آخر الصحاح {للجوهري {ج12 ج13.}
ثم الاخر} كتاب : الصحاح في اللغة الجوهري
النهْيُ: خلاف الأمر. ونَهَيْتُهُ عن كذا فانْتَهى عنه وتَناهى، أي كَفَّ. وتَناهَوْا عن المنكر، أي نهى بعضهم بعضاً. ويقال: إنه لأمورٌ بالمعروف نَهُوٌّ عن المنكر. وفلانٌ ماله ناهِيَةٌ، أي نَهْيٌ. والنُهْيَةُ بالضم: واحدة النُهى، وهي العُقول، لأنها تَنْهى عن القبيح. والنِهْيُ بالكسر: الغديرُ في لغة أهل نجد، وغيرهم يقوله بالفتح. وتَناهى الماءُ، إذا وقَف في الغدير وسكَن. وتَنْهِيَةُ الوادي: حيث يَنْتَهي إليه الماء من حروفه، والجمع التَناهي. ونُهاءُ الماء بالضم: ارتفاعه. وقال ابن الأعرابي: النُهاءُ القوارير والزُجاج. ويقال: هم نُهاءُ مائةٍ ونِهاءُ مائةٍ أيضاً، أي قدر مائةٍ. والإنهاءُ: الإبلاغ. وأنْهَيْتُ إليه الخبر فانْتَهَى وتَناهى، أي بلغ. والنِهايَةُ: الغايةُ. يقال: بلغ نِهايَتَهُ. والنُهْيَةُ بالضم أيضاً مثلُه. ويقال: هذا رجلٌ ناهيكَ من رجل، ونَهْيُكَ من رجلٍ، ونَهاكَ من رجلِ، وتأويله أنه بجدِّه وغَنائه يَنْهاكَ عن تَطَلُّبِ غيره. وهذه امرأةُ ناهِيَتُكَ من امرأة، تذكر وتؤنّث، وتثنَّى وتجمع، لأنه اسم فاعل. وإذا قلت نَهْيُكَ من رجلٍ كما تقول حَسبُك من رجل لم تُثَنِّ ولم تجمع، لأنه مصدر. وتقول في المعرفة: هذا عبد الله ناهيكَ من رجل، فتنصب ناهيكَ على الحال. وجَزورٌ نَهِيَّةٌ، أي ضخمةٌ سمينةٌ. ويقال: طلبَ الحاجة حتَّى نَهِيَ عنها أي تركها، ظفِرَ بها أو لم يظفر.
نوأناءَ يَنوءُ نَوْءًا: نَهَضَ بِجَهْدٍ ومَشَقَّةٍ. وناءَ: سَقط وهو من الأضداد. ويقال ناءَ بالحِمْلِ، إذا نهض به مُثْقَلاً؛ وناءَ به الحِمْلُ، إذا أثْقَله. والمرأةُ تَنوءُ بها عَجيزَتُها أي تُثْقِلُها، وهي تَنوءُ بعجيزَتِها أي تنهض بها مُثْقَلَةً. وأناءهُ الحِمْلُ، مثل أناعَهُ، أي أثْقَلَهُ وأمالَهُ، كما يقال ذَهبَ به وأذْهَبَهُ بمعنًى. وقوله تعالى: " ما إنَّ مفاتِحَهُ لَتَنوءُ بالعُصْبَةِ " . قال الفراء: أي لَتُنيءُ بالعُصبَةِ: تُثْقِلُها. والنَوْءُ: سُقوطُ نَجمٍ من المنازلِ في المغربِ مع الفجرِ وطُلوعُ رِقيبهِ من المشرقِ يُقابلُه من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثةَ عشَرَ يوماً، وهكذا كلُّ نجم منها إلى انقضاء السَنَةِ، ما خَلا الجَبهةَ فإنَّ لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيد: ولم نسمع في النَوْءِ أنه السقوطُ إلا في هذا الموضع. وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرد إلى الساقط منها. وقال الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مُطِرْنا بِنَوْءٍ كذا. والجمع أنْواءٌ ونُوآنٌ أيضاً.قال حسان بن ثابت:
ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنَّا بها ... إذا قَحَطَ القَطْرُ نوآنُها
وناوَأتُ الرَّجُلَ مُناوَءةً ونِواءً: عادَيْتُه. يقال: إذا ناوَأتَ الرِجالَ فاصْبرْ. وربَّما لم يهمز وأصله الهمز، لأنه من ناءَ إليك ونُؤْتَ إليه، أي نهض نَهَضْتَ إليه. ابن السكيت: يقال له عِندي ما ساءهُ وناءهُ، أي أثْقَلَهُ، وما يَسوءهُ ويَنوءهُ. وأناءَ اللحمَ يُنيئُهُ إناءةً، إذا لم يُنضجهُ، وقد ناءَ اللحمُ يَنيءُ نَيْاً، فهو لحمٌ نيءٌ بالكسر مثال نيعٌ، بيِّن النُيوءِ والنُيوءةِ. وناءَ الرجلُ: لغةٌ في نَأى إذا بَعُدَ. قال الشاعر:
مَنْ إنْ رآكَ غَنيًّا لانَ جانِبُه ... وإنْ رآكَ فَقيراً ناءَ واغْتَرَبا
نوبناب عنّي فلانٌ ينوب مَناباً، أي قام مقامي. وانتاب فلانٌ القوم انتياباً، أي أتاهم مرة بعد أخرى. وأناب إلى الله، أي أقبل وتاب. والنَوبة: واحدة النُوَبِ؛ تقول: جاءت نَوْبتُك ونِيابتك. وهم يتناوبون النوبةَ فيما بينهم، في الماء وغيره. والنُوبَةُ بالضم: الاسم من قولك نابَهُ أمرٌ وانتابه، أي أصابه. والنائبة، المصيبة، واحدة نوائبِ الدهر. والنوبُ: النحل، وهو جمع نائب. ابن السكيت: النَوْبُ بالفتح: القُرْبُ، خلاف البُعد. قال أبو ذؤيب:
أرِقْتُ لذِكرِهِ من غير نَوْبٍ ... كما يهتاجُ مَوشِيّ قشيبُ
ويقال: النَوْبُ ما كان منك مسيرة يومٍ وليلة؛ والقَرَبُ ما كان منك مسيرة ليلة؛ وأصله في الوِرْدِ. قال لبيد:
إحدى بَني جعفرٍ كَلِفْتُ بها ... لم تمْسِ مِني نَوْباً ولا قَرَبا
والحُمَّى النائبة: التي تأتي كل يوم.
نوت
النَواتيُّ: الملاَّحون في البحر خاصّة، وهو من كلام أهل الشام، واحدهم نوتيٌّ.
نوحالتَناوُحُ: التقابل. يقال: الجبلان يتناوحان. ومنه سميت النَوائِحُ؛ لأن بعضهنَّ يقابل بعضا. وكذلك الرياح إذا تقابلت في المهبّ، لأن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويناسج. وكل ريح استطالت أثراً فهبَّتْ عليه ريح طولاً فهي نَيِّحَتُه، فإن اعترضته فهي نَسيجَتُه. وناحَتْ المرأة تَنوحُ نَوْحاً ونِياحاً؛ والاسم النِياحَةُ. ونساءٌ نَوْحٌ وأنْواحٌ، ونُوَّحٌ، ونَوائحُ، ونائِحاتٌ. يقال: كنَّا في مَناحَةِ فلان. وتَنَوَّحَ الشيء تَنَوُّحاً، إذا تحرك وهو متدل.
نوخأنَخْتُ الجمل فاسْتَناخَ: أبركته فبرك. وتَنَوَّخَ الجملُ الناقةَ: أناخها ليسفَدَها. وقولهم: نَوَّخَ اللهُ الأرضَ طَروقةً للماء، أي جعلها مما تُطيقه.
نورالنورُ: الضياءُ، والجمع أنْوارٌ. والنورُ أيضاً: النُفَّرُ من الظباء. قال مُضَرِّسٌ الأسديُّ، وذكَرَ الظباء وأنَّها قد كَنَسَتْ في شدة الحر:
تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتَّى كأنها ... من الحَرِّ تُرْمَى بالسكينةِ نورُها
ونسوةٌ نورٌ، أي نُفَّرٌ من الريبة. وفرسٌ وَديقٌ نَوارٌ، إذا اسْتَوْدَقَتْ وهي تريد الفحلَ، وفي ذلك منها ضَعفٌ تَرْهَبُ عن صولة الناكح. وتقول: نُرْتُ من الشيء أنورُ نَوْراً ونِواراً، بكسر النون. قال العجاج:
يَخْلِطْنَ بالتَأنّسِ النِوارا
ونُرْتُ غيري، أي نفّرته. وأنارَ الشيءُ واسْتَنارَ بمعنًى، أي أضاء. والتَنْويرُ: الإنارةُ. والتَنْويرُ: الإسْفارُ. وتَنْويرُ الشجرةِ: إزْهارُها. يقال نَوَّرَتِ الشجرةُ وأنارَتْ أيضاً، أي أخرجت نَوْرَها. والنارُ مؤنّثة، وهي من الواو، لأن تصغيرها نُوَيْرَةٌ، والجمع نورٌ ونيرانٌ. وقولهم: ما نارُ هذه الناقة؟ أي ما سِمَتُها؟ وفي المثل: " نِجارُها نارُها " . يقال: بينهم نائِرةٌ، أي عداوة وشَحْناء. وتَنَوَّرَتُ النار من بعيد: تَبَصَّرْتُها. وتَنَوَّرَ الرجل: تَطَلَّى بالنُورَةِ. والنَوورُ: النَيْلَجُ، وهو دُخان الشَحم يعالج به الوشم حتَّى يخضرّ. وقد نَوَّرَ ذراعَه، إذا غرزها بإبرة ثم ذرَّ عليها النَوورَ. والنُوَّارُ بالضم والتشديد: نَوْرُ الشجرِ، الواحدة نُوَّارَةٌ. والمَنارُ: عَلَمُ الطريق. والمَنارَةُ: التي يؤذَّن عليها. والمَنارَةُ أيضاً: ما يوضع فوقها السِراج، وهي مَفْعَلةٌ من الاستنارة، بفتح الميم، والجمع المَناوِرُ بالواو، لأنه من النورِ. ومن قال مَنائِرُ وهمز فقد شبَّه الأصلي بالزائد.
نوسالنَوْسُ: تذبذبُ الشيء. وقد ناسَ يَنوسُ، وأناسَهُ غيره. ونُسْتُ الإبل أنوسُها نَوْساً: سُقْتُها. ورجلٌ نَوَّاسٌ بالتشديد، إذا اضطرب واسترخى. والناسُ قد يكون من الإنسِ ومن الجنّ، وأصله أناسٌ فخفِّف. قال الشاعر:
أنَّ المَنايا يَطَّلِعْ ... نَ على الأُناسِ الآمِنينا
نوشقال ابن السكيت: يقال للرجل إذا تناول رَجلاً ليأخذ برأسه ولحيته: ناشَهُ يَنوشُهُ نَوْشاً. قال: ومنه المُناوَشَةُ في القتال، وذلك إذا تدانى الفريقان. ورجلٌ نَؤُوشٌ، أي ذو بطش. والتَناوُش: التناولُ. والانْتِياشُ مثله. وقوله تعالى: " وأنَّى لهم التَناوُشُ من مَكانٍ بعيدٍ " يقال: أنَّى لهم تناول الإيمان في الآخرة وقد كَفروا به في الدنيا. ويقال: نُشْتُهُ خيراً، أي أنَلْتُهُ.
نوصالنوْصُ: التأخر. يقال: ناصَ عن قِرْنِهِ يَنوصُ نَوْصاً ومَناصاً، أي فرَّ وراغ. وقال الله تعالى: " ولاتَ حين مَناصٍ " ، أي ليس وقت تأخُّرٍ وفِرارٍ. والمَناصُ، أيضاً: الملجأ والمفرّ. والنَوْصُ، الحمار الوحشي. واسْتَناصَ، أي تأخر. وقولهم: ما به نَويصٌ، أي قوةٌ وحَراكٌ. وناوَصَ الجَرَّة، أي مارسها.
نوضناضَ فلانٌ يَنوضُ نَوْضاً: ذهب في البلاد، وأيضاً تأخَرَّ ونكَص. ونضْتُ الشيءَ، إذا عالجته لتنزِعه، مثل الغصن والوتد ونحوه. والنَوْضُ: وُصْلَةُ ما بين عجُزِ البعير ومتنِهِ.
نوطناطَ الشيءَ يَنوطُهُ نَوْطاً، أي علّقه. والنَوْطُ: جُلَّةٌ صغيرة فيها تمر تُعَلَّق من البعير. قال النابغة الذبياني يصف قطاةً.
حَذَّاءُ مُدْبِرَةً سَكَّاءُ مُقْبِلَةً ... للماء في النَحْرِ منها نَوْطَةٌ عَجَبُ
والنَوْطَةُ: ورمٌ في نحر البعير وأرْفاغِهِ يقال نِيطَ البعير، إذا أصابه ذلك. والنَوْطَة: الحِقْدُ. قال ابن أحمر:
ولا عِلْمَ لي ما نَوْطَةٌ مُسْتَكِنّةٌ ... ولا أيُّ من عادَيْتُ أسْقى سِقائِيا
والنَوْطُ: ما بين العَجُزِ والمَتْن. وكلُّ ما عُلِّقَ من شيء فهو نَوْطٌ. وفي المثل: " عاطٍ بغير أنْواطٍ " ، أي يتناول وليس هناك شيءٌ معلَّقٌ. وهذا نحو قولهم: كالحادي وليس له بعيرٌ. والأنْواطُ: المَعاليقُ. والأنْواطُ: ما نُوِّطَ على البعير إذا أوقِرَ. والتَنْواطُ: ما يُعَلَّق من الهودج يُزَيَّنُ به. ويقال نَوْطَةٌ من طلح، كما يقال عيصٌ من سدرٍ، وأيكةٌ من أثلٍ. وانْتاطَ، أي بَعُدَ. وفلانٌ منِّي مَناطَ الثريا، أي في البُعد. ونِياطُ المَفازة: بُعدُ طريقها، فكأنَّها نيطَتْ بمفازةٍ أخرى لا تكاد تنقطع. والنِياطُ: عِرْقٌ عُلِّق به القلبُ من الوَتينِ، فإذا قطع مات صاحبه. وهو النَيْطُ أيضاً. ومنه قولهم: " رماه الله بالنَيْطِ " ، أي بالموت. ويقال للأرنب: مُقَطَّعَةُ النِياطِ، كما قالوا: مقِطَّعةُ الأسحارِ. ونياطُ القوسِ: مُعَلَّقها. والنائطُ: عرقٌ في الصُلب ممتدٌّ يُعالج المصفورُ بقطعه. والتَنَوُّطُ: طائرٌ، ويقال أيضاً التُنَوِّطُ. قال الأصمعي: إنَّما سمِّي تَنَوُّطاً لأنه يدلِّي خيوطاً من شجرةٍ ثم يفرّخ فيها، الواحدة تَنَوُّطَةٌ.
نوعالنَوْعُ أخصُّ من الجنس. وقد تَنَوَّعَ الشيء أنْواعاً. والنُوعُ: إتباعٌ للجوع. والنائِعُ: إتباعٌ للجائع. يقال: رجلٌ جائعٌ نائعٌ. وإذا دَعَوا عليه قالوا: جوعاً نوعاً. وقومٌ جياعٌ نِياعٌ.وزعم بعضهم أن النُوعَ العطشُ، والنائِع العطشانُ. ويقال: رماه الله بالجوع والنوعِ. قال دريد ابن الصمة:
لَعَمْرُ بَني شِهابٍ ما أقاموا ... صُدورَ الخيلِ والأسَلَ النِياعا
يعني الرماح العِطاشَ. والاسْتِناعَةُ: التقدُّمُ في السير.
نوفالنَوْفُ: السنامُ. والجمع أنْوافٌ. ونافَ الشيء يَنوفُ، أي طال وارتفع.
نوقالناقَةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك، لأنها جُمِعَت على نوقٍ، وقد تُجْمَعُ على أنْيُقٌ، أيانقَ. نِياقٍ. وبعيرٌ مُنَوَّقٌ، أي مذلَّلٌ مروَّضٌ. وناقة مُنَوَّقةٌ. والنَوَّاقُ من الرجال: الذي يروض الأمور ويُصلحها. وتَنَوَّقَ في الأمر، أي تأنَّقَ فيه. وبعضهم لا يقول تَنَوَّقَ. والاسم منه النيقَةُ. وفي المثل: " خَرْقاءُ ذاتُ نيقَةٍ " ، يضرب للجاهل بالأمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة ويتأنّق في الإرادة. والانْتياقُ مثل الانتقاء.
نوكالنوكُ بالضم: الحمقُ. والنَواكَةُ: الحماقةُ. ورجلٌ أنْوَكُ ومَسْتَنْوِكٌ، أي أحمق. وقومٌ نَوْكى ونوكٌ أيضاً على القياس. وقد أنْوَكْتُهُ، أي وجدتُه أنْوَكَ. وقالوا: ما أنْوَكَهُ، ولم يقولوا أنْوِكْ به، وهو قياسٌ.
نولأبو عمرو: المِنْوالُ: الخشبُ الذي يَلُفُّ عليه الحائك الثوبَ، وهو النَوْلُ أيضاً، وجمعه أنْوالٌ. ويقال: للقومِ إذا اسْتَوَتْ أخلاقُهُم: هُم على مِنوالٍ واحدٍ. ورَمَوْا على مِنْوالٍ واحدٍ، أي على رِشْقٍ واحدٍ. ويقال: لا أدري على أيِّ مِنْوالٍ هوَ، أي على أيِّ وجهٍ هو. وقولهم: نَوْلُكَ أن تَفْعَل كذا، أي حَقكَ وينبغي لكَ. وأصله من التَناوُلِ، كأنّك قلتَ: تناوُلُكَ كذا وكذا. وما نَوْلُكَ أن تفعلَ كذا، أي ما ينبغي لكَ. والنَوالُ: العطاءُ. والنائِلُ مثلَهُ. يقال: نُلْتُ له بالعَطيًّة أنولُ نَوْلاً، ونُلْتُهُ العَطيَّةَ. ونَوّلْتُهُ: أعطيتهً نَولاً. قال وضَّاح اليمن:
فما نَوَّلَتْ حتَّى تَضَرَّعَتُ عِنْدَها ... وأنْبَأتُها ما رَخَّصَ الله في اللَمَمْ
يعني التقبيل. ابن السكيت: رجلٌ نالٌ: كثيرُ النَوالِ ورجلانِ نالانِ، وقومٌ أنْوالٌ. وناولْتُهُ الشيءَ فتَناولَهُ. وقول لبيد:
جَزِعْتُ ولَيْسَ ذلك بالنَوالِ
أي الصواب.
نوم
النَوْمُ معروف. وقد نامَ يَنامُ فهو نائِمٌ. والجمع نِيامٌ، وجمع النائِمِ نُوَّمٌ على الأصل، ونُيَّمٌ على اللفظ. ويقال: يا نَوْمانُ، للكثير النوم، ولا تقل رجل نَوْمانُ، لأنه يختص بالنداء. وأنَمْتُهُ ونَوَّمْتُهُ بمعنًى. وأخذه نُوامٌ بالضم، إذا جعل النومُ يعتريه وتَناوَمَ: أرى من نفسه أنَّه نائِمٌ وليس به، ونُمْتُ الرجلَ بالضم، إذا غلبتَه بالنَوم لأنَّك تقول ناوَمَهُ فَنامَهُ يَنومُهُ. ونامَتِ السوقُ: كسَدت. ونامَ الثوبُ: أخلقَ. واسْتَنامَ إليه، أي سكن إليه واطمأن. ورجلٌ نومَةٌ بالضم ساكنة الواو، أي لا يؤبه له. ورجلٌ نُوَمَةٌ بفتح الواو، أي نَؤُومٌ، وهو الكثير النوم. وإنّه لحسن النيمَةِ بالكسر. والمَنامَةُ: ثوبٌ يُنامُ فيه، وهو القطيفة. قال الكميت:
عليه المنامةُ ذات الفُضولِ ... من الوَهْنِ والقَرْطَفُ المُخْمَلُ
وقال آخر:
لكلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أصيرُ
أي متقارب. وربَّما سمِّوا الدكَّان مَنامَةً. وليلٌ نائِمٌ، أي يُنامُ فيه، كقولهم: يومٌ عاصفٌ، وهَمٌّ ناصبٌ، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه. والنِيم: الدَرَجُ التي تكون في الرمل إذا جرَتْ فيه الريح. قال ذو الرمّة:
حتَّى انجلى الليلُ عنها في مُلَمَّعَةٍ ... مِثْلِ الأديمِ لها من هَبْوَةٍ نيمُ
والنيمُ: الفرو الخلق.
نونالنونُ: الحوت، والجمع أنْوانٌ ونينانٌ. والنونُ: شفرة السيف. قال الشاعر:
بِذي نونَينِ قصَّالٍ مِقط
وتقول: نوَّنتُ الاسم تَنْويناً. والتنْوينُ لا يكون إلا في الأسماء.
نوهناهَ الشيءُ يَنوهُ: ارتفع، فهو نائِهٌ. ونَوَّهْتُهُ تَنْويهاً، إذا رفعتَه. ونَوَّهْتُ باسمه، إذا رفعتَ ذِكرَه. وناهَتْ نفسي، أي قَوِيَتْ. وناهَ النباتُ: ارتفع.
نوىنَوَيْتُ نِيّةً ونَواةً، أي عزَمتُ. وانْتَوَيْتُ مثله. وتقول: نَواكَ الله، أي صحِبَك في سفرك وحفِظك. قال الشاعر:
يا عمْرو أحْسِنْ نواكَ اللهُ بالرَشَدِ ... واقرأ سلاماً على الذَلفاءِ بالثَمَدِ
ونَوَّيْتُهُ تَنْوِيَةً، أي وكلته إلى نيَّته. ونويك: صاحبُك الذي نِيَّتُهُ نِيَّتُكَ. ولي في بني فلانٍ نِيَّةٌ، أي حاجة. والنِيَّةُ أيضاً والنَوى: الوجه الذي يَنْويهِ المسافر من قُرِبٍ أو بُعد. وانْتَوى القومُ منزلاً بموضع كذا وكذا. واستقرتْ نَواهُم، أي أقاموا. والنَواةُ: خمسة دراهم. وناواهُ، أي عاداه. وأكلت التمر فنَوَيْتُ النَوى وأنّوَيْتُهُ، إذا رميتَ به. وجمع نَوى التمرِ أنْواءٌ. ونَوَتِ الناقة، أي سمِنتْ، تَنْوي نِوايَةً ونَيًّا فهي ناوِيَةٌ. وجملٌ ناو وجِمالٌ نِواءٌ. وإبلٌ نَوَوِيَّةٌ، إذا كانت تأكل النَوى. والنَيُّ: الشحمُ.
نيبالناب من السِنِّ، والجمع أنياب ونُيوبٌ أيضاً على غير قياس. ونابَهُ يَنيبُهُ، أي أصاب نابَهُ. ونَيَّبَ سهمَه، أي عجم عودَه وأثَّر فيه بنابه. ونابُ القومِ: سيِّدهُم. والناب: المُسِنَّة من النوق، والجمع النيبُ. وفي المثل: " لا أفعلُ ذلك ما حَنَّتِ النيبُ " . تقول منه: نَيّبتِ الناقة، أي صارت هرمة.
نيرالنيرُ: عَلَمُ الثوبِ، ولُحمَتُهُ أيضاً، فإذا نُسِجَ على نَيرَيْنِ كان أصفَق وأبقى. تقول: نِرْتُ الثوبَ أنيرُهُ نَيْراً، وكذلك أنَرْتُ الثوب. ورجلٌ ذو نيرَيْنِ، أي قوّتُهُ وشدَّتُه ضِعْفُ شدَّةِ صاحبه. ونيرُ الفدان: الخشبة المعترضة في عنق الثورين، والجمع النيرانُ والأنْيارُ. ونيرُ الطريق: ما يتَّضح منه.
نيفالنَيْفُ: الزيادةُ، يخفف ويشدّد. ونَيَّفَ فلانٌ عل السبعين، أي زاد. وقصرٌ نِيافٌ، وناقةٌ نِيافٌ، وجملٌ نِيافٌ، أي طويلٌ في ارتفاعه. قال امرؤ القيس:
نِيافاً تَزِلُّ الطيرُ عن قُذُفاتِهِ ... يَظَلُّ الضَبابُ فوقه قد تَعَصَّرا
وأنافَ على الشيء، أي أشرف. وأنافَتِ الدراهمُ على المائة، أي زادت.
نيكرجلٌ نائِكٌ من النيْكِ، ونَيَّاكٌ شدّد للكثرة.
نيلنالَ خيراً يَنالُ نَيْلاً، أي أصاب. والأمر منه نَلْ بفتح النون، وإذا أخبرتَ عن نفسِك كَسَرتَهُ.
حرف الهاء
هأهأ
الأموي: هَأْهَأْتُ بالإبلِ، إذا دَعَوْتَها للعلَفِ فقُلتَ: هِئْ هِئْ. وجأجَأتُ بها للشربِ والاسم الهِئُ والجِئُ.
هببهَبَّ من نَومه يَهُبُّ، أي استيقظ. وأهببته أنا. وهبَّت الريح هُبوباً وهَبيباً، أي هاجت. والهَبوبَةُ: الريح التي تثير الغَبَرَة؛ وكذلك الهَبوبُ والهَبيبُ. تقول: من أين هَبَبْتُ يا فلان؟ كأنك قلت: من أين جئت؟ أي من أين انتبهت لنا. وهَبَّ فلانُ يفعل كذا، كما تقول: طفِق يفعل كذا. وهَبَّ البعيرُ في السير هِباباً، أي نشِط. قال لبيد:
فلها هِبابٌ في الزمامِ كأنَّها ... صَهباءُ راح مع الجَنوب جَهامُها
وهززت السيفَ والرمحَ فَهَبَّ هَبَّةً. وهَبَّته: هِزَّتُهُ ومَضاؤه في الضريبة، وهو سيف ذو هَبَّةِ. ويقال أيضاً: عِشْنا بذلك هَبَّةَ من الدهر، أي حِقبة، كما يقال سَبَّة. قال الأصمعي: الهَبَّةُ أيضاً: الساعة تَبْقى من السَحَر. والهِبَّةُ بالكسر: هِياج الفحل. تقول: هَبَّ التيسُ يَهِبُّ بالكسر هَبيباً وهِباباً، إذا نَبَّ للسِفادِ. واهْتَبَّ مثله. وهو مِهبابٌ ومُهْتَبٌّ. قال الأصمعي: يقال ثوبٌ هَبائِبُ وخَبائِبُ، إذا كان متقطِّعاً. وتهبَّب الثوبُ: بَليَ. ويقال لقِطَعِ الثوب هِبَبٌ.
هبتالهَبيتُ: الجبان الذاهبُ العقل. قال طرفة:
فالهَبيتُ لا فؤاد له ... والثَبيتُ قَلْبُهُ قِيَمُهْ
وقد هُبِتَ الرجلُ أي نُخِبَ. ورجل مَهْبوتُ الفؤادِ، وفي عقله هَبْتَةٌ، أي ضعفٌ. وهَبَتَهُ يَهْبِتُهُ هَبْتاً، أي ضربه.
هبجالهَبَجُ كالوَرَمِ يكون في ضَرعِ الناقة. تقول: هَبَّجَهُ تَهْبيجاً فَتَهَبَّجَ، أي وَرَّمَهُ فتورَّمَ. ورجلٌ مُهَبَّج: ثقيل النفْس. وهَبَجه بالعصا هَبْجاً، أي ضَرَبَه.
هبخالهَبَيَّخَةُ: الجارية التارَّةُ الممتلئة. والغلامُ هَبَيَّخٌ؛ وهو فَعَيَّلٌ، مشددة الياء.
هبدالهَبيدُ: حَبُّ الحنظلِ. والتَهَبُّدُ: أخذُهُ وكسرُه. يقال للظليم: هو يَتَهَبَّدُ، إذا استخرج ذلك ليأكله. والاهْتِبادُ: أن تأخذ حَبَّ الحنظلِ وهو يابسٌ وتجعلَه في موضعٍ وتصبَّ عليه الماء وتدلكه ثم تصبَّ عنه الماء، وتفعلَ ذلك أياماً حتَّى تذهب مرارتُه، ثم يدقُّ ويُطبخ.
هبرالهَبيرُ: ما اطمأنَّ من الأرض، وكذلك الهَبْرُ، والجمع هُبورٌ. يقال: هي الصُحون بين الروابي. والهَبْرَةُ: القطعة من اللحم. وقد هَبَرْتُ له من اللحم هَبْرَةً، أي قطعت له قِطعة. وقد هَبِرَ الجمل بالكسر يَهْبَرُ هَبَراً، فهو هَبِرٌ وأهْبَرُ، إذا كان كثير اللحم. يقال: بعيرٌ هَبِرٌ وَبِرٌ، أي كثير الوبر والهَبَرِ، وهو اللحم، والناقةُ هَبِرَةٌ وهَبْراءُ. والهَوْبَرُ: القرد الكثير الشعر، وكذلك الهَبَّارُ. وقال:
سَفَرَتْ فقلت لها هَجٍ فتبرقعَتْ ... وذكَرْتُ حين تبرقعت هَبَّارا
ويقال: في رأسه هِبْرِيَّةٌ، وهو الذي يكون في الشعر مثل النُخالة.
هبرزالهِبْرِزِيُّ: الأُسْوارُ من أساورة الفُرْسِ. قال ثعلب: كلُّ جميلٍ وسيمٍ عند العرب هِبْرِزِيٌّ.
هبرقالهِبْرَقيُّ: الحدّادُ، والصائغُ.
هبشالهَبْشُ: الجمعُ والكسبُ. يقال: هو يَهْبِشُ لعياله، ويَتَهَبَّشُ فهو هَبَّاشٌ. قال رؤبة:
أغْدو لِهَبْشِ المَغْنَمِ المَهْبوشِ
سيداً كَسيدِ الرَدْهَةِ المبغوشِ
والهُباشَةُ مثل الحُباشَةِ، وهي ما جمع من الناس والمال.
هبصالهَبَص: النشاطُ. قال الراجز:
ما زالَ شَيْبانُ شديداً هَبَصُهْ
وقد هبصَ فهو هَبِصٌ.
هبطهَبَطَ هُبوطاً: نزل. وهَبَطَهُ هَبْطاً، أي أنزله، يتعدَّى ولا يتعدّى. يقال: اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً، أي نسألك الغِبْطَةَ ونعوذ بك أن نَهْبِطَ عن حالنا. وأهْبَطْتُهُ فانْهَبَطَ. وهَبَطَ ثمنُ السلعة، أي نقص. وهَبَطْتُهُ أنا وأهْبَطْتُهُ أيضاً. وقولهم: هَبَطَ المرضُ لحمَه، أي هَزَلَهُ. والهَبوطُ: الحَدورُ. والهَبيطُ من النوق: الضامرُ.
هبع
الهُبَعُ: الفصيلُ الذي نُتِجَ في آخر النِتاج. يقال: ما له هُبَعٌ ولا رُبَعٌ. والأنثى هُبَعَةٌ، والجمع هُبَعاتٌ. وقد هَبَعَ الفصيلُ يَهْبَعُ هَبْعاً، إذا مد عنقه. ويقال: الحُمُرُ كلها تَهْبَعُ في مشيتها، أي تمدُّ عنقها.
هبغهَبَغَ يَهْبَغُ هُبوغاً، أي نام.
هبقعالهَبَنْقَعَةُ: قعودُ الرجل على عُرقوبَيْه قائماً على أطراف أصابعه.والهَبَنْقَعُ: المزهوُّ الأحمقُ الذي يحبُّ محادثَة النساء. واهْبَنْقَعَ الرجل، إذا جلس الهَبَنْقَعَةَ. وهي جِلْسَة الهَبَنْقَعِ.
هبلالهَبَلُ بالتحريك: مصدر قولك: هَبِلَتْهُ أمُّه، أي ثَكَلتْهُ. والإهْبالُ: الإثْكال. والهبولُ من النساء: الثَكول. والمَهْبِلُ: أقصى الرَحِم، ويقال: طريق الوَلدِ، وهو ما بين الظبيَةِ والرَحمِ. والهِبَلُّ، مثال الهِجَفِّ: الثقيل المسنُّ من الناس والإبل. وقد هبّلَهُ اللَّحْمُ، إذا كثُرَ عليه وركِبَ بعضه بعضاً، وأهْبَلَهُ. يقال: رجل مُهَبَّلٌ. قال أبو كبير:
فشَبَّ غَيْرَ مُهَبَّل
ويقال: هو المُلَعَّنُ. وقالت عائشة رضي الله عنها في حديث الإفكِ: " والنِّساءُ يَومئذٍ لا يُهبِّلُهنَّ اللحْمُ " . والاهْتبالُ: الاغْتنامُ، والاحْتيالُ والاقتصاصُ. يقال: اهْتَبَلْتُ غَفْلتَه. قال الكميت:
وعاثَ في غابرٍ منها بِعَثْعَثَةٍ ... نحرَ المكافئ والمكثورُ يَهْتَبل
والهَبَّالُ: الصَيَّادُ الذي يَهْبِلُ الصيدَ، أي يغترَّه. قال ذو الرمّة:
أو مُطْعَمُ الصَيدِ هَبَّالٌ لِبُغْيَتِهِ ... ألفى أباه بِذاكَ الكَسْبِ يكتسِبُ
وذِئْبٌ هَبِلٌ: مُحتالٌ.
هبلعالهِبْلَعُ: الأكولُ.
هبنيقالهِبْنيقُ: الوصيفُ. قال لبيد:
والهَبانيقُ قِيامٌ مَعَهُم ... كُلُّ مَلْثومٍ إذا صُبَّ هَمَلْ
هباالهَباءُ: الشيء المُنْبَثُّ الذي تراه في البيت من ضوء الشمس. والهَباءُ أيضاً: دُقاقُ التراب. ويقال له إذا ارتفع: هَبا يَهْبو هَبْواً، وأهْبَيْتُهُ أنا. والهَبْوَةُ: الغَبَرَةُ. قال رؤبة:
تَبْدو لنا أعْلامُهُ بعد الغَرَقْ
في قِطَعِ الآلِ وهَبْواتِ الدُقَقْ
وموضعٌ هابي التراب، أي كأن ترابه مثل الهَباءِ في الرِقّة. قال هَوْبَرٌ الحارثيّ:
تَزَوَّدَ مِنَّا بين أذْنَيْهِ ضَرْبَةٌ ... دَعَتْهُ إلى هابي الترابِ عقيمِ
والهابي: تُرابُ القَبْرِ. والهَبِيُّ والهَبِيَّة: الجاريةُ الصغيرةُ. وهَبي: زجرٌ للفرس، أي تَوَسَّعي وتَباعَدي.
هتأتَهَتَّأَ الثوبُ: تَقَطَّع وبَليَ.
هتتقال الأصمعي: يقال للرجل إذا كان جيِّدَ السِياقِ للحديث: هو يسرده سرداً ويَهُتُّهُ هَتًّا. ورجل مِهَتٌّ وهتَّاتٌ، أي خفيفٌ كثير الكلام.
هترالهِتْرُ بالكسر: السَقَط من الكلام. يقال: هِتْرٌ هاتِرٌ، وهو توكيد له. قال أوس بن حجر:
يُراجِعُ هِتراً من تُماضِرَ هاتِرا
والهِتْرُ أيضاُ: العَجبُ والداهية. يقال للرجل إذا كان داهياً: إنَّه لَهِتْرُ أَهْتارٍ. وأُهْتِرَ الرجل فهو مُهْتَرٌ، أي صار خَرِفاً من الكِبَرِ. وفلانٌ مُسْتَهْتَرٌ بالشراب، أي مولع به لا يبالي ما قيل فيه. وتَهاتَرَ الرجلان، إذا ادَّعى كل واحد منهما على صاحبه باطلاً.
هتفالهَتْفُ: الصوتُ. يقال: هَتَفَتِ الحمامةُ تَهْتِفُ هَتْفاً. وهَتَفَ به هُتافاً، أي صاح به. وقوسٌ هتَّافَةٌ وهَتَفى، أي ذات صوت.
هتكالهَتْكُ: خرقُ السترِ عما وراءه. وقد هَتَكَهُ فانْهَتَكَ. وهَتَّكَ الأستار، شدِّد للكثرة. والاسم والهُتْكَةُ بالضم. وتَهَتَّكَ، أي افتضح.
هتلالتَهْتالُ، مثل التَهْتانِ. يقال: هَتَلَتِ السماءُ هَتْلاً وهَتَلاناً وتَهْتالاً. وسحائبُ هُتَّلٌ.
هتمالهَتْمُ: كسرُ الثنايا من أصلها. يقال: ضربَهُ فهَتَمَ فاهُ، إذا ألقى مقدَّم أسنانه. ورجلٌ أهْتَمُ بيِّن الهَتَمِ. وتَهَتَّمَتْ أسنانه، أي تكسَّرت. والهُتامَةُ: ما تَهَتَّمَ من الشيء، أي تكسَّر منه.
هتملالهَتْمَلَةُ: الكلامُ الخفيُّ. وقد هَتْمَلَ.
هتن
التَهْتانُ: نحوٌ من الديمَةِ. وقال النضر بن شُميلٍ: التَهْتان: مطر ساعةٍ ثم يفتُرْ ثم يعود. يقال: هَتَنَ المطر والدمع يَهْتِنُ هَتْناً وهُتوناً وتَهْتاناً، إذا قَطَرَ متتابعاً. وسحابٌ هاتِنٌ، وسحائبُ هُتَّنٌ، مثل راكِعٍ ورُكَّعٍ. وسحابٌ هَتونٌ، والجمع هُتُنٌ، مثل عمودٍ وعُمُدٍ.
هتاهاتِ يا رجل، أي أعطِ. وللمرأة هاتي. والمُهاتاةُ: مُفاعَلَةٌ منه. وما أُهاتيكَ، أي ما أنا بمعطيك.
هثمهَثَمَ له من ماله، كما تقول كَثَمَ. والهَيْثَمُ: فرخُ العقاب، ومنه سمِّي الرجل هَيْثَماً. والهَيْثَمُ: الكثيب الأحمر.
هثهثالهَثْهَثة: الاختلاط. يقال: هَثهثَتِ السحابة بقطرها وثلجها، أي أرسلته بسرعة. وهَثْهَثَ الوالي: ظلم.
هجأأبو زيد: هَجَأَ غَرَثي. سكن. وأهْجا طعامكم غَرَثي: قطعه. وأنشد:
وأخْزاهُمُ ربِّي ودلَّ عليهم ... وأطعَمَهُمْ من مَطْعَمٍ غيرِ مُهْجِئِ
هججهجَّجَتْ عينُهُ: غارت. وعينٌ هاجَّةٌ، أي غائرةٌ. والهَجيجُ: الوادي العميق. وهَجيج النارِ: أجيجها؛ مثل هَراق وأراق. وركب فلانٌ هَجاجَ غير مجرًى، وهَجاج أيضاً مثل قَطان، إذا ركب رأسه. قال الشاعر وهو المتمرِّس بن عبد الرحمن الصحاريّ:
فلا يَدَعُ اللئامُ سبيلَ غَيٍّ ... وقد رَكِبوا على لَوْمي هَجاجِ
قال الأصمعيّ: تقول للناس إذا أردتَ أن يكفُّوا عن الشيء: هَجاجَيْك وهذاذَيْك، على تقدير الاثنين. ورجلٌ هَجاجَةٌ، أي أحمق. وهج مخفَّف: زجرٌ للكلب، يسكَّن وينوَّن، كما يقال: بَخٍ وبَخْ. قال الشاعر:
سَفَرَتْ فقلتُ لها هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ ... وذكرتُ حينَ تبَرْقَعَتْ هَبَّارا
هجدهَجَدَ وتَهَجَّدَ، أي نام ليلاً. وهَجَدَ وتَهَجَّدَ، أي سهر، وهو من الأضداد. ومنه قيل لصلاة الليل: التَهَجُّدُ. والتَهْجيدُ: التنويم. قال لبيد:
قال هَجِّدْني فقد طال السُرى
وقَدَرْنا إنْ خَنا الدهرِ غَفَلْ
ابن السكيت: أهْجَدَ البعيرُ، إذا ألقى جِرانَهُ بالأرض.
هجرالهَجْرُ: ضد الوصل. وقد هَجَرَهُ هَجْراً وهِجْراناً. والاسم الهِجْرَةُ. والمُهاجرة من أرضٍ إلى أرضٍ: تركُ الأولى للثانية. والتَهاجُرُ: التقاطعُ. والهَجْرُ أيضاً: الهَذَيانُ. وقد هَجَرَ المريض يَهْجُرُ هَجْراً، فهو هاجِرٌ والكلام مَهْجورٌ. قال أبو عبيد: يروى عن إبراهيم ما يثبِّتُ هذا القول في قوله تعالى: " إنَّ قومي اتَّخَذوا هذا القرآن مَهْجوراً " ، قال: قالوا فيه غير الحق. ألم ترَ إلى المريض إذا هَجَرَ قال غير الحقّ. والهُجْرُ بالضم: الاسم من الإهْجارِ. وهو الإفْحاشُ في المنطق، والخَنا. قال الشماخ:
كماجِدَةِ الأعْراقِ قال ابن ضَرَّةٍ ... عليها كلاماً جارَ فيه وأَهْجَرا
وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغي. ورماه بهاجِراتٍ ومُهْجِراتٍ، أي بفضائح. والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصف النهار عند اشتداد الحرّ. قال ذو الرمّة:
وبَيْداءَ مِقْفارٍ يكاد ارتكاضُها ... بآل الضُحى والهَجْرُ بالطرفِ يَمْصَحُ
تقول منه: هَجَّرَ النهارُ. قال امرؤ القيس:
فدعْها وسلِّ الهَمَّ عنك بجَسْرَةٍ ... ذَمولٍ إذا صام النهارُ وهَجَّرا
ويقال: أتينا أهلنا مُهْجِرينَ، كما يقال: مؤصلينَ، أي في وقت الهاجِرَةِ والأصيلِ. والتهجيرُ والتَهَجُّرُ: السير في الهاجرةِ. وتَهَجَّرَ فلان، أي تشبَّه بالمهاجرينَ. وفي الحديث: " هاجروا ولا تَهَجَّروا " . الفراء: يقال ناقةٌ مُهْجِرَوٌ، أي فائقةٌ في الشحم والسير. وبعيرٌ مُهْجِرٌ. ويقال: هو الذي يتناعَتُهُ الناسُ ويَهْجرونَ بذكره، أي ينعتونه. وهذا أَهْجَرُ من هذا، أي أكرمُ. يقال في كلِّ شيء. والهَجيرُ: يبيسُ الحمضِ الذي كسرته الماشية. وهُجِرَ، أي تُرِكَ. قال ذو الرمّة:
ولم يبقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ له ... من الرُطْبِ إلاَّ يَبْسُها وهَجيرُها
والهَجيرُ: الهاجِرَةُ. والهَجيرُ: الحوض الكبير. والهِجِّيرُ، مثال الفِسِّيقِ: الدأب والعادةُ. وكذلك الهِجِّيرى والإهْجيرى. يقال: ما زال ذاك هِجِّيراهُ وإهْجيراهُ وإجْرِيَّاهُ، أي عادته ودأبه. الأصمعيّ: الهِجارُ: حبل يشدُّ في رسغ رِجل البعير، ثم يشدُّ إلى حَقِوِهِ إن كان عُرياناً، فإن كان مرحولاً شدَّ في الحَقَبِ. تقول منه: هَجَرْتُ البعيرَ أهْجُرُهُ هَجْراً. وهِجارُ القوس: وترُها. ويقال: المَهْجور الفحلُ يشدُّ رأسه إلى رجله.
هجرسالهِجْرِسُ بالكسر: الثعلبُ. ويقال: الهَجارِسُ جميع ما تعسَّسَ من السباع ما دون الثعلب وفوق اليربوع.
هجرعالهِجْرَعُ: الطويلُ.
هجسالهاجسُ: الخاطرُ. يقال: هَجَسَ في صدري شيءٌ يَهْجِسُ، أي حَدَثَ. والهَجْسُ: النبأةُ تسمعها ولا تفهمها.
هجعالهُجوعُ: النومُ. والتَهْجاعُ: النومةُ الخفيفةُ. قال أبو قيس ابن الأسلت:
قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رأسي فما ... أطعمُ نوماً غير تَهْجاعِ
وهَجيعٌ من الليل وبعد هدأة من الليل، مثل هَزيعٍ. وهَجَّعَ القومُ تَهْجيعاً، أي نَوَّموا. ويقال: أتيت فلاناً بعد هَجْعَةٍ، أي بعد نومةٍ خفيفة من أوَّل الليل. والهِجْعَةُ منه كالجِلسة من الجلوس. ويقال: رجلٌ هُجَعَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، وهُجَعٌ، ومِهْجَعٌ، للغافل عمَّا يراد به، الأحمقُ. وأصله من الهُجوعِ. وهَجَعَ جوعَه مثل هَجَأَ، إذا انكسر ولم يشبع. وأهْجَعَ فلانٌ غَرَثُهُ، إذا سكَّنَ ضَرَمُهُ، مثل أهجأَ.
هجفالهِجَفُّ من النعام ومن الناس: الجافي الثقيلُ. قال الكميت:
هو الأضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شجاعَةً ... وفيمن يُعاديه الهِجَفُّ المُثَقَّلُ
هجلالهَجْلُ: غائطٌ بين الجبالِ مطمئنٌّ. وهَجَّلَ به تَهْجيلاً: أسمعه القبيح وشتمه. وهَجَلَ بالقصبة وغيرها، إذا رمى بها. والهَوْجَلُ من الإبل: السريعةُ، مثل الهوجاءِ. والهَوْجَلُ: الرجلُ الأهْوج. وقال:
سُهُداً إذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ
والهوجلُ: الفلاةُ لا أعلامَ بها. الأصمعيّ: الهوجل: الأرض تأخذ مرَّةً هكذا ومرَّةً هكذا. قال جندلٌ:
والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ
كأنَّه بالصَحْصُحانِ الأنْجَلِ
قُطْنٌ سُخامٌ بأيادي غُزَّلِ
هجمهَجَمْتُ على الشيء بغتة أهْجُمُ هُجوماً، وهَجَمْتُ غيري يتعدَّى ولا يتعدَّى. وهَجَمَ الشتاءُ: دخل. وهَجَمَتْ عينه، أي غارت. الأصمعيّ: هَجَمْتُ ما في ضرع الناقة، إذا حلبت كل ما فيه. وهَجَمْتُ البيتَ هَجْماً، أي هدَمته. وريحٌ هَجومٌ: تقلع البيوتَ والثُمامَ. وانْهَجَمَتْ عينه: دمعت. والهَجْمُ: القدحُ الضخمُ. وقال:
فتملأُ الهَجْمَ عفواً وهي وادعةٌ ... حتَّى تكاد شِفاه الهَجْمِ تَنْثَلِمُ
أبو عبيد: الهَجْمَةُ من الإبل: أوَّلها الأربعون إلى ما زادت. وهُنَيْدَةُ: المائة فقط. وهَجْمَةُ الشتاء: شدَّة برده. وهَجْمَةُ الصيف: حرّه. أبو عمرو: الهَجيمَةُ من اللبن: أن تحقنه في السقاء الجديد ثم تشربه ولا تمخضه. والهَيْجُمانَةُ: الدُرَّةُ.
هجنالهِجانُ من الإبل: البيضُ. وقال عمرو ابن كلثوم:
هِجانِ اللون لم تقرأ جَنينا
ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع. يقال: بعيرٌ هجانٌ، وناقةٌ هِجانٌ، وإبلٌ هِجانٌ، وربَّما قالوا: هَجائنُ. قال عمرو بن أحمر:
كأنَّ على الجِمالِ أوانَ خفَّتْ ... هَجائنَ من نعاج أوارَعينا
وأرضٌ هِجانٌ: طيِّبة التُرب مَرَبٌّ. وامرأةٌ هِجانٌ: كريمةٌ. وقال الأصمعيّ في قول عليٍّ رضوان الله عليه:
هذا جَنايَ وهِجانُهُ فيه
وكلُّ جانٍ يده إلى فِيهْ
يعني خياره. اليزيدي: هو هِجانٌ بيِّن الهَجانة، ورجلٌ هَجينٌ بيِّن الهُجْنَةِ. والهُجْنَةُ في الناس والخيل، وإنَّما تكون من قبل الأمّ، فإذا كان الأب عتيقاً والأمُّ ليست كذلك كان الولد هَجيناً. والهاجِنُ: الصبيَّة تُزوَّج قبل بلوغها. وكذلك الصغيرة من البهائم. وفي المثل: " جلَّت الهاجِنُ عن الولد " ، أي صغُرت، و " جلَّت الهاجِنُ عن الرِفْدِ " ، وهو القدح الضخم. وقال ابن الأعرابي: جلَّتِ العلبة عن الهاجِنِ، أي كبرت. ويقال: هَجَّنَهُ، أي جعله هَجيناً. وتَهْجينُ الأمر أيضاً: تقبيحه. واهْتُجِنَتِ الجاريةُ، إذا وطئتْ وهي صغيرة. والمُهْتَجِنَةُ: النخلة أوَّل ما تلقح.
هجنعالهَجَنَّعُ بتشديد النون: الطويل الضخم عن الأصمعيّ. قال ذو الرمّة يصف ظليماً:
هَجَنَّعٌ راحَ في سوداءَ مُخْمِلَةٍ ... من القَطائفِ أعلى ثوبِهِ الهُدَبُ
هجهجقولهم: هَجْهَجَ: زجرٌ للغنم، مبنيٌّ على الفتح. وهَجْهَجْتُ بالسَبُعِ، أي صِحْتُ به وزجرته ليكُفَّ. قال لبيد:
أو ذو زَوائدَ لا يُطاقُ بأرضه ... يغشى المُهَجْهِجَ كالذَنوبِ المُرسلِ
وهَجْهَجَ الفحلُ في هديره. والهَجْهاجُ: النَفور.
هجاالهِجاءُ: خلاف المدح. وقد هَجَوْتُهُ هَجْواً وهِجاءً وتَهْجاءً. قال الجعديّ:
دَعي عنكِ تَهْجاءَ الرجالِ وأَقْبِلي
فهو مَهْجُوٌّ. ولا تقل هَجَيْتُهُ. وبينهم أُهْجُوَّةٌ وأُهْجيَّةٌ يتَهاجَوْنَ بها. والمرأة تَهْجو زوجها، أي تذمّ صحبتَه. وهَجَوْتُ الحروف هَجْواً وهِجاءً، وهَجَّيْتُها تَهْجِيَةً، وتَهَجَّيْتُ، كلُّه بمعنًى.
هدأهَدَأَ هَدْءاً وهُدوءاً: سكَنَ. وأَهْدَأَهُ: سَكَّنَهُ، يقال: هَدَّأْتُ الصبيَّ، إذا جعلتَ تضربَ عليه بكفِّك وتسكِّنه لينام، وأَهْدَأْتُهُ إهْداءً. قال عدي بن زيد:
شَئِزُّ جَنْبي كأنِّي مُهَدَّأٌ ... جَعَلَ القَيْنَ على الدَفِّ إبَرْ
الأصمعيّ: يقال تركتُ فلاناً على مُهَيْدِئَتِهِ، أي على حالتِهِ التي كان عليها، تصغير المَهْدَأَةِ. ورجلٌ أَهْدَأُ، أي أحْدَبُ بيِّنُ الهَدَأ. قال الراجز:
أَهْدَأُ يَمْشي مِشيَةَ الظَليمِ
وأتانا فلان وقد هَدَأَتِ الرِجْلُ، أي بعد ما سكن الناس بالليل، وأتانا وقد هَدَأَتِ العيونُ، وأتانا فلان هُدوءا، إذا جاء بعد نَوْمَةٍ؛ وبعد هُدْءٍ من الليل، أي بعد هَزيع من الليل؛ وبعد ما هَدَأَ الناس، أي ناموا.
هدبالهُدْبَةُ: الخَمْلَةُ، وضم الدال لغةٌ فيه. وهُدْبُ الثوب وهُدَّاب الثوب: ما على أطرافه. ودِمَقْس مُهَدَّبٌ، أي ذو هُدَّابٍ. وهُدُبُ العين: ما نبَتَ من الشعر على أشفارها. والأهدب: الرجل الكثير أشفارِ العين. والهَدَبُ، بالتحريك: كلُّ ورقٍ ليس له عَرْضٌ، كورق الأثل، والسَرو، والأرْطى، والطَرفاء؛ وكذلك الهُدَّابُ. وقال الشاعر:
في كناسٍ ظاهرٍ يَسْتُرُهُ ... من عَلُ الشَفَّانَ هُدَّابُ الفَنَنْ
وهُدَّابُ النخل: سَعَفه. وهَدَبَ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً: احتلبها بمعنًى وهَدَبَ الثمرة، أي اجتناها. والهيدب: العَيِيُّ الثقيلُ. وهيدبُ السَحاب: ما تهدَّبَ منه إذا أراد الوَدْقَ، كأنَّه خيوط. قال أوس بن حجر:
وانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الأرض هَيْدَبُهُ ... يكاد يدفعُه مَنْ قام بالراحِ
هدبدالهُدابِدُ: اللبن الخاثر جدًّا. والهُدَبِدُ مقصورٌ منه. ويقال: بعينه هُدَبدٌ، أي عمشٌ.
هدجالهَدَجانُ: مِشية الشيخ. وقد هَدَجَ يَهْدِجُ. وهَدَجَ الظَليمُ، إذا مشى في ارتعاشٍ، فهو هَدَّاجٌ وهَدَجْدَجٌ. والهَدَجَةُ: حَنين الناقة على ولَدها. وقد هَدَجَتْ، فهي مِهْداجٌ. وكذلك الريحُ التي لها حَنين. قال أبو وَجْزَةَ السعديّ يصف حُمُر الوحش:
حتَّى سَلَكْنَ الشَوى منهنَّ في مَسَكٍ ... من نسْلِ جَوَّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ
لأنَّ الريح تستدرُّ السحاب وتُلقِحه فيمطر، فالماء من نسلها. والهَوْدَجُ: مركبٌ من مراكب النساء مُضَبَّبٌ وغير مُضَبَّبٍ. وتَهَدَّجَتِ الناقةُ: تَعَطَّفَتْ على ولدها. وتَهَدَّجَ الصوت: تَقَطّعُهُ في ارتعاش.
هدد
هَدَّ البناءَ يَهُدُّهُ هَدًّا: كسره وضعضعه. وهَدَّته المصيبة: أي أوهنتْ ركنَه. الأصمعيّ: يقال: فلانٌ يُهَدُّ، على ما لم يسمّ فاعله، إذا أُثنيَ عليه بالجَلَد والقوَّة. وتقول: مررتُ برجلٍ هدَّكَ من رَجلٍ، معناه أثْقَلَكَ وصْفُ محاسنِه. وفيه لغتان: منهم مَنْ يُجريه مجرى المصدر فلا يؤنِّثه ولا يثنِّيه ولا يجمعه، ومنهم من يجعله فعلاً فيثنِّي ويجمع. تقول: مررت برجل هَدَّكَ من رجلٍ، وبامرأة هَدَّتْكَ من امرأة، وبرجلين هَدَّاكَ، وبرجالٍ هَدُّوكَ، وبامرأتين هَدَّتاكَ، وبنسوةٍ هَدَدْنَكَ. وانْهَدَّ الجبل، أي انكسر. وقولهم: ما هَدَّهُ كذا، أي ما كسره كذا. والتهديدُ: التخويف. وكذلك التَهَدُّدُ. قال الأصمعيّ: الهَدُّ: الرجل الضعيف. يقول الرجل للرجل إذا أوعدَهُ: إنِّي لَغَيْرُ هَدٍّ، أي غير ضعيف. وقال ابن الأعرابي: الهَدُّ من الرجال: الجواد الكريم، وأمَّا الجبان الضعيف فهو الهِدُّ بالكسر. والهَدَّةُ: صوت الحائط ونحوه. تقول منه: هَدَّ يَهِدُّ بالكسر، هَديداً. والهادُّ: صوت يسمعه أهل الساحل يأتيهم من قِبَلِ البحر له دويٌّ في الأرض، وربَّما كانت معه الزلزلة. ودَويُّه: هَديدُهُ.
هدرهَدَرَ دمه يَهْدِرُ هَدْراً، أي بَطَلَ. وأَهْدَرَ السلطان دَمَهُ، أي أبطله وأباحه. وهَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً، أي غَلا. قال الأخطل يصف خمراً:
كُمَّتْ ثلاثةَ أحوالٍ بطِينها ... حتَّى إذا صَرَّحَتْ من بعد تَهْدارِ
وذهب دم فلان هَدْراً وهَدَراً بالتحريك، أي باطلاً ليس فيه قَوَدٌ ولا عَقْلٌ. ويقال أيضاً: بنو فلان هَدَرَةٌ بالتحريك، أي ساقطون ليسوا بشيء. ورجلٌ هُدَرَةٌ، أي ساقطٌ. وضربه فهَدَرَتْ رِئَتُهُ تَهْدِرُ هُدوراً، أي سقطتْ. وهَدَرَ الحمامُ هَديراً، أي صوَّت. وهَدَرَ البعير هَديراً، أي ردَّد صوته في حنجرته. وإبلٌ هَوادِرٌ. وكذلك هَدَّرَ تَهْديراً. والهادِرُ: اللبن إذا خثُر أعلاه وأسفله. وجوفٌ أَهْدَرُ، أي منتفخٌ. وهَدَرَ العَرْفَجُ، أي عظُم نباتُه.
هدعهِدَعْ: كلمةٌ يُسَكَّنُ بها صغار الإبل إذا نفرت. والهَوْدَعُ: النَعامُ.
هدفالهَدَفُ: كل شيء مرتفعٍ، من بناء أو كثيب رملٍ أو جبلٍ، ومنه سمِّي الغرض هَدَفاً. وبه شبِّه الرجلُ العظيم. وأَهْدَفَ على التلِّ: أشرفَ. وامرأةٌ مُهْدِفَةٌ، أي لَحيمَةٌ. وأَهْدَفَ إليه، أي لجأ. وأَهْدَفَ لك الشيءُ واسْتَهْدَفَ، أي انتصب. ويقال: رَكَبٌ مُسْتَهْدِفٌ، أي عريضٌ. والهِدْفَةُ: القِطعة من الناس والبيوت.
هدلالهَديلُ: الذكرُ من الحمام. قال جِرانُ العَوْدِ:
كأنَّ الهَديلَ الظالعَ الرِجلِ وَسْطها ... من البَغْي شِرِّيبٌ يُغَرِّدُ مُنْزَفُ
والهَديلُ: صوت الحمام. يقال: هَدَلَ القُمْرِيُّ يَهْدِلُ هَديلاً، مثل يَهْدِرُ. قال ذو الرمّة:
أرى ناقَتي عندَ المُحَصَّبِ شاقَها ... رَواحُ اليماني والهَديلُ المُرَجَّعُ
وهَدَلْتُ الشيء أهْدِلُهُ هَدْلاً، إذا أرخيته وأرسلته إلى أسفل. ويقال: هَدَلَ البعيرُ هَدْلاً، وهو أن تأخذه القَرحةُ فيَهْدِلُ مِشْفَرُهُ، فهو فَصيلٌ هادِلٌ. وبعيرٌ هَدِلٌ، إذا كان طويل المِشفر؛ وذلك ممَّا يُمْدَحُ به. وقد هَدِلَ بالكسر يَهْدَلُ هَدَلاً. وبعيرٌ أَهْدَلُ أيضاً. وقد تَهَدَّلَتْ شفتُهُ، أي استرختْ. وتَهَدَّلَتْ أغصانُ الشجرة، أي تدلَّتْ. والهَدالُ بالفتح: ما تدلَّى من الغُصن. وقال:
يدعو الهَديلُ وساقُ حُرٍّ فوقه ... أٌصُلاً بأدويةِ ذواتِ هَدالِ
هدمهَدَمْتُ الشيء هَدْماً فانْهَدَمَ وتَهَدَّمَ. وهدَّموا بيوتهم، شدِّد للكثرة. وتَهَدَّمَ عليه من الغضب، إذا اشتدَّ غضبه. والهِدْمُ بالكسر: الثوبُ البالي، والجمع أَهْدامٌ. والمَهْدومُ من اللبن: الرثيئة والهدم، بالتحريك: ما تَهَدَّمَ من جوانب البئر فسقَطَ فيها. وقال الشاعر يصف امرأة فاجرة:
تَمْضي إذا زُجِرَتْ عن سوأةٍ قَدَماً ... كأنَّها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ
ويقال: دماؤهم بينهم هَدَمٌ، أي هَدرٌ. وهَدْمٌ أيضاً، وذلك إذا لم يُودَوْا. والهَدْمَةُ أيضاً: الدُفعةُ من المال. وناقةٌ هَدِمَةٌ: شديدةُ الضَبَعَةِ. قال الفراء: هي التي تقع من شدَّة الغضب. وقد هَدِمَتْ بالكسر.
هدملالهِدْمِلُ: الثوبُ الخَلَقُ. والهِدَمْلَةُ: الرملة الكثيرةُ الشجر.
هدنهَدَنَ يَهْدِنُ هُدوناً: سكَن. وهَدَنَهُ، أي سكَّنَهُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وهادَنَهُ: صالحه، والاسم منهما الهُدْنَةُ. ومنه قولهم: هُدْنَةٌ على دَخَنٍ، أي سكونٌ على غِلٍّ. وتَهادَنَتِ الأمور: استقامت. والهِدانُ: الأحمقُ الثقيل، والجمع الهُدونُ. وتَهْدينُ المرأة ولدَها: تسكيتُها له بكلام إذا أرادت إنامته. والتَهْدينُ: البُطْءُ.
هدهدهَدهَدَةُ الحمامِ: دويُّ هَديرِهِ هدهدة. والفحلُ يهَدهِدُ في هديره. وجمع الهَدهَدَةِ هَداهِدُ. قال العجاج:
يَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسا
وهَدْدَتِ المرأة ابنَها، أي حرَّكته لينام. والهُدْهُدُ طائرٌ، والهُداهِدُ مثله. قال الراعي:
كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُماةُ جناحَهُ
والجمع الهَداهِدُ، بالفتح.
هدىالهُدى: الرشادُ والدلالةُ، يؤنَّث ويذكَّر. يقال: هَداهُ الله للدين هُدًى. وقوله تعالى: " أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ " ، قال أبو عمرو بن العلاء: أو لم يُبَيِّنْ لهم. وهَدَيْتُهُ الطريق والبيت هِدايَةً، أي عرَّفته، هذه لغة أهل الحجاز، وغيرهم يقول: هَدَيْتُهُ إلى الطريق وإلى الدار. وهَدى واهْتَدى بمعنًى. وقوله تعالى: " فإنَّ الله لا يَهْدي من يُضِلّ " قال الفراء: يريد لا يَهْتَدي. والهِداءُ: مصدر قولك: هَدَيْتُ المرأةَ إلى زوجها هِداءً، وقد هُدِيَتْ إليه. قال زهير:
فإنْ كان النساءُ مُخَبَّآتٍ ... فَحَقّ لكلِّ مُحْصَنَةٍ هِداءُ
وهي مَهْدِيَّةٌ وهَدِيٌّ أيضاً على فَعيلٍ. والهَدْيُ: ما يُهدى إلى الحرم من النَعَم. وما لي هَدْيٌ إن كان كذا وكذا! وهو يمينٌ. والهَدِيُّ أيضاً على فَعيلٍ مثله، وقرئ: " حتَّى يبلغ الهُدى مَحِلَّه " بالتخفيف والتشديد. الواحدة هُدْيَةٌ وهَدِيَّةٌ. وأمَّا قول زهير:
فلم أرَ معشراً أسروا هَدِيًّا ... ولم أرَ جارَ بيتٍ يُسْتَباءُ
قال الأصمعيّ: هو الرجل الذي له حُرْمَةٌ كحرمة هَدِيِّ البيت. قال أبو عبيد: ويقال للأسير أيضاً هَدِيٌّ. وأنشد للمتلمِّس يذكر طرفة ومقتل عمرو بن هندٍ إيَّاه:
كطُريفةَ بنِ العبد كان هَدِيُّهُم ... ضربوا صميمَ قَذالِهِ بمُهَنَّدِ
أبو زيد: يقال: خُذْ في هِدْيَتِكَ بالكسر، أي فيما كنتَ فيه من الحديث أو العمل ولا تعدلْ عنه. ويقال أيضاً: نظر فلانٌ هِدْيَةَ أمره. وما أحسن هِدْيَتَهُ وهَدْيَتَهُ أيضاً بالفتح، أي سيرته. والجمع هَدْيٌ. ويقال أيضاً: هَدى هَدْيَ فلانٍ، أي سار سيرتَه. وهَداهُ، أي تقدَّمه. قال طرفة:
للفتى عقلٌ يعيشُ به ... حيث تَهْدي ساقَهُ قدَمُهْ
وهادِي السهم: نصلُهُ. والهادي: الراكِسُ، وهو الثور في وسط البيدر تدور عليه الثيران في الدِياسَةِ. والهادي: العنقُ. وأقبلتْ هَوادي الخيل، إذا بدتْ أعناقُها؛ ويقال: أوَّل رعيلٍ منها. وقول امرؤ القيس:
كأنَّ دماءَ الهادِياتِ بنَحْرِهِ ... عُصارَةُ حِنَّاءٍ بشيبٍ مُرَجَّلِ
يعنى به أوائل الوحش. والهَدِيَّةُ: واحدة الهدايا. يقال: أهْدَيْتُ له وإليه. والمِهْدى بكسر الميم: ما يُهْدى فيه، مثل الطَبق ونحوه. قال ابن الأعرابي: ولا يسمَّى الطَبَقُ مِهْدًى إلا وفيه ما يُهْدى. والمِهْداءُ بالمد: الذي من عادته أن يُهْدِيَ. والتَهادي: أن يُهْدِيَ بعضهم إلى بعض. وفي الحديث: " تَهادَوْا تحابُّوا " . وجاء فلانٌ يُهادي بين اثنين، إذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايُله. قال ذو الرمّة:
يُهادينَ جَمَّاءَ المَرافِقِ وَعْثَةً ... كلِيلَةَ حجمِ الكعبِ ريَّا المُخَلْخَلِ
وكذلك المرأة، إذا تمايلت في مِشيتها من غير أن يماشيَها أحدٌ قيل: تَهادى. قال الأعشى:
إذا ما تأتي تريد القيامَ ... تَهادى كما قد رأيتَ البَهيرا
أبو زيد: يقال: لك عندي هُدَيَّاها، أي مثلها. ويقال: رميتُ بسهمٍ ثم رميتُ بآخر هُدَيَّاه، أي قَصْدَهُ.
هذأالأصمعيّ: هَذَأْتُ الشيء هَذْأً: قطعْتُهُ. وتَهَذَّأَتِ القَرحَةُ: فسدتْ وتقطَّعتْ.
هذبالتهذيب كالتنقية. ورجل مهذَّب، أي مطهَّر الأخلاق. والإهذاب والتهذيب: الإسراع في الطيران والعدْو والكلام. قال امرؤ القيس:
فللسَوْطِ أُلْهوبٌ وللساقِ دِرَّةٌ ... وللزجرِ منه وَقْعُ أخرجَ مُهْذِبِ
والهيذبى: ضربٌ من مشي الخيل.
هذبلابن السكيت: ما فيه هَذْبَليلَةٌ، أي شيءٌ.
هذذالهَذُّ: الإسراع في القطعِ وفي القراءة. يقال: هو يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا ويَهُذُّ الحديث هَذًّا، أي يسرده. وسكِّينٌ هَذوذٌ: قطَّاعٌ. قال الأصمعيّ: تقول للناس إذا أردتَ أن يكفُّوا عن الشيء: هَجاجَيْكَ وهذاذَيْكَ، على تقدير الاثنين. قال عبدُ بني الحَسْحاس:
إذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مثله ... هَذَاذَيْكَ حتَّى ليس للبُرْدِ لابِسُ
تزعم النساء أنَّه إذا شقَّ عند البِضاع شيئاً من ثوبِ صاحبه دام الوُدُّ بينهما، وإلا تَهاجرا. واهْتَذَذْتُ الشيءَ: اقتطعته بسرعةٍ. وقال الشاعر:
وعبدُ يَغوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه ... قد اهْتَذَّ عَرْشَيْهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ
هذرهَذَرَ في منطقه يَهْذِرُ ويَهْذُرُ هَذْراً. والاسم الهَذَرُ بالتحريك، وهو الهَذَيانُ. والرجل هَذِرٌ وهُذَرَةٌ وهَذَّارٌ، ومِهْذارٌ. قال الراجز:
إنِّي أُذَرِّي حَسَبي أنْ أشْتَما
بهَذرِ هَذارٍ يَمُجُّ البَلْغَما
وأهذَرَ في كلامه، أي أكثر. ورجلٌ هِذْرِيانٌ: خفيف الكلام والخدمةِ.
هذرمالهَذْرَمَةُ: السرعة في القراءة. يقال: هَذْرَمَ وِرْدَهُ، أي هَذَّهُ، وكذلك في الكلام.
هذلالهُذْلولُ: الرجل الخفيف، والسهم الخفيف. والهَذاليلُ: التلالُ الصغارُ، الواحد هُذْلولٌ. وهَوْذَلَ البعيرُ ببوله، إذا اهتزَّ بوله وتحرَّك. وهَوْذَلَ السِقاءُ، إذا تمخَّض. وهَوْذَلَ الرجلُ، إذا اضطرب في عدْوه، وكذلك الدلْو.
هذمالهَذْمُ: القطع والأكل في سرعة. قال أبو عبيد: والهُذامُ: السيف القاطع، وسيفٌ مِهُذْمٌ، مثل مِخْذَمٍ. والهَيْذامُ: الشجاع.
هذملالهَذْمَلَةُ: ضربٌ من المشي.
هذىهَذَى في منطقة يَهْذي ويَهْذو هَذْواً وهَذَياناً. وهَذَوْتُ بالسيف، مثل هَذَذْتُ.
هرأابن السكيت: قال عن الفزاري: هذه قِرَّةٌ لها هَريئَةٌ، على فَعيلَةٍ، أي يُصيبُ المالَ والناسَ منه ضُرٌّ وسَقْطَةٌ أو مَوْتٌ. الأصمعيّ: هَرَأَهُ البردُ يَهْرَؤُهُ هَرْءاً، أي اشتدَّ عليه حتَّى كاد يقتلُهُ. وهَرئَ المالُ بالكسر، وهَرِئَ القومُ فهم مُهْروءون، وقال ابن مقبلٍ يرثي عثمان بن عفَّان:
وملجإِ مَهْروئينَ يُلْفى به الحَيا ... إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الأمُّ والأبُ
يعني بالحيا الغيثَ والخصبَ. وأهْرَأَهُ البردُ: لغةٌ في هَرَأَهُ، عن الفرَّاء. وأهْرَأْنا في الرواحِ، أي أبردنا. وهَرَأْتُ اللحمَ هَرْءاً، وأَهْرَأْتُهُ وهَرَّأْتُهُ تَهْرِئَةً، إذا أجدتَ إنضاجَهُ فتَهَرَّأَ حتَّى سقطَ عن العظمِ، فهو لحمٌ هَريءٌ. أبو زيد: هَرَأَ الرجلُ في منطِقِهِ هَرْءاً، إذا قال الخَنا والقَبيحَ. وقال ابن السكيت: هَرَأَ الكلامَ، إذا أكثر منه في خطأٍ، وهو منطِقُ هُراءُ، بالضم. وقال ذو الرمّة:
لها بَشَرٌ مثلُ الحرير ومَنْطِقٌ ... رَخيمُ الحواشي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ
هربالهرب: الفرار. وقد هرب. وهَرَّبَهُ غيره تهريباً. ابن السكيت: أهْرَبَ الرجل، إذا جدَّ في الذَهاب مذعوراً. ويقال: ما له هاربٌ ولا قاربٌ، أي صادرٌ عن الماء ولا واردٌ، يعني ليس شيء.
هربذالهِرْبِذُ بالكسر: واحدُ هَرابِذَةِ المجوسِ، وهم خَدَمُ النارِ، فارسيٌّ معرَّب. والهَرْبَذَةُ: سَيْرٌ دون الخَبَبِ. وعَدا الجملُ الهِرْبِذى، أي في شِقٍّ. وقال الأصمعي: الهِرْبِذى: مِشيةٌ تشبه مشيَ الهَرابِذَةِ.
هرت
هَرَتَ اللحم: طبخَه حتَّى تَهَرَّأ. وهَرَتَ الثوبَ، أي مزَّقه. وهَرَتَ عِرضَه، إذا طعن فيه. والهَريتُ: الواسعُ الشدقين؛ تقول منه: هَرِتَ بالكسر. وأسد أهْرَتُ بيِّنُ الهَرَتِ، وهو مَهْروتُ الفمِ. وكلابٌ مُهَرَّتَةُ الأشداقِ. وربَّما قالوا للمرأة المُفْضاةِ: هَريتٌ.
هرثمالهَرْثَمَةُ: الأسد.
هرجالهَرْجُ: الفِتْنَةُ والاختلاط: وقد هَرَجَ الناس يَهْرِجونَ بالكسر هَرْجاً. وفي حديث أشراط الساعة: يكون كذا وكذا، " ويكثُر الهَرْجُ " قيل: وما الهَرْجُ يا رسول الله؟ قال: القتلُ. قال عبيد الله بن قيس الرقَيَّات أيام فتنة ابن الزبير:
ليتَ شِعري أأوَّلُ الهَرْجَ هذا ... أم زمانٌ من فِتنةٍ غير هَرجَ
يعني أأوَّل الهرج المذكور في الحديث هذا، أم زمانٌ من فتنةٍ سوى ذلك الهَرج. وأصل الهَرْج الكثرة في الشيء. ومنه قولهم في الجماع: بات يَهْرُجُها ليلتَهُ جَمعاءَ. ويقال للفرس: مرَّ يَهْرِجُ، وإنَّه لمِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ، إذا كان كثير الجري. وهَرِجَ البعيرُ بالكسر يَهْرَجُ هَرَجاً، إذا سَدِرَ من شدَّة الحرّ وكثرة الطلاء بالقَطِران. وهَرَّجْتُ البعير تَهْريجاً وأهْرَجْتُهُ، إذا حملتَ عليه في السير في الهاجرة حتَّى يَسْدَرَ. وهَرَّجَ النبيذُ فلاناً، إذا بلغ منه فانْهَرَجَ وأُنهكَ. وهَرَّجْتُ بالسَبُعِ، إذا صِحْتَ به وزجرتَهُ.
هرجبالهِرْجابُ من النوق: الطويلة الضخمة.
هرجسالهِرْجاسُ: الجسيمُ.
هرجلالهَرْجَلَةُ: الاختلاط في المشي. وقد هَرْجَلْتُ.
هردهَرَدْتُ اللحمَ أهرِدُهُ بالكسر هَرْداً: طبختُهُ حتَّى تَهَرَّأَ وتفسَّخ. والتَهْريدُ مثله، شدِّد للمبالغة. وهَرْدَ العِرض: الطعنُ فيه. وهَرَدْتُ الثوبَ: شققته. والهِرْدى: نبتٌ. وثوبٌ مَهْرودٌ، أي صُبغ أصفر.
هردبالهِرْدَبَّةُ: العجوز. والهِرْدَبَّةُ من الرجال: المنتفخ الجوف الجبانُ.
هررالهِرُّ: السنَّورُ، والجمع هِرَرَةٌ. والأنثى هِرَّةٌ، وجمعها هِرَرٌ. والهِرُّ: الاسم من قولك: هَرَرْتُهُ هَرًّا، أي كرهته. وفي المثل: " فلانٌ لا يعرف هِرًّا من بِرٍّ " ، أي لا يعرف من يكرهه ممن يبرُّهُ. ويقال: الهِرُّ في هذا المثل: دعاءُ الغنم، والبِرُّ سوقُها. والهُرارُ: داءٌ يأخذ الإبل تسلَحُ منه. تقول منه: هُرَّتِ الإبلُ تُهَرُّ هُراراً، وبعيرٌ مَهْرورٌ، وناقةٌ مهرورةٌ. وهَريرُ الكلبِ: صوته دون نباحه من قلَّة صبره على البرد. وقد هَرَّ الكلي يَهِرُّ هَريراً. وقال يصف شدَّة البرد:
إذا كبَّدَ النجمُ السماءَ بشَتْوَةٍ ... على حين هَرَّ الكلبُ والثلجُ خاشفُ
وهَرَّ فلانٌ الكأسَ والحربَ هَريراً، أي كرهها. وهارَّهُ، أي هَرَّ في وجهه. وهَرَّ الشِبْرِقُ والبُهْمى، إذا يبسَ وتنفَّشَ. وقال الشاعر:
رَعَيْن الشِبْرِقَ الريَّانَ حتَّى ... إذا ما هَرَّ وامتنَعَ المَذاقا
والهَرَّارانِ: نجمانِ.
هرزهَرْوَزَ الرجل، أي مات.
هرسالهَرْسُ: الدَقُّ. ومنه الهَريسَةُ. والمِهْراسُ: حجرٌ منقورٌ يُدَقُّ فيه ويُتَوَضَّأُ منه. والمَهاريسُ من الإبل: الشِدادُ. قال الحطيئة يمدح إبله:
مَهاريسُ يُروي رِسْلُها ضيفَ أهلِها ... إذا النارُ أبدتْ أوجه الخَفِراتِ
والهَراسُ بالفتح: شجرٌ ذو شوكٍ. وأرض هَرسَةٌ، أي كثيرةُ الهَراسِ. وأسدٌ هَرِسٌ، أي شديدٌ، وهو من الدَقِّ. قال الشاعر:
شديدَ الساعدَيْنِ أخا وِثابٍ ... شديداً أسرُهُ هَرِساً هَموسا
هرشالهِراشُ: المُهارَشَةُ بالكلاب، وهو تحريش بعضها على بعض. والتَهْريشُ: التحريشُ.
هرشفالهِرْشَفَّةُ: قطعة خِرقةٍ أو كساءٍ يُنَشَّفُ بها ماء المطر من الأرض ثم يُعصرُ في الجُفِّ، وذلك في قلَّة الماء. قال أبو عبيد: وبعضهم يقول: الهِرْشَفَّةُ من نعت العجوز، وهي الكبيرة.
هرشمالهِرْشَمُّ: الحجر الرِخْوي. وقال أبو زيد: الهِرْشَمُّ: الجبل الليِّن المحفَرِ. والهِرْشَمَّةُ من الغنم: الغزيرة.
هرط
هَرَطَ في عِرضه يَهْرِطُ هَرْطاً، أي طعن فيه وتنقَّصَهُ. وتَهارَطَ الرجلان: تشاتما. والهِرْطَةُ: النعجةُ الكبيرةُ، والجمع هِرَطٌ.
هرطلالهِرْطالُ: الطويلُ.
هرعدمٌ هَرِعٌ: أي جارٍ بيِّن الهَرَعِ. وقد هَرِعَ. ورجلٌ هَرِعٌ: سريعُ البكاء. والهَرِعَةُ: المرأةُ التي تُنْزِلُ حين يخالطها الرجلُ. والمَهْروعُ: المجنون الذي يُصْرَعُ. والإهْراعُ: الإسْراعُ. وقوله تعالى: " وجاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعونَ إليه " ، قال أبو عبيدة: أي يُسْتَحَثُّونَ إليه، كأنَّه يحثُّ بعضهم بعضاً. وأُهْرِعَ الرجلُ على ما لم يسمّ فاعله، فهو مُهْرَعٌ، إذا كان يُرْعَدُ من غضبٍ أو حمَّى أو فَزَع. والهَيْرَعُ: الجبانُ الضعيفُ. وريحٌ هَيْرَعٌ: سريعةُ الهبوبِ. وربَّما سمُّوا قصبةَ الراعي التي يزمِرُ بها هَيْرَعَةً ويَراعَةً.
هرفالهَرْفُ: الإطْنابُ في المدح والثناء على الشيء إعجاباً به. يقال: لا تَهْرِفْ بما لا تعرفْ. وأهْرَفَ الرجلُ، مثل أحْرَفَ، أي نما ماله. وأهْرَفَتِ النخلةُ، أي عَجَّلَتْ إتاءها.
هرقالأصمعيّ: المَهْرَقُ: الصحيفةُ، فارسيٌّ معرَّب؛ والجمع المَهارِقُ. وهَراقَ الماءَ يُهَرِيقهُ بفتح الهاء، هِراقَةً، أي صبَّه. وأصله أَراقَ يُريقُ إراقَةً. وفيه لغةٌ أخرى: أَهْرَقَ الماءَ يَهْرِقُهُ إهْراقاً. وفيه لغة ثالثة: أَهْراقُ يُهْريقُ إهْراقاً، فهو مُهْريقٌ، والشيءُ مُهْراقٌ ومُهَراقٌ أيضاً بالتحريك. وفي الحديث: " أهْريقَ دَمُهُ " . وحكى بعضهم: مطرٌ مُهْرَوْرِقٌ.
هركلالهِرْكَوْلَةُ: الجاريةُ الضخمةُ، المُرْتَجَّةُ الأردافِ. والهَراكِلَةُ من ماء البحر، حيث تكثُر فيه الأمواج، قال ابن أحمر يصف دُرَّةً:
رأى من دونِها الغَوَّاصُ هَوْلاً ... هَراكِلَةً وحِيتاناً ونونا
هرلالهَرْوَلَةُ: ضربٌ من العَدْوِ، وهو بين المشْي والعَدْو.
هرمالهَرْمُ بالتسكين: نبتٌ، وهو ضربٌ من الحمض، الواحدة هَرْمَةٌ. ويقال: بعيرٌ هارِمٌ، للذي يرعاه. وإبلٌ هَوارِمُ. ويقال: هو أَذَلُّ من هَرْمَةٍ. والهَرَمُ بالتحريك: كِبر السِنّ، وقد هَرِمَ الرجلُ بالكسر، وأهْرَمَهُ الله سبحانه، فهو هَرِمٌ. وقومٌ هَرْمى. وتَرْكُ العشاءِ مَهْرَمَةٌ. ويقال: " إنَّك لا تدري علامَ يُنْزَأُ هَرِمُكَ، ولا تدري بمَ يولع هَرِمُكَ " ، أي نفسك وعقلك. والهُرْمانُ بالضم: العقل. يقال: ما له هُرْمانٌ. وفلانٌ يَتَهارَمُ: يُري من نفسه أنَّه هَرِمٌ وليس به.
هرمسالهرماس: الأسد.
هرمعاهْرَمَّعَ الرجل، أي أسرع في مشيه، وكذلك إذا كان سريع البكاء والدُّموع.
هرملهَرْمَلَهُ، أي نتَفَ شَعره. وشَعْرٌ هَراميلُ، إذا سقَط.
هرهرهَرْهَرْتُ بالغنم: دَعَوْتُها. وهَرْهَرْتُ الشيءَ: لغةٌ في فَرْفَرْتُهُ، إذا حرَّكته. والهُرْهورُ: الماء الكثير، وهو الذي إذا جرى سمعت له: هَرْ هَرْ. وهو حكاية جَرْيه.
هراالهِراوَةُ: العصا الضخمة، والجمع الهَراوى. وهَرَوْتُهُ بالهِراوَةِ وتَهَرَّيْتُهُ، إذا ضربته بها. وقال:
يَكْسى ولا يَغْرَثُ مَمْلوكُها ... إذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الهارِيهْ
وهَرَّيْتُ العمامة تَهْرِيَةً: صفَّرتها.
هزأالهُزْءُ والهُزُؤُ: السُخْرية. تقول: هَزِئْتُ منه وهَزِئْتُ به، عن الأخفش. واسْتَهْزَأْتُ به، وتَهَزَّأْتُ وهزأت به أيضاً، هُزْءاً ومَهْزَأَةً. ورجلٌ هُزْءةٌ بالتسكين، أي يُهْزَأُ به، وهُزَأَةٌ بالتحريك: يَهْزَأُ بالناس.
هزبالهَوْزَبُ: البعير القويّ الجريء.
هزبرالهِزَبْرُ: الأسدُ.
هزجالهَزَجُ: صوتُ الرَعدِ. والهَزَجُ أيضاً من الأغاني، وفيه تَرَنُّمٌ. وقد هَزِجَ بالكسر وتَهَزَّجَ. وتَهَزَّجت القوس، إذا صوَّتَتْ عند إنْباض الرامي عنها. والهَزَجُ: جنسٌ من العَروض. والهُزامِجُ بالضم: الصوت المُتَدارِكُ، بزيادة الميم.
هزرهَزَرَهُ بالعصا هَزَراتٍ، أي ضربه. وهَزَرَهُ، أي غمزه. ورجلٌ مِهْزَرٌ بكسر الميم: يُغْبَنُ في كلِّ شيء. وإنَّه لذو هَزَراتٍ وذو كَسَراتٍ. قال الشاعر:
إلاَّ تدعْ هَزَراتٍ لستَ تارِكَها ... تُخْلَعْ ثيابُك لا ضأنٌ ولا إبِلُ
هززهَزَزْتُ الشيء هَزًّا فاهْتَزَّ، أي حرَّكته فتحرَّك. يقال: هَزَّ الحادي الإبل هَزًّا فاهْتَزَّتْ هي، إذا تحرَّكتْ في سيرها لحُدائه. واهْتَزَّ الكوكبُ في انقضاضه. وكوكبٌ هازٌّ. والهِزَّةُ بالكسر: النشاطُ والارتياحُ، وصوتُ غليان القِدْرِ. واهْتِزازُ الموكب أيضاً: صوتُهم وجَلبتهم. وهَزيزُ الريح: دويُّها عند هَزِّها الشجر. يقال: الريح تُهَزِّزُ الشجر فيَتَهَزَّزُ.
هزعمضى هَزيعٌ من الليل، أي طائفةٌ، وهو نحوٌ من ثلثه أو ربعه. وهَزَّعْتُ الشيءَ تَهْزيعاً: كسرتُه فانْهَزَعَ، أي انكسر واندقَّ. واهْتِزاعُ القناةِ والسيفِ: اهْتِزازهما إذا هُزَّا. والأهْزَعُ: آخر ما يبقى من السهام في الكنانة، جيِّداً كان أو رديئاً. يقال: ما في كنانته أهْزَعُ. وقولهم: ما في الدار أهْزَعُ، أي ما فيها أحد. ومرَّ فلان يَهْزَعُ، أي يسرع، مثل يَمْزَعُ. وهَزَعَ واهْتَزَعَ وتَهَزَّعَ، كلُّه بمعنى أسرعَ.
هزفالهِزَفُّ من الظَليم، مثل الهِجَفِّ.
هزقأهْزَقَ الرجلُ في الضحك، أي أكثر منه. والمِهْزاقُ: المرأة الكثيرة الضحك. والهَزِقُ: الرعدُ الشديد.
هزلالهَزْلُ: ضد الجدّ. وقد هَزَلَ يَهْزِلُ. قال الكميت:
تَجِدُّ بنا في كلِّ يومٍ ونَهْزِلُ
والهُزالُ: ضدُّ السِمَنِ. يقال: هُزِلَتِ الدابَّة هُزالاً على ما لم يسمّ فاعله. وهَزَلْتُها أنا هَزْلاً، فهي مَهْزولةٌ. وأهْزَلَ القومُ، إذا أصابت مواشيهم سنةٌ فهُزِلَتْ.
هزلجالهزلاج: الذئب الخفيف.
هزمالهَزْمَةُ: النُقْرَةُ في الصدر، وفي التفَّاحة إذا غمزتها بيدك، ونحو ذلك. وهَزْمُ الضَريع: ما تكسَّر منه. والتَهَزُّمُ: التكسُّر. يقال: تَهَزَّمَ السِقاءُ، إذا يبس فتكسَّر. وهَزَمْتُ الجيش هَزْماً وهَزيمةً، فانْهَزَموا. والهَزيمةُ: الرَكِيَّةُ. واهْتِزامُ الفرس: صوت جريه. قال امرؤ القيس:
على الذَبْلِ جَيَّاشٌ كأنَّ اهْتِزامَهُ ... إذا جاشَ فيه حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَلِ
واهْتَزَمْتُ الشاةَ: ذبحتها. وهَزيمُ الرعد: صوته. يقال: تَهَزَّمَ الرعد تَهَزُّماً. وغيثٌ هَزِمٌ: مُتَبَعِّقٌ لا يستمسك. وقول جرير:
وتَلْعَبُ المِهْزامَ
ضربٌ من اللعب.
هزهزهَزْهَزَهُ، أي حرَّكه فتَهَزْهَزَ،. والهَزاهِزُ: الفتنُ يهتزُّ فيها الناس. وسيفٌ هَزْهازٌ، ونهرٌ هُزْهُزٌ.
هسهسالهَسْهَسَةُ: صوتُ حركة الدرعِ والحُلِيِّ، وحركةُ الرجل بالليل ونحوه. قال الشاعر:
ولله فُرسانٌ وخيلٌ مُغيرَةٌ ... لهُنَّ بشُبَّاكِ الحديدِ هَساهِسُ
والتَهَسْهُسُ مثله. وهَساهِسُ الجِنِّ: عزيفُهم. وراعٍ هَسْهاسٌ، إذا رعى الغنم ليله كلَّه.
هشرالهَيْشَرُ والهَيْشورُ: شجرٌ. قال ذو الرمّة يصف فراخُ الظَليم:
كأنَّ أعناقها كُرَّاثُ سائفة ... طارَتْ لفائفُهُ أو هَيْشَرٌ سَلِبُ
هششهَشَشْتُ الورقَ أهُشُّهُ هَشًّا: خبطتُهُ بعصاً ليتحاتَّ، ومنه قوله تعالى: " وأهُشُّ بها على غَنَمي " . والهشاشة: الارتياح والخفَّةُ للمعروف. وقد هَشِشْتُ بفلان بالكسر، أهَشُّ هَشاشَةً، إذا خففت إليه وارتحت له. ورجلٌ هَشٌّ بَشٌّ. وشيءٌ هَشٌّ وهَشيشٌ، أي رخوٌ ليِّنٌ. وهَشَّ الخبزُ يَهِشُّ بالكسر: صار هَشًّا. ويقال للرجل إذا مُدِحَ: هو هَشُّ المَكْسِرِ، أي سهل الشأن فيما يُطلبُ عنده من الحوائج. والفرسُ الهَشُّ: خلاف الصَلودِ. وشاةٌ هَشوشٌ، إذا ثَرَّتْ باللبن.
هشلالهَشيلَةُ من الإبل وغيرها: الذي يأخذهُ الرجلُ من غير إذنِ صاحبه، يبلغ عليه حيث يريد ثم يردُّه.
هشمالهَشْمُ: كسر الشيء اليابس. يقال: هَشَمَ الثريد. والهَشيمُ من النبات: اليابس المتكسِّر، والشجرة البالية يأخذها الحاطبُ كيف يشاء. ومنه قولهم: ما فلانٌ إلا هَشيمَةُ كرَمٍ، إذا كان سمحاً. ورجلٌ هَشيمٌ: ضعيف البدن. وتَهَشَّمَ عليه فلانٌ، إذا تَعَطَّفَ. واهْتَشَمَ ما في ضرع الناقة، إذا احتلبَه.
هصر
الهَصْرُ: الكسرُ. وقد هَصَرَهُ واهْتَصَرَهُ، بمعنًى. وهَصَرْتُ الغُصنَ وبالغصنِ، إذا أخذت برأسه فأمَلْته إليك. قال امرؤ القيس:
فلمَّا تَنازَعنا الحديثَ وأسمحَتْ ... هَصَرْتُ بغصنٍ ذي شَماريخَ ميَّالِ
والهَيْصَرُ: الأسدُ؛ وهو الهَصورُ، والهَصَّارُ، والهُصَرُ.
هصصهَصَصْتُ الشيءَ، غمزته.
هصمالهَصْمُ: الكسرُ. والهَيْصَمُ: الأسد. والهَيْصَمُ من الرجال: القويّ.
هضبالهَضْبَةُ: المطرَةُ. يقال: هَضَبَتْهُمُ السماء، أي مَطَرتهم. والجمع هِضَبٌ. وقال أبو زيد: الأهاضيب واحدها هضابٌ. وواحد الهِضب هَضْبٌ، وهي حَلَبات القَطرِ بعد القطر. وهَضَبَ القومُ في الحديث واهتضبوا، أي أفاضوا فيه وارتفعت أصواتهم. يقال: أهْضِبوا يا قومُ، أي تكلَّموا. والهَضْبَةُ: الجبل المنبسط على وجه الأرض، والجمع هَضْبٌ وهِضَبٌ وهِضابٌ. والهِضَبُّ: الفرس الكثير العرق.
هضضهَضَّهُ يَهَضُّهُ، أي كسره ودقَّهُ، فانْهَضَّ، والشيءُ هَضيضٌ ومَهْضوضٌ ومُنْهَضٌّ. واهْتَضَّهُ أيضاً، أي كسره. واهْتَضَضْتُ نفسي لفلان، إذا استزدتَها له. وفحلٌ هَضَّاضٌ: يَهُضُّ أعناقَ الفحول. والهَضَّاءُ: الجماعةُ من الناس، حكاه ثعلبٌ وأنشد لأبي دُواد:
إليه تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرًّا ... فليس بقائلٍ هُجْراً لِجارِ
هضلأبو عبيد عن الفراء: الهَيْضَلَةُ من النساء: الضخمة النَصَفُ، ومن النوق: الغزيرةُ. قال: والهَيْضَلَةُ: أصواتُ الناس. وقال غيره: الهَيضَلُ: الجيشُ الكثير.
هضمهَضَمْتُ الشيء: كسرته، يقال: هَضَمَهُ حقَّه واهْتَضَمَهُ، إذا ظلمه وكسرَ عليه حقَّه. وهَضَمْتُ لك من حقِّي طائفةً، أي تركته. وتَهَضَّمَهُ: ظلمه. ورجلٌ هَضيمٌ ومُهْتَضَمٌ، أي مظلوم. والهَضيمَةُ: أن يَتَهَضَّمَكَ القومُ شيئاً، أي يظلموك، وتَهَضَّمْتُ للقومِ تهضُّماً، إذا انقدتَ لهم وتقاصرت. أبو زيد: أهْضَمْتُ الإبل للإجْذاعِ والإسْداسِ جميعاً، إذا ذهبت رواضعُها وطلع غيرها. قال: وكذلك الغنم. والهاضومُ: الذي يقال له الجوارِشُ، لأنَّه يهضِمُ الطعام. وهذا طعامٌ سريعُ الانْهِضامِ، وبطيء الانْهِضامِ. ويقال للطلع هَضيمٌ ما لم يخرج من كُفُرَّاهُ لدخول بعضِه في بعض. والهَضيمُ من النساء: اللطيفة الكَشْحَين. وكَشْحٌ مُهَضَّمٌ ومزمارٌ مُهَضَّمٌ، لأنَّه فيما يقال أكسارٌ يضمُّ بعضُها إلى بعض. والهِضْمُ بالكسر: المطمئنّ من الأرض، وجمعه أهْضامٌ وهُضومٌ. ومنه قولهم في التحذير من الأمر المخوف: الليلَ وأهْضامَ الوادي. يقول: فاحذرْ فإنَّك لا تدري لعلَّ هناك من لا يُؤمن اغتيالُهُ. قال لبيد:
فالضيفُ والجارُ الجَنيبُ كأنَّما ... هَبَطا تَبالَةَ مُخْصِباً أهْضامُها
ابن السكيت: الهَضَمُ بالتحريك: انضمام الجنبين؛ وهو في الفرس عيبٌ. يقال: لا يسبق أهْضَمُ من غايةٍ بعيدةٍ أبداً. وقال الأصمعيّ: لم يسبِق في الحلبة فرسٌ أهْضَمُ قط، وإنَّما الفرس بعنُقه وبطنه. والأنثى هَضْماءُ. ورجلٌ أهْضَمُ بيِّن الهَضَمِ. قال طرفة:
ولا خير فيه غير أنَّ له غِنًى ... وأنَّ له كشحاً إذا قامَ أهضَما
والأهْضامُ من الطيبِ، الواحد هَضْمٌ.
هطعهَطَعَ الرجل، إذا أقبل ببصره على الشيء لا يُقلِع عنه، يَهْطَعُ هُطوعاً. وأهْطَعَ، إذا مدَّ عنقه وصوَّب رأسه. وبعيرٌ مُهْطِعٌ: في عنقه تصويبٌ خِلْقَةً. وأهْطَعَ في عدوه، أي أسرع.
هطلالهَطْلُ: تتابع المطر والدمع وسيلانُهُ. يقال: هَطَلَتِ السماءُ تَهْطِلُ هَطْلاً وهَطْلاناً وتَهْطالاً. وسحابٌ هَطِلٌ، ومطرٌ هَطِلٌ: كثيرُ الهَطَلانِ، وسحائبُ هُطْلٌ جمع هاطِلٍ. وديمةٌ هَطْلاءُ. قال امرؤ القيس:
ديمةٌ هَطْلاءُ فيها وطفٌ ... طَبَقُ الأرضِ تحرَّى وتَدُرّ
أبو عبيدة: الهِطْلُ: البعير المعيي. وناقةٌ هَطْلى: تمشي رُويداً. والهَيْطَلُ: الجماعة يُغزى بهم ليسوا بالكثير. والهَيْطَلُ، يقال: هو الثعلب.
هععهَعَّ يَهُعُّ هَعَّةً، لغةٌ في هاعَ يَهوعُ، أي قاءَ.
هفت
هَفَتَ الشيءُ هَفْتاً وهُفاتاً، أي تطايَرَ لخفَّتِهِ. وكلُّ شيءٍ انخفضَ واتَّضع فقد هَفَتَ وانْهَفَتَ. والتَهافُتُ: التساقُطُ قطعةً قطعة. وتَهافَتَ الفراشُ في النار، أي تساقَطَ. ويقال: وردتْ هَفيتَةٌ من الناس، للذين أقْحَمَتْهُمُ السَنَةُ. والهَفاتُ: الأحمق.
هففالهِفُّ بالكسر: السحاب الرقيق ليس فيه ماء. وشَهْدَةٌ هِفٌّ: ليس فيها عسل، حكاه ابن السكيت. والهِفُّ أيضاً: الزرع الذي يُؤخَّرُ حَصاده فينتثر حَبُّه. والهِفُّ أيضاً: جنسٌ من السمك صِغارٌ. والهَفَّافُ: البرَّاقُ، والخفيفُ أيضاً. وقد هَفَّ هَفيفاً. والظلُّ الهَفَّافُ والريحُ الهَفَّافَةُ: الساكنةُ الطيِّبةُ. وقميصٌ هَفافٌ وهَفْهافٌ، أي رقيقٌ شفَّافٌ. وريشٌ هَفْهافٌ. والهَفيفُ: سرعةُ السير. قال ذو الرمّة:
إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قلتُ غَنِّنا ... بخَرْقاءَ وارْفَعْ من هَفيفِ الرَواحِلِ
واليَهْفوفُ: الجبانُ، ويقال الحديدُ القلب.
هفهفامرأةٌ مُهَفْهَفَةٌ، أي ضامرةُ البطن ومُهَفَّفَةٌ أيضاً.
هفاالهَفْوَةُ: الزلَّةُ. وقد هَفا يَهْفو هَفْوَةً. وهَفا الطائرُ بجناحيه، أي خفق وطار. وقال:
وَهْوَ إذا الحربُ هَفا عُقابُهْ
مِرْجَمُ حربٍ تَلْتَظي حِرابَهْ
وهَفا الشيء في الهواء، إذا ذَهَبَ، كالصوفة ونحوها. ومرَّ الظبيُ يَهْفو، مثل قولك: يطفو. قال بشرٌ يصف فرساً:
يُشَبَّهُ شَخْصُها والخيلُ تَهْفو ... هُفُوًّا ظِلَّ فَتْخاءِ الجناحِ
وهَوافي النَعَمِ، مثل الهَوامي. والهَفْوُ: الجوعُ. ورجلٌ هافٍ، أي جائع. والهَفاةُ: المطرة.
هقرالهَقَوَّرُ: الطويلُ.
هقعالهَقْعَةُ: الدائرةُ التي تكون في عُرْضِ زَوْر الفرس؛ وتُكْرَهُ. ويقال: إنَّ المَهْقوعَ لا يسبِقُ أبداً. والهَقْعَةُ: ثلاثة أنجمٍ نيِّرَةٍ قريبٍ بعضُها من بعض، وهي رأس الجوزاء ينزِلها القمر. ويقال رجلٌ هُقْعَةٌ، للذي يُكثر الاتِّكاء والاضطجاع بين القوم. والهَيْقَعَةُ: حكاية وقْعِ السيف. وقال أبو عبيدة: هي أن يضرب بالحدِّ من فوقُ.
هقلالهِقْلُ: الفتيُّ من النعام.
هقلسالهَقَلَّسُ: الذئبُ في ضُمْرٍ.
هقمالهَقِمُ: الرجل الشديد الجوع، وقد هَقِمَ هَقَماً. والهِقَمُّ: الرجل الكثير الأكل، والهِقَمُّ أيضاً: البحر. والهَيْقَمُ: الظليمُ الطويلُ، ويقال هو الهَيْقُ والميم زائدة. والهَيْقَمُ: حكاية صوت البحر. وصوت ابتلاع اللقمة. وفلان يَتَقَهَّمُ الطعامَ، إذا ابتلعه لُقَماً عظاماً.
هقهققال الأصمعيّ: الهَقْهَقَةُ مثل الحَقْحَقَةِ، وهي السيرُ الشديدُ. وقد هَقْهَقَ الرجلُ مثل حَقْحَقَ.
هقىهَقاهُ هَقْياً: تناوله بما يكره. وأَهْقى: أفند:
هكرهَكِرَ الرجلُ يَهْكَرُ هَكَراً وهِكْراً: اشتدَّ عجبه. قال أبو كبير الهذلي:
فاعْجَبْ لذلك رَيْبَ دَهْرٍ واهْكَرِ
قال: والهَكِرُ: المتعجِّبُ.
هكعهَكَعَ هُكوعاً، أي سكن واطمأنَّ. يقال: هَكَعَتِ البقرة تحت ظلِّ الشجرة من شدَّة الحرّ. وذهب فلان فما يُدرى أين سَكَعَ، وأين هَكَعَ، أي أين توجَّه، وأين أقام. والهُكَعَةُ: الأحمقُ.
هككقال الأصمعيّ: انْهَكَّ صَلا المرأةِ انْهِكاكاً، إذا انفرج عند الولادة. ويقال: هَكَّ فلانٌ النبيذُ، إذا بلغَ منه، مثل تَكَّهُ، فانْهَكَّ. والهَكُّ: تَهَوُّرُ البئرِ. وهَكَّهُ بالسيف: ضربه.
هكلالهَيْكَلُ: الفرسُ الطويلُ الضخم. والهَيْكَلُ: البناءُ المُشْرِفُ. والهَيْكَلُ: بيتٌ للنصارى، وهو بيت الأصنام.
هكمتَهَكَّمَتِ البئرُ: إذا تهدَّمتْ. وتَهَكَّمَ عليه، إذا اشتدَّ غضبه. والمُسْتَهْكِمُ: المتكبِّر. قال أبو زيد: تَهَكَّمْتُ: تغنَّيت. وهَكَّمْتُ غيري تَهْكيماً: غنَّيته، وذلك إذا انبريت تغنِّي له بصوتٍ.
هلهل: حرف استفهام، فإذا جعلته اسماً، شددته. أبو عبيدة في قوله تعالى: " هلْ أتى على الإنسانِ حينٌ من الدَهْرِ " قال: معناها قد أتى. وهل قد تكون بمعنى ما، قالت ابنةُ الحُمارِسِ:
هل هي إلاَّ حِظَةٌ أو تطْليقْ
أي ما هي، فلهذا أدخلت إلاَّ.
هلب
الهُلْبَةُ: شعر الخنزير الذي يُخْرَزُ به، والجمع الهُلَبُ. وكذلك ما غَلُظَ من شعرِ الذَنَب وغيره. والأهلبُ: الفرسُ الكثير الهُلْبِ. وهَلَبْتُ الفرسَ، إذا نتفتَ هُلْبَهُ. فهو مهلوبٌ. وعامٌ أهْلَبُ، أي خصيب. وهُلْبَةُ الزمان: شدَّته، مثل الكُلْبَةِ والجُلْبَةِ. والهَلاَّبَةُ: الريح الباردة مع قَطْر. ويومٌ هَلاَّبٌ، أي ذو ريحٍ ومطرٍ.
هلبثالهِلْبوثُ: الأحمق. ويقال الفَدْمُ.
هلبجالهِلْباجةُ: الأحمق. وهو الذي جمع كلَّ شرٍّ.
هلبسيقال: ما عليها هَلْبَسيسةٌ ولا خَرْبَصيصةٌ، أي شيءٌ من الحلْي. لا يُتكلَّم إلا بالنفي.
هلتالهَلْتى: نَبْتٌ.
هلسالهُلاسُ: السِلُّ. وقد هَلَسَهُ المرضُ يَهْلِسُهُ هَلْساً. ورجلٌ مهلوسُ العقلِ، أي مسلوبُه. وقد هُلِسَ، وهو مُهْتَلَسُ العقلِ. ويقال: السُلاسُ في العقل، والهُلاسُ في البدن. والإهْلاسُ: ضحكٌ فيه فتور. قال الراجز:
تَضْحَكُ منِّي ضَحِكاً إهْلاسا
ويقال أيضاً: أَهْلَسَ إليه، أي أسرَّ إليه حديثاً. وهالَسَهُ، أي سارَّهُ.
هلعالهَلَعُ: أفحشُ الجزعِ. وقد هَلِعَ بالكسر، فهو هَلِعٌ وهَلوعٌ. وقد جاء في الحديث: " من شرِّ ما أوتِيَ العبدُ شُحٌّ هالِعٌ، وجبنٌ خالِعٌ " أي يجزع فيه العبد ويحزن. وحكى يعقوب: رجلٌ هُلَعَةٌ، إذا كان يَهْلَعُ ويجزعُ ويَسْتَجيعُ سريعاً. ويقال: ما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعَةٌ، أي ما له جَدْيٌ ولا عَناقٌ. ويقال: ناقةٌ هِلْواعٌ وهِلْواعَةٌ، أي سريعةٌ حديدةٌ مِذْعانٌ. وقد هَلْوَعَتْ، أي أسرعتْ. وذئبٌ هُلَعٌ بُلَعٌ، فالهَلَعُ من الحرص، والبَلَعُ من الابتلاع. والهالِعُ: النعامُ السريعُ في مُضِيِّه، والنعامة هالِعَةٌ.
هلفالهِلَّوْفُ: الثقيلُ الجافي العظيمُ اللحيةِ.
هلقسالهِلَّقْسُ: الشديد. قال الشاعر:
أنْصَبُ الأذنَيْنِ في حدِّ القَفا ... مائلُ الضَبْعَيْنِ هِلَّقْسٌ حَنِقْ
هلقمالهِلْقامُ: الضخم الطويل. والهِلْقامُ: الأسد.
هلكهلكَ الشيء يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً، ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً، وتَهْلُكَةً؛ والاسم: الهُلْكُ بالضم. قال اليزيدي: التَهْلُكَةُ من نوادر المصادر، ليست مما يجري على القياس. وأهلَكَهُ غيره، واسْتَهْلَكَهُ. والمَهْلَكَةُ والمَهْلِكَةُ: المفازةُ. وقال أبو عبيد: تميم تقول: هَلَكَهُ يَهْلِكُهُ هَلْكاً، بمعنى أهْلَكَهُ. وأنشد للعجَّاج:
ومَهْمَةٍ هالِكِ من تَعَرَّجا
يريد مهْلِك، كما يقال ليلٌ غاضٍ، أي مُغْضٍ. ويقال: أراد هالِكَ المتعرِّجين، أي من تَعَرَّجَ فيه هَلَكَ. وقد يجمع هالِكٌ على هَلْكى وهُلاَّلٍ. قال الشاعر:
ترى الأراملَ والهُلاَّكَ تتْبَعُهُ ... يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَذِمُ
يعني به الفقراء. وقد جاء في المثل: فلانٌ هالِكٌ في الهَوالِكِ. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لابن جِذْلِ الطِعانِ:
فأيقنتُ أنِّي ثائرُ ابنِ مُكَدَّمٍ ... غَداتَئِذٍ أو هالِكٌ في الهَوالِكِ
وقولهم: افْعَلْ ذاك إمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ، بضم الهاء واللام، غير مصروف، أي على كلِّ حال. وتَهالَكَ الرجل على الفراش، أي سقط. واهْتَلَكَتِ القطاةُ خوفَ البازي، أي رمت بنفسها في المَهالِكِ. والهَلوكُ من النساء: الفاجرةُ المتساقطةُ على الرجال، ولا يقال رجلٌ هَلوكٌ. والهَلَكُ بالتحريك: الشيء الذي يهوي ويسقط. والهَلَكَةُ أيضاً: الهلاكُ؛ ومنه قولهم: هي الهَلَكَةُ الهَلْكاءُ؛ وهو توكيد لها، كما يقال: همج هامجٌ. والهالكِيُّ: الحدَّاد. قال الكسائي: يقال وقع في وادي تُهُلِّكَ وهو غير مصروف، ومعناهما الباطلُ.
هللالهِلالُ: أوَّل ليلةٍ والثانية والثالثة، ثم هو قمرٌ. والهِلالُ: ما يُضَمُّ بين الحِنْوَيْنِ من حديدٍ أو خشب؛ والجمع الأهِلَّةُ. والهِلالُ: الماءُ القليل في أسفل الرَكِيِّ والهلال: السنان الذي له شعبتان يصاد به الوحش. والهِلالُ: طرف الرحى إذا انكسر منه. وقول ذي الرمّة:
إليك ابتذْلنا كلَّ وهمٍ كأنَّه ... هِلالٌ بَدا في رَمْضَةٍ يَتَقَلَّبُ
قالوا: يعني حيَّةً. وتَهَلَّلَ السحابُ ببرقِهِ:تَلأْلأَ. وتهَلَّلَ وجه الرجل في فرحِهِ، واسْتَهَلَّ. وتهَلَّلَتْ دموعُهُ، أي سالت. وانْهَلَتِ السماءُ: صَبَّتْ، وانهلَّ المطرُ انْهِلالاً: سال بشدَّة. وهَلَّلَ الرجل، أي قال لا إله إلا الله. يقال: قد أكثرتَ من الهَيْلَلَةِ، أي من قول لا إله إلا الله. والتَهْليلُ: النُكوص. يقال: حَمَلَ فما هَلَّلَ، أي فما جَبُنَ. قال كعب بن زهير:
فما لهمْ عن حِياضِ الموت تَهْليلُ
والهَلَلُ: الفرَقُ. يقال: هلك فلانٌ هَلَلاً، أي فرَقاً. أبو زيد: الهَلَلُ: أوَّل المطر. يقال: اسْتُهْلَتِ السماءُ، وذلك في أوَّل مطرها. ويقال: هو صوتُ وقْعِهِ. واسْتَهَلَّ الصبيُّ، أي صاح عند الولادة. وأهَلَّ المُعْتَمِرُ، إذا رفع صوته بالتلبية. وأهَلَّ بالتسمية على الذبيحة. وقوله تعالى: " وما أُهِلَّ به لغيرِ اللهِ " ، أي نودِيَ عليه بغير اسم الله. وأصله رفْع الصوت. وأُهِلَّ الهِلالُ، واسْتُهِلَّ على ما لم يسمّ فاعله. ويقال أيضاً: اسْتَهَلَّ هو، بمعنى تَبَيَّنَ. ولا يقال: أَهَلَّ. ويقال: أهْلَلْنا عن ليلة كذا، ولا يقال أهْلَلْناهُ فهَلَّ، كما يقال أدخلناه فدخل، وهو قياسه. ويقال: قد ذهبَ بذي هِلِيَّانٍ بكسر الهاء، إذا ذهبَ بحيث لا يُدْرَى. ويقال: ما أصابَ عنده هَلَّةً ولا بلَّةً، أي شيئاً.
هلمهَلُمَّ يا رجل، بفتح الميم، بمعنى تعالَ. يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث، في لغة أهل الحجاز. قال الله تعالى: " والقائِلينَ لإخْوانِهِمْ هَلُمَّ إلينا " . وأهل نجد يصرِّفونها فيقولون للاثنين هَلُمَّا، وللجمع هَلُمُّوا، وللمرأة هَلمِّي، وللنساء هَلْمُمْنَ، والأول أفصح. وقد تُوصَل باللام فيقال: هَلُمَّ لكَ وهَلُمَّ لكما، كما قالوا: هَيْتَ لك. وإذا أدخلت عليه النون الثقيلة قلت هَلُمَّنَّ يا رجل، وللمرأة هَلُمِّنَّ بكسر الميم، وفي التثنية هَلُمَّانِّ للمؤنث والمذكَّر جميعاً، وهَلُمُّنَّ يا رجال بضم الميم، وهَلْمُمْنانِّ يا نسوة. ويقال: جاءنا بالهَيْلِ والهَيْلَمانِ، إذا جاء بالمال الكثير. والهيلمان بفتح اللام وضمّها.
هلهلالهَلْهَلُ: سَمٌّ، وهو معرَّبٌ. ويقال: ثوبٌ هَلْهَلٌ: سخيفُ النسجِ. وقد هَلْهَلَ النسَّاجُ الثوبَ، إذا أرقَّ نسجَهُ وخفَّفهُ. قال النابغة:
أتاكَ بثوبٍ هَلْهَلِ النسجِ كاذبٍ ... ولم يأتِ بالحقِّ الذي هو ساطِعُ
وشِعْرٌ هَلْهَلٌ، أي رقيقٌ. ويقال: هَلْهَلْتُ أدرِكُهُ، كما يقال كدتُ أدرِكه. والهُلاهِلُ: الماء الكثير الصافي.
هلاهَلا: زجرٌ للخيل، أي توسَّعي وتَنَحِّي. وللناقة أيضاً. وقال:
حتَّى حَدَوْناها بهَيْدٍ وهلا
وهما زجران للناقة، وقد تُسَكَّنُ بها الإناث عند دنوِّ الفحل منها. قال الجعديّ:
ألا حيِّيا لَيْلى وقُولا لها هَلا
وأما هَلاَّ بالتشديد فأصلها لا، بُنيتْ مع هَلْ فصار فيها معنى التحضيض. وهَلا: زجرٌ للخيل. وهَالٍ مثله، أي اقْرُبي. وقولهم: هَلا، استعجالٌ وحثٌّ.
همأتَهَمَّأَ الثوبُ: بليَ وتَقَطَّعَ.
همجالهَمَجُ: جمه هَمَجَةٍ، وهو ذبابٌ صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعيُنِها. والهَمَجَةُ أيضاً: الشاة المهزولة. وقول أبي ذؤيب:
كأنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ يومَ لَقيتُها ... مُوَشَّحةٌ بالطرَّتَيْنِ هَميجُ
قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج. ويقال للرَعاعِ من الناس الحَمْقى: إنَّما هم هَمَجٌ. وقول الراجز:
قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ
وإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتودَّاً أوْ بذجْ
قالوا: سوءُ التدبير في المعاش. وقيل الهَمَجُ: الجوعُ. وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيدٌ له، كقولك ليلٌ لائِلٌ. وهَمَجَتِ الإبلُ من الماء تَهْمَجُ هَمْجاً، بالإسكان، إذا شربت دفعةً واحدةً حتَّى رَوِيَتْ. وأَهْمَجَ الفرسُ، أي جدَّ في جريه.
همدهَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُموداً، أي طفِئتْ وذهبتْ البتَّةَ. والهَمْدَةُ: السكتة. وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُموداً: بَلِيَ. وأَهْمَدَ في المكان: أقام. وأَهْمَدَ في السير: أسرعَ. وهذا الحرف من الأضداد. وأرضٌ هامدةٌ: لا نبات فيها. ونباتٌ هامدٌ: يابسٌ.
همذ
الهَماذِيُّ: البعيرُ السريعُ، وكذلك الناقةُ بلا هاء. وهَماذِيُّ المطرِ: شدَّته.
همرالهَمْرُ: الصبُّ. وقد هَمَرَ الماءُ والدمعُ يَهْمِرُ هَمْراً. وهَمَرَ ما في الضرع، أي حلبه كلَّه. وهَمَرَ له من ماله، أي أعطاه. ورجلٌ هَمَّارٌ ومِهْمارٌ ومِهْمَرٌ، أي مِهذار يَنْهَمِرُ بالكلام. وقال يمدح رجلاً بالخطابة:
تَريعُ إليه هَوادي الكَلامِ ... إذا خَطِلَ النَثِرُ المِهمرُ
واهْتَمَرَ الفرسُ، أي جرى. وانْهَمَرَ الماء: سال.
همرجالهَمْرَجَةُ: الاختلاط في المشي. وهَمْرَجْتُ عليه الخبر، أي خَلَّطْتُهُ.
همرجلالهَمَرْجَلُ من الإبل: السريعُ. وقال أبو زيد: الهَمَرْجَلَةُ من النوق: النجيبةُ الراحلةُ.
همرشالهَمَرَّشُ: العجوزُ الكبيرةُ، الناقةُ الغزيرةُ.
همزالهَمْزُ مثل الغَمْزِ والضغطِ. وقد هَمَزْتُ الشيء في كفِّي. قال الراجز:
ومن هَمَزْنا رأْسَهُ تَهَشَّما
ومنه الهَمْزُ في الكلام، لأنَّه يُضغط. وقد هَمَزْتُ الحرفَ فانْهَمَزَ. وقيل لأعرابيٍّ: أَتَهْمِزُ الفارَةَ؟ فقال: السنَّورُ يهمزها. والهَمْزُ مثل اللمْزِ. والهامِزُ والهَمَّازُ: العيَّابُ. والهُمَزَةُ مثله. يقال رجلٌ هُمَزَةٌ، وامرأةٌ هُمَزَةٌ أيضاً. وهَمَزَهُ، أي دفعه وضرَبه. وهَمَزاتُ الشيطان:خَطَراته التي يُخطِرها بقلب الإنسان. وقوسٌ هَمَزى، أي شديدة الدفع للسهم. والمِهْمَزُ والمِهْماز: حديدةٌ تكون في مؤخَّر خفِّ الرائض. قال الشماخ:
أقامَ الثِقافُ والطريدةُ دَرْأَها ... ما قُوِّمَتْ ضِغْنَ الشَموسِ المَهامِزُ
همسالهَمْسُ: الصوت الخفيُّ. وهَمْسُ الأقدام: أخفى ما يكون من صوت القدم. قال الله تعالى: " فلا تسمعُ إلاَّ هَمْساً " . والأسدُ الهَموسُ: الخفيُّ الوطءِ. والحروفُ المَهْموسَةُ عشرةٌ يجمعها قولك: " حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ " ، وإنَّما سمِّي الحرف مَهْموساً لأنَّه أُضعِفَ الاعتمادُ في موضعه حتَّى جرى معه النَفَسُ.
همسعالهَمَيْسَعُ بالفتح: الرجلُ القويّ.
همشابن السكيت: يقال للناس إذا كثروا بمكانٍ فأقبلوا وأدبروا واختلطوا: رأيتهم يَهْتَمِشونَ، ولهم هَمْشَةٌ. وكذلك الجراد إذا كان في وعاءٍ فعَلا بعضُه في بعض: له هَمْشَةٌ في الوعاء. قال أبو الحسن العدويّ: اهْتَمَشَتِ الدابَّة، إذا دبَّتْ دبيباً. وامرأةٌ هَمَشى الحديثِ، بالتحريك، وهي التي تُكثر الكلامَ والجلَبة.
همطالهَمْطُ: الظلمُ والخبطُ. يقال: هَمَطَ الناسَ فلانٌ يَهْمِطُهُمْ، إذا ظلمهم حقَّهم. والهَمْطُ أيضاً: الأخذ بغير تقدير. واهتمط عرض فلان أي شتمه وتنقصه.
همعالهُموعُ: بالضم: السيَلانُ. والهامِعُ: السائلُ. وقد هَمَعَتْ عينهُ تَهْمَعُ هَمْعاً وهُموعاً وهَمَعاناً، أي دمعت. وكذلك الطَلُّ إذا سقط على الشجر ثم سال قيل: هَمَعَ. وسحابٌ هَمَعٌ، أي ماطرٌ. وتَهَمَّعَ الرجلُ، تباكى.
همغالهِمْيَغُ: الموتُ المُعَجَّلُ.
همقالهَمَقُ من الكلأ: الهَشُّ. ومَشى الهَمَقى، إذا مشى على جانبٍ مرَّةً وعلى جانبٍ مرَّةً.
همكانْهَمَكَ الرجلُ في الأمر، أي جدَّ ولَجَّ. وكذلك تَهَمَّكَ في الأمر.
هملالهَمْلُ، بالتسكين: مصدر قولك: هَمَلَتْ عينهُ تَهْمُلُ وتَهْمِلُ هَمْلاً وهَمَلاناً، أي فاضتْ. وانْهَمَلَتْ مثله. والهَمَلُ، بالتحريك: الإبل التي ترعى بلا راعٍ، مثل النَفَشَ إلا أن النفش لا يكون إلا ليلاً، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً. يقال: إبلٌ هَمَلٌ، وهامِلَةٌ، وهُمَّالٌ، وهَوامِلُ. وتركتُها هَمَلاً، أي سُدًى، إذا أرسلتها ترعى ليلاً ونهاراً بلا راعٍ. وفي المثل: " اختلط المَرْعِيُّ بالهَمَلِ " . والمَرْعِيُّ: الذي له راعٍ. والهَمَلَ أيضاً: الماء الذي لا مانعَ له. وأهْمَلْتُ الشيءَ: خلَّيت بينه وبين نفسه. والمُهْمَلُ من الكلام: خلاف المستعمَل.
هملجالهِمْلاجُ من البَراذينِ: واحد الهَماليج، ومشيُها الهَمْلَجَة، فارسيٌّ معرَّب.
هملعالهَمَلَّعُ: السريعُ من الإبل، وربَّما سمِّي الذئب هَمَلَّعاً، واللام مشدَّدة وأظنُّها زائدة.
همم
الهَمُّ: الحُزنُ، والجمع الهُمومُ. وأهَمَّني الأمرُ، إذا أقلقك وحزَنك. ويقال: هَمُّكَ ما أهَمَّكَ. والمُهِمُّ: الأمر الشديد. وهَمَّني المرضُ: أذابني. وانْهَمَّ الشحمُ والبَرَدُ: ذابا. والاهتِمامُ: الاغتمام. واهْتَمَّ له بأمره. ويقال لما أُذيب من السَنام: الهامومُ. والهِمَّةُ: واحدةُ الهِمَمِ. يقال: فلانٌ بعيدُ الهَمَّةِ أيضاً بالفتح. وهَمَمْتُ بالشيء أهُمُّ هَمًّا، إذا أردته. ويقال: لا مَهَمَّةَ لي بالفتح، ولا هَمامِ، أي أَهُمُّ بذلك ولا أفعله. قال الكميت:
عادِلاً غيرهم من الناس طرًّا ... بِهِمُ لا هَمامِ لي لا هَمامِ
وهو مبنيٌّ على الكسر مثل قَطامِ. والهَميمُ: الدبيبُ، وقد هَمَمْتُ أَهِمُّ بالكسر هَميماً. والهِمُّ: الشيخ الفاني؛ والمرأةُ هِمَّةٌ. والهُمامُ: الملك العظيم الهِمَّةِ. والهَمومُ: البئر الكثيرة الماء. والهامَّةُ: واحدة الهَوامِّ، ولا يقع هذا الاسم إلا على المَخوفِ من الأحناش. ويقال للدابَّة: نِعْمَ الهامَّةُ هذه. والهَميمةُ: مطرٌ ليِّنُ دُقاقُ القطر. وهَمَّمَتِ المرأةُ في رأس الصبيّ، وذلك إذا نوَّمتْه بصوتٍ ترقِّقه له. ويقال: ذهبت أتَهَمَّمُهُ، أي أطلبه.
همنالمُهَيْمِنُ: الشاهد، وهو من آمن غيرَه من الخوف.
همهمالهَمْهَمْةُ: ترديد الصوت في الصدر. وحمارٌ هِمْهيمٌ: يُهَمْهِمُ في صوته.
همىهمى الماء والدمعُ يَهْمي هَمْياً وهَمَياناً، إذا سال. وهَمَتِ الماشية، إذا نَدَّتْ للرعي. وهَوامي الإبل: ضَوالُّها. وهِمْيانُ الدراهم، بكسر الهاء، وهو معرَّب.
هناهُنا وهَهُنا للتقريب إذا أشرت إلى مكانٍ. وهُناكَ وهُنالِكَ للتبعيد، واللام زائدةٌ، والكاف للخطاب وفيها دليلٌ على التبعيد. تفتح للمذكّر وتكسر للمؤنث. قال الفراء: يقال: اجلسْ هَهُنا قريباً، وتَنَحَّ هَهُنا أي تباعدْ. وهَهُنا أيضاً: اللهو واللعب. وأنشد الأصمعيّ لامرئ القيس:
وحديثُ الرَكْبِ يومَ هُنا ... وحديثٌ مَّا على قِصَرِ
وهَنَّا بالفتح والتشديد معناه هَهُنا. وهُنَّاكَ، أي هُناكَ. ومنه قولهم: يجمَّعوا من هَنَّا ومن هَنَّا، أي من هَهُنا ومن هَهُنا. وقول القائل:
حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ
يقول ليس ذا موضع حنين وقولُ الراعي:
نعَمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلبَكَ مِتْيَحُ
يقول: ليس الأمر حيث ذهبتَ. ويقال في النداء خاصَّةً: يا هَناهُ.
هنأهَنُؤَ الطعامُ يَهْنُؤُ هَناءةً، أي صار هَنيئاً. وكذلك هَنيءَ الطعامُ مثل فَقِهَ وفَقُهَ. عن الأخفش، قال: وهَنَأَني الطعامُ يَهْنِئُني ويَهْنَؤُني، ولا نظير له في المهموز، هَنْأً وهِنْأً. وتقول: هَنِئْتُ الطعامَ، أي تَهَنَّأْتُ به، و " كلوهُ فهو هَنيئاً مَريئاً " ، وكلُّ أمرٍ يأتيك من غير تَعَبٍ فهو هَنيءٌ. ولك المَهْنَأُ. أبو زيد: هَنِئَتِ الماشيةُ، إذا أصابت حظًّا من البقلِ من غير أن تشبعَ منه. قال: وهَنَأْتُ البعيرَ أَهْنُؤُهُ، إذا طليته بالهِناءِ، وهو القَطِرانُ. وإبلٌ مَهْنوءةٌ. وهَنَأْتُ الرجل أهْنَؤُهُ، وأهْنِئُه أيضاً، إذا أعطيتَهُ، والاسم الهِنءُ، وهو العطاءُ. وهَنَأْتُهُ شهراً أهنؤُه، أي عُلْتُهُ. قال الأصمعيّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أي: لتُمْرِئَ. والتهنِئَةُ: خلاف التعزيةِ. وتقول: هَنَّأْتُهُ بالوِلايةِ تهنِئَةً وتَهْنيئاً.
هنبالهَنَبُ، بالتحريك: مصدر قولك امرأة هَنْباءُ، أي بلهاء بيِّنَةُ الهَنَبِ.
هنبثالهَنْبثة، الاختلاط في القول، ويقال الأمر الشديد.
هنبرالهِنْبِرُ: ولدُ الضبع. قال أبو زيد: من أسماء الضباع أمّ الهِنْبِرِ، في لغة بني فزارة. قال الشاعر:
يا قاتَلَ اللهُ صِبْياناً تجيءُ بهم ... أُمُّ الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها واري
وقال أبو عبيد: الهِنْبِرُ: الجحش. ومنه قيل للأتان: أمُّ الهِنْبِرِ.
هنبلالهَنْبَلَةُ: مِشيةُ الضبع العرجاءِ.
هندهَنَّدَتْني فلانةٌ، أي تَيَّمَتْني بالمغازلة. وقال أعرابيٌّ:
غَرَّكَ من هَنَّادَةَ التَهنيدُ
مَوْعِدُها والباطِلُ المَوْعودُ
والمُهَنَّدُ: السيفُ المطبوعُ من حديد الهِنْدِ. والهُنَيْدَةُ: المائة من الإبلِ وغيرها. قال جرير:
أعْطوا هُنَيْدَةَ يَحْدوها ثَمانِيَةٌ ... ما في عَطائِهِمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ
قال أبو عبيدة: هي اسمٌ لكلِّ مائة. وأنشد لسلمة بن الحارث:
ونَصْرُ بنُ دُهْمانَ الهُنَيْدَةَ عاشَها ... وتِسْعينَ عاماً ثم قُوِّمَ فانْصاتا
هندبهِنْدَبُ بفتح الدال، وهِندَبا، وهِندَباة: بَقلٌ. وقال أبو زيد: الهندِبا بكسر الدال يمدُّ ويقصر.
هندزالهِنْدازُ معرَّبٌ، وأصله بالفارسيَّة أَنْذازَه. يقال: أعطاه بلا حسابٍ ولا هِنْدازٍ. ومنه المُهَنْدِزُ، وهو الذي يقدِّر مجاريَ القُنِيِّ والأبنية.
هندسالمُهَنْدِسُ: الذي يقدِّر مجاري القُنيِّ حيث تُحْفَرُ، وهو مشتق من الهِنْداز، وهي فارسيَّة. والاسم الهَنْدَسَةُ.
هندميقال: هذا شيء مُهَنْدَمٌ، أي مُصْلَحٌ على مقدار. وهو معرّب، وأصله بالفارسية أنْدامْ مثل مهندس وأصله أنْذازَهْ.
هنعالهَنْعَةُ: سمةٌ في منخفَض العنق. يقال: بعير مَهْنوعٌ، وقد هُنِعَ. والهَنْعَةُ أيضاً: منكِب الجوزاء الأيسر، وهي خمسة أنجم مصطفَّةٌ ينزلها القمر.
والهَنَعُ: تضامنٌ في عنق البعير، وهو أن تنحدر قَصَرَتُهُ ويرتفع رأسه ويُشرف حاركه. وقد هَنِعَ يَهْنَعُ هَنَعاً. وظليمٌ أهْنَعُ، ونعامةٌ هَنْعاء يكون في عنقها التواء حتى يقصر لذلك كما يفعله الطائر الطويل العنق. وأكمةٌ هَنْعاءُ، أي قصيرةٌ، وهي ضدُّ صَنْعاء. والهَنَعُ في العُفْرِ من الظباء خاصَّةً دون الأُدْمِ، لأنَّ في أعناق العُفْرِ قِصَراً.
هنفالإهنافُ: ضحكٌ فيه فتور، كضحك المستهزئ. وكذلك المُهانَفَةُ والتَهانُفُ. قال الكميت:
مُهَفْهَفَةُ الكشْحَيْنِ بيضاء كاعبٌ ... تَهانَفُ للجُهَّالِ منا وتلعبُ
هنمالهَيْنَمَةُ: الصوت الخفيّ. والهِنَّمَةُ: خرزةٌ كان النساء يؤخِّذنَ بها الرجال.
هننالفراء: هَنَّ يَهِنُّ هَنيناً، أي حَنَّ. وقول الراعي:
نَعَمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلبك مِتْيَحُ
يقول: ليس الأمر حيث ذهبتَ. ويقال: ما بالبعير هُنانَةً بالضم، أي ما به طِرْقٌ. وأهَنَّه الله فهو مَهْنونٌ. والهِنَنَةُ: ضربٌ من القنافذ.
هنوهن: كلمة كناية، ومعناه شيءٌ وأصله هَنَوٌ. تقول: هذا هَنُكَ، أي شيئُكَ. وتقول للمرأة: هَنَةٌ وهَنْتٌ أيضاً بالتاء ساكنة النون، كما قالوا بنتٌ وأختٌ، وتصغيرها هُنَيَّةٌ. والجمع هَنات وهَنَوات. وقال:
أرى ابن نِزار جَفاني ومَلَّني ... على هَنَواتٍ شأنُها متتابعُ
وفي فلانٍ هَنَّاتٌ، أي خصلاتُ شرٍّ، ولا يقال ذلك في الخير. وتقول: جاءني هَنوكَ، ورأيت هَناكَ، ومررت بِهَنيكَ. وتقول في النداء: يا هَنُ أقْبلْ، ويا هَنانِ أقبِلا، ويا هَنونُ أقبِلوا. ولك أن تدخل فيه الهاء لبيان الحركة فتقول: يا هَنَهْ. ولك أن تقول: يا هَناهُ أقبِل بهاءٍ مضمومة، ويا هَنانيهِ أقبِلا، ويا هَنوناهُ أقبِلوا. وأنشد أبو زيد في نوادره:
وقد رابَني قوْلها يا هَنا ... هُ ويحَكَ ألْحَقْتَ شرًّا بِشَرّ
تعني كنا متَّهمينَ فحققتِ الأمر.
هوأفلانٌ بعيدُ الهَوْءِ بالفتح، أي: بعيد الهِمَّةِ. تقول منه: هاءَ الرجلُ، وإنه لَيَهوءُ بنفسه، أي: يسمو بها إلى المعالي. أبو زيد: هُؤْتُ به خيراً، إذا أزْنَنْتُهُ به. والمُهْوَأنُّ بضم الميم: الصحراء الواسعة. وقولهم: هاءِ يا رجلُ بكسر الهمز، معناه: هاتِ؛ وللمرأة: هائِي بإثبات الياء، مثل: هاتي؛ وللرجلين والمرأتين: هائِيا، مثل هاتِيا؛ وللرجال: هاءُوا؛ وللنساء: هائينَ. وإذا قلت: هاءَ يا رجلُ بفتح الهمزة، كان معناه: هاكَ، وللاثنين: هاؤُما، وللجميع هاؤُمْ. وللمرأة: هاءَ بالكسر بلا ياء، وهاؤُما وهاؤُنَّ. وفيه لغةٌ أخرى، هَأْ يا رجل بهمزةٍ ساكنة، مثل هَعْ، أي خذْ، وأصله هاءْ أسقِطت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة هائي، مثل هاعي، وللرجلين والمرأتين: هاءَا، مثال: هاعا، وللرجال: هاءوا، وللنساء: هَأْنَ. وإذا قيل لك هاءَ بالفتح قلت: ما أهاءُ، أي ما آخُذُ، وما أهاءُ على ما لم يسمّ فاعله، أي ما أعطى.
هوب
الهَوْبُ: البعد. تقول: تركته في هَوْبٍ، أي بحيث لا يُدرى أين هو. أبو عبيد: الهَوْبُ: الرجل الأحمق الكثير الكلام. والهَوْبُ: وهج النار.
هوجرجلٌ أهْوَجُ بيِّن الهَوَج، أي طويلٌ وبه تسرُّعٌ وحمقٌ. والهَوْجاءُ: الناقة التي كأنَّ بها هَوَجاً من سُرعتها. والهَوْجاءُ: الريح التي تقلع البيوت، والجمع هوجٌ.
هودهادَ يَهودُ هَوْداً: تابَ ورجع إلى الحقّ، فهو هائدٌ وقومٌ هودٌ. قال أبو عبيدة: التهَوُّدُ: التوبة والعمل الصالح. ويقال أيضاً: هادَ وتَهَوَّدَ، إذا صار يهوديًّا. والهودُ: اليهودُ. وأرادوا باليهود اليهودِيِّينَ، ولكنهم حذفوا ياء الإضافة كما قالوا زنْجِيٌّ وزِنْجٌ. والتهويدُ: المشي الرُوَيْدُ، مثل الدبيبِ. وأصله من الهوادَةِ. وفي الحديث: " أسرِعوا المشيَ في الجنازةِ ولا تُهَوِّدوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى " . وكذلك التهويدُ في المنطِق، هو الساكنُ. يقال: غِناءٌ مُهَوَّدٌ. والتهويدُ أيضاً: النومُ. وتهويدُ الشرابِ: إسكارُهُ. والتهويدُ: أن يصيَّرَ الإنسان يهودِيًّا. وفي الحديث: " فأبَواهُ يُهَوِّدانِه " . والهَوادةُ: الصلحُ والميلُ. والمُهاوَدَةُ: المصالحةُ والممايلةُ. والهَوَدَةُ، بالتحريك: السَنامُ، والجمع هَوَدٌ. وقال الشاعر:
كومٌ عليها هَوَدٌ أنْضادُ
وتسكّن الواو فيقال هَوْدَةٌ.
هوذالهَوْذَةُ: القَطاةُ، وبها سمِّي الرجلُ هَوْذَةَ. قال الأعشى:
من يلقَ هَوْذَةَ يسْجُدْ غيرَ مُنَّئِبٍ ... إذا تَعَمَّمَ فوقَ التاج أو وَضَعا
هورهارَ الجرْفُ يَهورُ هَوْراً وهُؤوراً، فهو هائرٌ. ويقال أيضاً: جرفٌ هارٍ، خفضوه في موضع الرفع وأرادوا هائِرٌ. وهوَّرْتُهُ فَتَهَوَّرَ. وانْهارَ، أي انْهَدَمَ. وهُرْتُهُ بالشيء، أي اتَّهمته به، والاسم الهورَةُ. والتَهَوُّرُ: الوقوع في الشيء بقلَّة مبالاة. يقال: فلانٌ مُتَهَوِّرٌ. وتَهَوَّرَ الليلُ: أي مضى أكثره وانكسر ظلامه. وتَهَوَّرَ الشتاء: ذهب أكثره وانكسر برده. واَهتَوَّرَ الشيء: هلك. والتَيْهورُ من الرمل: المشرِف.
هوسالهَوْسُ: الدقُّ. يقال: هُسْتُ الشيء أهوسُهُ. والهَوْسُ أيضاً: الطَوَفان بالليل والهوس: شدة الأكل. والهَوَّاسُ: الأسد. قال الكميت:
هو الأضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شَجاعَةً ... وفيمنْ يُعاديهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ
ويقال: الهَوْسُ: المشيُ الذي يعتمد فيه صاحبه على الأرض اعتماداً شديداً. ومنه سمِّي الأسدُ الهَوَّاسُ. والهَوْسُ: السوقُ الليِّنُ. يقال: هُسْتُ الإبل فهاسَتْ، أي ترعى وتسير. وإنَّما شبِّه هَوَسانُ الناقةِ بهَوَسانِ الأسدِ، لأنَّها تمشي خُطوةً وهي ترعى. قال الفراء: الهَوِسَةُ: الناقةُ الضَبِعَةُ. والهَوَسُ بالتحريك: طرفٌ من الجنون.
هوشالهَوْشَةُ: الفتنةُ والهَيْجُ والاضطرابُ. يقال: قد هَوَّشَ القومُ. وكذلك كلُّ شيء خلطته فقد هَوَّشْتَهُ. قال ذو الرمة يصفُ المنازلَ وأنَّ الرياح قد خَلَّطَتْ بعض آثارها ببعض:
تَعَفَّتْ لِتهْتانِ الشِتاءِ وهَوَّشَتْ ... بها نائجاتُ الصيفِ شرقِيَّةً كُدْرا
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " إيَّاكم وهَوَشاتِ الليلِ وهَوَشاتِ الأسواق " . وقول الراجز:
قد هَوَّشَتْ بُطونُها واحْقَوْقَفَتْ
أي اضطربت من الهزال. وكذلك هاشَ القومُ يَهوشونَ هَوْشاً. وقد تَهَوَّشوا. وفي الحديث: " من أصاب مالاً من مَهاوِشَ أذهبه الله في نَهابِرَ " . فالمَهاوِشُ كلُّ مالٍ أصيب من غير حِلِّهِ، كالغصب والسرقة ونحو ذلك. ويقال للعدد الكثير: هَوْشٌ. والهُواشاتُ بالضم: الجماعات من الناس ومن الإبل إذا جمعوها فاختلط بعضها ببعض.
هوعهاعَ يَهوعِ هَواعاً وهَيْعوعَةً، أي قاء. يقال: لأُهَوِّعَنَّهُ ما أكل، أي لأُقَيِّئَنَّهُ. والتَهَوُّعُ: التقيُّؤُ. وهاعَ القومُ بعضهم إلى بعض، أي همُّوا بالوثوب.
هوفالهَوْفُ: الريحُ الحارَّةُ.
هوكالتَهَوُّكُ: التحيُّرُ. والتَهَوُّكُ أيضاً: مثل التهوُّر، وهو الوقوع في الشيء بقلَّة مبالاةٍ.
هولهالَهُ الشيء يَهولُهُ هَوْلاً، أي أفزعه. ومكانٌ مَهيلٌ، أي مخوفٌ. وكذلك مكانٌ مَهالٌ. قال الهذليّ:
أجاز إلينا على بعدِه ... مَهاويَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ
وهُلْتُهُ فاهْتالَ: أفزعته ففزع. والتَهْويلُ: التفريغ. والتَهاويلُ: ما هالَكَ من شيء. وهَوَّلَ القومُ على الرجل. قال أبو عبيدة: كان في الجاهلية لكلِّ قومٍ نارٌ وعليها سَدَنَةٌ، فكان إذا وقع بين رجلين خُصُومة جاء إلى النار فيحلف عندها، وكان السدنةُ يطرحون فيها ملحاً من حيث لا يشعر، يُهَوِّلونَ بها عليه. قال أوس:
كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّلِ حالِفُ
واسم تلك النار الهولَةُ بالضم. قال الكميت:
كهولَةِ ما أوْقَدَ المُحلِفونَ ... لدى الحالِفين وما هَوَّلوا
والتَهاويلُ أيضاً: الألوان المختلفة، من الأحمر والأصفر والأخضر. وهَوَّلَتِ المرأة، إذا تزيَّنت بحليها ولباسها. أبو زيد: تَهَوَّلْتُ للناقة تَهَوُّلاً، إذا تذاءبْت لها. والهالَةُ: الدارَةُ حول القمر.
هومهَوَّمَ الرجل، إذا هَزَّ رأسه من النعاس. وقال الشاعر:
ما تَطْعَمُ العينُ نوماً غير تهْويمِ
وقد هَوَّمنا.
هونالهوْنُ: السكينةُ والوقار. وفلان يمشي على الأرض هَوْناً. والهَونُ: مصدر هانَ عليه الشيء، أي خفَّ. وهَوَّنَهُ الله عليه، أي سهَّله وخفَّفه. وشيءٌ هَيِّنٌ، على فَيْعَلٍ، أي سهلٌ. وهَيْنٌ مخفَّفٌ، والجمع أهْوِناءُ. وقوم هَيْنون لَيْنونَ. والهون بالضم: الهَوانُ. وأهانَهُ: استخفَّ به، والاسم الهَوانُ والمَهانَةُ. يقال: رجلٌ فيه مَهانَةٌ، أي ذُلٌّ وضعفٌ. واستهانَ به وتهاونَ به: استحقره. وقوله:
ولا تُهينَ الفقيرَ عَلَّكَ أنْ ... تركع يوماً والدهرُ قد رفَعَهْ
أراد لا تُهينَنْ، فحذف النون الخفيفة لمَّا استقبلها ساكن. ويقال: امْشِ على هينتِكَ، أي على رِسلكَ. وكانت العرب تسمِّي يوم الاثنين: أهْوَنَ، في أسمائهم القديمة.
هوهرجلٌ هوهَةٌ بالضم، أي جبانٌ.
هوىالهواءُ ممدودٌ: ما بين السماء والأرض، والجمع الأهْوِيَةُ. وكل خالٍ هواءٌ. قال زهير:
كأنَّ الرَحْلَ منها فوق صَعْلٍ ... من الظِلمانِ جُؤْجُؤُهُ هَواءُ
وقوله تعالى: " وأفئدتهمْ هَواءٌ " . يقال: إنَّه لا عقول لهم. والهَوَى مقصورٌ: هَوَى النفس: والجمع الأهْواءُ. وإذا أضفته إليك قلت هَوايَ. وهُذَيْلٌ تقول: هَوَيَّ. وقال ذؤيب:
سبقوا هَوَيَّ وأعْنَقوا لهَواههُمُ ... فَتُخُرِّموا ولكلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
وهذا الشيء أهْوى إليَّ من كذا، أي أحبُّ إليَّ. قال الشاعر:
ولَيْلَةً منها تعودُ لنا ... في غير ما رَفَثٍ ولا إثْمِ
أهْوى إلى نفسي ولو نَزَحَتْ ... مما مَلَكْتُ ومن بني سَهْمِ
وهَوِيَ يَهوى هَوًى، أي أحَبَّ.
الأصمعيّ: هَوى بالفتح يَهْوي هُوِيًّا، أي سقط إلى أسفل. قال: وكذلك الهُوِيُّ في السير إذا مضى. وهَوى وانْهَوى بمعنًى. وهَوَتِ الطعنةُ تَهْوي: فتحت فاها. وأهْوى إليه بيده ليأخذه. قال الأصمعي: أهْوَيْتُ بالشيء، إذا أوْمَأْتَ به. ويقال: أهْوَيْتُ له بالسيف. والهُوَّةُ: الوَهْدَةُ العميقةُ. والأُهْوِيَّةُ مثلها. والمَهْوى والمَهْواةُ: ما بين الجبلين ونحو لك. وتَهاوى القومُ في المَهْواةِ، إذا سقط بعضهم في إثر بعض.
قال الشيباني: المُهاواةُ: المُلاجَّة. والمُهاواةُ: شدَّة السير. ومضى هَوِيٌّ من الليل، أي هزيعٌ منه. واسْتهواهُ الشيطان، أي اسْتَهامَهُ. أبو عبيد: الهَوْهاءةُ بالمدّ: الأحمق. ويقال: ما أدري أيُّ هَيِّ بن بَيٍّ هو، معناه أيُّ الخلق هو. وهَيَّانُ بن بيَّانَ، كما يقال طامِرُ بن طامِرٍ، لمن لا يُعرف أبوه. وهاويةٌ: اسمٌ من أسماء النار، وهي معرفة بغير ألفٍ ولامٍ. قال تعالى: " فأُمُّهُ هاويةٌ " . يقول: مُسْتَقَرُّهُ النار. والهاوِيَةُ: المَهْواةُ. وقال:
يا عمرو لو نالَتْكَ أرْماحُنا ... كنتَ كمن تهوي به الهاوِيهْ
وتقول: هَوَتْ أُمُّه فهي هاوِيَةٌ، أي ثاكِلةٌ. قال كعب بن سعدٍ الغَنَويّ يرثي أخاه:
هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعثُ الصبحُ غادِياً ... وماذا يُؤدِّي الليلُ حين يَئوبُ
والهَواهي: الباطلُ واللغوُ من القول. قال ابن أحمر:
أفي كل يومٍ تَدْعُوانِ أطِبَّةً ... إليَّ وما يُجْدون إلا الهَواهِيا
الكسائي: يقال يا هَيّ مالي، لا يهمز، معناه: يا عجباً.
هيأقولهم يا هَيْءَ مالي: كلمة أسَفٍ وتَلَهُّفٍ. وأنشد الكسائي:
يا هَيْءَ مالي من يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مَرَّ الزمان عليه والتَّقْليبُ
والهَيْئَةُ: الشارَةُ، وفلان حسنُ الهَيْئَةِ والهِيئَةِ. أبو زيد: هِئْتُ للأمر أهِيءُ هَيْئَةً وتَهَيَّأتُ تهَيُّؤاً بمعنًى. وهيَّأتُ الشيء: أصلحته.
هيبالمَهابَةُ: وهي الإجلال والمخافة. وقد هابَهُ يَهابَهُ، الأمر منه هَبْ، وإذا أخبرت عن نفسك قلت هِبْتُ. وهذا الشيء مَهيبَةٌ لك. وتَهَيَّبْت الشيء، وتَهَيَّبَني الشيءُ، أي خفته وخوَّفني. قال ابن مقبل:
وما تَهَيَّبني المَوْماةُ أركبُها ... إذا تجاوبَتِ الأصداءُ بالسَّحَرِ
وهَيَّبْتُ إليه الشيء، إذا جعلته مَهيباً عنده. ورجلٌ مَهيبٌ، أي تهابه الناس؛ وكذلك رجلٌ مَهوبٌ، ومكانٌ مَهوبٌ، بُني على قولهم: هوبَ الرجلُ، فيما لم يسمّ فاعله. وأنشد الكسائي:
ويأوي إلى زُغْبٍ مساكينَ دونَهم ... فَلاً لا تَخَطَّاهُ الرِفاقُ مَهوبُ
والهَيوبُ: الجبان الذي يهاب الناس. وفي الحديث: " الإيمان هَيوبٌ " ، أي إنَّ صاحبه يهاب المعاصي. ورجلٌ هَيْبوبَةٌ وهَيَّابَةٌ وهَيَّابٌ وهَيبانٌ بكسر الياء، أي جبان متهيِّب. وأهاب الرجل بغنمه، أي صاح بها لتقف أو لترجع. وأهاب البعير. وقال الشاعر طرفة:
تَريعُ إلى صوتِ المُهيبِ وتتَّقي ... بذي خصَلٍ رَوْعاتِ أكْلَفَ مُلْبِدِ
ومكانٌ مَهابٌ، أي مَهوبٌ. قال الهذليّ:
أجازَ إلينا على بعدِهِ ... مَهاوي خَرْقٍ مَهَابٍ مَهالِ
وهابِ: زجر للخيل. وهَبي مثله، أي أقبلي.
هيتهَيَّتَ به وهَوَّتَ به، أي صاح به ودعاه. وقولهم: هَيْتَ لك، أي هلمَّ لك. قال الشاعر في علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أبْلِغْ أميرَ المؤمِني ... نَ أخا العراقِ إذا أتيْنا
إنَّ العراقَ وأهلهُ ... سلمٌ إليك فَهَيْتَ هَيْتا
أي هلمَّ وتعال. يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث إلا أن العدد فيما بعده. تقول: هَيْتَ لكما، وهَيْتَ لكُنَّ. والهَوْتَةُ بالفتح: المنخفضُ في الأرض. وكذلك الهُوتَة بالضم. وتقول: هاتِ يا رجل بكسر التاء، أي أعطني، وللاثنين: هاتِيا مثل آتِيا، وللجمع: هاتوا، وللمرأة: هاتي بالياء، وللمرأتين: هاتِيا، وللنساء: هاتينَ: مثل عاطينَ. وتقول: هاتِ لا هاتَيْتَ، وهاتِ إن كانت بك مُهاتاةٌ. وما أُهاتيكَ، كما تقول ما أُعاطيكَ. ولا يقال منه هاتَيْتُ، ولا يُنهى بها.
هيثأبو زيد: هِثْتُ له هَيْثاً وهَثَياناً، إذا أعطيته شيئاً يسيراً. والهَيْثُ: الحركة مثل الهَيْشِ. والهَيْثَةُ: الجماعة من الناس، مثل الهَيْشَة.
هيجهاجَ الشيء يَهيجُ هَيْجاً وهَيَجاناً، واهْتاجَ وتهَيَّجَ، أي ثارَ. وهاجَهُ غيرُهُ؛ يتعدى ولا يتعدى. وهيَّجَهُ وهايَجَهُ بمعنًى. والهائج: الفحل الذي يشتهي الضراب. وهاجَ النبتُ هياجاً، أي يبس. وأرضٌ هائجَةٌ: يبس بقلها أو اصفرّ. وأهاجَت الريحُ النبت: أيبسته. وأهْيَجْنا الأرض، أي وجدناها هائجة النبات. وهاجَ هائجُهُ، أي ثار غضبه. وهَدَأَ هائِجُهُ أي سكنت فَوْرته. والهَيْجا: الحرب يمدّ ويقصر. ويومُ الهِياج: يوم القتال. وتهايَجَ الفريقان، إذا تواثَبا للقتال. وناقةٌ مِهْياجٌ، أي نَزوعٌ إلى وطنها.
هيدهِدْتُ الشيءَ أهيدُهُ هَيْداً: حرَّكتُهُ. وفي الحديث: " هِدْهُ " ، يعنون به المسجد، أي هُدَّهُ ثم أصلِحْهُ. وتقول: ما يَهيدُني ذلك، أي ما يزعجني وما أكترث له ولا أباليه قال يعقوب: لا ينطق بيهيد إلا بحرف جمد. والهَيْدانُ: الجبانُ. وهَيْدِ وهادِ: زجرٌ للإبل. وقولهم: ما له هَيْدٌ ولا هادٌ، أي ما يقال له هَيْدِ ولا هادِ. وأنشد لابن هَرْمة:
حتَّى استقامتْ له الآفاقُ طائعةً ... فما يُقالُ هَيْدٌ ولا هادُ
أي لا يحرك ولا يمنع من شيء ولا يُزجر عنه. تقول منه: هِدْتُ الرجل وهَيَّدْتُهُ.
هير
هَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّرَ: لغة في هوَّرتُهُ فَتَهَوَّرَ. ويقال للشَمالِ: هيرٌ وهَيْرٌ عن الفراء، لغة في إيْرٍ وأيْرٍ. واليَهْيَرُّ بتشديد الراء: صمغُ الطلحِ. وقال الأحمر: الحجر اليَهْيَرُّ: الصُلبُ. ومنه سمِّي صمغ الطلح يَهْيَرًّا.قال أبو بكر بن السراج: وربما زادوا فيه الألف فقالوا: يَهْيَرَّى. قال: وهو من أسماء الباطل. وقولهم: أكذب من اليَهْيَرِّ، وهو السراب.
هيسالهَيْسُ: السير الشديد، أي ضربٍ كان. قال الأصمعيّ: يقال حَمَلَ فلانٌ على عسكرِهِم فهاسَهُمْ، أي داسهم، مثل حاسَهُم. والأهْيَسُ: الشجاعُ، مثل الأحْوَسِ. والهَيْسُ: اسمُ أداةِ الفدَّان كلّها.
هيشقال الأصمعي: الهَيْشَةُ: الجماعةُ من الناس. والهَيْشَةُ مثل الهَوْشَةِ. وهاشَ القومُ يهوشونَ هَيْشاً، إذا تحرَّكوا وهاجوا. قال الشاعر:
هِشْتُمْ علينا وكنتم تَكنَفون بما ... تعطيكُمُ الحَقَّ منَّا غير منقوص
هيضهاضَ العَظْمَ يَهيضُهُ هَيْضاً، أي كسره بعد الجبور، فهو مَهيضٌ. واهْتاضَهُ أيضاً فهو مُهْتاضٌ ومُنْهاضٌ. وكلُّ وجعٍ على وجعٍ فهو هَيْضٌ. يقال: هاضَني الشيءُ، إذا ردَّك في مرضك. ويقال: بالرجل هَيْضَةٌ، أي به قُياءٌ وقيامٌ جميعاً.
هيطالهِياطُ والمُهايَطَةُ: الصياح والجَلَبة. يقال: وقع القوم في هِياطٍ ومِياطٍ. قال الفراء: تهايَطَ القومُ، إذا اجتمعوا وأصلحوا أمرهم بينهم، وهو خلاف التمايطِ.
هيعهاعَ يَهيعُ هُيوعاً، أي جَبُنَ. وفيه لغة أخرى: هاعَ يَهاعُ هَيْعاً وهَيَعاناً. والهَيْعَةُ: سيلان الشيء المصبوب على وجه الأرض مثل المَيْعَةِ. وقد هاعَ يَهيعُ هَيْعاً. ورصاصٌ هائعٌ في المَذْوَبِ. وانْهاعَ السرابُ: جرى. ورجلٌ هاعٌ لاعٌ، وهائعٌ لائعٌ، أي جبانٌ جَزوعٌ. وامرأةٌ هاعَةٌ لاعةٌ. والهائعَةُ: الصوتُ الشديد. والهَيْعَةُ: كل ما أفزعك من صوتٍ أو فاحشة تُشاع. قال الشاعر:
إن يسمعوا هَيْعَةً طاروا بها فرحاً ... منِّي وما سمعوا من صالحٍ دفنوا
والمَهْيَعَةُ، هي الجُحْفَةُ، ميقاتُ أهل الشام.
هيغقال ابن السكيت: يقال إنَّهم في الأهْيَغَيْنِ، أي الخصبِ وحُسنِ الحال. قال: ويقال عامٌ أهْيَغُ، إذا كان مخصِباً كثير العشب. وهَيَّغْتُ الثَريدةَ، إذا أكثرت وَدَكها. ووقع فلانٌ في الأهْيَغَيْنِ، أي في الأكل والشرب.
هيفالهَيْفُ مثل الهُوفِ، وهي ريحٌ حارَّةٌ تأتي من اليمن، وهي النكباء التي تجري بين الجَنوب والدَبور من تحت مجرى سهيْلٍ. قال الشاعر:
وصَوَّحَ البَقْلَ نآّجٌ تجيء به ... هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ
وفي المثل: ذهبتْ هَيْفٌ لأديانها، أي لعاداتها، لأنَّها تجفف كلَّ شيء وتيبِّسه. وتَهَيَّفَ الرجل من الهَيْفِ، كما يقال تَشَتَّى من الشتاء. والهافَةُ من النوق: التي تعطش سريعاً، وكذلك المِهْيافُ. واهْتافَ، أي عطش. قال الأصمعي: رجلٌ هَيْفانٌ، أي عطشانٌ. والمِهْيافُ: السريع العطش. وأهافَ القومُ، أي عطشت إبلهم. والهَيَفُ بالتحريك: ضمْرُ البطن والخاصرة. ورجلٌ أهْيَفٌ وامرأةٌ هَيْفاءُ، وقومٌ هيفٌ. وفرسٌ هَيْفاءُ: ضامرةٌ. وهافَ العيدُ، أي أبَقَ.
هيقالهَيقُ: الظليمُ، وكذلك الهَيْقَمُ، والميم زائدة.
هيلهِلْتُ الدقيق في الجراب: صبَبته من غير كَيْلٍ. وكلُّ شيء أرسلته إرسالاً، من رمل أو تراب أو طعامٍ ونحوه، قلت: هِلْتُهُ أهيلُهُ هَيْلاً، فانْهالَ، أي جرى وانصبَّ. وتَهَيَّلَ: تَصَبَّبَ. وأهَلْتُ الدقيق لغة في هِلْتُ، فهو مُهالٌ ومَهيلٌ. ويقال للرجل إذا جاء بالمال الكثير: جاء بالهَيْلِ والهَيْلمان. قال أبو عبيد: أي بالرمل والريح.
هيمالهامَةُ: الرأس، والجمع هامٌ. وهامَةُ القوم: رئيسُهم. والهامَةُ من طير الليل، وهو الصَدى، والجمع هامٌ. قال ذو الرمة:
قد أعْسِفُ النازِحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ ... في ظِلِّ أخْضَرَ يدعو هَمَهُ البومُ
وكانت العرب تزعم أن روحُ القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامةً فتزقُو عند قبره، تقول: اسقوني اسقوني، فإذا أُدرِكَ بثأره طارت. وهذا المعنى أراد الشاعر بقوله:
ومنا الذي أبكى صُدَيَّ بن مالِكٍ ... ونفرَ طيراً عن جُعادَةَ وقّعا
يقول: قتل قاتلَه فنفرت الطيرُ عن قبره. وهامَ على وجهه يَهيمُ هَيْماً وهَيماناً: ذهب من العشق أو غيره. وقلبٌ مستهامٌ، أي هائِمٌ. والهُيامُ بالضم: أشدُّ العطش. والهُيامُ كالجُنون من العشق. والهيامُ: داءٌ يأخذ الإبل فتهيمُ في الأرض لا ترعى. يقال: ناقةٌ هَيْماءُ. والهَيْماءُ أيضاً: المفازة لا ماء بها. والهَيامُ بالفتح: الرملُ لا يتماسك أن يسيل من اليد لِلِينِهِ. ومنه قول لبيد:
يجتاب أصلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بعُجوبِ أنقاءٍ يميل هَيامُها
والجمع هُيُمٌ. والهِيامُ بالكسر: الإبل العِطاش، الواحد هَيْمانُ. وناقةٌ هَيْمى. قال الأصمعي: الهَيْمانُ: العطشان. ومن الداء مَهْيومٌ. وقومٌ هيمٌ، أي عطاشٌ. وقد هاموا هِياماً. وقوله تعالى: " فَشارِبونَ شُرْبَ الهيمِ " ، هي الإبل العطاشُ، ويقال الرملُ. قال الشيباني: التَهَيُّمُ: مشيةٌ حسنةٌ.
هيههَيْهاتَ: كلمة تبعيد. قال جرير:
فَهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأهلُهُ ... وهَيْهاتَ خِلٌّ بالعقيقِ نُحاوِلُهْ
وقد تُبدل الهاء الأولى همزة فيقال أَيْهاتَ، مثل هَراقَ وأَراقَ.
حرف الواو
وأب
الوَأْبُ: الانقباض والاستحياء. تقول منه: وَأَبَ يَئِبُ وَأْباً وإبَةً. ونكح فلانٌ في إبَةٍ، وهو العار وما يُستحيا منه. قال الشاعر:
إذا المَرَئِيُّ شَبَّ له بناتٌ ... عَصَبْنَ برأسه إبَةً وعارا
واتَّأبَ الرجلُ، أي استحيا؛ قال الأعشى يمدح هَوْذَة بن عليٍّ الحَنفي:
من يلْقَ هَوْذَةَ يسجد غير مُتَّئِبٍ ... إذا تَعَمَّمَ فوق التاجِ أو وَضَعا
وأَوْأَبْتُهُ، أي فعلت به فعلاً يُستحيى منه. والموئِباتُ: المخْزِيات. وأوأبته أيضاً: رددته عن حاجته. وحافِرٌ وأْبٌ، أي مُقَعَّبٌ. ويقال: الوَأْبُ: البعير العظيم. والوَأْبَةُ: النُقرة في الصخرة تُمسِكُ الماء.
وأدوَأَدَ ابنته يَئِدُها وَأْداً، فهي مَوْءُودَةٌ، أي دفنها في القبر وهي حيَّةٌ. قال الفرزدق:
ومِنَّا الذي مَنَعَ الوائِداتِ ... وأحْيا الوَئِيدَ فلم يُوأَدِ
يعني جدّه صعصعةَ بن ناجية. أبو عبيد: الوَأْدُ والوَئِيدُ: الصوت الشديد. ومشى مشْياً وَئِيداً، أي على تُؤْدة. واتَّأَدَ في مشيه وتَوَأَّدَ في مشيه، وهو افْتَعَلَ وتَفَعَّلَ، من التُؤَدَةِ. وأصل التاء في اتَّأدَ واوٌ. يقال: اتَّئِدْ في أمرك، أي تَثَبَّتْ.
وأروَأَرَهُ يَئرُهُ وَأْراً، أي أفزعه وذعره. الأصمعيّ: اسْتَوْأَرَتِ الإبلُ: تتابعت على نِفارٍ. قال الشاعر:
ضَمَمْنا عليهم حَجْرَتَيْهِمْ بصادقٍ ... من الطَعنِ حتى اسْتَأْوَروا وتَبَدَّدوا
الكسائي: أرضٌ وَئِرَةٌ، على فَعِلَةٍ: شديدةُ الأُوارِ. قال: وهو مقلوب منه.
وألالموْئِلُ: الملجأُ، وكذلك المَوْأَلَةُ. وقد وَأَلَ إليه يئِلُ وَأْلاً ووءولاً، أي لَجَأ. وَواءَلَ، أي طلب النجاة. والوَأْلَةُ: الدِمنةُ والسِرجين. الأصمعي: يقال: أوْأَلَتِ الماشيةُ في الكلأ، أي أثرت فيه بأبوالِها وأبْعارِها. واسْتَوْأَلَتِ الإبل، اجتمعت. والأولُ نقيض الآخرِ، وأصله أوْأَلُ والجمع الأوائلُ والأوالي أيضاً. وتقول: هذا أوَّلُ بيِّن الأوَّليَّةِ. قال الشاعر:
ماحَ البلادَ لنا في أوَّلِيَّتِنا ... على حُسودِ الأعادي مائحٌ قُثَمُ
وقول ذي الرمّة:
وما فخرُ من ليستْ له أوَّلِيَّةٌ ... تُعَدُّ إذا عُدَّ القديمُ ولا ذِكْرُ
يعني مفاخر آبائه. وتقول في المؤنث: هي الأولى، والجمع الأوَّلُ مثل أُخْرَى وأُخَرَ. وكذلك الجماعة الرِجالُ من حيثُ التأنيث. قال الشاعر:
عَوْدَ عَلَى عَوْدٍ لأقْوامٍ أُوَلْ
يعني ناقةً مُسِنَّةً على طريقٍ قديمٍ. وإن شئت قلت الأوَّلونَ.
وأم
أبو زيد: المُواءمَةُ: الموافقة. يقال: واءَمَهُ مُواءَمَةً ووِئاماً، إذا فعل كما يفعل. وفي المثل: لولا الوِئامُ لهلك الأنام. أي لولا موافقةُ الناس بعضِهم بعضاً في الصُحبة والعِشرة لكانت الهَلَكَة. ويقال: لولا الوِئامُ هلك اللئام، والوِئام: المباهاة. أي إنَّ الرجال ليسوا يأتون الجميل من الأمور على أنَّها أخلاقهم، وإنَّما يفعلونها مباهاةً وتشبّهاً بأهل الكرم، ولولا ذلك لهلكوا.
وأىالوَأْيُ: الوعدُ. يقال منه: وَأَيْتُهُ وَأْياً. والوَأَي بالتحريك: الحمارُ الوحشيُّ المقتدِرُ الخَلْقِ. والوَئِيَّةُ: الجوالِقُ الضخمُ. قال أوس:
وحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَئِيَّةُ تاجرٍ ... وَهي عَقْدُها فارفضَّ منها الطوائفُ
وقال الكلابي: قِدرٌ وئيَّةٌ: ضخمةٌ. وناقةٌ وَئِيَّةٌ: ضخمةُ البطن. وقال:
وقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَحْصَحانِ وَئِيَّةٍ ... أنَخْتُ لها بعد الهدوءِ الأثافِيا
وبأالوَبَأُ، يمدُّ ويقصر: مَرضٌ عامٌّ. وجمع المقصور أوْباءٌ وجمع الممدود أوْبِئَةٌ. وقد وَبِئَتِ الأرضُ تَوْبَأُ وَبَأً فهي مَوْبوءَةً، إذا كثُر مرضها. وكذلك وَبِئَتْ تَوْبَأُ وَباءَةً، فهي وَبِئَةٌ ووَبيئَةٌ. وفيه لغة ثالثة أَوْبَأْتُ فهي موئبة واستوبأن الأرضَ: وجدتُها وَبِئَةً. ووَبَأءتُ إليه بالفتح، وأَوْبَأْتُ: لغة في وَمَأْتُ وأوْمَأْتُ، إذا أشرت إليه. قال الشاعر:
وإنْ نحنُ أوْبَأْنا إلى الناس وَقَّفوا
وبخالتَوْبيخُ: التهديد والتأنيب.
وبدوَبِدَ عليه، أي غضب، مثل وَمِدَ. الوَمَدُ بالتحريك: شدَّة العيشِ وسوء الحال؛ وهو مصدرٌ يوصف به، فيقال: رجلٌ وَبَدٌ، أي سيِّء الحال، يستوي فيه الواحد والجمع، كقولك: رجلٌ عدلٌ، ثم يجمع فيقال: رجالٌ أوْبادٌ، كما يقال عُدُولٌ على تَوَهُّمِ النعت الصحيح. قال الشاعر:
لأَصبحَ الحَيُّ أوْباداً ولم يجِدوا ... عند التَفَرُّقِ في الهَيْجا جِمالَيْنِ
وكذلك المُسْتَوْبِدُ مثل الوَبَدِ.
وبرالوَبْرَةُ بالتسكين: دويبةٌ أصغر من السِنَّور. طحلاء اللون لا ذَنَبَ لها، ترجُنُ في البيوت، وجمعها وَبْرٌ ووِبارٌ. والوَبْرُ أيضاً: يومٌ من أيام العجوز. والوَبَرُ للبعير، الواحدة وَبَرَةٌ. وقد وَبِرَ البعيرُ بالكسر، فهو وَبِرٌ وأوْبَرُ، إذا كان كثير الوَبرِ. وما بها وابِرٌ، أي أحد. قال الشاعر:
فأُبْتُ إلى الحَيِّ الذين وَراءهمْ ... جَريضاً ولم يُفلتْ من الجيشِ وابِرُ
أبو زيد: بناتُ الأوْبَرِ: كمأةٌ صغارٌ مُرَغَّبَةٌ على لون التراب. ويقال: وَبَّرَتِ الأرنبُ تَوبيراً، أي مشت في الحَزُونةِ. قال أبو زيد: إنَّما يُوبِّرَ من الدواب الأرنبُ. وَوَبَّرَ الرجل أيضاً في منزله، إذا أقامَ حيناً لا يبرح.
وبشالأوْباشُ من الناس: الأخلاطُ، مثل الأوشابِ.
وبصوَبَصَ البرقُ وغيره يَبِصُ وَبيصاً، أي بَرَقَ ولمع. قال ابن السكيت: يقال أوْبَصَتِ الأرضُ في أوَّل ما يظهر نبتها. وأوْبَصْتُ ناري، وذلك أوَّل ما يظهر لهبُها. ووَبَّصَ الجروُ تَوْبيصاً: فتح عينيه. ويقال: إنَّ فلاناً لَوابِصَةُ سمعٍ، إذا كان يثق بكل ما يسمعه.
وبطوَبَطَ رأيُ فلانٍ يَبِطُ وَبْطاً ووُبوطاً، أي ضعُف، وكذلك وَبِطَ يَوْبطُ وَبَطاً. والوابِطُ: الضعيفُ الجبانُ. ويقال أردتُ حاجةً فوَبَطني عليها فلانٌ، أي حبسني.
وبعالوَبَّاعَةُ: الاستُ. يقال: كذبتْ وبَّاعَتُكَ ووَبَّاغَتُكَ، بالعين والغين، كلُّه بمعنًى، أي رَدَمَ.
وبغالوَبَّاغَةُ: الاستُ، بالغين والعين جميعاً. يقال: كذبتْ وبَّاغتكَ. ووَبَّاعَتُكَ، إذا ضَرَط.
وبقوبق يوبق وبقاً وفيه لغة ثالثة يَبِقُ وُبوقاً: هلك. والمَوْبِقُ مَفْعِلٌ منه، كالموعِد مَفعِلٌ من وَعَدَ يَعِدُ. ومنه قوله تعالى: " وجعلنا بينهم مَوْبِقاً " . وفيه لغةٌ أخرى: وَبِقَ يَبِقُ بالكسر فيهما. وأوْبَقَهُ، أي أهلكه.
وبل
الوَبَلَةُ بالتحريك: الثِقلُ والوَخامَةُ. وقد وَبُلَ المرتَعُ بالضم وَبْلاً ووَبالاً، فهو وبِيلٌ، أي وخيمٌ. ويقال أيضاً: بالشاةِ وبَلَةٌ شديدة، أي شهوةٌ للفحل. وقد اسْتَوْبَلَتِ الغنم. واسْتَوْبَلْتُ البَلَدَ، أي اسْتَوْخَمْتُهُ، وذلك إذا لم يوافقكَ في بَدَنِكَ وإن كنت تُحبُّه. والوَبيلُ: العصا الضخمةُ. وقال:
لوَ أصبَحَ في يُمْنى يَدَيَّ زِمامُها ... وفي كَفِّيَ الأخْرى وبيلٌ تُحاذِرُهْ
وكذلك المَوْبِلُ. وقال:
زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أنني عبدٌ لها ... أسعى بِمَوْبِلِها وأكسبُها الخَنا
والمَوْبِلُ أيضاً: الحُزمةُ من الحطب، وكذلك الوَبيلُ. والوابِلُ: المطر الشديدُ. وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِلُ. والأرض مَوْبولَةٌ. قال الأخفش: ومنه قوله تعالى: " أَخْذاً وَبيلا " ، أي شديداً. وضربٌ وَبيلٌ وعذابٌ وَبيلٌ، أي شديدٌ. والوابِلَةُ: طرفُ الكَتِفِ، وهو رأس العضُد.
وبهيقال: فلان لا يوبَهُ له ولا يوبَهُ به، أي ل يُبالى به. ابن السكيت: ما وَبَهْتُ به وما وَبِهْتُ له، أي ما فطِنت له. وأنت تيبَهُ بكسر التاء، أي تبالي.
وتحشيءٌ وَتْحٌ ووَتِحٌ، أي قليل تافه. وقد وَتُحَ بالضم يُوْتُحُ وتاحَةً. وشيءٌ وَتْحٌ وعرٌ إتباعٌ له، أي نَزْرٌ. ورجل وَتِحٌ، بكسر التاء، أي خسيسٌ. وأوْتَحَ فلان عطيَّتَه، أي أقلَّها. وكذلك التَوْتيحُ. وتَوَتَّحْتُ من الشراب: شربت شيئاً قليلاً.
وتدالوَتِدُ، بالكسر: واحد الأوتادِ، وبالفتح لغةٌ. وكذلك الوَدُّ في لغةِ من يُدغم. تقول: وَتَدْتُ الوَتَدَ وَتْداً. وإذا أمرتْ قلت: تِدْ وَتِدَكَ بالمِيتَدَةِ، وهي المِدَقُّ. والوَتِدانِ في الأذنين: اللذان في باطنهما كأنَّهما وَتِدٌ، وهما العَيْرانِ أيضاً. ويقال: وَتِدٌ واتِدٌ، كما يقال: شغلٌ شاغلٌ. ووتَّدَ الرجلُ: أنْعَظَ.
وترالوِتْرُ بالكسر: الفَرد. والوَتْرُ بالفتح: الذَحْلُ، هذه لغة أهل العالية. فأمَّا لغة أهل الحجاز فبالضدِّ منهم. وأمَّا تميم فبالكسر فيهما. والوَترُ بالتحريك: واحد أوْتار القوس. والوَتَرَةُ: العِرقُ الذي في باطن الكَمَرة، وهو جُلَيْدَةٌ. ووَتَرةُ الأنف: حجاب ما بين المَنخِرَيْنِ، وكذلك الوَتيرَةُ. وَوَتَرَةُ كلِّ شيء: حِتارُهُ. والوتيرَةُ: الطريقة. يقال: ما زال على وَتيرَةٍ واحدة. والوَتيرَةُ أيضاً: الفترَةُ: يقال: ما في عمله وَتيرةٌ. وسيرٌ ليست فيه وَتيرَةٌ، أي فتورٌ. والوَتيرَةُ من الأرض: الطريقة. والمَوْتورُ: الذي قُتل له قتيل فلم يُدرك بدمِهِ. تقول منه: وَتَرَهُ يَتِرُهُ وَتْراً وَتِرَةً. وكذلك وتَرَهُ حقَّه، أي نقصه. وقوله تعالى: " ولنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ " ، أي لن يتنقَّصكم في أعمالكم. والوَتيرَةُ: حلْقةٌ من عَقَبٍ يُتعلَّم فيها الطعنُ، وهي الدريئة أيضاً. وأوْتَرَهُ، أي أفَدَّهُ. يقال: أوْتَرَ صلاته. وأوْتَرَ قوسه ووَتَّرَها، بمعنًى. وفي المثل: إنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ. والمُواتَرَةُ: المتابعةُ. ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأشياء إلا إذا وقعت بينهما فَترةٌ، وإلاَّ فهي مُداركةٌ ومواصلةٌ. ومُواتَرَةُ الصوم: أن تصوم يوماً وتفطِر يوماً أو يومين، وتأتي به وِتْراً وِتْراً، ولا يراد به المواصلة، لأنَّ أصله من الوِتْرِ. وكذلك واتَرْتُ الكتب فَتَواتَرَرْ، أي جاءت بعضها في إثر بعض وِتْراً وِتْراً، من غير أن تنقطع. وناقةٌ مُواتِرَةٌ: تضع إحدى ركبتيها أوَّلاً في البروك ثم تضع الأخرى، ولا تضعهما معاً فيُشقُّ على الراكب. وتَتْرى أصلها وَتْرى من الوِتْرِ، وهو الفرد. قال الله تعالى: " ثمَّ أرسلْنا رُسُلَنا تَتْرى " ، أي واحداً بعد واحد.
وتشالوَتشُ: القليل من كلِّ شيء، مثل الوَتْحِ. وإنَّه لمن وَتْشِهِمْ، أي من رُذالِهم.
وتغالوَتَغُ بالتحريك: الهلاكُ. وقد وَتِغَ يَوْتَغُ وَتَغاً، أي أثِمَ وهلك. وأوْتَغَهُ الله، أي أهلكه. وأوْتَغَ فلانٌ دينَه بالإثم.
وتن
الوَتينُ: عِرقٌ في القلب، إذا انقطع مات صاحبه. وقد وَتَنْتُهُ، إذا أصبت وَتينته. والواتِنُ: الشيء الدائم الثابت في مكانه. يقال: وَتَنَ الماءُ وغيره وُتوناً وتِنَةً أيضاً، أي دام ولم ينقطع. والواتِنُ: الماء المَعينُ الدائمُ، الذي لا يذهب. والمُواتَنَةُ: الملازمة في قلّة التفرّق.
وثأوُثِئَتْ يده فهي مَوْثوءةٌ، وَوَثَأْتُها أنا. وأصابه وَثْءٌ، والعامَّة تقول وَثْيٌ، وهو أن يُصيبَ العظْمَ وَصْمٌ لا يبلغ الكسر.
وثبوثب وثباً ووثوباً ووَثباناً: طَفَرَ. والوَثيبُ، مثل الوثب. وأوْثَبْتُهُ أنا. وواثَبَهُ، أي ساوَرَه. وتقول: تَوَثَّبَ فلانٌ في ضيعةٍ لي، أي استولى عليها ظُلماً. والوِثابُ: المقاعد. وثِبْ في لغة حِمْيَرَ: اقْعُدْ. ويقولون للملك إذا قعدَ ولم يَغْزُ: مَوْثَبانُ. وتقول: وَثَّبَهُ توثيباً، أي أقعده على وسادة. وربَّما قالوا: وَثَّبَهُ وسادةً، إذا طرحها له ليقعد عليها.
وثجالوَثيجُ: الكَثيفُ من كلِّ شيء. وقد وَثُجَ الشيءُ بالضم وَثاجَةً. وفرسٌ وثيجٌ، أي مُكْتَنِزٌ. قال أبو زيد: الوَثاجَةُ: كَثرة اللحم. واسْتَوْثَجَ الشيءُ، وهو نحوٌ من التمام؛ يقال: اسْتَوْثَجَ نبتُ الأرض، إذا عَلِقَ بعضه ببعضٍ وتمَّ. والمُؤْتَثِجَةُ: الأرض الكثيرة الكلإِ. واسْتَوْثَجَ المال كَثُر. وقال الأصمعي: اسْتَوْثَجَ الرجل من المال، إذا استكثَر منه.
وثرالوَثيرُ: الفراش الوَطِيء، وكذلك الوِثْرُ. يقال: ما تحته وِثْرٌ ووِثارٌ. وامرأةٌ وَثيرَةٌ: كثيرةُ اللحم. ووَثُرَ الشيء بالضم وَثارَةً، أي وَطُؤَ. قال أبو زيد: الوَثارَةُ: كثرة الشحم؛ والوَثاجَةُ: كثرة اللحم. قال القُطاميّ:
وكأنما اشتَمل الضَجيعُ بِرَيْطَةٍ ... لا بل تَزيدُ وَثارةً ولَيَانا
والوَثْرُ بالفتح: ماء الفحل يجتمعُ في رحمِ الناقة ثم لا تلقح. يقال: وَثَرَها الفحل يَثِرها وَثْراً، إذا أكثر ضِرابها ولم تلقح. واستوثرتُ من الشيء، أي استكثرتُ منه، مثل اسْتَوْثَنْتُ، واستوثجتُ. وميثَرَةُ الفرس: لِبْدَتُهُ، غير مهموز، والجمع مَياثِرُ ومَواثِرُ. قال أبو عبيد: وأمَّا المَياثِرُ الحُمْرُ التي جاء فيها النهيُ فإنَّها كانت من مراكب العجم، من ديباج أو حرير.
وثغأبو عمرو: الوَثيغَةُ: الدُرْجَةُ التي تُتَّخذُ للناقة. وقد وَثَغَ فلانٌ ناقتَه يَثِغُا وَثْغاً، أي اتَّخذ لها وَثيغَةً.
وثقوثِقْتُ بفلان أَثِقُ، ثقةً إذا ائتمنته. والميثاقُ: العهدُ، صارت الواو ياءً لانكسار ما قبلها. والجمع المَواثيقُ على الأصل، والمَياثِقُ والمَياثيقُ أيضاً. وأنشد ابنُ الأعرابيّ:
حِمًى لا يُحَلُّ الدهرَ إلاّ بإذْنِنا ... ولا نسألُ الأقوامَ عَهْدَ المَياثِقِ
والمَوْثِقُ: الميثاق. والمُواثَقَةُ: المعاهدةُ. ومنه قوله تعالى: " ومِيثاقَهُ الذي واثَقَكُمْ به " . وأوْثَقَهُ في الوَثاقِ، أي شدَّهُ. وقال تعالى: " فَشُدُّوا الوَثاقَ " . والوِثاقُ بكسر الواو لغةٌ فيه. والوثيق: الشيء المحكم والجمع وثاق وقد وثُقَ بالضم وَثاقَةً، أي صار وَثيقاً. ويقال: أخذ بالوَثيقَةِ في أمره، أي بالثِقَةِ. وتَوَثَّقَ في أمره مثله. ووَثَّقْتُ الشيء تَوْثيقاً فهو مُوَثَّقٌ. وناقةٌ مُوَثَّقَةُ الخَلْقِ، أي مُحْكمَتُه. ووَثَّقْتُ فلاناً، إذا قلت إنَّه ثِقَةٌ. واسْتَوْثَقْتُ منه، أي أخذت منه الوَثيقة.
وثلالوَثَلُ، بالتحريك: الحبلُ من الليفِ. والوَثيلُ: الليفُ.
وثمالوَثْمُ: الدَقُّ والكسرُ. ووَثَمَ يَثِمُ أي عَدا. وخُفٌّ مِيثَمٌ: شديد الوطء كأنَّه يَثِمُ الأرض، أي يدقُّها. قال عنترة:
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُرى زيَّافَةٌ ... تَطِسُ الإكامَ بكلِّ خُفٍّ مِيثَمِ
ابن السكيت: الوَثيمَةُ: الجماعة من الحشيش أو الطعام. يقال: ثِمْ لها، أي اجمع لها. وقولهم: لا والذي أخرج النار من الوَثيمَةِ، أي من الصخرة. والوَثيمُ: المكتنز لحماً. وقد وَثُمَ بالضم وثامَةً.
وثنالوَثن: الصنم، والجمع وُثْنٌ وأوْثانٌ. الأصمعي: اسْتَوْثَنَ الرجلُ من المال، إذا استكثَر منه، مثل اسْتَوْثَجَ واسْتوْثَرَ. والواثِنُ هو الثابت الدائم.
وجأ
ابن السكيت: قال الطائي: الوَجِئَةُ: الجرادُ يُدَقُّ ثمَّ يُلَتُّ بسمنٍ أو بزيتٍ فيُؤكل. قال: وسمعتُ الكِلابيَّ يقول: الوجيئة: التمرُ يُدَقُّ حتى يخرج نواهُ ثمَّ يُبَلُّ بلبنٍ وسمنٍ حتى يَتَّدِنَ ويَلْزَمَ بعضه بعضاً فيُؤكل. ووَجَأْتُهُ بالسكِّين: ضربتُهُ. ووُجِئَ هو فهو مَوْجوءٌ. والوِجاءُ بالكسر والمدّ: رَض عُروقِ البَيْضَتين حتَّى تنفَضِخَ فيكون شَبيهاً بالخِصاءِ. ووجأْتُ عُنُقَهُ وَجْأً: ضربته. وقد تَوَجَّأْتُهُ بيدي.
وجبوجبَ الشيء، أي لَزِمَ، يَجِب وُجوباً. وأوجبه الله، واستوجبه، أي استحقّه. ووجَبَ البيعُ يَجِبُ جِبَةً. وأوجبت البيع فوجَبَ. والوجيبة: أن توجب البيع ثم تأخذَه أوَّلاً فأوَّلاً، فإذا فرغت قيل: قد استوفيتَ وَجيبَتَكَ. ووجب القلبُ وَجيباً: اضطربَ. وأوجَبَ الرجل، إذا عمل عملاً يوجب له الجنَّة أو النار. والوَجْبُ: الجبان. قال الشاعر:
طَلوبُ الأعادي لا سَؤُومُ ولا وَجْبُ
تقول منه: وَجُبَ الرجل بالضم وُجوبَةً. والوَجْبةُ: السَقطة مع الهَدَّةِ. وفي المثل: بجَنْبِهِ فلتكنْ الوَجْبَةُ. قال الله تعالى: " فإذا وَجَبَتْ جُنوبُها " . ومنه قولهم: خرجَ القومُ إلى مَواجبهم، أي مَصارعهم. ووَجَبَ الميِّتُ، إذا سقط ومات. ويقال للقتيل واجبٌ. قال الشاعر:
أطاعتْ بنو عَوْفٍ أميراً نهاهُمُ ... عن السِلْمِ حتَّى كان أوَّلَ واجِبِ
وَوَجَبَتِ الشمسُ، أي غابت. ووَجَّبْتُ به الأرض توجيباً، أي ضربتها به. ويقال أيضاً: وَجَبَتِ الإبل، إذا أعيَتْ. والمُوَجِّبُ: الذي يأكل في اليوم والليلة مرةً. يقال: فلانٌ يأكل وجبة. وقد وَجَّبَ نفسه توجيباً، إذا عوَّدها ذلك. وكذلك إذا حلَبَ في اليوم والليلة مرَّةً.
وججالوَجُّ: ضربٌ من الأدوية، فارسيٌّ معرَّب.
وجحالوَجاحُ والوِجاحَ والوُجاحُ: السِتْرُ. ويقال للماء في أسفل الحوض إذا كان مقدار ما يستره: وَجاحٌ. ويقال: لَقِيته أدنى وَجاحٍ، لأوَّل شيء يرى. وأوْجَحَهُ البول: ضيَّق عليه. ومنه ثوب مُوجَحٌ، أي صفيقٌ متينٌ، ووَجيحٌ أيضاً. وبابٌ مَوْجوحٌ، أي مردودٌ. وأوْجَحَتِ النارُ، أي وَضَحَتْ وبَدَتْ. وأوْجَحَ لنا الطريق. ويقال: حفر حتى أوْجَحَ، إذا بلغ الصفا.
وجدوَجَدَ مطلوبه يَجِدُهُ وُجوداً. ووَجَدَ ضالَّته وِجْداناً. وَوَجَدَ عليه في الغضب مَوْجِدَةً، ووِجْداناً أيضاً، حكاها بعضهم. وأنشد:
كِلانا رَدَّ صاحِبَهُ بغَيْظٍ ... على حَنَقٍ ووِجْدانٍ شَديدِ
ووَجَدَ في الحزن وَجْداً بالفتح، ووَجَدَ في المال وُجْداً ووِجْداً وجِدَةً، أي استغنى. وأوْجَدَه الله مطلوبهُ، أي أظفره به. وأوْجَدَهُ، أي أغناه. يقال: الحمد لله أوْجَدَني بعد فقرٍ، وآجَدَني بعد ضعفٍ، أي قوَّاني. ووُجِدَ الشيء عن عدمٍ فهو موجودٌ. وأوْجَدَهُ الله. وتَوَجَّدْتُ لفلانٍ: أي حزِنت له.
وجذالوَجْذ بالجيم: نُقْرَةٌ في الجبل يجتمع فيها الماء، والجمع وِجاذٌ.
وجرالوَجورُ: الدواء يوجَرُ في وسط الفم. تقول منه: وَجَرْتُ الصبيَّ وأوْجرتُهُ، بمعنًى. وأوْجَرْتُهُ الرمحَ لا غيرُ، إذا طعنته في صدره. والميجَرُ كالمُسْعُطِ، يوجَرُ به الدواء. واتَّجَرَ: أي تداوى بالوَجورِ، وأصله اوْتَجَرَ. ووَجِرْتُ منه بالكسر، أي خِفْتُ. وإنِّي لأوْجَرُ، مثل لأوْجَلُ. ولا يقال في المؤنَّث وَجْراءُ، ولكن وَجِرَةً. والوِجارُ: سربُ الضبُع.
وجزأوْجَزْتُ الكلام: قصَّرته. وكلامٌ موجَزٌ وموجِزٌ، ووَجْزٌ ووَجيزٌ. وتَوَجَّزْتُ الشيء، مثل تنجَّزْته.
وجسالوَجْسُ: الصوتُ الخفِيُّ. والوَجْسُ أيضاً: فزعةُ القلب. والواجِسُ: الهاجسُ. وأوْجَسَ قي نفسه خيفةً، أي أضمر، وكذلك التَوَجُّسُ. والتَوجُّسُ أيضاً: التسمُّع إلى الصوت الخفيّ. قال ذو الرمة يصف صائداً:
إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنابِكِها ... أو كان صاحِبَ أرضٍ أو به المومُ
والأوْجَسُ: الدهر. ويقال: لا أفعله سَجيسَ الأوْجَسِ، والأوْجُسِ أيضاً، بضم الجيم عن يعقوب، أي أبداً.
قال الأموي: يقال: ما ذقت عنده أوْجَسَ، أي شيئاً من الطعام.
وجع
الوَجَعُ: المرضُ، والجمع أوْجاعٌ ووِجاعٌ.وقد وَجِعَ فلان يَوْجَعُ ويَيْجَعُ وياجَعُ فهو وَجِعٌ، وقومٌ وَجِعونَ ووَجْعى مثل مرضَى، ونسوةٌ وَجاعى أيضاً ووَجِعاتٌ. وفلان يَوْجَعُ رأسَه، نصبتَ الرأس، فإن جئت بالهاء، رفعت فقلت يَوْجَعُهُ رأسُه. وأنا أيْجَعُ رأسي ويَوْجَعُ رأسي، ولا تقل يُوجِعُني رأسي، والعامَّة تقوله. قال الصِمَّةُ بن عبد الله القُشيريّ:
تَلَفَّتُّ نحو الحَيِّ حتَّى وَجَدْتُني ... وَجِعْتُ من الإصغاءِ لِيتاً وأَخْدَعا
والإيجاعُ: الإيلامُ. وضربٌ وَجيعٌ، أي موجِعٌ. وتَوَجَّعْتُ لفلانٍ من كذا، أي رَثَيْتُ. والوَجْعاءُ: السافلةُ، وهي الدُبُرُ. والجِعَةُ: نبيذ الشعير.
وجفوَجَفَ الشيء، أي اضطرب. وقلبٌ واجِفٌ. والوَجيفُ: ضربٌ من سير الإبل والخيل. وقد وَجَفَ البعير يَجِفُ وَجْفاً ووَجيفاً، وأوْجَفْتُهُ أنا. يقال: أوْجَفَ فأعجفَ. وقال تعالى: " فما أوْجَفْتُمْ عليه من خيْلٍ ولا رِكابٍ " ، أي ما أعملتم.
وجلالوَجَلُ: الخوف. تقول منه: وَجِلَ وَجَلاً ومَوْجَلاً بالفتح، وهذا مَوْجِلُهُ بالكسر، للموضع. وفي المستقبل منه أربع لغات: يَوْجَلُ، وياجَلُ، ويَيْجَلُ، ويِيجَلُ بكسر الياء. والأمر منه ايجَلْ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وتقول: إني منه لأوْجَلُ، ولا يقال في المؤنث وَجْلاءُ، ولكن وَجِلَةٌ.
وجموَجَمَ من الأمر وُجوماً. والواجِمُ: الذي اشتدَّ حزنه حتَّى أمسك عن الكلام. يقال: مالي أراك واجِماً. ويقال: لم أَجِمْ عنه، أي لم أسكت عنه فَزَعاً. ويومٌ وَجيمٌ، أي شديد الحرّ. ويقال: يكون ذلك وَجْمَةً، أي مسبَّةً. والوَجْمَةُ مثل الوجبة، وهي الأكلة الواحدة. والوَجَمُ بالتحريك: واحد الأوْجامِ، وهي علاماتٌ وأبنيةٌ يُهتدى بها في الصحارى.
وجنالوَجينُ: العارضُ من الأرض ينقاد ويرتفع قليلاً، وهو غليظ. ومنه الوَجْناءُ، وهي الناقة الشديدة شبِّهت به في صلابتها. وقال قومٌ: هي العظيمة الوَجْنتين. والوَجينُ: شطّ الوادي. والوَجْنَةُ: ما ارتفع من الخدَّين. وفيها أربع لغات: وَجْنَةٌ، ووُجْنَةٌ، وأجْنَةٌ، ووِجْنَةٌ. ورجلٌ مُوَجَّنٌ: عظيم الوَجَناتِ. ويقال: ما أدري أيُّ مَنْ وَجَّنَ الجلدَ هو، أيْ أيُّ الناس هو؟ والوَجْنُ: الدَقُّ. ويقال: وَجَنَ القصَّارُ الثوبَ يَجِنُهُ وَجْناً: دَقَّهُ. أبو زيد: الميجَنَةُ: المِدَقَّةُ، والجمع مَواجِنُ.
وجهالوَجْهُ معروف، والجمع الوُجوهُ. والوجْهُ والجِهةُ بمعنًى، والهاء عوضٌ من الواو. ويقال: هذا وَجْهُ الرأي، أي هو الرأي نفسه. والاسم الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ بكسر الواو وضمها. والمُواجَهَةُ: المقابلةُ. ويقال: قعدتُ وُجاهَكَ ووِجاهَكَ، أي قبالتك. واتَّجَهَ له رأيٌ، أي سَنَح. وقعدتُ تُجاهَكَ وتِجاهَكَ، أي تلقاءك. وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ، أي تَوَجَّهْتُ. ووَجَّهْتُهُ في حاجةٍ، ووَجَّهْتُ وجهي لله سبحانه، وتَوَجَّهْتُ نحوك وإليك. وتوَجَّهَ الشيخ، إذا ولَّى وكَبِرَ. وشيءٌ مُوَجَهٌ، إذا جُعِلَ على جهةٍ واحدةٍ لا يختلف. وقد وَجُهَ الرجل بالضم، أي صار وَجيهاً، أي ذا جاهٍ وقدْرٍ. وأوْجَهَهُ الله، أي صيَّره وَجيهاً. وأوْجَهْتُهُ، أي صادَفْتُهُ وجيهاً. ووُجوهُ البلد: أشرافُهُ. والوَجيهَةُ: خَرَزةٌ. ويقال للولد إذا خرجت يداه من الرحم أوَّلاً: وَجيهٌ. وإذا خرجت رِجلاه أوَّلاً: يَتْنٌ. أبو عبيد: التَوْجيهُ هو الحرف الذي بين ألف التأسيس وبين القافية، عن الخليل. قال: ولك أن تغيِّره بأيِّ حرفٍ شئت، كقول امرئ القيس: أني أفرّ مع قوله صُبُرْ وقوله واليوم قرّ. ولذلك قيل له توجيهٌ.
وجىوَجِيَ الفرسُ بالكسر، وهو أن يجد وجعاً في حافره، فهو وَجٍ والأنثى وَجْياءُ. وأوْجَيْتُهُ أنا. وإنَّه لَيَتَوَجَّى. ويقال: تركته وما في قلبي منه أَوْجَى، أي يَئِستُ منه. وسألته فأوْجَى عَلَيَّ، أي بَخِلَ.
وحد
الوَحْدَةُ: الانفرادُ. تقول: رأيته وحدَه. وهو منصوبٌ عند أهل الكوفة على الظرف، وعند أهل البصرة على المصدر في كل حال. ولا يضاف إلا في قولهم: فلانٌ نسيجُ وحدِهِ، وهو مدحٌ. وجُحَيْشُ وحدِهِ وعُيَيْرُ وحدِهِ، وهما ذمٌّ. والواحِدُ: أوَّلُ العددِ، والجمع وُحْدانٌ وأُحْدانٌ. قال الفراء: يقال أنتم حيٌّ واحدٌ وحي واحِدونَ، كما يقال: شِرْذِمَةٌ قليلون. وأنشد للكميت:
فَضَمَّ قَواصيَ الأحياءِ منهم ... فقد رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدِينا
ويقال: وحَّدهُ وأحَّدَهُ، كما يقال ثنَّاهُ وثلَّثهُ. ورجلٌ وَحَدٌ ووَحِدٌ، أي منفردٌ. وتوَّحَدَ برأيه، تفَرَّدَ به. وتَوَحَّدَهُ الله بعصمته، أي عصَمه ولم يَكِلْهُ إلى غيره. وأوْحَدَتِ الشاةُ فهي موحِدٌ، أي وضعتْ واحِداً، مثل أفَذَّتْ. وفلانٌ واحِدُ دهرِهِ، أي لا نظير له. وفلان لا واحد له، وأوْحَدَهُ الله: جعله واحِدَ زمانه. وفلانٌ أوحَدُ أهلِ زمانِهِ، والجمع أُحْدانٌ، وأصله وُحدان. ويقال: لستَ في هذا الأمر بأوْحَد؛ ولا يقال للأنثى وَحْداءُ. وتقول: أعْطِ كلَّ واحدٍ منهم على حِدَةٍ، أي على حِيالِهِ. والهاءُ عوضٌ من الواو. ودخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، أي فُرادى. وقولهم: أُحادَ ووُحادَ ومَوْحَدٌ، غيرُ مصروفاتٍ الميحاد من الواحد كالمعشار من العشرة.
وحرالوَحَرَةُ بالتحريك: دُويبةٌ حمراءُ تلزَق بالأرض كالغَطاءِ، والجمع وَحَرٌ. والوَحَرَ أيضاً في الصدر، مثل الغِلِّ. وفي الحديث: " يَذهب بوَحَرِ الصدر " ، وقد وَحِرَ صدرُه عليّ، أي وَغِزَ. وفي صدره عليَّ وَحْرٌ بالتسكين، مثل وَغْرٌ؛ وهو اسمٌ، والمصدر بالتحريك.
وحشالوَحْشُ: الوُحوشُ، وهي حيوان البَرِّ، الواحدُ وَحْشِيٌّ. يقال حمارُ وَحْشٍ بالإضافة، وحمارٌ وَحْشِيٌّ. وأرضٌ مَوْحوشَةٌ: ذاتُ وُحوشٍ. والوَحْشِيُّ: الجانبُ الأيمنُ من كلِّ شيء. قال الراعي:
فَمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها ... وقد ريعَ جانِبُها الأيسرَ
ويقال: ليس من شيءٍ يَفْزَعُ إلاّ مال على جانبه الأيمن، لأن الدابَّة لا تُؤتى من جانبها الأيمن، وإنَّما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر، فإنَّما خوفُها منه، والخائفُ إنَّما يفرّ من موضع المخافة إلى موضع الأمن. وكان الأصمعي يقول: الوَحْشِيُّ الجانب الأيسر من كل شيء. ووَحْشِيُّ القوسِ: ظهرُها. وإنْسِيُّها: ما أقبلَ عليك منها. وكذلك وَحْشِيُّ اليدِ والرِجلِ وإنْسِيُّهما. والوَحْشَةُ: الخلوةُ والهمُّ. وقد أوْحَشْتُ الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وأرضٌ وَحْشَةٌ وبلدٌ وَحْشٌ بالتسكين، أي قفرٌ. وتَوَحَّشَتِ الأرضُ: صارت وَحْشَةً. وأوْحَشْتُ الأرضَ: وجدتها وَحْشَةً. وأوْحَشَ المنزل أيضاً:صار كذلك وذهب عنه الناس. وأوْحَشَ الرجلُ: جاعَ. وتَوَحَّشَ الرجلُ، أي خلا بطنُه من الجوع. يقال: تَوَحَّشْ للدواء، أي أخْلِ جوفَك من الطعام. وبات فلانٌ وَحْشاً، أي جائعاً. وبتنا أوْحاشاً. وقد أوْحَشْنا منذ ليلتانِ، أي نَفِذَ زادُنا. وقال حُميدٌ يصف ذئباً:
وإنْ باتَ وَحْشاً ليلةً يم يَضِقْ بها ... ذِراعاً ولم يُصْبح بها وهو خاشِعُ
ووَحَّشَ الرجلُ، إذا رمى بثوبه وسلاحه مخافةَ أن يُلحَقَ. وفي الحديث: " فوَحَّشوا برماحهم " . وقال الشاعر:
فذَروا السِلاحَ ووَحَّشوا بالأبْرَقِ
وحصقال ابن السكيت: سمعتُ غير واحدٍ من الكلابيِّين يقولون: أصبحتْ وليس بها وَحْصَةٌ، أي بردٌ. يعني البلادَ والأيامَ.
وحفعُشبٌ وَحْفٌ وواحِفٌ، أي كثير. والوَحْفُ: الجناح الكثير الريش. وشَعْرٌ وَحْفٌ، أي كثيرٌ حسنٌ، ووَحَفَ أيضاً بالتحريك. وقد وَحُفَ شعرُه بالضم، والاسمُ الوُحوفَةُ والوَحافَةُ. والوَحْفاءُ: الأرض فيها حجارة سودٌ، وليست بحَرَّةٍ. والصخرةُ السوداء وَحْفَةٌ، والجمع وِحافٌ. ووَحَفَ الرجل، إذا ضرب بنفسه الأرض. كذلك البعير. ووَحَّفَ تَوْحيفاً مثله. ومَواحِفُ الإبل: مَباركها. والمُوَحَّفُ: البعير المهزول. والتَوْحيفُ: الضرب بالعصا.
وحلالوَحَلُ بالتحريك: الطينُ الرقيقُ. والمَوْحَلُ بالفتح: المصدرُ، وبالكسر المكان والاسم. قال الشاعر:
فأصبحَ العينُ رُكوداً على الأوْ ... شازِ أن يَرْسَخْنَ في المَوحَلِ
يروى بالفتح والكسر. يقول: وقَفتْ بقرُ الوحش على الروابي مخافةَ الوحلِ، لكثرة المطر. والوَحْلُ بالتسكين، لغةٌ رديئة. واسْتَوْحَلَ المكانُ. ووَحِلَ الرجلُ بالكسر: وقع في الوَحَلِ. وأوْحَلَهُ غيره وواحله فوحله أي غلبه فيه.
وحموَحَمْتُ وَحْمَهُ، أي قصدت قصده. والوِحامُ من الدوابّ، أن تَسْتعْصِبَ عند الحمل، وقد وَحِمَتْ بالكسر. والوَحامُ والوِحامُ: شهوة الحُبلى، وليس الوِحامُ إلاّ في شهوة الحبل خاصَّةً. وقد وَحِمَتْ تَوْحَمُ وَحماً، وهي امرأةٌ وَحْمَى ونسوةٌ وحامى. وفي المثل: وَحْمَى ولا حَبَلٌ. وقد وَحَّمناها تَوْحيماً: أطعمناها ما تشتهيه. ويقال أيضاً: وَحَّمنا لها، أي ذبَحْنا.
وحوحالوَحْوَحَةُ: صوتٌ معه بَحَحٌ. يقال: وحْوَحَ الرجل في يده، إذا نفخ فيها من شدَّة البرد. قال الأصمعي: رجلٌ وَحْواحٌ، أي خفيف. وكذلك الوَحْوَحُ. قال الجعدي يرثي أخاه:
ومِن قبلِهِ ما قد رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ ... وكان ابنَ أُمِّي والخليلَ المُصافيا
وحىالوحْيُ: الكتابُ، وجمعه وُحِيٌّ. والوَحْيُ أيضاً: الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفيّ، وكلُّ ما ألقيته إلى غيرك. يقال: وَحَيْتُ إليه الكلامَ وأوْحَيْتُ، وهو أن تكلِّمه بكلامٍ تخفيه. قال العجاج:
وَحى لها القرارَ فاسْتَقَرَّتِ
ويروى: أوْحَى لها. ووَحى وأَوْحى أيضاً، أي كتَب. وأوْحَى الله إلى أنبيائه. وأوْحى، أي أشار. قال تعالى: " فأَوْحَى إليهمْ أنْ سَبِّحوا بُكْرَةً وَعَشِيَّا " . ووَحَيْتُ إليه بخيرِ كذا، أي أشرتُ وصَوَّتُّ به رويداً. والوَحى، مثال الوغى: الصوتُ. قال النضرُ: سمعتُ وَحاةَ الرَعْدِ، وهو صوته الممدود الخفيّ. قال: والرعد يَحيي وَحاةً. واسْتَوْحَيْناهُمْ، أي استصرخناهم. والوَحى: السرعةُ، يمدُّ ويقصر. ويقال: الوَحى الوَحى: يعني البِدارَ البِدارَ. وتَوَحَّ يا هذا، أي أسْرِع. ووَحَّاهُ تَوْحِيَةً، أي عجَّله. والوَحِيُّ: السريعُ. يقال: موتٌ وَحِيٌّ.
وخدالوَخْدُ: ضربٌ من سير الإبل. وقد وَخَدَ البعيرُ يَخِدُ وَخْداً ووَخْداناً، وهو أن يرميَ بقوائمه كمشي النعام، فهو واخِدٌ ووَخَّادٌ.
وخزالوَخْزُ: الطعنُ بالرمح ونحوه، ولا يكون نافذاً. يقال: وَخَزَهُ بالخِنجر. والوَخْزُ: الشيء القليل. ووَخَزَهُ الشيبُ، أي خالَطَه.
وخشيقال: ذاك من وَخْشِ الناس، أي من رُذالهم. وجاءني أوْخاشٌ من الناس، أي من سُقَّاطهم. وقد وَخُشَ الشيء بالضم وُخوشَةً ووَخاشَةً، أي صار ردِيًّا. وأوْخَشَ القومُ، أي رَدُّوا السهامَ في الرِبابة مرَّةً بعد أخرى، كأنَّهم صاروا إلى الوَخاشَةِ والرذالةِ. وأنشد أبو الجرَّاح بيزيد بن الطَثْريَّة:
وألقَيْتُ سهمي وَسْطَهم حين أوْخَشوا ... فما صار لي في القِسْمِ إلا يًمينُها
وخضالوَخْضُ: طعنٌ غير جائفٍ. وقد وَخَضْتُهُ بالرمح. والوَخيضُ: المطعونُ. قال ذو الرمَّة يصف ثوراً:
وتارَةً يَخِضُ الأسْحارَ عن عُرُضٍ ... وَخْضاً وتُنْتَظَمُ الأسْحارُ والحُجُبُ
وخطوخَطَهُ الشيبُ، أي خالطه. والوَخْطُ: الطعنُ النافذُ. والوَخْطُ: لغةٌ في الوَخْدِ، وهو سرعة السير.
وخفوَخَفْتُ الخِطْمِيَّ وأوْخَفْتُهُ، أي ضربته حتَّى تَلَزَّجَ. والوَخيفَةُ: ما أوْخَفْتَه من الخِطْمِيِّ. يقال للأحمق: إنَّه لموخِفٌ، أي يُوخِفُ زِبْلَه كما يُوخَفُ الخِطْمِيُّ. ويقال له العَجَّانُ أيضاً، وهو من كناياتهم.
وخمرجلٌ وَخِيمٌ بكسر الخاء، ووَخْمٌ بالتسكين، ووَخيمٌ، أي ثقيل بيِّن الوَخامَةِ والوُخومَةِ. والجمع وِخامٌ وأوْخامٌ. يقال منه: واخَمَني فوَخَمْتُهُ. وشيءٌ وَخيمٌ، أي وَبيءٌ. وبلدةٌ وَخِمَةٌ ووَخيمَةٌ، إذا لم توافق ساكنها. وقد اسْتَوْخَمْتُها. واسْتَوْخَمْتُ الطعام وتَوَخَّمْتُهُ، إذا اسْتَوْبَلْتَهُ. قال زهير:
إلى كَلأٍ مُسْتَوْبَلٍ مُتَوَخَّمِ
ووَخِمَ الرجل بالكسر، أي اتَّخَمَ. وقد اتَّخَمْتُ من الطعام وعن الطعام، والاسم التُخَمَةُ بالتحريك. والجمع تُخَماتٌ وتُخَمٌ. وأتْخَمَهُ الطعام على أفْعَلَهُ، وأصله أوْخَمَهُ. وهذا طعامٌ مَتْخَمَةٌ بالفتح، وأصله مَوْخَمَةٌ؛ والعامَّة تقول التُخْمَةُ بالتسكين، وقد جاء ذلك في شعرٍ أنشده أعرابيٌّ:
وإذا المِعْدَةُ جاشَتْ ... فارْمِها بالمَنْجَنيقِ
بثَلاثٍ مِنْ نَبيذٍ ... ليس بالحُلْوِ الرقيقِ
تهضم التُخْمَةَ هَضْماً ... حينَ تجري في العروقِ
وخوخالوَخْواخُ: الضعيف.
وخىيقال: وَخَيْتُ وَخْيَكَ، أي قصدتُ قصدك. وهذا وَخْيُ أهْلِكَ، أي سَمْتُهُمْ حيث ساروا. وما أدري أين وَخَى فلانٌ، أي أين توجَّه. ووَخَتِ الناقةُ تَخي وَخْياً، أي سارت سيراً قَصْداً. وواخاهُ: لغةٌ ضعيفةٌ في آخاهُ، تبنى على يُواخي. وتَوَخَّيْتُ مرضاتَك، أي تحرَّيتُ وقصدتُ. وتقول: اسْتوْخِ لنا بَني فلانٍ ما خَبَرُهُمْ؟ أي استخبرهم.
ودأتَوَدَّأَ عليه، أي أهلكه. وَوَدَّاَ فلانٌ بالقوم تَوْدِئَةً. أبو عبيد: المُوَدَّأَةُ: المهلكةُ والمفازةُ. أبو زيد: وَدَّأْتُ عليه الأرضَ تَوْديئاً، إذا سَوَّيْتَ عليه الأرضَ. قال الشاعر الضَّبي يرثي أخاه أُبَيًّا:
أَأُبَيٌّ إنْ تُصبحْ رهين مُوَدَّا ... زَلخ الجوانِبِ قَعْرُهُ مَلْحودُ
ودجالوَدَج والوِداج: عِرقٌ في العُنُق؛ وهما وَدَجانِ. يقال: دِج دابَّتكَ، أي اقْطَعْ وَدَجَها. وهو لها كالفَصْدِ للإنسان. والوَدَجان: الأَخَوانِ. ويقال: بِئْسَ وَدَجا حَربٍ هما. ووَدَجْتُ بين القوم ودْجاً، أي أصلحت.
ودحأوْدَحَتِ الإبل: سمِنت وحسُنت حالها. أبو عمرو: أوْدَحَ الرجل: أذعن وخضع. وأنشد:
أوْدَحَ لما أن رأى الجَدَّ حَكَمْ
وربَّما قالوا: أوْدَحَ الكبشُ، إذا توقَّف ولم يَنْزُ.
وددتقول: وَدِدْتُ لو تفعل ذاك، ووَدِدْتُ لو أنَّك تفعل ذاك، أوَدُّ وَدًّا ووُدًّا ووَدادَةً، ووِداداً أي تمنَّيت. قال الشاعر:
وَدِدْتُ وِدادَةً لو أنَّ حظِّي ... من الخُلاَّنِ أنْ لا يَصْرِموني
ووددت الرجل أوده وداً إذا أحببته.
والوُدُّ والوَدُّ والوِدُّ: المَوَدَّةُ. تقول: بوُدِّي أن يكون كذا. وأمَّا قول الشاعر:
أَيُّها العائِدُ المُسائِلُ عَنَّا ... وبِوِدَّيْكَ لو تَرى أكْفاني
فإنَّما أشبع كسرةَ الدالِ ليستقيم له البيت فصارت ياءً. والوِدُّ: الوَديدُ، والجمع أَوُدٌّ. وهما يتوادَّانِ، وهم أوِدَّاءُ. والوَدودُ: المحبُّ، ورجالٌ وُدَداءُ، يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث لكونه وصفاً داخلاً على وصفٍ للمبالغة. والوَدُّ بالفتح: الوَتِدُ في لغة أهل نجد.
ودسالوَدْسُ: أوَّل نبات الأرض. يقال: ما أحسن وَدْسَها. وأوْدَسَتِ الأرضُ وتَوَدَّسَتْ بمعنًى، أي أنبتتْ ما غطَّى وجهَها. ويقال: وَدَسَ عليَّ الشيءُ وَدْساً، أي خَفِيَ. وأين وَدَسْتَ به؟ أي أين خبَّأته. وما أدري أين وَدَسَ؟ أي أين ذَهَبَ.
ودعالتَوديعُ عند الرحيل. والاسم الوَداعُ. وتَوْديعُ الفحلِ: اقتناؤه للفِحْلة. وقوله تعالى: " ما وَدَّعَكَ رَبُّك " ، قالوا: ما تركك. وتَوْديعُ الثوبِ: أن تجعله في صوانٍ يصونه. والوَدَعاتُ: مَناقِفُ صِغار تُخْرَجُ من البحر، وهي خَرَزٌ بيضٌ تتفاوت في الصغر والكبر. قال الشاعر:
ولا ألقي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطي ... لأَخْدَعَهُ وغِرَّتَهُ أُريدُ
الواحدة وَدْعَةٌ وَوَدَعَةٌ أيضاً بالتحريك. قال الشاعر:
والحِلمُ حِلْمُ صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ
والدَعَةُ: الخفضُ، والهاء عوض عن الواو. تقول منه: وَدُعَ الرجل بالضم، فهو وَديعٌ، أي ساكنٌ، ووادِعٌ أيضاً. يقال: نال فلانٌ المكارم وادِعاً من غير كلفةٍ. ورجلٌ مُتَّدِعٌ، أي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ. والمُوادَعَةُ: المصالحةُ. والتَوادُعُ: التصالحُ. وقولهم: عليك بالمَوْدوعِ، أي بالسكينة والوقار. وقولهم: دَعْ ذا، أي اتركْه. وأصله وَدَعَ يَدَعُ وقد أُميتَ ماضيه، لا يقال وَدَعَهُ وإنَّما يقال تركه، ولا وادِعٌ ولكن تاركٌ وربما جاء في ضرورة الشعر: وَدَعَهُ فهو مَوْدوعٌ على أصله. وقال:
ليتَ شعري على خَليلي ما الذي ... غالَهُ في الحُبِّ حتَّى وَدَعَهْ
وقال خُفافُ بن نُدْبة:
إذا ما اسْتَحَمَّتْ أرضهُ من سمائِهِ ... جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ
أي متروكٌ لا يُضْرَبُ ولا يُزْجَرُ. والوَديعَةُ: واحدة الودائِع. قال الكسائي: يقال أوْدَعْتُهُ مالاً، أي دفعته إليه ليكون وَديعَةً عنده. وأوْدَعْتُهُ أيضاً، إذا دفع إليك مالاً ليكون وديعةً عندك فقبلتَها. وهو من الأضداد. واسْتَوْدَعْتُهُ وَديعَةً، إذا استحفظته إيَّاها. قال الشاعر:
اسْتَوْدَعَ العِلْمَ قِرطاساً فَضَيَّعَهُ ... فبئسَ مُسْتَوْدَعُ العِلْمَ القراطيسُ
والميدَعُ والميدَعَة: واحدة الموادِعِ. قال الكسائي: هي الثِياب الخُلقانُ التي تُبْتَذَلُ، مثل المَعاوِزِ. والأوْدَعُ: اسمٌ من أسماء اليربوع.
ودفوَدَفَ الإناءُ، أي قَطَرَ. واسْتَوْدَفْتُ الشحمةَ، أي استقطرْتُها فَوَدَفَتْ. والوَدْفَةُ والوَديفَةُ: الروضة الخضراء من نبتٍ. يقال: أصبحت الأرضُ وَدْفَةً واحدة، إذا اخضرَّت كلُّها وأخصبتْ. قال أبو صاعد: يقال وَديفَةٌ من بقلٍ ومن عُشبٍ، وضَفيفَةً من بقلٍ وعشبٍ، إذا كانت الروضة ناضرةً متخيِّلةً. يقال: حَلُّوا في وَديفَةٍ منكَرةٍ، وفي غَذيمَةٍ منكَرةٍ.
ودقالوَدْقُ: المطرُ. وقد وَدَقَ يَدِقُ وَدْقاً، أي قَطَرَ. قال الشاعر:
فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا أَرْضَ أبقَلَ إبْقالَها
ووَدَقْتُ إليه: دنوتُ منه. وفي المثل: ودَقَ العَيْرُ إلى الماء، أي دنا منه. يضرب لمن خَضَعَ للشيء لحرصِه عليه. والموضعُ مَوْدِقٌ، ومنه قول امرئ القيس:
تُعَفِّي بذَيْلِ المِرْطِ إذْ جئتُ مَوْدِقي
وذاتُ وَدْقَيْنِ: الداهية، أي ذات وجهين، كأنَّها جاءت من وجهين. قال الكميت:
وكائِنْ وكَمْ من ذات وَدْقَيْنِ ضِئْبِلٍ ... نَآدٍ كَفَيْتَ المسلمينَ عُضالَها
ووَدَقَتْ به وَدْقاً: استأنست به. ويقال لذوات الحافر إذا أرادت الفحل: وَدَقَتْ تَدِقُ وَدْقاً، وأوْدَقَتْ، واسْتَوْدَقَتْ. وأتانٌ ودوقٌ، وفرسٌ وَدوقٌ ووَديقٌ أيضاً، وبها وادقٌ. والوَديقَةُ: شدَّة الحرّ. قال الهذلي:
حامي الحقيقَةِ نَسَّالُ الوَديقَةِ مِعْ ... تاق الوَسيقَةِ لا نِكْسٌ ولا واني
والوادِقُ: الحديدُ. قال أبو قبيس بن الأسلت:
صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حدُّه ... ومُجْنَأٍ أسْمَرَ قَرَّاع
ودكالوَدَكُ: دَسَم اللحم. ودجاجةٌ وَديكةٌ، أي سمينةٌ. وديكٌ وَديكٌ. وقولهم: ما أدري أيُّ أوْدَكِ هو؟ أيْ أيُّ الناس هو؟
ودنوَدَنْتُ الشيءَ وَدْناً ووِداناً: بلَلْتُهُ، فهو مَوْدونٌ ووَدينٌ، أي منقوع. وجاء قومٌ إلى بنت الخُسِّ بحجرٍ فقالوا: احْذي لنا من هذا نَعلاً، فقالت: دِنوه. واتَّدَنَ الشيء، أي ابتلَّ. واتَّدَنَهُ أيضاً، بمعنى بَلَّهُ. قال الكميت:
وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شِظافٍ ... كمتَّدِنِ الصَفا كَيْما يَلِينا
والوَدْنُ أيضاً: حُسن القيام على العروس. يقال: أخذوا في وِدانِهِ. ووَدَنَتِ المرأةُ وأوْدَنَتْ، إذا ولدتْ ولداً ضاوياً. والولدُ مَوْدونٌ ومودَنٌ أيضاً. قال:
وأُمُّكَ سوداءُ مَوْدونَةٌ ... كأنَّ أناملها الحُنْظُبُ
ودهاسْتَوْدَهَتِ الإبلُ واسْتَيْدَهَتْ: اجتمعتْ وانساقتْ. واسْتَوْدَهَ الخَصْمُ واسْتَيْدَهَ، أي انقاد وغُلِبَ. قال المُخَبَّلُ:
ورَدَّ صدورَ الخيلِ حتَّى تَنَهْنَهوا ... إلى ذي النُهى واسْتَيْدَهوا للمُحَلِّمِ
يقول: أطاعوا لمن كان يأمرهم بالحلم. ويروى: واسْتَيْقَهوا من القاهِ، وهو الطاعةُ.
ودىالوَدْيُ بالتسكين: ما يخرج بعد البول، وكذلك الوَدِيُّ بالتشديد، عن الأمويّ. تقول منه: وَدى بغير ألِفٍ.ووَدى الفرسُ يَدي وَدْياً، إذا أدلى ليبول أو ليضرب. ولا تقل أوْدى. والدِيَةُ: واحدة الدِياتِ، والهاء عوضٌ من الواو. تقول: وَدَيْتُ القتيل أَدِيهِ دِيَةً، إذا أعطيت دِيَتِه. واتَّدَيْتُ: أي أخذت دِيَتَهُ. وإذا أمرت منه قلت: دِ فلاناً، وللاثنين: دِيا فلاناً، وللجماعة: دُوا فلاناً. وأوْدى فلانٌ، أي هلك، فهو مودٍ. والوَدِيُّ: صغار الفسيل، الواحدة وَدِيةٌ. والوادي معروف، وربَّما اكتفوا بالكسرة عن الياء كما قال:
قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ
والجمع الأوْدِيَةُ على غير قياس، كأنه جمع وَدِيٍّ. والتَوادي: الخشباتُ التي تُشَدُّ على خِلف الناقة إذا صُرَّتْ، الواحدة تَوْدِيَةٌ.
وذأوَذَأْتُ الرجلَ وَذْءًا، إذا عِبْتَهُ وحقَّرتَهُ. وأنشد أبو زيد:
ثَمَمْتُ حوائِجي وَوَذَأْتُ بِشْراً ... فبئسَ مُعَرَّسُ الرَكْبِ السِغابِ
ووَذَأْتُهُ فاتَّذَأَ: زجرته فانزجر.
وذحالوَذَحُ: ما يتعلَّق في أذناب الشاءِ وأرفاغِها من أبعارها وأبوالها، فيجفُّ عليها، الواحدة وَذَحَةٌ؛ والجمع وُذْحٌ. قال جرير:
والتَغْلَبِيَّةُ في أفواهِ عَوْرَتِها ... وُذْحٌ كثيرٌ وفي أكتافها الوَضَرُ
تقول منه: وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذحُ وتَيذحُ وذَحاء.
وذرالوَذْرَةُ بالتسكين: الفِدْرَةُ، وهي القطعة من اللحم. ومنه قولهم: يا ابنَ شامَّةِ الوَذْرَةِ، وهي كلمة قذفٍ. وكانت العرب تتَسابُّ بها، كما كانت تتسابّ بقولهم: يا ابن مُلْقى أرْحُلِ الرُكْبانِ! ويا ابن ذات الرايات! ونحوِها. والجمع وَذْرٌ. ووَذَّرْتُ اللحم تَوْذيراً: قطَّعته، وكذلك الجرح إذا شرطتَه. وتقول: ذَرْهُ، أي دعه. وهو يَذَرُهُ، أي يدعُه. وأصله وَذِرَهُ يَذَرُهُ، مثل وَسِعَهُ يَسَعُهُ، وقد أُميتَ مصدره. ولا يقال وَذِرَهُ ولا واذِرٌ، ولكن: تركه وهو تاركٌ.
وذفيقال: مَرَّ يَتَوَذَّفُ، بذالٍ معجمة، إذا مرَّ يقارب الخطوَ ويحرِّك منكِبيه. وقال أبو عمرو: التَوَذُّفُ: التبختر. وكان أبو عبيدة يقول: التَوَذُّفُ: الإسراعُ، لقول بشر:
يُعطي النجائِبَ بالرِحالِ كأنَّها ... بَقَرُ الصَرائمِ والجِيادُ تَوَذَّفُ
أي ويعطي الجيادَ.
وذلأبو عمرو: قال الهذليُّ: الوَذيلَةُ: المرآةُ في لغتنا. وحكى أبو عبيد: الوَذيلَةُ: القطعة من الفضَّة، وجمعها وَذائِلُ. والوَذالَةُ: ما يقطع الجزَّار من اللحم بغير قَسْمٍ. يقال: لقد توَذَّلوا منه.
وذمالوَذمُ: السيور التي بين آذان الدَلو وأطراف العَراقيّ، الواحدة وذَمَةٌ. وقد وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ وذَماً، إذا انقطع وَذَمُها. والوَذَمُ أيضاً: لَحَماتٌ تكون في رحم الناقة أمثالُ الثآليل تمنعها من الولَد، فإذا عُولج منها قبل ذلك قيل: وَذَّمْتُها تَوْذيماً. والوِذامُ: الكرشُ والأمعاء، الواحدة وَذَمَةٌ. وأَوْذَمَ الحجَّ، أي أوجبه على نفسه. قال الراجز:
لا هُمَّ إنَّ عامر بن جَهْمِ
أوْذَمَ حَجًّا في ثيابٍ دُسْمِ
والوَذيمَةُ: الهديَّة إلى بيت الله الحرام. والجمع الوَذائِمُ، وهي الأموال التي نُذرت فيها النُذور. قال الشاعر:
فإن كنتُ لم أذكركِ والقومُ بعضهم ... غَضابى على بعضٍ فَمالي وذائِمُ
أي ماله كلّه في سبيل الله. والتَوْذيمُ: أن تُوَذِّمَ الكلاب بقلادة. ووَذَّمْتُ على الخمسين تَوْذيماً، أي زدتُ عليها.
وذىيقال: ما به وَذْيَةٌ بالتسكين، أي عيبٌ. ابن السكيت: سمعتُ غير واحدٍ من الكلابيِّين يقولون: أصبحَتْ وليس بها وَحْصَةٌ وليس بها وَذْيَةٌ، أي بردٌ. يعني البلادَ والأيَّام.
وربوَرِبَ العِرقُ يَوْرَبُ وَرَباً، أي فسَدَ، فهو عِرْقٌ وَرِبٌ.
ورث
الميراث أصله مِوْراثٌ، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها. والتُراثُ أصل التاء فيه واو. تقول: وَرِثْتُ أبي، ووَرِثْتُ الشيءَ من أبي، أرِثُهُ بالكسر فيهما، وِرْثاً ووِراثَةً، الألف منقلبة من الواو، وَرِثَةً الهاء عوض من الواو. وتقول: أورثه الشيءَ أبوه، وهم وَرَثة فلان. ووَرَّثَهُ توريثاً، أي أدخله في ماله على ورثته. وتوارثوه كابراً عن كابرٍ.
ورخالوَريخَةُ: العجين الذي أُكثِر ماؤه حتَّى رقَّ. وقد وَرِخَ العجين يَوْرَحُ وَرَخاً: استرخى. وأوْرَخْتُهُ أنا. ووَرَّخْتُ الكتابَ بيوم كذا، مثل أرَّخْته.
وردوَرَدَ فلان وُروداً: حضر. وأوْرَدَهُ غيرُه. واسْتَوْرَدَهُ، أي أحضره. والوِرْدُ: الجُزْءُ. يقال: قرأت وِرْدي. والوِرْدُ: خلاف الصَدَر. والوِرْدُ أيضاً: الوُرَّادُ، وهم الذي يرِدون الماء. والوِرْدُ: يومُ الحُمَّى إذا أخذت صاحبها لوقتٍ. تقول: وَرَدَتْهُ الحمَّى فهو مَوْرودٌ. وفلانٌ وارِدُ الأرنبةِ، إذا كان فيها طولٌ. وتَوَرَّدَتِ الخيلُ البلدةَ، أي دخلتْها قليلاً قليلاً قطعةً قطعةً. وحبلُ الوريد: عِرْقٌ تزعم العرب أنَّه من الوَتينِ، وهما وَرِيدانِ مكتنفا صَفْقَي العنق ممَّا يلي مقدَّمَه، غليظان. والوَرْدُ، بالفتح: الذي يُشَمُّ، الواحدة وَرْدَةٌ، وبلونه قيل للأسد: وَرْدٌ، وللفرس، وَرْدٌ، وهو ما بين الكُميت والأشقر. والأنثى وَرْدَةٌ، والجمع وُرْدٌ بالضم، ووِرادٌ أيضاً. وقد وَرُدَ الفرسُ يَوْرَدُ وُرودَةً، أي صار وَرْداً. واللونُ وُرْدَةٌ، مثال غُبْسَةٍ وشُقْرَةٍ. تقول: اِيرادَّ الفرسُ، كما تقول: ادْهامَّ الفرسُ واكْماتَّ. وأصله اِوْرادَّ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وقميصٌ مُوَرَّدٌ: صُبِغَ على لون الوَرْدِ، وهو دون المُضَرَّجِ. والوارِدُ: الطريقُ. قال لبيد:
ثمَّ أصْدَرْناهُما في وارِدٍ ... صادرٍ وَهْمٍ صُواهُ كالمُثُلْ
يقول: أصدرْنا بعيرَنا في طريقٍ صادِرٍ. وكذلك المَوْرِدُ. قال جرير:
أميرُ المؤمنينَ على صِراطٍ ... إذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُستقيمِ
ورسالوَرْسُ: نبتٌ أصفر يكون باليمن يُتَّخذ منه الغُمْرَةُ للوجه. تقول منه: أوْرَسَ المكانُ. وأوْرَسَ الرِمْثُ، أي اصفرَّ ورقُه بعد الإدراك، فصار عليه مثلُ المُلاء الصُفْرِ، فهو وارِسٌ، ولا يقال: مُورِسٌ. وهو من النوادر. ووَرَّسْتُ الثوبَ تَوريساً: صبغته بالوَرْسِ. ومِلْحَفَةٌ وَريسةٌ: صُبِغت بالوَرْسِ.
ورشوَرَشَ شيئاً من الطعام وُروشاً، أي تناوله. والوارِشُ: الداخلُ على الوقم وهم يأكلون ولم يُدْعَ، مثل الواغل في الشراب. والتَوْريشُ: التحريشُ. يقال: وَرَّشْتُ بين القوم وأرَّشْتُ. والوَرِشَةُ من الدوابّ: التي تَفَلَّتُ إلى الجَرْي وصاحبُها يكُفُّها. قال أبو عمرو: الوَرِشاتُ: الخِفافُ من النوق. وأنشد:
باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا
والوَرَشانُ: طائرٌ، وهو ساقُ حُرٍّ. وفي المثل: " بِعِلَّةِ الوَرَشانِ تأكل رُطَبَ المُشانِ " . والجمع الوَراشِينُ. ويجمع على وِرْشانٍ بكسر الواو وتسكين الراء، على غير قياس.
ورضوَرَّضَ الرجلُ تَوْريضاً وأوْرَضَ، أي أخرج غائطه ونَجْوَهُ بمرةٍ واحدة. يقال: ورَّضَتِ الدجاجةُ، إذا كانت مُرْخِمَةً على البيض ثمَّ قامت فذرقَتْ بمرةٍ واحدة ذَرْقاً كثيراً.
ورطالوَرْطَةُ: الهلاكُ. قال رؤبة:
فأصبحوا في وَرْطَةِ الأَوْراطِ
قال أبو عبيد: وأصل الوَرْطَةِ أرضٌ مطمئنَّةٌ لا طريق فيها. ووَرَّطَهُ تَوْريطاً وأوْرَطَهُ، إذا أوقعه في الوَرْطَةِ، فتوَرَّطَ هو فيها. قال: والوارِطُ: الخديعة والغِشُّ. وفي الحديث: " لا خِلاطَ ولا وِراطَ " . ويقال: هو كقوله: " لا يُجْمَعُ بين متفرِّق ولا يفرَّق بين مجتمِع، خَشيةَ الصَدقةِ " .
ورع
الوَرَعُ بالتحريك: الجبانُ. قال ابن السكيت: وأصحابنا يذهبون بالوَرَعِ إلى الجبان، وليس كذلك، وإنَّما الوَرَعُ الصغيرُ الضعيفُ الذي لا غَناءَ عنده. ويقال: إنَّما مالُ فلانٍ أوْراعٌ، أي صغارٌ. تقول منه: وَرُعَ بالضم يَورَعُ وُروعاً ووَراعَةً ووُرْعاً أيضاً. والوَرِعُ بكسر الراء: الرجل التقيّ. وقد وَرِعَ يَرِعُ بالكسر فيهما وَرِعاً ورِعَةً. يقال: فلان سيِّء الرِعَةِ، أي قليل الوَرَع. وتَوَرَّعَ من كذا، أي تحرَّج. ووَرَّعْتُهُ تَوريعاً، أي كفَفته. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " وَرِّعِ اللص ولا تُراعِهِ " ، أي إذا رأيته في منزلك فادفَعْه واكففه ولا تنظر ما يكون منه. ووَرَّعْتُ الإبل عن الماء: رددتها. والمُوارَعَةُ: المناطَقةُ والمكالمةُ. قال حسان ابن ثابت:
نَشَدْتُ بَني النجَّارِ أفعالَ والدي ... إذا العانِ لم يوجَدْ له من يُوارِعُهْ
ورفظلٌّ وارِفٌ، أي واسعٌ. وقد وَرَفَ يَرِفُ وَرْفاً ووَريفاً، أي اتَّسع. ووَرفَ النبتُ، أي اهتزَّ فهو وارِفٌ، أي ناضرٌ رَفَّافٌ شديد الخضرة.
ورقالوَرْقُ: الدراهمُ المضروبة، وكذلك الرِقة، والهاء عوضٌ من الواو. وفي الحديث: " في الرِقَةِ رُبْعُ العُشْرِ " . ويجمع رِقينَ، مثل إرَةٍ وإرينَ. ومنه قولهم: إن الرِقينَ تغطِّي أَفْنَ الأَفينَ. وتقول في الرفع: هذه الرِقونَ. وفي الوَرْقِ ثلاث لغات حكاهنَّ الفراء: وَرِقٌ ووِرْقٌ ووَرَقٌ. ورجلٌ وَرَّاقٌ، وهو الذي يُوَرِّقُ ويكتب. ووَرَّاقٌ أيضاً: كثير الدراهم. قال الراجز:
جاريةٌ من ساكِني العِراقِ
تأكل من كِيسِ امرئٍ وَرَّاقِ
قال ابن الأعرابي: أي كثير الورق والمال. والوَرَقُ من أوراق الشجر والكِتاب، الواحدة وَرَقَةٌ. وشجرةٌ وَرِقَةٌ ووَريقَةٌ، أي كثيرةُ الأوراقِ. وأمَّا الوَراقُ بالفتح فخُضرة الأرض من الحشيش، وليس من الوَرَقِ. قال أوس يصف جيشاً بالكثرة:
كأنَّ جيادهنَّ برَعْنِ قُفٍّ ... جَرادٌ قد أطاعَ له الوَراقُ
ويقال: ورَقْتُ الشجرة أرِقُها وَرْقاً، إذا أخذتَ وَرَقها. وأوْرَقَ الشجرُ، أي أخرج وَرَقَهُ. قال الأصمعي: يقال وَرَقَ الشجرُ وأوْرَقَ، والألف أكثر. ووَرَّقَ تَوْريقاً مثله. والوارِقَةُ: الشجرةُ الخضراءُ الورقِ الحسَنَةُ. وأوْرَقَ الرجلُ، أي كثُر ماله. وأوْرَقَ الصائدُ، إذا لم يَصِدْ. وأوْرَقَ الغازي، إذا لم يغنَم. وأوْرَقَ الطالب، إذا لم يَنَل. والوَرَقُ: ما استدار من الدم على الأرض. قال أبو يوسف: وَرَقُ القومِ: أحداثُهم. قال الشاعر يصف قوماً قطعوا مفازةً:
إذا وَرَقُ الفتيانِ صاروا كأنَّهم ... دراهمُ منها جائزاتٌ وزائفُ
ويروى: وَزُيَّفُ. والوَرَقُ أيضاً: المالُ من دراهمَ وإبل وغير ذلك، ومنه قول العجاج:
إيَّاكَ أدعو فَتَقَبَّلْ مَلَقي
واغْفِرْ خَطايايَ وثَمِّرْ وَرَقي
ويقال في القوس وَرْقَةٌ بالتسكين، أي عيبٌ، وهو مخرج الغُصن إذا كان خفِيًّا. قال الأصمعي: الأوْرَقُ من الإبل: الذي في لونه بياضٌ إلى سواد، وهو أطيب الإبل لحماً، وليس بمحمودٍ عندهم في عمله وسيره. ومنه قيل للرماد أوْرَقُ، وللحمامة والذِئبة وَرْقاءُ: قال رؤبة:
فلا تكوني يا ابنةَ الأشَمِّ
وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّي
وفلانُ بن مَوْرَقٍ بالفتح، وهو شاذٌّ مثل مَوْحَدٍ.
وركالوَرِكُ: ما فوق الفخذ، وهي مؤنَّثة. وقد تخفف مثل فَخِذٍ وفَخْذٍ. قال الراجز:
ما بينَ وَرْكَيْها ذِراعٌ عَرْضا
وربَّما قالوا ثَنى وَرِكَهُ فنزَل. وقد وَرَكَ يَرِكُ وُروكاً، أي اضطجَعَ، كأنَّه وضع وَرِكَهُ على الأرض. والتَوَرُّكُ على اليمنى: وضعُ الوَرِكِ في الصلاة على الرِجل اليمنى. وأمَّا حديث إبراهيم أنَّه كان يكره التَوَرُّكَ في الصلاة، فإنَّما يريد وضع الأليتين أو إحداهما على الأرض. ومنه الحديث الآخر: " نهى أن يسجدَ الرجلُ مُتَوَرِّكاً " . وتَوَرَّكَ على الدابَّة، أي ثنى رجله ووضع إحدى وَرِكَيْهِ في السرج. وكذلك التَوْريكُ. وتَوَرَّكَتِ المرأةُ الصبيَّ، إذا حملتْه على وَرِكِها. قال الأصمعي: وَرَّكْتُ الجبل تَوْريكاً، أي جاوزته. ووَرَكْتُهُ وَرْكاً، أي جعلته حِيالَ وَرِكي؛ حكاه عنه أبو عبيد في المصنَّف. قال زهير:
ووَرَّكْنَ في السوبانِ يَعْلونَ مَتْنَهُ ... عليهن دَلُّ الناعمِ المُتَنَعِّمِ
ويقال: وَرَّكْنَ، أي عَدَلْنَ. ووَرَّكَ فلان ذَنْبه على غيره، أي قَرَفَهُ به. وإنَّه لمُورَّكٌ في هذا الأمر، أي ليس فيه ذنب. وقولهم: هذه نعلٌ مَوْرِكَةٌ، بتسكين الواو، ومَوْرِكٌ أيضاً، عن أبي عبيد، إذا كانت من الوَرَكِ، يعني نَعْلَ الخُفِّ. وقال أبو عبيدة: المَوْرِكُ والمَوْرِكَةُ: الموضعُ الذي يثني الراكبُ رِجله عليه قدَّامَ واسطةِ الرحل إذا ملَّ من الركوب. قال: والوارِكُ: النُمْرُقَةُ التي تُلبسُ مُقَدَّمَ الرحلِ ثم تُثنى تحتَه يُزَيَّنُ بها. والجمع وُرُكٌ. قال زهير:
مُقْوَرَّةٌ تتَبارى لا شَوارَ لها ... إلاَّ القُطوعُ على الأجْوازِ والوُرُكُ
ورمالوَرَمُ: واحد الأوْرامِ. يقال منه: وَرِمَ جلده يَرِمُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. وتَوَرَّومَ مثله، ووَرَّمْتُهُ تَوْريماً. ووَرِمَ أنفُه، أي غَضِب. ووَرَّمَ فلانٌ بأنفه تَوْريماً، إذا شَمَخَ بأنفه وتجبَّر. وأوْرَمَتِ الناقةُ، إذا وَرِمَ ضرعها.
ورهالوَرَهُ: الحمقُ، ويقال الخُرْقُ. ورجلٌ أوْرَهُ وامرأةٌ وَرْهاءُ. وقد وَرِهَتْ تَوْرَهُ. وريحٌ وَرْهاءُ: في هبوبها خُرْقٌ وعَجرفةٌ.
ورىوَرى القَيْحُ جوفَه يَريهِ وَرْياً: أكله. قال عبد بني الحسحاس:
وَراهنَّ رَبِّي مثلَ ما قد وَرَيْنَني ... وأحْمى على أكْبادِهنَّ المَكاوِيا
تقول منه: رِ يا رجلُ، ورِيا للاثنين، وللجماعة: رُوا، وللمرأة: ري وهي ياء ضمير المؤنث مثل قومي واقعدي، وللمرأتين رِيا، وللنساء: رينَ. والاسم الوَرَى بالتحريك. قال الفراء: يقال: " سلَّطَ الله عليه الوَرى، وحُمَّى خَيْبَرا " . والوَرى أيضاً: الخَلْقُ. يقال: ما أدري أيُّ الوَرى هو، أيْ أيُّ الخَلْقِ هو. قال ذو الرمة:
وكائنْ ذَعَرْنا من مهاةٍ ورامِحٍ ... بلادُ الوَرى ليست له بِبِلادِ
ووَرى الزَنْدُ بالفتح يَري ورْياً، إذا خرجتْ ناره. وفيه لغةٌ أخرى: ورِيَ الزَنْدُ يَري بالكسر فيهما. وأوْرَيْتُهُ أنا، وكذلك وَرَّيْتُهُ تَوْرِيَةً. وفلان يَسْتَوْري زِنادَ الضلالة. ويقال أيضاً: وَرِيَ المخُّ، إذا اكتنز. وناقةٌ واريةٌ، أي سمينةٌ. ولحمٌ وَرِيٌّ على فعِيلٍ، أي سمين. ويقال: وَرَّى الجرحُ سابِرَهُ تَوْرِيَةً: أصابه الوَرْيُ. ووارَيْتُ الشيء، أي أخفيته. وتَوارى هو، أي استتر. ووَراءَ بمعنى خَلْف، وقد يكون بمعنى قُدَّامٍ، وهي من الأضداد. وقولهم: وَراءكَ أوْسَعُ لك، نُصِبَ بالفعل المقدَّر، وهو تأخَّرْ. وقوله تعالى: " وكان وَراءَهُمْ مَلِكٌ " ، أي أمامهم. وتصغيرها وُرَيْئَةٌ بالهاء، وهي شاذَّة. والوَراءُ أيضاً: وَلَدُ الوَلدِ. وتقول: وَرَّيْتُ الخبر تَوْرِيَةً، إذا سترتَهُ وأظهرْتَ غيره، كأنَّه مأخوذ من وراء الإنسان، كأنَّه يجعله وراءه حيثُ لا يظهر.
وزأوَزَأْتُ اللحمَ وَزْءًا: أيْبَسْته. والوَزَأُ: الشديد الخَلق. وَوَزَّأَتِ الناقةُ براكبها تَوْزِئةً: صرعته. أبو زيد: وَزَّأْتُ الوعاءَ تَوْزِئَةً وتَوْزيئاً، إذا شَدَدْتَ كَنْزَهُ. الأصمعي: تَوَزَّأَتْ: امتلأتْ رِيًّا. ووَزَأْتُ القِربةَ تَوْزِيئاً: ملأتها.
وزبالمِئزابُ: المِثْعَبُ، فارسي معرَّب، وقد مُرِّبَ بالهمز، وربَّما لم يهمز، والجمع مآزيب إذا همزت، وميازيب إذا لم تهمز.
وزر
الوَزَرُ: الملجأ، وأصل الوَزَرِ الجبلُ. والوِزْرُ: الإثم، والثِقْلُ، والكارَةُ، والسِلاحُ. قال الشاعر:
وأَعْدَدْتُ للحربِ أوْزارَها ... رِماحاً طِوالاً وخيلاً ذكورا
والوَزير: المُوازِرُ، لأنَّه يحمل عنه وِزْرَهُ، أي ثِقْلُ. والوَزارةُ: لغةٌ في الوِزارَةِ. وقد اسْتوزِرَ فلانٌ، وهو يُوازِرُ الأميرَ ويَتَوَزَّرُ له. واتَّزَرَ الرجلُ: ركب الوِزْر. وقوله تعالى: " ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى " ، أي لا تحمل حاملةٌ حِمْلَ أخرى. وقال الأخفش: لا تأثَمُ آثمةٌ بإثْمِ أخرى. قال: تقول منه: وَزِرَ يَوْزَرُ، ووَزَرَ يَزِرُ، ووُزِرَ يوزَرُ فهو مَوْزورٌ. وإنَّما قال في الحديث: " مَأْزورات " لمكان مأجورات، ولو أفرد لقال: مَوْزُوراتٌ. أبو عمرو: وَزَرْتُ الشيء: أحرزْته. ووَزَرْتُ فلاناً: غلبته.
وزعوَزَعْتُهُ أَزَعُه وَزْعاً: كففته، فاتَّزَعَ هو، أي كفَّ. وأوْزَعْتُهُ بالشيء: أغريته به، فأُوزِعَ به، فهو موزَعٌ به، أي مُغْرى به. ومنه قول النابغة:
فهابَ ضُمْرانُ منه حيث يُوزِعُهُ
أي يغريه. والاسمُ والمصدرُ جميعا الوَزوع بالفتح. واسْتَوْزَعْتُ الله شُكْرَهُ فأوْزَعَني، أي استلهمته فألهمني. والوازِعُ: الذي يتقدَّم الصفَّ فيصلحه ويقدِّم ويؤخِّر. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه وقد شُكِي إليه بعضُ عماله: " أأنا أُقِيدُ من وَزَعَةِ الله " ، وهو جمع وازِعٍ. وقال الحسن: لا بدَّ للناس من وازِعٍ، أي من سلطان يكفُّهم. يقال: وَزَعْتُ الجيشَ، إذا حبستَ أوَّلهم على آخِرهم. قال الله تعالى: " فهم يوزَعونَ " . وإنَّما سَمُّوا الكلبَ وازِعاً لأنَّه يكفُّ الذئب عن الغنم. والتَوْزيعُ: القسمةُ والتفريقُ. ويقال: تَوَزَّعوهُ فيما بينهم، أي تقسَّموه. والمُتَّزِعُ: الشديدُ النَفْسِ. وأوْزَعَتْ الناقة ببولها، إذا رمتْ به رمياً وقَطعَتْهُ. قال الأصمعيّ: ولا يكون ذلك إلا إذا ضربها الفحل. وقولهم: بها أوْزاعٌ من الناس، أي جماعات.
وزغالوَزَغَةُ: دويْبَّةٌ، والجمع وَزَغٌ، وأوْزاغٌ، ووُزْغانٌ. قال الشاعر:
فلمَّا تَجاذَبنا تَقَعْقَعَ ظَهْرُهُ ... كما تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عُيونُها
ويقال وَزَّغَ الجنينُ تَوْزيغاً، إذا صُوِّرَ في البطن. والإيزاغُ: إخراجُ البول دُفعةً دفعةً. والحوامل من الإبل توزِعُ بأبوالها. والطعنةُ توزِعُ بالدم.
وزفوَزَفَ، أي أسرع. وقرئ: " فأقبَلوا إليه يَزِفونَ " مخفَّفة. والوَزيفُ: سرعةُ السير، مثل الزَفيف.
وزمالوَزْمَةُ في الأكل مثل البَزْمَةِ، وهي الوَجْبة. والوَزيمُ: اللحم يجفَّف. قال أبو سعيد: سمعتُ الكلابيّ يقول: الوَزيمَةُ من الضِباب أن يُطبخ لحمُها ثم ييبَّس، ثم يدقّ فيؤكل. قال: وهي من الجراد أيضاً. ورجلٌ وَزيمٌ، إذا كان مكتنز اللحم. والوَزيمُ: ما جُمع من البقل. قال الشاعر:
وجاءوا ثائرين فلم يثُوبوا ... بأبلمَةٍ تُشَدُّ على وَزيمِ
ويروى على بَزيمِ. ويقال: هو الطلْع يُشَقُّ ليلقّح ثم يشدّ بخوصةٍ، والواحدة وَزيمةٌ. ورجلٌ مُتَوَزِّمٌ، أي شديد الوطء.
وزنالميزانُ معروف، وأصله مِوْزانٌ. وقام ميزان النهار، أي انتصفَ. ووَزَنْتُ الشيء وَزْناً وزِنَةً. ويقال: وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان. قال تعالى: " وإذا كالوهُمْ أو وَزَنوهمْ يُخْسِرونَ " . وهذا يَزِنُ درهماً. ودرهمُ وازِنٌ، أي تامٌّ. وقال الشاعر:
مثلُ العصافير أحلاماً ومقدرةً ... لو يوزَنونَ بزِفِّ الريشِ ما وزنوا
ووازَنْتُ بين الشيئين مُوازَنَةً ووِزاناً. وهذا يُوازِنُ هذا، إذا كان على زِنَتِهِ أو كان محاذيه. ويقال: وَزَنَ المُعْطي، واتَّزَنَ الآخِذُ، كما يقال نَقَدَ المُعْطي وانتقد الآخذ. والوَزينُ: الحنظل المطحون. وفلانٌ وَزينُ الرأي، أي رَزينُهُ. وقولهم: هو وزنَ الجبل، أي ناحيةً منه. وهو زِنَةَ الجبل، أي حذاءه. قال سيبويه: نُصِبا على الظرف. وتقول العرب: حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وهما نجمان يطلُعان قبل سُهَيْلٍ.
وزوزالوَزْوازُ: الرجلُ الخفيف الطيَّاش.
وزى
الوَزى: القصير الشديد. وحمارٌ وزًى، أي مِصَكٌّ نشيطٌ. والمُسْتَوْزي: المنتصب المرتفع. قال ابن مقبل:
ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً ... شَكِيرُ جَحافِله قد كَتِنْ
وسبوَسَبَتِ الأرض وأوْسَبَتْ: كَثُرَ عشبها. ويقال لنباتها الوِسْبُ بالكسر.
وسجالوَسيجُ: ضربٌ من سَير الإبل. يقال: وَسَجَ البعيرُ وسيجاً. وأوْسَجْتُهُ أنا: حَملْتُهُ على الوَسيج. وقال ذو الرمة:
والعيسُ من عاسِجٍ أو واسِجٍ خَبَباً
وسخالوَسَخُ: الدرن. وقد وَسِخَ الثوب يَوْسَخُ، وتَوَسَّخَ، واتَّسَخَ، كلُّه بمعنًى، وأوْسَخْتُهُ أنا.
وسدالوِسادُ والوِسادَةُ: المِخَدَّةُ؛ والجمع وَسائدُ ووُسُدٌ. وقد وَسَّدْتُهُ الشيئَ فَتَوَسَّدَهُ، إذا جعله تحت رأسه. وأوْسَدْتُ الكلبَ: أغريتُه بالصيد، مثل آسَدْتُهُ.
وسطوَسَطْتُ القومَ أسِطُهُمْ وَسْطاً وسِطَةً، أي توسَّطْتُهُمْ. وفلانٌ وَسيطٌ في قومه، إذا كان أوْسَطَهُمْ وأرفعَهُم مَحَلاًّ. قال العَرْجِيُّ:
كأنِّي لم أكنْ فيهم وَسيطاً ... ولم تَكُ نِسْبَتي في آل عَمْرِو
والإصبع الوُسْطى. والتَوْسيطُ: قطعُ الشيء نصفين. والتَوسُّط بين الناس، من الوَساطَةِ. والوَسَطُ من كلِّ شيء: أعدَلُهُ. قال تعالى: " وكذلكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً " أي عدلاً. ويقال أيضاً: شيءٌ وَسَطٌ، أي بين الجيِّد والرديء. وواسِطَةُ القلادةِ: الجوهرُ الذي في وَسَطها، وهو أجودها. وواسِطُ الكور: مُقدَّمه. ويقال: جلست وَسْط القومِ بالتسكين، لأنَّه ظرف، وجلست في وَسَطِ الدار بالتحريك، لأنَّه اسمٌ.
وسعوَسِعَهُ الشيء بالكسر يَسَعه سَعَةً. يقال: لا يَسَعُني شيء ويضيق عنك، أي وإن يضيق عنك، أي بل متى وَسِعَني شيء وسِعَكَ. والوُسْعُ والسَعَةُ: الجِدةُ والطاقةُ. قال تعالى: " لِيُنْفِقَ ذو سَعَةٍ من سَعَتِهِ " ، أي على قدر غِناه وسَعَتِهِ، والهاء عوض من الواو. وأوْسَعَ الرجل؛ إذا صار ذا سَعَةٍ وغِنًى، ومنه قوله تعالى: " والسماء بَنَيْناها بأَيْدٍ وإنَّا لَموسِعونَ " ، أي أغنياء قادرون. ويقال: أوْسَعَ الله عليك، أي أغناك. والتَوْسيعُ: خلاف التضييق. تقول: وَسَّعْتُ الشيءَ فاتَّسَعَ واسْتَوْسَعَ، أي صار واسِعاً. وتَوَسَّعوا في المجلس، أي تفسَّحوا. وفرسٌ وَسَّاعٌ بالفتح، أي واسِعُ الخطو. وقد وَسُعَ بالضم وَساعَةً.
وسفالتَوَسُّفُ: التقشُّر. قال ابن السكيت: يقال للقَرْحِ والجُدَرِيِّ إذا يبس وتقرَّفَ، وللجربِ أيضاً في الإبل إذا قَفَلَ: قد تَوَسَّفَ جلده وتَقَشْقَشَ جلده، وتقشَّر جِلده، كلُّه بمعنًى.
وسقالوَسْقُ: مصدر وَسَقْتُ الشيء: جمعته وحملته. ومنه قوله تعالى: " والليلِ وما وَسَقَ " . قال ضابئ بن الحارث البُرْجمِيُّ:
فإنِّي وإيَّاكم وشوقاً إليكم ... كقابِضِ ماءٍ لم تَسِقْهُ أَنامِلُهْ
يقول: ليس في يدي من ذلك شيء كما أنَّه ليس في يد القابض على الماء شيء، فإذا جلَّل الليل الجبالَ والأشجارَ والبحار والأرض فاجتمعتْ له فقد وَسَقَها. والوَسْقُ: الطردُ، ومنه سمِّيت الوَسيقَةُ، وهي من الإبل كالرُفقة من الناس، فإذا سُرِقَتْ طُرِدَتْ معاً. والوَسْقُ: سِتُّون صاعاً، قال الخليل: الوَسْقُ هو حِمْلُ البعير. والوِقْرُ حِمل البغل أو الحمار. وقولهم: لا أفعله ما وَسَقَتْ عيني الماء، أي حملْتُه. ووَسَقَتِ الناقة وغيرها تَسِقُ وَسْقاً بالفتح، أي حَمَلَتْ وأغلقتْ رحمَها على الماء، فهي ناقةٌ واسِقٌ ونوقٌ وِساقٌ. قال بشر بن أبي خازمٍ الأسدي:
ألَظَّ بهنَّ يحْدوهنَّ حتَّى ... تَبَيَّنَتِ الحِيالُ من الوِساقِ
ويقال أيضاً: نوقٌ مَواسيقٌ ومَواسِقُ، وهو جمعٌ على غير قياس. والاتِّساقُ: الانتظامُ. ووَسَّقْتُ الحنطة تَوْسيقاً، أي جعلتُها وَسْقاً وَسْقاً. واسْتَوْسَقَتِ الإبلُ: اجتمعت. وأَوْسَقْتُ البعيرَ: حمَّلته حِملَه. وأوْسَقَتِ النخلةُ: كثُر حملها. قال لبيد:
يومَ أرْزاقُ من يُفَضَّلُ عُمٌّ ... موسِقاتٌ وحُفَّلٌ أبكارُ
قال أبو عبيد: الميساقُ: الطائرُ الذي يصفِّق بجناحيه إذا طار. قال: وجمعه مياسيقُ.
وسل
الوَسيلَةُ: ما يتقرَّب به إلى الغير، والجمع الوَسيلُ والوَسائِلُ. والتوسيل والتَوَسُّلُ واحد. يقال: وَسَّلَ فلانٌ إلى ربّه وَسيلَةً، وتوَسَّلَ إليه بوَسيلَةٍ، أي تقرَّب إليه بعمل. والتَوْسيلُ والتَوَسُّلُ أيضاً: السرقةُ. يقال: أخذ فلان إبلي تَوَسُّلاً، أي سرقه. والواسِلُ: الراغب إلى الله. قال لبيد:
بَلى كلُّ ذي دينٍ إلى الله واسِلُ
وسموسَمْتُهُ وَسْماً وسِمَةً، إذا أثَّرتَ فيه بسِمَةٍ وكيٍّ. والهاء عوض من الواو. والوَسِمَةُ، بكسر السين: والعِظْلِمُ يُختضَب به. وتسكينها لغة. ولا تقل وُسْمَةٌ بضم الواو. وإذا أمرت منه قلت: توَسَّمَ. والوَسْمِيُّ: مطر الربيع الأوَّل، لأنَّه يسِمُ الأرض بالنبات، نُسِبَ إلى الوَسْم. والأرض مَوْسومَةٌ. الأصمعيّ: تَوَسَّمَ الرجل: طلب كَلأَ الوَسْمِيِّ. وأنشد:
وأَصْبَحْنَ كالدَوْمِ النواعمِ غُدْوَةً ... على وِجهةٍ من ظاعِنٍ مُتَوَسَّمِ
ومَوْسِمُ الحاجِّ: مَجْمعهم؛ سمِّي بذلك لأنَّه مَعْلَمٌ يُجتمع إليه. ووَسَّمَ الناسُ تَوْسيماً: شهِدوا الموْسِمَ، كما يقال في العيد: عَيَّدوا. والمَيْسمُ: المكواةُ، وأصل الياء واوٌ. فإن شئتَ قلت قي جمعه مياسِمُ على اللفظ، وإن شئت قلت مَواسِمُ على الأصل. والميسَمُ: الجَمالُ. يقال: امرأة ذات ميسَمٍ إذا كان عليها أثر الجمال. وفلانٌ وَسيمٌ، أي حسَن الوجه. وقومٌ وِسامٌ. وامرأةٌ وَسيمَةٌ، ونسوةٌ وِسامٌ أيضاً. ووَسُمَ الرجل بالضم وَسامَةً أيضاً بحذف الهاء، مثل جَمُلَ جَمالاً. قال الكميت:
يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وجهٍ عليه ... عِقْبَة السَرْوِ ظاهراً والوَسامِ
وفلانٌ مَوْسومٌ بالخير، وقد تَوَسَّمْتُ فيه الخير، أي تفرَّست. وواسَمْتُ فلاناً فوَسَمْتُهُ، إذا غلبتَه بالحسن. واتَّسَمَ الرجل، إذا جعل لنفسه سِمَةً يُعْرَفُ بها، وأصل التاء الواوُ.
وسنالوَسَنُ:النُعاسُ، والسِنَةُ مثله. وقد وَسِنَ الرجلُ يَوْسَنُ، فهو وَسْنانٌ. واسْتَوْسَنَ مثله. واوْسِنْ يا رَجُلُ لَيْلَتَكَ، والألف ألف وصلٍ. وتقول: ما له هَمٌّ ولا وَسَنٌ إلا ذاك. ووَسِنَ الرجلُ أيضاً فهو وَسِنٌ، أي غُشِيَ عليه من نَتْنِ ريح البئر، مثل أَسِنَ. وأوْسَنَتْهُ البئر. وهي ركيَّةٌ مُوسِنَةٌ. وقولهم: تَوَسَّنَها، أي أتاها وهي نائمة، يريدون به إتيان الفحل الناقة. وامرأةٌ مِيسانٌ، بكسر الميم، كأنَّ بها سِنَةٌ من رَزانتها.
وسوسالوَسْوَسَةُ: حديث النفس، يقال: وَسْوَسَتْ إليه نفسه وَسْوَسَةً ووِسْواساً بكسر الواو. والوَسْواسُ بالفتح: الاسم، مثل الزَلزالِ والزِلزالِ. وقوله تعالى: " فَوَسْوَسَ لهما الشيطانُ " يريد إليهما. ويقال لهَمْسِ الصائدِ والكلابِ وأصوات الحَلْي: وَسْواسٌ. قال الأعشى:
تسمعُ للحَلْي وَسْواساً إذا انصرفت ... كما استعانَ بريحٍ عِشْرِقٌ زَجِلْ
والوَسْواسُ: اسمُ الشَيطان.
وسىأوْسى رأسه، أي حَلَقَ. والموسى: ما يُحْلَقُ به. وواساهُ: لغةٌ ضعيفةٌ في آساهُ، تُبنى على يُواسي. وقد اسْتَوْسَيْتُهُ، أي قلتُ له واسِني.
وشبالأوشاب من الناس: الأوباش، وهم الضُروبُ المتفرقون.
وشجالوَشيجةُ: عِرق الشجرة. ووشجتِ العُروقُ والأغصان: اشتبكتْ. والواشِجَةُ: الرَحِمُ المُشْتَبِكَةُ. وقد وشَجَت بكَ قَرابةَ فلانٍ. والاسمُ الوَشيجُ. ووَشَّحجها الله توشيجاً. والوَشيجُ: شجرُ الرِماح. والوَشيجَةُ: ليفٌ يُفتل ثمَّ يُشَدُّ بين خَشَبتين، يُنْقَلُ بها البُرُّ المحصودُ وغيره.
وشحالوِشاحُ: شيء ينسج من أديمٍ عريضاً ويرصَّع بالجواهر، وتشد}ه المرأة بين عاتقَيها. يقال: وِشاحٌ وإشاحٌ ووُشاحٌ وأُشاحٌ؛ والجمع الوُشُحُ والأوْشِحَةُ. ووَشَّحْتُها تَوْشيحاً فتوَشَّحَتْ هي، أي لبِسَته. وربَّما قالوا: تَوَشَّحَ الرجل بثوبه وبسيفه. والوَشْحاءُ من العنز: المُوَشَّحة ببياض.
وشروشَرْتُ الخشبة بالميشارِ غير مهموز: لغة في أَشَرْتُ. والوَشْرُ أيضاً: أن تحدِّد المرأةُ أسنانها وترقٍّعها. وفي الحديث: " لعن الله الواشِرَةَ والمُؤْتَشِرَةُ " .
وشز
الوَشَزُ بالتحريك: المكان المرتفع، مثل النَشَزِ. والوَشَزُ أيضاً: الشدَّة. يقال: أصابتهم أوْشازُ الأمور، أي شدائدها.
وشظالوَشيظَةُ: قطعةُ عظمٍ تكون زيادةً في العظم الصميم. والوَشيظُ: لفيفٌ من الناس ليس أصلَهم واحداً. وقال الكسائي: بنو فلانٍ وَشيظَةٌ في قومهم، أي هم حَشْوٌ فيهم. قال الشاعر:
هُمُ أهل بَطحاوَي قريش كليهما ... وهم صُلبُها ليس الوَشائِظُ كالصُلبِ
ووَشَظْتُ العظمَ أَشِظُهُ وَشْظاً، أي كسرت منه قطعةً. ووَشَظْتُ الفأسَ، أي جعلت في خُرْتِها قطعةَ خشبٍ تُضيِّقه بها.
وشعالوَشيعَةُ: لفيفةٌ من غَزْل، وتسمَّى القصبةَ التي يجعل النسَّاج فيها لُحمة الثوب للنسج: وَشيعَةً. قال الشاعر:
به مَلْعَبٌ من مُعْصِفاتٍ نَسَجْنَهُ ... كنَسْجِ اليماني بُرْدَهُ بالوشائعِ
والتَوْشيعُ: لفُّ القطن بعد النَدف. وكلُّ لفيفةٍ منه وَشيعَةٌ. والوَشيعَةُ: الطريقة في البُرْدِ. ووَشَّعَهُ الشيبُ، أي علاه. وحكى أبو عبيد: وشَعْتُ الجبلَ وَشْعاً، أي علوته. وتَوَشَّعَتِ الغنم في الجبل، إذا ارتقتْ فيه ترعاه. وأوْشَعَتِ الأشجارُ: أزهرتْ. والوَشوعُ: الوَجورُ، عن ابن السكيت، مثل النَشوعُ. والوشيعُ: شَريحَةٌ من السَعَف تلقى على خشباتِ السقف، وربَّما أقيم كالخُصِّ وسُدَّ خَصاصُها بالثمامِ. قال كثيِّر:
ديارٌ عَفَتْ عن عَزَّةَ الصيفَ بعدما ... تُجِدُّ عليهن الوَشيعَ المُثَمَّما
أي تُجِدُّ عَزَّةُ، يعني تجعله جديداً.
وشغشيءٌ وَشْغٌ بالتسكين، أي قليلٌ وَتْحٌ. يقال: أوشغ عطيّته، أي أوْتَحَها له.
وشقالوَشيقُ والوَشيقَةُ: اللحم يُغلى إغلاءة ثمَّ يُقَدَّدُ في الأسفار، وهي أبقى قديدٍ يكون. قال أبو عبيد: وزعم بعضهم أنَّه بمنزلة القديد لا تمسُّه النار. وفي الحديث أنَّه أُتِيَ بوَشيقةٍ يابسةٍ من لحم صيدٍ فقال: " إني حرامٍ " ، أي مُحْرِمٌ. تقول منه: وَشَقْتُ اللحم أَشِقُهُ وَشْقاً. واتَّشَقْتُهُ مثله.
وشكقولهم: وَشُكَ ذا خُروجاً، يوْشُكُ وشَكاً، أي أسرع. وعجبت من وَشْكِ ذلك الأمر، ووُشْكِ ذلك الأمر، بضم الواو، ومن وَشْكانِ ذلك الأمر، ووُشْكانِ ذلك الأمر، أي من سرعته. ويقال: وَشْكان ذَا خروجاً، أي عَجلانَ. ووَشْكُ البَيْنِ: سرعة الفراق. وخرج وَشيكاً، أي سريعاً. وامرأةٌ وَشيكٌ. وقد أوْشَكَ فلانٌ يوشِكُ إيشاكاً، أي أسرعَ السيرَ. ومنه قولهم: يوشِكُ أن يكون كذا. قال جريرٌ يهجو العباس بن يزيد الكنديّ:
إذا جَهِلَ الشَقيُّ ولم يُقَدِّرْ ... ببعض الأمرَ أوْشَكَ أن يُصابا
قال أبو يوسف: واشَكَ يُواشِكُ وِشاكاً، مثل أوْشَكَ، يقال: إنَّه مُواشِكٌ مستعجلٌ، أي مسارِعٌ.
وشلالوَشَلُ بالتحريك: الماء القليل. وفي المثل: " وهل بالرَملِ أَوْشالٌ " . ووَشَلَ الماءُ وَشَلاناً، أي قَطَرَ. وجبلٌ واشِلٌ: يقطر منه الماء. وجاء القومُ أوْشالاً، أي يتبع بعضهم بعضاً. والوُشولُ: قلَّةُ الغناءِ والضعف. وفلان واشِلُ الحظّ، أي ناقصه. وناقةٌ وَشولٌ: كثيرة اللبن.
وشموَشَمَ اليَدَ وَشْماً، إذا غرزها بإبرةٍ ثم ذَرَّ عليها النَؤُورَ، وهو النِّيلَجُ. والاسم أيضاً الوَشْمُ، والجمع الوِشامُ. واسْتَوْشَمَهُ، أي سأله أن يَشِمَهُ. وفي الحديث: " لعن الله الواشِمَةُ والمُسْتَوْشِمَةُ " . ابن السكيت: ما عَصَيته وَشْمَةً، أي كلمة. وما أصابتنا العام وَشْمَةٌ، أي قطرةُ مطر. ويقال: بينهما وشيمَةٌ، أي كلام شَرٍّ وعداوةٍ. وأوشَمَتِ الأرضُ: ظهر نباتها. وأوْشَمَ البرقُ: لمع لمعاً خفيفاً. قال أبو زيد: هو أوَّل البرق حين يبرق. وأوْشمْتُ الشيء، أي نظرتُ فيه.
وشوشرجلٌ وَشْواشٌ، أي خفيفٌ عن الأصمعي، وأنشد:
في الرَكْبِ وَشْواشٌ وفي الحَيِّ رَفِلْ
والوَشْوَشَةُ: كلامٌ في اختلاط.
وشى
الشِيَةُ: كلُّ لونٍ يخالف معظمَ لون الفرس وغيره، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوَّله، والجمع شِياتٌ. يقال: ثورٌ أشْيَهُ، كما يقال فرسٌ أبْلَقُ، وتيسٌ أَذْرَأُ. وقوله تعالى: " لا شِيَةَ فيها " ، أي ليس فيها لونٌ يخالف سائر لونها. يقال: وَشَيْتُ الثوبَ أشِيه وَشْياً وشِيَةً، ووَشَّيْتُهُ تَوْشِيَةً شدِّد للكثرة، فهو مَوْشِيٌّ ومُوَشًّى. والنسبة إليه وَشَوِيٌّ تُرَدُّ إليه الواو وهو فاء الفعل. وإذا أمرتَ منه قلت: شِهْ بهاءٍ تدخلها عليه. والوَشْيُ من الثياب معروف، والجمع وِشاءٌ. ويقال: وَشى كلامَه، أي كَذَبَ. ووَشى به إلى السلطان وِشايَةً، أي سعى. والواشِيَةُ: الكثيرة الولد. يقال ذلك في كلِّ ما يلِدُ. والرجل واشٍ. ووَشى بنو فلان وَشْياً، كَثُروا. وما وَشَتْ هذه الماشيةُ عندي بشيءٍ، أي ما ولدتْ. وفلان يَسْتَوْشي فرسَه بعَقبه، أي يطلب ما عنده ليزيده. وقد أوْشاهُ يوشِيهِ، إذا استحثَّه بمِحْجَنٍ أو بكُلاَّبٍ. وقال:
جُنادِفٌ لاحِقٌ بالرأس مَنْكِبُهْ ... كأنَّه كَوْدَنٌ يوشى بكُلاَّبِ
وصبالوَصَبُ: المرض. وقد وَصِبَ الرجل يَوْصَبُ فهو وَصِبٌ، وأوصبه الله فهو مُوصَبٌ. والمُوَصَّبُ بالتشديد: الكثير الأوجاع. ووَصَبَ الشيءُ يَصِبُ وُصوباً، أي دام. تقول: وَصَبَ الرجلُ على الأمر، إذا واظب عليه. قال تعالى: " ولهم عذابٌ واصِبٌ " ، " وله الدينُ واصِباً " . قال الفراء: دائماً. ومفازة واصبة: بعيدةٌ لا غاية لها. وأوصب القومُ على الشيء، إذا ثابروا عليه.
وصدالوَصيدُ: الفِناءُ. وأوصدْت البابَ وآصَدْتُهُ، إذا أغلقته. وأوصِدَ البابُ على ما لم يسمَّ فاعله، فهو موصَدٌ. ومنه قوله تعالى: " إنَّها عَلَيْهِمْ موصَدَة " . قالوا: مُطْبَقَةٌ. والوَصيدَةُ كالحظيرةِ تُتَّخذ للمال، إلا أنَّها من الحجارة، والحظيرةُ من الغِصَنَةِ. تقول منه: اسْتَوْصَدْتُ في الجبل، إذا اتَّخذته. والوَصيدُ: النباتُ المتقاربُ الأصول.
وصرالوِصْرُ: لغة في الإصْرِ، وهو العهد. والوِصْرُ: الصَكُّ، وكتابُ العهدة.
وصصالتَوْصيصُ في الانتِقابِ: مثل الترصيص.
وصعالوَصْعُ: طائر أصغر من العصفور. وفي الحديث: " إنَّ إسرافيلَ ليتواضع لله عزّ وجلّ حتَّى يصير كأنَّه الوَصْعُ " .
وصفوَصَفْتُ الشيء وَصْفاً وصِفَةً. والهاء عوضٌ من الواو. وتَواصفوا الشيء من الوَصْفِ. واتَّصَفَ الشيءُ، أي صار مُتَواصَفاً. قال طرفة بن العبد:
إنَّي كفانيَ من أمرٍ هَمَمْتُ به ... جارٌ كَجارِ الحُذافيِّ الذي اتَّصَفا
أي صار مَوصوفاً بحسن الجوار. وقول الشماخ يصف بعيراً:
إذا ما أدْلَجَتْ وَصَفَتْ يَداها ... لها الإدْلاجَ لَيلَةَ لا هُجوعِ
يريد أجادت السير. وبيعُ المُواصَفَةِ: أن تبيع الشيء بصفةٍ، من غير رؤية. والوَصيفُ: الخادمُ غلاماً كان أو جاريةً. يقال: وَصُفَ الغلامُ، إذا بلغ حدَّ الخِدمة، فهو وَصيفٌ بيِّن الوَصافَةُ. والجمع وُصَفاءُ. وقال ثعلب: وربَّما قالوا للجارية وَصيفَةً بيِّنة الوَصافةِ والإيصافِ. والجمع الوَصائِفُ. واسْتَوْصَفْتُ الطبيبَ لدائي، إذا سألته أن يَصِفَ لك ما تتعالج به. والصِفَةُ كالعِلْم والسَوادِ، وأمَّا النحويون فليس يريدون بالصفة هذا، لأنَّ الصفة عندهم هي النعت، والنعت هو اسم الفاعل نحو ضاربٍ، أو المفعول نحو مضروبٍ، أو ما يرجع إليهما من طريق المعنى نحو مِثْلٍ وسِبْهٍ وما يجري مجرى ذلك.
وصل
وصلتُ الشيءَ وَصْلاً وَصِلَةً. ووَصَلَ إليه وُصُولاً، أي بلغ. وأوْصَلَهُ غيره. ووَصَلَ بمعنى اتَّصَلَ، أي دَعا دعوى الجاهليَّة، وهو أن يقول يا لفلان. قال تعالى: " إلا الذين يَصِلونَ إلى قومٍ " أي يَتَّصِلونَ. والوَصْلُ: ضدُّ الهِجرانِ. والوَصْلُ: وَصْلُ الثوبِ والخُفِّ. ويقال: هذا وَصْلُ هذا، أي مثله. وبينهما وُصْلَةٌ، أي اتِّصالٌ وذريعةٌ. وكل شيء اتَّصلَ بشيء فما بينهما وُصْلَةٌ، والجمع وُصَلٌ. والأوْصالُ: المفاصِلُ. والوَصيلَةُ التي كانت في الجاهليَّة، هي الشاةُ تلد سبعة أبطُنٍ عَناقَيْنِ عَناقَيْنِ: فإن ولدت الثامنة جَدْياً ذبحوه لآلهتهم، وإن ولدت جَدْياً وعَناقاً، قالوا: وَصَلَتْ أخاها. فلا يذبحونَ أخاها من أجلها، ولا يشرب لبنها النساءُ وكان للرجال، وجرت مجرى السائِبة. والوَصيلَةُ: العِمارَةُ والخِصْبُ. والوَصيلَةُ: الأرضُ الواسعةُ. والوَصائِلُ: ثيابٌ مخطَّطةٌ يمانِيَّةٌ. وفي الحديث: " لعن الله الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ " . فالواصلةُ: التي تصل الشعر. والمُستوصِلةُ: التي يفعل بها ذلك. وتَوَصَّلَ إليه، أي تلطَّف في الوُصولِ إليه. والتَواصُلُ: ضد التصارُمِ. ووَصَّلَهُ تَوْصيلاً، إذا أكثر من الوصل. وواصَلَهُ مُواصَلَةً ووِصالاً. ومنه المُواصَلَةُ في الصوم وغيره. ومَوْصِلُ البعير: ما بين عجزه وفخذه. والمَوْصِلُ: ما يُوصَلُ من الحَبل.
وصمالوَصْمُ: الصدعُ في العود من غير بينونة. يقال: بهذه القناة وَصْمٌ. وقد وَصَمْتُ الشيء، إذا شددتَه بسرعة. والوَصْمُ: العيبُ والعار. يقال: ما في فلان وَصْمَةٌ. وقال الشاعر:
فإنْ تَكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْمٍ فإنَّما ... دَلَفْنا إلى جَرْمٍ بأَلأَمَ من جَرْمِ
والتَوْصيمُ في الجسد: كالتكسير والفترةِ والكسلِ. وقال لبيد:
وإذا رُمْتَ رَحيلاً فارْتَحِلْ ... واعْصِ ما يأمر تَوْصيمُ الكَسَلْ
ويقال: وَصَمَتْهُ الحُمَّى.
وصوصالوَصْوَصُ: ثقبٌ في السِتر ونحوه على مقدار العين يُنْظَرُ منه. والوَصْواصُ: البُرقعُ الصغيرُ. قال المُثَقٍّبُ العبديُّ:
أَرَيْنَ مَحاسِناً وكَنَنَّ أُخْرى ... وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعيونِ
والوَصاوِصُ: حجارة الأياديم، وهي متونِ الأرضِ.
وصىأوْصَيْتُ له بشيء، وأوْصَيْتُ إليه، إذا جعلته وَصِيَّكَ. والاسم الوِصايَةُ والوَصايَةُ. وأوْصَيْتُهُ ووَصَّيْتُهُ أيضاً تَوْصِيَةً بمعنًى. والاسمُ: الوَصاةُ. وتَواصى القوم، أي أوْصى بعضُهم بعضاً. وفي الحديث: " اسْتَوْصوا بالنساء خيراً فإنهنَّ عندكم عَوانٍ " . ووَصَيْتُ الشيء بكذا، إذا وصَلْتَهُ. قال ذو الرمَّة:
نصي الليلَ بالأيام حتَّى صَلاتُنا ... مُقاسَمةٌ يشتقُّ أنْصافَها السَفْرُ
وأرضٌ واصِيَةٌ: متَّصلة النبات. وقد وَصَتِ الأرضُ، إذا اتَّصل نبتها. وربَّما قالوا: تَواصى النبتُ، إذا اتَّصل. وهو نبتٌ واصٍ.
وضأالوَضاءةُ: الحُسْنُ والنظافةُ. تقول منه: وَضُؤَ الرجل، أي صار وَضيئاً. وتَوَضَّأْتُ للصلاة ولا تقل تَوَضَّيْتُ. والوَضوءُ بالفتح: الماء الذي يُتَوَضَّأُ به. والوَضوءُ أيضاً: المصدر من تَوَضَّأْتُ للصلاة، مثل الوُلوعِ والقَبولِ بالفتح. قال اليزيديّ: الوُضوءُ بالضم المصدرُ. وتقول: واضَأْتُهُ فَوَضَأْتُهُ أَضَؤُهُ، إذا فاخَرْتَهُ بالوَضاءة فغلبته. والوُضَّاءُ بالضم والمدِّ. قال أبو صَدَقة الدُّبَيْريُّ الشاعر:
والمرءُ يُلْحِقُهُ بفِتيانِ النَدى ... خُلُقُ الكَريمِ وليسَ بالوُضَّاءِ
وضح
وضَحَ الأمر يَضِحُ وُضوحاً، واتَّضَحَ، أي بانَ. وأوْضَحْتُهُ أنا. وأوْضَحَ الرجلُ: وُلِد له أولادٌ بيضٌ. وقولهم: من أين أوْضَحْتُ؟ أي من أين طلعْت؟ ومن أين بدا وَضَحُكَ. واسْتَوْضَحْتُ الشيءَ، إذا وضعت يدك على عينك تنظر هل تراه. يقال: اسْتَوْضِحْ عنه يا فلان. واسْتَوْضَحْتُهُ الأمرَ أو الكلامَ، إذا سألته أن يُوَضِّحَهُ لك. وتَوَضَّحَ مُلْكُ الطريق، أي استبان. والمُتَوَضِّحُ: الذي يُظهر نفسه في الطريق ولا يدخل الخَمَر. ووضَحُ الطريقِ: مَحَجَّتُهُ. والوَضَحُ: الدرهمُ الصحيحُ. والأوْضاحُ: حليٌّ من الدراهم الصحاح. والوَضَحُ: الضَوءُ والبياضُ؛ يقال: بالفرس وَضَحٌ، إذا كانت به شِيَةٌ. وقد يكنى به عن البَرَصِ. والوَضَّاحُ أيضاً: الرجل الأبيض اللون الحَسَنُهُ. والمُوضِحَةُ: الشَجَّةُ التي تُبدي وَضَحَ العظم. والواضِحَةُ: الأسنانُ التي تبدو عند الضحكِ. قال طرفة:
كلُّ خليلٍ كنتُ خاللتُه ... لا تركَ الله له واضِحهْ
وضخالأصمعيّ: المُواضَخَةُ: أن تسير مثل سيرِ صاحبك، وليس هو بالشديد؛ وكذلك هو في الاستقاء. وقال الكسائي: المُواضَخَةُ: تباري المُستقيمين، ثم استعيرَ في كلّ متباريَين. وتقول: أَوْضَخْتُ له، أي اسْتَقَيْتُ له قليلاً. والوَضوخُ بالفتح: الماءُ يكون بالدلو شبيه بالنصف.
وضرالوَضَرُ: الدَرَن والدسَم. يقال: وَضِرَتِ القصعةُ تَوْضَرُ وَضَراً، أي دَسِمَتْ. قال الشاعر:
سَيُغْني أبا الهِندِيِّ عن وَطْبِ سالِمٍ ... أَباريقُ لم يَعْلَقْ بها وَضَرُ الزَبْدِ
قال أبو عمرو: الوَضَرُ: ما يشمّه الإنسان من ريحٍ يجده من طعام فاسد.أبو عبيدو: يقال لبقية الهِناءِ وغيره: الوَضَرُ.
وضعالمَوْضِعُ: المكان. والمَوْضِعُ أيضاً: مصدر قولك وَضَعْتُ الشيء من يدي وَضْعاً، ومَوْضوعاً وهو مثل المعقول، ومَوْضِعاً. والموْضَعُ بفتح الضاد، لغة في الموْضِعِ. ويقال في الحَجَر وفي اللبِن إذا بُنِي به: ضَعْهُ على غير هذه الوَضْعَةِ والوِضْعَةِ والضِعَةِ، كله بمعنًى. والهاء في الضِعَةِ عوض من الواو. والوَضيعَةُ: واحدة الوضائِعِ، وهي أثقال القوم. ويقال: أين خَلَّفوا وضائِعَهم. والوَضيعَةُ أيضاً: نحو وَضائِعِ كِسرى، كان ينقلُ قوماً من أرض فيُسمنهم أرضاً أخرى، وهم الشِحَنُ والمَسالِحُ. والوَضيعُ: أن يؤخذ التمر قبل أن ييبس فيوضع في الجِرار. وتقول: وَضَعْتُ عند فلان وَضيعاً، أي استودعته وديعةً. والوَضيعُ أيضاً: الدنيء من الناس. ويقال: في حسبه ضَعَةٌ وضِعَةٌ. والمُواضَعَةُ: المراهنةُ. والمُواضَعَةُ: متاركة البيع. وواضَعْتُهُ في الأمر، إذا وافقته فيه على شيء. والضَعَةُ: شجرٌ من الحَمْض. يقال: ناقةٌ واضِعَةٌ، للتي ترعاها، ونوقٌ واضِعاتٌ. قال أبو زيد: إن رَعَتِ الحَمْضَ حول الماء ولم تبرح قيل: وَضَعَتْ تَضَعُ وَضيعةً. فهي واضعة، قال: وكذلك وَضَعْتها أنا، وهي مَوْضوعةٌ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وهؤلاء أصحاب الوَضيعَةِ، أي أصحاب حَمْضٍ مقيمون فيه. ووَضَعَتِ المرأة خِمارها. وامرأةٌ واضِعٌ، أي لا خِمار عليها. ووَضَعَتِ المرأة وَضْعاً بالفتح، أي وَلَدت. ووَضَعَتْ وُضْعاً بالضم، أي حملتْ في آخر طهرها من مُقْبَلِ الحَيضةِ، فهي واضِعٌ. ووضعَ البعير وغيره، أي أسرع في سيره. وبعيرٌ حسن المَوْضوعِ، قال طرفة:
مَوْضوعُها زَوْلٌ ومَرْفوعُها ... كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريحْ
وأَوْضَعَهُ راكبه. قال اليزيديّ: يقال: وُضِعَ الرجل في تِجارته وأُوضِعَ، على ما لم يسمَّ فاعله وَضْعاً فيهما، أي خَسِرَ. يقال: وُضِعْتَ في تجارتك فأنت مَوْضوعٌ فيها. ووُضِعَ الرجل بالضم يوضَعُ ضَعَةً وضِعَةً، أي صار وضيعاً. ووَضَعَ منه فلانٌ، أي حطَّ من درجته. والتَواضُعُ: التذلُّلُ. والاتِّضاعُ: أن تخفض رأسَ البعير لتضع قدمَك على عنقه فتركب. قال الكميت:
إذا اتَّضَعونا كارِهينَ لبَيْعَةٍ ... أناخوا لأخرى والأَزِمَّةُ تُجْذَبُ
والتَوضيعُ: خياطة الجُبَّةِ بعد وضع القطن. ورجلٌ مُوَضَّعٌ، أي مُطَرَّحٌ ليس بمستحكمِ الخَلْقِ.
وضمالوَضَمُ: كلُّ شيء يجعل عليه اللحم من خشبٍ أو باريةٍ، يوقى به من الأرض. وقال الراجز:
ليس براعي إبلٍ ولا غَنَمْ
ولا بجزَّارٍ على ظهر الوَضَمْ
وقد وَضَمْتُ اللحم أضِمُهُ وضْماً، إذا وضعته على الوَضَمِ. وأوْضَمْتَهُ، إذا جعلت له وَضَماً. وقال ابن دريد: أوْضَمْتُ اللحم وأَوْضَمْتُ له. وقولهم: الحَيُّ وَضْمَةٌ واحدةٌ، بالتسكين، أي جماعةٌ متقاربةٌ. ابن الأعرابي: الوَضْمَةُ والوَضيمَةُ: صِرْمٌ من الناس، يكون فيه مائتا إنسان أو ثلثمائة. والوَضيمَةُ: القومُ يقِلُّ عددهم فينزلون على قوم. وقد وَضَمَ بنو فلان على بني فلان، إذا حلُّوا عليهم. والوَضيمَةُ مثل الوَثيمَةِ من الكلأ. الفراء: الوَضيمَةُ طعام المأتم. واسْتَوْضَمْتُ الرجلَ، إذا ظلمته واسْتَضَمْتَهُ. وتَوَضَّمَ الرجلُ المرأةَ، إذا وقع عليها.
وضنالوَضين للهودج بمنزلة البِطان للقَتَب. والتصديرِ للرحل، والحزامِ للسرج. وهما كالنِسْعِ إلا أنَّهما من السُيور إذا نُسج نِساجةً بعضه على بعض مضاعفاً. والجمع وُضُنٌ. قال المثقِّب:
تقول إذا درأتُ لها وَضيني ... أهذا دينُهُ أبداً وديني
قال أبو عبيدة: وَضينٌ في موضع مَوْضونٍ مثل قتيلٍ في موضع مقتولٍ. تقول منه: وَضَنْتُ النِسْعَ أَضِنُهُ وَضْناً، إذا نسجته. والمَوْضونَةُ أيضاً: الدرع المنسوجة توضَنُ حَلَقُ الدرعِ بعضها في بعض مضاعفةً. ويقال أيضاً منسوجةٌ بالجواهر. ومنه قوله تعالى: " على سرُرٍ مَوْضونَةٍ " .
وطأوطِئْتُ الشيءَ برِجلي وطأً، ووطيءَ الرجُلُ امرأتَهُ، يطَأُ فيها. وقد تَوَطَّأتُهُ برجلي، ولا تقل تَوَطَّيْتُهُ. والواطِئَةُ الذين في الحديث، هم السابلَةُ، سمُّوا بذلك لوطْئِهِمُ الطريقَ. ووَطُؤَ الموضع يوطَؤُ وَطاءةً، أي صار وطيئاً. ووطَّأْتُهُ أنا توطِئَةً، ولا تقل وَطَّيْتُ. وفلانٌ قد استوطأَ المركبَ، أي وجده وطيئاً. وشيءٌ وَطيءٌ: بيِّن الوَطاءةِ والطِئَةِ والطَأَةِ. قال الكميت:
أغْشى المكارهَ أحياناً ويحْمِلُني ... منه على وَطَأَةٍ والدهرُ ذو نُوَبِ
أي على حالٍ ليِّنةٍ. ويُروى على طِئَةٍ، وهما بمعنًى. والوطْأَةُ: موضع القدم، وهي أيضاً كالضغطَةِ. وفي الحديث: " اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ " . والوِطاءُ: خلاف الغطاءِ. والوَطيئَةُ على فعيلةٍ: شيءٌ كالغِرارةِ. والوَطيئَةُ أيضاً: ضربٌ من الطعام. وأوطَأْتُهُ الشيءَ فوَطِئَهُ، يقال: من أوْطَأَكَ عشوةً. أبو زيد: واطَأْتُهُ على الأمر مواطَأَةً، إذا وافقته من الوِفاقِ، وفلانٌ يُواطيءُ اسمه اسمي. وتَواطَؤوا عليه. أي توافقوا. قال الأخفش في قوله تعالى: " ليُواطِئوا عِدَّةَ ما حرَّمَ الله " : هو من واطَأْتُ، قال: ومثلها قوله: " هي أشدُّ وِطاءً، بالمدِّ أي مُواطَأَةً، وقرئ: " أشدُّ وطْئاً " أي قياماً. وتَوَطَّأْتُهُ بقدمي مثل وطئتُهُ. وهذا موطئُ قدمكَ. والإيطاءُ في الشعرِ: إعادة القافية.
وطبالوَطْبُ: سِقاء اللبن خاصَّة. قال ابن السكيت: وهو جلدُ الجَذعِ فما فوقه. وجمع الوَطَبِ في القلَّة أوْطُبٌ، والكثير وِطابٌ. قال امرؤ القيس:
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَريضاً ... ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ
والوَطْبُ: الرجل الجافي. والوَطْباءُ: المرأة العظيمة الثَدي، كأنَّها ذات وَطْبٍ.
وطثالوَطْثُ: الضرب الشديد بالرِجل على الأرض، لغةٌ في الوَطْسِ، أو لُثْغة.
وطحالوَطْحُ: ما تعلَّق بالأظلاف ومخالب الطير من العُرَّةِ أو الطين. الأمويّ: تَواطَحَ القومُ: تداولوا الشرَّ فيما بينهم. وأنشد:
يَتَواطَحونَ به عَلى دِينارِ
أي يتقاتلون.
وطدوَطَدْتُ الشي أَطِدُهُ وَطْداً، أي أثبتُّه وثقَّلته، والتَوطيدُ مثله. وقال الشاعر يصفُ قوماً بكثرة العدد:
وهم يَطِدونَ الأرض لولاهُمُ ارْتمتْ ... بمن فوقَها من ذي بَيانٍ وأَعجما
وقد وَطَدْتُ على باب الغار الصَخْرَ، إذا سددته به، ونضَّدته عليه. ووَطَدَهُ إلى الأرض: مثل وَهَصَهُ وغَمَزَهُ إلى الأرض. وتَوَطَّدَ: أي ثبتَ. والميطَدَةُ: خشبةٌ يُمسك بها المِثقبُ. والوَطائِدُ: قواعدُ البنيان. والواطِدُ: الثابتُ والطادِي مقلوبٌ منه. قال القطامي:
ما اعْتادَ حُبُّ سُلَيْمى حينَ مُعْتادِ ... ولا تَقَضَّى بِواقي دَيْنِها الطادي
وطرالوَطَرُ: الحاجةُ، ولا يبنى منه فعلٌ، والجمع الأوطارُ.
وطسالوَطيسُ: التَنُّورُ. ويقال: حميَ الوَطيسُ إذا اشتد الحربُ. والوَطْسُ: الضربُ الشديد بالخُفِّ وغيره. قال الشاعر:
خَطَّارَةٌ غِبُّ السُرى مَوَّارَةٌ ... تَطِسُ الإكامَ بذات خُفٍّ ميثَمِ
وطشيقال: ضربوه فما وَطَشَ إليهم تَوْطيشاً، أي لم يمدد بيده ولم يدفع عن نفسه. وسألوه فما وَطَشَ إليهم بشيء، أي لم يعطهم شيئاً. قال الفراء: وَطَّشَ له، إذا هيَّأَ له وجهَ الكلام أو العمل أو الرأي. يقال: وَطِّشْ لي شيئاً حتَّى أذكره، أي افْتَحْ.
وطفرجلٌ أوَطَفُ بيِّن الوَطَفِ، وهو كثرة شعر العين والحاجبين. وسحابةٌ وَطْفاءُ بيِّنة الوَطَفِ، إذا كانت مسترخية الجوانب، لكثرة مائها. والعيشُ الأوْطَفُ: الرخِيُّ.
وطنالوَطَنُ: محلُّ الإنسان. وأَوْطانُ الغنم: مرابِضها. وأَوْطَنْتُ الأرضَ، ووَطَّنْتُها تَوْطيناً، واسْتَوْطَنْتُها، أي اتَّخذتها وَطَناً. وكذلك الاتِّطانُ، وهو افتِعالٌ منه. وتَوْطينُ النفس على الشيء، كالتمهيد. ويقال: من أين ميطانُكَ، أي غايتك. والميطانُ: الموضع الذي يُوَطَّنُ لتُرسَل منه الخيل في السباق، وهو أوَّل الغاية. والمَوْطِنُ: المشهدُ من مشاهد الحرب. قال تعالى: " لقد نَصَرَكُم الله في مَواطِنَ كثيرةٍ " . قال طرفة:
على مَوْطِنٍ يخشى الفتى عندَه الرَدَى ... متى تَعْتَرِكْ فيه الفوارِسُ تُرْعَدِ
وطوطالوَطْواطُ: الخفَّاشُ، والجمع الوَطاوِطُ. قال الأصمعيّ: الوَطْواطُ الخفَّاشُ ويقال: إنَّه الخُطَّافُ. والوَطْواطُ أيضاً، الرجل الضعيف الجبان، قال: ولا أراه سمِّي بذلك إلا تشبيهاً بالطائر. وأمَّا قولهم: أبْصَرُ في الليل من الوَطْواطِ، فهو الخفَّاشُ.
وظبوَظَبَ على الشيء وُظوباً: دامَ. أبو زيد: المواظبة: المثابرة على الشيء. وأرضٌ موظوبة، إذا تُدووِلَتْ بالرعي فلم يبقَ فيها كلأٌ. ولَشَدَّ ما وُظِبَتْ. ورجلٌ موظوبٌ، إذا تداولتْ ماله النوائبُ. وقال سلامة بن جندل:
كُنَّا نَحُلُّ إذا هبَّتْ شآمِيةً ... بكلِّ وادٍ جَديبِ البطنِ موظوبِ
وظفالوَظيفُ: مُسْتَدَقُّ الذراع والساق من الخيل والإبل ونحوهما. والجمع الأَوْظِفَةُ. ووَظَفْتُ البعير، إذا قصَّرت قيده. ويقال: مَرَّ يَظِفُهُمْ، أي يتبعهم. والوَظيفَةُ: ما يُقَدَّرُ للإنسان في كلِّ يوم من طعامٍ أو رزق. وقد وَظَّفْتُهُ تَوْظيفاً.
وعبأوْعَبَ القومُ، إذا حَشَدوا وجاءوا موعِبينَ، إذا جمعوا ما استطاعوا من جمعٍ. ابن السكيت: أوعب بنو فلانٍ جلاءً فلم يبقَ ببلدهم منهم أحد. وجاء الفرس بركْضٍ وعِيبٍ، أي بأقصى ما عنده. وتقول: جدعَه فأوعب أنفَه، أي استأصله. وفي الشتم: جدَعه الله جَدْعاً موعِباً. واستيعاب الشيء: استئصاله.
وعثالوَعْثُ: المكان السَهل الكثير الدهسِ، تغيب فيه الأقدام، ويشقُّ على من يمشي فيه. وأوْعَثَ القومُ، أي وقعوا في الوَعْثِ. ويقال أيضاً للعظم المكسور: وَعثٌ. وامرأةٌ وَعْثَةٌ أيضاً: كثيرة اللحم. ووعثاء السفر: مشقَّته. ورجلٌ مَوْعوثٌ: ناقص الحسب. ابن السكيت: أوْعَثَ في ماله، أي أسرف.
وعدالوَعْدُ يستعمل في الخير والشر. قال الفراء: يقال: وعدتُه خيراً ووعدتُه شرًّا. قال الشاعر:
أَلا عَلِّلاني كلُّ حيٍّ مُعلَّلِ ... ولا تَعِداني الشَرَّ والخيرُ مُقْبِلُ
فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوَعْدُ والعِدَةُ، وفي الشر الإيعادُ والوَعيدُ. قال الشاعر:
وإنِّي وإنْ أوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ ... لمُخْلِفُ إيعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي
فإن أدخلوا الياء في الشر جاءوا بالألف. قال الراجز:
أَوْعَدَني بالسجنِ والأَداهمِ
رِجْلي ورِجْلي شَثْنَةُ المناسِمِ
تقديره: أوْعَدَني بالسجن، وأوْعَدَ رِجلي بالأداهم. ثم قال: رِجْلي شَثْنَةٌ، أي قويَّةٌ على القيد. والعِدَةُ: الوَعْدُ، والهاء عوضٌ من الواو؛ ويجمع على عِداتٍ؛ ولا يجمع الوَعْدُ. والنسبة إلى عِدَةٍ عِدِيٌّ. والميعادُ: المُواعدَةُ، والوقتُ، والموضعُ، وكذلك المَوْعِدُ. ويقال: تَواعَدَ القومُ، أي وَعَدَ بعضهم بعضاً. هذا في الخير، وأمَّا في الشرّ فيقال: اتَّعَدوا. والاتِّعادُ أيضاً: قَبول الوعد، وأصله الاوْتِعادُ قلبوا الواوَ تاءً ثمَّ أدغموا. والتَوَعُّدُ: التهدُّدُ. ويومٌ واعِدٌ، إذا وَعَدَ أوَّله بحرٍّ أو برد. وأرضٌ واعِدَةٌ، إذا رُجيَ خيرُها من النبت. ووَعيدُ الفحل: هديره إذا هَمَّ أن يصول.
وعرجبلٌ وَعْرٌ بالتسكين، ومطلبٌ وَعْرٌ. قال الأصمعي: ولا تقل وَعِرٌ. وقد وَعُرَ بالضم وُعورَةً، وكذلك تَوَعَّرَ، أي صار وَعْراً. ووَعَّرْتُهُ أنا تَوْعيراً. وقد اسْتَوْعَرْتُ الشيء: وجدته وَعْراً. وفلانٌ وَعِرُ المعروف، أي قليله. وأَوْعَرَهُ: قَلَّلَهُ. يقال: قليلٌ وَعْرٌ، ووَتْحٌ، ووَعْرٌ إتباعٌ له.
وعزأَوْعَزْتُ إليه في كذا وكذا، أي تقدَّمتُ. وكذلك وَعَّزْتُ إليه تَوْعيزاً. وقد يخفَّف فيقال: وَعَزْتُ إليه وَعْزاً.
وعسالوَعْساءُ: الأرض الليِّنة ذاتَ الرمل. والسهلُ أوْعَسُ، والميعاسُ مثله. وقال أبو عمرو: الميعاسُ: الأرضُ التي لو توطأ. والمُواعَسَةُ: ضربٌ من سير الإبل، وهو أن تمدَّ عنقَها وتوسِّع خطواتها. وأوْعَسْنا، أي أدلجنا. ولا تكون المُواعَسَةُ إلاَّ بالليل.
وعظالوَعْظُ: النُصْحُ، والتذكيرُ بالعواقب. تقول: وَعَظْتُهُ وَعْظاً وعِظَةً فاتَّعَظَ، أي قبِلَ المَوْعِظَةَ. يقال: السعيدُ من وُعِظَ بغيره، والشقيُّ من اتَّعَظَ به غيره.
وعقالوَعيقُ والوعاقُ: صوتٌ يُسمع من بطن الدابَّة إذا مشت، بمنزلة الخَقيقِ من قُنْبِ الذكر. تقول منه: وَعَقَ الفرسُ يَعِقُ وَعيقاً ووُعاقاً. ورجلٌ وَعِقٌ بكسر العين، أي عَسِرٌ. وبه وعْقَةٌ، وهي الشراسة وشدَّة الخُلُقِ.
وعكالوَعْكُ: مَغْثُ الحُمَّى. وقد وَعَكَتْهُ الحمَّى فهو مَوْعوكٌ. وأوعكطت الكلاب الصيد، إذا مرغته في التراب وأَوْعَكَتِ الإبلُ عند الحوض، إذا ازدحمتْ فركب بعضها بعضاً. والاسم منه الوَعْكَةُ. والوَعْكَةُ: السقطةُ الشديدةُ في الجري. والوَعْكَةُ أيضاً: معركةُ الأبطالِ إذا أخذ بعضهم بعضاً.
وعلالوَعْلُ: الأَرْوى، والجمع الوُعولُ والأَوْعالُ، وفي الحديث: " تظهر التُحوتُ على الوُعولِ " ، أي يغلب الضعفاءُ من الناس أقوياءهم. ويقال: هم عليه وَعْلٌ واحد، بالتسكين، أي ضلعٌ واحدٌ. الأصمعيّ: الوَعْلُ: الملجَأُ. وأنشد لذي الرمّة:
حتَّى إذا لم يجد وَعْلاً ونَجْنَجَها ... مخافَةَ الرمي حتَّى كلّها هِيمُ
وقال الخليل: معناه لم يجد بُدًّا. يقال: مالي عن ذلك وَعْلٌ ووَعْيٌ، أي مالي بُدٌّ. وتَوَعَّلْتُ في الجبل: عَلَوْتُهُ، مثل تَوَقَّلْتُ.
وعنالوَعْنَةُ: الأرض الصُلبة. قال أبو زيد: تَوَعَّنَتِ الناقةُ، أي سمِنتْ غايةَ السِمَنِ.
وعوعخطيبٌ وَعْوَعٌ، وهو نعتٌ حسنٌ. والوَعْوَعَةُ: صوت الذئب. ومهذارٌ وَعْواعٌ، وهو نعتٌ قبيحٌ. وسمعتُ وَعْواعَ الناس، أي ضجَّتهم. والوَعْواعَ أيضاً: جماعة من الناس.
وعىالوِعاءُ: واحد الأوعِيَةِ. يقال: أوْعَيْتُ الزادَ والمتاعَ، إذا جعلته في الوِعاءِ. قال الشاعر:
الخيرُ يبقى وإنْ طالَ الزمانُ به ... والشرُّ أخبثُ ما أوعيت من زادِ
ووَعاهُ، أي حفظه. تقول: وَعَيْتُ الحديث أَعِيهِ وَعْياً. وأذنٌ واعِيَةٌ. أبو عبيد: الوَعْيُ: القَيْحُ والمِدَّةُ. يقال: وَعَتِ المِدَّةُ في الجرح، إذا اجتمعتْ. ووَعى العظمُ، أي انجبر بعد الكسر. و " الله أعلم بما يوعونَ " ، أي يُضمرون في قلوبهم من التكذيب. ويقال: لا وَعْيَ عن ذلك الأمر. أي لا تماسُكَ دونه. ومالي عنه وَعْيٌ، أي بُدٌّ. والوَعى بالتحريك: الجلبة والأصوات. والواعِيَةُ: الصارخةُ.
وغب
الأصمعي: الوَغبُ: الأحمق. والوَغْبُ أيضاً: سَقَطُ المتاعِ. وأوْغابُ البيت كالقَصعة والبُرْمَةِ ونحوهما. والوَغْبُ أيضاً: الجمل الضَخم. وقد وَغُبَ الجملُ بالضم وُغوبة.
وغدوَغدتُ القومَ أغِدُهُمْ، أي خدمتهم. والوَغْدُ: الرجل الدنيء الذي يخدم بطعام بطنه. تقول منه: وَغُدَ الرجل. والوَغْدُ: قِدْحٌ من سهام الميسر لا نصيبَ له. والمُواغَدَةُ في السير، مثل المُواضَخَةِ. قال الأصمعي: وقد تكون المواغَدَةُ للناقة الواحدة. لأنَّ إحدى يديها ورجليها تُواغِدُ الأخرى.
وغرالوَغْرَةُ: شدَّةُ توقُّدِ الحرِّ. ومنه قيل: في صدره عليَّ وَغْرٌ بالتسكين، أي ضِغْنٌ وعداوةٌ وتوقُّدٌ من الغيظ. والمصدر بالتحريك، تقول: وَغِرَ صدرُه عليَّ يَوْغَرُ وَغَراً، فهو واغِرُ الصدر عليَّ. وقد أوْغَرْتُ صدره على فلان، أي أحميته من الغيظ. وأوْغَرْتُ الماء، أي أغليته. وربَّما يُسْمَطُ فيه الخنزير وهو حيٌّ ثم يُذبح. والوَغيرَةُ: اللبن يسخَّن بالحجارة المحمَّاة. والوَغيرُ أيضاً. قال يصف فرساً عرقت:
يَنِشُ الماء في الرَبَلاتِ منها ... نَشيشَ الرَضْفِ في اللبنِ الوَغيرِ
تقول منه: أوْغَرْتُ اللبن. وكذلك التَوْغيرُ. قال الشاعر:
فسائِلْ مُراداً عن ثلاثة فِتْيَةٍ ... وعن إِثْرِ ما أبْقى الصريحُ المُوَغَّرُ
وسمعت وَغرَ الجيش، أي أصواتهم. قال ابن مقبل:
في ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقيلُ السحابِ به ... كأنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادِينا
وأوْغَرَ العاملُ الخَراجَ، أي استوفاه. ويقال: الإيغارُ أن يُوغِرَ المَلِكُ الرجلَ الأرضَ، يجعلها له من غير خَراج. وقد يسمَّى ضَمانُ الخراجِ إيغاراً، وهي لفظةٌ مُوَلَّدةٌ.
وغفالإِيغافُ: سرعة العَدْوِ. والوَغْفُ: ضعف البصر. والوَغْفُ: شيء يُشَدُّ على بطن التَيْس لئلاّ ينزو.
وغلوَغَلَ الرجلُ يَغِلُ وُغولاً، أي دخل في الشجر وتَوارى فيه. ويقال أيضاً: وَغَلَ يَغِلُ وَغلاً، إذا دخل على القوم في شرابهم فشرب معهم، من غير أن يُدعى إليه. والواغِلُ في الشراب، مثل الوارِشِ في الطعام. قال امرؤ القيس:
فاليومَ فاشرب غيرَ مُسْتَحْقِبٍ ... إثماً من اللهِ ولا واغِلِ
أبو عمرو: الوَغْلُ أيضاً: الشراب الذي يشربه الواغل. والوغل أيضاً النَذْلُ من الرجال. الفراء: يقال مالي عن هذا الأمر وَغْلٌ، أي بُدٌّ. والوَغِلُ: السيء الغذاء. والإيغالُ: السيرُ السريعُ والإمعانُ فيه. قال الأعشى:
تقطعُ الأمعَزَ المُكوْكِبَ وَخْداً ... بنواجٍ سريعةِ الإيغالِ
وتوَغَّلَ في الأرض، إذا سار فيها وأبعَدَ.
وغمالكسائي: وَغَمْتُ بالخبر أَغِمُ وَغْماً، إذا أخبرت به من غير أن تستيقنه. ووَغِمَ عليه، أي حَقَد. وتَوَغَّمَ، إذا اغتاظَ. والوَغْمُ: التِرَةُ. والأوْغامُ: التِراتُ.
وغىالوَغى مثل الوَعى. قال الهذليّ:
كأنَّ وَغى الخَموشِ بجانِبَيْهِ ... مآتِمُ يَلْتَدِمْنَ على قَتيلِ
ومنه قيل للحرب وَغًى، لما فيها من الصوت والجلبة. والأَواغي: مَفاجِرُ الدِبار في المزارع.
وفدوفَدَ فلان على الأمير، أي وَرَدَ رسولاً، فهو وافِدٌ. والجمع وَفْدٌ. وجمع الوَفْدِ أوْفادٌ ووُفودٌ. والاسم: الوِفادَة. وأَوْفَدْتُهُ أنا إلى الأمير، أي أرسلته. والوافِدُ من الإبل: ما سبق سائرها. والإيفادُ على الشيء: الإشراف عليه. ويقال للفرس: ما أحسن ما أَوْفَدَ حارِكُهُ، أي أَشْرَفَ. والإيفادُ أيضاً: الإسراعُ. والوَفْدُ: ذِرْوَةُ الجبلِ من الرملِ المشرف. واسْتَوْفَدَ الرجل في قِعدته: لغةٌ في اسْتَوْفَزَ.
وفر
الوَفْرُ: المالُ الكثير. والوَفْرَةُ: الشعرُ إلى شحمة الأذُنِ، ثم الجُمَّةِ، ثم اللِمَّةِ، وهي التي ألَمَّتْ بالمنكبين. والمَوْفورُ: الشيء التام. ووَفَرْتُ الشيءَ وَفْراً. ووَفَرَ الشيءُ بنفسه وُفوراً. وقولهم: توفَرُ وتُحْمَدُ، من قولك وفَرْتُهُ عِرْضَهُ وماله. قال الفراء: إذا عُرِضَ عليك الشيء فلك أن تقول توفَرُ وتُحْمَدُ ولا تقل توثَرُ. يضرب هذا المثل للرجل تعطيه الشيءَ فيردُّه عليك غير تَسَخُّطٍ. وهذه أرضٌ في نبتها وَفْرٌ ووَفْرَةٌ، وفِرَةٌ أيضاً، أي وَفورٌ لم يُرْعَ. والوَفْراءُ: الأرضُ التي لم يُنقص من نبتها شيء. ويقال: مزادةٌ وَفْراءُ، للتي لم يُنتقص من أديمها شيء. وسِقاءٌ أوْفَرُ. ووَفَّرَ عليه حقَّه تَوْفيراً. واسْتَوْفَرَهُ، أي استوفاه. وتَوَفَّرَ عليه، أي رعى حُرُماتِهِ. ويقال: هم مُتوافِرونَ، أي هم كثير.
وفزالوَفْزُ والوَفَزُ: العَجَلَةُ، والجمع أوْفازٌ. يقال: نحن على أوْفازٍ، أي على سفرٍ قد أشخَصْنا. وأنا على أوْفازٍ. واسْتَوْفَزَ في قِعْدته، إذا قعد قُعوداً منتصباً غير مطمئنّ.
وفضيقال:لقيته على أوْفاضٍ، أي على عجلةٍ مثل أوْفازٍ. والوَفْضُ: العَجَلَةُ. وأوْفَضَ واسْتَوْفَضَ، أي أسرع. قال الراجز:
تَعْوي البُرى مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا
أي تلوي، ومنه قوله تعالى: " كأنَّهم إلى نُصُبٍ يوفِضون " . ويقال أيضاً: اسْتَوْفَضَهُ، إذا طرده واستعجله. وناقةٌ مِيفاضٌ، أي مسرعةٌ. والوَفْضَةُ: شيءٌ كالجَعْبَةِ من أَدَمٍ، ليس فيها خشبٌ، والجمع الوِفاضُ. والأوْفاضُ: الفِرَقُ من الناس والأخلاطُ من قبائلَ شتَّى.
وفعابن السكيت عن أبي عمرو قال: قال الطائيّ: الوَفيعَةُ مثل السلَّة تُتَّخذ من العراجين والخُوص.
وفقالوِفاقُ: المُوافقَةُ.
والتَوافُقُ: الاتِّفاقُ والتظاهرُ. ووافَقْتُهُ، أي صادفته. ووَفَّقه الله، من التوفيق. واسْتَوْفَقْتُ الله، أي سألته التوفيق. ويقال: وَفِقْتَ أمركَ تَفِقُ، بالكسر فيهما، أي صادفتَه مُوافِقاً. وهو من التوفيق. كما يقال رَشِدْتَ أمركَ. والوَفْقُ من المُوافقةِ بين الشيئين؛ كالالتحام. يقال: حَلوبَتُهُ وَفْقُ عِياله، أي لها لبنٌ قَدْرُ كفايتهم، لا فضلَ فيه. قال الشاعر:
أمَّا الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُهُ ... وَفْقَ العِيالِ فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ
ويقال: أتيتك لوَفْقِ الأمرِ وتَوْفاقِ الأمرِ، وتِيفاقِهِ. قال الأحمر: يقال: كان ذلك لميفاقِ الهلالِ، وتيفاقِهِ، وتَوْفاقِهِ، أي حين أُهِلَّ الهلالُ. ويقال: أَوْفَقْتُ السهمَ وأَوْفَقْتُ بالسهم، إذا وضعت الفُوقَ في الوتر لترميَ.
وفهالوافِهُ: قَيِّمُ البيعَةِ، بلغة أهل الحيرة.
وفىالوَفاءُ: ضدُّ الغدر. يقال: وَفى بعهده وأَوْفى بمعنًى. ووَفى الشيء وُفِيًّا، أي تمَّ وكثُر. والوفيُّ: الوافي. وأَوْفى على الشيء، أي أشرف. وعَيْرٌ ميفاءٌ على الإكامِ، إذا كان من عادته أن يُوفي عليها. وأَوْفاهُ حقّه ووَفَّاهُ بمعنًى، أي أعطاه وافِياً. واسْتَوْفى حقّه وتَوَفَّاهُ بمعنًى. وتَوَفَّاهُ الله، أي قبضَ روحه. والوَفاةُ: الموتُ. ووافى فلانٌ: أتى. وتَوافى القومُ: تَتَامُّوا.
وقبالوَقْبُ في الجبل: نُقرةٌ يجتمع فيها الماء. ووَقْبَةُ الثريد: أُنْقوعَته. ووَقْبُ العين: نَقْرَتُها. تقول: وَقَبَتْ عيناه: غارَتا. والوَقْبُ: الأحمق. مثل الوَغْبِ. ووَقَبَ الشيء يَقِبُ وَقوباً، أي دخل. تقول: وَقَبَتِ الشمسُ، إذا غابت ودخلت موضعها. ووقَبَ الظلامُ: دخلَ على الناس. ومنه قوله تعالى: " ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وَقَب " . قال الحسن: إذا دخلَ على الناس. وأوقبت الشيءَ، إذا أدخلته في الوَقْبَةِ. وأَوْقَبَ القومُ: أي جاعوا. والوقيب: صوتُ قُنْبِ الفرس.
وقت
الوَقْتُ معروف. والميقات: الوقتُ المضروب للفعل، والموضعُ. يقال هذا ميقات أهل الشام، للموضع الذي يُحْرِمونَ فيه. وتقول: وَقَتَهُ فهو موقوت، إذا بيَّنَ للفعل وقتاً يُفْعَلُ فيه. ومنه قوله تعالى: " إنَّ الصلاةَ كانتْ على المؤمنين كتاباً موقوتاً " ، أي مفروضاً في الأوقات. والتوقيت: تحديد الأوقات. تقول: وقَّتُّهُ ليوم كذا، مثل أَجَّلْتُهُ. وقرئ: " وإذا الرسُلُ وُقِّتَتْ " مخفَّفة، و " أُقِّتَتْ " لغة. والمَوْقت: مَفْعِلٌ من الوقت. قال العجاج:
والجامعُ الناسِ ليومِ المَوْقِتِ
وقححافرٌ وَقاحٌ، أي صلبٌ. والجمع وُقُحٌ. وقد وَقُحَ بالضم يوقَحُ وقاحَة ووُقوحةً ووُقوحاً ووُقْحاً بالضم يخفَّف ويثقل، وقِحَةً وقَحَةً. وكذلك أَوْقَحَ الحافرُ واسْتَوْقَحَ. ويقال أيضاً: وَقُحَ الرجلُ، إذا صار قليل الحياء، فهو وَقِحٌ. ووَقاحٌ بيِّن القِحَةِ والقَحَةِ والوَقاحَةِ. وامرأةٌ وَقاحُ الوجهِ. وتوقيحُ الحافرِ: تصليبه بالشَحم المذاب. اللحياني: رجلٌ مُوَقَّحٌ مثل موقَّع، وهو الذي أصابته البلايا فصار مجرّباً.
وقدوَقَدَتِ النارُ تَقِدُ وُقوداً بالضم، ووَقْداً وقِدَةً، ووَقَداً، ووَقَداناً، أي توَقَّدَتْ. وأوْقَدْتُها أنا، واسْتَوْقَدْتُها أيضاً. والاتِّقادُ: مثل التَوَقُّدِ. والوَقودُ بالفتح: الحَطَبُ، وبالضم الاتِّقادُ. قال يعقوب: وقرئ: " النَّارِ ذاتِ الوُقودِ " . والموضع مَوْقِدٌ. والنارُ مُوقَدَةٌ. والوَقْدَةُ: أشدُّ من الحرِّ، وهي عشرة أيام أو نصفُ شهر.
وقذوَقَذَهُ يَقِذُهُ وَقْذاً: ضربه حتى استرخى وأشرف على الموت. وشاةٌ مَوْقوذَةٌ: قُتِلَتْ بالخشَب. ويقال: وَقَذَهُ النعاسُ، إذا غلبه. قال الأعشى:
يَلْويني دَيْني النَهارَ وأقْتَضي ... دَيْني إذا وَقَذَ النُعاسُ الرُقَّدا
ورجلٌ وَقيذٌ، أي ما به طِرْقٌ. الأصمعي: المُوَقَّذَةُ: الناقةُ التي قد أثَّر الصِرارُ في أخلافها.
وقرالوَقْرُ بالفتح: الثِقْلُ في الأذن. والوِقْرُ بالكسر: الحِمْلُ. يقال: جاء يحمل وِقْرَهُ. وقد أَوْقَرَ بغيرَه. وأكثر ما يستعمل الوِقْرُ في حِمْلِ البغلِ والحمارِ، والوَسْقُ في حملِ البعيرِ. وهذه امرأةٌ موقَرَةٌ، إذا حملت حَمْلاً ثقيلاً. وأَوْقَرَتِ النخلةُ، أي كثُر حملها. يقال: نخلةٌ موقِرَةٌ وموقِرٌ، وموقَرَةٌ. والجمع مَواقِرٌ. وقد وَقِرَتْ أذنُه بالكسر تَوْقَرُ وَقراً، أي صَمَّتْ. وقياس مصدره التحريك، إلا أنَّه جاء بالتسكين. ووَقَرَ الله أذنَه يَقِرُها وَقْراً. يقال: اللهم قِرْ أُذْنَهُ، ووقرت أذنه على ما لم يسمَّ فاعله، فهو موقورٌ. ووَقَرْتُ العظمَ أَقِرُهُ وَقْراً: صدعته. قال الأعشى:
يا دَهْرُ قد أكْثرتَ فَجْعَتَنا ... بسَراتِنا ووَقَرْتَ في العَظْمِ
والوَقْرَةُ: أن يصيب الحافرَ حجرٌ أو غيره فينكُبه. تقول منه: وَقِرَتِ الدابة بالكسر، وأوْقَرَها الله، عن الكسائي، مثل رَهِصَتْ وأَرْهَصَها الله. يقال في الصبر على المصيبة: كانت وَقْرةً في صخرةٍ، يعني ثُلْمَةً وهَزْمَةً، أي أنَّه احتمل المصيبة ولم تؤثِّر فيه إلا مثل تلك الهَزْمة في الصخرة. والوَقارُ: الحلمُ والرَزانةُ. وقد وَقَرَ الرجل يَقِرُ وَقاراً وقِرَةً، إذا ثبت، فهو وَقورٌ. قال الراجز:
بكُلِّ أخلاقِ الرجالِ قد مَهَرْ
ثَبْتٌ إذا ما صيحَ بالقومِ وَقَرْ
والتَوقيرُ: التعظيمُ والترزينُ أيضاً. وقوله تعالى: " مالكمْ لا تَرْجعونَ للهِ وَقاراً " ، أي لا تخافون لله عظمةً. ورجلٌ مُوَقَّرٌ، أي مُجَرَّبٌ. والوَقيرة: نُقْرَةٌ في الجبل عظيمة. وقولهم: فقيرٌ وَقيرٌ، إتباعٌ له. ويقال: معناه أنَّه أوْقَرَهُ الدَينُ، أي أثقله. والوَقيرُ: الغنمُ.
وقسوَقَسَهُ وَقْساً، أي قَرَفَهُ. وإنَّ بالبعير لوَقْساً، إذا قارفه شيءٌ من الجرب. فهو بعيرٌ مَوْقوسٌ.
وقشالوقْشُ: الحركةُ؛ يقال: سمعت وَقْشَهُ، أي حِسَّهُ. وتَوَقَّشَ، أي تحرَّك. قال الشاعر:
فدَعْ عنك الصِبا ولَدَيْكَ هَمًّا ... تَوَقَّشَ في فُؤادِكَ واخْتبالا
وقص
الكسائي: وَقَصْتُ عنقَه أَقِصُها وَقْصاً، أي كسرتها، ولا يكون وَقَصَتِ العُنُقُ نفسُها. ووُقِصَ الرجلُ، فهو مَوقوصٌ. ويقال أيضاً: وَقَصَتْ به راحلتُه، وهو كقولك: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام. والفرسُ يَقِصُ الإكامَ، أي يدقُّها. والوَقَصُ بالتحريك: قِصَرُ العنقِ. تقول منه: وَقِصَ الرجلُ يَوْقَصُ وَقَصاً فهو أَوْقَصُ، وأَوْقَصَهُ الله. والوَقَصُ أيضاً: كسارُ العيدانِ تُلقى على النار. قال حُمَيد:
لا تَصْطَلي النارَ إلاَّ مُجْمَراً أَرِجاً ... قد كَسَّرَتْ من يَلَنْجوجِ له وَقَصا
ويقال: وَقِّصْ على نارِكَ. والوَقَصُ أيضاً: واحد الأوْقاصِ في الصَدَقة، وهو ما بين الفريضتين، نحو أن تبلغ الإبلُ خمساً ففيها شاةٌ، ولا شيء في الزيادة حتى تبلغ عشراً. فما بين الخَمْسِ إلى العَشْرِ وَقَصٌ. وبعض العلماء يجعل الوَقَصَ في البقر خاصَّة. ويقال: مرَّ فلانٌ يَتَوَقَّصُ به فرسه، إذا نَزا نَزْواً يُقارِبُ الخَطْوَ.
وقطالوَقْطُ والوَقيطُ: حُفرةٌ في غِلَظٍ أو جبلٍ يجتمع فيها ماء السماء؛ والجمع وِقاطٌ. ويقال: أصابتنا سماءٌ فوَقَّطَ الصخرُ، أي صار فيه وَقْطٌ. والمَوْقوطُ: الصريعُ. يقال: وَقَطَ به الأرضَ، إذا صرعه.
وقعالوَقْعَةُ: صَدمةُ الحرب. والواقِعَةُ مثله. والواقِعَةُ: القيامةُ. ومَواقِعُ الغيثِ: مساقطه. ويقال: وَقَعَ الشيء مَوْقِعة. ومَوْقَعَةُ الطائرِ بفتح القاف: الموضع الذي يَقَعُ عليه. ومِيقَعَةُ البازي: الموضع الذي يألفه فيقَع عليه. والميقَعَةُ أيضاً: خشبةُ القصَّارِ التي يدقُّ عليها. والميقَعَةُ: المطرقةُ. ويقال: الميقَعَةُ: المِسَنُّ الطويلُ. والوَقْعُ بالتسكين: المكان المرتفع من الجبل. والوَقَعُ بالتحريك: الحجارةُ، واحدتها وَقَعَةٌ. والوَقَعُ أيضاً: الحَفى. يقال: وَقِعَ الرجلُ يَوْقَعُ، إذا اشتكى لحمَ قدمِه من غِلَظ الأرض والحجارة. والوَقَعُ أيضاً: السحابُ الرقيق. والحافرُ الوَقيعُ: الذي أصابته الحجارة فرقَّقته. والوَقيعُ من السيوف: ما شُحِذَ بالحجر. وسكِّينٌ وَقيعٌ، أي حديدٌ وُقِعَ بالميقَعَةِ. والوقائِعُ: المناقِعُ. والوَقيعَةُ في الناس: الغيبَةُ. والوَقيعَةُ: القتالُ؛ والجمع الوَقائعُ. وقال أبو صاعد:الوَقيعَةُ: نُقْرةٌ في متن حجرٍ في سهلٍ أو جبلٍ يستنقِعُ فيها الماء، وهي تصغُر وتعظم حتَّى تجاوز حدَّ الوَقيعةِ فتكون وَقيطاً. ويقال: كَوَيْتُهُ وَقاعِ، مثل قَطامِ. قال أبو عبيد: هي الدائرة على الجاعِرتَين وحيثما كانت، لا تكون إلاَّ إدارةً، يعني ليس لها موضع معلوم. وقال:
وكنتُ إذا مُنيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ ... دَلَفْتُ له فَأَكْويهِ وَقاعِ
وَوَقَعْتُ بالقوم في القتال وأَوْقَعْتُ بهم، بمعنًى. ويقال أيضاً: أوْقَعَ فلانٌ بفلانٍ ما يسوءه. وأوْقَعوهُمْ في القتال مُواقَعَةً ووِقاعاً. ووقعْتُ من كذا وعن كذا وَقْعاً. ووقَعَ الشيء وُقوعاً: سقط، وأوْقَعَهُ غيره. ويقال: وَقَعَ رَبيعٌ بالأرض، ولا يقال: سقط. ووَقَعْتُ السكِّين: أحددْتُها. وحافرٌ مَوْقوعٌ، مثل وَقيعٍ. ووَقَعَ في الناس وَقيعَةً، أي اغتابهم. وهو رجلٌ وَقَّاعٌ ووَقَّاعَةٌ: يغتاب الناس. ووَقَعَ الطائرُ وُقوعاً، وإنَّه لحَسَنُ الوِقْعَةِ بالكسر. والنَسْرُ الواقِعُ: نجمٌ. وتَوَقَّعْتُ الشيءَ واسْتَوْقَعْتُهُ، أي انتظرت كونَه. والتَوْقيعُ: ما يوَقَّعُ في الكتاب. يقال: السرورُ تَوْقيعٌ جائزٌ. وطريقٌ مُوَقَّعٌ، أي مذلَّلٌ. ويقال: رجلٌ مُوَقَّعٌ؛ للذي أصابته البلايا. وكذلك البعير. قال الشاعر:
فما منكُمُ أفْناءَ بكرِ بن وائلٍ ... لِغارتِنا إلاَّ ذَلولٌ مُوَقَّعُ
والتَوْقيعُ أيضاً: إقبالُ الصَيْقلِ على السيف بميقَعَتِهِ يحدِّده. وسكِّينٌ مُوَقَّعٌ، أي محدَّدٌ. ومِرْماةٌ مُوَقَّعَةٌ. والتَوْقيعُ: الدَبَرُ. وإذا كثُر بالبعير الدَبَرُ قيل: إنَّه لمُوَقَّعُ الظهرِ. وأنشد ابن الأعرابي:
مثلُ الحمارِ المُوَقَّعِ الظَهْرِ لا ... يُحْسِنُ مشياً إلاَّ إذا ضُرِبا
والتَوقيعُ أيضاً: تَظَنِّي الشيءِ وتوهُّمُه. يقال: وَقِّعْ، أي الْقِ ظنَّك على الشيء.
وقف
الوَقْفُ: سِوارٌ من عاج. يقال: وَقَّفْتُ المرأة تَوْقيفاً، إذا جعلت في يديها الوَقْفَ. وفرسٌ مُوَقَّفٌ، إذا أصاب الأَوْظِفَةَ منه بياضٌ في موضع الوَقْفِ ولم يَعْدُها إلى أسفل ولا فوق فذلك التَوْقيفُ. ويقال: وَقَفَتِ الدابةُ تَقِفُ وُقوفاً، وَوَقَفْتُها أنا وَقفاً.، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ووَقَفْتُهُ على ذنْبه، أي أطلعته عليه. ووَقَفْتُ الدار للمساكين وَقْفاً، وأَوْقَفْتُها بالألف لغةٌ رديئة. وليس في الكلام أَوْقَفْتُ إلا حرف واحد: أَوْقَفْتُ عن الأمر الذي كنت فيه، أي أقلعت. قال الطرمّاح:
جامِحاً في غَوايَتي ثم أَوْقَفْ ... تُ رضًى بالتُقى وذو البِرِّ راضي
وحكى أبو عمرو: كلَّمتهم ثم أوْقَفْتُ، أي أَسْكَتُّ. وكلُّ شيء تُمْسِكُ عنه تقول: أَوْقَفْتُ. وحكى ابن السكيت عن الكسائي: ما أَوْقَفَكَ هل هنا؟ وأيُّ شيء أوْقَفَكَ ها هنا؟ أيْ أيُّ شيء صيَّرك إلى الوُقوفِ. والمَوْقِفُ: الموضعُ الذي نَقِفُ فيه، حيثُ كان. ومُوْقِفا الفرس: الهَزْمَتانِ في كَشْحَيْهِ. ويقال للمرأة: إنَّها لحَسَنَةُ المَوْقِفَيْنِ، هما الوجه والقدم. ويقال مَوْقِفُ المرأة: عيناها ويداها وما لا بدَّ من إظهاره. وتَوْقيفُ الناس في الحج: وُقوفُهُمْ بالمَواقِفِ. والتَوْقيفُ كالنصّ. وتَواقَفَ الفريقان في القتال. وواقَفْتُهُ على كذا مُواقَفَةً ووِقافاً. واسْتَوْقَفْتُهُ، أي سألته الوُقوفَ. والتَوَقُّفُ في الشيء، كالتلوُّم فيه. والوَقيفَةُ: الوعِلُ تلجئه الكلاب إلى صخرة فلا يمكنه أن ينزل حتَّى يُصادَ. وقال:
فلا تَحْسَبَنِّي شحمةً من وَقيفَةٍ ... مُطَرَّدَةٍ ممَّا تصيدك سَلْفَعُ
وقلالوَقْلُ بالتسكين: شجرُ المُقْلِ. وتَوَقَّلْتُ الجبلَ: علوْتُه. يقال منه: وَعِلٌ وَقِلٌ ووَقُلٌ. وقد وقَلَ بالفتح، إذا تَوَقَّلَ في الجبل، أي تَصَعَّدَ. وفي المثل: " أَوْقَلُ من غَفْرٍ " . وهو ولدُ الأَرْوِيَّةِ. وفرسٌ وَقِلٌ، بالكسر، إذا أحسن الدُخول بين الجبال.
وقمالأصمعي: وَقَمَهُ، أي ردَّه. وقال أبو عبيدة: قهره. قال الشاعر:
به أَقِمُ الشجاعَ له حُصاصٌ ... من القَطِمينَ إذْ فرَّ اللُيوثُ
والقَطِمُ: الهائج. والوَقْمُ: جذْبك العِنان. ووَقَمْتُ الرجل عن حاجته: رددتُهُ أقبحَ الردّ. والمَوْقومُ: الشديدُ الحُزن. والوَقْمُ: كسرُ الرَجُلِ وتذليله. يقال: وَقَمَ اللهُ العدوَّ، إذا أذلَّه. ووُقِمَتِ الأرض، أي وُطِئتْ وأُكِلَ نباتها. وتَوَقَّمْتُ الصيد: قتلته. وفلانٌ يَتَوَقَّمُ كلامي، أي يتحفَّظه ويعيه.
وقهالوَقْهُ: الطاعةُ مقلوبٌ من القاهِ. وقد وَقِهْتُ وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ، أي أطعتُ.
وقوقالوَقْوَقَةُ: نُباح الكلب عند الفَرَقِ. والوَقواقُ، مثل الوَكْواكِ، وهو الجبان. والوَقْواقُ: شجرٌ تُتَّخَذُ منه الدُويُّ.
وقىاتَّقى يَتَّقي، أصله اوْتَقى على افْتَعَلَ. والتَقْوى والتُقى: واحدٌ. والتُقاةُ: التَقِيَّةُ. يقال: اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً. والتَقيُّ: المُتَّقي. وقد قالوا: ما أَتْقاهُ للهِ. ويقال: قِ على ظَلْعِكَ، أي الزمْهُ وارْبَعْ عليه، مثل ارْقَ على ظَلْعِكَ. وسرجٌ واقٍ، إذا لك يكن مِعْقَراً. وفرسٌ واقٍ، إذا كان يهاب المشي من وجَعٍ يجده في حافره. وقد وَقى يَقي. ويقال للشجاع: مُوَقًّى، أي مَوْقيٌّ جدًّا. وتَوَقَّى واتَّقى بمعنًى. ووَقاهُ الله وِقايَةً، أي حَفِظه. والوِقايَةُ أيضاً: التي للنساء. والوَقايَةُ بالفتح لغةٌ. والوِقاءُ والوَقاءُ: ما وَقَيْتُ به شيئاً. والاوقيَّةُ وزْن عشرة دراهم وخمسة أسباع درهمٍ. والجمع الأواقيّ، وإن شئت خفَّفتَ الياء في الجمع. والأواقي أيضاً: جمع واقِيَةٍ. قال مهلهل:
ضرَبَتْ صدرها إليَّ وقالتْ ... يا عَدِيًّا لقد وَقَتْكَ الأواقي
والواقي: الصُرَدُ، مثل القاضي. ويقال هو الواقِ بكسر القاف بلا ياء، لأنَّه سمِّي بذلك لحكاية صوته. ويُروى قول الشاعر:
ولستُ بهَيَّاب إذا شَدَّ رَحْلَهُ ... يقول عَداني اليومَ واقٍ وحاتِمُ
وكأ
رجلٌ تُكَأَةٌ مثال هُمَزَةٍ: كثير الاتكاءِ. والتكَأَةُ أيضاً: ما يُتَّكَأُ عليه. واتَّكَأَ على الشيءِ، فهو مُتَّكيءٌ، والموضعُ مُتَّكَأٌ، وقرئ: " وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً " . قال الأخفش: هو في معنى مجلسٍ. وطعنه حتَّى أَتْكَأَهُ، على أفعَلَهُ، أي ألقاه على هيئةِ المُتَّكيءِ. وتَوَكَّأْتُ على العصا، وأصل التاء في جميع ذلك واوٌ. وأَوْكَأْتُ فلاناً إيكاءً، إذا نَصَبْتَ له مُتَّكَأً.
وكبالموكِبُ: بابَةٌ من السير. والموكِبُ: القوم الرُكوب على الإبل للزينة، وكذلك جماعة الفرسان. وقد أوكبَ البعيرُ، إذا لزم الموكِب. وتقول: واكبت القومَ، إذا ركِبت معهم. وكذلك إذا سابقتَهم. ووَكَبَ الرجلُ على الأمر وأوكب، إذا واظبَ عليه. ويقال الوَكْبُ: الانتصاب. والواكبة: القائمة. والوَكَبانُ: مِشيةٌ في تؤَدةٍ ودَرَجانٍ. يقال: ظبيةٌ وَكوبٌ وناقةٌ مُواكبةٌ، للتي تُعْنِقُ قي سيرها. وأوكبَ الطائرُ، إذا تهيَّأ للطيران.
وكتالوَكْتَةُ: كالنقطة في الشيء. يقال: في عينه وَكْتَةٌ. ووَكَّتَتِ البُسْرَةُ توكيتاً، من نُقَط الإرطاب.
وكحاسْتَوْكَحَتِ الفراخُ: غلُظتْ.
وكدوكَدْتُ العهدَ والسرجَ توكيداً، وأكَّدْتُهُ تَأْكيداً بمعنًى، والواو أفصحُ. وكذلك أوْكَدَهُ وآكَدَهُ إيكاداً فيهما، أي شَدَّهُ. وتَوَكَّدَ الأمرُ وتأكَّدَ، بمعنًى. وقولهم: وَكَدَ وَكْدَهُ، أي قصد قصده. والوِكادُ: حبلٌ يُشَدُّ به البقر عند الحلْب.
وكروَكْرُ الطائر: عُشُّهُ. والجمع وُكورٌ وأوْكارٌ. قال أبو يوسف: سمعت أبا عمرو يقول: الوَكْرُ: العُشُّ حيثما كان، في جبلٍ أو شجرٍ. وقد وَكَرَ الطائر يَكِرُ وَكْراً، أي دخل في وَكْرِهِ. ووَكَرَتِ الناقة تَكِرُ وَكْراً، إذا عَدَتِ الوَكَرى، وهي عدوٌ فيه نَزْوٌ، وكذلك الفرس. وناقةٌ وَكَرى أيضاً، أي قصيرة. ووَكَرْتُ السِقاءَ وَكْراً: ملأتُهُ، وكذلك وَكَّرْتُهُ تَوْكيراً. وكذلك وَكَّرَ فلان بطنَه وأَوْكَرَهُ. والتوكيرُ: اتِّخاذ الوَكيرةِ، وهي طعام البِناء. قال الأصمعيّ: شرب حتَّى تَوَكَّرَ، وحتَّى تَضَلَّعَ. وتَوَكَّرَ الطائر: امتلأتْ حوصلتُهُ.
وكزالأصمعي: وَكَزَهُ مثل نَكَزَهُ، أي ضربه ودفعه. ويقال: وَكَزَهُ أيضاً: ضربه بجُمْع يَدِهِ على ذقنه.
وكسالوَكْسُ: النقصُ. وقد وَكَسَ الشيء يَكِسُ. وفي الحديث: " لها مَهْرُ مثلها لا وَكْسُ ولا شطط " ، أي لا نقصان ولا زيادة. وقد وَكَسْتُ فلاناً: نَقَصْتُهُ. وبَرَأَتِ الشَجَّةُ على وَكْسٍ، إذا بقي في جوفها شيء. يقال: وُكِسَ فلان في تجارته، وأُوكِسَ أيضاً على ما لم يسمَّ فاعله فيهما، أي خَسِرَ.
وكظالوَكْظُ: الدفعُ. يقال: وَكَظَهُ وَكْظاً، أي دفعه وزَبَنَهُ. والمواكَظَةُ: المُداومة على الأمر.
وكعسقاءٌ وَكيعٌ وفرسٌ وَكيعٌ، أي صلبٌ شديدٌ. وقد وَكُعَ بالضم، وأَوْكَعَهُ غيره. ومنه قول الشاعر:
كلى عَجَلٍ مَكْتوبُهُنَّ وَكيعُ
يعني سقاء اللبن. والوَكَعُ بالتحريك: إقبالُ الإبهام على السبَّابة من الرِجْل حتَّى يُرى أصلُها خارجاً كالعُقدة. يقال: رجلٌ أَوْكَعُ وامرأةٌ وَكْعاءُ. وربَّما قالوا: عَبْدٌ أَوْكَعُ؛ يريدون اللئيم. وأَمَةٌ وَكْعاءُ، أي حمقاءُ. واسْتَوْكَعَتْ معدتُهُ، أي اشتدَّت طبيعته. والميكَعَةُ: سكَّةُ الحِراثَةِ، والجمع ميكَعٌ. ووَكَعَتِ العقربُ بإبرتها، أي ضربتْ. ووَكَعَتْهُ الحيَّةُ. وأنشد أبو عبيدٍ لعروة بن مرَّة الهذليّ:
ورَمْيُ نِبالٍ مثلِ وَكْعِ الأَساوِدِ
ووَكَعْتُ الشاة، إذا نهرت ضرعَها عند الحلب. وبات الفصيلُ يَكَعُ أمَّه الليلة.
وكفوَكَفَ البيت وَكْفاً ووَكيفاً وتَوْكافاً، أي قَطَرَ. وأَوْكَفَ البيتُ لغةٌ فيه. وناقةٌ وَكوفٌ، أي غزيرةٌ. والوَكْفُ: النِطْعُ. قال أبو ذؤيب:
تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بجرداءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبو غُرابُها
والتَوَكُّفُ: التوقُّعُ. يقال: مازلت أَتَوَكَّفُهُ حتَّى لقيته. والوَكَفُ بالتحريك: الإثمُ. وقد وَكِفَ يَوْكَفُ، أي أثِمَ. والوَكَفُ أيضاً: العيبُ. يقال: ليس عليك في هذا وَكَفٌ، أي منقصةٌ وعيبٌ. قال الشاعر:
والحافِظو عَوْرَةِ العشيرةِ لا يأ ... تيهمُ من ورائهمْ وَكَفُ
وقول الراجز:
يَعْلو دَكاديكَ ويَعْلو وَكَفا
هو سفح الجبل. والوِكافُ والإكافُ للحمار. يقال: آكَفْتُ البغل وأَوْكَفْتُهُ.
وكلرجلٌ وَكَلٌ بالتحريك ووُكَلَةٌ أيضاً مثال هُمَزَةٍ، وتُكَلَةٍ. يقال: فلانٌ وكلَةٌ تُكلَةٌ، أي عاجِزٌ يَكِلُ أمرَهُ إلى غيره، ويتَّكل عليه. وواكَلَتِ الدابَّةُ، إذا أساءت السيرَ. وفرسٌ واكِلٌ: يتَّكلُ على صاحبه في العدو ويحتاج إلى الضرب، يقال: دابَّة فيها وِكالٌ شديدٌ، ووَكالٌ شديدٌ. والوَكيلُ معروفٌ. يقال: وكَّلْتُهُ بأمر كذا تَوْكيلاً، والاسم الوَكالَةُ والوِكالَةُ. والتَوَكُّلُ: إظهار العجز والاعتماد على غيرك، والاسم التُكْلانُ. واتَّكَلْتُ على فلانٍ في أمري، إذا اعتمدتُهُ. ووَكَلَهُ إلى نفسه وَكْلاً ووُكولاً، وهذا الأمرُ موكولٌ إلى رأيِكَ. وقوله:
كِليني لهَمٍّ يا أُمَيْمَةَ ناصِبِ ... وليلٍ أُقاسيهِ بطيءُ الكواكبِ
أي دعيني. وواكَلْتُ فلاناً مُواكَلَةً، إذا اتَّكلْتَ عليه واتَّكَلَ هو عليك.
وكمالمَوْكومُ مثل المَوْقومِ. وقد وَكَمَهُ الأمر: حَزَنَهُ. ووُكِمَتِ الأرض، إذا وطئتْ وأُكِلَ نباتها.
وكنالوَكْنُ بالفتح: عُشُّ الطائر في جبلٍ أو جدارٍ. والمَوْكِنُ مثله. الأصمعيّ: الوَكْنُ: مأوى الطائر في غير عشّ. والوَكْرُ بالراء: ما كان في عشٍّ. أبو عمرو: الوُكْنَةُ والأُكْنَةُ بالضم: مواقع الطير حيثُما وقعت؛ والجمع وُكْنانٌ، ووُكْناتٌ ووُكَنٌ. ووَكَنَ الطائر بيضَه يَكِنُهُ وَكْناً، أي حَضَنَهُ. وتَوَكَّنَ، أي تمكَّنَ. والواكِنُ: الجالس. قال عمرو بن شأس وذكَرَ نساءً:
ومِنْ ظُعُنٍ كالدَوْمِ أشرَفَ فوقها ... ظباءُ السُلَيِّ واكِناتٍ على الخَمْلِ
أي جالسات على الطنافس التي وَطَّأْنَ بها الهوادج. والسُلَيُّ: اسم موضع.
وكوكالوَكْواكُ: الجبانُ. قالت امرأةٌ ترثي زوجها:
ولستَ بوَكْواكٍ ولا بزَوَنَّكٍ ... مكانكَ حتَّى يبعث الخَلْقَ باعِثُهْ
وكىالوِكاءُ: الذي يشدُّ به رأس القِربة. وفي الحديث: " احْفَظْ عِفاصَها ووكاءها " . يقال: أوْكى على ما في سِقائِهِ، إذا شدَّه بالوِكاءِ. وإنَّ فلاناً لوِكاءٌ: ما يَبِضُّ بشيء. وسألناه فأَوْكى علينا، أي بَخِلَ. وفي الحديث أنَّه: " كان يوكي بين الصفا والمروة " ، أي يملأ ما بينهما سعياً كما يوكى السِقاءُ بعد الملءِ. ويقال معناه أنَّه كان يسكت فلا يتكلَّم، كأنَّه يوكي فمه. وهو من قولهم: أَوْكِ حَلْقَكَ، أي اسْكُتْ. واسْتَوْكَتِ الناقةُ، إذا امتلأتْ شحماً.
ولبالوالبة: الزرعة تنبت من عروق الزَرعة الأولى. ووالبة الإبل: نَسلُها وأولادها. قال الشيباني: الوالب: الذاهبُ في الشيء الداخلُ فيه. وقال:
رأيتُ عُمَيْراً والِباً في ديارهم ... وبئسَ الفتى إنْ نابَ دهرٌ بمُعْظَمِ
أبو عبيد: وَلَبَ إليك الشيءُ يَلِبُ وُلوباً: وصل إليك كائناً ما كان.
ولثأصابنا وَلْثٌ من مطرٍ، أي قليلٌ منه. والوَلْثُ: العهد من القوم يقع من غير قصدٍ، أو يكون غير مؤكَّد. يقال: وَلَثَ له عَقْداً. ومنه قول عمر رضي الله عنه للجاثَليقِ: " لولا وَلْثُ عَقْدٍ لضربت عنقك " . ووَلَثَهُ يالعصا يَلِثُهُ وَلْثاً، أي ضربه.
ولجوَلَجَ يَلِجُ وُلوجاً ولِجَةً، أي دخل. وأَوْلَجَهُ: أدخلَهُ. وقوله تعالى: " يولِجُ الليلَ في النهار ويولِجُ النهارَ في الليْل " ، أي يزيد من هذا في ذاك ومن ذا في هذا. واتَّلَجَ موَالج، أي دخل مداخل. والوَلَجَة، بالتحريك: موضعٌ أو كهفٌ تستَتِرُ فيه المارَّةُ من مطر وغيره، والجمع وَلَجٌ وأَوْلاجٌ. وقولهم: رجلٌ خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ، أي كثير الخروج والدخول. ووَليجَةُ الرجل: خاصَّته وبِطانته. والوالِجة: وجعٌ يأخذ الإنسان. والتَوْلَجُ: كِناسُ الوحِش الذي يَلِجُ فيه.
ولحالوَليحَةُ: الغِرارَةُ. والوَليحُ والوَلائِحُ: الغرائرُ، والجِلالُ أيضاً. قال أبو ذؤيب يضف سحاباً:
يُضيءُ رَباباً كَدُهْمِ المَخا ... ضِ جُلِّلْنَ فوقَ الوَلايا الوَليحا
ولد
الوَلَدُ قد يكون واحداً وجمعاً، وكذلك الوُلْدُ بالضم. ومن أمثال بني أسدٍ: " وُلْدُكِ من دَمَّى عَقِبَيْكِ " . وقد يكون الوُلْدُ جمع الوَلَدِ. والوِلْدُ: لغةٌ في الوُلْدِ. ويقال: ما أدري أيُّ وَلدِ الرجلِ هو، أيْ أيُّ الناس هو. والوَليدُ: الصبيُّ والعبدُ، والجمع وِلْدانٌ ووِلْدَةٌ. والوَليدُ: الصبيَّةُ والأمَةُ، والجمع الوَلائِدُ. ووَلَدَتِ المرأةُ تَلِدُ وِلاداً ووِلادَةً. وأَوْلَدَتْ: حان وِلادُها. وقولهم: هم في أمرٍ لا يُنادى وَليدُهُ، يقال أصله من جَرْي الخيل، لأنَّ الفرس إذا كان جواداً أعطى من غير أن يُصاحَ به لاستزادته، كما قال النابغة الجعدي يصف فرساً:
أمام هَوِيٍّ لا يُنادي وَليدُهُ ... وشدٍّ وأمْرٍ بالعِنانِ ليُرْسَلا
ثم قيل: ذلك لكلِّ أمرٍ عظيم، ولكلِّ شيءٍ كثير. وتَوالَدوا، أي كَثُروا ووَلَدَ بعضُهم بعضاً. والوالِدُ: الأبُ. والوالِدَةُ: الأمُّ. وهما الوالِدان. وشاةٌ والِدٌ، أي حامِلٌ. وميلادُ الرجلِ: اسمٌ للوقت الذي وُلِدَ فيه. والمَولِدُ: الموضع الذي وُلِدَ فيه. ويقال: وَلَّدَ الرجلُ غنمه تَوْليداً، كما يقال نَتَجَ إبلهُ نَتْجاً. وعربيَّةٌ موَلَّدَةٌ، ورجلٌ موَلَّدٌ، إذا كان عربيًّا غيرَ محضٍ. ولِدَةُ الرجل: تِرْبُهُ، وهما لِدانِ، والجمع لِداتٌ ولِدونَ.
ولسوَلَسَتِ الناقةُ تَلِسُ وَلْساً، إذا أعنقَتْ في سيرها. ويقال للذئب: وَلاَّسٌ.
ولعالوَلوعُ: الاسم من وَلِعْتُ به أَوْلَعُ وَلَعاً ووَلوعاً، المصدر والاسم جميعاً بالفتح. وأوْلَعْتُهُ بالشيء، وأُولِعَ به، فهو مولَعٌ به بفتح اللام، أي مُغْرًى به. والوَلْعُ بالتسكين: الكذِب. يقال وَلْعٌ والِعٌ، كما تقول عَجَبٌ عاجِبٌ. وقد وَلَعَ بالفتح وَلَعاً ووَلَعاناً، أي كذب. والوالِعُ: الكذاب، والجمع وَلَعَةٌ. قال أبو يوسف: يقال: مرَّ فلان فما أدري ماولعه، أي ما أدري ما حبسه وما أدري ما والِعَتُهُ بمعناه. والمُوَلَّعُ كالمُلَمَّعِ، إلا أنَّ التَوْليعَ استطالة البَلَق. قال الأصمعيّ: إذا كان في الدابَّة ضروبٌ من الألوان من غير بَلَقٍ فذلك التَوْليعُ. ويقال: بِرْذَوْنٌ مُوَلَّعٌ. والوَليعُ: الطَّلعُ ما دام في قِيقائِهِ.
ولغوَلَغَ الكلب في الإناء يَلِغُ وُلوغاً، أي شرب ما فيه بأطراف لسانه. ويولَغُ، أي أوْلَغَهُ صاحبه. قال الشاعر: ما مرَّ يومٌ إلاَّ وعندهما لحمُ رجالِ أو يولِغانِ دَما وحكى أبو زيد: وَلَغَ الكلبُ بشرابنا، وفي شرابنا، ومن شرابنا. والمِيلَغُ: الإناءُ الذي يَلَغُ فيه في الدم. ورجلٌ مُسْتَوْلَغٌ: لا يبالي ذمًّا ولا عاراً. والوَلْغَةُ: الدلوُ الصغيرة.
ولفالوِلافُ مثل الإلافِ، وهو المُوالَفَةُ. والوِلافُ والوَليفُ: ضربٌ من العَدْوِ، وهو أن تقع القوائم معاً، وكذلك أن يجيء القومُ معاً. قال الكميت:
ووَلَّى بإِجْرَيَّا وِلافٍ كأنَّه ... على الشَرَفِ الأقصى يُساطُ ويُكْلَبُ
أي مؤتلفةٌ. وبرقٌ وَليفٌ، أي متتابعٌ.
ولقالوَلْقُ: الإسراعُ، عن أبي عمرو. يقال: جاءت الإبلُ تَلِقُ، أي تسرع. والوَلْقَ: أخفُّ الطعن. وقد وَلَقَهُ يَلِقُهُ وَلْقاً. ووَلَقَهُ بالسيف وَلَقاتٍ، أي ضَرَباتٍ. والوَلْقُ أيضاً: الاستمرار في السير وفي الكذب. والناقة تَعدو الوَلَقى، وهو عدْوٌ فيه نَزْوٌ. وناقةٌ وَلَقى: سريعةٌ. والوَليقَةُ: طعامٌ يُتَّخذ من دقيق وسمن. والأوْلَقُ: شبهُ الجنون. ومنه قول الشاعر:
لَعَمْرُكَ بي من حُبِّ أسماءَ أَوْلَقُ
وقال الأعشى يصف ناقته:
وتُصبِح عن غِبِّ السُرى وكأنَّما ... ألمَّ بها من طائِفِ الجِنِّ أَوْلَقُ
وهو فَوْعَلٌ، لأنَّهم قالوا: أُلِقَ الرجلُ فهو مأْلوقٌ، على مفعول. ويقال أيضاً: مُؤَوْلَقٌ.
ولمالوَليمَةُ: طعام العرس. وقد أَوْلَمْتُ. وفي الحديث: " أَوْلِمْ ولو بشاة " .
ولهالوَلهُ: ذهابُ العقل، والتحيُّرُ من شدة الوجد. ورجلٌ والِهٌ، وامرأةٌ والِهٌ ووالِهَةٌ. قال الأعشى:
فأقبلتْ والِهاً ثَكْلى على عَجَلٍ ... كُلٌّ دهاها وكُلٌّ عندها اجتَمعا
وقد وَلِهَ يَوْلَهُ وَلهاً ووَلَهاناً، وتَوَلَّهَ واتَّلَهَ. والتَوْليهُ: أن يفَرَّقَ بين المرأة وولدها. وفي الحديث: " لا تُوَلَّهُ والدةٌ بولدها " أي لا تُجعل والِهاً، وذلك في السبايا. وناقةٌ والِهٌ، إذا اشتدَّ وَجْدها على ولدها. والميلاهُ: التي من عادتها أن يشتدَّ وَجدُها على ولدها، قال الكميت يصف سحاباً:
كأنَّ المَطافيلَ المَوالِيهَ وَسْطَهُ ... يُجاوِبُهُنَّ الخيزُرانُ المُثَقَّبُ
وماءٌ مولَهٌ ومُوَلَّهٌ: أُرسِلَ في الصحراء فذهب. قال الراجز:
حامِلَةٌ دَلْوُكَ لا مَحْمولهْ
مَلأى من الماء كَعيْنِ المُولَهْ
ورواه أبو عمرو:
تَمْشي من الماءِ كَمَشْي المُولَهْ
قال: والمولَهُ: العنكبوت. وقال رؤبة:
به تَمَطَّتْ عَرْضَ كُلِّ ميلَهِ
بِنا حَراجيجُ المَهاري النُفَّهِ
أراد البلاد التي تُوَلِّهُ الإنسان، أي تحيِّرهُ.
ولولولْوَلَتِ المرأةُ ولْوَلَةً وولْوالاً، إذا أعْوَلت.
ولىالوَليُ: القربُ والدنوُّ. يقال: تباعَدَ بعد وليٍ. وكلْ مما يَليكَ، أي مما يقاربك. وقال:
وعَدَتْ عَوادٍ دون وَلْيِكَ تَشْعَبُ
يقال منه: وَلِيَهُ يَلِيَهُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. وأوْلَيْتُهُ الشيء فوَلِيَهُ. وكذلك وَلِيَ الوالي البلد، ووَلِيَ الرجلُ البَيْعَ، وِلايَةً فيهما. وأوْلَيْتُهُ معروفاً. ويقال في التعجب: ما أوْلاهُ للمعروف. وتقول: فلان وَلِيَ ووُلِيَ عليه، كما يقال: ساسَ وسيسَ عليه. ووَلاّهُ الأمير عملَ كذا، ووَلاّهُ بيع الشيء. وتَوَلَّى العملَ، أي تقلّد. وتَوَلَّى عنه، أي أعرض. ووَلَّى هارباُ، أي أدبَرَ. وقوله تعالى: " ولكلِّ وِجْهَةٌ هو مُوَلِّيها " . أي مستقبلها بوجهه. والوَليُّ: المطرُ بعد الوَسْميِّ، سمِّيَ وَلِيًّا لأنَّه يَلي الوَسْمِيَّ. وكذلك الوَلْيُ، والجمع أوْلِيَةٌ. يقال منه: وُلِيَتِ الأرضُ وَلْيًا. والوَليُّ: ضدُّ العدوّ. يقال منه: تَوَلاّهُ. والمَوْلى: المُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، وابنُ العمّ، والناصرُ، والجارُ. والوَليُّ: الصِهْرُ، وكلُّ من وَلِيَ أمرَ واحدٍ فهو وَليُّهُ. والمَوْلى: الحليفُ. والنسبةُ إلى المَوْلى: مَوْلَويٌّ؛ وإلى الوَلِيّ من المطر: وَلَوِيٌّ، كما قالوا عَلَوِيٌّ. ويقال: بينهما وَلاءٌ بالفتح، أي قرابةٌ. والوَلاءُ: وَلاءُ المُعْتِقِ. وفي الحديث: " نَهى عن بيع الوَلاءِ وعن هِبَتِهِ " . والوَلاءُ: المُوالونَ. يقال: هم وَلاءُ فلان. والمُوالاةُ: ضد المعاداة. ويقال: والى بينهما وِلاءً، أي تابَعَ. وافْعَلْ هذه الأشياء على الوِلاءِ، أي متتابعةً. وتَوالى عليه شهران، أي تتابع. واسْتَوْلى على الأمد، أي بلغ الغاية. والوِلايَةُ بالكسر: السلطانُ. والوَلايَة والوِلايَةُ: النُصْرةُ. أبو عبيد: الوَلِيَّةُ: البِرْذَعةُ، ويقال: هي التي تكون تحت البِرذعة. والجمع الوَلايا. وقولهم: أوْلَى لك! تَهَدُّدٌ ووَعيدٌ. وفلان أوْلى بكذا، أي أحرى به وأجدر.
ومأأوْمَأْتُ إليه: أشرتُ. ولا تقل أوْمَيْتُ. ووَمَأْتُ إليه أَمَأُ وَمْئاً لغةٌ. وأنشد القَنانِيُّ:
فقلنا السلامُ فاتَّقَتْ من أَميرِها ... وما كان إلا وَمْؤها بالحَواجِبِ
ويقال: ذهب ثوبي فما أدري ما كانت وامِئَتُهُ، أي لا أدري من أخذه. أبو زيد: يقال وقع في وامِئَةٍ، أي في أُغْوِيَّةٍ وداهيةٍ.
ومدالوَمَدُ والوَمَدَةُ بالتحريك: شدَّة حرِّ الليل. وقد وَمِدَتْ ليلتنا. ووَمِدَ الرجل أيضاً: لغةٌ في وَبِدَ، أي غضبَ وحَمِيَ.
ومسالمومِسَةُ: الفاجرةُ.
ومضوَمَضَ البرقُ يَمِضُ وَمْضاً ووَميضاً ووَمَضاناً، أي لمع لَمْعاً خفيفاً ولم يعترض في نواحي الغيم. قال امرؤ القيس:
أصاحِ تَرى بَرْقاً أُريكَ وَميضَهُ ... كَلَمْعِ اليدينِ في حِبيٍّ مُكَلَّلِ
وكذلك أَوْمَضَ البرقُ إيماضاً. ويقال: أَوْمَضَتِ المرأةُ، إذا سارقت النظر.
ومقالمِقَةُ: المحبَّةُ. وقد وَمِقَهُ يَمِقُهُ بالكسر فيهما، أي أحبَّه، فهو وامِقٌ.
ونموَنيمُ الذباب: سَلْحُهُ. وأنشد الأصمعيّ للفرزدق:
لقد وَنَمَ الذُبابُ عليه حتَّى ... كأنَّ وَنيمَهُ نُقَطُ المِدادِ
ونى
الوَنى: الضعفُ والفتورُ، والكلالُ والإعياءُ. قال امرؤ القيس:
مِسَحٍّ إذا ما السابحاتُ على الوَنى ... أثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّلِ
يقال: وَنَيْتُ في الأمر أَني وَنًى ووَنْياً، أي ضعفتُ، فأنا وانٍ. وناقةٌ وانِيَةٌ، وأَوْنَيْتُها أنا: أتعبتها وأضعفتها. وفلانٌ لا يَني يفعلُ كذا، أي لا يزال يفعل كذا. وافْعَلْ ذاك بلا وَنْيَةٍ، أي بلا تَوانٍ. وامرأةٌ وناةٌ: فيها فتور، وقد تقلب الواو همزة فيقال: أَناةٌ. وقال:
رَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعَةِ عامِرٍ ... نَئومِ الضُحى في مَأْتَمٍ أَيِّ مأْتَمِ
وتَوانى في حاجتها قصَّر. والمِيناءُ: كَلاَّءُ السفن ومرفؤها، وهو مِفْعالٌ من الوَنى.
وهبوهبت له شيئاً وَهْباً، ووَهَباً بالتحريك، وهِبَةً؛ والاسم المَوْهِبُ والمَوْهِبَةُ. والاتهاب: قَبول الهبة. والاستيهاب: سؤال الهِبة. وتواهبَ القومُ، إذا وهبَ بعضُهم لبعض. وتقول: هَبْ زيداً منطلقاً، بمعنى أحسبْ، يتعدَّى إلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مستقبلٌ في هذا المعنى. والمَوْهِبَةُ: بالفتح: نُقرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماء؛ والجمع مواهب. قال الشاعر:
ولَفوكِ أشْهى لو يَحِلُّ لنا ... من ماءٍ مَوْهَبَةٍ على شَهْدِ
ورجلٌ وَهَّابٌ ووَهَّابَةٌ، أي كثير الهبة لأمواله، والهاء للمبالغة. أبو عبيد: أَوْهَبَ له الشيءُ، أي دامَ له. ويقال للشيء إذا كان مُعَدًّا عند الرجل مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء. واصبح فلان موهِباً، أي مُعِدًّا قادراً.
وهتأَوْهَتَ اللحمُ يوهِتُ: أَنْتَنَ، وأَيْهَتَ يوهِتُ لغة.
وهجالوَهَجُ، بالتحريك: حَرُّ النار. والوَهْجُ بالتسكين: مصدر وَهَجَتِ النار تَهِجُ وَهْجاً ووَهَجاناً، إذا اتَّقدت. وتَوَهَّجَت النارُ: تَوَقَّدَتْ. وأَوهجتُها أنا، ولها وَهيجٌ، أي تَوَقُّدٌ. وتوهَّجَتْ رائحةُ الطيب، أي توقَّدت. وتَوَهَّجَ الجوهر: تَلأْلأَ.
وهدالوهدة: المكان المطمئن، والجمع وهد ووهاد
وهزوَهَزْتُ فلاناً، إذا ضربته بثِقل يدك. والتَوَهُّزُ: وطءُ البعير المُثْقَلِ.
وهسالوَهْسُ: الدقُّ. والوَهْسُ أيضاً: الوطءُ. والتَوَهُّسُ: مشي المُثْقَلِ. والوَهيسَةُ: أن يطبخ الجراد ثم يجفَّف ثم يدقُّ فيُقمَح، أو يُبكل، أي يُخلط بدسمٍ. والوَهْسُ: الشرُّ والنميمةُ: قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:
بتَنَقُّصِ الأعْراضِ والوَهْسِ
والمُواهَسَةُ: المُسارَّةُ.
وهصالوَهْصُ: كسرُ الشيء الرخوِ. وقد وَهَصَهُ الله. والوَهْصُ أيضاً: شدَّةُ الوطءِ. ورجلٌ مَوْهوصُ الخَلْقِ، كأنَّه تداخلتْ عظامُه. ومُوَهَّصُ الخَلْقِ أيضاً.
وهطوَهَطَهُ يَهِطُهُ وَهْطاً: كسره. قال الأصمعيّ: يقال لما اطمأَنَّ من الأرض: وَهْطَةٌ، وهي لغةٌ في وَهْدَةٍ، والجمع وَهْطٌ ووِهاطٌ. ويقال وَهْطٌ من عُشَرٍ، كما يقال عيصٌ من سِدْرٍ. وأَوْهَطَهُ، أي صرعه صَرعةً لا يقوم منها.
وهفوَهَفَ النباتُ يَهِفُ وَهْفاً ووَهيفاً، أي أورق واهتزَّ، مثل وَرَفَ وَرْفاً ووَريفاً. وقولهم: ما يوهَفُ له شيءٌ إلاَّ أخذه، أي ما يرتفع.
وهقالوَهَقُ، بالتحريك: حبلٌ كالطِوَلِ؛ وقد يسكَّن مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ. والمُواهَقَةُ مثل المُواغَدَةِ والمُواضَخَةِ. ومُواهَقَةُ الإبل: مدُّ أعناقِها في السير. يقال: تواهَقَتِ الركابُ، أي تسايَرتْ، وهذه الناقةُ تُواهِقُ هذه، كأنَّها تباريها في السير.
وهليقال: لقيتُهُ أوَّلَ وهلةٍ، أي أوَّلَ شيءٍ. والوَهْلَةُ: الفَزْعَةُ. والوَهَلُ بالتحريك: الفَزَعُ. وقد وَهِلَ يَوْهَلُ، وهو وَهِلٌ ومُسْتَوْهِلٌ. أبو زيد: وَهِلَ في الشيء وعن الشيء، يَوْهَلُ وَهَلاً، إذا غلط فيه ومسها، ووهلت " إليه بالفتح أهل وهلاً إذا ذهب وَهْمُكَ إليه وأنتَ تريدُ غيرَهُ، مثل وهَمْتُ.
وهم
وَهِمْتُ في الحساب أَوْهَمُ وهْماً، إذا غلطت فيه وسهوت. ووَهَمْتُ في الشيء، بالفتح أَهِمُ وَهْماً، إذا ذهب وَهْمُكَ إليه وأنتَ تريدُ غيره. وتَوَهَّمْتُ، أي ظننت. وأَوْهَمْتُ غيري إيهاماً. والتَوهيمُ مثله. واتَّهَمْتُ فلاناً بكذا، والاسم التُهَمَةُ بالتحريك، وأصل التاء فيه واوٌ. وأَوْهَمْتُ الشيءَ، إذا تركته كله. يقال: أَوْهَمَ من الحساب مائةً، أي أسقط. وأَوْهَمَ من صَلاتِهِ ركعةً. أبو زيد: يقال للرجل إذا اتَّهَمْتَهُ: أَتْهَمْتُ إتْهاماً، مثل أَدْوَأْتُ إدْواءً. يقال: قد أتْهَمَ الرجل على أفْعَلَ، إذا صارت به الريبة. والوَهْمُ: الجمل الضخم الذَلول. والأنثى وَهْمَةٌ. والوَهْمُ أيضاً: الطريقُ الواسع. ويقال: لا وَهْمَ من كذا، أي لا بدَّ منه.
وهنالوَهْنُ، الضعفُ، وقد وَهَنَ الإنسانُ، ووَهَنَهُ غيره. يتعدَّى ولا يتعدَّى. ووَهِنَ أيضاً وَهْناً، أي ضَعُفَ. وأَوْهَنْتُهُ أيضاً ووَهَّنْتُهُ تَوْهيناً. والوَهْنُ من الإبل: الكثيف. والوَهْنُ: نحوٌ من نصف الليل؛ والمَوْهِنُ مثله. قال الأصمعيّ: هو حين يُدبر الليل. وقد أَوْهَنَّا: صرنا في تلك الساعة. والواهِنَةُ: القُصَيْرى، وهي أسفل الأضلاع. وامرأةٌ وَهْنانَةٌ: فيها فتور وأناة.
وهوهوَهْوَهَ الأسدُ في زئيره فهو وَهْواهٌ. ووَهْوَهَ الحمارُ حول عانَتِهِ إشفاقاً عليها.
وهىوَهى السِقاءُ يَهي وَهْياً، إذا تخرَّقَ وانشقَّ. وفي السقاءِ وَهْيٌ بالتسكين، ووُهَيَّةٌ أيضاً على التصغير، وهو خرقٌ قليلٌ. وفي المثل:
خَلِّ سبيلَ مَنْ وَهى سقاؤه
ومَنْ هُريقَ بالفلاة ماؤه
يضرب لمن لا يستقيم أمره. ووَهى الحائطُ، إذ ضَعُفَ وهمَّ بالسقوط. ويقال: ضربَه فأوْهَى يدَه، أي أصابها كسرٌ أو ما أشبه ذلك. ووَهَتْ عَزالي السماء بمائها، وكذلك كلُّ شيء استرخى رِباطه. وأَوْهَيْتُ السقاءَ فوَهى، وهو أن يَتَهَيَّأَ للتخرُّق. يقال: أَوْهَيْتَ وَهْياً فارْقَعْهُ. وقولهم: غادَرَ وَهْيَةً لا تُرْقَعُ، أي فَتْقاً لا يُقْدَرُ على رتقه.
ووهإذا تعجَّبْتَ من طيبِ الشيء قلتَ: واهاً له ما أطيبَهُ. وإذا أغريتَ إنساناً بشيء قلت: وَيْهاً يا فلان، وهو تحريضٌ، كما يقال: دونَك يا فلان.
وىوَيْ: كلمة تعجُّبٍ. ويقال: وَيْكَ ووَيْ لعبد الله. وقد تدخل وَيْ على كأنْ المخفَّفة والمشدَّدة، تقول: وَيْ كأنْ، ووَيْ كأنَّ.
ويبوَيْبٌ: كلمة مثل وَيْلٌ. تقول: وَيْبَكَ ووَيْبَ زيدٍ، كما تقول وَيْلَكَ، معناه ألزمك الله ويلاً، نُصِبَ نَصْبَ المصادر.
ويحوَيْحٌ: كلمة رحمة. وويلٌ كلمة عذابٍ. وقال اليزيديّ: هما بمعنًى.
ويكوَيْكَ كلمةٌ مثل وَيْبَ ووَيْحَ، والكاف للخطاب. قال الشاعر:
وَيْكأَنْ مَن يكن له نَشَبٌ يُحْ ... بَبْ ومن يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ
قال الكسائي: هو وَيْكَ أدخل عليه أنْ، ومعناه ألم تَرَ. وقال الخليل: هي وَيْ مفصولةٌ، ثم تبتدئ فتقول: كأنْ.
ويلويلٌ: كلمة مثل ويحٍ، إلا أنَّها كلمةُ عذابٍ، يقال: وَيْلَهُ وويْلَكَ وويلي، وفي الندبَةِ: وَيْلاهُ! قال الأعشى:
ويلي عليكَ وويْلي منكَ يا رَجُلُ
وقد تدخل عليها الهاء فيقال: ويلةٌ.
وينالوَيْنُ: العنبُ الأسوَد، الواحدة: وَيْنَةٌ.
حرف الياء
يئس
اليأْسُ: القنوطُ. وقد يَئِسَ من الشيء ييأَسُ. وفيه لغة أخرى: يَئِسَ ييْئِسُ بالكسر فيهما، وهو شاذٌّ. ورجل يَؤُوسٌ. ويَئِسَ أيضاً بمعنى علمَ، بلغة النَخَعِ. قال سحيم بن وثيل اليربوعي:
أقولُ لهم بالشعبِ إذ يَيْسرونَني ... ألم تَيْأسوا أنَّي ابنُ فارسٍ زَهْدَمِ
ومنه قوله تعالى: " أفَلَمْ ييأَسِ الذين آمنوا " . وآيَسَهُ فلانٌ من كذا فاسْتَيْأَسَ منه، بمعنى أَيسَ، واتَّأَسَ أيضاً.
يأيأاليؤيؤُ: طائرٌ من الجوارح يشبه الباشق، والجمع اليآئِيُّ. وجاء في الشعر اليآيي.
يببأرضٌ يَبابٌ، أي خراب. ويقال خراب يباب، وليس بإتباع.
يبس
اليُبْسُ بالضم: مصدر قولك يَبِسَ الشيءُ ييْبَسُ. وفيه لغة أخرى: يَبِسَ ييْبِسُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. واليَبْسُ بالفتح: اليابِسُ. يقال: حطبٌ يَبْسٌ. قال ثعلب: كأنَّه خِلْقَةٌ. قال علقمة:
تَخَشْخَشُ أبْدانُ الحديدِ عليهمُ ... كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحصادِ جنوبُ
وقال ابن السكيت: هو جمع يابِسٍ، مثل راكبة ورَكْبٍ. وقال أبو عبيدٍ في قول ذي الرمّة:
ولم يبقَ للخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ له ... من الرُطبِ إلا يُبْسُها وهَجيرُها
ويروى يَبسُها بالفتح، قال وهما لغتان. واليَبيسُ بالتحريك: المكان يكون رطباً ثم يَيْبَسُ. ومنه قوله تعالى: " فاضْرب لهم طريقاً في البحرِ يَبَسْ " . ويقال أيضاً: شاةٌ يَبَسٌ، إذا لم يمكن بها لبن. ويَبْسٌ أيضاً، بالتسكين. ويقال أيضاً: امرأةٌ يَبَسٌ: لا تُنيلُ خيراً. واليَبيسُ من النبات: ما يَبِسَ منه. يقال: يَبِسَ فهو يَبيسٌ. وأيْبَسَتِ الأرضُ: يَبِسَ بقلُها. وأيْبَسَ القومُ أيضاً، كما يقال: أجْرَزُ من الأرض الجُرُزِ. والأيْبَسانِ: ما لا لحمَ عليه من الساقَين؛ والجمع الأَيابِسُ. وتَيْبيسُ الشيءِ: تجفيفه. وقد يَبَّسْتُهُ فاتَّبَسَ فهو مُتَّبِسٌ. ويبيس الماء: العرقُ، عن أبي عمرو. وأنشد لبشر بن أبي خازم يصف خيلاً:
تَراها من يَبيس الماءِ شُهْباً ... مُخالِطَ دِرَّةٍ منها غِرارُ
الغِرارُ: انقطاع الدرَّةِ. يقول: تعطي أحياناً وتمنع أحياناً. وإنَّما قال شُهباً لأنَّ العرقَ عليها يجفُّ فيبيضُّ.
يتماليَتيمُ جمعه أيْتامٌ ويَتامى. وقد يَتِمَ الصبيّ بالكسر يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً، بالتسكين فيهما. واليُتْمُ في الناس من قبل الأب، وفي البهائم من قبل الأم. يقال: أَيْتَمَتِ المرأةُ فهي موتِمٌ، أي صار أولادها أيْتاماً. وكلُّ شيءٍ مفردٍ يعزُّ نظيره فهو يَتيمٌ، يقال دُرَّةٌ يَتيمةٌ. ويَتَّمَهُمْ الله تَيْتيماً: جعلهم أيْتاماً. وقال الفِنْدُ الزِمَّانِيُّ:
بضربٍ فبه تأييمٌ ... وتَيْتيمٌ وإرْنانُ
ويقال: في سيره يَتَمٌ بالتحريك، أي إبطاءٌ. وقال الشاعر عمرو بن شأس:
وإلا فسيري مثلما سارَ راكِبٌ ... تَيَمَّمَ خِمْساً ليس في سيره يَتَمُ
يتناليَتْنُ: أن تخرج رِجلا الولد قبل رأسه ويديه في الولادة. يقال منه: أيْتَنَتِ المرأةُ والناقة.
يدعالأيْدَعُ: الزعفرانُ. قال رؤبة:
كما اتَّقى مُحْرِمُ حَجٍّ أَيْدَعَ
ويَدَّعْتُ الشيءَ أيَدِّعُهُ تَيْديعاً، أي صبغتُه بالزعفران. وأَيْدَعَ الحجَّ على نفسه، أي أوجبه، وكذلك إذا تطيَّبَ لإحرامه.
يدىاليدُ أصلها يَدْيٌ على فَعْلٍ ساكنة العين، لأنَّ جمعها أيْدٍ ويُدِيٌّ. وأيادٍ. وبعض العرب يقولون لليد يدى قال الراجز:
يا رُبَّ سارٍ باتَ ما تَوَسَّدَ
إلا ذِراعَ العَنْسِ أو كفَّ اليَدَى
وتثنيتها على هذه اللغة يَدَيانِ، مثل رَحَيانِ. قال الشاعر:
يَدَيانِ بيضاوان عند مُحَرِّقٍ ... قد ينفعانكَ منهما أنْ تُهْضَما
واليدُ: القوَّةُ، وأيَّدَهُ، أي قوَّاه. وما لي بفلان يَدانِ، أي طاقةٌ. قال تعالى: " والسماءَ بَنيناها بأيْدٍ " . وقوله تعالى: " حتَّى يُعْطوا الجزيةَ عن يَد " ، أي عن ذِلَّةٍ واستسلام، ويقال: نَقداً لا نسيئةً. واليَدُ: النعمة والإحسان تصطنعه، وتجمع على يَدِيٍ ويَدِيٍّ، وأَيْدٍ أيضاً. اليزيدي: يدِيَ فلان من يَدِهِ، أي ذهبت يَدُهُ ويبست. يقال: ما له يَدِيَ من يَدِهِ! وهو دعاءٌ عليه، كما يقال: ما له تَرِبَتْ يَداهُ. ويَدَيْتُ الرجلَ: أصبتُ يَدَهُ، فهو مَيْدِيٌّ. فإنْ أردت أنَّك اتَّخذت عنده يَداً قلت: أيْدَيْتُ عنده يَداً فأنا مودٍ، وهو مودًى إليه. ويَدَيْتُ لغةٌ. قال الشاعر:
يَدَيْتُ على ابن حَسْحاسِ بن وَهَبٍ ... بأسفلِ ذي الجِذاةِ يَدَ الكَريمِ
وتقول إذا وقع الظبي في الحبالة: أمْيَدِيٌّ أم مرجولٌ؟ أي أوَقَعَتْ يدهُ في الحبالة أم رِجله. ويادَيْتُ فلاناً: جازيته يداً بيدٍ. وأعطيتُهُ مُياداةً، أي من يَدي إلى يَدِهِ. الأصمعيّ: أعطيتُهُ مالاً عن ظهر يَدٍ، يعني تفضُّلاً ليس من بيعٍ ولا قرضٍ ولا مُكافأَةٍ. وابتعتُ الغنم باليَدَيْنِ، أي بثمنين مختلفين، بعضها بثمن وبعضها بثمن آخر. ويقال: إنَّ بين يَدي الساعة أهوالاً، أي قُدَّامها. وهذا ما قدَّمتْ يَداكَ، وهو تأكيدٌ كما يقال: هذا ما جنتْ يَداكَ، أي جنيته أنت، إلا أنَّك تؤكِّد بها. أبو زيد: يقال لقيته أوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ، ومعناه أوَّلَ شيء. قال الأخفش: ويقال: سُقِطَ من يَدَيْهِ وأُسْقِطَ، أي نَدِمَ، ومنه قوله تعالى: " ولمَّا سُقِطَ في أيْديهِمْ " ، أي ندموا. وقولهم: ذهبوا أيْدي سَبا وأيادي سَبا، أي متفرِّقين، وهما اسمان جعلا واحداً. وتقول: لا أفعله يَدَ الدهر، أي أبداً. قال الأعشى:
يَدَ الدهرِ حتَّى تُلاقي الخِيارا
وقول لبيد:
حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ
يعني بدأت الشمس في المغيب. وهذا الشيء في يَدي، أي في ملكي. والنسبة إليها يَدِيٌّ، وإنْ شئتَ يَدَوِيٌّ. وامرأةٌ يَدِيَّةٌ، أي صَناعٌ. وما أيْدَى فلانةً. ورجلٌ يَدِيٌّ. وهذا ثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ، أي واسعٌ. قال العجاج:
في الدارِ إذْ ثَوْبُ الصِبا يَدِيُّ
وإذْ زمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ
الأصمعيّ: يَدُ الثوبِ: ما فضلَ منه إذا تَعَطَّفْتَ به والتحفتَ. يقال: ثوبٌ قصيرُ اليَدِ.
يرراليَرَرُ: مصدر قولهم: حجرٌ أيَرُّ، أي صَلدٌ صُلبٌ. وفي حديث لقمان: " إنه ليبصر أثر الذَرُّ في الحجر الأيَرِّ: والجمع يُرٌّ. وشيءٌ حارٌّ يارٌّ، وحَرَّانُ يَرَّانُ، إتباعٌ له.
يرعاليَراعُ: جمع يَراعَة، وهو ذبابٌ يطير بالليل كأنه نارٌ. واليَراعُ: القصبُ. واليَراعَةُ: القصبةُ. ويقال للجبان يَراعٌ ويَراعَةٌ. وأما قول أبي ذؤيب يصف مزماراً:
سَبِيٌّ من يَراعَتِهِ نَفاهُ ... أتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولوبُ
فيقال إنه أراد باليَراعَةِ الأجمةِ.
يرقاليَرَقانُ مثل الأرَقانِ، وهو آفةٌ تُصيبُ الزرع، وداءٌ يُصيب الناس. يقال: زرعٌ مَأْروقٌ ومَيْروقٌ. واليارَقُ: الجبارَةُ.
يرناليَرونُ: ماء الفحل، وهو سُمٌّ.
يسراليُسْرُ: نقيض العسرِ. وكذلك اليُسُرُ والمَيْسورُ: ضد المعسورِ. وقد يَسَّرَهُ الله لليُسْرى، أي وفَّقه لها. ويقال أيضاً: يَسَّرَتِ الغنمُ، إذا كثر ألبانها ونسلها. قال الشاعر:
هما سيِّدانا يزْعُمانِ وإنَّما ... يَسودانِنا إنْ يَسَّرَتْ غَنْماهُما
ومنه قولهم: رجلٌ مُيَسِّرٌ بكسر السين، وهو خلاف المُجَنِّبِ. وقعدَ فلانٌ يَسرَةً، أي شأْمَةٌ. واليَسْرُ: الفتلُ إلى أسفل، وهو أن تمدَّ يمينك نحو جَسَدك. والشَزْرُ إلى فوق. والطعنُ اليَسْرُ: حِذاءَ وجهِك. وتَيَسَّرَ لفلان الخروج واسْتَيْسَرَ له،بمعنًى، أي تهيَّأ. والأَيْسَرُ: نقيض الأيمن. والمَيْسَرَةُ: خلاف المَيْمَنَةِ. والمَيْسَرَةُ والمَيْسُرَةُ: السَعَةُ والغِنى. والمَيْسِرُ: قِمار العرب بالأزلام. واليَسَرَةُ بالتحريك: أسرارُ الكفّ إذا كانت غير ملتزقةٍ؛ وهي تُستحبُّ. واليَسَرَةُ أيضاً: سمةٌ في الفخذين، وجمعها أيْسارٌ. قال ابن مقبل:
على ذاتِ أيْسارٍ كأنَّ ضُلوعَها ... وألواحَها العليا السَقيفُ المُشَبَّحُ
واليَسَراتُ: القوائمُ الخِفافُ. ودابَّةٌ حسنُ التَيْسورِ، أي حسنُ نقلِ القوائم، ويقال السِمن. وقال الشاعر:
قد بَلَوْناهُ على علاَّتِهِ ... وعلى التَيْسورِ منه والضُمُرْ
والياسِرُ: نقيض اليامنِ. تقول: ياسِرْ بأصحابك، أي خذْ بهم يَساراً. وتَياسَرْ يا رجل: لغةٌ في ياسِر. وبعضهم ينكِّره. وياسِرْهُ، أي ساهلْهُ. والياسِرُ: اللاعب بالقِداح. وقد يَسَرَ يَيْسِرُ. قال الشاعر:
فإعِنْهُمُ وايْسِرْ بما يَسَروا به ... وإذا همْ نزلوا بضَنْكِ فانْزِلِ
واليَسَرُ والياسِرَ بمعنًى، والجمع أيْسارٌ. قال أبو ذؤيب:
وكأنَّهنَّ رِبابَةٌ وكأنَّه ... يَسَرٌ يُفيض على القِداحِ ويَصْدَعُ
ويقال: رجلٌ أعسرُ يَسَرٌ، للذي يعمل بكلتا يديه جميعاً. ويَسَرَ القومُ الجَزورَ، أي اجتزروها واقتسموا أعضاءها. قال سحيمُ بن وثيل اليربوعي:
أقول لهم بالشِعْبِ إذْ يَيْسرونَني ... ألم تيْئسوا أنِّي ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ
كان قد وقع عليه سِباءٌ فضُربَ عليه بالسِهامِ. وقال أبو عمر الجرمِيُّ: يقال أيضاً: اتَّسَروها يَتَّسرونها اتِّساراً، أي افتعلوا. قال: وناسٌ يقولون يأتَسِرونَها ائتِساراً، بالهمز، وهم مؤتَسِرونَ. واليَسارُ: خلاف اليمين، ولا تقل اليِسارُ بالكسر. واليَسارُ واليَسارَةُ: الغنى. وقد أَيْسَرَ الرجل، أي استغنى، يوسِرُ. وقال:
ليسَ تَخفى يَسارَتي قدرَ يومٍ ... ولقد تُخفِ شيمَتي إعْساري
ويقال: أنظرني حتَّى يَسارِ، وهو مبني على الكسر، لأنَّه معدولٌ عن المصدر، وهو المَيْسَرَةُ. قال الشاعر:
فقلتُ امْكُثي حتَّى يَسارِ لعلَّنا ... نحُجُّ معاً قالتْ أعاماً وقابِلهْ
واليَسيرُ: القليلُ. وشيءٌ يَسيرٌ، أي هيِّنٌ.
يصصأبو زيد: يَصَّصَ الجروُ: لغة في جَصَّصَ وبَصَصَ، أي فتح.
يعراليَعْرُ واليَعْرَةُ: الجديُ يربط في الزُبيَةِ للأسد. قال الشاعر:
أسائِلُ عنهم كلَّما جاء راكِبٌ ... مُقيماً بأملاحٍ كما رُبِطَ اليَعْرُ
وفي المثل: " هو أذلّ من اليَعْرِ. ويَعَرَتِ العنزُ تَيْعِرُ بالكسر، يُعاراً بالضم، أي صاحتْ. واليَعورُ: الشاة التي تبول على حالبها وتَيْعَرُ، وتفسدُ اللبن. واليَعارَةُ بالفتح: أن يحمل على الناقة الفحلُ معارضةً يُقادُ إليها، إن اشتهت ضربها وإلا فلا، وذلك لكرمها.
يعطيَعاطِ، مثل قطامِ: زجرٌ للذئب. تقول منه: أيْعَطْتُ بالذئب.
يفعاليَفاعُ: ما ارتفع من الأرض. وأيْفَعَ الغلام، أي ارتفع، وهو يافِعٌ. وغلامٌ يَفَعٌ ويَفَعَةٌ أيضاً، وغلمانٌ أيْفاعٌ ويَفَعَةٌ أيضاً.
يفناليَفَنُ: الشيخ الكبير. قال الأعشى:
وما إن أرى الدهرَ فيما خلا ... يغادر من شارخٍ أو يَفَنْ
يقظرجلٌ يَقِظٌ ويَقُظٌ، أي متيقّظٌ حذرٌ. وأيْقَظْتُهُ من نومه، أي نبَّهته فَتَيَقَّظَ واسْتَيْقَظَ، فهو يَقْظانُ. والاسمُ اليَقَظَةُ. وأيْقَظْتُ الغبارَ: أثرتُهُ، وكذلك يَقَّظْتُهُ تَيْقيظاً.
يققالكسائي: يقال أبيض يَقَقٌ، أي شديد البياض ناصِعهُ. وحكى يعقوب: أبيضُ يَقِقٌ أيضاً، بكسر القاف الأولى.
يقناليَقينُ: العلم وزوالُ الشك. يقال منه: يَقِنْتُ الأمر يَقْناً، وأيْقَنْتُ، واسْتَيْقَنْتُ، وتَيَقَّنْتُ، كلُّه، بمعنًى. وأنا على يَقين منه. وإنَّما صارت الياء واواً في قولك موقِنٌ للضمة قبلها. وإذا صغّرته رددتَه إلى الأصل وقلت مُيَيْقِنٌ. وربَّما عبَّروا عن الظنّ باليَقينِ، وباليَقينِ عن الظنّ.
يلباليَلَبُ: الدروع اليمانية، كانت تتَّخذ من الجلود يُخرزُ بعضُها إلى بعض. وهو اسم جنسٍ، الواحدة يَلبة. قال الشاعر:
عَلَينا البَيضُ واليلَبُ اليماني ... وأسيافٌ يقُمْنَ وينْحَنينا
ويقال: اليلب: كلُّ ما كان من جُنَن الجلود، ولم يكن من الحديد. ومنه قيل للدَرَقِ: يَلَبٌ. وقال:
عليهم كُلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ ... وفي أيديهم اليَلَبُ المُدارُ
واليَلَبُ في الأصل: اسم الجلد. قال أبو دّهْبلٍ الجُمَحيُّ:
دِرعي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ
وجَوْبُها القاتِرُ من سيرِ اليَلَبْ
يلقاليَلَقُ: الأبيضُ من كل شيء، ومنه قول الشاعر:
وأترُكُ القِرْنَ في الغبارِ وفي ... حِضْنَيْهِ زرقاءُ مَتْنُها يَلَقُ
واليَلَقَةُ: العنزُ البيضاء.
يللاليَلَلُ: قصرُ الأسنان العليا، ويقال: انعطافُها إلى داخل الفم. ورجلٌ أيَلُّ، وامرأةٌ يَلاَّءُ. قال لبيد:
رَقِمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأرْوَقَ منهم والأيَلّ
أي رميتُهُمْ بسهامٍ.
يلمقاليَلْمَقُ: القَباءُ، فارسيٌّ معرَّب. والجمع اليَلامِقُ.
يلملميَلَمْلَمُ: لغةٌ في ألَمْلَمَ، وهو ميقاتُ أهل اليمن.
يلنج
يَلَنْجوج: عودٌ يتبخَّر به. وكذلك يَلَنْجَجٌ وألَنْجَجٌ. قال حميد بن ثور:
لا تصطَلي النارَ إلا مِجْمَراً أرِجاً ... قَ كَسَّرَتْ من يَلَنْجوجٍ له وَقَصا
يمميَمَّمْتُهُ: قصدتُهُ. وتَيَمَّمْتُهُ: تقصَّدتُهُ. وتَيَمَّمْتُ الصعيدَ للصلاة، وأصله التعمُّد والتوخِّي، من قولهم: تَيَمَّمْتُكَ وتَأَمَّمْتُكَ. قال ابن السكيت: قوله تعالى: " فتَيَمَّموا صعيداً طيِّباً " ، أي اقصدوا لصعيدٍ طيِّبٍ. ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتَّى صار التَيَمُّمُ مسحَ الوجه واليدين بالتراب. ويَمَّمْتُهُ برُمْحي، أي توخَّيته وقصدته دونَ مَنْ سِواه. وقال:
يَمَّمْتُهُ الرمحَ صدراً ثم قلتُ له ... هذي المروءةُ لا لِعْبُ الزَحاليقُ
ويَمَّمْتُ المريضَ فتَيَمَّمَ للصلاة. الأصمعيّ: اليَمامُ: الحمامُ الوحشي، الواحدة يَمامَةٌ. وقال الكسائي: وهي التي تألف البيوت. واليَمُّ: البحرُ، وقد يُمَّ الرجلُ فهو مَيْمومٌ، إذا طرح في البحر.
يمناليَمَنُ: بلاد للعرب، والنسبة إليها يَمَنِيٌّ ويَمانٍ مخفَّفةً. قال سيبويه: وبعضهم يقول يَمانِيّ بالتشديد. قال أميَّة بن خلف:
يَمانِيًّا يظَلُّ يشدُّ كِيراً ... وينفُخ دائماً لَهَبَ الشُواظِ
وقومٌ يَمانِيَةٌ ويَمانونَ. وامرأةٌ يَمانِيَةٌ أيضاً. وأَيْمَنَ الرجل، ويَمَّنَ، ويامَنَ، إذا أتى اليَمَنَ. وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلان بأصحابك، أي خذْ بهم يَمنَةً. وتَيَمَّنَ: تَنَسَّبَ إلى اليَمَنِ. والتَيْمَنِيُّ: أفق اليَمَنِ. واليُمْنُ: البركة. وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه، فهو مَيْمونٌ، إذا صار مُباركاً عليهم. ويَمَنَهُمْ فهو يامِنٌ. وتَيَمَّنْتُ به: تبرَّكتُ. والأيامِنُ: خلافُ الأشائم. واليَمْنَةُ بالفتح: خلافُ اليَسرةِ. يقال: قعدَ فلانٌ يَمْنَةً. والأيْمَنُ والمَيْمَنَةُ: خلاف الأيسر والميسرة. واليمينُ: القوَّة. قال الشماخ:
إذا ما رايَةٌ رُفعتْ لمجدٍ ... تَلَقَّاها عَرابَةُ باليمينِ
وقوله تعالى: " تأتونَنا عن اليمينِ " . قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: أي من قِبَلِ الدينِ، فتزيِّنونَ لنا ضلالتَنا. كأنَّه أراد: تأتوننا عن المأتى السهل. الأصمعيّ: فلانٌ عندنا باليَمينِ، أي على اليُمْنِ. واليَمينُ: القَسَمُ، والجمع أيْمُنٌ وأيْمانٌ. يقال: سمِّي بذلك لأنَّهم كانوا إذا تَحالفوا ضرب كلِّ امرئٌ منهم يَمينَهُ على يَمينِ صاحبِهِ. واليَمينُ: يَمينُ الإنسان وغيره. وتصغير اليَمينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ. واليُمْنَةُ بالضم: البُرْدَةُ من بُرود اليَمَنُ. وأيْمُنُ الله: اسمٌ وضع للقسم. وقال أبو عبيد: وكانوا يحلفون باليمينِ فيقولون: يَمينُ الله لا أفعلُ. وأنشد لامرئ القيس:
فقلتُ يَمينُ الله أبرحُ قاعداً ... ولو قَطَعوا رأسي لديكِ وأوصالي
أراد: لا أبرحْ. فحذف لا وهو يريده. ثم يجمع اليَمينُ على أيْمُنٍ. كما قال زهير:
فتُجْمَعُ أيْمُنٌ منَّا ومنكم ... بمُقْسَمَةٍ تمورُ بها الدِماءُ
ثم حلفوا به فقالوا: أيْمُنُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُكَ يا رَبِّ إذا خاطبوا.
ينعيَنَعَ الثمرُ يَيْنِعُ ويَيْنَعُ يَنْعاً ويُنْعاً ويُنوعاً، أي نضجَ. وأيْنَعَ مثله. واليَنيعُ واليانِعُ، مثل النَضيجِ والناضِجِ. قال عمرو بن معدي كرب:
كأنَّ على عَوارِضِهِنَّ راحاً ... يُفَضُّ عليه رُمَّانٌ يَنيعُ
وجمع اليانِع يَنْعٌ.
ينماليَنَمُ بالتحريك: ضربٌ من النبت، الواحدة يَنَمَةٌ.
يهمابن السكيت: الأيْهَمانِ عند أهل البادية: السيلُ والجملُ الهائِجُ الصؤُولُ يُتَعَوَّذُ منهما. وهما الأعْمَيان. قال: وعند أهل الأمصار السيلُ والحريقُ. قال أبو عبيد: وإنَّما سمِّي أيْهَمَ لأنَّه ليس ممَّا يُستطاع دفعُهُ لا ينطق فيُكَلَّمُ أو يُسْتَعْتَبُ. ولهذا قيل للفلاة التي لا يُهتدى فيها الطريقُ يَهْماءُ. وللبرّ أَيْهَمُ. قال الأعشى:
ويَهْماءُ بالليل غَطْشى الفَلا ... يُؤْنِسُني صوتُ فيَّادِها
والأيْهَمُ من الرجال: الأصمّ. والأيْهَمُ: الشجاعُ.
يهيه
==ج13. كتاب : الصحاح في اللغة الجوهري
يقول الراعي لصاحبه من بعيدٍ: ياهِ ياهِ، أي أقبل. قال ذو الرمّة:
يُنادي بيَهْياهٍ وياهٍ كأنَّه ... صُوَيْتُ رُوَيْعٍ ضلَّ بالليل صاحبهْ
ويَهْيَهْتُ بالإبل، إذا قلت لها: ياهِ ياهِ.
يوماليَوْمُ معروفٌ، والجمع أيَّامٌ، وأصله أيْوامٌ فأُدغمَ. قال الأخفش في قوله تعالى: " أُسِّسَ على التَّقْوى من أوَّلِ يَوْمٍ " . قال: من أوَّل الأيَّامِ. كما تقول: لقيت كلَّ رجلٍ، تريد كلَّ الرجال. وعاملتُهُ مُياوَمَةً، كما تقول: مُشاهَرَةً. وربَّما عبَّروا عن الشدَّة باليَوْمِ. يقال: يَوْمٌ أيْوَمُ كما يقال ليلةٌ ليلاء. 13
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق