتر. ومنه قيل للكرياس الذي تُقضى فيه حاجة الإنسان: كَنِيْفٌ.

والكَنِيْفُ - أيضاً - : التُّرْسُ.

والكَنِيْفُ: حَظِيرة من شجر تُجعل للإبل، ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه:

تَبِيْتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكَنِيْف

وقد كُتِبَ الرَّجَز بتمامه مع القصة في تركيب ع ج ف، قال الحارث بن حِلِّزة اليشكري:

وإذا اللِّقَاحُ تَرَوَّحَتْ بِعَشِيَّةٍ ... رَتَكَ النَّعَامِ إلى كَنِيْفِ العَرْفَجِ

والكَنِيْفُ: النخل يُقطع فينبت نحو الذراع، وتشبَّه اللحية السوداء بذلك فيقال: كانما لِحيته الكَنِيفُ.

وكانِفٌ وكُنَيْفٌ - مُصغراً - : من الأعلام.

وكَنَفْتُه أكْنُفُه - بالضم - كَنْفاً: أي صُنته وحَفظته، يقال: كَنَفه الله: أي حاطه.

وأكْنَفْتُه: أي أعَنته. وقال ابن عبّاد: أكْنَفْتُ الرجل: مثل كَنَفْتُه.

 

وأبو مُكْنِفٍ: زيد الخيل بن مُهلهل بن يزيد بن مُنْهِب بن عبد رُضى بن مُخْتَلِس بن ثوب بن عديِّ بن كنانة بن مالك بن نابِل بن نبهان - واسم نبهان: أسْودانُ - ، رضي الله عنه، له صًحبة، وسمّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - زيد الخير.

والتَّكْنِيْفُ بالشيء: الإحاطة به. وصِلاءٌ مُكَنَّفٌ: أي قد أُحيط به من جوانبه.

وقال ابن عبّاد: لحية مُكَنَّفَةٌ: أي عظِيمة الأكَنَافِ، وأنّه لمُكَنَّفُ اللحية.

واكتَنَفَ القوم: إذا اتخذوا كَنِيفاً لإبلهم.

واكتَنَفوا فلانا وتَكَنَّفُوه: أي أحاطوا به، قال عروة بن الورد:

سَقَوْني النِّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُوني ... عُدَاةَ اللهِ من كَذِبٍ وزُوْرِ

أي مُسْكِراً أنساه العقل، ويقال لكل مُسْكِرٍ، نِسْيٌ، ويروى: الخمر.

وبنو فلان يَتَكَنَّفونَ بني فلان: أي هم في ناحيتهم.

وقا عبّاد: يقال تركت بني فلان يَتَكَّنفُوْنَ بالغِياث: وذلك أن تموت مواشيهم من الهُزَال فَيحظُروا بالتي ماتت حول الأحياء التي بَقيت فيستُرُونها من الشمال ويَكْنُفُونها.

والمُكانَفَةُ: المُعاونة.

والتركيب يدل على الستر.

كوفالكُوْفَةُ - بالضم - الرَّملة الحمراءُ، قيل: بها سُميت الكُوفة، وقيل: سميت لاستدارتها، وقيل: لاجتماع الناس بها. ووردت رامةُ بنت الحُصَين بن منقذ بن الطَّمّاح الكوفة فاستوبَلَتْها، فقالت:

ألا لَيْتَ شِعري هل أبِيْتَنَّ لَيْلَةً ... وبَيْني وبين الكُوفَةِ النَّهرَانِ

فإن يُنْجِني منها الذي ساقَني لها ... فلابُدَّ من غِمْرٍ ومن شَآنِ

وقال عبْدة بن الطيب العبسميُّ:

إنَّ التي ضَرَبَتْ بَيْتاً مُهَاجِرةً ... بكُوفَةِ الجُنْدِ غالتْ وُدَها غُوْلُ

إنما قيل كُوْفَةُ الجند: لما اختُطَّتْ فيها خِطط العرب أيام عمر - رضي الله عنه - ، وتولى تخطيطها السائب بن الأقرَعِ الثَّقفي.

وكوُْفَانُ - أيضاً - : اسم للكُوْفَةِ، قال أبو نواس:

ذَهَبَتْ بنا كُوْفانُ مَذْهَبَها ... وعَدِمْتُ عن ظُرَفائها صَبْري

ويروى: عن أوقاتها.

وقال ألموي: يُقال: أنه لفي كُوْفانٍ: أي في عِزٍّ ومنعةٍ، وزاد ابن عبّاد فتح الكاف.

والكُوْفانُ: الدَّغلُ من القصب والخشب.

ويقال: تركتُهم في كُوْفانٍ: أي مرٍ مُستديرٍ.

ويقال: الناس في كُوْفانٍ من امرهم وكَوْفانٍ وكَوَّفانٍ - بتشديد الواو - : أي في عَنَاءٍ ومَشَقَّةٍ ودوران، وأنشد الليث:

فما أُضْحِي ولا أمْسَيْتُ إلاّ ... وإنّي مِنْكُمُ في كَوَّفانِ

قال ابن عبّاد: رأيت كُوْفاناً وكَوْفاناً: وهما الرملة المستديرة.

وظَلِلْنا في كَوْفانٍ: أي في عصْفٍ كَعصفِ الريح والشجرة.

وكُوَيْفَةُ: موضع قريب من الكوفة، يقال لها: كُوَيْفَةُ ابن عُمر؛ مُضافة إلى عُبيد الله بن عمر بن الخطاب، وكان نَزَلها.

وكُوْفى - مثال طُوْبى - : كدينة بباذْ غِيسَ من نواحي هَراةَ.

ويقال: ليست عليه كَوْفَةٌ ولا تَوْفَةٌ - بالفتح - : أي عيْبٌ.

وكاف الدِيْمَ يَكُوْفُه كَوْفاً: إذا كفَّ جوانبه.

والكافُ: حرف من حروف المعجم، يُذكَّر ويؤنَّث، وكذلك سائر حروف الهِجاء، قال الرّاعي:

أشَاقَتْكَ آياتٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها ... كما بَيَّنَتْ كافٌ تَلُوْحُ ومِيْمُها

والكاف حرف جر، وهي للتشبيه، وقد تقع موقع الاسم فيدخل عليها حرف الجر؛ كما قال امرؤ القيس يصف فرَساً:

ورُحْنا بِكَابْنِ الماءِ يُجْنَبُ وَسْطَنا ... تَصَوَّبُ فيه العَينُ طَوْراً وتَرتقي

وقال خِطامُ الريح المُجاشِعيُّ:

وصالِيَاتٍ كَكَما يُؤثْفَيْنْ

وقد تكون ضمير المخاطب المجرور والمنصوب؛ كقولك: غُلامُك وضَرَبَك؛ تُفتَح للمذكر وتُكسَر للمؤنث للفَرْقِ. وقد تكون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب؛ كقولك: ذلك وتِلك وأولئك ورُوَيدك؛ لأنها ليست باسم ها هنا وإنما هي للخطاب فقط، تُفْتَح للمذكر وتُكسَرُ للمؤنث.

وتُكافُ - بضم التاء - : قرية من قرى نَيْسابور.

وتُكَافُ - أيضاً - : قرية من قرى جَوْزَجان.

وكَوَّفْتُ كافاً حسنة: أي كَتبتُها.

وكَوَّفْتُ الديم وكَيَّفْتُه: إذا قطعته.

وتكوَّف الرمل: أي استدار، وكذلك القوم.

وتكَوَّفَ الرجل: أي تشبَّه بأهل الكُوفة أو تَنَسَّب إليهم.

 

والتركيب يدل على استدارة في شيءٍ.

كهفالكَهْفُ: كالبيت المنقور في الجبل، والجمْعُ: كُهُوفٌ. وقال الليث: الكَهْفُ كالمغار في الجبل إلاّ أنه واسع، فإذا صغُر فهو غارٌ.

ويقال: فلان كَهْفُ أهل الرِّيَبِ: إذا كانوا يَلُوذُوْنَ به فيكون وزَراً ومَلجأً لهم، وانشد:

وكُنْت لهم كَهْفاً حَصِيْناً وجُنَّةً ... يَؤولُ إليها كَهْلُها ووَلِيْدُها

وأُكَيْهِفُ: موضِعٌ، قال أبو وَجْزَةَ السعدي:

حتّى إذا طَوَيا واللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ ... من ذي أُكَيْهِفَ جِزْعَ البانِ والأثَبِ

أراد " الأثَأبَ " فترك الهمز.

وقال ابن عبّاد: ناقةٌ ذاةُ كُهوف: وذلك من سمنها وكثرة لحمها.

وقال ابن دريد: الكَهْفُ - زعموا - : السرعة في العَدْوِ والمشي، وهو فِعْلٌ مَمات، ومنه بِناء: كَنْهَفَ عَنّا. وقال مَرَّة: ومنه بنَاء كَنْهَفٍ وهو موضِعٌ، والنُّون زائدة.

وذاةُ كَهْفٍ: موضِعٌ، قال بِشْر بن أبي خازم:

يَسُوْمُوْنَ الصِّلاَحَ بذاةِ كَهْفٍ ... وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وقَارُ

وقال عوف بن الأحوص:

يَسُوْقُ صُرَيْمٌ شاءها من جلاجلٍ ... إلَيَّ ودُوْني ذاةُ كَهْفٍ وقُوْرُها

والكَهْفَةُ: ماءَةٌ لبني أسد قريبة القعْر.

وقال ابن دريد: تَكَهَّفَ الجبل: إذا صارت فيه كُهوف، وكذلك: تَكَهَّفَتِ البِئر وتَلَجَّفَتْ وتَلَقَّفَتْ: إذا أكل الماء أسفلها فسَمِعْتَ للماء في أسفلها اضطراباً.

وتكهَّف واكْتَهَفَ: لزم الكَهْفَ.

كيفكَيْفَ: اسم مُبهو غير متمكن، وغنما حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين؛ وبُني على الفتح دون الكسر لمكان الياء. وهو للاستفهام عن الأحوال. وقد يقع بمعنى التعجُّب والتوبيخ كقوله تعالى: )كَيْفَ تَكْفُرونَ باللهِ(. ويكون حالا لا سُؤال معه كقولك: لأُكْرِمَنَّكَ كيْفَ كُنت؛ أي على أي حال كُنْتَ. ويكون بمعنى النفي كقول سُويد بن ابي كاهِل اليشكري:

كَيْفَ يَرْجُوْنَ سِقَاطي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشِيْبٌ وصَلَعْ

وأما وقله تعالى: )فَكَيْفَ إذا جِئْنا من كلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ( فهو توكيد لما تقدّم من خبر وتحقيق لما بعده، على تأويل إنّ الله لا يَظِلم مثقال ذرَّة في الدنيا فكيف في الاخرة.

وإذا ضمَمْت إليه " ما " صحَّ أن يُجازى به تقول: كيف ما تَفْعَلْ أفْعَلْ.

وقال الفَرّاءُ: تقول: كيف لي بفلانٍ؟ فيقول: كل الكَيْفَ والكَيْفَ - بالجر والنصب - .

وكِفْتُ الشيء كَيْفاً: قَطَعْتُه. والكِيْفَةُ - بالكسر - : القِطعة من الشيء.

وقال أبو عمرو: يقال للخِرقَة التي يُرْقَع بها ذيل القميص القُدّامُ: كِيْفَةٌ، ولِلَّتي يُرْقَعُ بها الخَلْفُ: حِيْفَةٌ.

وحِصْن كِيْفى - مثال ضِيْزى - : حِصن بين آمد وجزيرة ابن عمر.

وقال اللِّحياني: كيَّفْتُ الأديم وكوَّفْتُه: إذا قطَّعتَه.

وأما اشتقاق الفعل من كَيْفَ؛ كقولهم؛ كَيَّفْتُه فَتَكَيَّفَ؛ فقياس، واستعمال المتكلمين دون السماع من العرب.

وقال ابن عبّاد: انْكافَ: أي انقَطع.

وتَكَيَّفْتُ الشيء: تَنَقَّصْتُه.

لأفابن السكِّيت: يقال: فلان يَلأَفُ الطعام لأْفاً: إذا أكلَه أكلاً جيداً.

لجفأبو عمرو: اللَّجْفُ: الضَّرب الشديد.

وجنْبَتا الباب: لَجِيفَتاه.

وقال أبو عُبيد: اللَّجيف من السهام: الذي نَصْلُه عريض، وشك أبو عُبيد في اللَّجيفِ. قال الأزهري: وحق له أن يشكَّ فيه، لأن الصواب النَّجيفُ: وهو من السِّهام العريض النصل، وجمْعه: نُجُف، قال أبو كبير الهُذَليُّ:

نُجُفاً بَذَلْتُ له خَوَافيَ ناهِضٍ ... حَشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفَاعِ الأطْحَلِ

وقال أبو عمرو: واحدُ النُّجُف: نَجُوفٌ.

وقال الليث: اللَّجْفُ: الحَفر في أصل الكِنَاسِ، والاسم: اللَّجَفُ.

وقال أبو عبيدة: اللَّجَفُ: مثلُ البُعثُط وهو سُرَّة الوادي، ويقال: اللَّجَفُ حفْر في جانب البئر، قال عِذَار بن دُرَّة الطائي يصف جراحة:

يَحُجُّ مَأْمُوْمَةً في قَعْرِها لَجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغَارِيْدِ

وأنشد ابن الأعرابي:

دَلْوِيَ دَلْوٌ إنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ ... وإنْ نَجا صاحِبُها من اللَّفَفْ

 

اللَّفَفُ: اضطراب الساعد من التواء عِرقٍ فيه. وجمْع اللَّجَفِ: ألْجَافٌ، قال:

لو أنَّ سَلْمى وَرَدَتْ ذا ألْجَافْ ... لَقَصَّرَتْ ذَناذِنُ الثَّوْبِ الضّافْ

وقال ابن شُميْل: ألْجافُ الرَّكيَّة: ما أكل الماء من نواحي أصلها، فإن لم يأكُلها الماء وكانت مُستوية الأسفل فليس لها لَجَفٌ.

وقال الليث: اللَّجَفُ: مَلْجَأُ السَّيل: أي مَحْبِسه.

قال: واللِّجَافُ: ما أشرف على الغار من صخرة أو غير ذلك ناتِئءٍ في الجبل، وربما جُعل ذلك فوق الباب. وقال غيره: اللِّجَافُ والنِّجَافُ: الأُسْكُفَّةُ.

وقال ابن عبّاد: ألْجَفَ بي الرجل: إذا أضرَّ بك.

والتَّلْجيفُ: إدخال الذّكر في جوانب الفَرْجِ.

ولَجَّفْتُ البئر تَلْجِيْفاً: حفَرْتُ في جوانبها، قال العجّاج يصف ثوراً:

إذا انْتَحى مُعْتَقِماً أو لَجَّفا ... وقد تَبَنّى من أرَاطٍ مِلْحَفا

ولَجَّفَ المِكيال: وسَّعَه من أسفلِه.

وقال الصمعي: تَلَجَّفَتِ البئر: أي انخسفَتْ، يقال: بئر فلان مُتَلَجِّفَة. وقال غيره: تَلَجَّفْتُ البئر: حفَرْتُ في جوانبها، جعله مُتعدياً.

والتركيب يدل على هزم في شيء.

لحفالليث: اللَّحْفُ: تَغْطِيَتُكَ الشيء باللِّحَافِ. وقال غيره: لَحَفْتُ الرجل ألْحَفُه لَحْفاً: إذا طرحْت عليه اللِّحَافَ أو غطيتَه بشيء، قال طرفةُ بن العبد:

ثمَّ راحُوا عَبَقُ المِسْكِ بهمْ ... يَلْحَفُوْنَ الأرْضَ هُدّابَ الأُزُرْ

ومن أفراس رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - : اللَّحِيفُ، أهداه له ربيعة بن أبي البراء، فأثابه عليه فرائض من نَعَمِ بني كِلاب. قال ابو عُبيد الهروي: هو فَعِيْلٌ بمعنى فاعِلٍ كأنَّه كان يَلْحَفُ الأرض بذنبه.

واللِّحَافُ والمِلْحَفَةُ والمِلْحَفُ: اللباس الذي فوق سائر اللباس من دِثار البَرْدِ ونحوه، والجمْعُ: اللُّحُفُ والمَلاحِفُ، قال العَجّاجُ يصف ثوراً:

وقد تَبَنّى من أرَاطٍ مِلْحَفا

وقالت عائشة ؟رضي الله عنها - : كان رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - لا يُصلّي في شُعَرِنا ولا في لُحُفِنا. معناه: مخافةَ أن يُصيبها شيء من دم الحيض، وإلاّ فقد رُخِّص في ذلك، وقد رُوي أنه كان يُصلِّي في كُرُوط نسائه، وكانت أكْسِيَة أثمان خمسة دراهم أو ستة.

وامرأة الرجل: لِحَافُه.

وقال ابن عبّاد: لُحْفَ في ماله لَحْفةً: أي ذهب منه شيء.

قال: واللَّحْفُ واللَّحْسُ: واحِدٌ.

ولِحْفُ الجبل ؟بالكسر - : أصْلُه.

واللِّحْفُ: صُقع من نواحي العراق، سمي بذلك لأنه في لِحفِ جبال هَمذان ونِهاوند، وهو دونهما مما يلي العراق.

ولِحْفٌ: واد بالحجاز عليه قريتان جبلة والستار.

ويقال: هو أفْلَس من ضارِب لِحْفِ استِه؛ ومن ضارب قِحْف استِه: وهو شقُّ الاسْتِ، وإنما قيل ذلك لا يجد شيئاً يلبسه فتقع يده على شِعْب استه.

وفلان حَسن اللِّحْفة: وهي الحالة التي يُتلَحَّف فيها.

وألحَف السائل: أي ألَحَّ، قال الله تعالى: )لا يَسْأُلوْنَ النّاسَ إلْحَافا(. وقال الزَّجّاج: ألْحَفَ: شَمِل بالمَسْألة، ومنه اشتُقَّ اللِّحاف. وقيل: معناه ليس منهم سُؤال فيكون منهم إلحافٌ. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : من سأل وله أربعون درهما فقد سأل الناس إلحافا. ويقال: ليس للمُلْحِف مثل الرَّدِّ.

وقال أبو عمرو: يقال ألْحَفْتَ بي وأغللْتَ بي: ذا أضرَّ به.

وقال ابن عبّاد: ألحَفَ الرجل ظُفرَه: أي استأصَلَه.

وقال غيره: ألْحَفَ الرجل: إذا مشى في لِحْفِ الجبل.

وألْحَفَ ؟أيضاً - ولَحَّف تَلْحِيفا: إذا جرَّ أزاره على الأرض خُيَلاء وبطراً.

ولاحَفْتُ الرجل: أي كانَفْتُه ولازَمْتُه.

وكل شيء تغطَّيت به فقد التَحَفْتَ به. وقال محمد بن المُنْكَدِرِ: دخلت على جابر بن عبد الله ؟رضي الله عنه - وهو يُصلّي في ثوب مُلتحفاً به ورِداؤه موضوع، فلما انصرف قُلنا: يا أبا عبد الله تُصلّي ورِداؤك موضوع؟ قال: نَعَمْ أحببتُ أن يراني الجُهّال مثلُكم؛ رأيت النبي ؟صلى الله عليه وسلم - يُصلّي كذا.

وتلَحَّفْت: اتَّخذت لنفسي لِحافاً.

والتركيب يدل على الاشتمال والملازمة.

لخف

 

الأصمعي: اللِّخَافُ: حجارة بيض رِقاقٌ، واحدَتُها: لَخْفَةٌ. وفيلا حديث زيد بن ثابت ؟رضي الله عنه - حين أمره أبو بكر ؟رضي الله عنه - أن يجمع القرآن قال: فجعلْت أتتبعه من الرِّقاع والعُسُب واللِّخاف.

وقال ابن عبّاد: اللَّخْفَةُ: سِمَةٌ، ولَخَفَه بالمِيسَم: إذا أوسع وسْمَه.

قال: واللَّخْفةُ: الأسْتُ.

وقال غيره: اللَّخْفُ ؟مثل الرَّخْفِ - : وهو الزُّبد الرقيق.

وقال أبو عبيد عن أبي عمرو: اللَّخْفُ: الضَّرب الشديد. وقال إبراهيم الحربيًُّ ؟رحمه الله - في تركيب ل ج ف - : اللَّجْفُ الضرب الشديد: وعزَاه إلى أبي عمرو أيضاً، وقد ذكَرْتُه هناك.

وقال ابن فارس: لَخَفَه بالسيف: إذا ضربه ضربَةً رَغيْبَةً.

وقال السُّلَمِيُّ: اللَّخِفَةُ والخَزِيْرَةُ: كُلَّها من أطْعِمَةِ الإعراب، وقريب منها السَّخِيْمَةُ.

لصفالليث: اللَّصَفُ: لُغة في الأصَفِ، الواحدة: لَصَفَةٌ؛ وهي ثمرة حشيشة له عُصارةٌ يُصطبَغُ بها؛ يُمرِئُ الطعام.

وقال أبو زياد: من الأغلاث اللَّصفُ، وهو الذي يُسَمِّيه أهل العراق الكَبَر، وهو يَعظُم شجره ويتسع، ومنبِتُه القِيعان وأسافل الجبال، وله شوْكة فيها حُجْنة أي تعقيفٌ، وله جَنىً يُسمى الشَّفَلَّح يخرج في زهر أبيض، فإذا صار جِراء على قدر الخشخاش الضِّخام احمرَّت أطرافُه؛ وذلك حين أنى وتشقَّق ونضِج فَيأكُلُ الناس ما نضج منه طيِّبا ما لم يقضَموا حبَّه، فإن قَضَمُوه وجدوا فيه حرارة شديدة، وقد تأكُل الإبل شجره أكلاً شديدا وتَرْجُن فيه. قال كعب بن زُهير ؟رضي الله عنه - يصف ظَلِيماً ونعامةً:

ظَلاّ بأقْرِيَةِ النَّفّاخِ يَوْمَهُما ... يَحْتَفِرانِ أُصُوْلَ المَغْدِ واللَّصَفا

وقال غيره: اللَّصَفُ: جنس من التمر، ولم يَعرفْه أبو الغَوثِ.

ولَصِف جلده ؟بالكسر - لَصَفاً ؟بالتحريك - : إذا لَزِق ويبس.

ولَصَفُ: اسم بِرْكَةٍ غربيَّ طريق مكة ؟حرَسَها الله تعالى - بين المُغِيْثَةِ والعقبةِ.

واللاّصِفُ: اسم للإثمِد الذي يُكتَحَل به في بعض اللغاتِ.

واللَّصْف: تسويَةُ الشيء؛ كالرَّصْفَ وقال ابن دُيد: اللَّصْفُ: من قولهم رأيته يلْصُفُ ؟بالضم - : أي يُبْرُقُ، ورأيت لَصِيفا: أي بَريقاً. وقال ابن عبّاس ؟رضي الله عنهما - : لما وفد عبد المُطلب لى سيف بن ذي يزن استأذنَ ومعه جِلَّة قريش فأذن لهم فإذا هو مُتَضمِّخٌ بالعبير يلصُفُ وبيصُ المِسْكِ من مَفْرِقِه.

ولصَاف: اسم جَبَلٍ بناحية الشواجن من ديار ضبَّة، وفيه ثلاث لُغات: لصَاف ؟مثال قَطَامِ - ولَصافُ ؟يُعْرَب ويُجرى مُجرى ما لا يَنْصَرِف - ولِصَافُ ؟بكسر اللاّم غير مُجْرىً - ، قال النابغة الذبياني:

بِمُصْطَحِباتٍ من لَصَاف وثَبْرَةٍ ... يَزُرْنَ إلاَلاً سَيْرُهُنَّ تَدَافُعُ

وقال أبو المُهَوِّشِ الأسدي:

قد كُنْتُ أحْسِبُكُمْ أُسُوْدَ خَفِيَّةٍ ... فإذا لَصَافِ تَبِيْضُ فيه الحُمَّرُ

والتركيب يدل على يُبْسٍ وبَريقٍ.

لطفلَطُفَ الشيء ؟بالضم - يَلْطُفُ لُطْفاً ولَطافَةً: أي صَغُرَ ودقَّ، فهو لَطِيْفٌ.

لَطَفَ ؟بالفتح - يَلْطُفُ لُطْفاً: أي رَفَق.

واللَّطِيْفُ: من أسماء الله تعالى، هو الرَّفِيْقُ بعباده.

وقال الزهري: جاريَةٌ الخَصْرِ: إذا كانت ضامِرة البطن.

قال: واللَّطِيْفُ من الكلام: ما غَمُضَ معناه وخَفِي.

يقال: لَطَفَ الله لك: أي أوصَل إليك مُرادَك برفقٍ.

واللُّطْفُ من الله تعالى: التَّوْفيق والعِصمةُ، والاسم: اللَّطَفُ ؟بالتحريك - ، قال كعب بن زُهير رضي الله عنه:

ما شَرُّها بعدما ابَيَضَّتْ مَسَائحُها ... لا الوُدَّ أعْرِفُه منها ولا اللَّطَفا

ويقال: جاءتنا لَطَفَةٌ من فلان: أي هدية.

واللَّطْفانُ: المُلاطِفُ.

وألْطَفَه بكذا: أي بَرّه به.

وألْطَفَ الرجل البعير: أدخل قَضيبَه في الحياء؛ وذلك إذا لم يهتَد لموضِع الضِّراب.

وقال أبو صاعد الكلابي: ألْطَفْتُ الشيء بجنبي واسْتَلْطَفْتُه: إذا ألصَقْتَه به، وهو ضِد جافيته عني؛ وأنشد:

سَرَيْتُ بها مُسْتَلْطِفاً دُوْنَ رَيْطَتي ... ودُوْنَ رِدائي الجَرْدِ ذا شُطَبٍ عَضْبا

 

واستَلْطَفَ البعير: أي أدخل ثِيْلَه في الحياء بنفسه؛ مثل استخلَطَ واخلَطه غيره.

والمُلاطَفَةُ: المُبارَّة.

والتَّلَطف للأمر: الرِّفْقُ له.

وقال ابن دريد: تَلاطف القوم: من اللُّطْفِ.

والتركيب يدل على الرِّفْقِ؛ وعلى صِغر في الشيء.

لعفابن عبّاد: ألْعَفَ الأسد وألْغَفَ: إذا وَلَغَ الدم، وقيل: حَرِدَ وتهيّأ للمُساورة.

وقال ابن دريد: تَلَعَّفَ السد والبعير وتَلَغَّفا ؟بالعين والغين - : إذا نظرا ثم أغْضيا ثم نظرا.

لغفأبو عمرو: اللَّغِيْفُ: الذي يأكل مع اللصوص ويشرب ويحفظ ثيابهم ولا يسرق معهم، والجمْع: لُغَفَاءُ، يقال: في بني فلان لُغَفاءُ.

وقال أبو الهيثم: اللَّغِيْفُ: خاصة الرجل، مأخوذ من اللَّغَفِ، يقال:لَغِفْتُ الأُدْمَ: إذا لَقْمِتَه، وأنشد:

يَلْصَقُ باللِّيْنِ ويَلْغَفُ الأُدُمْ

وقال ابن السكِّيت: يقال فلان لَغِيْفُ فلان وخُلْصَانُه ودُخْلُلُه وسَجيرُه، قال أبو حِزام غالب بن الحارث العُكْليُّ:

فلا تَنْحِطْ على لُغَفَاءَ دَجُّوا ... فليس مُفِيْئَهُمْ أمَرُ النَّحِيْطِ

دجُّوا: ذهبوا، والمر: الكَثْرَةُ.

وقال ابن عبّاد: اللَّغْفُ واللَّغِيْفَةُ: العصِيْدة وكل شيء رِخْوٍ.

واللُّغْفَةُ: اللُّقْمَةُ.

قال: ولَغَف بعينه وألْغَفَ بها: إذا لَحظ بها لَحْظاً مُتتابعاً.

قال: والإلْغَاف: الجَورُ وقُبْحُ المعاملة.

والمُلْغِفَةُ: القوم يكونون لُصوصا لا حَمِيَّة لهم.

وألغَفَني فلان لُغْفَة من شيء: كأنه أراد أطعمني.

وقال غيره: ألْغَفْتُ السير: إذا أسرعْتَ.

وألغَفَ الأسد وأرْعَفَ: إذا نظر نظراً شديداً، قال أبو النجم:

كأنَّ عَيْنَيْهِ إذا ما لْغَفا ... بالقِرْنِ إذْ هَمَّ به وخَوَّفا

وكذلك تَلَغَّفَ، وذلك إذا نظر ثم أغى ثم نظر.

ولاغَفْتُ الرجل: إذا صادقْته.

ولاغَفْتُ المرأة: إذا قبَّلْتَها.

لففلَفَفْتُ الشيء ألُفُّه لَفّاً.

ولَفَّ الكتيبة بالأخرى: إذا خلط بينهما في الحرب، وأنشد ابن دريد:

ولَكَمْ لَفَفْتُ كَتِيْبَةً بكَتِيْبَةٍ ... ولَكَمْ كَمِيٍّ قد تَرَكْتُ مُعَفَّرا

ولفَّهُ حَقَّه: أي منعه.

وفي حديث أم زرع: زوجي إن أكَلَ لفَّ. أي قمَش وخلَّط من كل شيء، وقد كُتِبَ الحديث " بتمامه " في تركيب ز ر ن ب.

واللِّفَافَةُ: ما يُلَفُّ به على الرِّجل وغيرها، والجمْع: اللَّفائفُ.

وجاؤا ومن لَفَّ لِفَّهُم: أي ومن عُدَّ فيهم وتأشَّب إليهم، قال الأعشى:

وقد مَلأَتْ بَكْرٌ ومَنْ لَفَّ لِفَّها ... نُبَاكاً فَقَوّاً فالرَّجا فالنَّواعِصا

وأنشد ابن دريد:

سَيَكْفِيْكُمُ أوْداً ومَنْ لَفَّ لِفَّها ... فَوَارِسُ من جَرْمِ بن رَبّانَ كالأُسْدِ

وأجاز أبو عمرو فتح اللاّم. وقال المُفَضّل الضبيُّ: اللِّفُّ الصِّنْفُ من الناس من خير أو شر.

والألْفَافُ: الأشجار يَلْتَفُّ بعضها على بعض، ومنه قوله تعالى: )وجَنّاتٍ ألْفافا( واحدُها لِفٌّ ؟بالكسر - ، ومنه قولهم: كنا لِفّاً: أي مجتمعين في موضع.

وقال الليث: اللِّفُّ: ما لُفُّوا من ها هنا وها هنا كما يَلُفُّ الرجل شُهود زُوْر.

قال: وحديقة لِفَّةٌ، ويقال لِفٌّ.

واللِّفُّ: الحِزب والطائفة، ومنه الحديث: فكان عُمر وعثمان وابن عُمر لِفّاً. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ن ص ب.

واللَّفِيْفُ: ما اجتمع من الناس من قبائل شتّى، يقال: جاؤوا بِلِفِّهم ولَفيفِهم: أي واخلاطِهم. وقوله تعالى: )جِئْنا بكم لَفِيْفا( أي مجتمعين مختلطين من كل قبيلة.

وطعام لَفِيْفٌ: إذا كان مَخلوطاً من جنسين فصاعداً.

وباب من العربية يقال له: اللَّفِيْفُ؛ لاجتماع الحرفين المعتلين في ثُلاثِّيه، وهو نوعان: مَقْرون ومفْروق؛ فالمقرون ك " طوَى " و " روى " والمفروق ك " وَحى " و " وعى " .

واللَّفِيْفَةُ: لحم المَتْنِ الذي تحت العقَبِ من البَعير.

وقال الليث: المِلفّ؛ لِحاف يُلتفّ به.

ورجل ألَفّ بيِّن اللَّفَفِ: أي عَييّ بطيءُ الكلام إذا تكلّم ملأ لِسانه فاه، فال الكَميْتُ:

وِلايَةَ سِلَّغْدٍ ألَفَّ كأنَّهُ ... من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنُّوْكِ أثْوَلُ

 

والألفُّ ؟أيضاً - : الرجل الثَّقيل البَطِيءُ، قال زهير بن أبي سُلمى:

مَتى تَسْدُدْ به لَهَوات ثَغْرٍ ... يُشَارُ إليه جانِبُهُ سَقِيْمُ

مَخُوْفٍ بَأْسُهُ يَكْلاكَ منه ... قويٌّ لا ألَفُّ ولا سؤومُ

وأنشد ابن دريد:

رَأْيْتُكُما يا ابنَيْ عياذٍ عَدَوْتُما ... على مال ألوى لا سنيد ولا ألَفْ

ولا مالَ لي إلاّ عطافٌ ومِدْرَعٌ ... لكم طَرَفٌ منه حَدِيْدٌ ولي طَرَفْ

وامرأة لفّاء: ضخمة الفَخِذَيْنِ، وفَخِذانِ لَفّاوانِ، قال الحَكَم بن معمر الخضريُّ:

تَسَاهَمَ ثَوْباها ففي الدِّرْعِ رادَةٌ ... وفي المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهُما عَبْلُ

تَساهم: تقارع. وأنشد ابن فارس:

عِرَاضُ القَطا مُلْتَفَّةٌ رَبَلاتُها ... وما اللُّفُّ أفْخاذاً بِتارِكَةٍ عَقْلا

والألَفُّ: عِرقٌ يكون في وظِيف اليد بين العُجاية في باطن الوظيف، قال:

يا رِيَّها إنْ لم تَخُنّي كَفّي ... أو يَنْقَطِعْ عِرْقٌ من الألَفِّ

وقال ابن الأعرابيِّ: اللِّفَفُ: أن يلتوي عِرق في ساعد العامل فيُعطِّله عن العمل، وأنشد:

الدَّلْوُ دَلْوي إنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ ... وإنْ نَجا صاحِبُها من اللَّفَفْ

وقال المُفَضل الضبِّي: اللُّفُّ ؟بالضم - : الشَّوَابِل من الجواري وهُنَّ السِّمان الطِّوال.

وقال الأصمعي: الألَفُّ: الموضِع المُلتفُّ الكثير الأهل، قال ساعدة بن جُؤيَّةَ الهُذلي:

ومَقامِهِنَّ إذا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ ... ضَيْقٍ ألَفَّ وصَدَّهُنَّ الخشَبُ

وشجرة لَفّاءُ: أي مُلْتَفَّةُ الأغصان. وقال بعضهم في قوله تعالى: )وجَنّاتٍ ألْفافا( أنّها جمْع لُفٍّ وهو جمْع جَنة لفّاء، فهي جمْع الجمْعِ.

ورجل ألَفُّ: مَقروْنُ الحاجبين.

وقال أبو عمرو: اللَّفُوْفُ من الغنم: التي يذبحها صاحبها وكا يرى أنها لا تُنْقي فأصابها مُنقيَةً.

ولَفْلَف ؟مثال نَفْنَفٍ - : موضع بين تيماء وجبليْ طيِّءٍ.

وقال ابن دريد: رجل لَفْلَفٌ ولَفْلافٌ: إذا كان ضعيفاً.

وقال الليث: ألَفَّ الرجل ثوبه كما يُلِفُّ الطائر رأسه: إذا جعله تحت جناحه، قال أمية بن أبي الصَّلْتِ يذكر الملائكة:

ومنهم مَلِفٌّ في جَنَاحَيْهِ رَأْسَهُ ... يَكادُ لِذِكْى رَبِّهِ يَتَقصَّدُ

من الخَوْفِ لا ذو سَأْمَةٍ من عِبَادَةٍ ... ولا هو من طُوْلِ التَّعَبُّدِ يُجْهَدُ

وفي أرض بني فلان تَلافيفُ من عُشب: أي نبات مُلْتَفٌّ.

والتَّلْفِيْفُ: مبالغة اللَّفِّ.

والشيء المُلَفَّفُ في البِجَادِ: وطبُ اللبن؛ في قول أبي المُهَوِّش الأسدي:

إذا ما ماتَ مَيْتٌ من تَمِيْمٍ ... فَسَرَّكَ أنْ يَعِيْشَ فَجِئْ بِزَادِ

بِخُبْزٍ أو بِتَمْرٍ أو بِلَحْمٍ ... أو الشَّيْءِ المُلّفَّفِ في البِجادِ

تَراهُ يُطَوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً ... ليَأْكُلَ رَأسَ لُقْمانَ بنِ عادِ

وفي حديث معاوية ؟رضي الله عنه - أنه مازح الأحنف بن قيس فما رُؤي مازحان أوْقَر منهما، قال له: يا أحنف ما الشيء المُلَفَّفُ في البِجادِ؟ فقال: هو السَّخِينة يا أمير المؤمنين. ذهب معاوية ؟رضي الله عنه - إلى قول أبي المُهَوِّشِ، والأحنف إلى السخينة التي كانت تُعيَّرها قريش؛ وهي شيء يُعمل من دقيق وسمن؛ لأنهم كانوا يُولعون بها حتى جَرت مجرى النَّبز لهم، وهي دون العصيدة في الرِّقة وفوق الحساء، وكانوا يأكُلونها في شدة الدهر وغلاء السعر وعَجَف المال، قال كعب بن مالك رضي الله عنه:

زَعَمَتْ سَخِيْنَةُ أنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاّبِ

وقال آخر:

يا شَدَّةً ما شَدَدْنا غَيْرَ كاذِبَةٍ ... على سَخِيْنَةَ لولا اللَّيْلُ والحَرَمُ

وقال ابن الأعرابي: لَفْلَفَ الرجل: إذا استقصى الأكل.

ولَفْلَفَ: إذا اضطرب ساعِده من التواءِ العِرْق.

وتَلَفَّفَ في ثوبه والتَفَّ بثوبه. وفي حديث أم زرع: وإن رَقد التَفَّ. أي إذا نام الْتَفَّ ونام في ناحية ولم يُضاجِعني، وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب.

 

وقالت امرأة لزوجها ذامّةً له: إنّ ضِجْعَتَك لانجِعاف، وإنّ شِمْلَتك لالتْفافٌ؛ وإنَّ شُرْبَك لاشتِفافٌ؛ وإنك لَتَشبع ليلة تُضافُ؛ وتأمن ليلة تُخافُ.

والتِفَافُ النَّبْتِ: كَثْرَتُه.

والتركيب يدل على لَفِّ شيء.

لقفلَقِفْتُ الشيء ؟بالكسر - ألقَفُه لَقْفاً ولَقَفاناً: أي تناولتُه بسرعة، وقرأ ابن أبي عبلة: )تَلْقَفُ ما صَنَعُوا( بسُكون اللام ورفع الفاء على الاسْتِئْنافِ.

وقال اللِّحْيَانيُّ: رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقِيْفٌ لَقِيْفٌ: أي خَفيف حاذق.

والَّقَفُ ؟بالتحريك - : سقوط الحائط. وقد لقف الحوض لقفاً: أي تهوَّر من أسفله واتَّسع، وحوض لَقِفٌ ولَقِيْفٌ، قال أبو خِراش الهُذلي:

كابي الرَّمادِ عَظِمْمُ القِدْرِ جَفْنَتُهُ ... عِنْدَ الشِّتَاءِ كحَوْضِ المُنْهِلِ اللَّقِفِ

وقال أبو ذُؤيب الهُذلي:

فلم يَرَ غَيْرَ عادِيَةٍ لِزَاماً ... كما يَتَفَجَّرُ الحَوْضُ اللَّقِيْفُ

ويروى: " لِزام كما يتهدم " . وقيل: اللَّقيف: الذي لم يُحكم بناؤه وقد بُني بالمدر، وقيل: الذي يُحفر جانباه وهو مملوء فيحمل عليه الماء فيَفْجره. والعادية: القوم الذين يعْدون على ارجلِهم؛ أي فحمْلَتُهم لِزام كأنهم لَزِموه ولا يفارقون ما هم فيه.

والألْقافُ: جَوانب البئر والخوض؛ مثل اللْجَافِ، الواحد: لَقَفٌ ولَجَفٌ.

ولِقْفٌ ؟بالكسر - : ماء أبْآر كثيرة؛ عَذْب؛ ليس عليها مَزارع؛ ولا نخل فيها؛ لِغَلظ موضعها وخشونته، وهو بأعلى قوران واد من ناحية السَّوارقية.

ولقَّفْتُه تَلْقِيْفا: أي أبلعْتُه.

وقال أبو عُبيدة: التَّلْفيف: أن يَخْبط الفرس بيديه في استنانه لا يُقِلُّهما نحو بطنه.

وقال ابن شُميل: يقال أنهم لَيلَقِّفون الطعام: أي يأكلونه، وأنشد:

إذا ما دُعِيْتُمْ للطَّعَامِ فَلَقِّفُوا ... كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شَآمِيَةٌ حُرْدُ

والتَّلْقِيْفُ: شدة رفعها يدها كأنما تَمُدُّ مَدّاً، ويقال: تَلْقِيفها: ضرْبُها بأيديها لبّاتِها؛ يعني الجِمال في سيرها.

وتَلَقَّفَ الشيء: أي ابتعله، قال الله تعالى: )تَلَقَّفْ ما صَنَعُوا( وقرأ ابن ذَكوان: )تَلَقَّفُ( برفع الفاء على الاستئناف.

وقال ابن دريد: بعير مُتَلَقِّف: إذا كان يهوي بِخُفَّي يديه إلى وحشيِّه في سيره.

وتلقَّفَ الحوض: إذا تَلَجَّفَ من أسافله.

لكفالعامة تقول: اللِّكَافُ للإكَافِ.

ولَكْفُوْ: جنس من الزِّنْجِ.

لوفالدِّينوري: اللُّوْفُ ؟بالضم - : نبات له ورقات خُضر رواء طوال جَعدَةٌ، فينبسط على وجه الأرض، وتخرج له قصبة من وسطها، وفي رأسها ثمرة، وله بصل شبيه ببصل العُنصُل، والناس يتداوَوْن به، والواحدة: لُوْفَةٌ، قال: وسمِعتُها من عرب الجزيرة، قال: واللُّوْف عندنا كثير، ونباته يبدأ في الربيع، ورأيت أكثر منابته ما قارب الجبال.

وقال غيره: لُوْفُ: قرية.

وقال ابن عبّاد: يقولون: لُفْتُ الطعام ألُوفُه لَوفاً: بمعنى الياء، واللّوْفُ: المَضْغُ.

والدقيق الذي يُبسط على الخِوان لئلاّ يلتصق به العجينُ: اللُّوَافةُ.

واللَّوْفُ من الكلام والمَضغِ: ما لا يُشْتَهى.

والمال يَلُوفُ الكلأ: إذا ظلَّ يأكله يابسا.

واللَّيِّف من الكلأ: اليابس، وأصله لَيْوِفٌ.

وكَلأٌ مَلُوْفٌ: قد غسله المطر.

وقال غيره: اللَّوّافُ: الذي يعمل الزَّلاليّ.

لهفلَهِف ؟بالكسر - يَلْهَفُ لَهْفاً: أي حَزِن وتحسر، قال الزَّفَيانُ:

يا ابْنَ أبي العاصي إليك لَهِفَتْ ... تَشْكُو إليكَ سَنَةً قد جَلَّفَتْ

أمْوالَنا من أصْلِها وجَرَّفَتْ

وقولهم: يا لَهْفَ فلان: كلمة يتحسَّر بها على ما فات، قال مُتمِّم بن نُوَيْرةَ رضي الله عنه:

يا لَهْفَ من عَرْفاءَ ذاةِ فَلِيْلَةٍ ... جاءتْ إلَيَّ على ثَلاثٍ تَخْمَعُ

ويروى: " بَل لَهْفَ " . وقال آخر:

فَلَسْتُ بمُدْرِكٍ ما فاتَ منّي ... بلَهْفَ ولا بلَيْتَ ولا لَوَانّي

أراد: لَهْفَاهُ؛ فحذف. وقال الفرّاء: يا لَهْفَى عليك ويا لَهْفَ عليك ويا لَهْفِ عليك ويا لَهْفاً عليك. مثل يا حسرة. ويا لَهْفَ أرضي وسمائي عليك. ويقال: يا لَهْفاهْ ويا لَهْفَتَاهْ ويا لَهْفَتِيَاهْ.

 

والمَلْهُوْفُ واللَّهِيْفُ واللَّهْفَانُ واللاّهِفُ: المظلوم المُضطر يستغيث ويتحسر. وامرأة لاهِفُ ؟بلا هاء - ؛ وزاد ابن عبّاد: ولاهِفَةٌ ولَهْفى؛ ونِسوة لَهَافى ولِهَافٌ.

ويقال: هو لَهِيفُ القلب ولاهِفُه ومَلْهُوفهُ: أي مُحترِقُه.

وقال الليث: اللَّهُوفُ: الطويل، وقال ابن عبّاد: والغليظ أيضاً.

قال: والإلْهَافُ: الحرصْ والشَّرَه.

وقال الليث: فلا يُلَهِّف نفسه وأمه تَلْهِيْفاً: إذا قال: وانَفْسَاهْ واأُمَّيَاهْ والَهْفَاهْ والَهْفَتَاهْ والَهْفَتِياهْ. وقال شِمْر: يقال: لَهَّفَ فلان أمه واُمَّيْه. يريدون أبويه، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:

أشْلى ولَهَّفَ أُمَّيْهِ وقد لَهِفَتْ ... أُمَّاهُ والأُمُّ مِمّا تُنْحَلُ الخَبَلا

يريد: اباه وأُمّه.

وتَلَهَّف على الشيء: تَحسَّر.

وقال ابن عبّاد: الْتَهَفَ: الْتَهَبَ.

والتركيب يدل على التَّحسُّر.

ليفلِيْفُ النخل معروف، والقطعة: لِيْفَةٌ.

وقال الفَرّاءُ: يقال للعظيم اللِّحية: لِيْفَانيٌّ.

وقال ابن عبّاد: لِفْتُ الطعام ألِيْفُه لضيْفاً: إذا أكلته؛ لُغة في لُفْتُه ألُوْفُه لَوْفاً.

وقال غيره: لَيَّفَتِ الفسيلة: غَلُظَتْ وكثر لِيفُها.

" و " لَيَّفْتُ اللِّيْفَ تَلْيِيْفَاً: عمِلْتُه.

نأفابن الأعرابي: نَئفَ: إذا كَرِه.

ونَئفْتُ من الطعام أنْأفُ نَأفاً: إذا أكلته.

ونَئفَ في الشرب: أي ارتوى.

وقال أبو عمرو: نَأفَ: إذا جدّ، وهو مِنْأفٌ.

نتفنَتَفْتُ الشَّعَر أنْتِفُه نَتْفاً.

والمنْتُوف: اسم رجل كان موْلىً لبني قيس بن ثعلبة استعمله يزيد بن المُهَلّب.

وجمَل نَتِيْفٌ: نَتِف حتى يعمل فيه الهنَاء، قال صَخْر الغيِّ الهُذليُّ:

فَذَاكَ السِّطَاعُ خِلافَ النِّجَاءِ ... تَحْسِبُه ذا طِلاءٍ نَتِيْفا

السِّطَاع: جبل، ويُروى: " فزال السِّطاعُ " أي لمّا زال الماء عنه كأنه زال عن الماء.

والنُّتافُ والنُّتَافَةُ: ما سقط من النَّتْفِ.

والنُّتْفَةُ بالضم - : ما نتفْتَه بإصبعك من النَّبْت وغيره، والجمعُ: النُّتَفُ.

ورجل نُتَفَةٌ ؟مثال تُؤدَةٍ - : الذي يَنْتِفُ من العلم شيئا ولا يستقصيه، وكان أبو عبيدة إذا ذُكر له الأصمعي يقول: ذاك رجل نُتَفَةٌ.

والمِنْتَافُ: المِنتَاخُ. وقال الأزهري: سمِعْت العرب تقول: هذا جمل مِنْتاف: إذا كان غير وسَاع يُقاربُ خَطْوه إذا مشى، والبعير إذا كان كذلك كن غير وَطِيءٍ.

وقال ابن عبّاد نَتَفَ في القوس: نَزَع فيها خَفِيفا.

وغُراب نَتِفُ الجَناحِ: أي مُنْتَتِفُه، وتناتف الشَّعر وانْتَتَف، قال عَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع:

غَبْرَاءُ تَنْفُضُه حتّى يُصَاحِبَها ... من زِفِّهِ قَلِقُ الأرْصَافِ مُنْتَتِفُ

والتركيب يدل على مَرْطِ شيء.

نجفالنَّجَفُ والنَّجَفَةُ ؟بالتحريك فيهما - : مكان لا يعلوه الماء مستطيل مُنقاد، والجمع: نِجَافٌ. وقال الليث: النَّجَفُ يكون في بَطن الوادي؛ شُبِّه بِنِجافِ الغَبِيْطِ؛ وهو جدار ليس بجِدّ عريض له طول مُنقاد من بين مُعْوَجٍّ ومستقيم؛ لا يعلوه الماء، وقد يكون في بطن الأرض.

وقال بعضهم: النِّجَافُ أرض مستديرة مُشرفة على ما حولها، واحدَتُها: نَجَفَةٌ، قال امرؤُ القيس:

أرى ناقَةَ المَرْءِ قد أصبحت ... على الأيْنِ ذاةَ هِبَابٍ نَوارا

رَأت هَلَكاً بِنِجافِ الغَبِيْطِ ... فكادَتْ تَجُذُّ لذاك الهِجَارا

وقال ابن دريد: النَّجَفَةُ مَوضع بين البصرة والبحرين.

وقال غيره: النَّجَفُ: قشور الصِّلِّيان.

وقال ابن الأعرابي: النَّجَفَةُ: المُسَنّاةُ، والنَّجَفُ: التل.

وقال الأزهري: النَّجَفَةُ التي هي بظاهر الكُوفة: هي المُسنّاة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها، وأنشد غيره لإسحاق بن إبراهيم الموصلي:

ما إنْ رَأى النّاسُ في سَهْلٍ وفي جَبَلٍ ... أصْفى هَوَاءً ولا أغْذى من النَّجَفِ

وقد يقال لابْطِ الكَثيب: نَجَفَةُ الكَثيب؛ وهي الموضع الذي تُصَفِّقه الرياح فَتُنِّجفُه؛ يصير كأنه جُرُف مُنجرف، وهو الذي يُحفر في عَرْضه وهو غير مَضرُوح.

وقال الفرّاء: نِجَافُ الإنسان: مِدْرَعتُه.

 

وقال الأصمعي: النِّجَافُ: العتَبَة؛ وهي أُسْكُفّة الباب. وقيل: النِّجَاف والدَّوّارة: الذي يستقبل الباب من أعلى الأُسْكُفّة. وقال الزهري: يقال لأنفِ الباب الرِّتاج؛ ولِدَرْوَندِه النِّجاف والنَّجْران؛ ولمَتَّرِسه القُنّاح. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر الرجل الذي يَدخل الجنة آخر الخَلْق قال: فيسأل ربّه فيقول: أي ربِّ قدِّمني إلى باب الجنة فاكون تحت نِجافِ الجنة.

وقال الليث: نِجافُ التَّيْسِ: جِلد أو خِرقة تُشد بين بطنه والقضيب فلا يقدر على السِّفاد. ومنه المَثل: لا تَخُونك اليمانية ما أقام نِجافُها. ومنه يقال: تَيْسٌ مَنجُوْف.

وسُوَيْدُ بن َنْجُوْف البصري: من التابعين.

والمَنْجُوْفُ والنَّجِيْفُ من السِّهام: العريض النَّصل، يقال: نَجَفْتُ السَّهم أنْجُفُه نَجْفاً: إذا مَريته، وجمْع النَّجِيْفِ: نُجُفٌ، قال أبو كبير الهُذلي:

ومَعَابِلاً صُلْعَ الظُّبَاتِ كأنَّها ... جَمْرٌ بِمَسْكَةٍ يُشَبُّ لمُصْطَلِ

نُجُفاً بَذَلْتُ لها خَوَافِيَ ناهِضٍ ... حَشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفَاعِ الأطْحَلِ

وقال ابن عبّاد: النُّجُفُ: الأخلاق من الشَّنان والجلود.

وغارٌ مَنْجُوْفٌ: أي مُوسَّع، قال أبو زُبيد حرْملةُ بن المُنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:

إنْكانَ مَأْوى وُفُوْدِ النّاسِ راحَ بِهِ ... رَهْطٌ إلى جَدَثٍ كالغارِ مَنْجُوْفِ

وقال ابن فارس: المَنْجُوْفُ: المُنقطع عن النِّكاح.

وقال ابن عبّاد: المَنْجُوْفُ: الجَبان، ومن الآنية: الواسِع الشَّحْوة والجَوْفِ؛ يقال: قدح مَنْجُوْفٌ.

وقال ابن الأعرابي: النَّجْفُ: الحلب الجيد حتى يُنفِضَ الضَّرْعُ، قال يصف ناقة غزيرة:

تَصُفُّ أو تُرْمي على الصُّفُوْفْ ... إذا أتاها الحالِبُ النَّجُوْفْ

وقال ابن عبّاد: نَجَفْتُ الشجرة من أصلها: قطعتُها.

والنُّجْفَةُ ؟بالضم - : القليل من الشيء.

وقال ابن الأعرابي: المِنْجَفُ والمِجْفَنُ: الزَّبيْل.

قال: وانْجَفَ الرجل: علَّق النِّجَافَ على الشّاة.

وقال غيره: نَجَّفَتِ الريح الكثيب تَنْجِيْفاً: جَرفَته.

وقال ابن عبّاد: يقال نَجِّفْ لي نُجْفَةً من اللبن: أي اعْزِلْ لي قليلا منه.

وقال غيره: كل شيء عرَّضته فقد نجَّفْته.

وانْتِجافُ الشيء: استخراجه، يقال: انْتَجَفْتُ الغنم: إذا استخرَجْت أقصى ما في الضّرع من اللبن.

وانْتَجَفَتِ الريح السَّحاب: إذا استفرَغَتْه، وكذلك اسْتَنْجَفَتْه.

والتركيب يدل على تبَسُّط في شيء مكان أو غيره؛ وعلى استخراج شيء.

نحفابن دريد: النَّحَافَةُ: مصدر نَحِفَ ؟بالكسر - ينْحَفُ نحافةً؛ فهو مَنْحوفٌ ونحِيف، كذا قال مَنحوفٌ، قال: ورجل نَحيفٌ بيِّن النَّحَافَةِ من قوم نِحَافٍ؛ مثل سمين من قوم ِمان، وقد قالوا: نَحُفَ يَنْحُفُ؛ كما قالوا: كرُم يَكْرُمُ.

والنَّحِيْفُ: القَضِيْفُ القليل اللحم خِلْقة لا هُزالاً، وأنشد الليث لسابق، وأنشده أبو تمام في الحماسة للعباس بن مرداس ؟رضي الله عنه - ؛ وليس له، وقال أبو رياش: هو لِمُوِّد الحُكماء:

تَرى الرَّجُلَ النَّحِيْفَ فَتَزْدَرِيْهِ ... وفي أثْوَابِهِ أسَدٌ مَزِيْرُ

وهو الحازم، ويُروى: " مَرِيْرُ " وهو القوي القلب الشديد. وقال صخر العغيّ الهُذلي:

وقِدْحٍ يَخُوْرُ خُوَارَ الغَزَالِ ... رَكَّبْتُ فيه نحيصاً نَحِيْفا

نخفابن دريد: النّخْفُ: من قولهم: نَخَفَتِ العنز تَنْخَفُ وتَنْخُفُ نَخْفاً: وهو النَّفْخُ، وقال قوم: هو شبيه بالعُطاس، وبه سُمي الرجل نَخْفاً. وقال ابن الأعرابي: النَّخِيْفُ: صوت الأنف إذا مُخِطَ. وقال غيره: النَّخْفُ: النفَسُ العالي؛ والنَّخيف: مثل الخَنين من الأنف.

والنِّخَافُ ؟بالكسر - : الخُفُّ، والجمْع: أنْخِفَةٌ، وقال أعرابي: جاءنا فلان في نِخَافَيْنِ مُلَكَّمَين: أي في خُفَّيْنِ مُرَقَّعين.

والنَّخْفَةُ: وهْدة في رأي الجبل.

وقال ابن الأعرابي: أنْخَفَ الرجل: كَثُر صوت نَخِيْفِه.

ندف

 

نَدْفُ القطن: ضربه بالمندف والمندفة أي الخشبة التي تكون بيد النَّداف يَطرق بها الوتر ليرِقَّ القطن، والفعل منه: نَدَف ينْدِفُ ؟بالكسر - ، وحِرْفَتُه النِّدَافة، قال الأعشى:

قاعِداً حَوْلَهُ النَّدامى فما يَنْ ... فَكُّ يُؤْتى بِمُوْكَرٍ مَحْذُوْفِ

المُوْكَر: الزِّقُّ الملآنُ، والصَّدُوْحُ: القَيْنَةُ الرفيعة الصوت. وقال الأخطل يصف كلاب الصيد:

فأرْسَلُوْهُنَّ يُذْرِيْنَ التُّرَابَ كما ... يُذْري سَبَائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ

وقال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبل يصف ناقته:

يُضْحي على خَطْمِها من فَرْطِها زَبَدٌ ... كأنَّ بالرَّأْسِ منها خُرْفُعاً نُدِفا

الخُرْفُع: القطن، ويروى " خِرْفِعاً " بالكسر. والقطن مندوف ونديف، قال:

يا لَيْتَ شِعْري عَنْكُمُ حَنِيْفا ... وقد جَدَعْنا منكُمُ الأُنُوْفا

أتَحْمِلونَ بَعْدَنا السُّيُوْفا ... أمْ تَغْزِلُوْنَ الخُرْفُعَ المَنْدُوفا

والدّابة تَنْدِف في سيرها نَدْفا ونَدفاناً: وهو سرعة رَجْعِ اليدين.

والنَّدْفُ: شُرْب السِّباع الماء بألسنتها.

والنَّدْفُ الضرب بالعود، والشاهد عليه بيت الأعشى الذي سبق.

وقال الأصمعي: رجُل ندّاف: كثير الأكل، والنَّدْف: الأكل.

والنُّدْفَةُ: القليل من اللبن.

والنَّدْفُ في الحلب: أن تَفْطُر الضّرة بإصبعِك.

ونَدَفَتِ السماء بمطر: مثل نَطفَتْ، ونَدَفَتْ بالثلج: رمتْ به.

وقال الفرّاءُ: نَدَف الدابة وأندفها: ساقها سوقا عنيقا.

ويقال: هو يَنْدِفُ الطعام: أي يأكله بيده.

وقال ابن عبّاد: نْدَفْتُ الكلب: أوْلغْتُه.

وقال ابن الأعرابيِّ: أنْدَفَ الرجل: إذا مال إلى النَّدْفِ وهو صوت العُود في حجر الكَرينة.

والتَّنْديف: مُبالغة النَّدْف، قال الفرزدق:

وأصْبَحَ مُبْيَضُّ الصَّقِيْعِ كأنَّهُ ... على سَرَواتِ النِّيْبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ

والتركيب يدل على شِبْه النَّفشِ للشيء بآلةٍ.

نزفنزَفْتُ البئر أنْزِفُه نَزْفاً: إذا نزحْتَه كله، ونَزَفَتْ هي؛ يتعدى ولا يتعدى، ونُزِفَتْ ؟أيضاً - على ما لم يُسمّ فاعله، ومنه الحديث في زمزم: لا تُنْزَفُ ولا تُذَم.

ويقال ؟أيضاً - نُزِف الرجل: إذا ذهب عقلُه، ومنه قوله تعالى: )ولا يُنْزَفُونَ( أي لا يَسْكَرون.

وقال أبو عُبيدة: نَزِفَتْ عَبْرَتُه ؟بكسر الزاي - : أي فَنِيَتْ.

والنُّزْفَةُ ؟بالضم - : القليل من الماء والشراب، والجمْع: نُزَفٌ ؟مثال غرفة وغُرَف، قال العجّاج يَصف الخمر:

فَشَنَّ في الإبْرِيْقِ منها نُزَفا ... من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَفا

وعُروق نُزَّف ؟مثال رُكَّع - : غير سائلة، قال العجّاج يصِف ثوراً:

أعْيَنُ بَرْبَارٌ إذا تَعَسَّفا ... أجْوَازَها هَذَّ العُروقَ لنُّزَّفا

والنُّزْفُ ؟بالضم - : الاسم من النَّزْفِ، قال:

تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وهي لاهِيَةٌ ... كأنَّما شَفَّ وجْهَها نُزُف

أراد أنها رقيقة المحاسن حتى كأن دمها مَنزوف.

وقال ابن دريد: نُزِفَ الرجل دمه يُنْزف نَزْفا: إذا سال حتى يُفْرِط، فهو مَنزوف ونَزِيف.

قال: ومَثل من أمثالهم: أجْبَن من المَنزُوف ضَرِطاً. وهو رجل ضَرَطَ حتى مات فَزَعا. قال: وله حديث: قال الصَّغَانيُّ مؤلف هذا الكتاب: ذَكَرت حديثه في تركيب ض ر ط.

قال: والمِنْزَفَةُ: دُلَيَّةٌ تُشد في رأس عود طويل؛ ويُنصب عود؛ ويُعرض ذلك العود الذي في طرفه الدَّلو على العود المنصوب، ويُسقى به الماء.

وقال ابن عبّاد: المِنْزَافُ من المَعَزِ: التي يكون لها لَبن ثم ينقطِع.

وقال غيره: بئر نَزُوْف: إذا نُزِفَت باليد.

ويقال للرجل إذا عطِش حتى يبسَت عروقه وجف لسانه: مَنْزُوف ونزيف، قال جميل:

فَلَثِمْتُ فاها آخِذاً بقُرُونِها ... شُرْبَ النَّزِيْفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ

والنّزِيْف ؟أيضاً - : المَحمُوم.

وقال أبو عمرو: النَّزِيْفُ: السَّكران، قال امرؤ القيس:

وإذْ هي تَمْشِي كمَشْيِ النَّزِيْفِ ... يَصْرَعُهُ بالكَثِيْبِ البُهُرْ

وقال آخر:

بَدّاءُ تَمْشِي مِشْيَةَ النَّزِيْفِ

والنَّزِيْف: سيف عِكْرِمة بن أبي جهل ؟رضي الله عنه - ، وفيه يقول:

 

وقَبْلَهُما أرْدى النَّزِيفُ سَمَيْدَعاً ... له في سَنَاءِ المَجْدِ بَيْتٌ ومَنْصِبُ

ونُزِفَ الرجل في الخُصومة: إذا انقطعت حُجته.

ونَزَافِ ؟مثال نَزَال - : أي انْزِفْ. ومنه قول ابنة الجُلَنْدى مَلِك عمان حين ألبْست السلحفاة حُلِيَّها فغاصَت في البحر: نَزَنافِ نَزَافِ لم يبق في البحر غير قُدافٍ، أي غيرُ غُرفة، أمَرَتْ بالنَّزْفِ.

وأنْزَفَ القوم: إذا ذهب ماء بِئرِهم، وكذلك إذا ذهب ماء العين.

وأنْزَفَ الرجل العَبْرة: أفناها بُكاء، قال العجّاج:

وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ دَمَرْ ... وأنْزَفَ العَبْرَةَ مَنْ لاقى العِبَرْ

وقال أيضاً:

وقد أراني بالدِّيارِ مُتْرَفا ... أزْمَانَ لا أحسِبُ شَيْئاً مُنْزَفا

وأنْزَفَ ؟أيضاً - : أي سَكِر. ومنه قِراءة الكُوفيين غير عاصم في الصَّافّات: )ولا هُمْ عَنْها يُنْزِفُوْنَ(، وقراءة الكوفيين في الواقعة: )ولا يُنْزِفُوْنَ( كذلك. قال الأُبَيْرِدُ اليربوعي:

لَعمْري لَئنْ أنْزَفْتُمُ أوْ صَحَوْتُمُ ... لَبِئْسَ النَّدَامى كُنْتُمُ آلَ أبْجَرا

وقال أبو عبيدة: قوم يجعلون المُنْزَفَ مثل المَنْزُوْفِ الذي قد نُزِفَ دمه.

وقال الفرّاءُ: أنْزَفَ الرجل: إذا فَنِيَت خمْرُه، أي خَمْرُ أهل الجنة دائبَةٌ لا تَفْنى.

وقال أبو زيد: نَزَّفَتِ المرأة تَنْزِيفاً: إذا رأت دما على حملِها، وذلك مما يزيد الولد صِغراً.

والتركيب يدُل على نفاد شيء وانقطاعه.

نصفأبو زيد: نَسَفْتُ البناء نَسْفا: قَلعْتُه، قال الله تعالى: )فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفا( أي يقلعها من أصولها، يقال: نَسَف البعير النَّبْتَ: إذا قلعه بفيه من الأرض بأصله. وقيل: نَسْف الجبال: دَكُّها وتذريَتُها، ومنه قوله تعالى: )وإذا الجِبَالُ نُسِفَتْ( أي ذُهِب بها كلِّها بسرعة.

والمِنْسَفَةُ: آلة يُقْلَع بها البناء.

والمِنْسَفُ: ما يُنْسَفُ به الطعام، ونَسْفُه: نَفْضُه، وهو شيء طويل منصوب الصَّدر أعلاه مُرتفع.

ويقال: أتانا فلان كأنَّ لحيته مِنْسَفٌ، حكاه أبو نصر أحمد بن حاتم.

ويقال لفم الحمار: مِنْسَفٌ، ويقال: مَنْسِفٌ، مثال مِنْسَرٍ ومَنْسِرٍ.

وقوله تعالى: )ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ في اليَمِّ نَسْفا( أي لَنُذَرِّيَنَّه تَذْرِية.

والنُّسَافَةُ: ما يسقط من المِنْسَفِ.

وقال ابن فارس: النُّسَافَةُ: الرُّغْوَةُ، وغيره يقولها بالشَّيْن المُعجَمة.

وبعير نَسُوْفٌ: يقتلع الكَلأَ من أصله بمُقَدَّمِ فيه، وابِل مَنَاسِيْفُ.

ويقال للفرس: أنّه لَنَسُوْفُ السُّنْبُكِ: إذا أدناه من الأرض في عَدْوِه، وكذلك إذا أدْنى الفرس مِرْفَقَيْه من الحزام، وذلك إنما يكون لِتَقارُب مِرْفَقَيْه وهو محمود، قال بِشْر بن أبي خازِم يصِف فرساً:

نَسُوْفٍ للحِزَامِ بِمِرْفَقَيْها ... يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ

ألا ترى إلى قول النابغة الجعدي رضي الله عنه:

في مِرْفَقَيهِ تَقَارُبٌ ولهُ ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجَبْأةِ الخَزَمِ

ويقال: بيننا عُقبة نَسُوفٌ: أي طويلة شاقة.

وقال السُّكري في قول صَخْرِ الغيِّ الهُذلي:

كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَاعٍ تَرى ... بفائلِهِ ونَسَاهُ نُسُوْفا

النُّسُوْفُ: آثار العضِّ، وقال مرَّة: النُّسُوْفُ: العِضَاضُ، يقال: نَسَفَ يَنْسُفُ ؟بالضم - نُسُوفا. كذا قال: نُسُوْفاً؛ والقياس: نَسْفاً.

وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: إنه لكثير النَّسِيْفِ؛ وهو السِّرَارُ، والنَّسِيْفُ: السِّرُّ.

وقال غيره: إناء نَسْفَانُ: إذا كان مَلآْنَ يَفيْضُ من امْتِلائه.

ونَسَفَانُ ؟بالتحريك - : من مَخاليف اليمن على ثمانية فراسخ من ذمار.

والنُّسّافُ ؟بالضم والتشديد - : طائر. وقال الليث: ضَرْب من الطير يُشيِه الخُطّاف يَنْسِفُ الشيء في الهواء يسمى: النَّسَاسِيْفَ، الواحد نُسّافٌ.

ونَسَفُ ؟بالترحيك - : بلد، وهو تعريب نخشَب اصطلاحا.

وقال الليث: النَّسْفَةُ من حجارو الحرَّة يكون نخِرا مُنْخرِبا ذا نَخَارِيبَ يُسْتَنْسَفُ به الوَسَخ عن الأقدام في الحمّامات. قال الصَّغاني مُؤلف هذا الكتاب: المعروف النَّشْفَةُ ؟بالشين المُعجَمة - .

 

وقال الليث: كلام نَسِيْفٌ: خَفي؛ هُذَلِية؛ أي لغة هُذَليَّة.

والنَّسِيْف: أثر الجُلْبَة من الرَّكْض وأثر كدْمِ الحمار، قال المُمَزِّق العَبديّ:

وقد تَخِذَتْ رِجْلي إلى جَنْبِ غَرْزِها ... نَسِيْفاً كأُفْحُوْصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ

وقول أبي ذُؤيب الهُذلي:

فألْفَى القَوْمَ قد شَرِبُوا فَضَمُّوا ... أمَامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيْفُ

قال الأصمعي: أي يَنْتَسفون الكلام انْتِسَافا لا يُتِمُّونه من الفرق يهمسون به رويدا فهو خفيٌّ لئلاّ يُنذر بهم لأنهم في أرض عدوّ؛ وضمُّوا إليهم دوابَّهم ورحالهم: وانْتَسَفْتُ الشَّيء: أي اقْتَلَعْتُه، قال حُميد الأرقط:

وانْتَسَفَ الجالِبَ من أنْدَابِهِ ... إغْبَاطُنا المَيْسَ على أصْلابِهِ

ويقال: هما يَتناسفان الكلام: أي يتسارّان؛ كأن هذا يَنسِف ما عند ذلك وذلك يَنْسِف ما عند هذا.

والتركيب يدل على كشف شيء عن شيء أو اسْتِلابه منه.

نشفالليث: النَّشْفُ: دخول الماء في الثوب والأرض وغير ذلك، يقال: نشِفَتِ الأرض الماء ونَشِفَ الماء في الأرض، كرهما سواء. وفي حديث طَهْفَةَ بن أبي زُهير النهدي ؟رضي الله عنه - : قد نَشِفَ المُدْهُنُ. وقد كُتِب الحديث بِتمامه في تركيب وطء. وفي حديث طَلْقِ بن علي ؟رضي الله عنه - أنه قال: وفَدْنا إلى رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - فدعا بوضوء فَتوضّأ وتمضمض ثم صبّه في أداوةٍ فقال: اكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها واتخذوه مسجداً، قلنا: البلد بعيد والماء يَنشَفُ، قال فمدّوه من الماء فإنه لا يزيدُه إلاّ طِيباً.

وأرض نَشِفة بيِّنة النّشفِ ؟بالتحريك - : إذا كانت تَنْشَف الماء.

ونَشف الحوض ما فيه يَنْشُفُه ؟مثال كتبه يكتُبه - : لغة في نَشِفَه ؟مثال سَمِعه - .

والحجر الذي تُدْلك به الرِّجل فيه أربع لغات: نَشْفَةٌ - كَرضْفَةٍ - ونَشَفَةٌ - كَنَجَفَةٍ - ونُشْفَةٌ - كنُطْفَةٍ؛ وهذه عن أبي عمرو ؟ونِشْفَةٌ - ككِسرة؛ وهذه عن الأموي - . وفي حديث ابن عباس ؟رضي الله عنهما - : أن عمّارا ؟رضي الله عنه - أتى النبي ؟صلى الله عليه وسلم - فرأى به صُفْرَة فقال: اغسِلْها، قال: فذهبْت فأخذتُ نَشْفَة لنا فدَلكْت بها عنّي تلك الصُّفْرة حتى ذهبت عني. وهي حجر أسود مُنَخْرِبٌ كأنه أُحرق بالنار، قال:

أفْلَحَ مَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ ... ونَشْفَةٌ يَمْلأُ منها كَفَّهْ

وفي حديث حُذيفة ؟رضي الله عنه - : أتتكم الدَّهيماء ترمي أن نخرج منها كما دَخلنا فيها. أي ليس الرَّأي إلاّ ن تنجلي عنّا ونحن في عدم التباسنا بالدنيا كما دخَلْنا فيها.

وقال الليث: سُمِّيَت النَّشْفَةُ نَشْفَةً لانْتِشَافِها الوسَخ عن مواقعِه، وقيل: لِنَشْفِها الماء. وجمْع النَّشْفَةِ نَشْفٌ ؟كتمرة وتمر - ، وجمْع النَّشَفَةِ نَشَفٌ ؟كثمرة وثمر - ، وجمْع النَّشْفَةِ ونُشَفٌ ونِشَافٌ ؟كنُطْفَةٍ ونُطَفٍ ونِطافٍ - ، وجمْع النِّشْفةِ ونِشْفٌ ونِشَفٌ ؟كِتبْنَةٍ وتِبْنٍ وكِسْرَةٍ وكِسَرٍ - .

ويقال للناقة التي تدُر قبل نِتاجها ثم تذهب دِرَّتُها: نَشُوْف.

والنَّشّافَةُ ؟بالفتح والتشديد - : منْدِيل يُتمَسّح به. وفي الحديث: كان لرسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - نَشّافَةٌ يَنْشَفُ بها غُسالة وجهه. أي منديل يمْسح به وضُوءه.

وقال ابن فارس: النَّشَفُ في الحِياض: كالنَّزَح في الرَّكايا.

والنُّشْفَةُ والنَّشَافَةُ الرُّغوة التي تعلو اللبن إذا حَلب. وقال اللَّحياني: هما ما أخذْته بالمِغْرَفة من القدر وهو حار فتَحسَّيتَه.

وقال ابن عبّاد: يقولون لا يكون الفتى نشّافاً: وهو بمنزلة النَّشّال وهو الذي يأخذ حَرْف الجَرَقة فيغْمسُه في رأس القِدْرِ ويأكله دون أصحابه.

قال: وناقةٌ مِنْشافٌ: وهي أن تراها حافلاً مرة ومرة ليس في ضرعِها لبن.

قال: ونَشف المال: ذهب وهَلك.

قال: وأنشَفَتِ الناقة: إذا ولدت ذكراً بعد أنثى.

وقال غيره: يقول الصبي: أنْشِفْني: أي أعطني النُّشافة أشربْها.

ويقال: نَشَّفْتُ الماء تَنْشيفا: أي أخذته بِخرْقة أو ثوب. ومنه حديث أبي أيوب الأنصاري ؟رضي الله عنه - أنه قال: انكسر حبّ لنا فقُمت أنا وأم أيوب بقطيفة ما لنا غيرها نُنَشِّف بها الماء تخوُّفا أن يقطُر على رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - .

 

ويقال: أمْسَت إبلُكم تُنَشِّف وتُرَغِّي: أي لها نُشَافةٌ ورٌغْوَة.

وتَنَشُّفَ الثوب العَرق: مثلُ نَشِفَه.

وقال ابن السكِّيت: انتَشَفْتُ النُّشافة: إذا شربْتها.

وقال اللحياني : انْتُشِفَ لونه وانْتُسِفَ ؟على ما لم يُسمَّ فاعلُه - : أي تغير.

والتركيب يدل على وُلوج ندى في شيء يأخذه.د

نصفابن الأعرابي: النَّصف والنِّصْف والنُّصف: أحد شِقَّي الشيء، والجمْع أنصاف.

والنِّصْف ؟أيضاً - : النَّصَفَة، وأنشد سيبويه للفرزدق:

ولكِنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ وسَبَّني ... بنو عَبْدِ شَمْسٍ من مَنَافٍ وهاشِمِ

هكذا أنشده سيبويه، والذي في شعره: " لكن عَدْلا " .

وإناء نصفان ؟بالفتح - : إذا بلغ الماء نِصْفَه، وقِرِبة نَصْفى.

ونَصَفْتُ الشيء نَصْفاً: بلغت نِصْفَه، تقول: نَصَفْتُ القرآن، ونَصَفَ عُمره، ونَصَفَ الشَّيْبُ رسه، ونَصَفَ الإزار ساقه. قال أبو جُنْدب الهذلي:

وكُنْتُ إذا جاري دَعا لِمَضُوْفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ السّاق مِئْزَري

ونَصَفَ النهار: أي انتصف، قال المسيب بن علس يصِف غائصاً:

نَصَفَ النَّهَارُ الماءُ غامِرُهُ ... وَرَفِيْقُهُ بالغَيْبِ لا يَدْري

يعني: والماء غامِره، فحذف واو الحال.

وقال يعقوب: نَصَفَهم يَنصُفُهم ويَنْصِفُهم نِصَافاً ونِصَافَةً ؟بالكسر فيهما - : أي خدمهم، قال لبيد ؟رضي الله عنه - يصِف ظُروف الخمْر:

لها غَلَلٌ من رازِقيّ وكُرْسُفٍ ... بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُوْنَ المَقَاوِلا

وقال ابن الأعرابي: المَنْصَفُ والمِنْصَفُ ؟بفتح الميم وكسرها - : الخادم، ووافقه الأصمعي على الكسر، ومنه حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - : أنه ذكر داود ؟صلوات الله عليه - يوم فتنته فقال: دخل المحراب وأقعد مِنصفاً على الباب. والمؤنث مِنْصَفةٌ، والجمْع: مَناصِف، قال عمر بن عبْد الله بن أبي ربيعة:

قد حَلَفَتْ لَيْلَةَ الصَّوْرَيْنِ جاهِدَةً ... وما على المرء إلاّ الصَّبْرُ مُجْتَهِدا

لِتِرْبِها ولأُخْرى من مَنَاصِفِها ... لَقَدْ وَجَدْتُ به فوق الذي وَجَدا

ومَنْصَفُ الطريق: نِصْفُه.

ومَنْصَفٌ ؟أيضاً - : واد باليمامة.

وقال ابن دريد: نَاصِفَةُ: مَوْضِعٌ، قال البَعيثُ:

أهَاجَ عليكَ الشَّوْقَ أطْلالُ دِمْنَةٍ ... بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو جانِبِ الهَجْلِ

والنّاصِفَة: مجرى الماء، والجَميع: النَّوَاصِفُ، قال طرفة بن العبد:

كأنَّ حُدُوْجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايا سَفِيْنٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ

وقال الأصمعي: النَّوَاصِفُ: رحاب.

وقال ابن عبّاد: النّاصِفَةُ: صخرة تكون في مَنَاصِف أسناد الوادي.

ونَصَفَهم يَنْصُفُهم ؟بالضم - : أي أخذ منهم النِّصْفَ، كما يقال: عَشَرهم يَعْشُرَهم إذا أخذ منهم العُشْرَ.

وقال ابن عبّاد: نَصَفَ النخل نُصُوْفاً: إذا احمرّ بعض بُسْرِه وبعضه أخضرُ.

والنَّصِيْفُ: النِّصْفُ، كالثَّلِيْثِ وغيره. ومنه حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : لا تَسُبُّوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مِلء الأرض ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصِيْفَه. ويُروى: " مَدَّ أحَدِهم " بالفتح: وهو الغاية؛ من قولهم: لا يُبْلغ مَدُّ فلان: أي لا يُلْحَق شَأوُه، قال سلمة بن الأكْوَع رضي الله عنه:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيْفْ

وقد ذُكر الرَّجَزُ بتمامه وسببه في تركيب ع ج ف.

والنَّصِيْفُ ؟أيضاً - : الخِمَارُ. ومنه حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - في صفة الحور العين: ولَنَصِيْفُ إحداهُن على رأسها خير من الدنيا وما فيها. وقال النابغة الذبياني:

سَقَطَ النَّصِيْفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ ... فَتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ

وقال ابن عبّاد: بُرْد نَصِيْف: إذا كان على لونين.

وقال ابن السكِّيت: النَّصَفُ ؟بالتحريك - : المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّةِ، وتصغيرها نُصَيْفٌ بلا هاء، لأنها صِفة، ونِساء أنْصَاف، ورجل نَصَفٌ وقوم أنْصَافٌ ونَصَفُوْنَ، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:

لو أنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لها: ... يا هَيْدَ مالَكِ أوْ لَوْ آذَنَتْ نَصَفا

 

أي لو أنَّها آذَنتني وهي نَصَفٌ ولكنها قد فَنِيَت. وقال عَدي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع:

تَنَصَّلَتْها له من بَعْدِ ما قُذِفَتْ ... بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ

والنَّصَفُ ؟أيضاً - : الخُدّام، الواحد: ناصِفٌ.

والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ: الاسم من الإنْصَافِ، والإنْصَافُ: العدل، يقال: أنْصَفَه من نفسه.

وقال ابن عبّاد: جاء مُنْصِفاً: أي مُسْرعاً.

وأنْصَفَ النهار: بلغ النِّصْفَ، مثل نَصَفَ.

وقال ابن الأعرابي: أنْصَفْتُ الشيء: أخَذْت نِصْفَه، وأنْصَفَ: إذا سار نِصْفَ النّهار.

وأنْصَفَ: إذا خدم سيده؛ مثل نَصَفَ.

وأنْصَفَ النهار: مَضى نِصْفُه، مثل نَصَفَ.

وتَنْصِيْفُ الشيء: جعله نِصْفَيْنِ.

ونَصَّفْتُ الجارية: خَمَّرْتُها.

والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي طُبخ حتّى ذهب منه النِّصْف.

والمُنَصِّفُ ؟بالكسر - : الذي نَصَّفَ رأسه بِعمامة.

ونَصَّفَ النهار: بلغ نِصْفه؛ مثل نَصَفَ نُصُوْفاً.

وانْتَصَفَ النَّهار: بَلغ نِصْفَه؛ مثْل نَصَف وأنْصَفَ.

وانْتَصَفْتُ منه: استوفيت حقي من مَظْلِمَتي.

ومُنْتَصَف كل شيء: وسَطُه، يقال: انْتَصَفَ الليل والنهار والشهر.

وانْتَصَفَتِ الجارية: أي اختمرت.

ورَمَيت الصيد فانتصف فيه سهمي: أي دخل فيه إلى النِّصْفِ.

وتناصفوا: أي أنْصَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله:

مَنْ ذا رَسُوْلٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ ... عَنّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيْلِ الكاذِبِ

أنّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيْبِ الغائبِ

يعني استواء المحاسِن، كأنَّ بعض أجزاء الوجه أنْصَفَ بعضاً في أخْذِ القِسْطِ من الجمال.

وناصَفْته المال: أي قاسمته على النِّصْف.

وتَنَصَّف: خدم، وتَنَصَّفَه: استخدمه، فتَنَصَّف لازِم ومُتعدٍّ، ويروى بيت حُرَقَة بِنت النعُّعمان:

بَيْنا نَسُوْسُ النّاسَ والأمْرُ أمْرُنا ... إذا نَحْنُ فيهم سُوْقَةٌ نَتَنَصَّفُ

بفتح النون وضمِّها، والبيت مخروم، فبالفتح أي نخدم، وبالضم أي نُستخدم.

وقال الفرّاء: تَنَصَّفْناك بيننا: أي جعلناك بيننا.

وتَنَصَّفَتِ المرأة: أي اختمرت؛ مثل انْتَصَفَتْ.

وتَنَصَّفْتُ السلطان: إذا سألته أن يُنْصِفَكَ.

وقال ابن عبّاد: تَنَصَّفَه الشيب: أي عممه.

وتَنَصَّفْتُ منه: أخذت منه حقي كَملاً، مثل انْتَصَفْتُ؛ حتى صرت أنا وهو على النِّصْفِ سواء.

وتَنَصَّفَه: إذا طلب ما عنده وخضع له.

والتركيب يدُل على شطر الشيء؛ وعلى جنس من الحركة.

نضفابن الأعرابي: النَّضْفُ: إبداء الحُصاص.

وقال غيره: رجل ناضِفٌ ومِنْضَفٌ وخاضِفٌ ومِخْضَفٌ: إذا كان ضَرّاطاً، قال:

فأيْنَ مَوَالِيْنا المُرَجّى نَوَالُهُمْ ... وأيْنَ مَوَالِيْنا الضِّعَافُ المَنَاضِفُ

وقال الفرّاء: نَضَفَ الفصيل ما في ضرع أمه يَنْضُفُ ويَنْضِفُ ؟مثال ينصُر ويكسر - نَضْفاً ؟بالفتح - ، وقال غيره: نَضِفَ ؟بالكسر - نَضَفاً ؟بالتحريك - : إذا امْتكَّه وشرب جميع ما فيه.

وقال ابن الأعرابي: مر بنا قوم نَضِفُونَ نجسون: بمعنى واحد.

قال: والنَّضَفُ ؟بالتحريك - : الصَّعْتَرُ البري، وذكره الليث أيضاً ولم يذكر الدينوري، وقال الأزهري بعد ما ذكر قول الليث: وأنشد:

ظَلاّ بأقْرِيَةِ النَّفّاخِ يَوْمَهُما ... يُنَبِّشانِ أُصُوْلَ المَغْد والنَّضَفا

ثم قال: أراد يُنبِّشان أصول المغد وأصول النَّضَفِ، فلما حذف الأصول نصب النَّضَفَ. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذكر الليث البيت، والرواية " اللَّصَفا " أي الكبَر؛ و " يَحتفِران " بدل " يُنَبِّشان " ، والبيت لكعب بن زهير رضي الله عنه.

والنَّضَفَانُ: الخَبب.

وقال أبو عمرو: النَّضْفُ: الخدمة؛ كالنَّصْفِ، كقولهم: ضاف السهم وصافَ.

وأنْضَفَ: أي دام على أكل النَّضَفِ؛ أي الصَّعْتَر البري.

وأنْضَفَه: أي ضَرَّطَه.

وأنْضَفَتِ الناقة وأوْضَفَتْ: أي خبَّت. وأنْضَفْتُها ؟أيضاً - : أي أخْببْتُها.

وانتصف الفصيل ما في ضرع أمه: إذا امْتَكَّه وشرب جميع ما فيه؛ مثل نَضفَه.

نطف

 

النُّطفة: الماء الصافي؛ قليلاً كان أو كثيراً. فمن القليل نُطْفَةُ الإنسان. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : أنه كان في غزوة هَوَزِانَ فقال لأصحابه يوما: هل من وضوء؛ فجاء رجل بنُطْفَةٍ في ادَاوَةٍ فافتَضَّها، فامر بها رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - فصُبَّت في قدح، فتوضَّأنا كلنا ونحن أربع عئرة مئةً نُدغْفِقُها دَغْفَقَة. يريد الماء القليل. وقال أبو ذؤيب الهُذلي يصف عسلاً:

فَشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ ... سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ

أي خَلَطها ومَزَجَها بماء سماء أصابهم في رَجَب.

وشَرِب أعرابي شرْبَة من رَكِيَّة يقال لها شَفِيَّة فقال: والله إنها نُطْفَةٌ باردة عذبة.

وقال الأزهري: قال ذو الرُّمَّة فجعل الخمر نُطْفَةً.

وقال الأزهري: قال ذو الرُّمَّة فجعل الخمْر نُطْفَةً.

تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ

قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: الرِّواية: " في نُزَفِ الخمر " ، والنُّزْفة: القِطعة من الماء، وصَدرُه:

يُقَطَّعُ مَوْضُوْعَ الحديث ابْتِسَامُها

وأما النابغة الجعدي ؟رضي الله عنه - فقد جعل الناّطِفَ الخمر في قوله:

وباتَ فَرِيْقٌ يَنْضِحُوْنَ كأنَّما ... سُقُوا ناطِفاً من أذْرِعات مُفَلْفَلا

وقيل: أراد شيئا نَطَفَ من الخمر: أي سال؛ أي ينضِحون الدم.

ومن الكثير قوله ؟صلى الله عليه وسلم - : لا يزال الإسلام يزيد وأهله؛ ويَنْقص الشرك وأهله، حتى يسير الراكب بين النُّطْفَتين لا يخشى إلاّ جَوراً. يريد البحرين بحر المشرق وبحر المغرب، فأما بحر المشرق فإنه ينقطع عند البصرة، وأما بحر المغرب فمُقطعه عند القُلْزم. وقيل: أراد بالنُّطفتين ماء الفرات وماء البحر الذي يلي جُدَّة وما والاها، فكأنه أراد أن الرجل يسير في أرض العرب بين ماء الفرات وماء البحر لا يخاف في مسيره شيئا غير الضلال والجَور عن الطريق.

وفي حديث آخر: إنا نقطع إليكم هذه النُّطفة: أي هذا البحر. قال مَعْقِلُ بن خويلد الهُذلي:

فما العَمْرَانِ من رَجْلى عَدِيٍّ ... وما العَمْرانِ من رَجْلى فِئامِ

وأنَّهما لَجَوّابا خُرُوْقٍ ... وشَرّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي

الرَّجْلى: الرَّجّالَةُ، ويروى: " رَجُلَيْ " فيهما.

والجَمْع: نُطَفٌ ونِطافٌ، وفرق بعضهم فجَمَع نُطفة الرجل نُطَفاً؛ ونُطْفَةَ الماء نِطافاً، وشعر معقل حجة عليه.

ونَطَفَان الماء ونَطْفُه: سَيلانه.

وقال الليث: ليلة نَطُوْفٌ: تمطر حتى الصباح.

والنّاطِفُ: القبيطي؛ لأنه يَنْطُفُ قبل استضرابه، يقال: نَطَفَ الماء يَنْطُفُ ويَنْطِفُ نَطْفاً ونَطَفاناً وتَنْطافاً ونِطافَةً، قال:

ألَمْ يَأْتِها أنَّ الدُّمُوْعَ نِطَافَةٌ ... لِعَيْنٍ يُوَافي في المَنامِ حَبِيْبُها

والنَّطفُ: غَفْر الجُرح.

وفلان يُنْطَفُ بسوء: أي يُلَطَّخ به. وفلان يُنْطَفُ بفجور: أي يُقْذَفُ به.

والنَّطْفُ: الصَّبُّ.

ونَصْلٌ نَطّاف: لَطيف العَيْرِ.

وقال الفرّاء: النَّطَفُ والوَحَر: العيب. وقال ابن الأعرابي: يقال مر بنا قوم نَطِفُوْنَ وحِرُوْنَ نجسون: أي كُفار. وقال الليث: النَّطَفُ: التَّلَطُّخ بالعيب، قال الكُميت:

فَدَعْ ما ليس منكَ ولَسْتَ منه ... هُما رِدْفَيْنِ من نَطَفٍ قَرِيْبُ

هما: يريد الصِّبى والشيب، أي هما في هذه الحجال من نَطَفٍ قريب.

والنَّطَفُ: الدَّبرة تُصيب البعير في كاهله أو سنامه فتصل إلى جوفه فتقتله، فيقول: ما أقربهما تمن هلاكِ الإنسان إذا ارتَدَفاه، قال:

كَوْسَ الهبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوْرِ

وأنشد ابن دريد:

شُدّا عَلَيَّ سُرَّتي لا تَنْقَعِفْ ... إذا مشَيتُ مشْيَةَ العَوْد النَّطِفْ

ويروى " شِكتي " . وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمَة يمدح عبد الواحد بن سليمان ويخاطب ناقته:

أهْوَنُ شَيءٍ عَلَيَّ أنْ تَقَعي ... مَقْلُوْبَةً عند بابِهِ نَطِفَهْ

وقال الصمعي: النَّطِفُ: الذي أشْرَفَتْ شَجَّتُه على الدماغ.

وقال أبو زيد: النَّطِفُ: الرجل المُرِيبُ، يقال: هم أهل الرِّيب والنَّطَفِ.

ونَطِفَ الشيء: فسد.

ونَطِفَ الرجل: أي بَشِمَ.

 

والنَّطَفَةُ ؟بالتحريك - : القُرْطُ، والجمْعُ: نَطَفٌ، قال الأعشى يَصِف الخمر:

يَسْعى بها ذو زُجاجاتٍ له نَطَفٌ ... مُقَلِّصٌ أسْفَلَ السِّرْبالِ مُعْتَمِلُ

وهو نَطَفٌ لهذا الأمر: أي صاحبه.

وقال الليث: النَّطَفُ: اللؤلؤ، الواحدة: نَطَفَةٌ؛ وهي الصّافِيَةُ الماء.

وقال ابن عبّاد: المَنَاطِفُ: المالع. ونَطَفَ لي كذا: أي طلع عَليَّ.

وقولهم: لو كان عنده كنزُ النَّطِفِ ؟بكسر الطاء - ما عدا: هو اسم رجل من بني يربوع كان فقيراً فأغار على مالٍ بعث به بأذان إلى كسرى من اليمن، فأعطى منه يوما حتى غابت الشمس، فضَرَبت به العرب المثل.

ونَطِفَ الرجل: إذا اتُّهِم برِيْبة، وأنْطَفَه غيره.

والتنظيف: التَّقْريط، يقال: وصيفة مُنَطَّفَةٌ: أي مُقَرَّطة، وقال العجّاج:

كأنَّ ذا فَدّامَةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّفَ من أعْنَابِهِ ما قَطَّفا

وتنظَّفِت المرأة: أ تقرَّطتْ، قال حّان بن ثابت رضي الله عنه:

وَلَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ في حانُوْتِها ... صَهْبَاءَ صافِيَةً كطَعْمِ الفُلْفُلِ

يَسْعى عَلَيَّ بكَأْسِها مُتَنَظِّفٌ ... فَيَعُلُّني منها ولو لم أنْهَلِ

ويروى: " مُتَنَطِّقٌ " أي عليه منطقة، يقول: يسقينيها على كل حال عَطِشْت أو لم أعطَشْ.

ويقال: ما تَنَطَّفْتُ به. أي ما تَلَطّخْت.

وتَنَطَّفْت الخبر: أي تَطلَّعْته.

والتَّنَطُّف: مثل التَّقَزُّزِ.

والتركيب يدل على جن من الحُلي؛ وعلى نُدُوَّةٍ وبَلَل، ثم يُستعار ويُتوسَّع فيه.

نظفالنَّظافة: النَّقاوة، يقال: نَظُف ؟بالضم - ينْظُف نظافة؛ فهو نظِيفٌ. وقال الأزهري: يقال للأشنان وما أشبهه: نظيف؛ لأنه يُنَظِّف اليد والثوب من غَمَرِ اللحم والمَرق ودنس الوَدَك، وكذلك ما أشبه ذلك.

وقال ابن الأنباري في قولهم: فلان نظيف السراويل: معناه أنه عفيف الفرْجِ.

ونَظَّفْتُ الشيء تنظيفا: أي نقَّيته؛ فتنظَّف. والتَّنَظُّفُ عند العرب: شِبه التَّنَطُّس والتَّقزز وطلب النظافة من رائحة غمر أو نفي زُهُومة وما أشبهها.

ويقال: استَنْظفَ الوالي ما عليه من الخَراجِ: أي استوفى، ولا يُستعمل التنظيف في هذا المعنى.

نعفالنَّعْفُ: ما انحدر من حُزُوْنَة الجبل وارتفع عن منحدر الوادي، فما بينهما نَعْفٌ وسرو وخَيْفٌ، وليس النَّعْفُ بالغليظ، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي:

وآثارِ يَلُحْنَ على رَكِيٍّ ... بِنَعْفِ مُلَيْحَة فالمُسْتَرَادِ

وقال ذو الرُّمّة يمدح بلال بن أبي بُرْدة:

إلى ابْنِ العامِرِيِّ إلى بلالٍ ... قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَةَ العِدالا

وقال العجّاج:

بالخَوْعِ بَيْنَ عُفْرَةِ المُجَزَّلِ ... والنَّعْفِ عند الإسْحِمانِ الأطْوَلِ

ويروى: " وبين حَزْمِ الإسْحِمانِ " .

ويقال: أنفق ماله على النَّعفِ والطُّلول: أي على الغناء الذي يُذْكر فيه النَّعْفُ والطُّلول.

وقال تَمِيم بن أُبَيِّ مُقبل يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:

فَنَعْفُ وَدَاعٍ فالصِّفَاحُ فَمَكَّةٌ ... فليس بها إلاّ دِمَاءٌ ومَحْرَبُ

وقال الأحوص:

وما تَرَكَتْ أيّام نَعْفِ سُوَيْقَةٍ ... لقَلْبِكَ من سَلْماكَ صَبْراً ولا عَزْما

وقال ابن الأعرابي: نَعْف الرّملة: مُقدَّمهاوما استرق منها، وجمْع النَّعْفِ: نِعافٌ، قال المُتَنَخِّل الهذلي:

عَرَفْتَ باجْدُثٍ مَطَرٍ وبَرْقا ... وظُلْمَةَ اللَّيْلِ نِعَافاً والنُّعَّفا

وقال الأصمعي: يقال نِعافٌ نُعَّفٌ، كما يقال: قِفَافٌ قُفَّفٌ وبَطاح بُطَّح وأعْوامٌ عُوَّمٌ، قال العجاج:

وكانَ رَقْرَاقُ السَّرَابِ فَوْلَفا ... لِلْبِيْدِ واعْرَوْرى النِّعَافَ النُّعَّفا

وقال ابن الأعرابي: النَّعْفَةُ في النَّعْلِ: السير الذي يضرب ظهر القدم من قِبل وحشيِّها.

والنَّعَفَةُ ؟بالتحريك - : العقدة الفاسدة في اللحم.

 

والنَّعَفَةُ ؟أيضاً - : الجلدة التي تُعلّق على آخرة الرّحل، حكاها أبو عُبيد: وهي العَذبة والذُّؤابَة أيضاً. وقال عطاء بن السائب: رأيت الأسود بن يزيد قد تلفّّف في قطيفةٍ له ثم عقد هُدْبة القطيفة بنَعَفَةِ الرَّحلِ وهو مُحرِم. وقال أبو سعيد: النَّعَفَةُ: الفضلَة من غِشاء الرَّحل تُسيِّر أطرافها سُيوراُ فهي تَخْفِق على آخرة الرَّحْل. قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمة:

ما أنْسَ لا أنْسَ يَوْمَ ذي بَقَرٍ ... إذْ تَتَّقِيْنا بالكَفِّ مُنْصَرِفَهْ

كما اشْرَأبَّتْ على وِفازَتِها ... أدْماءُ تَخْشى الرُّماةَ مُشْتَرِفَهْ

ما ذَبَّبَتْ ناقَةٌ براكِبِها ... يَوْماً فُضُوْلَ الأنْسَاعِ والنَّعَفَهْ

وقال ابن عبّاد: النَّعَفَةُ: رَعَثة الديك.

وأذُن نَعِفة ونَعُوْف: مُستَرْخية.

وفي النوادر: أخَذت ناعِفَة القُنَّةِ وراعِفَتَها وطارِفَتَها ورِعَافَها وقائدَتَها: كل هذا مُنقادُها.

وقال ابن عبّاد: مَنَاعِفُ الجبل: شمَارِيخُه.

وقال اللحياني: يقال ضعيف نَعِيْفٌ: إتْباع له.

وأنْعَفَ: جلس على نَعْفِ الجبل.

والمُنَاعَفَةُ: المعارضة من الرَّجلين في طريقين يريد أحدهما سبق الآهر، وناعَفْتُ الطريق: عارَضْته.

وانْتَعَفْتُ الشيء: تركته إلى غيره.

وقال الليث: الرجل يَنْتَعِفُ: إذا ارتقى نَعْفاً.

وقال غيره: الانْتِعافُ: وضوح الشخص وظهوره، يقال: من أين انْتَعَفَ الرّاكِب: أيمن أين ظهر ووضَح.

والمُنْتَعَفُ: الحد بين الحَزْن والسهل، قال البَعيثُ:

وعِيْسٍ كقَلْقالِ القِدَاحِ زَجَرْتُها ... بمُنْتَعَفٍ بين الأجارِدِ والسَّهْلِ

ويورى: " بمُعْتَسَفٍ بَيْنَ الجالد " .

وأذن مُنْتَعِفَة: مُسترخية؛ مثل نَعِفَةٍ ونَعُوْفٍ.

والتركيب يدل على ارتفاع في شيء.

نغفالنَّغَفُ ؟بالتحريك - : الدود الذي يكون في أُنوف الإبل والغنم، عن الأصمعي، والواحدة نَغَفَة. وقال الليث: النُّعْف: دود عُقْف يَنسلخ عن الخنافس ونحوها. وقال أبو عُبيد: وهو ؟أيضاً - : الدود الأبيض الذي يكون في النّوى إذا انْقِعَ، وما سِوى ذلك من الدود فليس بِنَغفٍ. وروى النّوّاس بن سِمعان ؟رضي الله عنه - : أن النبي صلى الله عليه وسلم - ذكر ياجوج وماجوج وأن نبي الله عيسى يُحْصر هو وأصحابه فيرغب إلى الله فيُرسل عليهم النَّغَفَ في رقابهم فيُصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يرسل الله مطرا فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفة.

وقال الليث: نَعِفَ البعير ؟بالكسر - : كَثُر نَغَفُه.

وقال ابن دريد: النَّغَفُ: ما يُخرجه الإنسان من أنفه من مُخاط يابس. ومن ذلك قالوا للمُستحقر: يا نَغَفَة.

وقال الليث: في عَظْمي الوجنتين لكل رأس نَغَفَتان؛ يقال: من تحريكهما يكون العُطاس، وأنكر ذلك الأزهري وقال: هما النَّكَفَتانِ.

نففالمُؤرِّجُ: نَفِفْتُ السَّوِيْق وسَفِفْتُه، وهو النَّفِيْفُ والسَّفِيْفُ، وأنشد لرجل من أزد شَنوءة:

وكان نَصِيْري مَعْشراً فَطَحا بهمْ ... نَفِيْفُ السَّوِيْقِ والبُطُوْنُ النَّوَاتِقُ

قال: وإذا عظُم البطن وارتفع المَعِد قيل لصاحبه: ناتِقٌ.

وقال ابن عبّاد: نَفَّ الأرض: بَذَرها.

والنَّفِّي: أسم ما يُغَرْبَل عليه السويق، والجمْع نَفَافيُّ.

وقال النَّضر: النَّفِّيَّةُ: سُفرة تُتّخذ من خُوْص مُدوّرة. وقال أبو تُراب: هي النَّفِّيَّة والنَّثِّيَّة. وعن زيد بن أسلم أبي أسامة مولى عمر ؟رضي الله عنه - قال: أرسلني أبي إلى ابن عُمر ؟رضي الله عنهما - وكان لنا غنم، فأردنا نفِّيَّتين نُجَفِّف عليهما الأقِط، فكتب إلى قَيِّمه بخيبر: اجعل له نفِّيَّتين عريضتين طويلتين. ويقال فيها ؟أيضاً - : النُّفيَة ؟مثال نُهْيَةٍ - ، والجمْع نُفىً ؟كنُهىً - .

والنَّفْنَفُ والنَّفْنَافُ: الهواء، وكل مهوىً بين جبلين فهو نَفْنَف ونَفْنَاف، قال الفرزدق:

على ثَوْرةٍ حتّى كأنَّ عَزِيْزَها ... تَرَامى به من بَيْنِ نِيْقَيْنِ نَفْنَفُ

وقال العجاج:

تُرْمي المُرَدّى نَفْنَفاً فنَفْنفا

وقال ابن شُميل: نَفَانِفُ الكبد: نواحيها، ونفَانِفُ الدار: نواحيها أيضاً.

قال: وصُقْع الجبل الذي كأنه جدار مبني مُستو: نَفْنَف.

 

قال: والرَّكيّة من شَفتها إلى قعرها: نَفْنَفٌ.

قال: والنَّفْنَفُ ؟أيضاً - : أسناد الجبل التي تعلوها منها وتهبط منها فتلك نَفَانِفُ، ولا تُنبت النَّفانِفُ شيئا لأنها خَشنة غليظة بعيدة من الأرض.

وقال ابن الأعرابي: النَّفْنَفُ: ما بين أعلى الحائط إلى أسفل وبين السماء والأرض، قال ذو الرّمة:

وظَلَّ للأعْيَسِ المُزْجي نَواهِضَهُ ... في نَفْنَفِ اللُّوْحِ تَصْوِيْبٌ وتَصْعِيْدُ

وأعلى البئر إلى أسفل وما بين أعلى الجبل وأسفله، قال ذو الرُّمة أيضاً:

تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللِّيْتِ مُشْرِفاً ... على هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يَتَرَجَّحُ

والهَلَكُ: مثل النَّفْنَفِ، ضربه مثلا يقول: قُرْطُها على هَلكٍ، أراد أنها طويلة العُنُق.

ونَفْنَفٌ: موضِع، قاله ابن دريد، وأنشد لجميل:

عَفَا بَرَدٌ أُمِّعَمْرو وفَنَفْنَفُ

وقال الليث: النَّفْنَفُ: المَفَازة، وأنشد:

إذا عَلَوْنا نَفْنَفاً فَنَفْنَفا

نقفالنّقْفُ: كسر الهامة عن الدماغ.

ونَقَفْتُ الحنظل: أي شققته عن الهبيد، قال امرؤ القيس:

كأنّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا ... لدى سَمُرَاتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ

والحَنْظَلُ نَقِيْفٌ ومَنْقُوْف، قال كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه:

لكنْ غَذَاها حَنْظَلٌ نَقِيْفُ

وقد كُتب الرَّجز بتمامه والقِصة في تركيب ع ج ف.

وقال القُتَبي: جاني الحنظلة ينقُفُها بظُفره، فإن صوَّتَت عَلِم أنها مُدركة فاجتناها، وإن لم تُصوِّت عَليم أنها لم تُدْرِك بعد فتركها. والظليم ينْقُفُ الحَنْظَل فيستخرج هبيده.

وقال الليث: رجل نَقّاف ؟بالفتح والتشديد - : صاحب تدبير للأمر ونظر في الأشياء، ويقال: نِقَافٌ ؟بالكسر - .

وقال ابن عبّاد: النَّقَافُ السائل المُبْرِم، وهو مأخوذ من نَقَفْتُ ما في القارورة: إذا استخرجت ما فيها. والفِعْلُ منه: نَقَفَهُ فهو ناقفٌ: إذا سله.

وقال العُزيزي: رجل نَقّافٌ وامرأة نَقّافة: إذا كانا حريصين على السؤال، وأنشد:

إذا جاءَ نَقّافٌ يَسُوْقُ عِيَالَهُ ... طَويلُ العَصَا نَكَّبْتُهُ عن شِياهِيا

قال: والنَّقّافُ ؟أيضاً - : اللص الذي ينْتَقِف ما يقدر عليه.

والمِنْقَاف: مِنْقَار الطائر.

والمِنْقَافُ: نوع من الوَدْع.

وقال الليث: المِنْقَاف: عظْم دُويبة تكون في البحر، وهو الذي يُصقَل به الصّحُف، له مَشَقّ في وسطه.

ويقال: نَحَت النَّجار العود فترك فيه مَنْقَفا: إذا لم يُنْعِم نحته ولم يُسوِّه وبقّى شيئا فيه يحتاج إلى التسوية، قال:

كِلْنا عَلَيْهِنَّ بِمُدٍّ أجْوَفا ... لم يَدَعِ النَّقّافُ فِيْهِ مَنْقَفا

إلاّ انْتَقى من جَوْفِهِ ولَجَّفا

والمَنْقُوْفُ: الرجل الخفيف الأخدعين القليل اللحم.

وقال ابن دريد: جِذع نَقِيْفٌ ومَنْقُوْفٌ: إذا نُقِب أي أكلته الأرضة.

وقال ابن فارس: جمل مَنْقُوْفٌ: خفيف الأخدعين.

قال: والمَنْقُوْفُ: الرجل الدقيق القليل اللحم.

وقال العُزيري: رجل مَنْقُوْفُ الوجه: أي ضامر الوجه.

والمَنُقُوْفُ: المبْزول من الشراب؛ يقال: نَقَفْتُه نَقْفاً: أي بَزَلْته، وقيل: الممزوج، وبكليهما فُسِّر قول لبيد رضي الله عنه:

لَذِيْذاً ومَنْقُوْفاً بصافي مَخِيْلَةٍ ... من النّاصِعِ المُخْتُوْمِ من خَمْرِ بابِلا

وقال ابن عبّاد: ناقة مَنْقُوفَة: ضعيفة الأخدعين رقيقتهما.

قال: وإذا أصبح الرجل مُصفر الوجه قيل: أصبح مَنُقُوْفاً.

وعينان مَنْقُوْفَتَان: أي مُحمرّتان.

قال: والنَّقْفَةُ في رأس الجبل: وُهيْدة.

وقال العُزيزي: الأُنْقُوْفَةُ: ما تنزِعه المرأة من مِغْزَلِها إذا بلغت المقدار.

وقال أبو عمرو: يقال للرجلين جاءا في نِقَافٍ واحد ونِقابٍ واحدٍ إذا جاءا في مكان واحد. وقال أبو سعيد: معناه جاءا مُتساويين لا يتقدم أحدهما الآخر، قال: وأصله الفَرخان من بيضة واحدة.

وقال ابن عبّاد: رجل مُنقَّف العِظام: أي باديها.

وانْتَقَفْتُ الشيء: استخرجته.

 

======================

 

 

 

ج9. كتاب : العباب الزاخر

 

المؤلف : الصاغاني

 

وقال الليث: المُنَاقَفَةُ: هي المُضاربة بالسيوف على الرؤوس، ومنه قول امرئ القيس حين أُخْبر وهو يشرب بقتل أبيه: اليوم يوم قِحَافٍ وغذا يوم نِقَلفٍ، اليوم خمر، وغداً أمر.

والتركيب يدل على استخراج شيء عن شيء بإيلام.

نكفابن دريد: نَكِفَ الرجل عن الأمر ؟بالكسر - يَنْكَفُ نَكَفاُ ؟بالتريك - : إذا أنِفَ منه، فهو ناكِفٌ.

قال: وَيَنْكَف: موضع.

قال: ويَنْكَفُ: اسم ملك من ملوك حِمْيَر. وقال ابن الكلبي في نسب حِمْيَر: فمن ذي أصبح: أبرهة بن الصباح بن لَهِيعة بن شيبة الحمد بن مرثَد الخير بن ينكفَ بن ينِف بن معدي كَرب بن مضحى ؟وهو عبد الله - بن عمرو بن ذي أصبح.

وقال الفرّاء: نَكَفْتُ ؟بالفتح - : لُغة في نَكِفْتُ ؟بالكسر - .

وذاةُ نَكِيْفٍ: موضِع.

ويوم نَكِيْفٍ: من أيامهم، كانت فيه وقعة بين قريش وبني كِنانة، وهو من ناحية يلَمْلَم، فهومَت قريش عبد المطلب، قال ابن شُعلة الفِهري:

فللهِ عَيْنا مَنْ رَأى من عِصَابَةٍ ... غَوَتْ غَيَّ بَكْرٍ يَوْمَ ذاةِ نَكِيْفِ

أناخُوا إلى أبْياتِنا ونِسائنا ... فكانوا لنا ضَيْفاً لِشَرِّ مِضيْفِ

ونَكَفْتُ الغيث أنكُفُه ؟بالضم - نَكْفاً: إذا أقطعته، وذلك إذا انقطع عنك، وهذا غيث لا يُنْكف، ورأينا غيثا ما نَكَفه أحد سار يوماً ولا يومين: أي ما أقطعه.

وفلان بحر لا يُنكَفُ: أي لا يُنْزَح.

ونَكَفْتُ الدمع أنْكُفُه ؟أيضاً - : إذا نحَّيتَه عن خدِّك بإصبَعِك.

ونَكَفْتُ أثره نَكْفاً: وذلك إذا علا ظَلَفاً من الأرض لا يؤدي أثراً فاعترضْته في مكان سهلٍ.

ونَكَفْتُ عن الشيء: عَدَلْت، مثل كَنَفْتُ.

وجاءنا جيش لا يُنْكَفُ: أي لا يُبلَغ آخره ولا يُقْطَع. وفي الحديث: قد جاء جيش لا يُكَتُّ ولا يُنْكَفُ. لا يُكّتُّ: أي لا يُحصى، وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ح ر ش ف.

والنَّكَفُ ؟بالتحريك - جمْعُ نَكَفَةٍ: وهي غُدة صغيرة في أصل اللحي بين الرّأدِ وشحْمة الأذن، وأنشد ابن الأعرابي:

فَطَوَّحَتْ بِبَضْعَةٍ والَطْنُ خِفّْ ... فَقَذَفَتْها فأبَتْ لا تَنْقَذِفْ

فَحَرَّفَتْها فَتَلَقّاها النَّكَفْ

وقال أبو الغوث: النَّكفَتان: اللهْزِمتان.

والنُّكاف ؟بالضم - : ورم يكون في نَكَفَتي البعير، قال: وهو داء يأخذها في حُلُوقها فيقتلها قتلاً ذريعاً، والبعير مَنكوف، والناقة مَنْكوفة.

وأنْكَفْتُه: نزَّهتُه عمّا يُستنكف منه. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - أنه سُئل عن قول سبحان الله فقال: إنْكافُ الله من كل سوء. أي تنزيهه وتقديسه عن الأنداد والأضداد.

وقال ابن السكِّيت: نَكَّفَتِ الإبل تَنْكيفاً: إذا ظهرت نَكَفَاتُها، فهي مُنَكِّفَة.

وأنْتَكَفْتُ الغيث: أقطعْتُه، وذلك إذا انقطع عنك، مثل نَكَفْتُه.

وأنْتَكَفْتُ أثره: مثل نَكَفْتُه.

وقال ابن فارس: الانْتِكافُ: الخروج من أمر إلى أمر أو أرض إلى أرض: تقول: ضرب هذا فانْتَكَفَ فضرب هذا.

وقال أبو عمرو: انْتَكَفْتُ له فَضَرَبْته: أي مِلْت عليه، وأنشد:

لمّا انْتَكَفْتُ له فَوَلّى مُدْبِراً ... كَرْنَفْتُهُ بِهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ

والانْتِكَافُ: الانْتِكاثُ والانْتِقاضُ: قال أبو النجم:

ما بالُ قَلْبٍ راجَعَ انْتِكافا ... بَعْدَ التَّعَزّي اللَّهْوَ والإيجافا

وتناكَفَ الرجُلان الكلام: إذا تعاوَرَاه.

والاسْتِنْكاف: الاسْتِكبار. وقال الزَّجّاج في قوله تعالى: )لَنْ يَسْتَنْكِفَ المَسِيْحُ أنْ يكونَ عَبْداً للهِ( أي ليس يستنكف الذي تزعمون أنه إله أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون لأنه أكثر من البشر. قال الزَّجّاج؛ قال ومعنى لن يستنكف: لن يأنف، وقيل: لن ينْقَبض ولن يمتنع عن عبودة الله.

والتركيب يدل على قطع شيء وتنحيته، وعلى عضو من الأعضاء، ثم يُقاس عليه.

نوفابن الأعرابي: النَّوْفُ: السنام العالي، والجمْع: أنواف، قال:

جارِيَةٌ ذاةُ حِرٍ كالنَّوْفِ ... مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُهُ بِحَوْفِ

يا لَيْتَني أشِيْمُ فيها عَوْفي

قال: النَّوْفُ: بُظارَة المرأة. وقال ابن دريد: ربما ُمي ما تقطعه الخافِضة من الجارية نَوْفاً؛ زعموا.

 

وقال الأزهري: قرأتُ في كتاب نُسِب إلى المُؤرِّج غير مسموع لا أدري ما صحّته: النَّوْف: المصُّ من الثَّدي.

والنَّوْفُ: الصوت، يقال: نافَتِ الضَّبُعةُ تَنُوْفُ نَوْفاً.

ونَوْفُ بن فَضالة البِكالي: من التابعين.

وقال ابن دريد: بنو نوْف: بطن من العرب، أحسِبه من همدان.

ونافَ البعير ينُوفُ نَوفاً: إذا طال وارتفع.

ويَنُوْفى، وقيل: تَنُوْفى وتَنُوْف: هضبة في جبلي طضيِّءٍ، وبالوجوه الثلاثة يروى قول امرئ القيس:

كأنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُوْنِهِ ... عُقَابُ تَنُوفى لا عُقَابُ القَوَاعِلِ

والقَوَاعِلُ: موضِع في جبلي طِّيءٍ، ودِثار: اسم راعي امرئ القيس.

وعبد مَناف: أبو هاشم وعبد شمس والمطلب وتُمَاضر وقلابة. ومَناف: صنم، والنِّسبة إلى عبد مناف: مَنَافيّ، والقياس: عبدي، إلاّ أنهم عدلوا عن القياس لإزالة اللَّبْس.

ومَنُوْفُ: من قرى مِصْر القديمة.

وجمل نِيَاف وناقَة نِيَاف: أي طويل وطويلة في ارتفاع، والصل نِوافٌ، قال السَّرندي التيمي:

أفْرِغْ لأمْثالِ مَعاً إلاَفِ ... يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيَافِ

وكذلك جبل نِيَاف، قال امرؤ القيس:

وكُنْتُ إذا ما خِفْتُ يَوماً ظُلامَةً ... فإنَّ لها شِعْباً بِبُلْطَة زَيْمَرا

نِيَافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِهِ ... يَظَلُّ الضَّبَابُ فوقَهُ تَعَصَّرا

وقال بعضهم: جمل نَيّاف ؟على فَيْعالٍ - ، وأصله نَيْوَافٌ، قال:

يَتْبَعْنَ نَيّافَ الضُّحى عُرَاهِلا

العُرَاهِلُ: التام الخلْقِ.

والنَّيِّفُ: الزيادة يُخفف ويُثقّل، وأصله نَيْوِف. يقال: عشرة ونَيِّف، ومائة ونَيِّف، وكل ما زاد على العقد فهو نَيِّف حتى يبلغ العقد الثاني.

وقال الأصمعي: النَّيِّفُ: الفَضل، يقال: ضَعِ النَّيِّفَ في موضعه، وأنشد ابن فارس:

وَرَدْتُ بِرَابِيَةٍ رَأسُها ... على كُلٍّ رابِيَةٍ نَيِّفُ

وقال الأزهري: لغة رديئة: عشرون ونَيْف ؟مُخفَّفاً - . وقال أبو العباس: الذي حصَّلناه من أقاويل حُذّاق البصريين والكوفيين أنّ النَّيِّفَ من واحدة إلى ثلاث، قال: والبِضْعُ من أربع إلى تسع.

ويقال: نافَ وأنافَ: إذا اشرف. وقال اللحياني: يقال لكل مُشرف على غيره: إنّه لَمُنِيْفٌ، وقد أنافَ، وأنشد لَطَرفَة بن العبد يصِف إبلاً:

وأنافَتْ بِهَوادٍ تُلُعٍ ... كجُذُوْعٍ شُذِّبَتْ عنها القُشُرْ

والمُنِيْفُ: جبل، قال صخر الغي الهذلي يصف سحاباً:

فَلَمّا رأى العَمْقَ قُدّامَهُ ... ولمّا رَأى عَمَراً والمُنِيْفا

أسَالَ من اللَّيْلِ أشْجَانَهُ ... كأنَّ ظَوَاهِره كُنَّ جُوْفا

ويروى: " عَمْقَ " ، وعمر: جبل يصب في مسيل مكة حرسها الله تعالى.

والمُنِيْفُ ؟أيضاً - : حِصن في جبل صَبِر من أعمال تَعِزَّ باليمن.

والمُنِيْفُ ؟أيضاً - : حِصن من أعمال لَحْج قُرب عدن أبْيَن.

والمُنِيْفَةُ: ماءة: لتَمِيْم على فَلْج بين نجد واليمامة، قال:

أقُوْلُ لصاحِبي والعِيْسُ تَهْوي ... بِنا بَيْنَ المُنِيْفَةٍ فالضِّمَارِ

تَمَتَّعْ من شَمِيْمِ عَرَارِ نَجْدٍ ... فما بَعْدَ العَشِيَةِ من عَرَارِ

وأنافَتِ الدراهم على المائة: أي زادت.

ونَيَّفَ فلان على الستين ونحوها: إذا زاد عليها.

وبعضهم أفرد تركيب ن ي ف عن تركيب ن و ف، والصحيح أن كل ذلك واوِيٌّ. وذلك يدل على الارتفاع والزيادة.

نهفابن الأعرابي: النَّهْفُ: التَّحَيُّرُ.

وثفابن دريد: وَثَفَ القِدر يَثفُها، وأوْثَفَها يُوْثِفُها؛ ووَثَّفَها يُوْثِّفُها: إذا جعل لها أثافيَّ، مثل ثَفَّيْتُها.

وجفوجَفَ الشيء: أي اضطرب، قال الله تعالى: )قُلُوبٌ يَوْمَئذٍ واجِفَة( قال الزَّجّاج: أي شديدة الاضطراب، فهو يَجِف وَجْفاً ووَجِيْفاً ووُجُوْفاً.

والوَجْفُ والوَجِيْفُ: ضَرب من سير الخيل والإبل، قال العجّاج:

ناجٍ طَوَاهُ الأيْنُ مِمّا وَجَفا ... طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا

سَمَاوَةَ الهِلالِ حتّى احْقَوْقَفا

وأوجَفَها صاحبها، ومنه قوله تعالى: )فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا رِكَابٍ( أي ما أعمَلْتُم.

 

وقال الأزهري: اسْتَوْجَف الحب فُؤاد: إذا ذهب به، وأنشد لأبي نُخَيلة:

ولَكِنَّ هذا القَلْبَ قَلْبٌ مُضَلَّلٌ ... هَفا هَفْوَةً فاسْتَوْجَفَتْهُ المَقادِرُ

وهو في شعر أبي نُخيلة " فاسْتَوْخَفَتْه " بالخاء المُعجمة؛ وقال في شرح البيت: اسْتَوْخَفَتْه: ذهبت به؛ واسْتَوْخَفَ الدهر ماله. هذا آخر ما في شرح البيت.

والتركيب يدل على اضطراب شيء.

وحفالليث: الوَحْفُ: الشَّعَر الكثير الأسود، ومن النَّبات: الرَّيان. تقول: وَحُفَ ؟بالضم - يَوْحُفُ وَحافَةً ووُحُوفَةً، قال ذو الرُّمة يَصف نبتاً:

وَحْفٌ كأنَّ النَّدى والشَّمْسُ ماتِعَةٌ ... إذا تَوَقَّدَ في أفْنانِهِ التُّوْمُ

والوَحْفُ ؟أيضاً - : الجناح الكثير الريش.

ويقال ؟أيضاً - : شعَر وَحَفٌ ؟بالتحريك - .

والوَحْفَاءُ: أرض فيها حجارة سود وليست بِحرَّة؛ عن الفرّاء. والجمْع الوَحَافى. وقال غيره: الوَحْفَاء: الحمراء من الأرض.

وقال أبو عمرو: المَوْحفُ: الذي ليس له ذَرىً.

والوُحَيْفُ ؟مُصغراً - : فَرَس عُقيل بن الطُّفيل، قال جبّار بن سَلمى بن مالك بن جعفر بن كِلاب:

يَدْعُو عُقَيْلاً وقد مَرَّ الوُحَيْفُ بِهِ ... على طُوَالَةَ يَمْري الرَّكْضَ بالعَقِبِ

ووَحْفَةُ: فرس عُلاثَة بن جُلاسِ بن مُخرِّبَةَ التميمي، وهو القائل فيها:

ما زِلْتُ أرْمِيْهِمْ بوَحْفَةَ ناصِباً ... لهم صَدْرَها وحَدَّ أزْرَقَ مِنْجَلِ

وقال ابن عبّاد: الوَحْفَة: الصخرة السوداء، والجمْع: وِحاف.

ووِحَاف القَهْر: مَوضِع، قال لبيد رضي الله عنه:

فَصُوَايِقٌ إنْ أيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ ... منها وِحَافُ القَهْرِ أو طِلْخَامها

والوَحْف: فرس عامر بن الطُّفيل، وهو القائل فيه يوم الرَّقم:

وتَحْتي الوَحْفُ والجِلْوَاظُ سَيْفي ... فكيْفَ يَمَلُّ من لَوْمي المُلِيْمُ

ووَحفَ الرجل وَحْفاً: إذا ضرب بنفسه الأرض، وكذلك البعير ومَواحِفُ الإبل: مَبَارِكها، وناقة مِيْحَافٌ: لا تُفارِق مبركها.

وقال النَّضْر: وَحَفَ: دَنا.

والواحِف: الغَرْب تنقطع منه وذمتان ويتعلق بوذمتين.

وواحِف ؟أيضاً - : موضِع، قال ثعلبة بن عمرو العبْقَسي:

لمَنْ دِمَنٌ كأنَهُنَّ صَحَائفُ ... قِفَارٌ خَلا منها الكَثِيْبُ فَوَاحِفُ

وواحِفَانِ: موضع آخر، قال ذو الرُّمة يصف حماراً رعى هذين الموضعين:

عَنَاقَ فأعْلى واحِفَيْنِ كأنَّهُ ... من البَغْيِ للأشْبَاحِ سِلْمٌ مُصَالِحُ

أي رعى عَناق. وقال أوس بن حجر:

فَبَطْنُ السُّلَيِّ فالسِّخَالُ تَعَذَّرَتْ ... فَمَعْقُلَةٌ إلى مَطَارِ فَوَاحِفُ

تعذّرت: تغيرت، والعاذِر الأثر.

والوَحِيْف: موضع كانت تُلقى به الجِيَف بمكة حرسها الله تعالى.

وقال ابن الأعرابي: وَحَفَ فلان إلى " فلان " إذا قصده ونزل به، وأنشد:

لا يَتَّقي اللهَ في ضَيْفٍ إذا وَحَفا

وَوَحَفَ وَحْفاً وأوْحَفَ: أسرع.

وقال ابن عبّاد: مُناخ مُوْحِف: إذا أوْحَفَ البارك وعاداه.

وقال غيره: وَحَّفَ تَوْحِيْفاً: إذا أسرع، مثل وَحَفَ وأوْحَفَ.

والمُوَحَّفُ: البعير المهزول، قال العجّاج:

جَوْنٍ تَرى فيه الجِبَالَ خُشَّفا ... كما رَأيْتَ الشّارِفَ المُوَحَّفا

وقال أبو عمرو: التَّوْحِيْف: الضرب بالعصا.

والتَّوْحيْف: ضرْب البعير بنفسه الأرض.

وقال ابن عبّاد: التَّوْحِيْف: توفير العضو من الجَزُور.

والتركيب يدل على سواد في شيء.

وخفوخَفْتُ الخِطْمِيَّ وَخْفاً: أي ضربتُه حتى تلوَّج.

والمِيْخَف: الإناء يُوخَف فيه، والمُدْهُن ايضاً.

والوضخِيْف والوَخِيْفَة: ما أوْخَفْتَه منه. وقال الأزهري: الوَخِيْفَة: من طعام الأعراب أقِط مطحون يُذر على ماء ثم يُصب عليه السمن ويَضرب بعضه ببعض؛ ثم يؤكل. وقال أبو عمرو: الوَخِيْفَة: التمر يُلقى على الزُّبد فيُؤكل، والوَخِيْفَة شَبِيهة بالتَنافِيظ. وقال ابن عبّاد: الوَخِيْفة: الخَزِيرة؛ واللبن أيضاً.

وصار الماء وَخِيْفة: إذا غلب الطين على الماء.

وقال العُزيزي: الوَخِيْفَة: بَتُّ الحائك، لغة يمانية.

وقال ابن دريد: وَخَفْتُ السّوِيق: مثل وَخَفْتُ الخِطْمي.

 

وقال الفرّاء: وَخِفَ الخِطْميُّ ؟بالكسر - : تتَلَزَّج.

وقال غيره: وَخَفْتُه: ذكرته بقبيح أو لطَخْتُه بدنس يبقى عليه أثره.

والوَخْفَةُ: شبيهة بالخريطة من أدَمٍ.

وأوْخَفْتُه: مثل وَخَفْتُه.

ويقال للأحمق: أنه لَمُوْخِف أو يُوْخِف زِبْلَه كما يُوْخَف الخِطْميّ. ويقال له العجّان ؟أيضاً - وهو من كِنايتهم.

وأوْخَفَ وأوْحَفَ وأوْجَفَ: أسرع.

واتَّخَفَتْ رِجلي: أي زَلّت، والأصل: اوتَخَفَتْ.

ودفوَدَفَ الشحم: إذا ذاب وسال.

ووَدَفَ الإناء: إذا قَطَر.

والوَدْفَةُ والوَدِيْفَةُ: الروضة الخضراء من نَبت، يقال: أصبحت الأرض وَدْفَة واحدة: إذا اخضرّت كلها وأصَبَت. وقال أبو صاعد: يقال: وَدِيْفة من بَقلٍ ومن عُشب؛ وضَغِيْغَة من بَقْل ومن عُشب: إذا كانت الروضة ناضِرة مُتَخَيِّلة. ويقال: حَلُّوا في وَدِيْفة مُنْكَرَة وفي غَذِيمة منكرة.

وقال ابن عبّاد: الوَدَفة ؟بالتحريك - : النَّصي والصِّلّيان.

وقال ابن الأعرابي: الوَدَفة والوَذَفَة والوَذَرة: بُظَارَة المرأة.

والوُدَافُ والوَُاف ؟بالدال والذال - : أصل تسميتهم الذكر أُدَافاً لما يَدِف منه: أي يقطر من المني والمَذي والبول، مثل وُقِّتَت وأُقِّتَت، وقلب الواو المضمومة همزة قياس مُطَّرِد.

ووَدَفْت له العطاء: أي أقْلَلْته.

وقال الليث: استوْدَفت لبناً في الإناء ونحوه: إذا فتحت رأسه فأشرفت عليه.

وقال غيره: اسْتَوْدَفْت الشَّحمة: أي استقَطْتُها.

وقال ابن عبّاد: اسْتَوْدَفْت الخبر: إذا بحثْتَ عنه.

واسْتيْدَاف المرأة: هو أن تجمع ماء الرجل في رحمها.

واستودف النبت: أطال.

وهو يَتَوَدّضفُ الأخبار ويتوكَّفها.

وقال العزيزي: تَوَدَّفَتِ الأوعال فوق الحبل: كأنها أشْرَفت عليه.

وذففي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : أنه نزل بأم معبد ؟رضي الله عنهما - وَذْفَان مخرجه إلى المدينة. أي حِدْثان مَخرجِه وسرعان مَخْرَجِه.

وقال ابن الأعرابي: الوَذَفَة: بُظارَة المرأة.

ووذَفَ: أي سال؛ مثل وَدََ.

ويقال: مرّ يُوَذِّف تَوْذِيْفاً ويتوَذّف: إذا مرّ يُارب الخطو ويُحرك منكبيه ويتبخر. ومنه الحديث: أن ابن عمر ؟رضي الله عنهما - مر بعبد الله بن الزُّبير ؟رضي الله عنهما - مر بعبد الله بن الزبير ؟رضي الله عنهما - مَصْلوبا فوقف فقال: السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، السلام عليك أبا خُبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما عَلمت صوّاماً قوّاماً وصُوْلاً للرحم، أما والله لأمة أنت شرُّها لأمة سوء. ثم نفذَ عبد الله بن عُمر ؟رضي الله عنهما - ، فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأُنزل عن جذْعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أُمه أسماء بنت أبي بكر ؟رضي الله عنهما - فأبَتْ أن تأتيه، فأعاد إليها الرسول: لتأتِنَّني أو لأبعثَنَّ إليك من يَسحبُك بقرونِك، فأبَت وقالت: والله لا آتيك حتى تَبْعَث إليَّ من يسحَبُني بقروني، فقال: أروني سِبْتِيَّتَيَّ، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذّف حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟!، قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذاة النَّطاقين، أنا والله ذاةُ النِّطاقين: أما أحدهما فكُنتُ أرفع فيه طعام رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - وطعام أبي بكر ؟رضي الله عنه - من الدواب؛ وأما الآخر فنِطاق المرأة الذي لا ستغني عنه، أما إن رسول الله ؟صلى الله وعليه وسلم - حدّثنا أن في ثقيف كذّاباً ومُبيراً: أما الكذّب فرأيناه وأما المُبير فلا أخالك إلاّ إيّاه. فقام عنها ولم يُرجِعها.

وكان أبو عبيدة يقول: التَّوّذُّف: الإسراع، لقول بشر بن أبي خازم:

يُعْطي النَّجَائبَ بالرَّحَالِ كأنَّها ... بَقَرٌ الصَّرائمِ بالرَّحالِ تَوَذَّفُ

وقال ابن عبّاد: المتُوَذِّقة من النساء: هي المُتوزمِرة يعني تحريكها ألواحها في المَشي.

ورفالفَرّاء: ظِلٌّ وارِف: أي واسع، وقد ورَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيْفاً ووُرُوْفاً: أي اتَّسع، وأنشد ابن الأعرابي:

 

وأحْوى كأيْمِ الضّالِ أطْرَقَ بَعْدَما ... حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارِفِ

وورَفَ النَّبْت: إذا اهتَزّ، فهو وارِف: أي ناَضِر رَفّاف شديد الخُضْرة.

وقال ابن فارس: يُقال لما رقَّ من نواحي الكبد: الوَرْف.

ويقال: إنّ الرُّفة التِّبن مُخففة، والنّاِص واو من أوّلها. وفي المثل: هو أغنى من التُّفَةِ عن الرُّفة. في إحدى الروايات.

وقال ابن عبّاد: الرِّفَة ؟بوزْن العِدة - النّاضر من النَّبت، يقال: رِفَة تَرِف.

وقال ابن الأعرابي: أوْرَفَ الظِّلّ ووَرَّف تَوْرِيْفاً: إذا طال وامتد؛ مثل وَرَفَ وَرْفاً.

وقال غيره: وَرَّفْتُ الشيء: مَصِصْتُه، والأرض: قسمْتها؛ مثل أرَّفْتُها.

والتركيب يدل على رِقَّة ونَضْرَة.

وزفوزَفَ يَزِف وَزِيْفاً: أي أسْرع، ومنه قِراءة أبي حَيوَةَ: )فأقْبَلُوا إليه يَزِفُونَ( بتخفيف الفاء. وقال ابن دريد: وَزَفْتُه أزِفه وَزْفاً: إذا استعجلتَه ؟لُغة يمانية - ، فعلى هذا وَزَف لازم ومُعتدٍّ.

والتَّوَازُف: المُناهَدة في النَّفقات، يقال: تَوَازَفوا بينهم، قال المُرَقِّش الأكبر:

عِظَامُ الجِفَانِ بالعَشِيَّةِ والضُّحى ... مَشَايِيْطُ للأبْدَانِ غَيْرِ التَّوَازِفِ

ويروى: " التَّوَارِفِ " من التُّرْفَةِ والدَّعَةِ، أي ليسوا كذلك، ليسوا أصحاب لزوم للبيوت ولا دَعة، هم في إغارة وطلب ثأر وكفِّ نازلة وخدمة ضيف.

وسفالليث: الوَسْفُ: تَشقُّقٌ يبدو في فَخِذ البعير وعجزه أول ما يبدو عند السِّمن والاكْتِناز؛ ثم يَعُمُّ في جسده فيتَوسَّف جِلْدُه، ورُبَّما توسَّف من داء أو قُوباءٍ.

والتّوسِيف: التَّقشير؛ عن الفرّاء. وتمرة موسَّفة: أي مُقشَّرة. والتَّوَسُّف: التقشُّر.

وقال ابن السكِّيت يقال للقَرْح والجُدري إذا يبس وتقشَّر وللجرَب ؟أيضاً - في الإبل إذا قَفَل: قد توسّف جلده وتقَشْقَش جلده وتقشّر جلده، كلّه بمعنى، قال الأسود بن يَعْف النَّهشلي:

وكُنْتَ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مُوْلَعاً ... بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تَوَسَّفِ

وقال ابن فارس: يقال تَوَسَّفَتِ الإبل: إذا أخصبت وسمِنت وسقط وبرها الأول ونبت الجديد.

وصفوَصَفْتُ الشيء وَصْفاً وصِفَةً، والهاء عِوضٌ من الواو. وقوله تعالى: )سَيَجْزيهم وصْفَهم( أي جَزاء وَصفهم الذي هو كَذب. وقوله تعالى: ) واللهُ المُسْتَعانُ على ما تَصِفُوْنَ( أي تكذبون.

وفي حديث عمر ؟رضي الله عنه - : لا تُلْبِسوا نِساءكم الكَتّان أو القَبَاطيَّ فإنه إلاّ يشِفَّ فإنّه صِف. أي يصِفها الثوب الرقيق كما يصِف الرجل سِلعته.

والصِّفة: كالعلم والجهل والسَّواد والبياض. وأمّا النحويون فليس يريدون بالضفة هذا، لأن الصفة عندهم هي النعت؛ والنّعت هو اسم الفاعل أو المَفْعُوْل نحو ضارب ومَضروب أو ما يرجِع إليهما من طريق المعنى نحو مِثل وشِبه وما يجري مَجرى ذلك، تقول: رأيت أخاك الظّريف، فالأخ هو الموصوف والظَّرِيف هو الصفة، فلها قالوا: لا يجوز أن يُضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أن يُضاف إلى نفسه، لأن الصّفة هي الموصوف عندهم، ألا ترى أن الظريف هو الأخ.

وقول الشَّمّاخ يصف ناقة:

إذا ما ادْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاها ... لها الإدْلاجَ لَيْلَة لا هُجُوْعِ

يريد: أجادَتِ السير، وقيل: معناه إذا أدْلَجَت سارت الليل كُلَّه فذلك وصفُها يديها.

وقال ابن دريد: رجل وصّاف: عارِف بالوصف.

قال: والوصّاف: رجل من سادات العرب، سُمي الوصّاف لحديث له. وقال غيره: اسمه مالك ب عامر، ومن ولده عُبيد الله بن الوليد الوصّافي.

وقال ابن عبّاد: وصَف المُهْر: إذا توجَّه لشيء من حُسن السِّيرة.

 

والوَصِيف: الخادِم؛ غُلاما كان أو جارية. ومنه قول النبي ؟صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر ؟رضي الله عنه - : كيف تصْنَع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف. قال شَمْر: يقول: يكثُر الموت حتى يصير موضِع قبرِ بعبد من كثرة الموت، مثل الموتان الذي وقع بالبصرة. يقال: وَصُف الغلام ؟بالضم - : إذا بلغ الخدمة؛ وصافةً، والجمْع: الوُصفاء. وفي حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - أنه بعث سرية فنهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء. وقال ثعلب: ربما قالوا للجارية وصيفة، والجمْع: الوصَائف. والإيصَافُ: الوَصَافة، يقال: جارية بيِّنَة الإيصافِ كما يقال بيِّنة الوَصَافة.

وتواصفوا الشيء: من الوَصْف.

واتَّصف الشيء: أي صار موصوفاً، قال طرَفةُ بن العبد:

إنّي كَفانيَ من أمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ ... جارٌ كَجارِ الحُذَاقيِّ الذي اتَّصَفا

أي صار موصوفاً بحسن الجوار.

واسْتَوْصَفْتُ الطبيب لدائي: إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به.

ونهى رسول الله ؟صلى الله عليه وسلم - عن بيع المواصَفَة. قال القُتَبيُّ: هو أن يبِيع ما ليس عنده ثم يَبتَاعه فَيدفَعه إلى المُشتري، قيل له ذلك لأنه باعَه بالصّفة من غير نَظرٍ ولا حيازة مِلْك.

والتركيب يدل على تحلية الشيء.

وضفالخارْزَنجي: الإيْضَافُ: الإيْجَافُ في الرَّكْضِ. وقال أبو تُراب: يقال أوضَعَتِ الناقة وأوْضَفَتْ: إذا خبَّت، وأوضَفْتُها أنا فَوَضَفَت: مثل أوضَعَتُها فَوَضَعَتْ.

وطفابن عبّاد: يقال: عليه وَطْفَة من الشَّعر.

وقال غيره: الوَطَفُ ؟بالتحريك - كثرة شَعر الحاجبين والأشفار وإرخاؤهما، يقال: رجل أوْطَف بيِّن الوَطَفِ وفي صفة النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : في أشفَارِه وَطَفٌ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب.

وسُحابَةٌ وَطْفاءُ: إذا كانت مُسترخية الجوانب لكثرة مائها، قال امرؤ القيس:

دِيْمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ ... طَبَقُ الأرْضِ تَحَرّى وتَدُرّْ

وقال ابن فارس: الوَطَف في المطر: اهماره.

وقال أبو زيد: الوَطْفاءُ: الدِّيمة السَّحُّ الحَثِيْثَة طال مطرها او قصُر. وفيها وَطَفٌ: إذا تدلَّت ذُيُولُها، وكذلك ظلامٌ أوطَف.

وعيش أوْطَف: أي رَخِيٌّ.

والتركيب يدل على طول شيء ورَخاوته.

والوَظِيْفُ: مُستَدقُّ الذراع والساق من الخيل والإبل وغير ذلك، قال طَرَفة بن العبد يصِفُ ناقة:

تُبَاري عِتَاقاً ناجِياتٍ وأتْبَعَتْ ... وظِيْفاً وَظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

والجَمْع: أوْظِفَة، ثم وُظُف ؟بضمَّتين - .

وجاءت الإبل على وَظِيْف واحد: إذا تبِع بعضها بعضاً.

ووظَفْتُ البعير: قصَّرت قيده. ووظفتُه: أصبت وظِيفه.

وقال الأصمعي: يُستَحَبّ من الفرس أن تعْرضَ أو ظِفَة رِجليه وتحْدَبأوظِفَةُ يديه.

وقال أبو عمرو: الوظيف من الرجال: الذي يَقوى على المشي في الحَزن.

والوظيفة: ما يُقدَّر للإنسان في كل يوم من طعام أو رزق، والجمع: وظائف ووُظف، وأنشد الليث:

أبْقَتْ لنا وَقَعلتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَة ... ما هَبَّتِ الرِّيْحُ والدُّنْيا لها وُظُفُ

وقال ابن عبّاد: الوظيفة: العهد والشرط.

وقال ابن العرابيّ: يقال: مرّ يظِفُهم وَظفاً: أي يتبعهم.

والتَّوْظِيْفُ: تعيين الوظيفة.

ويقال: إذا ذبحت الذبيحة فاستوظِف قطع الحُلقوم والمئ والوَدَجيْن: أي استوعب ذلك كله.

وقال ابن عبّاد: المُواظَفة: مثل الموافقة والمؤازرة.

وواظَفْت فلاناً إلى القاضي: إذا لازمته عنده.

والتركيب يدل على تقدير شيء.

وعفابن دريد: الوَعْفُ ؟والجمْع: وِعَافٌ - : وهي مواضِع فيها غِلَظ. وقالوا: مستنقعات ماء في مواضع فيها غِلَظ.

وقال ابن الأعرابي: الوعُوف والعُوُوْفُ والوُغُوْفُ ؟بالغين المُعجَمة - : ضَعْف البصر.

وغفابن دريد: الوَغْفُ: قطعة أدَم أوكِسا تُشد على بطن العَتُود أو بطنِ التَّيْس لئلاّ يشرب بَوله أو ينْزو.

وقال ابن الأعرابي: الوَغْفُ والوغُوْفُ: ضَعْف البصر، قال ابن سعد المعنيُّ:

بِعَيْنِكَ وَغْفٌ إذْ رَأيْتَ ابْنَ مَرْثَدٍ ... يُقَسْبِرُها بفُرْقُمٍ يَتَزَيَّدُ

ووغَفَ يغِفُ وَغْفاً: إذا أسرع وعَدا.

 

وقال أبو عمرو: أوْغَفَتِ المرأة: إذا ارتهزَت عند الجِماعِ تحت الرجل، وأنشد:

لَمّا دَجاها بِمِتَلّ كالصَّقْبْ ... وأوْغَفَتْ لذاكَ ايْغَافَ الكَلْبْ

قالت: لقد أصْبَحْتَ قَرْماً ذا طَبّ ... بما يُدِيْمُ الحُبَّ منه في القَلْبْ

وأوْغَفَ: عدا وأسرع؛ مثل وَغَفَ، قال العجّاج يذكر الكلاب والثور:

وأوْغَفَتْ شَوَارِعاً وأوْغَفا ... مِيْلَيْنِ ثُمَّ أزْحَفَتْ وأزْحَفا

وقال ابن الأعرابي: أوْغَفَ: إذا سار سيرا مُتعبا.

وأوْغَفَ: إذا عَمِش.

وأوْغَفَ: أكل من الطعام ما يَكفيه.

وقال ابن عبّاد: الإيغاف: أنْ يُدلي الكلب لِسانه من شدة الحر.

وأوغَفْتُ الخِطمي وأوخفْتُه: بمعنى.

وقفالوَقْفُ: سِوار من عاج، قال الكُميت يصِف ثوراً:

ثُمَّ اسْتَمَرَّ كَوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتاً ... يَرْمي به احَدَبَ اللَّمّاعَةَ الحَدَبُ

ووقفت الدابة تقف وقوفاً، وكذلك الإنسان، قال امرؤ القيس:

قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ ... بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُوْلِ فَحَوْمَلِ

ووقفْتها أنا وقفاً يتعدى ولا يتعدى، قال الله تعالى: )وقِفُوْهم أنَّهم مَسْؤلُوْنَ(، وقال ذو الرُّمة:

وَقَفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ ناقَتي ... فما زِلْتُ أبْكي عِندَهُ وأُخاطِبُهْ

والحديث الموقوف: خِلاف المرفوع.

ووقَفْته على ذنبه: أي أطلعته عليه.

ووقَفْت الدار على المساكين وَقْفاً.

والموقِف: الموضِع الذي تَقِف فيه حيث كان.

وموقفا الفر: الهزمتان في كَشْحَيْه. وقيل: الموقفان نُقرَتا الخاصِرة على رأس الكُلية، قال النابغة الجَعدي ؟رضي الله عنه - يصِف فرساً:

فَلِيْقُ النَّسَى حَبِطُ المُوْقِفَيْنِ ... يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأشْعَبِ

وقال أيضاً:

شَدِيْدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأنهما ... نَهى نَفَساً أوْ قَدْ أرادَ لِيَزْفِرا

نهى: أي حبس نفسه، أي ردّه.

ويقال للمرأة: أنّها لَحَسنة الموقِفَين؛ وهما الوَجه والقدَم؛ عن يعقوب. ويقال: موقِفا المرأة: عيناها ويداها وما لا بُدّ لها من إظهاره.

والموقِفُ: مَحلّة بالبصرة.

وقال أبو عمرو: الموَقفان: عِرْقانِ مُكتَنِفا القُحْقُح إذا تشنّجا لم يَقُم الإنسان وإذا قُطِعا مات.

وواقِف: بطن من الأنصار. وقال ابن الكلبي في جمهرة نسب الأوس: إنّ اسم واقِف مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس.

والواقِفُ ؟أيضاً - : خادم البِيعة؛ لأنه وَقَف نفْسه على خَدْمتها. والوِقِّيْفى ؟مثال خِصَّيْصى - : الخِدمة. وفي حديث عمر ؟رضي الله عنه - : لا يُغير عن وِقِّيْفاه.

ووقْف: موضِع في بلاد بني عامر، قال لبيد رضي الله عنه:

لِهِنْدٍ بأعْلى ذي الأغَرِّ رُسُوْمُ ... إلى أُحُدٍ كأنَّهُنَّ وُشُوْمُ

فَوَقْفٍ فَسُلِّيٍّ فأكْنَافِ ضَلْفَعٍ ... تَرَبَّعَ فيه تارَةً وتُقِيْمُ

والوقْف: من قُرى الخالص شرقي بغداد.

والوَقْفُ ؟أيضاً - : بُلَيْدة من أعمال الحِلّة المزيديّة.

وقال الليث: الوَقْفُ: وَقْفُ التُّرس من حديد أو قرن يستدير بحافته، وكذلك ما أشبهه.

وقال الأزهري: في حديث الحسن البصري: أنّ المُؤمن وقّاف مُتأنٍّ وليس كحاطِب ليل: ويُقال للمُحْجِم عن القتال: وَقّاف جبَان وأنشد:

فَتىً غير وَقّافٍ وليس بِزُمَّلِ

وقال دريد: بن الصِّمَّةِ:

فإنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلّى مَكانَهُ ... فما كانَ وَقّافاً ولا طائشَ اليَدِ

والوَقّافُ العقيلي: شاعر.

وقال ابن عبّاد: يُقال لكل عقبٍ لُفّ على القوس: وقْفَة، وعلى الكلية العليا: وَقْفَتانِ.

ووقَفَ القِدْرَ: أي أدامها وسكّنها. والمِيْقَفُ والمِيْقَافُ: ما أدَمْت به غليان القِدر وسَكَّنْتَه. وقال اللحياني: المِيْقَفُ والمِيْقَافُ: العود الذي يُحرك به القِدر ويُسكَّن به غليانها، وهو المِدْوامُ.

والوَقِيْفَةُ: الوَعِل تُلْجِئه الكلاب إلى ضخرة فلا يمكنه أن ينزل حتى يُصاد. وأنشد ابن السكِّيت في كتاب معاني الشِّعر من تأليفه:

فلا تَحْسِبَنّي شَحْمَةً من وَقِيْفَةٍ ... تَسَرَّطُها ممَا تَصِيْدُكَ سَلْفَعُ

وأنشده ابن دريد وابن فارس: " مُطْرَّدَةٍ مِمّا " ، سَلْفَعُ: اسم كلْبة.

 

وأوْقَفْتُ وَقْفاً للمساكين ؟بالألف - ، لغة رديئة، وليس في الكلام أوْقَفْتُ إلاّ حرف واحد، يقال: أوْقَفْتُ عن الأمر الذي كنت فيه: أي أقلعت، قال الطِّرمّاح:

فَتَطَرَّبْتُ للهَوى ثُمَّ أوْقَفْ ... تُ رِضىً بالتُّقى وذو البِرِّ راضِ

وحكى أبو عمرو: كلَّمْتُهم ثم أوْقَفْتُ: أي سكتُّ. وكل شيء تُمْسك عنه تقول فيه: أوْقَفْتُ.

وحكى أبو عُبيد في المُصَنّف عن الأصمعي واليزيدي أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: لو مررتُ برجل واقف فقلت: ما أوقفَكَ ها هنا؟ لرأيته حَسَناً. وحكى ابن السكِّيت عن الكِسائيِّ: ما أوقَفَك ها هنا وأي شيء أوقَفَك ها هنا؟ أي أيُّ شيء صيَّرك إلى الوقُوف.

ووقَّفْتُ المرأة تَوْقِيْفاً: إذا جَعَلْت في يديها الوَقْفَ.

ووقَّفَتِ المرأة يديها بالحِنّاء: إذا نقَّطَتْهما.

وقال اللحياني: حمار مُوَقَّف: للذي كُوِيَتْ ذراعاه كَيّاً مستديرا، وأنشد:

كَوَيْنا خَشْرَماً في الرَّأْسِ عَشْراً ... ووَقّفْنا هُدَيْبَةَ إذْ أتانا

والمُوَقَّفُ في شِعر الشَّماخ:

وما أرْوى وإنْ كَرُمَتْ علينا ... بأدْنى من مُوَقَّفَةٍ حَرُوْنِ

أُرْوِيَّةٌ في يديها حُمْرة تُخالِف لون سائر جسدها.

ويقال ؟أيضاً - : ثور مُوَقَّفٌ، قال العجّاج:

كأنَّ تَحْتي ناشِطاً مُجَأَّفا ... مُذَرَّعاً بِوَشْيِهِ مُوَقَّفا

وفرَس مُوَقَّفٌ: إذا أصاب الأوظِفة منه بياض في موضع الوَقْفِ ولم يعدُها إلى أسفل ولا فوق؛ فذلك التَّوْقِيفُ. وقال بعضهم: فرس مُوقَّفٌ: أي أبْرَش أعلى الأُذُنين كأنّهما منقُوشتان ببياض ولون سائره ما كان.

وقال ابن شُميل: التوقيف: أن يُوَقِّفَ الرجل على طائفَيْ قوسَه بمضائغ من عَقَب قد جعلهُنَّ في غِراء من دماء الظِّباء فَيَجِئنَ سواداً، ثم يُعلّى على الغِراء بصدأ أطراف النَّبْلِ فَيجيءُ أسود لازِقاً لا ينقطع أبداً.

ووقَّفْتُ التُّرس: جعلت له وَقفاً، وقد ذُكِر معناه.

والتَّوْقِيْفُ: مُبالغة الوقُوْفِ، يقال: وَقَّفَ الجيش، وقيل: معناه وَقَفَ واحد بعد واحدٍ، قال جميل بن معمَر العُذري:

تَرى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُوْنَ حَوْلنا ... وإنْ نَحْنُ أوْبَأْنا إلى النّاسِ وقَّفُوا

ويُروى: " أوْمَأْنا " ؛ والمعنى واحدٌ، فأخذ البيت منه الفرزدَق وقال: أنا أحَقّ بهذا البيت منك؛ متى كان المُلكُ في عُذرة؟ إنما هذا لِمُضَرَ.

وتوْقِيْفُ النّاس في الحجِّ: الوُقُوْفُ بالمَواقِفِ والتَّوقِيْفُ: كالنَّصِّ.

وقال أبو زيد: وَقَّفْتُ الحديث توْقِفاً وبيَّنْتُه وتَبْييناً؛ وهما واحد.

وقال ابن عبّاد: وقَّفْتُ فلاناً: إذا قَطَعْت منه مَوضع الوقْف.

قال: ورجل مُوَقَّف مُوَقَّح: أي مُجَرَّب قد أصابته البلايا.

والمُوَقَّفُ من القِداحِ: الذي يُفَاضُ به في المسير، وتَوْقِيفُه: سِمة تُجْعلُ عليه.

وقال غيره: وَقَّفَ السَّرْج: أصلحه وجعله واقياً لا يعْقِر.

والتَّوَقُّف في الشيء: كالتَّلَوُّم.

وقال ابن دريد: توَقَّفْتُ على هذا الأمر: إذا تَلَبَّثْتَ عليه.

قال: والوِقَافُ: مصدر المُوَاقَفَةِ في حرب أو خَصوْمة.

وتَوَاقَفَ الفريقان في القتال.

وواقَفْته على كذا.

واسْتَوقَفْتُه: سألْتُه الوقُوْفَ، ويقال: أنّ امرَأ القيس أول مَنِ استوقف الرَّكبَ على رسْم الدّار بقوله: قِفا نَبْكِ.

والتركيب يدل على تمَكُّث في شيء.

وكفالوَكْفُ: النِّطَعُ، قال أبو ذُؤيب الهُذليّ:

تَدَلّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها

" و " وَكَفَ البيت يَكِف وَكْفاً ووَكِيْفاً وتَوْكافاً: أي قطر، قال العجّاج:

وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ من فَرْطِ السى ... وَكِيْفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسَا

وناقة وَكُوْفٌ: أي غزيرة. ومنه حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : أن رجلا جاءه فقال: أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجَنّة قال: المِنْحَةُ الوكُوْفُ والفَيْءُ على ذي الرَّحِم.

وقال الليث: الوَكَفُ ؟بالتحريك - : وَمَفُ البيت؛ مثل الجناح يكون على الكَنِيْفِ.

 

وقول النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : خِيار الشهداء عند الله أصحاب الوَكَفِ قيل: يا رسول الله ومن أصحاب الوَكَفِ؟ قال: قوم تَكَفَّأ عليهم مَرَاكِبُهم في البحر. قال شَمِر: الوَكَفُ قد جاء مفسّراً في الحديث والمعنى: أنَّ مراكبهم قد اجْتَنَحَت عليهم وتَكَفَّأَتْ فصارت فوقهم مثل أوْكافِ البيوت.

والوَكَفُ ؟أيضاً - : العَيب والإثم، وقد وَكِفَ ؟بالكسر - وَكَفاً. ومنه الحديث: البَخِيل في غير وَكَفٍ. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س. قال مالك بن العَجلان الخَزرجي ؟وهو من أبيات الكِتاب - ويُروى لشُرَيح بن عمران القُضاعيِّ، ورواه أبو زكريا التَبْريزيّ لعمرو بن امْرِئ القيس الخزرجي، ورواه سيبويه لرجل من الأنصار، وهو لمالك:

الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ لا يَأْ ... تِيْهمُ من وَرائنا وَكَفُ

أي هُمُ الحافِظُو عَوْرَةِ العَشِيْرَةِ.

والوَكَفُ في قَول العجاج يصِف ثوراً:

غَدا يُباتري خَرِصاً واسْتَأْنَفا ... يَعْلُو دَكادِيْكَ ويَعْلُو وَكَفاً

سَفْحُ الجبل.

والوكَفُ ؟أيضاً - : الميل والجَوْر، يُقال: إنّي لأَخشى وَكَفَ فلان: أي جوْرَه.

وإذا انْحَدَرْت من الصَّمان وقعْت في الوَكَفِ: وهو مُنحَدَرُكَ إذا خَلَّفْتَ الصَّمان.

وقال ابن فارس: الوَكَفُ: الفَرَق، كذا في نُسَخ المُجْمَل والمَقاييس، وذكر إبراهيم الحَربيّ ؟رحمه الله - في غريب الحديث من تأليفه في هذا التركيب: الوَكَفُ: العَرَق ؟بعين مُحقَّقة - ، وأنْشد:

رَأْيت مُلوكَ النّاسِ عاكِفَةً بهمْ ... على وَكَفٍ من حُبِّ نَقْدِ الدَّراهِمِ

وقال ابن دريد: ليس في هذا الأمر وَكْفٌ ولا وَكَفٌ: أي فَساد وضَعْف.

ووَكَفَ عن الأمر: قصَّر ونَقَصَ. ومنه حديث النبي ؟صلى الله عليه وسلم - : لَيَخْرُجنَّ ناس من قبورهم في صورة القردة بما داهَنوا أهل المعاصي ثمَّ وَكَفوا عن عَمَلهم وهم يستطيعونَ.

والوَكْفُ - بسُكُونِ الكاف - : النِّطَعُ.

والوِكَافُ والوُكافُ: لُغتان في الإكافِ والأُكافِ.

وقال ابن عَبّاد: أوْكَفْتُه: أوقعتُه في الإثم.

وأوْكَفَ البيت: لغة في وَكَفَ.

ويقال: أوْكَفْتُ البغل وآكَفْتُه ووَكَّفْتُه تَوْكِيْفاً وأكَّفْتُه تَأكِيْفاً: إذا وضعْت عليه الوِكافَ.

واسْتَوْكَفَ: أي اسْتَقطَر. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه توَضَّأ فاستوكف ثلاثاً. والمعنى: أنه اصطَبّه على يديه ثلاث مرّات فغسلهما قبل إدخالِهما الإناء. وأنشد الأزهري لحُمَيد بن ثور - رضي الله عنه - يَصف الخَمْر.

إذا اسْتُوْكِفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَشَمُّها ... كما جََّ أحشَاءَ السَّقِيْمِ طَبِيْبُ

وواكَفْتُ الرجلَ في الحرب وغيرها: إذا واجهته وعارضته، قال ذو الرُّمة:

مَتا ما يُوَاكِفْهُ ابنُ أنْثَى رَمَتْ بهِ ... مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيْها المَغَانِمَ تَثْكَلِ

ويُروى: " مَتا ما يُواجِهْها " أي مَتَا ما يُواجِه هذه الفَرَس ابن أُنثى أي رجل.

ويقال: هو يَتَوَكَّف عِيالَه وَحَشمه: أي يتعهَّدهم وينظر في أمورهم.

ويقال: توَكَّفَ الخبر وتوقَّعه وتسقَّطه: إذا انتظر وَكْفَ، ويدُلّ على أنه منه ما رواه الأصمعي من قولهم: استقْطَر الخبر واستوْدَفه. ومنه حديث عُبيد بن عُمير: أهل القبور يتوكَّفون الأخبار؛ فإذا مات الميت ألوه ما فعل فلان وما فعل فلان.

وقال أبو عمرو: التَّوَكُّفُ: التعرُّض، يقال: مازلتُ أتَوَكَّفُ له: أي أتعرَّض له حتى لقيْتُه، قال:

سَرى مُتَوَكِّفاً عن آلِ سُعْدى ... ولو أسْرى بلَيْلٍ قاطِنِيْنا

وقال ابن عَبّاد: تَوَاكَفَ القوم: أي انْحَرَفوا.

ولفبَرْقٌ وَلِيْفٌ: أي مَتتابِع، قال صَخْر الغَيِّ الهُذلي:

لِشَمّاءَ بَعْدَ شَتَاتِ النَّوى ... وقد بِتُّ أخْيَلْتُ بَرْقاً وَلِيْفا

أي اثنين اثنين مرّتين مرتين برقين برقين، وأخْيَلْتُ: رأيت المَخِيلة. وقال الأصمعي: وَلَفَ البَرق يَلِف وَلِيْفاً.

والوَليْفُ والوِلافُ: ضَرْبٌ من العَدْو؛ وهو أن تقع القوائم معاً، وكذلك أن يجيء القوم معاً، قال الكميت:

ووَلّى بإجْرِيّا وِلافٍ كأنَّهُ ... على الشَّرَفِ الأقْصى يُسَاطُ ويُكْلَبُ

أي مُؤتَلِفَةٍ.

 

وقال ابن الأعرابي: الوِلافُ في قَول رُؤبَة:

ويَوْم رَكْضِ الغارَةِ الوِلافِ ... بازي جِبَالٍ كَلِبُ الخُطّافِ

الإعتزاء والاتصال.

والتركيب يدل على التتابع.

وهفوَهَفَ النَّبَات يَهِفُ وَهْفاً ووَهِيْفاً: أي أورق واهتزَّ؛ مثل وَرَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيْفاً.

والواهِفُ والوافِهُ: سادن الكنسية وقيِّمُها التي فيه صليبهم، وعمله الوِهَافَة والوُهْفِيَّة والوِفَاهَةُ والوُفْهِيَّة. ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : لا يُغَيَّر واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه ولا قِسِّيْس عن قِسِّيْسيَّتِه. ويروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه.

وفي حديث عائشة وذكرت أباها - رضي الله عنهما - : قُبِض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنه راضٍ قد طوَّقه وَهْفَ الأمانة - ويروى: الإمامة - . أي القيام بها، من واهِفِ النَّصارى. وأصله من وَهَفَ يَهِفُ: إذا دَنَا، ووَهَفَ ووَحَفَ: أخوان، يقال: خُذ ما وَهَفَ لك ووَحَفَ لك: أي دنا وأمْكَنَ، وذلك أنّ القيِّمَ بالشيء دانٍ منه أبداً لازِم له لا يُرَخِّص لنَفْه في التَّجَافي عنه. ويَجوز أن يكون من وَهفَ النَّبْتُ إذا أوْرَق واهتزَّ لأنه حينئذ يظهر صلاحه؛ فشُبِّه به ما يَظْهَرُ من صَلاح الشيء بقَيِّمِه والمُعتنى بشأنه. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب م ي ح. وقال الأزهري: معناه: قلَّدَه القيام بشرف الدين بعده، كأنها عَنَتْ أمْره إياه بأن يُصلِّي بالناس في مرضه، ويقال: وَهْفٌ وهَفْوٌ؛ وهما الميل من حقٍّ إلى باطل وضَعْفٍ، قال: وكِلا القولين مَدح لأبي بكر - رضي الله عنه - : أحدهما القيام بالأمر؛ والآخر رَدُّ الضَّعْفِ إلى قُوَّة الحقّ.

وقال قتادة في قوله تعالى: )يَأْخُذُوْنَ عَرَضَ هذا الأدْنى ويقولُونَ سيُغْفَرُ لنا( نَبَذوا الإسلام وراء ظهورهم وتمنوا على الله الأماني كلّما وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أكلوه ولا يُبالون حلالاً كان أو حَراماً: أي بدا لهم وعَرَض، يقال وَهَف لي كذا وَهْفاً: أي طَفَّ لي. ومنه حديثه أيضاً: كانوا إذا وَهَفَ لهم شيء من الدنيا أخذوه؛ وإلاّ لم يتقطّعوا عليها حسرةً. وكذلك أوْهَفَ، يقال: ما يُوْهِفُ له شيء إلاّ أخَذَه: أي ما يرتفع.

هتفالهَتْفُ والهُتَافُ - بالضم - الصوت؛ ويقال: الصوت الشديد، يقال: هَتَفَ به يَهْتِفُ - بالكسر - . وهَتَفَتِ الحمامة: أي صوَّتَت، قال جميل:

أأنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ ظَلْتَ سَفاهَةً ... تُبَكِّي على جُمْلٍ لِوَرْقاءَ تَهْتِفُ

وسَمعت هاتِفاً يَهْتِفُ: إذا كنت تسمع الصوت ولا تُبصر أحداً.

وقال أبو زيد: هَتَفْتُ به: مَدَحْتُه. ويقال: فُلانَةُ يُهْتَفُ بها: أي تُذْكَر بالجمال.

وقوس هَتّافَةٌ وهَتُوْفٌ وهَتَفى - مِثال جَمَزى - : أي ذاة صوت تَهْتِفُ بالوَتَر، قال أميَّة بن أبي عائذ الهُذَلي:

على عَجْسِ هَتّافَةِ المِذْرَوَيْنِ ... زَوْراءَ مُضْجَعَةٍ في الشِّمَالِ

وقال الشَّنْفَرى يَصِف قوساً:

هَتُوْفٌ من المُلْسِ المُتُونِ يَزِيْنُها ... رَصائع قد نِيْطَتْ عليها ومِحْمَلُ

وقال أبو النجم يصف صائداً:

أنْحى شِمالاً هَمَزى نَضُوْحا ... وهَتَفى مُعْطِيَةً طَرُوحا

هجفالليث: الهِجَفُّ: الظليم المُسنُّ، وأنشد:

هِجَفٌّ كأنَّ به أوْلَقاً ... إذا حاوَلَ الشَّدَّ من حَمْلَتِهْ

كَمِثْلِ الخِباءِ وَهى طُنْبُهُ ... فَطَارَتْ رَعابِيْلَ من قُلَّتِهْ

وقال ابن فارس: أظنّه من الباب الذي زِيْدَت فيه الهاء وأُبدلت زايه جِيما، وهو من الزِّفِّ وهو ريشه.

وقال غيره: الهِجَفُّ من النَّعام والناس: الجافي الثَّقيل، قال الكُميت:

هو الأضْبَطُ الهَوّاسُ فينا شَجَاعَةً ... وفِيْمَنْ يُعادِيْهِ الهِجَفُّ المُثّقَّلُ

وقال أبو عمخرو: الهِجَفُّ: الرَّغِيْبُ الجَوْفِ، يقال منه: هَجِفَ - بالكر - يَهْجَفُ هَجَفاً - بالتحريك - : إذا جاع؛ وزاد ابن بُزُرْجَ: واْتَرْخى بطنه.

وقال أبو سعيد: العَجِفَة والهَجِفَة واحِد: وهو من الهُزال، قال كعب بن زُهير - رضي الله عنه - :

ونِقْنِقاً خاضِباً في رَأْسِهِ صَعَلٌ ... مُصَعْلَكاً مُغْرَباً أطْرَافُه هَجِفا

وقال ابن عَبّاد: الهَجْفان: العطشان.

 

قال: وهَجِفَتْ أرضنا: تَنَاثر ما فيها.

والهَجَفْجَفُ: الرَّغِيْبُ البطن، قال:

قد عَلِمَ القَوْمُ بَنُو طَرِيْفْ ... أنَّكَ شَيْخٌ صَلِفٌ ضَعِيْفْ

هَجَفْجَفٌ لِضِرْسِهِ حَفِيْفْ

والهَجْفَةُ: الناحية النديَّة، قال:

سارُوا جَميعاً حِذَارَ الكَهْلِ فاكْتَنَعُوا ... بينَ الإيَادِ وبين الهَجْفَةِ الغَدِقَهْ

هجنفالهَدَفُ: كل شيء مرتفع من بناء أو كثيب رمل أو جبل، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنّه كان إذا مرَّ بهدف مائل أو صدف مائل أسرع المَشي. ومنه سُمِّي الغرض هدَفاً، وبه شُبِّه الرجل العظيم، قال أبو ذُؤيبٍ الهُذلي:

إذا الهَدَفُ المِعْزَابُ صَوَّبَ رَأْسَهُ ... وأعْجَبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ

وقال السُّكري: الهَدف من الرجال: الثقيل النوم الوَخْم الذي لا خير فيه.

وقال ابن عبّاد: تدعى النعجة للحلب فيقال: هَدَفْ هدفْ.

وفي النوادر: هل هدَفَ إليكم هادِفٌ أو هَبَشَ هابشٌ؟: يَسْتخبره هل حدث ببلده أحد سوى من كان به.

ويقال: جاءت هادِفةٌ من ناس وداهِفَةٌ: أي جماعة.

والهِدْفَة: القِطْعة من الناس والبيوت، مثل الخِبْطة، يُقيمون في مواضعهم.

وقال ابن عبّاد: هَدَفوا إلى موضع كذا: دخلوا إليه.

وهَدَفَ للخمسين: قارَبها.

وهَدَفَ يَهْدِفُ: كَسِلَ وضَعُفَ.

وقال غيره: الهِدْفُ - بالكسر - : الجَسيْم.

وأهْدَفَ على التل: أشْرَف عليه.

وامرأة مُهْدِفَة: أي لَحِيْمَة.

وأهْدَفَ إليه: لَجأ.

وقال شَمِر: الإهْدَافُ: الدُّنوُّ من الشيء والاستقبال له والانْتِصاب، يُقال: أهْدَفَ القومُ: إذا قَرُبُوا.

وأهْدَفَ له الشيء: إذا اعْرَض واسْتَدَفَّ، كالهَدَفِ للرّامي. ومنه قول عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنه - : لقد أهْدَفْتَ لي يوم بدر فَصِفْتُ عنك، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : لكنك لو أهْدَفْتَ لي لم أصِف عنك. ومنه حديث الزّبير: أنه اجتمع هو وعمرو بن العاص - رضي الله عنهما - في الحِجر، فقال الزُّبير: أما والله لقد كُنت أهْدَفْت لي يوم بدر لكني استبقيتُك لمثل هذا اليوم، نفقال عمرو: وأنت والله نلقد كُنت أهدفْت لي وما يَرني أن لي مثل ذلك بفَرَّتي منك. وقال بعضهم: لمّا أهْدَفَتْ لي الكُوفة نزلت ولمّا أهْدَفَتْ لهم تَفرقوا.

وكَفَلٌ مُهْدِفٌ: إذا صار كالهَدَفِ في عِظَمه وعِرضه، وأنشد ابن السكِّيت:

لها جَمِيْشٌ مُهْدِفٌ مُشْرِفٌ ... مِثْلُ سَنَامِ الرُّبَعِ الكاعِرِ

واستَهْدَفَ: أي انتصب، قال جُبَيْهاء الأشجعي:

وحتّى سَمِعْنا خَشْفَ بيضاءَ جَعْدَةٍ ... على قَدَمَيْ مُسْتَهْدِفٍ مُتقاصِرِ

وقال النابغة الذبياني يصف الرّكب:

وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ ... رابي المَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ

وشيء مُستهْدِف: أي عَرِيض.

والتركيب يدل على انتِصاب وارتفاع..

هذرفابن عبّاد: إبل هَذَارِيف: أي سِرَاع، جمْع هُذْرُوْفٍ. والهَذْرَفَةُ: السّرْعَة.

هذفأبو عمرو: الهَذّافُ: السريع، وقد هَذَفَ يَهْذِفُ هُذُوْفاً: إذا أسْرَع، وسائق هَذّاف: أي جادٌّ، وأنشد:

يُبْطِرُ ذَرْعَ السّائقِ الهَذّافِ ... بِعَنَقٍ من فَوْرِهِ زَرّافِ

وفَرَس هَذِف: أي سريع. وجاء مُهْذِفاً ومُهْذِباً: أي سريعاً.

هرجفابن عبّاد: الهِرْجَفُّ: الرجل الخَوّار.

هرشفالهِرْشَفَّةُ: قطعة خِرْقَة أو كِسَاء يُنَشَّفُ بها ماء المطر من الأرض ثم تُعْصَر في الجُفِّ، وذلك في قلة الماء، قال:

أفْلَحَ مَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ ... ونَشْفَةٌ يَمْلأُ منها كَفَّهْ

وقال آخر:

كُلُّ عَجُوْز رَأْسُها كالكِفَّهْ ... تَحْمِلُ جُفَّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ

وقال أبو عُبيد: بعضهم يقول: الهِرْشَفَّةُ من نَعت العجوز وهي الكبيرة.

وقال الليث: يقال لصُوْفَةِ الدَّواة إذا يَبِسَتْ: هِرْشَفَّة، وقد هَرْشَفَتْ واهْرَشَّفَتْ.

وقال أبو خَيْرَة: التَّهَرْشُف: التَّحَسِّي قليلاً قليلاً، والأصل التَّرَشُّف، فزِيدَت الهاء. وكذلك الشَّهْرَبَة للحُوَيْضِ حول أسفل النخلة، والأصل فيها الشَّرَبة، فزيدت الهاء.

هرصف

 

ابن عبّاد: هِرْصِيْفٌ: اسم من أسماء الرِّجال.

هرفالليث: الهَرْفُ: شِبْه الهَذيان من الإعجاب بالشيء، تقول: ففلان يَهْرِف بفلان نَهاره كلّه. وفي الحديث: أنّ رُفْقَةً جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يَهْرِفُوْنَ بصاحب لهم ويقولون: يا رسول الله ما رأينا مثل فلان ما ِرنا إلاّ كان في قراءة ولا نزَلنا إلاّ كان في صِلاة.

ومنه المثل: لا تَهْرِفُ بما لا تَعْرِف.

ويقال لبعض الباع: يَهْرِف، لكثرة صوته.

وقال ابن الأعرابي: الهَرْفُ: مَدح الرجل على غير خِبْرة.

وقال غيره: أهْرَفَ الرجل وأحْرَفَ: إذا نمى ماله.

وقال بعضهم: أهْرَفَتِ النّخلة: أي عجَّلَتْ أتاءها. وقال أبو حاتم في كتاب النخلة: هَرَّفَتْ تَهْرِيْفاً.

قال: ويقال رأيت قوْماً يُهَرِّفُونَ في الصّلاة: أي يُعَجِّلون. وقال ابن فارس: ما أُرى هذه الكلمة صحيحة.

هرنفابن عبّاد: المَرأة المُهَرْنِفَة: الضعيفة في صوتها وبُكائها.

قال: وهَرْنَفَ الرجل: وهو ضَحِك في ضَعْف.

هزرفابن دريد: ظَلِيْم هُزْرُوْف وهُزارِفٌ - وزاد ابن عبّاد - : هِزْرَوْف؛ مِثال بِرْذَوْن - : وهو السريع الخفيف. وقال الأصمعي: هَزْرَفَ في عَدْوِه: أي أسرع.

وقال أبو عمرو: الهِزْرِفَةُ - بالكسر - والهِزْرَوْفَةُ - مثال بِرْذَوْنَة - : النّاب الكبيرة والعجوز.

هزفابن دريد: هَزَفَتْه الريح - في بعض اللغات - : إذا اسْتَخَفَّتْه.

والهِزَفُّ والهِجَفُّ من الظّلمان: الريع الخفيف، وهي لُغة ربيعة. وقيل: هو الجافي. وقيل: هو الطويل الرِّيش. ويقال: النّافِر.

هطفابن السكِّيت: باتت السماء تَهْطِف هَطْفاً: أي تَمْطُرُ. قال: والهَطِفُ - مثل كَتِفٍ - : المطر الغزير، قال عَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع:

مُجْرَنْثِماً لعداهُ باتَ يَضْرِبُهُ ... منه الرُّضابُ ومنه المُسْبِلُ الهَطِفُ

وبنو الهَطِفِ - مثال كَتِف - : حي من العرب من كنانة. وقيل: من بني أد؛ وكانوا أول من نَحَت هذه الجِفان وكانوا حُلفاء في كِنانة، قال أبو خَراشٍ الهُذليّ يرثي دُبيَّة السُّلَمي:

لو كانَ حَيّاً لَغاداهُمْ بِمُتْرَعَةٍ ... فيها الرَّواوِيْقُ من شِيْزى بَني الهَطِفِ

وقال ابن عبّاد: هَطَفَ الرّاعي يَهْطِفُ هَطْفاً: إذا احتلَبَ فتسْمَع هَطْفَ الحليب وحَفيْفَه.

والهُطَيْفُ - مَصَغّراً - : حِصن باليمن في جبل واقِرَة.

هففابن دريد: هَفَّتِ الريح تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيْفاً: إذا سَمِعت صوت هُبوبها.

وسحابة هِفٌّ - بالكر - : لا ماء فيها. وكذلك شُهْدَة هِفٌّ: لا عل فيها، وأنشد:

لا رَعْىَ إلاّ في يَبِيْسٍ قَفِّ ... تَحْتَ سَمَاحِيْقَ وجِلْبٍ هِفِّ

والهِفُّ - أيضاً - : الزرعُ يُؤخّر حَصادُه فيَنتثِر حَبّه.

والهِفُّ - أيضاً - : الدَّعامِيْصُ الكبار؛ عن المُبَرَّد، جمْع هِفّة. وفي الحديث: كان بعض العُبّاد يُفْطر كلّ ليلة على هِفّة يَشْويْها.

والهِفُّ - أيضاً - والهَفُّ: سمك صِغار.

وقال ابن عبّاد: الهِفُّ: الخفيف من الرجال.

وقال الليث: موضِع من البَطِيحَة كثير القَصْباء فيه مُخْتَرق للسُّفُن يُسمى: زُقاقَ الهَفَّةِ.

وحمار هَفّافٌ: أي طيّاش. ومنه حديث الحسن البصري: أنه ذكر الحجّاج فقال: ما كان إلاّ حِماراً هَفّافاً.

والظِّلُّ الهَفّاف: غير ظليل، وقيل: الساكن، وقيل: البارد.

وجناح هَفّافٌ: خفيف الطيران، قال عمرو بن أحمر الباهليّ يصِف بيْضَ النَّعام:

يَظَلُّ يَحُفَّهُنَّ بِقَفْقَفَيْهِ ... ويَلْحَفُهُنَّ هَفّافاً ثَخِيْنا

أي يُلْبِسُهن جَناحاً، وجعله ثَخينا لتراكب الريش عليه.

وقميص هَفّاف: أي رقيق شفاف، والهَفّافُ: البرّاق، ورجل هَفّافُ القميص.

وقول ذي الرُّمّة:

وأبْيَضَ هَفّافِ القَمِيْصِ أخْذْتُهُ ... " فجِئْتُ بِهِ للقَوْمِ مُعْتَصِباً َضمرا "

" يعني الفُؤاد؛ أي الجِلْدة التي على الفُؤاد " .

والرِّيح الهُفّافَة: السّاكِنة الطَّيِّبة.

 

وفي حديث علي - رضي الله عنه - أنه قال في قوله تعالى: )أنْ يَأتِيَكُمُ التّابُوْتُ فيه سَكِيْنَةٌ من رَبِّكم( قال: لها وجْه كَوْجه الإنسان؛ ثم هي بعد ريح هَفّافَةٌ. أي سريعة المرِّ في هبوبها.

والهَفِيْفُ: سرعة السير، قال ذو الرُّمة:

إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قُلْتُ غَنِّنا ... بخَرْقاءَ وارْفَعْ من هَفِيْفِ الرَّواحِلِ

ورجل هَفْهَافٌ: ضامر البطن.

وقميص هَفْهَافٌ: كَهَفّافٍ.

وريش هَفْهَافٌ: غير كثيف.

والهَفْهَافُ: العطشان.

واليَهْفُوْفُ واليَأْفُوْفُ: الجَبان، ويقال: الحديد القلْب؛ والقفز من الأرض.

وجارية مُهَفَّفَة ومُهَفْهَفَة: خَمِيْصَة البطن الدقيقة الخَصِر، قال امرؤ القيس:

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفَاضَة ... تَرَائبُها مَصْقُوْلَةٌ كالسَّجَنْجَلِ

وقال ابن الأعرابي: هَفْهَفَ الرجل: إذا مكَشَقَ بدنه فصار كأنه غصن يميد ملاحة.

وقول عمرو بن احمر الباهلي يصف امرأة:

كَبَيْضَةِ أُدْحيٍّ بوَعْسِ خَمِيْلَةٍ ... يُهَفْهِفُها رَأْلٌ بجُؤْشُوْشِهِ صَعْلُ

أي يُحركها ويدفعها ليُفْرج عن الرَّأْل.

وقال ابن عبّاد: الاهتِفاف: بريق السراب؛ والدَوي في المسامع.

والتركيب يدل على خِفّة وسرعة في سير وصوت.

هقفابن عبّاد: الهَقَفُ ؟بالتحريك - : قِلة شهوة الطعام.

هكفابن دريد: الهَكْفُ ؟زعموا - : السرعة في العَدو والمَشي، ومنه بناء هَنْكَفٍ: وهو موضع، والنون زائدة. وقال مَرّة: الكَهْف زعموا.

هلغفابن الفَرَجِ: سمعت زائدة: الهِلَّغْفُ ؟مثال جِرْدَحْلٍ - : المُضطرب الخَلْقِ.

هلفالهِلَّوْفُ: العظيم الجافي، قال قيس بن عاصم المِنْقَريُّ ؟رضي الله عنه - يرد على امرأته منْفوسة بنت زيد الفوارس بن حُصين بن ضرار الضَّبيِّ قولها:

أشْبِهْ أبي أو أشْبِهاً أباكا ... أمّا أبيفلن تَنالَ ذاكا

تَقْصُرُ عن تَنَالَهُ يَداكا

أرادت: أن تناله. فقال قيس:

أشْبِهْ أبا أبيكَ أو أشْبِهْ عَمَلْ ... ولا تَكُونَنَّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ

يُصْبِحُ في مَضْجَعِهِ قد انْجَدَلْ ... وارْقَ إلى الخَيْراتِ زَنْأً في الجَبَلْ

وقال ابن الأعرابي: الثقيل البطيء الذي لا غناء عنده. وقال الأموي: الهِلَّوْف: الرجل الكبير الهَرِم. وقال الليث: الهِلَّوْف: الكَذُوب من الرجال.

والهِلَّوفُ: اللِّحية الضخمة.

وقال ابن دريد: الهَلَفُ: فعلمُمات، ومنه اشتِقاق رجل هِلَّوْف: وهو الكثير الشَّعَرِ الجافي.

ولِحية هِلَّوْفَة: كثيرة الشعر، وأنشد غيره:

هِلَّوْفَةٌ كأنَّها جُوَالِقُ ... نَكْدَاءُ لا باركَ فيها الخالِقُ

لها فُضُوْلٌ ولها بَنَائقُ

وقال ابن فارس: الهِلَّوْفُ: الجمل الكبير؛ واليوم الذي يستُر غَمامه شمسه.

وقال ابن عبّاد: الهِلَّوْفَة: العجوز.

ورجل هُلْفُوفٌ: كثير شعَرِ الرَّأس واللحية.

والتركيب يدل على كِبر وضِخَمٍ.

هلقفابن عبّاد: الهِلَّقْفُ ؟مثال جِرْدَحْلٍ - : الفَدْم الضّخمُ.

هنفالإهْنَافُ: ضحك فيه فُتُور كضحك المُسَتهزِئِ.

وقال الأصمعي: أهْنَفَ الصَّبي: وهو مِثل الإجْهَاشِ وهو التَّهَيُّؤُ للبُكاء.

وقال غيره: الإهْنَافُ والتَّهْنِيْفُ: الإسراع، يقال: أقْبَلَ مُهْنِفاً ومُهَنِّفاً.

والتَّهَانُف: ضَحك فيه فُتور كضحك المُسْتَهْزِئ؛ مثل الإهْنَاف، قال الكُمَيْت:

مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَيْنِ بَيْضاءُ كاعِبٌ ... تَهَانَفُ للجُهّالِ منهم وتَلْعَبُ

وأنشد الليث:

إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأهْلِهِ ... حَدِيثَ الرَّنا فَصَّلْنَهُ بالتَّهانُفِ

قال أبو ليلى: الرَّنا ها هنا: اللَّهو. وكذلك المُهانَفَةُ والهِنَافُ، وأنشد:

نَغُضُّ الجُفُوْنَ على رِسْلِها ... بِحُسْنِ الهِنَافِ وخَوْنِ النَظَرْ

وهذا نَعت في ضَحك النساء لا يُوصف به الرِّجال. وقال الأصمعي: المُهَانَفَةُ: المُلاعَبَةُ.

هوفالهُوْفُ ؟بالضم - : الريح الحارة، وقال ابن دريد: البارِدَة، قالت أمّ تأبَّطَ شراً تُؤبِّنُه: وابْنَاه ليس بِعُلْفُوْفْ؛ تَلُفَّهُ هُوْفْ؛ حَشى من صُوْف.

 

والهُوْفُ ؟أيضاً - : الرجل الأحمق. وقال ابن دُريد: رجل هُوْفٌ: إذا كان جباناً لا خير فيه.

وقال ابن عبّاد: الهُوْف: نحو سِحَاءِ البَيْض.

والتركيب يدل على الخِفَّة.

هيفالهَيْفُ: الريح الحارة تأتي من قِبل اليمن؛ وهي النَّكْباء التي تجري بين الجنوب والدَّبُور من تحت مجرى سُهيل، قال ذو الرُّمّة:

وصَوَّحَ البَقْلَ نَأّجٌ تَجِيءُ بِهِ ... هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ

وفي المثل: ذهبت هَيْفٌ لأدْيانِها. وإنما جمَع الأديان لأن الهَيْفَ اسم جِنْس، وجاء باللاّم على مَعنى إلى؛ أي رَجعت إلى عاداتها. وقال أبو عُبد: الهَيْفُ السَّموم وقولهم: لأديانها؛ أي لعادَتِها، وعادَتُها أن تُجَفِّفَ كل شيء وتُيَبِّسه. يُضرب عند تَفَرق كل إنسان لشأنه، وقيل: يُضرب لكل من لزم عادته ولم يُفارِقها.

والهافَةُ من النُّوْقِ: التي تعطش سريعاً، وهي من الياء، وكذلك المِهْيَافُ.

وقال الليث: المِهْيَاف: الذي قد هافَتْ إبِلُه، قال عمرو:

إذا المِهْيَافُ ذو الإبِلِ اجْتَواها ... وأعْرَضَ مِشْيَةَ الجَمَلِ المُغِدِّ

وقال الأصمعي: رجل مُهْيَافٌ: سريع العطش، قال الشَّنْفَرى:

ولَسْتُ بِمِهْيَافٍ يُعَشّي سَوَامَهُ ... مُجَدَّعَةً سُقْبانُهاوهيَ بُهَّلُ

وقال ابن عبّاد: المِهْيَافُ من افبل: المِعْنَاقُ.

ورجل هَيْفانُ: أي عطشان.

والهَيَفُ ؟بالتحريك - : ضُمْرُ البطن والخصِرة، وقد هَيِفَ هَيَفاً. وهافَ يَهافُ هَيْفاً: لغة في هَيِفَ هَيَفا؛ وهي لغة تميم. وامرأة هَيْفَاءُ، وفرس هَيْفَاءُ، وقوم وخيل هِيَفٌ.

وقال ابن عبّاد: يقال للعبد إذا ابق: هافَ يَهاف؛ أي يستقبل الرِّيح، وكذلك الإبل، وهي إبل هائِفَة.

وقال غيره: أهَافَ القوم: أي عَطِشَت إبلُهم، قال:

وقد أهَافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا

وتَهَيَّفَ الرجل: من الهَيْفِ، كما يقال تَشَتّى: من الشتاء.

واهْتَافَ: أي عَطِش.

والتركيب يدل على حرارة وعطش؛ ثم يُستعار ذلك.

يسفابن السكِّيت: اليَسَفُ: ذُباب، وأنشد لعَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِيِّ بن الرِّقاع يَمدح مُرَيَّ بن ربيعة بن مسعود الكلبي:

حتّى أتَيْتُ مُرَيّاً وهو مُنْكَرِسٌ ... كاللَّيْثِ يَضْرِبُهُ في الغابَةِ اليَسَفُّ

ويروى: " السَّعَفُ " وهما بمعنى، قال: ولم نَسمع بهذين إلاّ في هذا الشعر، قال: ولعلّهما يكونان لُغة لهؤلاء القوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج1وج2. فقط كتاب المفصل في صنعة الإعراب أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري

  ج1وج2.كتاب  المفصل في صنعة الإعراب أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري    *مقدمة المؤلف   قال الاستاذ الإمام الأجل فخر خوارزم رئيس ...